الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
ابن القُم الزبيدي
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج3، ص379-381
26-1-2016
3238
هو أبو عبد اللّه الحسين (و قيل: الحسن) بن عليّ بن محمّد بن ممويه القمّيّ من أعيان زبيد (اليمن) ، ساد أبوه في أيام الداعي عليّ بن محمّد الصليحيّ (429-473 ه) صاحب زبيد إذ جعله عليّ بن محمد الصليحي، سنة 515 ه، وزيرا لأسعد بن شهاب الذي تولّى تهامة.
ولد ابن القمّ في زبيد، سنة 530 ه (1135-1136 م) و تلقّى العلم على أبيه-و كان أبوه ينظم الشعر أيضا-و على نفر من فضلاء زبيد. و يبدو أن ابن القمّ الزبيديّ قد نال - لمكانته الاجتماعية و براعته الأدبية-حظوة عند الحكّام. ثم إنّ وحشة وقعت بينه و بين حكّام زبيد، سنة 562 ه (1166-1167 م) فغادر زبيد أو غادر اليمن كلّها (معجم الأدباء 10:132) حينا.
و كانت وفاة ابن القمّ الزبيدي في زبيد سنة 581 ه (1185-1186 م) في الارجح.
ابن القمّ الزبيديّ أديب مترسّل شاعر، في شعره شيء من الصناعة؛ و هو في نثره أقلّ براعة منه في شعره. ثم هو كثير الاتكاء، في نثره و شعره، على الإشارات النحوية مع غوصه أحيانا على المعاني. و ابن القمّ يعارض نفرا من مشاهير الشعراء فتحسّ في قصائده نفحات من أبي تمّام و ابن الروميّ و المتنبّي و غيرهم. أمّا فنونه فالمديح خاصّة و الرثاء و الهجاء و العتاب و الغزل و النسيب و الأدب؛ و في هجائه شيء من المجون. ثمّ هو مجيد في المقطّعات و في الطوال.
مختارات من آثاره:
- قال ابن القمّ الزبيديّ يفضّل توريث الأولاد أدبا على توريثهم مالا:
خير ما ورّث الرجال بنيهم... أدب صالح و حسن ثناء
ذاك خير من الدنانير و الأو... راق في يوم شدّة و رخاء (1)
تلك تفنى، و الدّين و الأدب الصا... لح لا يفنيان حتّى اللقاء (2)
- و قال في النسيب:
تشكّى المحبّون الصبابة، ليتني... تحمّلت ما يلقون من بينهم وحدي
فكانت لنفسي لذّة الحبّ كلّها... فلم يدرها قبلي محبّ و لا بعدي
-لابن قمّ رسالة كتب بها الى أبي حمير سبأ بن أبي السعود أحمد بن المظفّر بن عليّ الصليحيّ اليمانيّ (3) بعد انفصاله (رحيله) عن اليمن. و قد جاء فيها:
كتب عبد حضرة السلطان الأجلّ مولاي ربيع المجدبين و قريع المتأدّبين (4) جلوة الملتبس و جذوة المقتبس (5)، شهاب المجد الثاقب و نقيب ذوي الرشد و المناقب. . . أطال اللّه بقاءه. . . و جعل رتبته في الأوّلية عالية المقام كحرف الاستفهام، و كالمبتدإ إن تأخّر في البنية فانّه مقدّم في النيّة (6). و لا زالت حضرته من الحادثات حمى و للوفود مزدحما و ملتزما. . . (7)
أيّها السيّد: أ من العدل و الإنصاف و محاسن الشيم و الأوصاف إكرام المهان و إذلال جواد الرهان. . . . أقول لنفسي الدنيّة: هبّي طال نومك، و استيقظي لا عزّ قومك، أرضيت بالعطاء المنزور (8) و قنعت بالمواعيد الزور؟ يقظة، فانّ الجدّ قد هجع (9) ؛ و نجعة (10) ، فمن أجدب انتجع (11) . . . بل أضع نفسي في أقلّ المواضع و أقول لمولاي قول الخاضع:
فأسبل عليها ستر معروفك الذي... سترت به قدما مخازي عوراتي
______________________
1) الاوراق جمع ورق (بفتح الواو و كسر الراء) : الفضة (على اعتبار أن الدنانير من ذهب) .
2) اللقاء: لقاء الناس ربهم يوم القيامة.
3) تختلف المصادر و المراجع في تواريخ هذه الحقبة اختلافا كبيرا، ففي معجم الانساب و الاسرات الحاكمة في التاريخ الاسلامي للمستشرق زامباور (ص 183،188) أن سبأ ابن أحمد قد بدأ حكمه سنة 484 ه، قبل المدة التي نعالجها بقرن كامل.
4) المجدبين: الذين قحطت بلادهم. القريع: السيد الكريم، الزعيم، الامام.
5) جلوة الملتبس: جلاء الشك عن المتحير في أمره. جذوة (بفتح الجيم و بكسرها و بضمها) المقتبس: قطعة النار التي يأخذها طالبها ليشعل بها ناره.
6) حرف الاستفهام يأتي دائما في أول الكلام، في رأس الجملة. المبتدأ قد يتأخر في نسق الجملة (في الترتيب) ، و لكنه يظل الأول المقدم في القصد و المقام.
7) الحضرة: المكان الذي يسكنه السلطان. لا زالت من الحادثات (النوائب، المصائب) حمي (محمية) لا تجسر الحادثات على الوصول اليها و لا تستطيع. مزدحما: مكان تزدحم (تكثر) فيه (الوفود) . ملتزما: تبقى فيه (الوفود) و لا تفارقه.
8) المنزور: القليل.
9) الجد (بكسر الجيم) : الجهد، السعي، و (بالفتح) : الحظ. و من الأصوب أن نقرأ «الجد» بفتح الجيم.
10) هجع: نام ليلا. (الجد قد هجع: قل حظي) .
11) النجعة: الذهاب الى مكان فيه خصب (بكسر الخاء) . أجدب: قل الخصب في أرضه. «من اجدب انتجع» مثل. انتجع: انتقل إلى مكان فيه خصب.
الاكثر قراءة في تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
