الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
أبو الحسين الخرقي
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج3، ص157-159
25-12-2015
3714
هو أبو الحسين محمّد بن المظفّر بن عبد اللّه بن مظفّر بن نحرير، ولد سنة 377 ه (987 م) ، أمّه من بني الحارث بن كعب من بني تميم، و هو مولى بني فهد. و يبدو أنّه كان جامعا لعدد من فنون الأدب حتّى روى عنه كثيرون منهم الخطيب التبريزي (ت 502 ه) . و كانت وفاته سنة 455 ه (1063 م) .
كان أبو الحسين الخرقي شاعرا رقيقا متين السبك جيّد المعاني بديع النظم. و أكثر شعره الوصف و الغزل. و في شعره ألفاظ من علم الكلام و المنطق.
مختارات من شعره:
- قال أبو الحسين الخرقيّ في الخمر و النسيب:
خليليّ، ما أحلى صبوحي بدجلةٍ... و أطيب منه بالصراة غبوقي (1)
شربنا على الماءين من ماء كرمةٍ... فكانا كدرّ ذائب و عقيق
على قمري أرض و أفق تقابلا... فمن شائق حلو الهوى و مشوق (2)
فما زلت أسقيه و أشرب ريقه... و ما زال يسقيني و يشرب ريقي
و قلت لبدر التمّ: تعرف ذا الفتى... فقال: نعم، هذا أخي و شقيقي
- و قال في النسيب:
أ ليس وعدتني، يا قلب، أنّي... إذا ما تبت من لبنى تتوب
فها أنا تائب من حبّ لبني... فما بالي أراك بها تذوب
أ ما نظرت إليك بفعل غدر... و بيّن فعلها النظر المريب
فقال: بلى و لكنّي لأمر... رجعت فتبت عن قولي أتوب
إذا جازيتها غدرا بغدر... فمن منّا يكون هو الحبيب (3)
- و قال في الحماسة، يخاطب نفسه، فجمع بين صواب الرأي و حسن الوصف:
إرم بها في لهوات الوهاد... و خض بها لجّة واد فواد (4)
إنّ دسوت المجد مضروبة... في صهوات الصافنات الجياد (5)
أقبح بذي اللّبّ إذا لم ينل... بأوّل الرأي أخير المراد (6)
ما العزم الاّ نشطة هكذا... إمّا إلى غيّ و إمّا رشاد
المرء مرهون على نهضةٍ... تقعده في نطع أو وساد (7)
و صاحب نبّهني غالطا... و الفجر لم يبد و لا قيل كاد
و جلدة الليل على صبغها... تماطل النقصان بالازدياد
غنم عليه الجوّ حتّى رأى... نجومه كالجمر تحت الرماد
_____________________
1) الصراة (نهر الصراة الصغير و نهر الصراة الكبير: قناتان شمال غرب بغداد) . الصبوح: شرب الخمر صباحا. الغبوق: شرب الخمر مساء.
2) الشائق مثير الحب في المحبوب. المشوق: المحب.
3) الحبيب يحب أن تكون منصوبة لأنها خبر يكون. و الضمير «هو» توكيد لاسم «يكون» (و اسم يكون ضمير مستتر) .
4) ارم بها: ارم بنفسك (غامر) . اللهوة (بفتح اللام) : اللحمة المشرفة على الحلق (الحلق) الوهدة (بالفتح) : الارض المنخفضة. اللجة: معظم الماء. الوادي: النهر. و الوادي: أرض منخفضة بين جبلين.
5) الدست: الاريكة، (كرسي الوزارة) ، المنصب العالي. الصهوة: الظهر، المتن. الصافنات الجياد: الخيل (كناية عن السفر و القتال) .
6) اللب: العقل. -اذا لم ينل «بأقل قدر من التفكير أعظم قدر من الأماني» .
7) نطع: لباد (صوف مضغوط) يتخذ للجلوس و غيره (و يوضع النطع تحت الذي يراد قطع رأسه حتى لا تتلوث الأرض بالدم) . الوسادة: المخدة: نمرقة يتكأ عليها أو يجلس. -إما الى نطع (كناية عن الموت) و إما الى وساد (كناية عن المنصب العالي) .