الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
وضّاح اليمن
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج1، ص523-525
30-12-2015
4997
هو عبد الرحمن بن اسماعيل بن عبد كلال بن داود بن أبي أحمد، أصله من اليمن: من عرب اليمن أو من الفرس الذين كانوا قد وفدوا على اليمن قبل الاسلام. و الوضاح (الابيض) لقب غلب عليه لجماله و بهائه.
و كان الوضّاح يهوى امرأة من أهل اليمن اسمها روضة قال فيها أكثر شعره. و أحبّ وضّاح أن يتزوج روضة فلم يقبل أهلها ثم زوجوها غيره، و لكنّ وضّاحا ظل يحنّ اليها. ثم ان روضة جذمت (1)، و اتّفق أن لقيها وضّاح و هي مجذومة فخدمها و واساها و أعطاها من مال كان معه.
و وضّاح اليمن كان غزلا مغامرا مجاهرا هجّاما على الحرمات متعرّضا للشريفات: شبّب بفاطمة بنت عبد الملك و بأمّ البنين بنت عبد العزيز بن مروان امرأة الوليد بن عبد الملك. و له مع أمّ البنين قصص هي بالخرافات أشبه: قيل إنها عشقته و عشقها، و أنه كان يأتي إلى الشام و ينزل عندها. فبلغ الوليد مرة أن وضّاحا عندها فجاءها بغتة فأشارت إلى وضاح أن يختبئ في صندوق في الغرفة. و دخل الوليد و جلس على الصندوق ثمّ استوهبها الصندوق في حديث طويل و طمره في حديقة الدار. و يقال ان ذلك كان آخر العهد بأخبار وضّاح اليمن. فإذا صحّت هذه الرواية فان مقتل وضّاح اليمن يجب أن يكون في حدود سنة 90 ه (709 م) .
وضّاح اليمن من الذين يصرّحون في الغزل، و هو في طبقة عمر ابن أبي ربيعة، و لكنّ عمر أشهر منه. و أكثر شعر وضّاح الغزل، و خصوصا في روضة و أم البنين؛ على أن له شيئا من الحكمة و الفخر و الرثاء، و من المديح في الوليد بن عبد الملك و في غيره.
المختار من شعره:
- قال يتغزّل بروضة و يذكر بدء أمره معها:
يا روض، جيرانكم الباكر... فالقلب لا لاهٍ و لا صابر (2)
قالت: ألا لا تلجن دارنا... إنّ أبانا رجل غائر (3)
قلت: فإنّي طالب غرّة منه... و سيفي صارم باتر
قالت: فإنّ القصر من دوننا... قلت: فإني فوقه ظاهر (4)
قالت: فان البحر من دوننا... قلت: فإنّي سابح ماهر
قالت: فحولي إخوة سبعة... قلت: فإني غالب قاهر
قالت: فليث رابض بيننا... قلت: فإني أسد عاقر (5)
قالت: فإنّ اللّه من فوقنا... قلت: فربي راحم غافر
قالت: لقد أعييتنا حجة... فأت إذا ما هجع السامر (6)
فاسقط علينا كسقوط النّدى... ليلة لا ناه و لا زاجر
- و من غزله في أمّ البنين:
أصحوت عن أمّ البنين... و ذكرها و عنائها (7)
و هجرتها هجر امرئ... لم يقل صفو صفائها (8)
قرشيّة كالشمس أشـ...ـرق نورها ببهائها
زادت على البيض الحسا...ن بحسنها و نقائها
لمّا اسبكرّت للشّبا...ب و قنّعت بردائها (9)
لم تلتفت للداتها... و مضت على غلوائها (10)
لو لا هوى أمّ البن ن و حاجتي للقائها
قد قرّبت لي بغلة محبوسة لنجائها (11)
___________________
1) مرضت بالجذام (بضم الجيم) ؛ و الجذام مرض يتساقط منه اللحم.
2) روض: ترخيم روضة. جيرانكم، كذا في الأصل، و المعنى في الأغلب: يا روضة، ان الباكر (المبكر في الامور-و يقصد نفسه) من جيرانكم، و لذلك لا يستطيع الصبر عن الاجتماع بكم-و المعنى غامض في الاصل.
3) ولج: دخل. الغائر: الذي يغار.
4) ظاهر: متسلق إلى ظهره: أعلاه.
5) رابض: متربص. عاقر: فاعل (من عقر الدابة: جرحها جرحا بليغا) .
6) السامر: الساهر في الليل مع القوم.
7) العناء: المشقة في سبيلها.
8) قلا يقلو: كره.
9) اسبكرت: مشت مستقيمة القامة.
10) اللدات: الاتراب، من هن من جيل واحد. الغلواء: ريعان الشباب.
11) معنى هذا البيت غامض، و المفهوم من سياق الابيات ما يلي: لو لا أنني أحب أم البنين و أريد أن ألقاها لنجوت بنفسي على بغلة معدة لي.
الاكثر قراءة في تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
