العمليات الزراعية للنباتات الطبية
تهدف العمليات المختلفة إلى رفع الكفاءة الإنتاجية وزيادة المردود الاقتصادي وأهم هذه العمليات:
أولا: التكاثر
- تكاثر جنسي (بذري)
- تكاثر لاجنسي (خضري)
أ - التكاثر الجنسي :
يحدث عن طريق الجنين الجنسي الموجود بالبذرة والذي ينتج عادة عن عمليتي التلقيح والإخصاب ويتكون الجنين والسويداء .
النباتات التي تتكاثر بطريق البذرة -البن الكاكاو - اللفاح - جوز الطيب - الفليفلة - الريحان – البابونج - النعناع - وجميع نباتات الفصيلة الخيمية (كراوية - يانسون كمون - شمرة - خلة - كرفس - وكذلك نباتات حبة البركة - خردل - داتورة - خروع - خشخاش ويجب أن تراعي الظروف التالية عند زراعة البذور .
- جمع البذور في الوقت المناسب
- عدم جمع البذور في وقت متأخر حتى لاتنتثر وتفقد
- التأكد من تمام نمو البذور واكتمال نضجها واحتفاظها بكامل حيويتها.
ب- التكاثر اللاجنسي
طبعا يتم التكاثر بأي جزء من النبات الأم وهي طريقة سريعة إذا قورنت بالطريقة السابقة. يتكاثر بهذه الطريقة : الحناء - الصفصاف الأبيض - الحور الأبيض - حشيشة الدينار - اللحلاح- العنصل الورد - الياسمين الأبيض - الرمان - حصا البان - النرجس.
تتكاثر النباتات الطبية خضرياً بعدة طرق أهمها:
1- العقل : وهي جزء من النباتات الأم وإما أن تكون :
A- ساقية : وطولها يتراوح ما بين 5 - 35 سم تحوي برعماً واحداً على الأقل وإما أن تكون طرفية أو ساقية أو وسطية. ويتكاثر بالعقل الساقية الزعتر وحصا البان والشيح والياسمين والحور والرمان.
B - ورقية : إما أن تكون كأوراق كاملة أو أجزاء (الصباريات)
2- الترقيد : وهو دفن فرع النبات الأم تحت سطح التربة بحيث يبقى متصلاً بالنبات الأم حتى يتم التأكد من تشكل الجذور ويكاثر بهذه الطريقة حشيشة الدينار.
3- الخلفات : نباتات تنشأ من براعم قرب أو تحت سطح التربة على قاعدة الساق أو الجذر ويكاثر بهذه الطريقة نبات جوز الهند.
4- السرطانات : هي نموات تنشأ من براعم قريبة من قاعدة الساق وقريبة من سطح التربة وتفصل بعد ذلك من النبات ومعها جزء من الساق يسمى (الكعب) ويتكاثر بهذه الطريقة الزيتون والحورو الصفصاف .
5- التطعيم : يقصد به نقل برعم (العين) من نبات إلى آخر، الأول الطعم والثاني الأصل وقد ينقل جزء من فرع النبات المرغوب حاملاً أكثر من برعم ويسمى القلم ويتكاثر بهذه الطريقة الورد والحمضيات .
ثانيا - موعد الزراعة:
موعد صيفي: وفيه ترتفع درجة الحرارة وتطول الفترة الضوئية ويزرع بهذا الموعد النباتات التابعة للفصيلة الباذنجانية كاللفاح والداتورة والفليفلة والفصيلة الخبازية كالختمية الطبية والكركدية ، وتتم الزراعة في هذا الموعد في آذار ونيسان .
موعد شتوي : وفيه تنخفض درجة الحرارة وتقصر الفترة الضوئية ويزرع في هذا الموعد أغلب أنواع الفصيلة الخيمية كاليانسون والشمرة والكراوية وكذلك بعض أنواع الفصيلة النجيلية وتتم الزراعة في هذا الموعدمع بداية تشرين الثاني
ثالثا- الجمع والحصاد
وهي من أهم العمليات التي يتوقف عليها كمية المادة الكيماوية الفعالة في النبتات الطبية والعطرية، ولذلك كان من الضروري الاهتمام بدراسة التوقيت المناسب والأمثل للقيام بعملية الجمع وهناك عوامل يجب توافرها لتحديد الموعد والوقت الأمثل للحصاد وأهم هذه العوامل هي:
أ- اختيار مرحلة النمو المناسب لعملية الجمع
هذا العامل يعتبر محددا للحصول على نباتات أو أجزاء منها تحوي مواد فعالة مثالية ويتوقف هذا على أماكن تواجد المادة الفعالة بالأجزاء النباتية. وإن أهم هذه الأجزاء هي :
1- الأجزاء الأرضية: إذا كانت المادة الفعالة بالجذور أو الريزومات والنامية تحت سطح التربة فان هذه الاعضاء تبقى بالتربة فترة طويلة وتجمع بعد ذلك ولوحظ أنه في جذور اللفاح تكون المادة الفعالة بالعام الأول قليلة أما إذا تركت لمدة عامين أو ثلاثة فأنها تنتج كمية اقتصادية وعالية وكذلك الأمر عنما تجمع جذور ريزومات نبات السوس.
2- الأعشاب : معناه أن تحش النباتات دفعة واحدة خلال فترة التزهير وقبل رحلة العقد ومن النباتات الطبية التي تحمل موادها الفعالة بالأعشاب الكاملة النعناع والداتورة والريحان والبنج الأسود والنعنع العادي واللفاح .
3- الأوراق: تجمع الأوراق على فترات تبعا لمرحلة نضج الأوراق في الفترة من بدء تفتح الأزهار وحتى نهاية اكتمال مرحلة الأزهار ، وتجمع الأوراق في وقت الظهيرة حيث أعلى نسبة من المواد الفعالة فيها ، ومن النباتات الطبية التي يتم جمع أوراقها وتتواجد المادة الفعالة فيها، هي التبغ والكرفس واصبع العذراء والسناماكي الهندي .
4- الأزهار والنورات: قد تجمع قبل تفتح الأزهار وهي في طور البراعم كما في الشيح الخرساني وقد تجمع في حالة تفتح جزئي كما في حالة المسك الرومي، وكذلك قد تجمع المواد الفعالة من الأزهار الشعاعية كما في البابونج والأقحوان .
5- الثمار والبذور : هناك عدة اعتبارات تتحكم بموعد جمع الثمار والبذور عند وجود المواد الفعالة فيها وهذه العوامل .
- نوع النورة التي نتجت عنها الثمار .
- امكانية تفتح الثمار طبيعيا بعد التفتح وهي على النبات الأم وهنا تجمع الثمار دفعة واحدة بمجرد تمام النضج كما في الكزبرة والداتورة والخروع وحبة بركة .
- وقد لا تجمع دفعة واحدة كما في الخلة والكراوية والشمرة .
- على النقيض من ذلك فإننا نجد ثمار الخشخاش المنوم تجرح وهي غير ناضجة للحصول على المادة اللبنية.
ب - موعد الجمع المناسب من النهار
إن اختيار الوقت المناسب من النهار عامل هام لعملية الجمع وتؤثر على المواد الفعالة المتواجدة في النباتات الطبية ، وعليه فإن النباتات التي تحتوي على غليكوزيدات فقد لوحظ أن أوراق الديجتال عندما تجمع بعد الظهر تكون فيها مواد فعالة أكثر بكثير من الأوراق التي تجمع باكرا ، ويعزى ذلك للطبيعة الكيماوية للكليكوزيدات. أما في حالة الزيوت الطيارة فقد تبين أن أزهار الياسمين والفل والورد والنرجس تجمع في الصباح الباكر وقبل طلوع الشمس لأن بها أكبر نسبة من المواد الفعالة في هذا الوقت ويعزى ذلك بأن الزيوت الطيارة تتطاير نتيجة ارتفاع درجة الحرارة بعد شروق الشمس في فصل الصيف .
ج- موعد الجمع المناسب في فصول السنة :
يجب اختيار الفصل الذي يلائم وجود المواد الفعالة بصورة مثالية بالنبات ليتم حصاده . حيث وجد أن كورمات اللحلاح تكون خالية من الكولشيسين في الخريف ولكن في فصل الصيف يتحول مذاق الكورمات إلى الطعم المر وهنا تكون المواد الفعالة قد وصلت إلى مستواها المثالي.
وبشكل عام فإن أعضاء التخزين الأرضية كالجذور والأبصال والكورمات والدرنات فأنها تجمع في نهاية فصل النمو أي في الخريف او الشتاء عقب ذبول الأجزاء الخضرية النامية فوق سطح التربة عندها تكون الدرنات والكورمات والأبصال مملؤة بالمواد الغذائية والمواد الفعالة .
رابعاً - التجفيف
هذه العملية معناها التقليل من المستوى الرطوبي أو فقدانه بالنباتات وذلك بهدف حفظها والقضاء على أسباب تلفها ، ويتم بطريقتين اما بالوسائل الطبيعية أو الصناعية دون الاضرار بالمواد الفعالة ، وعادة تمر الأعضاء النباتية والجافة طبيعياً على عدة مراحل للتخلص من الرطوبة ، وتتراوح نسبة الرطوبة في الازهار بعد التجفيف ما بين 4-3 %، وفي الأوراق المجففة ما بين 4-6 % وفي الثمار ما بين 6-8% أما في البذور ما بين 6-12% .
والغرض من التجفيف الحفاظ على المواد الفعالة أثناء تخزينها دون أن تتأثر بالعوامل الجوية والتخزين نتيجة للنشاط الأنزيمي الحادث في الأنسجة النباتية أو تعرضها للإصابة بالحشرات والفطريات في حال وجود نسبة عالية من الرطوبة.
أنواع التجفيف
1- التجفيف الطبيعي :
التجفيف الطبيعي الذي يتم باستخدام العوامل الطبيعية كالشمس والهواء، وفي هذه الطريقة تعرض النباتات المراد تجفيفها لأشعة الشمس مباشرة في مناشر تكون ملحقة بالحقل وتجرى هذه العملية للنباتات التي لا تتأثر مكوناتها الفعالة أو يتغير مظهرها بأشعة الشمس المباشرة مثل ثمار الحنظل وجذور العرقسوس ، أو يتم التجفيف بالظل بعيدا عن الضوء حتى يتم التجفيف تماما، وبذلك يمكن أن تحتفظ بلونها الطبيعي كما في أوراق الداتورة والبنج واللفاح والنعنع ، وتحتفظ الأزهار الشعاعية بلونها الأبيض كما في البابونج وعدم تحولها إلى اللون البني القاتم عنما تتعرض لأشعة الشمس، وتتراوح فترة التجفيف الطبيعي بين 1-3 أسابيع ، وقد أثبتت التجارب أن التجفيف الشمسي المباشر يقلل من كمية المكونات الفعالة في بعض النباتات مثل أوراق الداتورة وأوراق السولانم Solanum nigrum L. والبلادونا بشكل عام لوحظ أن النباتات التي تحتوي على زيوت طيارة تفقد كمية من الزيت عند تعرضها لأشعة الشمس .
طرق التجفيف الطبيعي :
إما أن تقطع الأوراق الناضجة فسيولوجيا وتوضع على خطوط ثم تترك عدة أيام لتجف بشكل طبيعي كما في نبات التبغ ، أو ترسل الأوراق إلى مكان التجفيف حيث تعلق على أسلاك مشدودة وتترك عدة أيام داخل أماكن مغطاة بأسلاك شبكية لتخفيف الإضاءة الطبيعية وهذه الطريقة متبعة في تجفيف التبغ ايضاً. أما عند تجفيف اصبع العذراء والسناماكي الهندي ( توضع الأوراق في إطارات خشبية مشدود تحتها أسلاك شبكية وتعرض للشمس أو توضع في مكان ظليل .
وعند تجفيف أزهار البابونج والشيح العربي الأبيض توضع الأزهار في إطارات خشبية أيضا مشدودة تحتها أسلاك شبكية ويتم تجفيفها فقط ثلاثة ايام تحت أشعة الشمس أو أماكن شبه ظليلة بينما نجد انه عند تجفيف بذور الخروع ودوار الشمس وحبة البركة والكراوية والشمره فإنه يتم تعريضها للشمس مباشرة ولعدة أيام للتخلص من الجزء الأكبر من رطوبتها . أما بالنسبة لتجفيف الأجزاء الخضرية للنباتات الطبية والعطرية مثل الداتورا وحصا البان واللفاح والبنج الأسود والنعنع ، فيتم نقلها مباشرة بعد الحش إلى أماكن مكشوفة مظللة وتجفف لمدة أسبوع أو أكثر وتعبأ في أكياس ومن ثم تستخلص المادة الفعالة منها .
عيوب طريقة التجفيف الطبيعي :
- عدم التحكم بدرجة حرارة التجفيف وتختلف هذه الدرجة باختلاف الوقت من السنة واختلاف الوقت من النهار .
- عدم التحكم في العوامل الجوية الطبيعية كدرجة الرطوبة والرياح والأمطار .
- درجة نظافة المحصول منخفضة مقارنة بدرجة نظافته في التجفيف الصناعي.
- وجود المناشر الطبيعية حيث إنها تشغل مساحات كبيرة من الأرض .
- تحتاج عملية التجفيف الطبيعي لعدة أيام وقد تصل إلى أسبوع حتى يتم التجفيف نهائيا مقارنة بالتجفيف الصناعي . لكن لطريقة التجفيف الطبيعي ميزة اقتصادية لأنها قليلة التكاليف.
2- التجفيف الصناعي
هذه الطريقة تعتبر مثالية للتجفيف وبها لا تتأثر المكونات الفعالة أو المظهر الخارجي للنباتات المجففة مثل اللون والقوام والرائحة .
وبهذه الطريقة يتم تعريض النبات أثناء تجفيفه لدرجات حرارة معلومة ولمدة محددة للتخلص من الرطوبة.
مميزات التجفيف الصناعي
1- التحكم بدرجة الحرارة التي يتم عندها التجفيف وبذلك نضمن عدم تأثير الحرارة في المكونات الفعالة للنبات .
2- سرعة وقف مفعول الأنزيمات الموجودة في بعض النباتات الطبية وخصوصا المحتوية منها على المواد الجليكوزيه فإذا لم يتوقف نشاطها فقد يؤدي ذلك إلى تحلل الجليوكوزيدات بطريقة غير مرغوبة تقلل من قيمة وفاعلية النبات .
3- التحكم في درجة الرطوبة في النبات المجفف وذلك بالتخلص من الهواء المشبع بالرطوبة الذي ينتج من عملية التجفيف بوسائل التهوية المصممة في أجهزة التجفيف.
4- التحكم في نظافة النباتات المجففة وعدم اختلاطها بالأتربة.
5- لا تحتاج عملية التجفيف الصناعي إلى وقت طويل بل تتم خلال ساعات محدودة .
6- لا تشغل أفران التجفيف مساحة كبيرة من الحقل .
7- يساعد التجفيف الصناعي على احتفاظ الأزهار والأوراق بلونها الطبيعي ورائحتها وتجرى عملية التجفيف الصناعي بعدة طرق أهمها :
- استعمال النار مباشرة
- استعمال أفران التجفيف
- التجفيف بالتجميد
- استعمال المواد الكيماوية
- استعمال غرف التجفيف
ويحدد نوع النبات وطبيعة تكوينه وتركيب مكوناته الفعالة الطريقة التي يتم بها تجفيفه. فاستعمال المواد الكيماوية في التجفيف مثل كبريتات الصوديوم اللامائية يتم في النباتات المحتوية على زيوت عطرية.
وتستخدم طريقة التجميد عندما يخشى على مكونات النباتات وخاصة إذا كانت المكونات فيتامينات أو هرمونات، وذلك بأن تجمد النباتات أو خلاصاتها المائية ثم تبخر تحت ضغط منخفض جداً فيتحول الماء من الحالة المتجمدة إلى الحالة الغازية مباشرة تاركا النبات أو خلاصته الجافة.
وعموما تستخدم طريقة الأفران أو طريقة غرف التجفيف في تجفيف أغلب النباتات الطبية وتجرى عملية التجفيف بتقطيع الجذور والريزومات الكبيرة إلى شرائح طولية رقيقة لتسهيل خروج الماء منها.
وتوجد درجات حرارة مناسبة لكل نوع من المنتجات لتجفيفها بصورة خاصة وتجفف القشور والريزومات والجذور وبعض البذور على درجة حرارة 20-65 م وتختلف مدة التجفيف الصناعي تبعا للجزء المراد تجفيفه من النبات .
فالبذور تحتاج 2-3 ساعات ، والأزهار تحتاج 4-6 ساعات ، والأوراق تحتاج 8-6 ساعات ، أما الأعشاب الخضرية فتحتاج 10-12 ساعة .
وعادة يؤدي استعمال درجة حرارة غير مناسبة أو التهوية السريعة إلى جفاف سطح النبات دون انسجته الداخلية مما يؤدي إلى عدم إحكام عملية التجفيف وبالتالي فساد النبات الطبي وظهور العفن عليه عند التخزين ، لذلك يجب التأكد من جفاف جميع أجزاء النبات الداخلية والخارجية قبل الانتهاء من عملية التجفيف . تحدث عملية التجفيف بشكل عام تغيرات أهمها :
- حجم النبات ووزنه
عندما يتم التجفيف يفقد النبات ما به من رطوبة التي تشكل حوالي 60-80% وبالتالي يصغر حجمه ووزنه .
- الشكل الخارجي
يختلف الشكل الخارجي للنبات فيتجعد السطح الخارجي للريزمات والكورمات وتتجعد الأوراق حيث تفقد شكلها تماماً
- اللون
تؤثر درجة الحرارة في المواد الملونة الموجودة في خلايا النبات مثل اليخضور والانثوسيانين فتتحلل المواد وتعطي النبات اللون الأخضر القاتم نظرا لتحلل مادة اليخضور بالحرارة كما في النعناع والحنة والداتورة والبنج الأسود ويعتبر لون النبات المجفف دليلاً على درجة جودة التجفيف .
- الرائحة
عادة يحدث تغير في رائحة النباتات الجافة ، وقد لوحظ أن أوراق الداتورا أو أوراق نبات السكران تختفي رائحتهما غير المقبولة بعد عملية التجفيف وتصبح رائحة مقبولة كما تتغير رائحة ريزومات السوس من رائحة غير مقبولة قبل التجفيف إلى رائحة مقبولة بعده.
كما أن ثمار الفانيليا ليس لها رائحة وهي طازجة إلا أنها تصبح ذات رائحة زكية بعد التجفيف نتيجة لتحرر أو انطلاق الفانيلين من الحالة الجليكوزية.
- الطعم
يتغير مذاق وطعم النباتات الطبية بعد التجفيف نتيجة لحدوث تحولات كيماوية تؤدي لذلك، وقد يتم حدوث اتحاد كيماوي بين مركبات أخرى نتيجة لفعل الحرارة وقد وجد جذور نبات الجنطازيا Gentiana lutea L ذات الطعم المر قبل التجفيف يتحول إلى مذاق سكري بعده ، والسبب تحلل الجليكوزيدات بالحرارة إلى مكوناتها الأصلية والتي من بينها السكر المصاحب للاجليكون .

منحنى التجفيف النظري للنباتات الطبية
أنواع المجففات الصناعية
1. التجفيف بالهواء البارد : وفي هذه الطريقة تستخدم مراوح خاصة لتنشيط حركة الهواء فوق الأجزاء المراد تجفيفها أي هناك عملية تهوية قسرية وهذه الطريقة تكون ملائمة لتجفيف الأعشاب والبذور وتدوم فترة التجفيف حوالي أسبوع.
2. التجفيف بالهواء الساخن : طريقة أكثر تطوراً حيث يوضع العقار المراد تجفيفه ضمن جو مغلق مزود بالهواء الساخن يتدفق بانتظام وفي هذه الطريقة يمكن التحكم بحرارة الهواء ومعدل تدفقه حسب نوع العقار المجفف وهذه الطريقة تختصر مدة التجفيف إلى عدة ساعات ومن أهم المجففات المستخدمة في هذه الطريقة :
أ- مجفف الغرفة ذات الأطباق : وهو عبارة عن غرفة توضع فيها رفوف خاصة تسمى صفائح التجفيف حيث يجري تسخين الهواء بواسطة رادياتورات خاصة ينبعث منها الحرارة وفي الطرف العلوي من الغرفة يوجد مروحة لامتصاص الهواء وإخراجه إلى الخارج كما يوجد مروحة أخرى لشفط الهواء إلى الداخل ومن أهم مزايا (حسنات) هذه الطريقة :
(1) هذا النوع من المجفف يتطلب مساحة صغيرة نسبياً .
(2) تكون هذه الطريقة ملائمة لتجفيف الأزهار والأوراق إذ تحافظ على شكل العقار الطبي دون تكسير كما تعتبر اقتصادية بسبب الدوران المتجدد لهواء التجفيف ، وتقدر الكمية التي يمكن تجفيفها في 24 ساعة بـ 3-5 طن/ الساعة ومن أهم مساوئها :
1- أن هذه الطريقة غير ملائمة لتجفيف النباتات ذات السوق الغليظة والعصارية.
2- الحاجة الكبيرة للعمل اليدوي وذلك لضرورة وضع النباتات على صفائح التجفيف وإزالتها بعد التجفيف يدويا.

شكل يبين المجفف ذو الأطباق
ب- المجفف ذو السيور الناقلة : وهذا النوع من المجففات له عدة مزايا:
(1) يمكن أن يعمل بشكل مستمر وتكون طاقته الإنتاجية عالية 4-8 طن/ساعة
(2) يمكن ضبط درجة حرارة هواء التجفيف ومعدل تدفق هواء التجفيف بشكل أوتوماتيكي
(3) يمكن اختصار زمن التجفيف إلى 2-6 ساعات .
(4) طاقة استيعابه عالية جداً ولا يتطلب الجهد اليدوي.
إلا أن له عدة مساوئ :
1) باهظ التكلفة
2) يحتاج لطاقة عالية جدا

شكل يبين المجفف ذو الناقل
ت- التجفيف بالهواء الحار جدا: يستخدم لتجفيف أنواع القش (بقايا المحاصيل كأعلاف) إذ تساهم في حفظ القش جيدا ويمكن استخدامها على نطاق محدود في تجفيف بعض النباتات الطبية مثل العناقية الصغيرة Vinca mino L.r وست الحسن Atropa belladonna L. وتكون درجة حرارة الهواء في هذه الحالة 100-200 درجة مئوية وتختصر مدة التجفيف إلى 2-5 دقائق ومن أهم محاسن هذه الطريقة:
(1) طاقة عالية جداً إذ يمكن تجفيف 2 طن/ساعة
(2) ملائمة لتجفيف العقاقير المطلوبة للعمليات الصناعية
ومن أهم مساوئها هو إمكانية اختلاط هواء التجفيف مع الدخان الصادر عن التسخين وهذا الدخان لو لامس الأجزاء المراد تجفيفها فإنه يؤدي إلى تكوين مركبات الكبريت الضارة على سطح العقار المجفف.
خامسا : التخزين
من أهم العمليات الزراعية للمحافظة على المكونات الفعالة التي تنتج النباتات الطبية دون حدوث تلف ويفضل دائما إضافة بعض المواد لإطالة فترة التخزين مثل إضافة CO2 الثلجي الذي يعمل على منع عمليات الأكسدة والاختزال ويفضل التخزين على درجة حرارة بين 5 - 10 م ورطوبة 45-55% .
من الممكن المحافظة على القلويدات والجليكوزيدات والفنيولات الموجودة في الأجزاء النباتية دون تلف أو تحلل وذلك عن طريق تثبيتها .
طرق التثبيت
1- التثبيت بالمواد الحافظة.
يمكن أن يتم تثبيت الزيوت والقلويدات والجليكوزيدات وذلك باستخدام السكر وكلور الصوديوم / ملح الطعام / وبنزوات الصوديوم والبكتين.
2- التثبيت بالمذيبات العضوية
تعرض أجزاء النبات لبخار المذيبات العضوية كالكحول والميتانول والايتانول داخل أوعية وأجهزة خاصة شريطة عدم ملامسة الأعضاء النباتية لمحاليل تلك المذيبات وتستغرق العملية 5-10 دقائق وحتى يتم تشبع الأجزاء بالأبخرة .
تعامل بهذه الطريقة بذور الخردل الأسود وبذور الكولا.
3- التثبيت بالبخار
تعرض الأجزاء النباتية لبخار الماء تتراوح درجة حرارته من 110-120 م ولمدة 10-15 دقيقة ومن ثم تجفف. يُعامل نبات القرفة بهذه الطريقة .
4- التثبيت بالهواء الساخن
يتم تعرض الأجزاء النباتية للهواء الساخن على درجة حرارة 120-125 م ولمدة 20-15 دقيقة ومن ثم تجفف بشكل طبيعي ومن النباتات المجففة بهذه الطريقة أوراق الشاي والحناء .
الاكثر قراءة في النباتات الطبية والعطرية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة