الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
مزاحم العقيلي
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج1، ص520-522
30-12-2015
6108
هو مزاحم بن عمرو بن الحارث من بني عامر بن عقيل بن كعب ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن، كان يسكن الروضات من بلاد بني عقيل.
كان لمزاحم بن عمرو العقيليّ ابنة عمّ يحبّها اسمها ليلى (و قيل كان اسمها ميّة) ، و قيل هي ليلى بنت موازر القشيرية، و قيل بل كانت ليلى التي أحبّها مجنون بني عامر. أراد مزاحم أن يتزوج ابنة عمه هذه و لكنّ عمّه دافعه مدة (لأن مزاحما كان مملقا قليل المال) ثم زوّجها لرجل غني. فحزن مزاحم لذلك و قال في ابنة عمّه أكثر شعره.
و تشاجر مزاحم مرة مع رجل من بني جعدة فضربه بعصاه على رأسه فشجّه. و حبس مزاحم من أجل ذلك ثم خرج من السجن بشفاعة نفر من قومه.
كان مزاحم العقيليّ معاصرا للفرزدق و جرير في أيام عبد الملك بن مروان. و بما ان الفرزدق و جريرا مدحا مزاحما لجودة شعره ثم تمنى جريرا ان لو كان له ببعض شعره بعض شعر مزاحم بن عمرو العقيلي، فيغلب على الظن ان ذلك كان في أول أيامهما حينما كانا لا يزالان يريان لغيرهما فضلا على نفسيهما (قبل أن يتمكّن الاعتداد بالنفس منهما حتى ما كانا يريان لأحد عليهما فضلا) .
و لعلّ وفاة مزاحم بن عمرو العقيلي كانت بعيد سنة 90 ه(708 م) (1).
مزاحم بن عمرو العقيلي شاعر بدويّ فصيح مجيد محسن له رجز و قصيد. و شعره فصيح الألفاظ سهل التراكيب مع متانة في السبك و عذوبة و رقّة. و شعره الذي وصل الينا في الغزل العذري في الاكثر، و كان له مدح قليل. ثم له أوصاف في البادية، و في الخيل خاصة (2). و قد قال جرير فيه: «كان (مزاحم) يقول حوشيا (3)من الشعر لا يستطيع أحد أن يقول مثله (غ 17: 152،153) .
المختار من شعره:
- يقول مزاحم بن عمرو العقيلي... نصف البادية في مطلع قصيدة له:
خليليّ، عوجا بي على الدار نسأل... متى عهدها بالظاعن المتحمّل
فعجت و عاجوا فوق بيداء صفّقت... بها الريح جولان التّراب المنخّل (4)
- ومن نسيبه الرائق قوله:
وددت-على ما كان من سرف الهوى... و غيّ الأماني-أن ما شئت يفعل (5)
فترجع أيام مضين و لذّة تولّت، و هل يثنى من العيش أول (6)
- و لمّا علم أن ابنة عمّه ليلى تزوّجت قال (و الابيات الاربعة الاخيرة ليست من نمط سائر الأبيات في وضوح المعنى و سهولة التركيب) :
أتاني بظهر الغيب أن قد تزوّجت...فظلّت بي الأرض الفضاء تدور(7)
و قد زايلت لبّي-و قد كان حاضرا... و كاد جناني عند ذاك يطير (8)
فقلت، و قد أيقنت أن ليس بيننا تلاق و عيني بالدموع تمور (9)
أيا سرعة الأحباب حين تزوجت، فهل يأتينّي بالطلاق بشير (10)
و لست بمحص حبّ ليلى لسائل... من الناس إلا أن أقول: كثير
و تنشر نفسي بعد موتي بذكرها... مرارا: فموت مرة و نشور (11)
عججت لربّي عجّة ما ملكتها، و ربي بذي الشوق الحزين بصير (12)
ليرحم ما أبقى و يعلم أنني له-بالذي يسدى إليّ-شكور (13)
لئن كان يهدي برد أنيابها العلا لأحوج منّي إنني لفقير (14)
_____________________
1) في الاعلام للزركلي (8:100) نحو سنة 120 ه.
2) ديوان المعاني 2:110. و كان له ديوان صنعه جماعة من الرواة (الفهرست 78،158) .
3) الحوشي و الوحشي: الغريب، البدوي، البعيد عن مألوف أهل الحضر.
4) عاج: مال، ترك طريقه الأصلي ليمر بمكان ما كان يقصده من قبل. صفقت بها الريح: هبت بها الريح هبوبا شديدا يحدث صوتا قويا. التراب المنخل: الناعم. الجولان (بسكون الواو) : التراب. الجولان (بفتح الواو) : المصدر من جال يجول. تصفق الريح جولان (يجب أن تكون بفتح الواو-و قد سكنها الشاعر هنا) : تحمل التراب ثم تحركه يمينا و يسارا.
5) السرف: الخطأ. على ما كان س سرف الهوى: مع العلم بأن الحب خطأ من المحب. وغي (خداع) الأماني (ما يتمناه الانسان بينه و بين نفسه) ؛ خيبة الأمل في ما يتخيله الانسان عادة. يفعل (هنا:) يتحقق. في كتاب الزهرة (ص 282) : وددت على ما كان من شرف الفتى و جهل الاماني ان ما شئت يفعل.
6) هل يثنى من العيش أول؟ : هل يمكن أن تعود الأيام الاولى (التي مضت) ؟
7) بظهر الغيب: بشيء يشبه معرفتي بالغيب (لأن عمه كان يعلن أنه سيزوجه ليلى و يضمر غير ذلك) . فظلت بي الأرض الفضاء (الواسعة) تدور: أشعر أن الأرض تدور بي (لهول ما سمعت حتى حدث لي صداع يخيل إلي معه أن الأرض تدور بي) .
8) زايلت لبي: زايلني (؟) : فارقني لبي (عقلي) . كان حاضرا: (موجودا وافرا) -و قد كنت حصيف العقل. جناني (قلبي) يطير: يخرج من صدري (من خوفي مما سمعت-من تزويج ليلى لغيري) .
9) عيني تمور: تموج (بالدموع-لكثرة ما بكيت) .
10) تزوجت بسرعة كأنما كانت و زوجها يحب بعضهما بعضا.
11) تنشر نفسي: تعود إلى الحياة. النشور: القيامة من القبور.
12) عج: صاح و رفع صوته. ما ملكتها: ما استطعت أن أملك نفسي (أمنعها) عن مثل تلك العجة (الصيحة العظيمة) .
13) -ليرحم (اللّه) ما أبقى (لي اللّه من عقلي) : ليحفظ علي اللّه ما بقي لي من عقلي و صبري. اسدى (صنع اليه معروفا) .
14) برد أنيابها (أسنانها) : ريقها البارد «اللذيذ» . العلا (؟) . -إذا كان اللّه قد أهدى برد أنيابها لأحوج مني (لمن هو أحق بها مني: لزوجها) فإنني سأكون (بعدها) فقيرا جدا (؟) .
الاكثر قراءة في تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
