الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الدماميني
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج3، ص836-839
27-1-2016
3296
هو محمّد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر بن محمّد.... الإسكندريّ المعروف بابن الدمامينيّ، ولد في الإسكندرية (مصر) ، سنة 763 ه (1362 م) . و درس الدمامينيّ في الإسكندرية على البهاء الدماميني ثمّ انتقل الى القاهرة و سمع فيها على السرّاج بن الملقّن و غيره.
و تولّى الدمامينيّ في الإسكندرية التدريس في عدّة مدارس، كما تولّى القضاء فيها و الخطابة في جامعها. ثمّ انه انتقل الى القاهرة فتصدّر في الجامع الأزهر لإقراء النحو، كما تولّى القضاء فيها أيضا. و قد تكسّب بالتجارة و الحياكة زمنا فلم يوفّق.
و تقلّب الدمامينيّ في البلاد: أكثر التردّد بين القاهرة و الإسكندرية، و سكن دمشق (800 ه) ثمّ حجّ (801 ه) و عاد الى الإسكندرية. و حجّ. أيضا سنة 819 ه ثمّ ذهب الى اليمن (820 ه) و أقام يدرّس في جامع زبيد فلم يلق نجاحا، فانتقل إلى الهند فنال فيها حظوة كبيرة، و لكنّه توفّي فجأة في بلدة كلبرجة، في شعبان 827 ه (تمّوز- يوليو 1424 م) ، قيل مسموما.
الدمامينيّ من علماء اللغة و النحو، و هو يجيد عددا من فنون الأدب كما يجيد الخطّ أيضا. و له شعر و نثر. و في شعره شيء من البراعة و شيء من الرقّة و الطلاوة. و أكثر شعره في الأدب و الغزل و الألغاز. و للدمامينيّ تصانيف منها: كتاب القوافي-جواهر البحور (في العروض) - تحفة الغائب في شرح مغني اللبيب (لابن هشام الانصاريّ) -نزول الغيث (حاشية فيها نقد على الصفدي في شرحه المسمّى: الغيث الذي انسجم في شرح لاميّة العجم للطغرائي) - شمس المغرب في المرقص و المطرب - شرح صحيح البخاري. و له ديوان شعر اسمه الفواكه البدرية. .
مختارات من آثاره:
- قال الدمامينيّ في ذمّ الزمان:
رماني زماني بما ساءني... فجاءت نحوس و غابت سعود
و أصبحت بين الورى بالمشيب... عليلا؛ فليت الشباب يعود
- و قال يصف مغنّيا جميلا يعزف و هو يغنّي:
يا عذولي في مغنّ مطربٍ... حرّك الأوتار لمّا سفرا
كم يهزّ العطف منه طربا... عند ما يسمع منه وترا (1)
- و قال في امرأة جبّانة (تصنع الجبن. و الجبّانة أيضا: المقبرة) :
مذ تعانت صناعة الجبن خودٌ... قتلتنا عيونها الفتّانة
لا تقل لي كم مات فيها قتيلاً... كم قتيل بهذه الجبّانة
- من مقدمة «كتاب العيون الفاخرة الغامزة على خبايا الرامزة» :
. . . . أمّا بعد، فلا يخفى أنّ العروض صناعة تقيم لبضاعة الشعر في سوق المحاسن وزنا، و تجعل تعاطيه بالقسطاس المستقيم سهلا بعد أن كان حزنا (2) و قد كنت في زمن الصبا مشغوفا بالنظر الى محاسن هذا الفنّ مولعا بالتنقير عن مباحثه التي طنّ على أذني منها ما طنّ؛ أطيل الوقوف بمعاهده، و أتردّد إلى بيوت شواهده، و أسبح فيه سبحا طويلا، و أجد التعلّق بسببه خفيفا، و إن كان الجاهل يراه ثقيلا. إلى ان ظفرت في أثناء تصفّحي لكتب هذا العلم بالقصيدة المقصورة المسمّاة بالرامزة-نظم الشيخ الإمام البارع ضياء الدين أبي محمّد عبد اللّه بن محمّد الخزرجيّ، نور اللّه تعالى ضريحه و أمدّ بمدد الرحمة روحه - فوجدتها بديعة المثال بعيدة المنال. و رمت أن أذوق حلاوة فهمها فإذا الناس صيام، و حاولت أن افترع أبكار معانيها فإذا هي من المقصورات في الخيام. و طمعت منها في لين الانقياد فأبدت إبائة و عزّا، و سامتها الأفهام أن تفصح عن المراد فأبت أن تكلّم الناس إلاّ رمزا. فطفقت أطلّق النوم لمراجعتها و أنازل السهر لمطالعتها، مع أنّني لا أجد شيخا أتطفّل بقدري الحقير على فضله الجليل، و لا أرى خليلا أشاركه في هذا الفنّ؛ و هيهات عدم في هذا الفنّ الخليل. و لم أزل على ذلك إلى أن حصلت على حلّ معقودها و تحرير نقودها و سدّدت سهام البحث إليها و عطّرت المحافل بنفحات الثناء عليها. فقتلتها خبرا و أحييت لها بين الطلبة ذكرا. و علّقت عليها شرحا مختصرا يضرب في هذا الفنّ بسهم مصيب و يقسم للطالب من المطلوب أوفى [قدر]و أوفر نصيب. ثمّ قدم علينا بعض طلبة الأندلس بشرح على هذه المقصورة للإمام العلاّمة قاضي الجماعة بغرناطة السيد الشريف أبي عبد اللّه محمّد بن أحمد الحسيني السبتيّ، رحمة اللّه عليه و رضوانه، فإذا هو شرح بديع لم يسبق إليه و مؤلّف نفيس ملأه (الشارح) من بدائع الحلى ما يستحليه ذوق الواقف عليه. و وجدته قد سبقني الى ابتكار ما ظننت أنّي أبو عذرته و تقدمني إلى الاحتكام في كثير ممّا خلت أنّي مالك إمرته. فحمدت اللّه إذ وفّقني لموافقة عالم متقدّم، و شكرته على ما أنعم به من ذلك و لم أكن على ما فات من السبق بمتندّم. لكنّي أعرضت عمّا كنت كنيته (كتبته!) و طرحته في زوايا الإهمال و اجتنبته، إلى أن حرّكت الأقدار عزمي في هذا الوقت إلى كتابة شرح وسيط فوق الوجيز و دون البسيط جمعت فيه بين ما سبق إليه من المعنى الشريف و ما سنح بعده للفكر من تالد و طريف و بعض ما وقفت عليه لأئمّة هذا الشان متحرّيا لما زان متحرّفا عمّا شان معترفا بعجز الفكر و قصوره و كلال الذهن و فتوره. و لمّا حوى هذا الشرح عيونا من النكت تطيل على خفايا المقصورة غمزها و تكشف للأفهام حجبها المستورة و تظهر رمزها، سمّيته «بالعيون الغامزة على خبايا الرامزة» . . . . . قال الناظم (3):
(و للشعر ميزان تسمّى عروضه... بها النقص و الرجحان يدريهما الفتى)
أقول: أورد (الناظم) كلامه في هذا البيت على وجه يشعر بتعريف العروض، فكأنّه يشير الى ما عرّفه (به) بعض الفضلاء حيث قال: «العروض آلة قانونية يتعرّف منها صحيح أوزان الشعر العربي و فاسدها. . . . . . .»
_________________
1) العطف: الجانب الأعلى من الجسد. -هو يطرب من حسن عزفه.
2) الحزن (بفتح الحاء) : الارض القاسية الوعرة (الأمر الصعب) .
3) ضياء الدين الخزرجي.
الاكثر قراءة في تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
