1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

أبو الأسود الدؤلي

المؤلف:  عمر فرّوخ

المصدر:  تأريخ الأدب العربي

الجزء والصفحة:  ج1، ص348-350

25-12-2015

4235

هو أبو الاسود ظالم بن عمرو بن جندل بن سفيان من بني الدؤيل بن بكر من كنانة؛ وأمه من بني عبد الدار بن قصيّ من قريش.

ولد أبو الاسود قبيل الهجرة، ولكن لم تصبح له شهرة إلا في أيام الإمام عليّ[عليه السلام]. ويبدو أنه سكن البصرة في أيام عمر بن الخطاب. وكان أبو الاسود من أشياع عليّ [عليه السلام] شهد معه صفّين ثم تولّى له حرب الخوارج. وأدرك أبو الاسود معاوية بن أبي سفيان ولكن لم يكن مطمئنا إلى الحكم الأموي فعاش على تقيّة: لم يمدح الامويين ولم يعرّض بهم.

وتوفي أبو الاسود في البصرة، في طاعونها الجارف، سنة 69 ه‍ (688 م)، في نحو الخامسة والسبعين من العمر.

قال الجاحظ (1): «كان أبو الاسود خطيبا عالما، ومن المقدّمين في العلم، وكان قد جمع شدة العقل وصواب الرأي وجودة اللسان وقول الشعر والظّرف». وكان ناثرا شاعرا. ويقال إنه أول من وضع قواعد النحو وأول من ألّف في النحو. أما شعره خاصة فضعيف في الاكثر قليل القيمة الفنية، فان أكثره في مناسبات تتعلق بحاجاته اليومية. ويبدو أنه كان كثير الهجاء، وكذلك رثى الحسن ابن علي[عليهما السلام]. ولأبي الاسود شيء من الغزل ومن الحكمة: في الشيب خاصة (2).

-المختار من شعره وكلامه:

اختار أبو تمّام لأبي الاسود بيتين في باب الغزل من ديوان الحماسة:

أبي القلب إلا أمّ عمرو وحبّها... عجوزا، ومن يحبب عجوزا يفنّد (3)

كثوب اليماني قد تقادم عهده... ورقعته ما شئت في العين واليد

وقال (4) يهجو الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة، وكان لقبه القباع:

قيل أتى الحارث مرة بمكتل (زنبيل كبير يسع خمسة عشر صاعا أو ثلاثة أرطال رومية) فقال: ان هذا لقباع (والقباع القصير الواسع الرأس):

أمير المؤمنين، جزيت خيرا... أرحنا من قباع بني المغيره (5)

بلوناه ولمناه فأعيا ...علينا ما يمرّ لنا مريره (6)

على أن الفتى نكح أكول... ومسهاب مذاهبه كثيره (7)

-كان لأبي الاسود ابن عم سيّء الخلق، وكانا متجاورين وبينهما باب يسهّل عليهما الوصول إلى الطريق. فسدّ ابن عم أبي الاسود هذا الباب، فكان على أبي الاسود أن يسلك طريقا أطول إلى وجهته. وقد كان ذلك سببا لبضع مقطّعات قالها أبو الاسود في هجاء ابن عمه (8):

لنا جيرة سدّوا المجازة بيننا... فإن ذكّروك السدّ فالسدّ أكيس (9)

ومن خير ما ألصقت بالدار حائط... تزلّ به صقع الخطاطيف أملس (10)

وقال في هجاء ابن عمه أيضا:

بليت بصاحب إن أدن شبرا... يزدني في مباعدة ذراعا

وان امدد له في الوصل ذرعي... يزدني فوق قيس الذرع باعا (11)

كلانا جاهد: أدنو وينأى... فذلك ما استطعت وما استطاعا

ولأبي الاسود في الحكمة:

وأحبب، إذا أحببت، حبّا مقاربا... فانّك لا تدري متى أنت نازع

وأبغض، إذا أبغضت، بغضا مقاربا... فانّك لا تدري متى أنت راجع

وكن معدنا للحلم واصفح عن الخنا... فانّك راء ما عملت وسامع

وذكروا العمامة عند أبي الاسود الدؤليّ فقال (البيان والتبيين 3:100): جنّة في الحرب ومكنّة من الحرّ ومدفأة من القرّ ووقار في النديّ (12)، وواقية من الاحداث وزيادة في القامة؛ وهي بعد عادة من عادات العرب.

__________________________

1) البيان والتبيين 1:324، راجع 110.

2) الكامل 329-330.

 3) يفند: ينسب إلى الفند (الجنون).

4) مثله 1:196.

5) بنو المغيرة: آل بني أبي ربيعة.

6) أمر المرير: قتل الحبل (خدم الناس وبلغهم بعض مرادهم).

7) المسهاب: الكثير الاطالة في الكلام وفي معالجة الأمور. مذاهبه كثيرة: كثير الغايات، كثير المداخل والمخارج.

8) البيان والتبيين 2:355-3:229؛ غ 11:112.

9) السد: سد الصين (؟). السد أكيس: ان سد الصين أدل على حسن الكياسة لأنه بني علنا ليكون حاجزا دون هجوم الاعداء، بينما هذا الباب سد خفية وليحول دون استفادة رجل من الاقارب.

10) -حائط أملس تزلق عليه (لا تثبت عليه) طير الخطاف الصقع (التي في رأسها بياض) .

11) الذرع: مقدار الذراع. الباع: مقدار ما بين طرفي اليدين إذا مدتا.

12) الجنة (بضم الجيم: الوقاية في الحرب فلا يتعرض الرأس معها إلى ضغط الخوذة...) . مكنة: ستر. القر: البرد. الندي: مجتمع القول ومجلسهم. واقية من الاحداث: الاحداث (صغار السن) يوقرون صاحبها فلا يتجر أون عليه بالمزح أو الأذى (؟).

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي