الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
نُصيب بن رَباح
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج1، ص621-623
30-12-2015
4655
كان ابو الحجناء أو أبو محجن نصيب بن رباح عبدا رقيقا نوبيّا لرجل من أهل ودّان في وادي القرى (شماليّ الحجاز) ، قيل من بني كعب بن ضمرة من كنانة، و قيل من بليّ بن قضاعة. و كان والدا نصيب عبدين نوبيين أسودين، فكان هو شديد السواد، و لكنّه كان حسن الزيّ نظيف الثياب.
و عاش نصيب مع أهله و ولده على الرقّ زمانا، ثم قال الشعر فكاتب على نفسه (1) و رحل إلى والي مصر عبد العزيز بن مروان (65-84 ه) و مدحه. و أعجب عبد العزيز بنصيب فاشتراه من مولاه مع أهله و ولده و أعتقهم جميعا. فكان نصيب يرحل في كل عام إلى عبد العزيز مادحا اعترافا بفضله.
و بعد اتصال نصيب بعبد العزيز بن مروان اتصل بعبد الملك و بسليمان بن عبد الملك، ثم بعمر بن عبد العزيز واليا على المدينة و خليفة. ثم إنّه اتصل أيضا بيزيد بن عبد الملك و أدرك هشاما. و على هذا يجب أن يكون نصيب قد توفّي بين سنة 105 و سنة 110 للهجرة (724-728 م) و عمره نحو ستين سنة أو تزيد قليلا.
كان نصيب بن رباح شاعرا فحلا فصيحا جيّد الكلام مقدّما في المديح و النسيب و الرثاء. و قد قال النسيب في مطلع حياته عفيفا رقيقا ثم تركه و توفّر على المديح. و كان له رجز أيضا. و لنصيب شيء من الحكمة و الفخر. و له في سواد لونه شعر كثير على مثال شعر عنترة في مثل ذلك. و قيل لم يكن نصيب يحبّ الهجاء، و لم يكن يحسنه.
المختار من شعره:
- قال نصيب يمدح عبد العزيز بن مروان لما رحل اليه بمصر:
لعبد العزيز على قومه... و غيرهم نعم غامره
فبابك ألين أبوابهم... و دارك مأهولة عامره
و كلبك آنس بالمعتفين... من الأمّ بالابنة الزائره
و كفّك، حين ترى السائليـ...ـن... أندى من الليلة الماطره
فمنك العطاء، و مني الثناء... بكلّ محبّرة سائره (2)
- و قال يمدح سليمان بن عبد الملك:
أقول لركب صادرين لقيتهم... قفوا، ذات أوشال، و مولاك قارب
قفوا خبّروني عن سليمان، انني... لمعروفه من أهل ودّان طالب
فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله... و لو سكتوا أثنت عليك الحقائب (3)
و قالوا: عهدناه، و كلّ عشيّة... بأبوابه من طالب العرف راكب
هو البدر، و الناس الكواكب حوله... و لا تشبه البدر المضيء الكواكب
- و قال يفتخر بنفسه و يذكر سواده:
ليس السواد بناقصي ما دام لي... هذا اللسان إلى فؤاد ثابت
من كان ترفعه منابت أصله... فبيوت أشعاري جعلن منابتي
كم بين أسود ناطق ببيانه... ماضي الجنان و بين أبيض صامت (4)
اني ليحسدني الرفيع بناؤه... فضل البيان، و ليس بي من شامت (5)
- أحب نصيب فتاة من بني مدلج فكان أهلها يحرسونها منه. لذلك كان يقف لها في الطريق، فاذا مرت أشار اليها بعينيه أو حاجبيه. و قد قال فيها (غ 1:375) :
وقفت لها كيما تمرّ، لعلّني... أخالسها التسليم إن لم تسلّم
و لمّا رأتني و الوشاة تحدّرت... مدامعها خوفا و لم تتكلّم
مساكين أهل العشق، ما كنت أشتري... جميع نفوس العاشقين بدرهم
_____________________
1) كاتب العبد مولاه على نفسه: اتفق مع مولاه على مبلغ يؤديه إلى مولاه (سيده، صاحبه-بالتقسيط) على أن يصبح حرا إذا و فى المبلغ المتفق عليه.
2) محبرة: (قصيدة) حسنة الديباجة (تشبيها لها بالحبرة، و هي نوع من الثياب الحريرية تأتي من اليمن) . سائرة على الالسن، مشهورة، تروى بكل مكان.
3) عاج: عطف رأس البعير بالزمام و وقف. أثنوا بالذي أنت أهله: قالوا فيك حقا، لم يبالغوا. و لو سكتوا. . . . : لو لم يمدحوك لدل على فضلك عطاياك التي كانت محملة في حقائبهم.
4) ما أعظم «الفرق» بين رجل أسود اللون و هو حسن الكلام جيد البيان و بين رجل أبيض الجلد و لكنه صامت (لا يحسن من الكلام شيئا) .
5) ان صاحب المجد (إشارة إلى ان نصيبا كان عبدا أسود رقيقا) يحسدني على بلاغتي و حسن شعري.
الاكثر قراءة في تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
