الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
واصل بن عطاء
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج1، ص720-723
30-12-2015
4559
ولد أبو حذيفة واصل بن عطاء في المدينة سنة 80 ه(699 م) ، و كان مولى لبني ضبّة أو لبني مخزوم. ثم ان واصلا هاجر إلى البصرة في مطلع حياته و لقي هنالك الحسن البصري، و الحسن في أواخر عمره. أما سبب الخلاف بينه و بين الحسن البصري فمبسوط في ترجمة الحسن.
و يبدو أن واصلا كان قد اتّصل بجهم بن صفوان (1) و بشار بن برد (2)و صادقهما من غير أن يتأثّر بآرائهما. و كذلك كان قد اتّصل بعمرو بن عبيد و أصهر اليه (3). و ألف واصل سوق الغزل بالبصرة، و كان يجالس فيه أبا عبد اللّه مولى قطن الهلالي (4)، فلقّب بالغزّال.
و توفّي واصل سنة 131 ه(748 م) .
واصل بن عطاء رأس المعتزلة الذين يقدّمون العقل (الأخذ بما يوجبه العقل و المنطق) على النقل (الاخبار من طريق الرواية الدينية) إذا تعارض العقل و النقل. و يقول واصل بأربع قواعد (5):
(أ) نفي الصفات عن اللّه (لأننا لو قلنا ان للّه صفة كالعلم و الارادة و السمع الخ. . . لاقتضى أن تكون تلك الصفة قديمة، فتشارك اللّه في القدم؛ و القدم أخص صفاته فكأننا نقول حينئذ بقديمين، أي إلهين.
(ب) القول بالقدر، أي بقدرة الانسان على أعماله (إن الانسان مخيّر يفعل الخير و الشر باختياره و ارادته) .
(ج) القول بالمنزلة بين المنزلتين (إن مرتكب الذنب الكبير ليس مؤمنا حقّا و لا كافرا مطلقا، و لكنّه فاسق: بين المؤمن و الكافر) .
(د) كان أهل السنّة و الجماعة (المسلمون الأولون) يعتقدون أن المسلمين الذين اقتتلوا في معركة الجمل و معركة صفّين ليسوا مخطئين لأن كل فريق اجتهد برأيه و عمل باجتهاده فهو مصيب في ما قصده و لا ذنب عليه. و لكنّ واصلا قال: إنّ أحد الفريقين فاسق لا محالة.
قالوا (6): «كان واصل بن عطاء أحد الأعاجيب، و ذلك أنه كان ألثغ قبيح اللثغة في الراء فكان يخلّص كلامه من الراء و لا يفطن لذلك لاقتداره و سهولة ألفاظه. . . . مع إطالته الخطب و اجتنابه الراء على كثرة تردادها في الكلام حتّى كأنّها ليست فيه. . . و ممّا يحكى عنه، و ذكر بشارا: «أما لهذا الأعمى المكتنى بأبي معاذ من يقتله. أما، و اللّه، لو لا أن الغيلة خلق من أخلاق الغالية (7) لبعثت اليه من يبعج بطنه على مضجعه ثم لا يكون (ذلك الذي أبعثه) إلاّ سدوسيّا أو عقيليّا (8)» . قال: هذا الاعمى، و لم يقل: بشارا و لا ابن برد و لا الضرير؛ و قال: من أخلاق الغالية، و لم يقل: من أخلاق المغيرية و لا المنصورية؛ و قال: لبعثت اليه، و لم يقل: لأرسلت اليه؛ و قال: على مضجعه، و لم يقل: على فراشه و لا مرقده؛ و قال: يبعج، و لم يقل: يبقر.
المختار من كلامه:
ولي عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز الكوفة و البصرة (126 ه-744 م) ليزيد بن الوليد فدخل عليه قوم فيهم شبيب بن شيبة و خالد بن صفوان و الفضل بن عيسى و واصل بن عطاء، فخطب شبيب و خالد و الفضل؛ ثم ارتجل واصل خطبة عريّة. من الراء قال فيها:
الحمد للّه القديم بلا غاية، الباقي بلا نهاية، الذي علا في دنوّه و دنا في علوّه فلا يحويه زمان و لا يحيط به مكان و لا يئوده (9) حفظ ما خلق، و لم يخلقه على مثال سبق، بل أنشأه ابتداعا و عدّله اصطناعا فأحسن كلّ شيء خلقه و تمّم مشيئته و أوضح حكمته فدلّ على ألوهيّته فسبحانه لا معقّب لحكمه و لا دافع لقضائه: تواضع كلّ شيء لعظمته و ذلّ كلّ شيء لسلطانه و وسع كلّ شيء فضله؛ لا يعزب عنه مثقال حبّة (10)، و هو السميع العليم. . .
_____________________
1) جهم بن صفوان (قتل 128 ه-746 م) ، كان يقول بالجبر (بأن الانسان مجبر على أعماله) و بخلق القرآن.
2) بشار بن برد (قتل 166 أو 167 أو 168 ه-781-784 م) ، و كان زنديقا قليل الاحتفال بأوامر الدين، و كان يفضل ابليس على آدم لأن ابليس من نار و آدم من تراب، و النار أفضل (في قول المانوية و قول بعض الفلاسفة) من التراب.
3) عمرو بن عبيد (ت 144 ه-761 م) من الزهاد المشهورين و من أتباع واصل بن عطاء؛ و كان واصل قد تزوج أخت عمرو.
4) الكامل 546؛ البيان و التبيين 1:33. هنالك من يقول ان واصلا كان غزالا فعلا، و منهم من يقول ان واصلا كان يجلس في سوق الغزل لأن اللواتي يعملن في غزل الصوف في بيوتهن يكن من المتعففات المحتاجات؛ فكان واصل يتصدق عليهن.
5) راجع فوق (ص 356،645-646) ثم الشهرستاني 1:57-62.
6) الكامل 547-548؛ راجع الكلام على لثغة واصل بن عطاء بالتفصيل (البيان و التبيين 1:14-17، 21-27،29،32-33،36،3:356) .
7) المغيرية و المنصورية من الغالية (من الشيعة المتطرفين كالباطنية) .
8) كان بشار ينتسب بالولاء إلى بني عقيل، و ينزل في بني سدوس. -يقصد: لأرسلت اليه قريبا له (من قومه و جيرانه) ليقتله.
9) يؤده: يعجزه.
10) لا معقب لحكمه: لا راد له. يعزب عنه: يغرب، يغيب، يفوته علم ذلك. مثقال: مقدار، وزن.
الاكثر قراءة في تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
