الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
ابن ناهوج الإسكافي
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج3، ص414-416
26-1-2016
2472
هو أبو البدر الحسن بن أبي منصور عليّ بن أبي سالم المعمّر بن عبد الملك بن ناهوج الإسكافي، أصله من بلدة إسكاف من نواحي النهروان قرب واسط (العراق) .
ولد ابن ناهوج نحو سنة 529 ه (1135 م) في محلّة باب الأزج من شرقيّ بغداد، و قرأ على أبي الحسن بن الخشّاب النحويّ (ت 587 ه) . ثمّ انه حجّ و جاور في مكّة سنة 572 ه (1176-1178 م) .
تقلّب ابن ناهوج في الولايات حتّى عيّن مشرفا في ديوان الخليفة الناصر العبّاسي في رمضان 586 ه (1191 م) . غير أنه عزل بعد عامين. و في سنة 589 ه حجّ مرّة ثانية و جاور ثم جاء الى الشام و سكن حلب مدّة. بعدئذ انتقل الى مصر في جمادى الآخرة 592(1196 م) . و كانت بينه و بين القاضي الفاضل مراسلات.
و كانت وفاة ابن ناهوج في مصر (رمضان 596- أواسط 1200 م) .
كان ابن ناهوج كاتبا مترسّلا و من المتصرّفين (ذوي المرتبة العالية و ذوي النفوذ) في ديوان الإنشاء، كما كان عارفا بالعربية حاذقا في الأدب غزير العلم. و لابن ناهوج شعر فيه غزل و تشوّق الى الديار المقدّسة و له أيضا ترسّل بارع. و كذلك كانت له تصانيف حسنة في الأدب و النحو.
مختارات من آثاره:
قال ابن ناهوج يتشوّق إلى الحجاز (فيذكر من معالمه خيف منى و المحصّب و المأزمين و وادي نعمان) بعد أن كان قد جاور في مكّة سنة 573 ه :
خليليّ، هل يشفي من الوجد وقفة... بخيف منى و السامرون هجوع
و هل للييلات المحصّب عودة... و عيش مضى بالمأزمين رجوع
و انّي متى أعص التجلّد و الأسى... فللشّوق منّي و الغرام مطيع
فيا جيرتي إذ للزمان نضارة... و عودي نضار و الخيام جميع (1)
بنعمان، و الأيّام فينا حميدة... و وادي الهوى للنازلين مريع (2)
كفى حزنا أني أبيت و بيننا... من البيد معدوّ الفجاج وسيع (3)
أعالج نفسا قد تولّى بها الأسى... و طرفا يجفّ المزن و هو هموع (4)
- لمّا قدم ابن ناهوج من الحجاز الى مصر (592 ه) كتب إلى القاضي الفاضل:
لو كانت المودّات-أطال اللّه بقاء المجلس السامي في نعمة خصيبة المرتع و عيشة عذبة المنبع و أدام علاه في سعادة-لا تتطرّق إلى ضافي بردها السابغ حوادث الأقدار و لا يتطرّق (5) صافي وردها السائغ بحوادث الإكدار. . .
و إنّما للنفوس سرائر أهواء تحنّ الى التداني ان تباعدت الشّعوب و تنازحت الديار، كما لتباينها أسباب تتنافر من أجلها و ان تقاربت الانساب و تناوحت المقارّ. و الفضائل الفاضلية (6) القريرة و المناقب (7) الشهيرة التي قد سار ذكرها في الآفاق سير القمر، و عطّلت مزيّتها مرويّ السير و تليت محاسنها كما تتلى السور (8). . . فلا غرو أن تحنّ النفوس إلى محلّ كمالها.
____________________
1) العود النضار: الغصن الذي يبقى طول العام أخضر و لا تسقط أوراقه، كناية عن الشباب. و الخيام جميع بنعمان: تجمعنا الخيام في نعمان (في وفاق) .
2) مريع: مخصب.
3) البيد جمع بيداء: الصحراء. الفج: الطريق في الجبل. معدو الفجاج: الطرق التي يعدوها الناس (يتركونها، يتجاوزونها) لا يمرون فيها لبعدها عن العمران و صعوبة السلوك فيها.
4) تولى بها الأسى: ذهب بها الحزن: أنحلها، أضعفها. المزن: المطر. هموع: متساقط. -المطر يتوقف و دموعي لا تتوقف.
5) تطرق الأولى: وصل الى، لوث. تطرق الثانية: تلوث (و الصيغة مولدة) .
6) الشعوب: الطرق. الفاضلية نسبة الى القاضي الفاضل. تنازحت و تناوحت: ابتعدت، تباعدت. المقار جمع مقر: المكان الذي يسكن فيه الناس. القريرة: الثابتة، الراسخة.
7) تقتضي الموازنة أن يكون هنا كلمة على وزن «الفاضلية» .
8) السير جمع سيرة: قصة تروي تاريخ بطل من الابطال أو عظيم من العظماء. -ان تاريخ حياة القاضي الفاضل قد شغل الناس عن سماع تاريخ حياة الابطال و العظماء الذين ألف الناس سماع سيرهم إعجابا بها من قبل أن يعرفوا سيرته. السور: سور القرآن الكريم.
الاكثر قراءة في تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
