الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
إبن إياس
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج3، ص934-938
10-2-2016
5323
هو أبو البركات زين الدين محمّد بن أحمد بن إياس الحنفي، ولد في سادس ربيع الثاني من سنة 852 ه (9/6/1448 م) في القاهرة و تلقّى علومه على نفر منهم جلال الدين السيوطي (ت 911 ه) و عبد الباسط بن خليل الحنفي (ت 920 هـ - ت 920 ه) الفقيه المؤرّخ.
حجّ ابن إياس في سنة 882 ه (1478 م) . ثمّ يبدو أنّه عاش في عزلة منصرفا الى التأليف و لم يتّصل بالبلاط المملوكي قط. و لعلّ وفاته كانت سنة 930 للهجرة (1524 م) .
ابن إياس مؤرّخ في الدرجة الأولى أراد أن يكتب لمصر تاريخا منذ أقدم الأزمنة (منذ الخليقة، بادئا بآدم) الى آخر أيّامه هو. و مكانته في التاريخ أنّه توسّع في تاريخ عصره (أواخر أيام المماليك و أوائل أيام العثمانيّين) ثمّ تناول معظم مظاهر البيئة التي عاش فيها، في الجانب الطبيعي (الأحداث الفلكية ثمّ كوارث الطبيعة من الفيضان و الأوبئة ثمّ الأحوال الاجتماعية من الفوضى و الظلم ممّا كان يجري على يد المماليك إلى الأحوال المشرقة في العدل أحيانا و في الأعمال الخيرية ممّا كان يجري أيضا على أيدي نفر من المماليك مرّة بعد مرّة، ثمّ الاشارات الأدبية هنا و هنالك) .
و ابن إياس ينظم شعرا أيضا مجاراة لعصر أراد نفر كثيرون من أهله أن يبرزوا في هذا الميدان. و شعر ابن اياس ضعيف ركيك كثير الجوازات الشواذّ قليل الرونق، و لكنّ فيه أحيانا شيئا يسيرا من الاحسان، كما تجد في المختارات اليسيرة المنتقاة ممّا أورده ابن إياس لنفسه من الشعر في كتابه «بدائع الزهور» .
و هو أيضا مصنّف أشهر كتبه و أهمّها (بدائع الزهور في وقائع الدهور) و فيه جميع خصائصه في كتابة التاريخ. و يبدو أنّ بعض الكتاب من أوّله مفقود و أنّ شيئا من الأحداث المتأخّرة دخيلة على الكتاب. ثمّ له من الكتب: عجائب السلوك (و هو ملخّص لكتاب بدائع الزهور) -عقود الجمان في وقائع الأزمان (موجز في تاريخ مصر) - مرج الزهور في وقائع الدهور (مختصر عامّ في التاريخ القديم، إلى أيام كسرى أنوشروان، أكثره خرافات و إسرائيليّات؛ و الأغلب أن هذا الكتاب منحول لابن اياس و ليس له) -نشق الأزهار في عجائب الاقطار (كتاب في الفلك و نظام العالم و مظاهره، و خصوصا فيما يتعلّق بمصر، و في الآثار القديمة في مصر) -نزهة الأمم في العجائب و الحكم (في عجائب الحكم، في تاريخ العالم) - منتظم بدء الدنيا و تاريخ الأمم (تاريخ عامّ الى أيام الخليفة المكتفي العبّاسي المتوفّي في آخر سنة 295 ه) .
مختارات من آثاره:
- قال ابن إياس في مقدّمة الجزء الرابع من «بدائع الزهور» (تاريخ مصر) :
الحمد للّه الذي فاوت بين العباد و فضّل بعض خلقه على بعض حتى في الأمكنة و البلاد؛ و الصلاة و السلام على سيّدنا محمّد أفصح من نطق بالضاد. . . . و بعد فهذا جزء من كتابنا المؤلّف في التاريخ الموسوم ب «بدائع الزهور في وقائع الدهور» ، و قد أوردت فيه فوائد سنيّة و غرائب مستعذبة مرضيّة تصلح لمسامرة الجليس و تكون للمنفرد كالأنيس. و قد طالعت على هذا التاريخ كتبا شتّى نحو سبعة و ثلاثين تاريخا حتّى استقام لي ما أريد، و جاء (تاريخي هذا) - بحمد اللّه - كالدرّ النضيد. . . . . و قد توخّيت فيه تاريخ مصر و أوردتّ ذلك شيئا فشيئا على الترتيب (1) قاصدا فيه الاختصار. فجاء بحمد اللّه ليس بالطويل المملّ و لا بالقصير المخلّ. و ذكرت فيه ما وقع في القرآن العظيم من الآيات المكرّمة، في أخبار مصر، كناية أو تصريحا، و ما ورد (فيها (2)) من الأحاديث الشريفة النبويّة في ذكرها، و ما خصّت به من الفضائل، و ما فيها من المحاسن دون غيرها من البلاد، و ما اشتملت عليه من عجائب و غرائب و وقائع و غير ذلك، و من نزلها من أولاد آدم و نوح عليهما السلام، . . . و من ملكها من مبتدأ الزمان من الجبابرة و العمالقة و اليونان و الفراعنة و القبط (3) و غير ذلك. . . . إلى وقتنا هذا و هو افتتاح عام إحدى و تسعمائة، و من كان بها من الحكماء و العلماء و الفقهاء و القرّاء. . . . و قد بيّنت ذلك في تراجمهم من مبتدأ خبرهم و ذكر أنسابهم و مدّة حياتهم الى حين وفاتهم، حسب ما يأتي ذكر ذلك في مواضعه على التوالي من الشهور و الأعوام.
- قال ابن إياس في احتفال كبير سار فيه السلطان قانصوه الغوريّ في موكب حافل من الاسكندرية إلى القاهرة، سنة 920 للهجرة و قال: «و قد نظمت في ذلك هذه القصيدة التي لم ينسج مثلها على منوال» . من هذه القصيدة:
و تضاحك الميدان مذ غنّت به... أطياره سحرا على العيدان
عاينته لمّا بدا في موكبٍ... يزهو على كسرى أنوشروان
ما زال أهل الثغر من فرح بهِ... بتباشر في السرّ و الإعلان (4)
لو كان ذو القرنين حيّا في الورى... لاقاه بالإكرام و الإحسان (5)
و اختاره ملكا يلي من بعده... في سائر الأقطار و البلدان
فاق الملوك بمصر ممّن قد مضى... أخباره في سالف الأزمان
فاللّه يكفيه مؤونة حاسدٍ... و يطيل أياما له بتهان
ما ماس غصن في الرياض و كلّلت... أيدي الغمام شقائق النعمان
- و توفّي ابن صغير للسلطان قانصوه الغوري فقال ابن إياس يرثيه:
لهفي على من كان ظنّي أنّني... أفني المدائح في الثناء قوافيا
فمضى و أثكلني، فها أنا ناظمٌ... تلك المعاني الغرّ فيه مراثيا
- و قال ابن اياس (بدائع الزهور، طبعة 1379 ه-1960 م،4:218) :
و في يوم الأربعاء خامس عشرة (ربيع الأول 917 ه) توفّي الشهاب أحمد المحلاّويّ مؤذن السلطان، و كان حسن الصوت مطبوعا في فنّه. . . . . و مات و قد ناف عن الأربعين سنة، و قيل جاوز الخمسين. . . . . و قد تزوّج نحوا من مائة امرأة. و قد قلت في ذلك مداعبة لطيفة:
قالت نساء المحلّي يا ويحه، كم... مؤذّن لا يصلّي كأنّما هو ديك
_____________________
1) على ترتيب السنين (حوادث السنة العشرين، حوادث السنة الواحدة و العشرين، الخ) .
2) فيها: في مصر.
3) الجبابرة: أقوام شديد و القوة و البطش اعتقد المؤرخون الأقدمون أنهم كانوا السكان الأولين في الأرض. العمالقة: أقوام طوال القامة جدا (في اعتقاد المؤرخين القدماء) . الفراعنة: ملوك مصر القدماء (و أهل مصر في زمن الفراعنة) . القبط: (سكان مصر قبل الفتح الاسلامي ثم الذين بقوا منهم على النصرانية بعد الفتح الاسلامي) .
4) الثغر: الاسكندرية.
5) ذو القرنين: الاسكندر المقدوني الكبير كان في القرن الرابع قبل الميلاد و استولى على بلاد كثيرة في أوروبة و آسية (الى السند، غربي الهند) و في افريقية.
الاكثر قراءة في تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
