الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
ابن الكيزاني
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج3، ص324-327
26-1-2016
3774
هو شمس الدين أبو عبد اللّه محمّد بن ابراهيم بن ثابت بن ابراهيم ابن فرج الأنصاريّ الكناني المصري الخاميّ المعروف بابن الكيزاني نسبة الى أحد أجداده الذي كان يعمل الكيزان (جمع كوز: إناء صغير للشّرب) أو يبيعها.
يبدو أنّ ابن الكيزاني قد ولد في الفسطاط و نشأ هنالك. و لا نعلم أين سمع الحديث من أبي الحسن عليّ بن الحسين بن عمر الموصليّ و من أبي عليّ الحسن بن محمّد بن الحسن الجيليّ، فلعلّه ارتحل عن مصر قبل أن يشتهر فيها.
كان ابن الكيزانيّ واعظا في القاهرة و على طريقة أهل التصوّف أسّس فرقة تعرف بالكيزانية كان لها أتباع كثيرون، و خصوصا في حوف مصر (تجاه بلبيس) . و قد كان في الوقت نفسه معتزليّا يرى أن أفعال العباد قديمة، كما كانت آراء له كثيرة تدلّ على أنه يأخذ برأي أهل السّنّة و الجماعة.
توفّي ابن الكيزانيّ في مصر، في التاسع من ربيع الأوّل من سنة 562 ه (شتاء عام 1166 م) في الاغلب.
كان ابن الكيزاني مقرئا للقرآن راويا للحديث و عالما بأصول الدين و فروعه (الفقه) يأخذ بالرواية و يلجأ أيضا الى النظر العقلي (البراهين) .
و كان أيضا واعظا حسن العبارة طليّ الكلام. ثم هو شاعر مكثر كان مشهورا في زمنه شهرة واسعة. و لكنّ شعره عاديّ لا تصنّع فيه و لا تأنّق؛ و معانيه مألوفة قريبة من أفهام العامة. و أكثر شعره الزهد، و له شيء من الغزل على طريقة أهل التصوّف. و كان أيضا مصنّفا له كتابان في الوعظ و الإرشاد اسم أحدهما كتاب الرقائق و اسم الثاني مليك (؟) الخطب.
مختارات من شعره:
- قال ابن الكيزانيّ في النسيب يشير الى العزّة الالهية على طريقة المتصوّفين:
و إنّي لأهوى ذكركم، غير أنّني... أغار عليكم من مسامع جلاّسي
عرفت بكم دهرا-و للعبد حرمة-فلا تتركوني موحشا بعد إيناسي (1)
- و قال في مثل ذلك:
تريد الهوى صرفا من الضرّ و البلوى... لعمرك، ما هذي قضيّة من يهوى (2)
إذا لم يكن طرف المحبّ مسهّدا... و أدمعه تجري، فهذا هي الدعوى
و لا حبّ إلاّ أن ترى كلفة الهوى... ألذّ من المنّ المنزّل و السلوى (3)
و حتّى ترى القلب القريح من الهوى... يمانعه الصبر الجميل من السلوى (4)
رعى اللّه من أعطى المحبّة حقّها... و ان لم يكن فيها من الأمر ما يقوى (5)
- و لابن الكيزاني في الحكمة:
شريفنا يمضي و مشروفنا... و إنّما يفتقد الخيّر (6)
كالجوّ لا يوجد إظلامه... إلاّ اذا ما عدم النيّر (7)
- و له في النسيب:
جهد عيني ألاّ تذوق هجوعا... و جفوني ألاّ تكفّ دموعا (8)
و لساني ألاّ بزال مقرّا... أنّني لست للعهود مضيعا
و فؤادي ألاّ يلمّ به الصبـ...ـر، و سقمي ألاّ يروم نزوعا (9)
و لقد أودع الغرام بقلبي... زفرات أضحى بها مصدوعا (10)
و إذا أطنب العذول فقد عا... هدتّ سمعي ألاّ يكون سميعا (11)
و حرام على التلهّف أن يبرح... أو يحرق الحشا و الضلوعا (12)
و بعيد أن يجمع اللّه شملي... بالمسرّات أو نعود جميعا (13)
________________
1) موحشا: بعيدا عنكم. بعد إيناسي: بعد أن قربتموني فأصحب آنس بكم (أجد لذة بقربي منكم) .
2) صرفا من الضر: خاليا من الضر (الضرر، الأذى، المرض الشديد الطويل الأمد) . البلوى: الابتلاء (الامتحان و الاختبار بالشدة و الغم اللذين يبليان الجسم: يجعلانه نحيلا مهزولا) .
3) المن و السلوى: مادة تسقط مع الندى و تنعقد (تجمد) على الأغصان عسلا. و السلوى أيضا جمع سلواة: سماناة واحدة السماني: طائر طري اللحم يكثر في الربيع بين القمح و يقال له في العامية سمن (بضم السين و بضم الميم المشدودة، و الواحدة سمنة) . المن و السلوى: طعام حلو و لحم طير، كان اللّه قد أنزلهما على بني اسرائيل في التيه (راجع القرآن الكريم 2:57،7:159،20:80 في السور: البقرة، الاعراف، طه على التوالي) .
4) القريح: الذي به قرح (بضم القاف: جرح أو قطع تهرأ فلا يندمل) . السلوى: السلو، التسلي، النسيان.
5) الملموح: . . . . و ان كان في المحبة (الانس باللّه) ما لا يقوى (الصوفي) على احتماله.
6) يمضي-يموت. نفتقد الشيء: نحتاج اليه فنطلبه (نبحث عنه) فلا نجده.
7) النير: الشمس، القمر.
8) الجهد (بضم الجيم) : الطاقة، أقصى ما يستطيع الانسان أن يبذله من قوته. الجهد (بفتح الجيم) : التعب. الهجوع: الاغفاء، النومة الخفيفة، النوم ليلا. و جفوني-و جهد جفوني. ألا تكف دموعا: أ لا تمنع دموعي عن السقوط.
9) ألم به: نزل به (مدة يسيرة) زاره. يروم: يريد، يطلب. النزوع (عن الشيء) : الانتهاء (لا أريد أن ينتهي سقمي-سقامي، مرضي، ألمي، وجعي-اذا كان محبوبي سببا له) .
10) الزفرة: المرة من التنفس (الحار) ، صوت النار. مصدوع: مشقوق.
11) مهما أطنب (بالغ، زاد) العذول (المبغض، اللائم) في نصحى للابتعاد عنك، فلن أسمع منه.
12) التلهف: الحزن، التحسر (الحزن على ما فات) . يبرح: يغادر، يترك، يزول. أو (حتى، قبل أن) يحرق الحشى (باطن الجسد، فيكون حينئذ قد أحرق كل شيء قبل ذلك) و الضلوع (أضلاع الصدر، و فيها القلب) .
13) و اذا لم اجتمع بمحبوبي فلن أعرف شيئا من أنواع المسرات.
الاكثر قراءة في تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
