مولد الإمام الحسن "ع"
المؤلف:
هاشم معروف الحسني
المصدر:
سيرة المصطفى "ص"
الجزء والصفحة:
ص382-384
2025-11-10
42
كان مولد الإمام الحسن في النصف من رمضان في السنة الثالثة للهجرة قبل معركة أحد ، ولما ولد جاء به علي إلى النبي ( ص ) فحمله بين يديه واذن في اذنيه وحنكه بريقه ، وسماه حسنا ، فكان أول سبط ملأ قلب النبي ( ص ) بجمال طفولته وروعة تحركاته واشراقة محياه ، فتعاهده بالتربية وغذاه من لسانه ونوه بفضله وبمستقبله ولأكثر من مناسبة قال حسن وحسين مني وأنا منهما من أحبهما وأحب أباهما وأمهما كان معي في الجنة .
وجاء في مسند أحمد وصحيح ابن ماجة ومستدرك الصحيحين وطبقات ابن سعد وغيرها ان أمّ الفضل زوجة العباس رأت انه كان في بيتها عضوان من أعضاء رسول اللّه ، فأتت رسول اللّه وقصت عليه طيفها فقال لها : خيرا رأيت تلد فاطمة غلاما فتكفلينه بلبن ابنك قثم ، فلما ولدت فاطمة الحسن أرضعته بلبن ابنها قثم بن العباس[1].
وشاهده رجل من الأنصار يوما يضم الحسن إلى صدره يشمه ويقبله بلهفة الوالد الشفوق العطوف ، فاستغرب من النبي ( ص ) ذلك وقال : ان لي ابنا ما قبلته قط ، فقال له النبي ( ص ) أرأيت إذا كان اللّه قد نزع من قلبك الرحمة فما اصنع لك ، الحسن والحسين ابناي من أحبهما أحبني ومن أحبني أحبه اللّه ، ومن أحبه اللّه ادخله الجنة ، ومن أبغضهما أبغضني ومن أبغضني أبغضه اللّه ومن أبغضه اللّه ادخله النار .
وفي صحيح البخاري كتاب الأدب عن ابن عمر ان رسول اللّه قال :
الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا ، وأضاف إلى ذلك في ذخائر العقبى وكنز العمال أنه قال من أحبهما أحبني .
وفي صحيح الترمذي بسنده إلى أبي بريدة أنه قال : كان رسول اللّه ( ص ) يخطبنا إذ الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول اللّه ( ص ) عن المنبر مسرعا فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قال : صدق اللّه حيث يقول : أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ * . لقد نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أستطع ان اصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما إلي .
وجاء في صحيح ابن ماجة وتاريخ بغداد والمناوي في كنوز الحقائق ان رسول اللّه كان يقول : من أحب الحسن والحسين فقد أحبني ومن أبغضهما فقد ابغضني .
وجاء في سنن البيهقي بسنده عن زر بن حبيش ان رسول اللّه كان ذات يوم يصلي بالناس فاقبل الحسن والحسين وهما غلامان فجعلا يتوثبان على ظهره إذا سجد ، فلما فرغ اقبل الناس عليهما ينحونهما عنه فقال : دعوهما بأبي وأمي والتفت إلى الناس وقال من أحبني فليحب هذين .
وفي صحيح الترمذي وصحيح ابن ماجة والمستدرك وحلية الأولياء وتاريخ بغداد والإصابة لابن حجر وكنز العمال عن جماعة من رواة الصحابة ان النبي ( ص ) قال في أكثر من مناسبة فاطمة سيدة نساء أهل الجنة والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة .
وجاء في كنز العمال ج 6 ص 222 عن انس بن مالك أنه قال : بينا رسول اللّه راقد إذ جاءه الحسن ( ع ) يدرج حتى قعد على صدره وبال على ثيابه فجئت انحيه عنه فقال ويحك يا انس دع ابني وثمرة فؤادي فإن من آذى ابني فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى اللّه إلى كثير من الروايات في فضل الحسنين رواها محدثو السنة في مجاميعهم وصحاحهم[2] .
[1] هذا مع العلم بأن أكثر الروايات تنص على أن قثما كان أكبر من الحسن ، وان العباس في السنة الثالثة كان لا يزال مع عائلته في مكة .
[2] انظر فضائل الخمسة المقصد الرابع والخامس ج 3 .
الاكثر قراءة في الولادة والنشأة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة