1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

الأمير عبد الله بن محمد

المؤلف:  عمر فرّوخ

المصدر:  تأريخ الأدب العربي

الجزء والصفحة:  ج4، ص156-159

11-3-2016

3232

هو أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرحمن بن الحكم، و اسم أمّه بهار. كان مولده في نصف ربيع الآخر من سنة ٢٢٩(١٢/١١/843 م) . 
بويع عبد اللّه في نصف صفر من سنة 275(٢٩/4/٨٨٨ م) ، و الأندلس في أحلك أيّامها لكثرة الفتن، فلقد بلغت فتنة ابن حفصون في عهده ذروة اشتدادها. و كان أنصار ابن حفصون يصلون في غاراتهم إلى أحواز قرطبة. و كذلك استبدّ بنو حجّاج و بنو خلدون بمنطقتي إشبيلية و قرمونة كما استبدّ آل تجيب بسرقسطة و ما حولها (في الشّمال) و بنو ذي النون بطليطلة. 
و في أيّامه نبعت الدولة الفاطمية في القيروان، و كانت دولة مناوئة للأمويّين في الأندلس. 
و كثرت غارات الإسبان على أطراف البلاد فقام الأمير عبد اللّه بغزوات كثيرة إلى بلاد الإسبان، و لكنّ هذه الغزوات كانت ضعيفة الأثر. 
و كان أشدّ ما لقيه الأمير عبد اللّه فساد قلوب إخوته و أبنائه عليه حتّى بلغت الجرأة بهم إلى أن تآمروا عليه. فلمّا عرف ذلك قتل نفرا منهم. ثمّ لم يجد الأمير عبد اللّه أحدا من إخوته و أبنائه الباقين يصلح للإمارة فبايع بالإمارة لحفيده عبد الرحمن ابن محمّد المقتول (الذي أصبح الخليفة عبد الرحمن الناصر) . 
و كانت وفاة الأمير عبد اللّه في مستهلّ ربيع الأول من سنة ٣٠٠(16/١٠/ ٩١٢ م) . 
كان الأمير عبد اللّه بن محمّد شاعرا مطبوعا له أشعار حسان في الغزل و الزهد و شيء من التوقيع و الرسائل. 
المختار من آثاره: 
- قال الأمير عبد اللّه بن محمّد في صباه يتغزّل: 
ويلي على شادن كحيلٍ... في مثله يخلع العذارُ (1) 
كأنّما وجنتاه وردٌ... خالطه النّور و البهار (2) 
قضيب بان إذا تثنّى... يدير طرفا به احورار (3) 
فصفو ودّي عليه وقفٌ... ما اطّرد الليل و النهار (4) 
- و قال في الغزل أيضا: 
يا مهجة المشتاق، ما أوجعك... و يا أسير الحبّ، ما أخشعك (5) 
و يا رسول العين من لحظها... بالردّ و التبليغ ما أسرعك
تذهب بالسرّ و تأتي به... في مجلس يخفى على من معك 
كم حاجة أنجزت إبرازها... تبارك الرحمن، ما أطوعك 
- و له في الزهد: 
يا من يراوغه الأجل... حتى مَ يلهيك الأملْ (6) 
حتى مَ لا تخشى الردى... و كأنه بك قد نزل (7) 
أغفلت عن طلب النجا... ة، و لا نجاة لمن غفل 
هيهات تشغلك المنى... و لم يدوم بك الشغل (8) 
فكأنّ يومك لم يكن... و كأنّ نعيك لم يزل (9) 
- و أذنب بعض موالي الأمير عبد اللّه يوما فقال له الأمير عبد اللّه (ابن عذاري 2:154) : إنّ مخايل الأمور لتدلّ على خلاف قولك و تنبئ عن باطل تنصّلك (10). و لو أقررت بذنبك و استغفرت لجرمك لكان أجمل بك و أسدل لستر العفو عليك (11). 
فقال له المذنب: قد اشتمل الذنب عليّ و حاق الخطأ بي(12). و إنّما أنا بشر، و ما يقوم لي عذر. 
فردّ عليه الأمير عبد اللّه: مهلا عليك، رويدا بك. تقدّمت لك خدمة و تأخّرت لك توبة، و ما للذنب بينهما مدخل. و قد وسعك الغفران(13) . 
- و أملى الأمير عبد اللّه (على بعض كتّابه) كتابا إلى بعض عمّاله: 
أما بعد، فلو كان نظرك فيما خصصناك به و اهتبالك به على حسب مواترتك (14) بالكتب و اشتغالك بذلك عن مهمّ أمرك لكنت من أحسن رجالنا عناء (15) و أتمّهم نظرا و أفضلهم حزما. فأقلل من الكتب فيما لا وجه له و لا نفع فيه، و اصرف همّتك و فكرتك و عنايتك إلى ما يبدو فيه اكتفاؤك و يظهر فيه غناؤك (16) ، إن شاء اللّه. 
______________________
١) الشادن: الغزال الصغير. الكحيل: الذي تكثف رموش عينيه فتبدو أطراف جفونه سودا. 
٢) النور (بفتح النون) الزهر الأبيض. البهار: الزهر الأصفر. 
٣) البان شجر أغصانه شديدة الاستمامة و الطول. تثنّى: تمايل. الاحورار أو الحور أن يكون بياض العين شديد البياض و سوادها شديد السواد. 
4) اطّرد: تتابع و استمرّ. 
5) المهجة: دم القلب، القلب. ما أخشعك: ما أكثر خضوعك و طاعتك للمحبوب. 
6) راوغه: داوره، يبدو مبتعدا عنك، يقترب و بالعكس. 
7) الردى: الموت. و كأنه قد نزل: سينزل عمّا قريب جدّا. 
8) إنّ الأماني الكاذبة تنسيك الموت، فلما ذا يدوم اشتغالك بالأماني الكاذبة؟ الشغل (بفتح ففتح أو بضم فضم).
9) كأنّ اليوم الذي أنت فيه (أنت حيّ فيه) لم يأت، و كأنّك لا تزال مهدّدا بالموت. 
10) مخايل (جمع مخيلة بفتح الميم و كسر الخاء) : دلائل، علامات. تنصّل من الذنب: أظهر أنّه بريء منه 
11) الجرم: الذنب الكبير. أجمل بك: أليق بك و أحسن لك. أسدل (فعل تفضيل) 
(12) حاق: أحاط .
(13) تقدّمت لك خدمة (اهتمام بأمورنا) و تأخرت لك توبة (لقد تبت أخيرا) : قد وسعك الغفران: غفرنا لك.
14) لو كان اهتمامك بما جعلنا الأمر فيه لك وحدك و اهتبالك (إسراعك) في تنفيذه على حسب (بمقدار) مواترتك (متابعتك، موالاتك، إكثارك) من الكتب (الرسائل إلينا) . . . 
15) العناء (بالعين المهملة) : تعب، اهتمام. 
16) الغناء (بفتح الغين) : النفع.

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي