الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
مُدرِك بن علي الشيباني
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج2، ص572-574
30-12-2015
3835
كان مدرك بن عليّ الشّيباني أعرابيّا «من بادية البصرة، دخل بغداد صغيرا و نشأ بها فتفقّه و حصّل العربية (النحو) و الأدب» ، و قد تولّى القضاء في بغداد.
في حياة مدرك الشيبانيّ هذا حادث واحد وصل إلينا هو أنه كان يذهب أحيانا إلى دير الروم (حيّ النصارى) في الجانب الشرقيّ من بغداد (الرّصافة) فتعشّق غلاما اسمه عمرو بن يوحنّا حتّى ذهب عقله.
و يبدو أن مدرك بن عليّ توفّي في أعقاب القرن الرابع الهجري، ربّما في سنة ٣٩٠ ه(١٠٠٠ م) .
خصائصه الفنّيّة:
كان مدرك بن عليّ شاعرا أديبا فاضلا، فلمّا هام بعمرو بن يوحنّا قال فيه أرجوزة مزدوجة جمع فيها عددا كبيرا من مصطلحات النصارى في عقائدهم و أوردها على سبيل الحكاية و هو، مع ذلك، يعلم أنّ ما فعله مخالف للمدرك الإسلاميّ في الدين. إلا أنّ مدركا كان يستحلف حبيبه بما يورد من المصطلحات النصرانية حتّى يعطف عليه.
المختار من الأرجزة المزدوجة:
(نلاحظ أن كلّ بيتين يؤلفان وحدة في القافية) :
- قال مدرك الشيباني يتغزّل بعمرو بن يوحنّا و يتعطّفه:
من عاشق ناء هواه دان... ناطق دمع صامت اللسان (1)
معذّب بالصدّ و الهجران... موثق قلب مطلق الجثمان.
من غير ذنب كسبت يداه... غير هوى نمّت به عيناه (2)
شوقا إلى رؤية من أشقاه... كأنّما عافاه من أضناه
ما أبصر الناس جميعا بدرا... و لا رأوا شمسا و غصنا نضرا (3)
أحسن من عمرو-فديت عمرا... ظبي بعينيه سقاني خمرا
يا عمرو، ناشدتّك بالمسيح... إلاّ سمعت القول من نصيح
يخبر عن قلب له جريح... باح بما يلقى من التبريح (4)
بحقّ قوم حلقوا الرؤوسا... و عالجوا طول الحياة بوسا (5)
و قرّعوا في البيعة الناقوسا... مشمعلين يعبدون عيسى
_____________________
١) ناء: بعيد (في الدين و السن و الحياة الاجتماعية) . هواه دان: قريب بحبه لك.
٢) نمت به عيناه: وشت به، أظهرته عيناه. كأنما عافاه من أضناه (؟) -(الذي أسقمه و أشقاه قادر على شفائه و اسعاده!) .
٣) النضر: الأخضر اللين (الذي يلمع فيه النشاط من الصحة) .
4) التبريح: الشدة، التعذيب.
5) قوم حلقوا الرءوس: الرهبان. البوس-البؤس: الشقاء و الفقر و الشدة. البيعة (بكسر الباء) : الكنيسة. في القاموس (3:404) : شمعلة اليهود: قراءتهم (للصلاة في التوراة) .
الاكثر قراءة في تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
