1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

ابن بسام البغدادي الشاعر

المؤلف:  عمر فرّوخ

المصدر:  تأريخ الأدب العربي

الجزء والصفحة:  ج2، ص386-388

25-12-2015

5572

هو أبو الحسن عليّ بن محمّد بن نصر بن منصور بن بسّام العبرتائي (1) البغداديّ، و أمّه أمامة شقيقة أحمد بن حمدون النديم (لأمّه و أبيه) . كان من بيت خدم نفر من أهله في الدواوين كتّابا، كما كان لبيته شيء من الوجاهة و الغنى: فجدّه نصر بن منصور بن بسّام كان يتولّى ديوان الخاتم و النفقات و الأزمّة، و قد مدحه أبو تمّام؛ و أبوه محمّد بن نصر كان مترفا حسن الزّي منعّما في مطعمه و ملبسه و مسكنه.

ولد أبو الحسن علي بن محمّد بن بسّام نحو سنة 230 ه‍(847 م) و نشأ هجّاء خبيث اللسان لم يسلم من لسانه أمير و لا وزير و لا رجل من جلّة الناس و أفاضلهم، كما هجا أباه و أمّه و أهله، فهو لذلك أحد العَقَقَة (2).

تقلّد ابن بسّام البغداديّ البريد في مصر، في أيّام الوزير عبيد اللّه بن سليمان بن وهب (277-279 ه‍) ؛ و تعلّق ابن بسّام الشاعر بهجاء القاسم ابن عبيد اللّه حتّى أنه شمت بموت ولد له (284 ه‍) ، و كان ينظم فيه الأهاجي ثم ينحلها لابن الروميّ (3). و لمّا تولّى القاسم بن عبيد اللّه الوزارة (288-289 ه‍) أراد أن ينتقم من ابن بسّام، و لكنّ الخليفة المعتضد ردّه عن ذلك و حمله على أن يحسن اليه و أن يولّيه بريد الصيمرة (4) و ما والاها؛ و قد بقي ابن بسّام في هذا المنصب إلى أواخر أيام المعتضد (279-289 ه‍) .

و كانت وفاة أبي الحسن عليّ بن محمّد البسّامي الشاعر في صفر من سنة 302 ه‍(ايلول-سبتمبر 914 م) .

خصائصه الفنّيّة:

كان ابن بسّام البغداديّ شاعرا و كاتبا منشئا مترسّلا و أديبا مصنّفا للكتب، و لكنّ الشعر غلب عليه. و كذلك كان لسنا فصيحا ظريفا ماجنا مقذعا. ثم كان له رثاء حسن في آل البيت[عليهم السلام] أبان فيه عن مذهبه في التشيّع (معجم الشعراء 154) ، و شيء من المدح و النسيب و الوصف و الحكمة، و لكنّه كان يحسن المقطّعات و لا يحسن إذا أطال.

و لابن بسّام البغداديّ من الكتب كتاب أخبار عمر بن أبي ربيعة، و قد مدحه ابن النديم و سائر الذين ترجموا لابن بسّام. و له أيضا كتاب أخبار الأحوص، و له كتاب الزنجيّين و هم المعاقرون أو كتاب المعاقرين (5)، كتاب مناقضات الشعراء، ديوان رسائل.

المختار من شعره:

-يبدو أن والد ابن بسّام البغدادي كان بخيلا أو كان يضنّ على ابنه بالمال لأن ابنه كان ماجنا مسرفا، فقال ابن بسّام يهجو أباه (لا أعانه اللّه) :

هبك عمّرت عمر عشرين نسرا...أ ترى أنّني أموت و تبقى

فلئن عشت بعد موتك يوما...لأشقّنّ جيب مالك شقّا (6)

- لمّا هدم الخليفة المتوكّل قبر الحسين بن عليّ [عليه السلام]، سنة 236 ه‍، قال ابن بسام البغداديّ:

تاللّه، إن كانت أميّة قد أتت... قتل ابن بنت نبيّها مظلوما

فلقد أتاه بنو أبيه بمثله... هذا-لعمرك-قبره مهدوما

أسفوا على ألاّ يكونوا شاركوا... في قتله فتتبّعوه رميما (7)

- لمّا تولّى أبو علي محمّد بن عبيد اللّه بن يحيى بن خاقان الوزارة (299-301 ه‍) للخليفة المقتدر أساء السيرة و التدبير و أخذ الرشوة من كلّ طالب وظيفة، و ربّما عيّن للوظيفة الواحدة عددا من الموظّفين في وقت واحد: قيل إنه ولّى في يوم واحد تسعة عشر ناظرا للكوفة و أخذ من كلّ واحد رشوة. و قد هجاه الشعراء، فمما قاله فيه ابن بسّام البغدادي:

وزير ما يفيق من الرّقاعه... يولّي ثمّ يعزل بعد ساعه

و يدني من تعجّل منه مال...و يبعد من توسّل بالشفاعه

إذا أهل الرّشا (8) صاروا اليه...فأحظى القوم أوفرهم بضاعه

فلا رحم تقرّب منه خلقا... سوى الورق (9)الصحاح و لا شفاعه

و ليس بمنكر ذا الفعل منه... لأن الشيخ أفلت من مجاعه

__________________

1) عبرتى: قرية قرب النهروان (جنوب العراق) .

2) العققة جمع عاق: الذي يعق (بكسر العين) : يعصي أباه و يستخف به.

3) كانت بين ابن الرومي و بين القاسم بن عبيد اللّه عداوة، و كان ابن الرومي كثير الهجاء للقاسم هذا.

4) الصيمرة: اسم لعدد من البلدان، لعل المقصود بها هنا بلدة في نواحي البصرة.

5) الزنج (بفتح الزاي أو كسرها) : جيل من السودان. و الزنج (بفتح الزاي و فتح النون) : شدة العطش. و المعاقرون: الذين يكثرون شرب الخمر و لا يرتوون (؟) .

6) لأشقن جيب مالك شقا: لأسرفن بإنفاق المال الذي سأرثه منك!

7) الرميم: البالي، المتفتت.

8) جمع رشوة.

9) الورق (بفتح الواو و كسر الراء) : الفضة. الورق الصحاح: الدراهم من الفضة الصحيحة الوزن.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي