الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
ابن مِكنَسَة الإسكندراني
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج3، ص228-229
26-1-2016
6265
هو القائد أبو طاهر اسماعيل بن محمّد المعروف بابن مكنسة الإسكندرانيّ، كان منقطعا الى عامل (1) من النصارى اسمه أبو مليح فمدحه و أكثر و بالغ. و لمّا توفّي أبو مليح رثاه ابن مكنسة بقصيدة منها:
طويت سماء. المكرمات... و كوّرت شمس المديح (2)
ما ذا أرجّي في حياتي... بعد موت أبي مليح
ما كان بالنكس الدّنيّ... من الرجال و لا الشحيح (3)
كفر النصارى بعد ما... عقدوا به دين المسيح (4)
كانت هذه الحادثة في أيام وزارة أمير الجيوش بدر الجماليّ للمستنصر الفاطميّ، أي بين سنة 466 و سنة 487 ه (1073-1094 م) . فلمّا جاء الأفضل بن بدر الجماليّ إلى الوزارة، بعد وفاة أبيه، مدحه ابن مكنسة فلم يقبل الأفضل منه لما قد سبق من مدائحه و مراثيه في أبي مليح. غير أن الأفضل لم يعش في الوزارة سوى بضعة أشهر من سنة 487 ه (1094 م) فكفله عزّ الدولة بن فائق أحد موالي الدولة الفاطمية، إلى أن توفّي سنة 510 ه (1116-1117 م) و قد أسنّ.
ابن مكنسة الإسكندرانيّ شاعر مكثر محسن كثير التصرّف في فنون الشعر قليل التكلّف في إيراده، يختلف شعره بين الجدّ و الهزل و بين الجزالة و الرقّة؛ و من فنونه المدح و الرثاء و الهجاء و الغزل و الخمر.
مختارات من شعره:
- قال ابن مكنسة في الغزل و النسيب:
رقّت معاقد خصره فكأنّها... مشتقّة من عقده و تجلّدي (5)
و تجعّدت أصداغه فكأنّها... مسروقه من خلقه المتجعّد (6)
ما باله يجفو، و قد زعم الورى... أنّ النّدى يختصّ بالوجه النّدي (7)
لا تخدعنّك وجنة محمرّةً... رقّت، ففي الياقوت طبع الجلمد (8)
و زعمت أنّي لست من أهل الهوى... صبّا، فقل ما شئته و تقلّد (9)
و اللّه، ما أبصرت يوما أبيضا... منذ ابتليت بحبّ طرف أسود (10)
- و له في مثل ذلك:
و عسكريّ أبدا، حيثما... تلقاه يلقاك بكلّ السّلاح (11)
حاجبه قوس، و أجفانه... نبل، و عطفاه تثنّي الرماح (12)
أغنّ مجدول هضيم الحشا... مرتدف الأرداف نضو الوشاح (13)
في لحظه راح، و في خدّه... ورد، و في فيه أقاح و راح (14)
راح و فعل الراح فيه كما... يفعل بالغصن نسيم الرياح (15)
و كيف يرجى لي صلاح و قد... بليت، يا صاح، بحبّ الملاح (16)
شققت ثوب الصبر من بعده... فليعذل العاذل و ليلح لاح (17)
__________________
1) العامل: موظف على جمع الضرائب.
2) كورت الشمس: طوى بعضها على بعض و ذهب نورها.
3) النكس: الضعيف، المقصر في النجدة و الكرم. الدني (كذا في الاصل) -الدنيء.
4) . . . . .
5) كأنها مشتقة من عقده (عقد خصره) : نحيلة. . . . و كذلك تجلدي قليل.
6) . . . . من خلقه المتجعد. . . .
7) الندى: الكرم. الوجه الندي: البشوش (يتأثر بالمكارم) . في الفلسفة القديمة أن حسن الاخلاق تابع لحسن الوجه.
8) في الياقوت (حجر كريم أحمر) طبع الجلمد (الصخر) . لون الياقوت أحمر (الحمرة لون للجمال) و لكن طبيعته قاسية كالصخر. و كذلك هذا المحبوب و جنته حمراء (جميلة) و لكن قلبه قاس.
9) الصب: المحب. تقلد القلادة (العقد) لبسها!
10) لم أجد في حياتي يوما أبيض (سرورا) منذ عشقت مليحا (جميلا) ذا طرف أسود (له عيون سود) .
11) عسكري ابدا: هو دائما يسلك سلوك الجندي (المقاتل) يحمل سلاحه دائما.
12) النبل: السهام. العطف: جانب الجسم. تثني الرماح-يشبه الرماح اذا تثنت (تمايلت) .
13) أغن: في صوته غنة (نغم، لحن جميل) . مجدول: متسق الجسم، غير مترهل أو مسترخ. هضيم الحشا (البطن) : نحيف الخصر. مرتدف الارداف: كبير مؤخرة البدن. نضو (ضعيف، نحيل) الوشاح (مكان وضع الوشاح (القسم الاعلى من البدن) ، يقصد الخصر.
14) في لحظة (عيونه) راح (خمر) يسكر المحب من النظر اليها. و في فيه (فمه) أقاح (أقحوان، أسنان نقية كبتلات زهره الاقحوان) و راح (خمر) . ريقه أيضا يسكر.
15) راح (سار) و فعل الراح (الخمر) فيه (سكران، يسير و هو يتثنى و يتمايل) .
16) يا صاح-يا صاحبي.
17) شققت ثوب الصبر (فقدت صبري) من بعده (بعد فراقه) . عذل: لام. لحى و لحا: لام، شتم لعن، قبح.
الاكثر قراءة في تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
