الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
ابن هشام الأنصاري
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج3، ص781-787
26-1-2016
3736
هو جمال الدين عبد اللّه بن يوسف بن أحمد بن عبد اللّه بن هشام الأنصاريّ المصريّ، ولد في ذي القعدة من سنة 708 ه (نيسان-أبريل 1308 م) .
سمع ابن هشام ديوان زهير بن أبي سلمى من أبي حيّان الغرناطيّ ثمّ خالفه و انحرف عنه؛ و تلقّى أشياء من العلم على الشهاب عبد اللطيف بن المرحّل و ابن السرّاج و التاج التبريزي و التاج الفاكهانيّ.
و حرص ابن هشام على أن ينال نصيبا كبيرا من الدنيا فلم يتمّ له ذلك: كان في أوّل أمره على المذهب الحنفيّ ثمّ تفقّه بالمذهب الشافعيّ و درّس تفسير القرآن في القبّة المنصورية. و لمّا لم يستطع أن يحتلّ منصبا ساميا في مدارس الشافعيّة انتقل الى المذهب الحنبليّ فأقامه الحنابلة في منصب للتدريس في مدارسهم.
و كانت وفاة ابن هشام الأنصاريّ في خامس ذي القعدة من سنة 761 ه (18/9/1360 م) .
كان ابن هشام الأنصاريّ عالما بالعربية (باللغة و النحو) «انفرد بالفوائد الغريبة و المباحث الدقيقة و الاستدراكات العجيبة و التحقيق البارع و الاطّلاع المفرط و الاقتدار على التصرّف في الكلام و بالملكة التي كان يتمكّن من التعبير بها عن مقصوده بما يريد مسهبا و موجزا» (بغية الوعاة 293) . و قال ابن خلدون (المقدّمة، بيروت 1900، ص 547) : «و وصل إلينا بالمغرب لهذه العصور ديوان من مصر منسوب إلى جمال الدين بن هشام من علمائها استوفى فيه أحكام الإعراب مجملة و مفصّلة، و تكلّم على الحروف و المفردات و الجمل و حذف ما في الصناعة من المتكرّر في أكثر أبوابها و سمّاه بالمغني في الإعراب، و أشار الى نكت إعراب القرآن كلّها و ضبطها بأبواب و فصول و قواعد انتظم سائرها (1). فوقفنا منه على علم جمّ يشهد بعلوّ قدره في هذه الصناعة و وفور بضاعته منها، و كأنّه ينحو في طريقته منحاة أهل الموصل الذين اقتفوا أثر ابن جنّي و اتّبعوا مصطلح تعليمه فأتى من ذلك بشيء عجيب دالّ على قوّة ملكته و اطّلاعه» .
و لابن هشام الأنصاريّ من الكتب: قطر الندى و بلّ الصدى (نحو) - مغني اللبيب عن كتب الأعاريب-الإعراب عن قواعد الإعراب-شذور الذهب في معرفة كلام العرب-موقد الأذهان و موقظ الوسنان (نحو) - المباحث المرضيّة المتعلّقة بمن الشرطيّة.
مختارات من آثاره:
- من مقدّمة «مغني اللبيب عن كتب الأعاريب» :
انّ أولى ما تقترحه القرائح و أعلى ما تجنح إليه الجوانح (2) ما يتيسّر به فهم كتاب اللّه المنزل و يتّضح به حديث نبيّه المرسل، فإنّهما الوسيلة إلى السعادة الأبديّة و الذريعة (3) إلى تحصيل المصالح الدينية و الدنيويّة؛ و أصل ذلك علم الإعراب الهادي الى صوب (4) الصواب. و قد. . . . . وضعت هذا التصنيف على أحسن إحكام و ترصيف و تتبّعت فيه مقفلات مسائل الإعراب فافتتحتها و معضلات يستشكلها الطلاّب فأوضحتها و نقّحتها و أغلاطا وقعت لجماعة من المعربين (5) و غيرهم فنبّهت عليها و أصلحتها. . . . .
و ممّا حثّني على وضعه أنّني لمّا أنشأت في معناه المقدّمة الصغرى المسمّاة ب «الإعراب عن قواعد الإعراب» (6) حسن وقعها عند أولي الألباب و سار نفعها في جماعة الطلاّب مع أنّ الذي أودعته فيها بالنسبة إلى ما ادّخرته عنها كشذرة من عقد نحر (7) بل كقطرة من قطرات بحر. و ها أنا بائح بما (كنت قد) أسررته مفيد لمّا قرّرته و حرّرته مقرّب فوائده للأفهام. . . . لينالها الطلاّب بأدنى إلمام (8). و ينحصر (هذا الكتاب) في ثمانية أبواب: في تفسير المفردات و ذكر أحكامها-في تفسير الجمل و ذكر أحكامها-في ذكر ما يتردّد بين المفردات الجمل، و هو الظرف و الجارّ و المجرور و ذكر أحكامهما-في ذكر الأوجه التي يدخل الخلل على المعرب من جهتها-في التحذير من أمور اشتهرت بين المعربين و الصواب خلافها-في كيفيّة الإعراب-في ذكر أمور كلّيّة يتخرّج عليها ما لا ينحصر من الأمور الجزئية-. . . . .
-من مقدّمة «(شرح) قطر الندى و بلّ الصدى» :
. . . . و بعد، فهذه نكت حرّرتها على مقدّمتي المسمّاة «قطر الندى و بلّ الصدى» (9) رافعة لحجابها كاشفة لنقابها مكمّلة لشواهدها متمّمة لفوائدها، كافية لمن اقتصر عليها وافية ببغية من جنح من طلاّب علم العربية إليها (10). و اللّه المسئول أن ينفع بها كما نفع بأصلها. . . . .
- و من شعر ابن هشام الانصاريّ النحويّ قوله:
و من يصطبر للعلم يظفر بنيله... و من يخطب الحسناء يصبر على البذل
و من لم يذلّ النفس في طلب العلا... يسيرا، يعش دهرا طويلا أخا ذلّ
____________________
1) انتظم سائرها-يقصد ابن خلدون: جعل ابن هشام الأنصاري للإعراب تقسيما و تبويبا و قواعد تضبط جميع أحواله على نسق واحد.
2) القرائح: العقول. جنح: مال. الجوانح جمع جانحة: الضلع، جانب الصدر (المقصود: القلب) .
3) الذريعة، الوسيلة، السبب، السبيل (الى الوصول الى الشيء) .
4) صوب: ناحية.
5) المعضلة: المسألة الصعبة التي لا يسهل الاهتداء الى وجه حلها. المعرب: المشتغل بفن الاعراب (التحليل النحوي) .
6) كتاب في النحو لابن هشام. في معناه (في موضوعه) .
7) ادخرته: خزنته (لم أثبته في ذلك الكتاب) . الشذرة: القطعة الصغيرة من الذهب توضع بين اللؤلؤة و اللؤلؤة من العقد. النحر: العنق، الرقبة.
8) مفيد: باذل (ذلك العلم) لإفادة الطالبين. الإلمام: المعرفة القليلة (السطحية) .
9) وضع ابن هشام كتاب «قطر الندى الخ» ثم شرحه بنفسه.
10) علم العربية: النحو.
الاكثر قراءة في تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
