الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
أبو إسحاق الصابي
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج2، ص558-561
25-12-2015
6426
هو أبو إسحاق إبراهيم بن الهلال بن ابراهيم الحرّاني الصابي، ولد في 5 رمضان من سنة 313 ه(925 م) ، في بغداد في الأغلب و نشأ فيها على دين الصابئة الحرّانيّين (1)، عفيفا في مذهبه حسن العشرة للمسلمين يصوم رمضان و يحفظ القرآن و يصرّف آياته في رسائله. و قد كانت بينه و بين الصاحب بن عبّاد و الشريف الرضي مودّة أكيدة و مراسلات كثيرة.
في سنة 349 ه(960 م) تقلّد أبو اسحاق الصابي ديوان الرسائل فكانت تصدر عنه مكاتبات إلى عضد الدولة تؤلمه. فلمّا مات عزّ الدولة أمير الأمراء و استولى عضد الدولة على بغداد (367 ه-978 م) حبس أبا اسحاق الصابي فبقي أبو اسحاق في السجن حتّى توفّي عضد الدولة (372 ه- 983 م) و خلفه ابنه صمصام الدولة فأطلق سراح أبي اسحاق.
و مات أبو اسحاق الصابي في بغداد، في 12 شوّال من سنة 384 ه (20-11-994 م) .
خصائصه الفنّيّة:
كان أبو اسحاق الصابي أديبا بارعا و كاتبا مترسّلا بليغا و شاعرا مقتدرا رقيقا. و فنون شعره المدح و الهجاء و الأدب و الغزل و النسيب و الخمر. و للصابي هذا من الكتب: المختار من رسائله (ألف ورقة، عشرين ألف سطر) ، كتاب أخبار أهله، كتاب أخبار بني بويه (ألّفه في السجن) ، كتاب اختيار شعر المهلّب.
المختار من آثاره:
- في يوم المهرجان من أحد الأعوام أهدى أبو اسحاق الصابي اصطرلابا (منظارا للنجوم) صغير الحجم دقيق الصنعة، قيل أهداه إلى عضد الدولة، و قيل أهداه إلى المطهّر بن عبد اللّه وزير عضد الدولة، و كتب معه الأبيات التالية:
أهدى إليك بنو الحاجات، و اختلفوا... في مهرجان عظيم أنت مبليه (2)
لكنّ عبدك ابراهيم حين رأى... علوّ قدرك لا شيء يساميه
لم يرض بالأرض يهديها إليك فقد... أهدى لك الفلك الأعلى بما فيه
- وردت على عضد الدولة رسائل فأخذ بقراءتها، و كان يقوم بجانبه غلام تركيّ له جميل يحجب عنه الشمس، فقال أبو اسحاق الصابي (3):
قامت تظلّلني من الشمس... نفس أحبّ إليّ من نفسي
قامت تظلّلني، و من عجبٍ... شمس تظلّلني من الشمس
- و له في الغزل:
إن نحن قسناك بالغصن الرطيب فقد... حفنا عليك به ظلما و عدوانا (4)
لأنّ أحسن ما نلقاه مكتسيا... و أنت أحسن ما نلقاك عريانا
- توفّي أبو سعيد سنان، بكر أولاد أبي اسحاق الصابي، فكتب الشريف الرضيّ إلى أبي اسحاق رسالة يعزّيه فيها؛ فأجابه أبو اسحاق برسالة منها:
وصلت الرقعة-أطال اللّه بقاء سيّدي الشريف الجليل، و أدام عزّه و تأييده و نعمته و كفايته و حراسته و وقايته-بالتفضّل الذي زاد و أوفى، و القول الذي نفع و شفى، و التعزية التي غمرني إحسانها و بهرني استحسانها (5)، فصادفت منّي قلبا عليلا و خاطرا كليلا و نفسا قد أثخنتها الرزيّة (6). . . . و لو جريت في ميدانها و طالبت نفسي بجواب مثلها لما شققت غبارها. . . و إذا أفقت من السكرة و خرجت من الغمرة بدأت بقصد (7)حضرته الجليلة و مشاهدة غرّته الشريفة النبيلة، ثم واظبت على حقّه الذي قد لزمني، و تأدية فرضه الذي قد استترقني و ارتهنني، إن شاء اللّه، و هو حسبنا و نعم الوكيل.
____________________
1) الصابئة أهل حران (في شمالي العراق) يقولون إنهم على دين نوح، و قبلتهم (بكسر القاف) نحو الشمال و هم يقدسون النجوم.
2) بنو الحاجات: الذين لهم في التقرب منك أغراض و غايات. أنت مبليه (شبه الشاعر عيد المهرجان بثوب يلبسه الممدوح فيتهرأ الثوب فيتبدله بغيره) : يدعو له أن يعيش طويلا و يشهد أعيادا عديدة.
3) الشمس مستعملة حقيقة (للجرم السماوي الذي يبعث الضوء إلى أرضنا فيكون في أرضنا نهار) و مجازا (للفتاة الجميلة التي تشبه الشمس بجمالها) -و هنا: للغلام. راجع معجم الأدباء 2:56.
4) حاف: جار، ظلم (بخس الآخرين حقوقهم) .
5) بهرني استحسانها: غشي على بصري نور حسنها (فعجزت عن كتابة مثلها في الرد عليها) .
6) خاطر كليل: قريحة ضعيفة تعبة. أثخنتها (أكثرت الجراح فيها) الرزية (المصيبة) .
7) بقصد حضرته الجليلة: توجهت الى حضرته (الدار التي هو حاضر فيها) لزيارته. الجليلة: السامية المقام التي تقابل بالاحترام.