الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
إبن نُباتة السعدي
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج3، ص57-59
25-12-2015
5078
هو أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن محمد بن أحمد بن نباتة السعديّ، كان مولده في بغداد، سنة 327 ه (939 م) . قال ابن خلّكان (1:528) عن ابن نباتة إنّه «طاف البلاد و مدح الملوك و الوزراء و الرؤساء، و له في سيف الدولة بن حمدان غرر القصائد و نخب المدائح» ؛ و لكنّه لم يشهد من حكم سيف الدولة نفسه سنين كثيرة: لمّا ضعف البلاط الحمدانيّ بعد سيف الدولة غادره ابن نباتة الى المشرق فوصل الى الريّ و مدح فيها ابن العميد المشهور فمطله ابن العميد. ثم إن ابن نباتة عتب على ابن العميد و لم يفده ذلك العتاب شيئا (وفيات الأعيان 2:464-466) .
و توفّي ابن نباتة السّعديّ في بغداد في 3 شوّال 405(1/3/1015 م) .
ابن نباتة السعديّ ناثر صاحب رسائل و مقامات و شاعر مكثر؛ و معظم شعره جيّد يجمع حسن السبك إلى جودة المعنى مع السلاسة و الرقّة. و له أبيات سائرة منها:
و من لم يمت بالسيف مات بغيره... تنوّعت الأسباب و الموت واحد
و ابن نباتة السّعديّ مصنّف له كتاب المفاوضة.
مختارات من شعره:
- قال ابن نباتة السعديّ في الدنيا و لذّاتها:
و دار يغرّ بها أهلها... غرور المحبّ بطيف الحلم
تأمّلها يقظة من كرى... و لذّتها راحة من ألم
عناء الحياة و روح الوفاة... تقارب وجدانها و العدم
- و قال في دلالة المظاهر على الحقائق:
و هل ينفع الفتيان حسن وجوههم... إذا كانت الأعراض غير حسان
فلا تجعل الحسن الدليل على الفتى... فما كلّ مصقول الحديد يمان
- و قال ينسب بسعدى و يذكر نواحي الشام ثم يعطف على وصف الخمر:
أشتاق غوطة داريّا، و يعجبني... على افتقاري أن تغنى مغانيها
لهفي على شربة من ماء جوسية... و نظرة يدرك الجولان رائيها (1)
و نفحة من صبا لبنان خالصة... تميت غلّة نفس أو تداويها
يا دهر، لاغفلات العيش عائدة... و لا الشباب الذي أبليته فيها
عسى السيوف تقاضي ما مطلت بها... فقد رضيت بما تقضي قواضيها
إن كنت تمنع سعدى من مطالبها... فلست تمنع سعدى من تمنّيها
للّه نغمة أوتار و مسمعة... باتت تدلّ على شوقي أغانيها
و قهوة كشعاع الشمس طالعة... أفنيت بالمزج فيها ريق ساقيها
لو كنت أخضع في الدنيا لنائبة... خضعت من هجرها أو من تجنّيها
تستعذب الدمع عيني في محبّتها... كأنّ ما تمتريه العين من فيها (2)
___________________
1) داريا: بلدة ذات أعناب و فاكهة جنوب دمشق. المغاني: الاماكن المسكونة. جوسية: قرية من قرى حمص. الجولان (بفتح الجيم) : منطقة في حوران.
2) امترى الماء: استحله، استخرجه. من فيها: من فمها.