الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الأدفوي
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج3، ص759-762
26-1-2016
4075
هو كمال الدين أبو الفضل جعفر بن تغلب (أو ثعلب) بن جعفر الأدفويّ، ولد في شعبان من سنة 685 ه (1286 م) في أدفو بصعيد مصر. سمع الحديث في قوص و في القاهرة، و كان تلميذا لابن دقيق العيد و أبي حيّان الغرناطيّ. و قد أقام في بستان له بجوار القاهرة. و كانت وفاة الأدفويّ في القاهرة، في عاشر صفر من سنة 748 ه (23/5/1347 م) ، و دفن في مقابر الصوفية.
كان الأدفويّ فقيها و لغويّا، و كانت له خبرة في النظم و النثر، كما كان مؤلّفا مشهورا، له الطالع السعيد الجامع لأسماء نجباء الصعيد-البدر السافر و تحفة المسافر (تراجم لرجال من القرون الخامس و السادس و السابع، و أكثرهم الشعراء) -الإمتاع بأحكام السماع-فرائد الفوائد و مقاصد القواعد (في فروع الفقه) -المفتي في معرفة التصوّف و الصوفي.
مختارات من آثاره:
- للأدفويّ أبيات يشكو فيها من حال العلم و حال رجال العلم في أيامه:
إنّ الدروس بمصرنا في عصرنا... طبعت على غلط و فرط عياط
و مباحث لا تنتهي لنهاية... جدلا، و نقل ظاهر الأغلاط
و مدرّس يبدي مباحث كلّها... نشأت عن التخليط و الأخلاط
و فلانة تروي حديثا غالبا... و فلان يروي ذاك عن أسباط
و الفاضل النحرير فيهم دأبه... قول أرسطوطاليس أو بقراط
و علوم دين اللّه نادت جهرة... هذا زمان فيه طيّ بساطي (1)
- و قال الأدفوي في مقدّمة «الطالع السعيد» :
. . . و لمّا كان صعيد «قوص» الموضع الذي فيه نشأتي و المكان الذي إليه نسبتي و المحلّة التي فيها عشّي الذي منه درجت و خشّي الذي منه خرجت (2)، و أرضه الأرض التي هي أول أرض مسّ جلدي ترابها و لذّ لطرفي آكامها و ظرابها و حلا لقلبي أرجاؤها و رحابها (3)، و التي أمطر الرزق عليّ سحابها و وضعت عنّي بها التمائم و أقمت بها الى أن طار من رأسي غرابها (4)، و هي التي فيها أقول:
أحنّ إلى أرض الصعيد و أهلها... و يزداد شوقي حين تبدو قبابها (5)
و تذكرها في ظلمة الليل مهجتي... فتجري دموعي إذ يزيد التهابها
و ما صعبت يوما عليّ ملمّة... و شاهدتها إلاّ و هانت صعابها (6)
بلاد بها كان الشباب مساعدي... على نيل آمال عزيز طلابها (7)
و قضّيت صفو العيش في عرصاتها... لذلك يحلو للفؤاد رحابها (8)
مواطن أهلي ثمّ صحبي و جيرتي... و أوّل أرض مسّ جلدي ترابها
فأحببت أن أحيي ما مات من علم علمائها و أنشر ما انطوى من فضل فضلائها، و أظهر ما خفي من نثر بلغائها و درس من نظم شعرائها، و أذكر ما نسي من مكارم كرمائها و كرامة صلحائها؛ فالمرء يكرم بكرامة أهله كما يعظم بنبله و فضله.
و كان شيخي. . . . أثير الدين أبو حيّان محمّد بن يوسف الأندلسيّ الغرناطيّ (9). . . أشار عليّ أن أعمل تاريخا للصعيد مرّة و مرّة و راجعني في ذلك كرّة بعد كرّة، فرأيت امتثال اشارته عليّ متعيّنا حتما و الإعراض عن إجابته غرما لا غنما (10). فشرعت في هذا التأليف مرتّبا على الأسماء (11)، و لم أجد من تقدّمني فيه فأكون تابعا: و لا من أسأله فأكون لما يورده جامعا. فأنا مبتكر لهذا العمل ملجأ الى الفتور و الكسل متحر الى حصول الخلل (12) متصد لما أنا منه على وجل. لكنّي أبذل فيه جهدي (13) و أورد منه ما عندي. و أخصّ به «قوص» و ما يضاف إليها من القرى و البلاد، و أقصره على أهلها و من ولد بها و من أقام بها سنين حتّى دفن بها و نسب إليها من العباد، أو تأهّل بها و له بها نسل أو من له منها أصل (14). و لا أذكر إلاّ من له علم أو أدب، أو صلاح بلغت رتبته فيه غاية الرتب، أو من سمع حديثا فأصيّر ما قدم من ذكره حديثا (15). و لا أذكر الأحياء إلاّ في النادر لغرض أو لأمر عرض: إمّا لقلّة الأسماء في الحرف أو من احتوى على مكارم أو حوى كمال الظرف (16)، أو من كان له إحسان عليّ و برّ ساقه إليّ، فشكر المحسن متعيّن و الاعتراف به من الحقّ البيّن. . . . . و سمّيته «الطالع السعيد الجامع أسماء نجباء الصعيد. . . . .»
_____________________
1) طوي بساطه: بطل الاهتمام به.
2) الصعيد: مصر العليا )جنوبي مصر) . العش )بضم العين) بيت العصفور المبني في الشجر. الخش: الشق )في الجدار و نحوه) . درج الصبي )الصغير) : مشى )بدأ مشيه) . «ليس هذا بعشك فادرجي» مثل معناه: ليس لك في هذا الأمر حق )يضرب هذا المثل لمن يرفع نفسه فوق قدرته و لمن يتعرض لما هو ليس منه أو لا يتصل به أو لا يقدر عليه) . و خشي الذي منه خرجت: البلد الصغير الذي جئت منه.
3) الطرف: العين، البصر. الظراب )بالكسر) : الظرب )بفتح فكسر) : ما نتأ من الحجارة )كناية عن الارض الضيقة القاحلة) . الارجاء جمع رجا )المثنى رجوان) : النواحي. الرحاب )جمع رحبة بفتح الراء) : البقعة الواسعة من الارض.
4) وضعت عني التمائم )جمع تميمة: حرز، شيء يعلق على الاطفال لدفع العين و الأذى) : نشأت، جاوزت حد الطفولة. طار عن رأسي غرابها: أصبح شعري الاسود أبيض.
5) حين تبدو )لي) قبابها: حينما أكون قادما من سفر فأرى رءوس بيوتها من بعيد.
6) الملمة: النازلة الشديدة )المصيبة العظيمة) .
7) عزيز: صعب. الطلاب: الطلب، محاولة الوصول الى المراد.
8) قضيت صفو العيش )يقصد: عاش أحسن أيام حياته) . العرصة )بفتح العين و سكون الراء) : قطعة من الارض لا بناء فيها، و الباحة المكشوفة أمام البيوت.
9) أبو حيان الغرناطي (ت 745 ه) من علماء النحو.
10) متعينا علي حتما: واجبا علي أنا و ملزما. الغرم: الخسارة.
11) شرعت: بدأت. على الاسما-على الأسماء: على ترتيب الأحرف الأولى من الاسماء )أحمد، بدر، جعفر، حاتم، الخ) .
12) ملجأ. . . الخلل )المعنى غامض) .
13) متصد له: أحاول القيام به. وجل: خوف. الجهد )بضم الجيم) : أقصى طاقة الانسان.
14) أقصره على أهلها: أجعله قاصرا (مخصوصا بهم لا يتعداهم الى غيرهم) . تأهل و ائتهل: تزوج. من له منها أصل: من يرجع أصل (آبائه) اليها.
15) من سمع حديثا (درس فيها أحاديث رسول اللّه) . حديث «الثانية» : جديد، أو موضوع حديث بين الناس.
16) لقلة الاسماء في الحرف (اذا لم يكن هنالك أحد مشهور في حرف الضاد أو الظاء مثلا أو لقلة الاسماء في ذلك الحرف)
الاكثر قراءة في تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
