الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
يحيى بن سلامة الحُصكُفي
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج3، ص306-307
11-3-2016
3927
هو أبو الفضل معين الدين يحيى بن سلامة بن الحسين الخطيب الحصكفيّ، ولد في طنزة، و هي بليدة صغيرة في جزيرة ابن عمر (شماليّ الشام و العراق) ، سنة 459 ه (1067 م) و نشأ في حصن كيفا. ثم انه قدم الى بغداد فدرس الأدب على الخطيب التبريزيّ و درس الفقه. بعدئذ بارح بغداد الى ميّافارقين فاستوطنها فأصبح خطيبها و مفتيها. و كانت وفاته سنة 551 ه (1156 م) أو 553 ه (ابن الاثير 11:239) .
كان يحيى الحصكفي شاعرا و خطيبا و مترسّلا. و هو عظيم البراعة في شعره و نثره مقتدر في جميع أوجه الصناعة المعنوية و الصناعة اللفظية له خطب مهملة (غير منقوطة) مع المبالغة في الترصيع و التجنيس. و شعره كثير الصناعة كنثره. و هو يصرّف في شعره و نثره كثيرا من المعارف اللغوية و الفقهية و الفلكية و سواها. و له ديوان خطب و ديوان رسائل و ديوان شعر، و له كتاب المترادفات في القرآن.
مختارات من شعره:
- ليحيى الحصكفي خمسة أبيات مشهورة على أولها نفحة من أبي نواس:
أشكو إلى اللّه من نارين: واحدة... في وجنتيه، و أخرى منه في كبدي
و من سقامين: سقم قد أحلّ دمي... من الجفون، و سقم حل في جسدي
و من نمومين: دمعي حين أذكره... يذيع سرّي، و واش منه بالرصد (1)
و من ضعيفين: صبري حين أندبه... و ودّه-و يراه الناس طوع يدي
مهفهف رقّ حتّى قلت من عجب...أخصره خنصري أم جلده جلدي (2)
- ألبّ داعي الهوى وهنا فلبّاها... قلب أتاها؛ و لو لا ذكرها تاها (3)
تلت علينا ثناياها-سطور هوى... لم ننسها مذ و عيناها-و عيناها (4)
- سألته اللّثم يوم البين فالتثما... و صدّه التيه أن يثني إليّ فما (5)
فكيف أطلب حفظ الودّ من صلف... سألته قبلة يوم الوداع فما (6)
- و له من خطبة مهملة (غير منقوطة الكلمات، و تستثنى التاء المربوطة لأن اصلها الهاء) :
. . . . و أعدّ صلاة الاسحار لحصول صلة المحار، و حاول دار السلام (7) و محلّ الاكرام: دار سرّ أهلها و دام أكلها، لا همّ و لا هرم، و لا علل و لا ألم. . . . .
- و له رسالة فيها تجنيس منكوس: يوازن بين الجمل (يجعل كلّ جملة مساوية للتي قبلها في عدد الكلمات) ثم يجعل كل كلمة عكس التي تقابلها في ترتيب الحروف:
. . . . فالنفس بعقود التذرّع حالية و لقعود التعذّر حائلة (راجع عقود و قعود، التذرّع و التعذّر، حالية و حائلة) ، و في رحاب الحمد راسية و في بحار المدح سارية. . . .
____________________
1) النمومان مثنى نموم (النمام) : الذي ينقل الاخبار من شخص الى الآخر أو يذيع ما يريد الناس عادة كتمانه (خصوصا التأريث: ما يذكي العداوة بين الناس، و إغراء بعض الناس ببعض) .
2) الواشي: الذي ينقل الكلام و الاخبار و يزيد فيها (بغية الاضرار بأصحاب تلك الأخبار) . الرصد (بفتح فسكون أو بفتح ففتح) : المراقبة، التربص، انتظار الفرصة المؤاتية.
3) المهفهف: نحيف القوام. أخصره مثل خنصري في الدقة أم جلده مثل جلدي (بفتح ففتح: صبري) في الرقة و الضعف؟
4) ألب بالمكان: أقام. -(تبدت العزة الالهية لقلبي) و هنا (بعد منتصف الليل) فلباها (استجاب لها، أسرع اليها) . تاه: ضل، حاد عن الطريق القويم. لو لا ذكري الكثير للّه لضل قلبي و ما اهتدى الى الحق أبدا.
5) مذ و عيناها-مذ حفظناها. و عيناها (معطوفة على «ثناياها») : ثناياها (اسنانها الجميلة) و عيناها جذبتنا الى حبها.
6 و 7) «فما» في البيت الاول كلمة واحدة (منصوبة) : الفم. و «فما» في البيت الثاني كلمتين: الفاء حرف عطف، ما حرف نفي (ما رد علي) .