الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
ابن الشخباء العسقلاني
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج3، ص197-199
26-1-2016
3489
هو الشيخ المجيد ذو الفضيلتين أبو عليّ الحسن بن محمّد بن عبد الصمد ابن الشخباء العسقلانيّ، أصله من عسقلان (قرب حيفا في فلسطين) . و لعلّ مولده كان في عسقلان ثمّ انتقل باكرا فيما يبدو الى مصر و دخل في خدمة الفاطميّين و كتب في ديوان الرسائل للمستنصر الفاطميّ (427-487 ه) . و من رسائل ابن الشخباء رسائل موجّهة الى البساسيري الذي ثار (450-451 ه) في بغداد على الخليفة القائم العبّاسي (422-467 ه) في سبيل إزالة الخلافة العبّاسية و إقامة الإمامة الفاطمية في العراق. و يقول ابن خلّكان (1:237) عن ابن الشخباء: «و ذكر أنّه توفّي مقتولا بخزانة البنود، و هي سجن بمدينة القاهرة المعزّيّة، سنة 484» (1) (1089-1090 م) بتهمة لا نعرف اليوم ما هي.
2-ابن الشخباء العسقلانيّ خطيب مشهور و مترسّل مجيد له رسائل ديوانية و رسائل إخوانية، و رسائله الإخوانية أكثر. و كذلك كان شاعرا، و لكنّ ديوانه ضاع فيما يبدو (2). و ابن الشخباء، كما يبدو من رسائله، واسع العلم بفنون من الادب و من العلم. و كان يكثر من الاستشهاد بالشعر في ثنايا رسائله كثرة ظاهرة، إلى جانب الإغراق في الصناعة و التأنّق.
مختارات من آثاره:
- قال ابن الشخباء العسقلانيّ في النسيب:
أخذت لحاظي من جنا خدّيك...أرش الذي لاقيت من عينيك (3)
هيهات، إنّي إن وزنت بمهجتي... نظري إليك فقد ربحت عليك (4)
غضّي جفونك و أنظري تأثير ما... صنعت لحاظك في بنان يديك (5)
هو ويك نضح دمي و عزّ عليّ أن... ألقاك، في عرض الكلام، بويك (6)
فسلكت في فيض الدموع مسالكا... قصرت بها يد عامر و سليك (7)
صانوك بالسمر اللّدان، و صنتهم... بنواظر؛ فحميتهم و حموك (8)
لو يشهرون سيوف لحظك في الوغى... لاستقرأوا فيها قنا أبويك (9)
- و كتب الى ابن المغربي يهنّئه بالفتوح:
أطال اللّه بقاء سيّدنا الوزير الأجلّ ما سطع الصبح بعموده (10) و طلعت في الأفق أنجم سعودة.
نعتدّه دخر العلا و عتادها... و نراه من كرم الزمان وجوده (11)
الدهر يضحك من بشاشة بشره... و العيش يطرب من نضارة عوده (12)
فقد ألبس اللّه الدهر من مناقب الحضرة السامية ما أخرس اللائمة، و أفاض على الكافّة من آلائها ما تملك به رقّ المآثر (13)، و يعجز عنه كلّ ناظم و ناثر-يقصر عنه لسان البليغ و يفضل عن مقلة الناظر (14) -فما ينفكّ، خلّد اللّه أيّامه، يذود عن الدولة برأي صائب و حسام قاضب (15). . . . .
_______________________
1) في معجم الادباء (9:152) نقلا عن الخريدة لابن بسام أن ابن الشخباء مات في خزانة البنود سنة 432 ه، و لا وجه لذلك. و ذكر ابن ميسر في تاريخ مصر (ص 29) أن ابن الشخباء قتل سنة 486 ه (أدب مصر الفاطمية لمحمد كامل حسين 332) .
2) أدب مصر الفاطمية 138.
3) الارش: الدية (بكسر الدال و فتح الياء بلا شدة) . نظرت (أيّتها المحبوبة) الي بعينيك فأسقمتني (و قتلتني بالحب) فانتقمت منك بأن نظرت اليك فاحمر خداك من الخجل (كأني سفكت دمهما) !
4) هيهات: ما أبعد (هذه الموازنة) . اذا أنا قارنت ما صنعته عيناك في مهجتي (قلبي) بالذي صنعه نظري الى خديك كنت أنا قد ربحت عليك (عاقبتك بأشد مما عاقبتني به) !
5) غضي (اخفضي) . بنان جمع بنانة: طرف الاصبع (يكون عادة في صغار السن مائلا الى الحمرة) ؛ و الفتيات يصبغن أطراف الأصابع باللون الحمر. -انظري الأثر الذي تركته عيناك على أطراف أصابعك (كأنك قتلتني بيديك فبقي دمي على أصابعك) !
6) ويك: ويل لك. نضح: رش، رشاش. عز علي-يعز علي: يصعب علي، لا تطاوعني نفسي (أن أفعل ذلك) . عرض الكلام: أثناء الكلام (قلت ذلك لك و أنا لا أقصد قوله) .
7) بكيت بكاء شديدا يثير الرحمة في نفوس الناس حتى أن من كان مثل عامر بن الطفيل و السليك بن السلكة (بضم السين و فتح اللام) ، و كانا جاهليين من الشجعان الجريئين على سفك الدماء، كان يرحمني فلا يحاول أن يمسني بسوء!
8) صانوك (حموك، حفظوك، دافعوا عنك) بالسمر (بالرماح) اللدان (اللينة التي تنحني) . و صنتهم بنواظر (برد أعدائهم عنهم بسحر عينيك) . فحميتهم و حموك: تساويتما في الدفاع (سحر عينيك مثل رماحهم) .
9) شهر السيف (بفتح الهاء في الماضي و في المضارع) : أخرجه من غمده (بكسر الغين) : هجم به على الاعداء. القنا جمع قناة: القصبة الفارسية (الرمح) . -لو قاتلوا في الحروب بلحظك (بسحر عيونك) لفعل لحظك في «الاعداء» ما تفعله رماح أهلك الابطال.
10) عمود الصبح: أول ظهور الصبح (لأنه يظهر من وراء الافق الشرقي كانه عمود) .
11) العتاد: العدة (بضم العين) ، ما يستعد به الانسان للقاء المستقبل أو للقاء الاعداء (من المال و السلاح، الخ) .
12) البشر: السرور (الظاهر على الوجه) . نضارة العود: اخضراره (كناية عن الشباب) .
13) مناقب: خصال كريمة جميلة. الحضرة: العاصمة، البلد الذي يحضره (يسكنه) صاحب الدولة. أخرس اللائمة: أسكت الألسن التي تحب لوم الناس حقا أو باطلا. الكافة: عامة الناس. آلاء جمع الى (بفتح الهمزة و اللام، و بكسر الهمزة و سكون اللام، و بكسر الهمزة و فتح اللام) : النعمة. المآثر جمع مأثرة (بفتح الثاء أو بضم الثاء) : المكرمة، العمل المجيد الحميد.
14) يقصر عنه الخ-لا يستطيع الرجل البليغ أن يفيه حقه من الوصف و لا تستطيع العين أن تحيط بجميع جهاته و تستجلي جميع محاسنه. و الألفاظ: «يقصر. . . . . . الناظر» موزونة.
15) الحسام: السيف الذي يحسم (يقطع العضو الذي يصيبه) . القاضب: القاطع، الباتر (الذي يفصل ما يصيبه قطعتين) .
الاكثر قراءة في تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
