الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الخطابة في العصر الأموي
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج1، ص373-374
25-12-2015
10437
الخطابة في العصر الأمويّ كانت استمرارا للخطابة في صدر الاسلام الأوّل، ولكن زادت فيها أمور: من ذلك أن الخطبة طالت، ذلك لأن الخطبة كانت لتبليغ أوامر الدولة، فلمّا كثرت تلك الأوامر باتّساع رقعة الامبراطورية وبتطوّر الحياة الادارية والسياسية احتاج الخطباء إلى بسط القول في ذلك. ومن هنا جاء طول الخطبة في الدرجة الأولى. ثم عرف صدر العصر الأمويّ ثورات وحروبا واحتاج الولاة والقوّاد إلى تصريف القول بالإقناع وبالوعيد عند مخاطبة الجموع، فاقتضى ذلك أيضا أن تكون الخطبة أطول مما كانت في الجاهلية أو في صدر الاسلام الأوّل. وفي العصر الأمويّ تطوّرت البيئة الاسلامية ونشأت طبقات جديدة في المجتمع كطبقة المولّدين (1)، ولم يكن من المنتظر أن يفهم المولّدون الإيجاز العربي لمحا كما كان يفهمه العرب الأقحاح الأوّلون من البدو خاصة. فاحتاج الخطيب من أجل ذلك إلى أن يردّد المعنى الواحد في تراكيب متشابهة متقاربة، فزاد ذلك أيضا في طول الخطبة. وكذلك لمّا ترامت حدود الإمبراطورية باتّساع الفتوح لم يبق من الممكن أن ترسل الأوامر إلى الولاة تباعا في أوقات متقاربة، فكانت تلك الأوامر تجمّع حتّى يتألّف منها مقدار واف ثم ترسل في بريد واحد.
ولقد كان الوالي بطبيعة الحال يحتاج إلى خطبة طويلة تستوعب هذا القدر الوافي من أوامر الدولة.
وبرز في الخطبة الأموية عنصر التهديد والوعيد، ذلك لأن الولاة الأمويين كانوا يخطبون، في أول الأمر على الأقلّ، في بيئات معادية للدولة الأموية. من أجل ذلك ظهر الحزم في مخاطبة الجمهور وكثر التهديد للذين تحدّثهم أنفسهم بالعصيان. وربّما تضمّنت الخطبة إشارات مسيئة إلى الأفراد والجماعات ممّا هو مألوف في المنافسات السياسية، كما نرى في خطب زياد بن أبيه ثم في خطب الحجّاج على الأخصّ.
وكانوا يحبون أن يستشهد الخطيب في خطبته بشيء من القرآن الكريم، وبالحديث أيضا. ولقد ظل الاستشهاد في الخطب بالأمثال والشعر على ما كان عليه الأمر في صدر الاسلام وفي الجاهلية.
____________________
1) المُوَلَّد (بضم الميم وفتح الواو وفتح اللام المشددة) هنا هو الذي يولد من أبوين أحدهما عربي والآخر غير عربي.