الإذاعة كوسيلة اتصال جماهيرية
المؤلف:
د. حسن عماد مكاوي د. عادل عبد الغفار
المصدر:
الإذاعة في القرن الحادي والعشرين
الجزء والصفحة:
ص 31- 32
2025-12-14
38
الإذاعة كوسيلة اتصال جماهيرية:
استمدت الإذاعة أهميتها كوسيلة اتصال جماهيرية من خصائصها المختلفة، فهي وسيلة تتمتع بالقدرة على التغطية الجغرافية الواسعة للإرسال الإذاعي، وتتخطى حاجزي الفقر والأمية، حيث لا تشترط مستوىً تعليميًا معينًا في من يتابع برامجها، كما أنها رخيصة الثمن مقارنة بوسائل الاتصال الأخرى، ويمكن حمل جهاز الاستقبال الإذاعي إلى أي مكان يغادر إليه الإنسان ويتم توظيفها بشكل جيد لخدمة عمليتي التعليم والتنمية.
ولعل من أبرز مزايا الإذاعة كوسيلة اتصال إن الكلمة المذاعة تكتسب قوة إيجابية لها خصائص متعددة منها السرعة الفائقة التي تنتقل بها من مصدر المادة الإذاعية إلى أذن المستمع متخطية حواجز المسافات والحدود والأمية. كما تتميز المادة الإذاعية بإمكانية تسجيلها وإذاعتها مرات عديدة، وتخاطب الإذاعة مختلف فئات الجماهير وتنقل لهم الثقافة والعلوم والفنون والأخبار أينما كانوا كذلك فإن تنوع المواد الإذاعية المقدمة على مدار اليوم يتيح لها أن تقدم للمستمعين خدمات عديدة ومتنوعة تفي بكل احتياجاتهم ورغباتهم. ويتسم الراديو بكونه يخاطب الإنسان الفرد مما يجعله وسيلة لتحقيق الألفة والحميمية Intimacy مع المستمع، ويجمع الراديو بين الكلمة المنطوقة والموسيقى والمؤثرات الصوتية مما يتيح له التأثير على العقل والعاطفة معاً، وفوق كل ذلك فإن رخص ثمن جهاز الاستقبال الإذاعي يجعل امتلاكه ميسوراً لكل فرد والراديو وسيلة أساسية للتسلية والترفيه، حيث يتضمن العديد من البرامج الكوميدية والمنوعات والعروض الموسيقية، فضلاً عن استخدامه في التعليم والثقافة والاتصال بالمجتمعات المنعزلة في أي مكان وتحت أي ظروف، بالإضافة إلى مخاطبة كل الفئات والأعمار فإن الراديو يقدم هذه الخدمات دون كلفة تذكر على المستهلك. كذلك يتسم الراديو بالمرونة، حيث يمكن تغيير خريطة برامجه في وقت قصير ليحل مكانها برامج أخرى أكثر إثارة وجدة.
ولعل أبرز عيوب الراديو كوسيلة اتصال كونه يعتمد على الصوت فقط، وبالطبع فإن ما نسمعه فقط يكون أقل تأثيرا مما نسمعه ونشاهده في آن معا، ولأن الراديو وسيلة سمعية فقط، فهو يحتاج إلى التركيز حتى يمكن التجاوب مع البرامج المقدمة، فاللغة المستخدمة في الإذاعة لابد أن تناسب ظروف المستمعين، ولابد أن يكون الإرسال واضحاً ونقياً وخالياً من الخفوت والتشويش حتى لا يفقد المستمع اهتمامه بالبرامج المقدمة.
والعيب الآخر في الإذاعة هو صعوبة استعادة الرسالة إذا ما فشلنا في فهمها منذ الوهلة الأولى، فنحن نستطيع قراءة ما لا نفهمه من الصحيفة أو من الكتاب أكثر من مرة، وكذلك مشاهدة الأفلام في دور السينما أكثر من مرة، ولكن هذه الميزة غير موجودة في الإذاعة.
ورغم هذه العيوب، فإن الصوت المسموع يمكن أن يتميز بالإثارة ويحرك الوجدان إلى أقصى درجة، فقديماً استطاع راوي القصص الشعبية استثارة حب الاستطلاع الغريزي لدى الإنسان في إثارة فضوله وجذب انتباهه. فمن خلال استثارة حب الاستطلاع والخيال يستطيع الراديو أن يقوم بوظيفته التثقيفية، فالفضول يتحقق من خلال امتزاج الصوت المثير بالموسيقى والمؤثرات الصوتية كما يحدث في الدراما الإذاعية أو الشعرية التي تمتزج فيها الكلمات بالألحان حسن.
وبالرغم من أن اعتماد الإذاعة على الصوت فقط يبدو لأول وهلة كجانب ضعف، إلا أنه يتضمن العديد من جوانب القوة. فنحن نميل إلى النظر إلى الأشياء التي نسمعها فقط باعتبارها تحقق استقلالية الرأي والفكر أكثر من الأشياء التي نسمعها ونراها معاً. كذلك يقل استغراقنا العاطفي مع الراديو أكثر من الاستغراق الكامل الذي تحدثه مشاهدة التليفزيون والسينما لدينا بما لا يسمح لنا بتحريك خيالنا. فعند الاستماع إلى الراديو نستطيع مزاولة أية أنشطة أخرى، وهذا لا يحدث مع السينما والتليفزيون
الاكثر قراءة في الاذاعة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة