العوامل المؤثرة على مستوى المياه الجوفية
المؤلف:
د. سعدية عاكول الصالحي، د. عبد العباس فضيخ الغريري
المصدر:
البيئة والمياه
الجزء والصفحة:
ص 146 ـ 149
2025-12-21
39
إن تذبذب مستوى المياه الجوفية يمكن أن يكون مؤقتاً أو مستمراً. والاختلافات الموسمية في مناسيب المياه الجوفية قد تمتد على فترات لعدة سنوات أو أكثر، وعموماً بالإمكان تقسيم العوامل المؤثرة في مستوى المياه الجوفية إلى ما يلي:
1- عوامل طبيعية ناتجة من التأثيرات الهيدرولوجية والجيولوجية ومن الظروف الجوية.
2- عوامل اصطناعية يساهم الإنسان في صنعها كالإفراط في ضخ المياه من الطبقات المائية والتغذية الاصطناعية للمياه الجوفية وإقامة السدود والبحيرات والجداول وغيرها من طرق التخزين المختلفة.
- العوامل الطبيعية وتشمل على :
أ- التساقط :
توجد هناك علاقة كبيرة بين التساقط وبين التذبذب في مستوى المياه الجوفية ، حيث يؤثر عامل الرشح من مياه الأمطار في تغذية المياه الجوفية، فكما هو معروف أن جزءاً من مياه الأمطار التي تسقط على سطح الأرض يرشح إلى أسفل. بينمـا يجــري جزء آخر على السطح في حيث يحتجز جزء منها ويعود إلى الغلاف الجوي، وتبقى كمية من هذه المياه فوق النباتات والأشجار والبنايات يصعب تحديدها ويمكن اعتبار كمية المياه التي تعترضها النباتات جزءاً من عملية الرشح التي تعتمد على العوامل الأتية :
1 - نسيج التربة وتركيبها ودرجة الرطوبة والنفاذية.
2 - المناخ وشدة الأمطار ومدة الجفاف والتبخر.
3- الغطاء النباتي
4- الطوبوغرافية ، حيث تقل نسبة الرشح مع زيادة ميل سطح الأرض وعلى هذا الأساس، فكلما كانت المياه المترشحة إلى باطن الأرض كبيرة كلما ارتفع منسوب المياه الجوفية، وبطبيعة الحال فإن منسوب المياه الجوفية يرتفع في مواسم الأمطار وينخفض في مواسم الجفاف ويحتاج ذلك إلى فترة زمنية معينة حتى تتمكن المياه المترشحة من الوصول إلى مستوى المياه الجوفية، وهذا يعتمد على نفاذية الصخور التي تعلو مستوى المياه الجوفية، لذا فإن ارتفاع مستوى المياه الجوفية لا يرصد إلا بعد مرور وقت معين على سقوط الأمطار ولا يرصد الانخفاض في مستوى المياه الجوفية إلا بعد مرور مدة معينة على حدوث الجفاف.
ب ـ الجريان السطحي
إن مرور المياه الجارية في جزء من الطبقات المائية الحرة يؤثر على مستوى المياه الجوفية، وتوجد علاقة متبادلة بين الأنهار ومستويات الطبقات المائية وتأخذ هذه العلاقة ثلاثة حالات هي:
1- حرة ودائمة : وذلك عندما تقطع الأنهار جميع الطبقات المائية وتكون طبقــات النفاذة تحت السطحية في أسفل النهر.
2- مؤقتة ودائمة : وذلك عندما تقطع طبقة النهر الطبقة النفاذة تحت السطحية في الأسفل في عمق معين، حيث يرتفع مستوى ماء النهر فوق مستوى الطبقة تحت السطحية في مواسم ارتفاع منسوب الماء.
3- غير موجودة : وذلك عندما يكون مستوى النهر واقعاً أسفل الطبقة المائية بشكل دائم وعموماً فإن الجريان ما بين المياه السطحية والمياه الجوفية يمكن أن يكون متبادلاً ويمكن أن يكون من أحدهما إلى الآخر، وفي حالة تغذية المياه السطحية للطبقات المائية يلاحظ انخفاض في السطح العلوي للمياه السطحية وارتفاع مستوى المياه الجوفية والعكس صحيح. لذا فإن جريان المياه الجوفية في الخزانات الغرينية يحدث في ثلاثة اتجاهات:
1 - باتجاه النهر: حيث يتم تصريف مياه الطبقة المائية الغرينية إلى النهر، وذلك عندما يكون مستوى المياه الجوفية أعلى من مستوى ماء النهر، ونستطيع القول بأن الطبقة المائية تعمل على تغذية النهر.
