الإذاعة المسموعة في الوطن العربي
المؤلف:
د. حسن عماد مكاوي د. عادل عبد الغفار
المصدر:
الإذاعة في القرن الحادي والعشرين
الجزء والصفحة:
ص 35- 37
2025-12-14
59
الإذاعة المسموعة في الوطن العربي:
عرفت المنطقة العربية الإذاعة المسموعة في منتصف عشرينيات القرن الماضي؛ أي بعد إنشاء أول محطة إذاعة منتظمة في العالم بنحو خمس سنوات، حيث عرفت مصر الإذاعة الأهلية منذ عام 1925 من خلال بعض المحطات الإذاعية المملوكة للأفراد، وكانت محطات ضعيفة مادياً وفنياً وتعتمد فى تمويلها على الإعلانات التجارية، وفي 31 مايو 1934 تم إنشاء الإذاعة اللاسلكية للحكومة المصرية بعد إلغاء بث المحطات الأهلية. وعرفت المملكة المغربية الإذاعة منذ عام 1928، والجزائر عام 1929. وشهد عقد الثلاثينيات من القرن الماضي إنشاء الإذاعات في تونس ،1935 والمملكة العربية السعودية 1943، واليمن 1947، وفلسطين إذاعة رام الله، 1948، وخلال الخمسينيات ظهرت الإذاعة الكويتية 1951 والمملكة الأردنية الهاشمية وموريتانيا 1970، والإمارات العربية المتحدة 1971.
وبرزت العديد من التطورات المجتمعية في العالم العربي التي عجلت بتطور الإذاعة على المستوى العربي، ومن هذه التطورات حركات التحرر الوطني ومستلزمات التنمية، إضافة إلى التطور السريع في مجال تكنولوجيا الاتصال ولاسيما في مجال الإلكترونيات بوجه خاص، حيث شهدت الإذاعات العربية تطورات متلاحقة خاصة مع ظهور الأجهزة الترانزستور كثورة حقيقية في مجال الاتصال. ويشير التزايد المستمر لأجهزة الاستقبال الإذاعي في العام العربي سواء من حيث العدد المطلق أو العدد المتاح لكل ألف من السكان التأكيد على فكرة أن الراديو هو أكثر وسائل الاتصال انتشاراً في العالم العربي.
كذلك حظيت المنطقة العربية باهتمام الإذاعات الدولية الموجهة باللغة العربية، فكان راديو بارى الإيطالي أول إذاعة دولية تبث إرسالها باللغة العربية عام 1932 كما وجهت بريطانيا خدماتها باللغة العربية عام 1938، ثم ألمانيا، 1938، وفرنسا 1939، وروسيا 1943 والولايات المتحدة 1950.
وعقب الحرب العالمية الثانية وخاصة بعد تدفق البترول العربي، أخذت دول أوربا الغربية تتنافس على خطب ود الدول العربية لاسيما دول البترول، فزادت من ساعات إرسالها الموجهة باللغة العربية وأصبحت هيئة الإذاعة البريطانية BBC ومونت كارلو وصوت أمريكا من الإذاعات الدولية الموجهة باللغة العربية وتحظى بأهمية نسبية لدى المستمع العربي.
وتحتل اللغة العربية المرتبة الثالثة بعد الإنجليزية والفرنسية من حيث عدد المحطات التي تبث بها والتي تبلغ 68 محطة، ولعل استمرار هذا العدد الكبير من المحطات الإذاعية في التوجه لجماهير المنطقة العربية يعكس أهمية هذه المنطقة على مستوى العالم سياسيا واقتصاديا وجغرافيا، إضافة إلى ثرواتها النفطية المهمة لإمداد العالم بأهم مصادر الطاقة.
وقد شهدت الإذاعات العربية ملامح تطور عديدة يمكن إجمال أهمها في النقاط
التالية:
1. التزايد المستمر في عدد الخدمات الإذاعية التي تغطى النطاق الجغرافي لكل الدول العربية.
2 - الاهتمام بتوجيه إذاعات خارج الحدود العربية منذ عام 1953 حين بدأت الإذاعات المصرية الموجهة للخارج بنحو 38 لغة للمساهمة في حركات التحرر في الدول العربية والدول الأفريقية والآسيوية.
3- الاهتمام بإنشاء وتطوير خدمات إذاعية على المستويات الوطنية والمحلية لتلبية متطلبات التنمية.
4- التزايد المستمر في عدد أجهزة الاستقبال الإذاعي حيث تعد المنطقة العربية من أكثر مناطق العالم من حيث نسب انتشار أجهزة الاستقبال الإذاعي.
5- توظيف الخدمات الإذاعية لخدمة أغراض التنمية الشاملة، وخدمة عملية التعليم في مراحله المختلفة.
6- الاتجاه إلى التخصص في الخدمات الإذاعية من خلال توجيه إذاعات لخدمة قضايا معينة، أو جماعات متجانسة من الجماهير، أو نوعيات متخصصة من البرامج الإذاعية.
7- الاستفادة من تطورات تكنولوجيا الاتصال فى تقديم البث المباشر وتحقيق التفاعلية Interactivity مع الجماهير المستهدفة.
الاكثر قراءة في الاذاعة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة