روابـط الجـذب الخلفيـة الكليـة فـي الاقتـصاد العراقـي 2
المؤلف:
أ. د. علي مجيد الحمادي
المصدر:
التشابك الاقتصادي بين النظرية والتطبيق
الجزء والصفحة:
ص353 - 356
2025-11-06
23
وعلى الرغم من تراجع قيم روابط الجذب الخلفية الكلية للعديد من الفروع الاقتصادية، الا ان عددا من هذه الفروع قد استطاع تحقيق قيم لـ ( Ubj ) مرتفعة (تفوق الواحد صحيح) في عام 1982 بعد ان كانت تقل عن هذا المقدار بكثير ومن بينها صناعة المشروبات والتبغ والسكاير اذ بلغت قيمة روابطه الخلفية 0.845013 دينار عام 1976 في حين بلغت هذه القيمة نحو 1.76030 دينار عام 1982. اي انها ارتفعت بمعدل نمو مركب قدره %13.011 وذلك يعني ان قيمة الاحتياجات (المستلزمات) التي تتطلبها هذه الصناعة من الفروع الاقتصادية الاخرى لمواجهة الطلب النهائي اصبحت اعلى من سنة الاساس بكثير وهذه دلالة ايضا على حصول تطور في الامكانيات الانتاجية في الفروع الاقتصادية المرتبطة بهذا الفرع.
وقد بلغت قيمة (Ubj) نحو 0.893151 دينار في صناعة المنسوجات غير المصنعة في محل اخر والملابس الجاهزة عام 1976. وارتفعت الى 1.02540 دينار عام 1982 اي انها نمت بمعدل نمو مركب قدره 2.3281 وكذلك الحال بالنسبة لصناعة الكيمياويات الصناعية التي بلغت (Ubj) فيها نحو 0.937706 دينار عام 1976، بالوقت الذي اصبحت فيه نحو 1.09901 دينار عام 1982 أي أنها تطورت بمعدل نمو مرکب قدره %2.68 بين العامين المذكورين.
ومن الأمور المهمة التي تمت ملاحظتها من ان بعض الفروع الاقتصادية كانت تتمتع بروابط جذب خلفية قوية في عام 1976 وازدادت قوة عام 1982 وفي مقدمة هذه الفروع صناعة منتجات طحن الغلال والبسكويت والحلويات التي بلغ (Ubj) فيها نحو 1.05343 عام 1976. وارتفعت الى 3.49916 عام 1982 أي نمت بمعدل نمو مركب قدره 22.15% الامر الذي جعلها تحتل المرتبة الاولى في عام 1982. وكذلك صناعة التعليب التي سجلت (Ubj) قيمة قدرها 1.05270 عام 1976 وارتفعت الى 2.60700 عام 1982، بمعنى انها نمت بمعدل نمو مرکب قدره 16.32%.
وبعد عرض أهم التطورات التي حصلت في روابط الجذب الخلفية الكلية للفروع الاقتصادية المختلفة بين العامين 76 و1982. يمكننا استخلاص بعض النتائج المهمة ووضع بعض التفسيرات الملائمة لذلك. فمن بين اهم تلك النتائج ان هذه الروابط (Ubj) في غالبية الفروع الاقتصادية قد مالت الى الانخفاض في عام 1982 وبمعدلات نمو مركبة سالبة متفاوتة تراوحت بين - 17.544% و - 0.08438%. وقد تركز هذا التدهور في العديد من فروع قطاع الصناعة التحويلية مثل مصانع ومصافي السكر وصناعة الزجاج والمنتجات الزجاجية والصناعات المعدنية الاساسية، وصناعة واصلاح المكائن والمعدات الزراعية وصناعة واصلاح المكائن والمعدات الاخرى (عدا الكهربائية) الخ. وذلك يعود الى ان مستلزمات الانتاج في قطاع الصناعة التحويلية يشكل نسبة كبيرة من قيمة الانتاج تزيد عن 60% (1). وبالتالي فــان نـشـوب الحرب العراقية - الايرانية قد ادى الى حصول اختناقات في سد متطلبات العديد من الفروع الصناعية. هذا فضلاً عن انخفاض الاهمية النسبية لهذا القطاع في الاستثمارات الاجمالية للاقتصاد الوطني. فقد بلغت هذه النسبة نحو 8.6% في عام 1982 في حين كانت تزيد عن 12.5 عام 1976. كما ان الاهمية النسبية للقطاع نفسه في التكوين الرأسمالي الاجمالي للاقتصاد الوطني قد انخفضت من 24.6% في سنة الاساس الى %12.1 في سنة المقارنة. وبالتالي فان اهم مؤشرات هذا القطاع بصفة عامة تبرر التراجع الحاصل في مستويات روابط الجذب الخلفية الكلية. وقد وجدنا بعض الفروع الصناعية في الجوانب المتقدمة في هذا المضمار ومنها صناعة منتجات طحن الغلال والبسكويت والحلويات وذلك لان الاهمية النسبية لمستخدمات هذه الصناعة في الانتاج المحلي قد بلغت 75.5 %، وهذا فضلاً عن ان المواد الاولية المستخدمة في هذه الصناعة (كالدقيق والسكر) لم تواجه اختناقات واضحة لكونها سلعا ضرورية وكذلك فان هذا النوع من الصناعات لا يعتمد التكنولوجيا المعقدة التي يحتمل حدوث بعض المشاكل الفنية فيها، وكذلك الحال بالنسبة لصناعة التعليب.
ومن بين القطاعات الاساسية التي اصيبت بانخفاض روابطها الخلفية الكلية في عام 1982 هو قطاع تجارة الجملة والمفرد. وذلك يعود أيضاً للنتائج التي افرزتها الحرب، ومنها انخفاض تكوين راس المال الثابت في هذا القطاع من 226.3 مليون دينار عام 1981 إلى 167.3 في عام 1982. فضلاً عن ان النشاط الانتاجي في الاقتصاد الوطني قد توجه لخدمة المجهود الحربي وسد الاحتياجات المحلية.
ومن جهة اخرى يمكن ان يعود التحسن النسبي في روابط الجذب الخلفية الكلية في قطاع الزراعة في عام 1982 مقارنة بعام 1976 الى عدد من العوامل منها ارتفاع الاهمية النسبية لهذا القطاع في الناتج من 7.6 عام 1976 الى 9.8% عام 1982 وكذلك ارتفاع الوزن النسبي لقطاع الزراعة في التكوين الرأسمالي الثابت من 8.4% إلى 10.6% في العامين المعنيين الى %10.6 في العامين المعنيين على الترتيب. ومما يمكن ملاحظته ان روابط الجذب الخلفية الكلية (Ubj) في قطاع الكهرباء والماء قد حققت اعلى معدل نمو مركب بين الفروع الاقتصادية المختلفة اذ بلغ 33.9 ، رغم ان هذا المعدل لم يجعل من هذا القطاع في صفوف الفروع ذات الروابط الخلفية المتينة. ولكن تمثل هذه الحالة خطوة مهمة للتطور، ويمكن تفسير حدوث مثل هذه الحالة بارتفاع الوزن النسبي لهذا القطاع في التكوين الرأسمالي من 6.9% عام 1976 الى 11.06% عام 1982. وخصوصا اذا ما علمنا بان مجموعة المكائن والمعدات تساهم بالنسبة الكبرى في التكوين الرأسمالي %55.3 (2) ومن ثم تأتي المباني والانشاءات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هيئة التخطيط الاقتصادي، الاقتصاد العراقي، 80 - 1985، ك 1،1985، ص 31.
(2) الجهاز المركزي للإحصاء، تقديرات تكوين رأس المال الثابت للفترة 80 - 1983، مصدر سابق.
الاكثر قراءة في التحليل الأقتصادي و النظريات
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة