عقائد أتباع محمّد بن عبد الوهّاب
المؤلف:
السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
المصدر:
معرفة الإمام
الجزء والصفحة:
ج5/ص153-154
2025-12-21
29
بعد موت محمّد بن عبد الوهّاب، أثبت أتباعه لله تعالى جهة العلوّ والاستواء على العرش. والوجه، واليدين، والعينين، والنزول إلى سماء الدنيا والمجيء والقرب، وغير ذلك بمعانيها الحقيقيّة.
وفي الرسالة الرابعة من الرسائل الخمس المسمّى مجموعها ب- «الهَدِيَّةِ السَّنِيَّة» لعبد اللطيف حفيد محمّد بن عبد الوهّاب عند ذكر بعض اعتقادات الوهّابيّة، وانّها مطابقة لعبارة أبي الحسن الأشعريّ، قال: وإنّ الله تعالى على عرشه كما قال: {الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى}. وإنّ له يدين بلا كيف كما قال: {لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَ بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ}. وأنّ له عينين بلا كيف؛ وإنّ له وجهاً، كما قال: {وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ والْإِكْرامِ}.
وقال: ويصدقون بالأحاديث التي جاءت عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: أنّ الله ينزل إلى سماء الدنيا، فيقول: هل من مستغفر؟
إلى أن قال: ويقرءون أنّ الله يجيء يوم القيامة كما قال: {وَ جاءَ رَبُّكَ والْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}. وإنّه يقرب من خلقه كيف شاء، كما قال: {وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}.
وجاء في الرسالة الخامسة لمحمّد بن عبد اللطيف المذكور: ونعتقد أنّ الله تعالى مستو على عرشه، عال على خلقه، وعرشه فوق السماوات.
قال تعالى: {الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى}. فنؤمن باللفظ، ونثبّت حقيقة الاستواء، ولا نكيّف، ولا نمثّل.
قال إمَامُ دَارِ الْهِجْرَةِ: مالِك بْنُ أنَسْ- وبقوله نقول- وقد سأله رجل عن الاستواء، فقال: الاستواءُ مَعْلُومٌ والْكَيْفُ مَجْهُولٌ والإيمانُ بِهِ وَاجِبٌ والسُّؤالُ عَنْهُ بِدْعَةٌ.
إلى أن قال: فمن شبّه الله بخلقه كفر، ومن جحد ما وصف به نفسه فقد كفر، ونؤمن بما ورد من أنه تعالى يَنْزِلُ كُلَّ لَيْلَةٍ إلى سَمَاءِ الدُّنيَا حِينَ يَبْقَى ثُلْثُ اللَّيْلِ فَيَقُولُ...
وهنا قال المرحوم الأمين العامليّ: يلزم من ذلك أحد أمرين: التجسيم أو القول بالمحال، وكلاهما محال؛ لأنّ حصول حقيقة الاستواء مع عدم الكيف محال بحكم العقل. ومع الكيف تجسيم، فلا بدّ من التأويل والمجاز، والقرينة العقل.[1]
ويقول دهخدا: ينسب ابن تيميّة إلى تَيْما، مدينة صغيرة في الشام: وهو تقيّ الدين أبو العبّاس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن محمّد بن تيميّة الحَرَّانيّ (الولادة 661، الوفاة 728 هـ). ولد في حرّان بالقرب من دمشق. (إلى أن يقول):
وقد عارض ابن تيميّة الأشاعرة، والحكماء، والصوفيّة، وجميع الفرق الإسلاميّة ما عدا السلفيّة، ويراها باطلة. وكان يعتقد بالتجسّم؛ ولا يجيز للمسلم أن يتجاوز ظاهر اللفظ في القرآن والحديث. وكان يعتبر زيارة قبور الأولياء بدعة؛ ويمكن القول إنّه رائد الوهّابيّين في هذا الأمر.[2]
[1] «كشف الارتياب» من ص 133 إلي ص 137.
[2] «معجم دهخدا» بالفارسيّة؛ كلمة ابن تيميّة ج 1 ص 297.
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة