الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
عبد الجبار السَّرْتي
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج4، ص142-143
11-3-2016
2504
هو عبد الجبّار بن خالد بن عمران السّرتيّ (و سرت مرفأ في أواسط ساحل ليبيا اليوم) ، ولد سنة 194(٨١٠ م) و لازم سحنونا (ت 240) ما ترك مجلس علم له لم يحضره. و كان صديقا لحمد يس القطّان (1) و شريكا يعملان في القطن معا في سوق الأحد ثمّ تقاطعا بسبب كتب محمّد بن مهديّ البكريّ (2) : كان عبد الجبّار يقرأها، و كان حمديس يريد أن يصرفه عن قراءتها. و قد تقاطعا أربعا و عشرين سنة و لكن لم يسئ أحد منهما إلى الآخر بفعل أو بقول. و لمّا مات عبد الجبّار صلّى عليه حمديس.
و جلس عبد الجبّار للإفادة فسمع منه جماعة كثيرة العدد.
و كانت وفاة عبد الجبّار في أول رجب من سنة ٢٨١(٧/٩/894 م) .
كان عبد الجبّار السرتيّ شيخا صالحا متعبّدا يضرب به المثل في الفضل و الدّين. و كان ذا فهم لمعاني العلم، و له أقوال كثيرة تجري مجرى الحكمة.
مختارات من أقواله:
- من أقوال عبد الجبّار السرتي (تراجم أغلبية ٢٩٨-٢٩٩) :
من قلّ كلامه قلّت آثامه-الصوم عن الكلام أثقل (على النفس) من الصوم عن الطعام-من خلا بربّه لم يعدم النور من قلبه، و من خلا بغيره لم يعدم الزّيادة في ذنبه-لو لا الفضول لصفت العقول و لأصبح المجهول عندك (و هو) معقول-من وبّخك فقد نفعك، و من نفعك فقد رفعك-كنت أخلو (بنفسي) لأعلم فصرت أخلو لأغنم- من كان بالليل نائما و بالنهار هائما فمتى (يصبح غانما) ؟ (3). و قال (ص ١٢٨،٣٣٧) :
ترك الحرام أفضل من ملء الأرض إلى عنان (4) السماء ذهبا و فضّة كسبت (من وجهها الشرعي) و أنفقت في سبيل اللّه لا يراد بها إلاّ وجهه (وجه اللّه) .
_____________________
١) حمديس القطّان هو أحمد بن محمد الأشعري (٢٣٠-٢٨٩ ه) كان على مذهب الأشاعرة الذين يفضّلون الرواية الدينية على التخريج العقلي (في مسائل الإيمان و العبادات) .
٢) يبدو أن محمّد بن مهدي البكري كان من المعتزلة الذين يقدّمون العقل على الروايات الدينية. و كان سحنون (راجع، فوق، ص ١١٢) يقول: «ابن مهدي هذا ضالّ مضلّ (تراجم أغلبية، ص 296)» .
٣) في الأصل: متى ينال الغنائم!
4) عنان (بالكسر) السماء: نواحيها و (بالفتح) : ما بدا لك منها.