الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الأشموني
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج3، ص919-923
11-3-2016
5984
هو نور الدين أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عيسى بن محمّد الأشمونيّ، نسبة الى أشمونين (1) ، ولد في القاهرة في شعبان من سنة 738 ه (آذار- مارس 1435 م) .
أخذ نور الدين الأشمونيّ العلم عن نفر منهم جلال الدين المحلّي (ت 864 ه) و صالح بن عمر البلقيني )ت 868 ه) و يوسف بن سعد الدين المناوي )ت 871 ه) و محمّد بن سليمان الكافيجي )ت 879 ه) ثمّ تصدّر للإقراء. و قد تولّى القضاء في دمياط. و كانت وفاته في القاهرة في سابع عشر ذي الحجّة من سنة 918 ه (24/2/1513 م) .
برع نور الدين الأشمونيّ في عدد من العلوم منها الفقه و النحو و المنطق و الحساب (الفرض: تقسيم الارث) ، و لكنّ شهرته قائمة على معرفته بالصرف و النحو. و قد كانت بينه و بين السيوطيّ (ت 911 ه) منافسة. ثمّ هو مؤلّف له: منهج السالك الى ألفية ابن مالك (شرح ألفية ابن مالك) - شرح التسهيل (2) - نظم جمع الجوامع (3) - نظم أيساغوجي (4) - نظم المنهاج (5) (في الفقه) .
مختارات من آثاره:
- مقدّمة «منهج السالك» (6) :
بسم اللّه الرحمن الرحيم. أمّا بعد حمد اللّه على ما منح من أبواب البيان، و الصلاة و السلام على من رفع بماضي العزم قواعد الإيمان و خفض بعامل الجزم كلمة البهتان: محمّد المنتخب من خلاصة معدّ و عدنان (7) ، و على آله و أصحابه الذين أحرزوا قصبات السبق في مضمار الإحسان و أبرزوا ضمير القصّة و الشان بلسان السنان و سنان اللسان (8). فهذا (9) شرح لطيف (10) بديع على ألفيّة ابن مالك (11) مهذّب المقاصد واضح المسالك، يمتزج بها (12) امتزاج الروح بالجسد و يحلّ منها محلّ الشجاعة من الأسد، تجد نشر التحقيق من أدراج عباراته يعبق (13) ، و بدر التدقيق من أبراج إشاراته يشرق؛ خلا من الإفراط المملّ و علا عن التفريط المخلّ (14) و كان بين ذلك قواما (15). و قد لقّبته ب «منهج السالك الى ألفيّة ابن مالك» . و لم آل جهدا في تنقيحه و تهذيبه و توضيحه و تقريبه (16). و اللّه أسأل أن يجعله خالصا لوجهه الكريم و أن ينفع به من تلقّاه بقلب سليم؛ إنّه قريب مجيب. و ما توفيقي إلاّ باللّه عليه توكّلت و إليه أنيب (17).
-المعرب و المبنيّ (18) :
المعرب و المبنيّ اسما مفعول مشتقّان من الإعراب و البناء، فوجب أن يقدّم الإعراب و البناء (19). فالإعراب في اللغة مصدر أعرب، أي أبان أي أظهر أو أجال أو حسّن أو غيّر، أو أزال عرب الشيء و هو فساده، أو تكلّم بالعربية أو أعطى العربون أو ولد عربيّ اللون (20) أو تكلّم بالفحش أو لم يلحن في الكلام أو صار له خيل عراب (21) أو تحبّب الى غيره، و منه العروبة المتحبّبة الى زوجها. و أما في الاصطلاح ففيه مذهبان: أحدهما أنّه لفظيّ، و اختاره الناظم (22) و نسبه الى المحقّقين و عرّفه في التسهيل (23) بقوله: ما جيء به لبيان مقتضى العامل من حركة أو حرف أو سكون أو حذف (24) . و الثاني أنّه معنويّ و الحركات دلائل عليه؛ و اختاره الأعلم (25) و كثيرون، و هو ظاهر مذهب سيبويه (26)، و عرّفوه بأنّه تغيير أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظا أو تقديرا. و المذهب الأوّل أقرب الى الصواب، لأنّ المذهب الثاني يقتضي أنّ التغيير الأوّل ليس إعرابا-لأنّ العوامل لم تختلف بعد-و ليس كذلك.
و البناء في اللغة: وضع شيء على شيء على صفة يراد بها الثبوت (27). و أمّا في الاصطلاح فقال في التسهيل: ما جيء به لا لبيان مقتضى العامل من شبه (28) الإعراب - و ليس حكاية أو اتباعا أو نقلا أو تخلّصا من سكونين-فعلى هذا فهو لفظيّ. و قيل هو لزوم الكلمة حركة أو سكونا لغير عامل أو اعتلال (راجع الحاشية 9 على الصفحة السابقة) . و على هذا هو معنويّ. و المناسبة في التسمية على المذهبين ظاهرة.
_______________________
1) أشمونين (بضم الهمزة و لفظ التثنية) : بلد في الصعيد الأوسط من مصر (تاج العروس 9:355) . و هي غير أشمون (بضم الهمزة) جريس (بالتصغير) : قرية تحت شطنوف (في المنوفية، شمال القاهرة) .
2) التسهيل في النحو لابن مالك، و قد شرح الاشموني بعضه.
3) جمع الجوامع في أصول الفقه لتاج الدين السبكي (ت 771 ه) ، و هو غير جمع الجوامع لجلال الدين السيوطي (ت 911 ه) في الحديث.
4) ايساغوجي (من اليونانية: المقدمة) في علم المنطق، و هو في الأصل كتاب من وضع ملكون الصوري (المعروف في المصادر الأجنبية و العربية باسم فرفوريوس: ذي الديباج الأحمر) المتوفى عام (304 م - 318 ق. ه) . و كلمة ايساغوجي تستعمل للدلالة على علم المنطق.
5) . . . . . .
6) لاحظ أن الأشموني يستعمل في التعبير عن آرائه ألفاظا من علم الصرف و علم النحو (عامل، ضمير، ماض، فتح، رفع، خفض، جزم، الخ) ، على سبيل التورية.
7) الرفع: تحريك الكلمة بالضمة-إعلاء الشيء. الماضي: الفعل الماضي-القاطع، البات، ذو الأثر و النفوذ. الخفض: تحرك الكلمة بالكسرة-جعل الشيء منخفضا متدنيا، منحطا عن غيره. الجزم: قطع النفس عند آخر الكلمة (بلا تحريك لآخرها) -الفصل في الأمور. البهتان: الكذب (الكفر) . معد بن عدنان: جدان من أجداد عرب الشمال الذين منهم قريش و من قريش بنو هاشم آل الرسول.
8) قصبات السبق: التقدم في الأمور على المتنافسين و المتسابقين (كانت العادة أن تزرع - تشك في الارض-قصبة واحدة، ثم يجري المتسابقون، فمن استطاع أن يصل الى تلك القصبة أولا و يحرزها (أي ينزعها من الارض) ، عد سابقا في ذلك الجري) . حاز قصبات السبق: سبق غيره في كل شيء.
9) الفاء في «فهذا» رابطة لقوله «أما» في مطلع المقدمة.
10) لطيف: صغير، قصير، موجز (مع أن هذا الشرح مطبوع في ثلاثة أجزاء) .
11) هو محمد بن عبد اللّه بن مالك الاندلسي (ت 672 ه) من كبار علماء النحو. و الألفية (أرجوزة من ألف بيت) .
12) بها-بألفية ابن مالك (امتزاج الشرح بالأصل: على منهج واحد) .
13) نشر: رائحة. أدراج العبارات: تدرجها، جريها على نسق منطقي. عبق الطيب في المكان أو الجسم الخ: لزق به (بقيت رائحته و لم تذهب مدة طويلة) .
14) الافراط: الزيادة بلا حاجة اليها، التطويل. التفريط: التضييع، العناية بالأمر أقل مما يجب. المخل: الذي يجعل الشيء ناقصا نقصا يبطل الفائدة منه.
15) «و كان بين ذلك قواما» من سورة الفرقان (25:67) . قواما: اقتصادا (اعتدالا، بقدر الحاجة) .
16) لم آل جهدا: لم أدخر وسعا (بذلت كل جهد أستطيعه) . التنقيح (التنقية من العيوب) التهذيب (حذف ما لا حاجة اليه) و التوضيح (التبيين) و التقريب (تسهيل الفهم على الناس) .
17) في هذه الجمل اقتباس من القرآن الكريم: إلا من أتى اللّه بقلب سليم (26:89، الشعراء) ، ان ربي قريب مجيب (11:61، هود) ، و ما توفيقي الا باللّه، عليه توكلت و اليه أنيب (11:88) .
18) شرح الاشموني (منهج السالك) ، حققه محمد محيى الدين عبد الحميد (مكتبة النهضة المصرية) ، مصر (مطبعة السعادة)1375 ه-1955 م )1:19-20) .
19) أن يقدم بحث الاعراب و البناء على بحث سائر موضوعات الصرف و النحو.
20) عربي اللون: أسمر.
21) خيل عراب جمع عربي (بتشديد الياء) : عتيق (كريم الاصل، خالص النسب) .
22) الناظم-ناظم الألفية: ابن مالك.
23) التسهيل في النحو كتاب لابن مالك.
24) العامل: العنصر، السبب (الكلمة أو الحال) الذي يؤثر في آخر الكلمة فيحركها على وجه مخصوص به، من حركة (بالفتحة أو الكسرة أو الضمة أو السكون) أو حرف (اعراب بالأحرف: مؤمنان و مؤمنون و مؤمنين و أبوه و أبيه الخ) أو سكون (لم يذهب، الخ) أو حذف (حذف حرف العلة بالجزم من آخر الفعل المعتل: يجري-لم يجر) .
25) الأعلم الشنتمري الاندلسي يوسف بن سليمان (ت 476 ه) .
26) راجع 2:120-121.
27) اذا بنى الانسان بيتا، فهو ينتظر أن يبقى هذا البيت على الصورة التي بناه عليها مدة طويلة. و كذلك الكلمة المبنية يجب أن تبقى كما هي لا تتغير مهما تبدل موقعها في التركيب و عملها في الجملة (فاعلا، مفعولا، مجرورا، الخ) .
28) في الجملة: «بنى خالد بيتا كبيرا» نجد الكلمة «بيتا» معربة اعرابا حقيقيا لأن الفعل «بنى» وقع عليها مباشرة فنصبها. أما الكلمة «كبيرا» فقد نصبت لأنها تابع لكلمة «بيتا» (نعتا) ، و لم تنصب لوقوع الفعل عليها مباشرة. الحكاية: الجملة التي تأتي بعد القول «قيل: التفاح نافع» أو نحو «سورة المؤمنون» (لأن اسم السورة الكريمة «المؤمنون» فنحن نتركها دائما مرفوعة. و كذلك يردّنا القاموس مثلا في بعض الأحيان الى مادة فيه بهذا اللفظ: الأتراك )أطلب «العثمانيون» لأن ترتيب الحروف كما ترد اللفظة في القاموس أو في دائرة المعارف هي «عثمانيون» لا عثمانيين. النقل: هو الحكاية ايضا.