تفسير البحراني (البرهان ) : تفسير بالمأثور
المؤلف:
محمد هادي معرفة
المصدر:
التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب
الجزء والصفحة:
ج2 ، ص784-786.
15-10-2014
2985
هو السيد هاشم بن سليمان بن اسماعيل الحسيني البحراني الكتكاني وهي قرية من قرى توبلي من اعمال البحرين توفي سنة (1107هـ) كان من المحدثين الافاضل متتبعا للأخبار جمّاعا للأحاديث ، من غـيـر ان يـتكلم فيها بجرح او تعديل ، او تأويل ما يخالف العقل او النقل الصريح ، كما هو دأب أكثر الأخباريين المتطرفين .
و فـي تفسيره هذا يعتمد كتباً لا اعتبار بها امثال : التفسير المنسوب الى الامام العسكري (عليه السلام) الذي هو من صنع ابي يعقوب يوسف بن محمد بن زياد ، وابي الحسن علي بن محمد بن سيّار ، الاستراباديين ولم يعلم وجه انتسابه الى الامام الحسن العسكري (عليه السلام) والتفسير المنسوب الى علي بن ابراهيم بن هاشم القمي وهو من صنع ابي الفضل العباس بن محمد العلوي ، ونسب الى القمي من غير وجه وجيه وكـتـاب (الاحـتـجاج ) المنسوب الى الطبرسي ولم يعرف لحد الان وكتاب (سليم بن قيس الهلالي ) ، المدسوس فيه ، وغير ذلك من كتب لا اعتبار فيها ، فضلا عن ضعف الاسناد او الارسال في اكثر الاحاديث التي ينقلها من هذه الكتب .
ومما يؤخذ على هذا التفسير انه يسند القول في التفسير الى الامام المعصوم ، اسنادا راسا ، في حين انـه وجـده في كتاب منسوب اليه صرفا ، مثلا يقول : قال الامام ابو محمد العسكري في تفسير الآية كذا وكذا ، الامر الذي ترفضه شريعة الاحتياط في الدين (1) . وهـذا التفسير غير جامع للآيات ، وانما تعرض لآيات جاء في ذيلها حديث ، ولو في شطر كلمة ومـن ثـم فـهـو تـفـسـير غير كامل ، فضلا عن ضعف الاسانيد وارسالها ، ووهن غالبية الكتب التي اعتمدها ، كما هو خال عن أي ترجيح او تأويل ، عند مختلف الروايات ، ولدى تعارض بعضها مع بعض .
منهجه في التفسير
بـدا الـمؤلف بمقدمة يذكر فيها فضل العلم والمتعلم ، وفضل القرآن ، وحديث الثقلين ، والنهي عن تفسير القرآن بالراي ، و ان للقرآن ظاهرا وباطنا ، وانه مشتمل على اقسام من الكلام ، وما الى ذلك .
ويـبدأ التفسير بعد المقدمات بمطلع جاء في مقدمة التفسير المنسوب الى علي بن ابراهيم القمي ، من ذكر انواع الآيات وصنوفها ، حسبما جاء في التفسير المنسوب الى محمد بن ابراهيم النعماني ، وهي رسالة مجهولة النسب لم يعرف مؤلفها لحد الآن .
وبعد ذلك يرد في تفسير الآيات حسب ترتيب السور فيذكر الآية اولا ثم يعقبها بما ورد في شانها من حديث مأثور عن احد الائمة المعصومين ، من غير ملاحظة ضعف السند او قوته ، او صحة المتن او سقمه .
نـعـم لا يعني ذلك ان الكتاب ساقط كله ، بل فيه من الاحاديث الغرر والكلمات الدرر ، الصادرة عن اهـل بيت الهدى ومصابيح الدجى ، ما يروي الغليل ويشفي العليل والكتاب بحاجة الى تمحيص ونقد وتحقيق ، ليمتاز سليمه عن السقيم ، و الصحيح المقبول عن الضعيف الموهون .
فالكتاب بمجموعته موسوعة فريدة ، جمعت في طيها الاثار الكريمة التي زخرت بها ينابيع العلم والهدى ، يجدها الباحث اللبيب عند البحث والتنقيب ، في هذا التأليف الذي جمع بين الغث والسمين .
____________________________
1- راجع – مثلا- الجزء الأول ، ص73، 79 ، 87 ، 91 وهو كثير منتشر في الكتاب .
الاكثر قراءة في منهج التفسير الأثري أو الروائي
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة