الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
محمد الجلجولي
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج3، ص897-898
11-3-2016
3038
هو الشيخ أبو العون محمّد بن عليّ بن سالم الغزّيّ الجلجوليّ القادريّ الصوفيّ، أصل أسرته من غزّة (فلسطين) ثم انتقلوا الى جلجوليا. ولد محمّد الجلجولي (1) في جلجولية؛ و تلقّى التصوّف على الطريقة القادريّة (2)، فيما يبدو، من شهاب الدين بن ارسلان (رسلان) الرملي و من رضيّ الدين الغزّي.
في سنة 897 ه (1492 م) خرج محمّد الجلجولي حاجّا فزار القدس و الخليل ثم وصل إلى مكّة. و في آخر عمره انتقل إلى الرملة و بقي فيها الى أن مات سنة 910 ه (3).
كان الشيخ أبو العون محمّد الجلجوليّ من رجال التصوّف المعدودين في عصره، و قد رووا له كرامات و أعمالا خارقة للعادة كثيرة، و كان له شعر قويّ متين و سهل عذب على مذهب أهل التصوّف فيه حماسة من حماسة العارفين (الصوفية) .
مختارات من شعره:
- قال محمّد الجلجوليّ في الحضور و المعرفة (يخاطب العزّة الالهية) :
يا حاضرا في ضمير القلب ما غابا... لولاك ما لذّ لي عيش و لا طابا
آثار فعلك كانت أصل معرفتي... و يجعل اللّه للتوفيق أسبابا
- و قال في الحماسة على طريقة العارفين:
تعالوا إلينا لا ملال و لا بعد... و لا صدّ عن أبوابنا لا و لا طرد
تعالوا و قد صحّحتم عقد ودّكم... فمن صحّ منه العقد صحّ له الودّ
إذا جئتم لا تنزلوا عند غيرنا... و من غيرنا حتّى يكون له «عند» (4)
فما كلّ دار في الهوى دار زينب... و لا كلّ خود بين أترابها هند
أنا الفارس الصنديد و الأسد الذي ... أبو العون من عزمي تذلّ له الأسد (5)
فتحت رتوقا كان صعبا مسدّها... و ليس لها من بعد فتقي لها سدّ (6)
و جرّدت سيف العزم في موكب الوفا... بحدّ ذباب ما له أبدا غمد (7)
_______________________
1) لما ذكر السخاوي (الضوء اللامع 8:184) محمدا الجلجوجي قال: «و هو حي قريب التسعين» . و السخاوي قد أتمّ تأليف كتابه هذا سنة 896 ه (بروكلمان، الملحق 2:31، السطر السابع من أسفل) . و بما أن وفاة الجلجوجي كانت سنة 910 ه، فيجب أن يكون قد عاش أكثر من مائة سنة.
2) طريقة صوفية منسوبة الى عبد القادر الجيلاني (ت 561 ه-1167 م) ، و كانت تروى له كرامات كثيرة.
3) تبدأ السنة 910 ه في 14/6/1504 م. و الغالب أنه توفي في صفر أو في المحرم، على أبعد تقدير، لأن صلاة الغائب أقيمت عليه في الجامع الأموي في دمشق يوم الجمعة في 17 صفر 910(30/7/1504 م) .
4) غيرنا - كناية عن العزة الالهية - و أي الناس له قيمة حتى يمكن أن ينزل عنده الناس.
5) الصنديد: السيد الشجاع.
6) شققت طرقا (الى المعرفة الالهية) كانت مسدودة سدا يصعب على غيري فتحه. أما الآن فإنها لن تغلق بعد أن فتحتها أنا.
7) الذباب من السيف: حده أو طرفه المتطرف (رأسه) جردت سيف العزم: جرأت على السير في طريق التصوف (للوصول الى اللّه) . في موكب الوفا (المحبة الالهية و الطاعة) . ما له أبدا غمد (بفتح الغين) رد السيف الى قرابه : لن يبطل السير في طريق التصوف بعدي.