الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الحُسين الخَليع بن الضَحَّاك
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج2، ص297-300
29-12-2015
4890
ولد أبو عليّ الحسين بن الضحّاك بن ياسر في البصرة نحو سنة 155 ه (1) (772 م) و نشأ فيها ثم انتقل إلى بغداد في أواخر أيام هارون الرشيد و نادم ولدي هارون صالحا و الأمين. و لما ولي الأمين الخلافة كانت صلة الحسين به وثيقة جدّا. من أجل ذلك قطعه المأمون مدّة ثم رضي عليه. غير أنه عاد إلى الحظوة عند المعتصم و ابنيه الواثق و المتوكّل و حفيده المنتصر. و عاش الحسين الخليع إلى أيام المستعين و لكنه كان قد فني من الكبر. أما وفاته فكانت سنة 250 ه(864 م) .
خصائصه الفنّيّة:
عرف الحسين بن الضحّاك بلقب الخليع لما كان عليه من الاستهتار في الفسق و المجون. أمّا في الشاعرية فهو من أقران أبي نواس لا ينحطّ عن أبي نواس في طرافة أغراضه و اختراع معانيه، و لكنّ شعر أبي نواس أكثر تنوّعا و أحسن ديباجة و أدلّ على المقدرة في القول. و لم يرزق الحسين الخليع تلك الشهرة التي رزقها أبو نواس-على قصر حياة أبي نواس و طول حياة الحسين الخليع-و لذلك كان الناس ينسبون ما حسن من شعره إلى أبي نواس؛ و كان أبو نواس أحيانا يغير على معاني الحسين الخليع فيكسوها تعبيرا أسهل و ديباجة أحسن أو ينتحلها بمعانيها و ألفاظها و تراكيبها جملة. و الحسين الخليع شاعر مطبوع ظريف ماجن، و هو غلام أستاذه والبة بن الحباب (طبقات ابن المعتزّ 271) ، و على شعره شيء من نفس بشّار؛ و له ميل إلى الأبحر القصار. أما فنونه فهي المديح و العتاب و الرثاء و الهجاء و الخمر و الغزلان.
المختار من شعره:
- قال الحسين الخليع بن الضحّاك هذه القصيدة في الخمر، و هي التي عارضها أبو نواس و ألمّ بعدد من معانيها، كما عارضها ابن المعتزّ أيضا، منها:
بدّلت من نفحات الورد بالآء... و من صبوحك درّ الإبل و الشاء (2)
فعدّ همّك عن طرف يمارسه... جلف تلفّع طمرا بين أحناء (3)
ففي غد لك من زهراء صافية... بطيرناباذ ماء ليس كالماء (4)
ممّا تخيّر أولاها و أودعها... ربّ الخورنق في جوفاء ميثاء (5)
راح الفرات عليها في جداوله... و باكرتها سحابات بأنواء
صينت عن الشمس في قيطون محتنك... من اليهود لأمّ الراح غدّاء (6)
ما زال يهملها كالمستخفّ بها ...عصر الشباب كناس غير نسّاء.
يطري سواها إذا سيمت، مدافعة... عنها، و يوسعها من كل إزراء (7)
يسومها البيع أحيانا فيمنعه... أن قد يؤمّلها يوما لإثراء (8)
حتى إذا الدهر أبقى من سلالتها... جزء الحياة و قد ألوى بأجزاء (9)
لم يبق من شخصها إلاّ توهّمه... فالشيء منها إذا استثبتّ كاللاء (10)
تمازج الروح في أخفى مداخله... كما تمازج أنوار بأضواء
لا يدرك الحسّ منها حين تبعثها... إلاّ التنسّم أو لذعا بأحشاء
تلك التي وسمتني غير محتشم... وسم المجون و سمّتني بأسماء
هذا النعيم، و لا عيش تكون به... هند برابية من بعد أسماء (11)
- و قال يتغزّل و ينسب بغلام اسمه يسر:
أ يا من طرفه سحر... و من ريقته خمر
تجاسرت فكاشفتـ...ـك لمّا غلب الصبر
و ما أحسن في مثلـ...ـك أن ينهتك الستر
و إن لامني الناس... ففي وجهك لي عذر
فدعني من مواعيد...ك إذ حيّنك (12) الدهر
فلا و اللّه، لا تبر...ح أو ينقضي الأمر (13)
فإمّا الغصب و الذمّ... و إما البذل و الشكر
و إن شئت تيسّرت...كما سميّت يا يسر
و كن كاسمك لا تمنـ...ـعك النخوة و الكبر
فلا فزت بحظّي منـ...ـك إن ذاع له ذكر
____________________
1) معجم الادباء 10:6.
2) يلوم الذي يستبدل برائحة الورد الزكية العيس ثمر شجر الآء (الكريه الرائحة في البادية) ، و الذي يستبدل بالصبوح (شرب الخمر في الصباح) بدّر (حليب) الابل و الغنم.
3) الطرف: الحصان الأصيل. يمارسه: يهتم به، يمدحه. جلف: جاف، قاس (كناية عن البدوي) . الطمر: الثوب الممزق من القدم. تلفع: تغطى، ألقى على نفسه. أحناء (؟) .
4) زهراء صافية (كناية عن الخمر) . طيرناباذ: ضاحية جنوب بغداد مشهورة بالعنب.
5) الميثاء: الأرض السهلة الطرية (هذه الخمر اختمرت في باطن الأرض بحرارة قليلة و لم تطبخ بالنار) .
6) قيطون: غرفة داخلية في البيت (بعيدة عن حر الشمس) . المحتنك: الداهية، ذو الاختبار.
7) يعيبها و يمدح سواها ليبيع سواها و تبقى هي عنده معتقة. . . .
8) . . . حتى يبيعها ذات يوم بثمن يغتني به.
9) ألوى: أذهب أضاع.
10) كاللاء: مثل «لا» ، لا شيء.
11) . . . . هند برابية من بعد أسماء: كناية عن العيش في البادية.
12) حينك الدهر: جاء بك الي على غير موعد.
13) أو ينقضي الأمر: أنال منك مبتغاي.