2 ـ من النهر باتجاه الطبقة الغرينية: حيث يتم جريان المياه من النهر إلى الطبقة المائية وذلك عندما يكون مستوى المياه الجوفية أقل من مستوى ماء النهر (النهر يغذي الطبقة المائية).
3 ـ جريان متبادل تغذية متبادلة ويتم ذلك عندما يكون منسوب الماء في الطبقة المائية والنهر بنفس المستوى.
إن مستويات المياه في الأبار القريبة من البحيرات والجداول يتأثر بمراحل تغير سطح المائية فيها، وتنتج التذبذبات الكبيرة في مستوى الميه في الطبقات المائية الحرة عن حركة المياه من وإلى الطبقة المائية. ومن الجدير بالذكر أن جريان المياه السطحية إلى الطبقة المائية وكذلك جريان المياه الجوفية إلى الأنهار أو البحيرات أو الجداول يحتاج إلى فترة زمنية كافية لذلك فإن ارتفاع أو انخفاض مستوى المياه الجوفية لا يحدث مباشرة وكذلك مستوى المياه السطحية.
ج - التبخر والنتح :
إن تأثيرات التبخر والنتح في مستويات المياه الجوفية خاصة في الطبقات المائية الحرة الموجودة في المناطق الجافة وشبه الجافة يعتمد على عمق مستوى المياه الجوفية وعلى شدة التبخر. وفي الطبقات المائية العميقة يكون التبخر والنتح قليلاً بحيث يمكن إهماله. ويلاحظ أن التذبذبات في مستوى المياه الجوفية في المناطق التي لا تحتوي على أغطية نباتية يكون قليلاً، ويعود سبب تذبذب مستوى المياه الجوفية في مواسم نمو النباتات إلى الفواقد الناتجة عن التبخر النتحي.
وترجع زيادة هبوط مستوى المياه الجوفية في الأيام المشمسة إلى زيادة الفاقد في التبخر، ويصل هبوط المياه الجوفية إلى حده الأعلى في منتصف ساعات النهار، حيث يبدأ منذ الساعة الثامنة صباحاً من كل يوم. وتبدأ سرعته في الانخفاض حوالي الساعة السادسة مساءاً وأثناء ساعات الظلام تتناقص سرعة الهبوط ويلاحظ رجوع في مستويات المياه بحيث لا يزيد مستواه أثناء النهار.
د - الضغط الجوي:
إن تذبذب مستوى المياه الجوفية في الطبقات المائية الحرة الناتجة عن تغير الضغط الجوي قليلة جداً، وتعد زيادة ضغط الهواء فوق الطبقات المائية الحرة هي المسؤولة عن هبوط المستوى المائي. وزيادة الضغط في نطاق التربة يقلل حجم الهواء ويفسح المجال الجزيئات الماء في نطاق التربة أن تحل محل الفراغ الناتج من تقلص حجم الهواء، وهذا يعمل على رفع المياه الشعرية وبالتالي ارتفاع المستوى المائي، ويحدث العكس في حالة نقصان الضغط.
2- العوامل الاصطناعية:
إن ضخ المياه من الطبقات المائية بواسطة الآبار يعقبه هبوط في مستوى المياه الجوفية حول البئر ، وزيادة الضخ في بعض المواسم يسبب هبوطاً في مستوى المياه الجوفية وبالمقابل فإن التغذية الاصطناعية للمياه الجوفية كحقن المياه إلى الطبقات المائية بواسطة آبار الحقن يعمل على رفع مستوى المياه الجوفية.
إن إقامة السدود يؤثر على مستوى المياه الجوفية وفي حالة زيادة منسوب مياه السد عن منسوب المياه الجوفية ، تجري المياه من السد إلى الطبقات المائية ، أما إذا كان منسوب مياه السد أقل من منسوب المياه الجوفية فإن تأثير السد ينحصر في تقليل كمية المياه المترشحة من الطبقة المائية إلى النهر أمام السد . وتجدر الإشارة إلى أن أعمال الحفريات تؤثر على مستوى المياه الجوفية ، فإذا تجاوز عمق الحفرة مستوى المياه الجوفية فإن المياه ترشح داخلها ، ومع استمرار تصريف المياه ينخفض المستوى المائي حولها وإذا ما تركت المياه لتتجمع فيها فإنها ستصل بعد فترة معينة إلى حالة من الاتزان ، حيث يتصل سطح الماء في الحفرة مع مستوى المياه الجوفية دون أن يؤثر عليه.
الاكثر قراءة في الجيومورفولوجيا
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة