الإمام علي "ع" في سورة يونس
المؤلف:
السيد محمد هادي الميلاني
المصدر:
قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة:
ج 2، ص304-308
2025-10-25
67
( أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُل مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْق عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ )[1] .
روى السيد شهاب الدين أحمد باسناده عن جابر رضي الله تعالى عنه في قوله تعالى ( وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْق عِندَ رَبِّهِمْ ) قال ولاية أمير المؤمنين "[2] .
( وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاط مُّسْتَقِيم )[3] .
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن عبد الله بن عباس في تفسير قول الله تعالى : ( وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ ) يعني به الجنة ، ( وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاط مّسْتَقِيم ) يعني به إلى ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام[4].
وروى فرات بن إبراهيم باسناده عن زيد بن علي في هذه الآية ( وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاط مُّسْتَقِيم ) قال : إلى ولاية علي "[5].
( قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ )[6].
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن ابن عباس قال : " اختصم قوم إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فأمر بعض أصحابه إن يحكم بينهم فحكم فلم يرضوا به . فأمر علياً إن يحكم بينهم فحكم بينهم فرضوا به ، فقال لهم بعض المنافقين : حكم عليكم فلان فلم ترضوا به وحكم عليكم علي فرضيتم به ، بئس القوم أنتم ، فأنزل الله تعالى في علي : ( أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ ) إلى آخر الآية ، وذلك إن علياً كان يوفق لحقيقة القضاء من غير إن يعلم "[7].
وروى باسناده عن أبي جعفر ، قال : " أمر عمر علياً أن يقضي بين رجلين فقضى بينهما . فقال الذي قضى عليه : هذا الذي يقضي بيننا ؟ وكأنه ازدرى علياً فأخذ عمر بتلبيبه فقال : ويلك وما تدري من هذا ؟ هذا علي بن أبي طالب هذا مولاي ومولى كل مؤمن فمن لم يكن مولاه فليس بمؤمن "[8].
وروى العياشي باسناده عن عمرو بن أبي القاسم قال : سمعت أبا عبد الله عليه السّلام وذكر أصحاب النبي ثم قرأ ( أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ ) إلى قوله : ( تَحْكُمُونَ ) فقلنا : من هو أصلحك الله ؟ فقال : بلغنا إن ذلك علي عليه السّلام[9].
وروى علي بن إبراهيم باسناده عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله ( أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) فأما من يهدي إلى الحق فهم محمّد وآل محمّد من بعده ، وأما من لا يهدي إلاّ إن يهدى فهو من خالف من قريش وغيرهم أهل بيته من بعده "[10].
( وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ )[11].
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن يحيى بن سعيد عن جعفر الصادق عن أبيه في قول الله تعالى : ( وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ ) قال : يستنبئك يا محمّد أهل مكة عن علي بن أبي طالب أإمام ؟ قل أي وربي انه لحق[12].
( قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ )[13].
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن ابن عباس في قوله تعالى : ( قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ ) الآية قال : " بفضل الله : النبي ، وبرحمته : علي "[14].
وروى السيوطي عنه : ( قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ ) قال : " النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم و ( وَبِرَحْمَتِهِ ) قال : علي بن أبي طالب رضي الله عنه "[15].
وروى العياشي باسناده عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السّلام في قوله الله : ( قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ ) قال : فليفرح شيعتنا هو خير مما أعطى عدونا من الذهب والفضة[16].
وروى باسناده عن أبي جعفر عليه السّلام قال : قلت : ( قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ) فقال : الاقرار بنبوة محمّد عليه وآله السلام والائتمام بأمير المؤمنين هو خير مما يجمع هؤلاء في دنياهم[17].
وروى الحويزي باسناده عن محمّد بن الفضيل عن الرضا عليه السّلام قال : قلت له : ( قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ) قال : بولاية محمّد وآل محمّد عليهم السلام ، هو خير مما يجمع هؤلاء من دنياهم[18].
( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ )[19].
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : إن من العباد عباداً يغبطهم الأنبياء تحابوا بروح الله على غير مال ولا عرض من الدنيا وجوههم نور ، لا يخافون إذا خاف الناس ، ولا يحزنون إذا حزنوا ، أتدرون من هم ؟ قلنا : لا يا رسول الله ، قال : هم علي بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب وجعفر وعقيل ، ثم قرأ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ )[20].
وروى العياشي باسناده عن أبي جعفر عليه السّلام قال : وجدنا في كتاب علي بن الحسين عليهما السّلام ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) قال : إذا أدوا فرايض الله وأخذوا بسنن رسول الله صلّى الله عليه وآله وتورعوا عن محارم الله وزهدوا في عاجل زهرة الدنيا ورغبوا فيما عند الله ، واكتسبوا الطيب من رزق الله ، لا يريدون به التفاخر والتكاثر ، ثم انفقوا فيما يلزمهم من حقوق واجبة فأولئك الذين بارك الله لهم فيما اكتسبوا ويثابون على ما قدموا لآخرتهم[21].
( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ )[22] .
روى السيوطي باسناده عن أبي رافع " إن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم خطب فقال : إن الله أمر موسى وهارون إن يتبوءا لقومهما بيوتاً ، وأمرهما إن لا يبيت في مسجدهما جنب ولا يقربوا فيه النساء إلاّ هارون وذريته ، ولا يحل لأحد إن يقرب النساء في مسجدي هذا ولا يبيت فيه جنب إلا علي وذريته " [23].
وروى ابن المغازلي باسناده عن عدي بن ثابت قال : " خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى المسجد فقال : إن الله أوحى إلى نبيه موسى أن ابن لي مسجداً طاهراً لا يسكنه إلاّ موسى وهارون وابنا هارون ، وإنّ الله أوحى إلي إن أبني مسجداً طاهراً لا يسكنه إلاّ أنا وعلي وابنا علي "[24].
وروى باسناده قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : إن الله عزّوجل أوحى إلى موسى عليه السّلام أن ابن مسجداً طاهراً لا يكون فيه غير موسى وهارون وابني هارون شبر وشبير ، وإنّ الله أمرني أن ابني مسجداً طاهراً لا يكون فيه غيري وغير أخي علي وغير ابني الحسن والحسين عليهما السّلام[25].
[2] البرهان في تفسير القرآن ج 2 ص 177 رقم 6 .
[4] شواهد التنزيل ج 1 ص 263 ، رقم / 358 .
[5] تفسير فرات الكوفي ص 61 .
[6] تفسير فرات الكوفي ص 61 .
[7] شواهد التنزيل ج 1 ص 365 ص 266 رقم 361 / 362 .
[8] شواهد التنزيل ج 1 ص 365 ص 266 رقم 361 / 362 .
[9] التفسير ج 2 ص 122 / رقم 18 .
[10] تفسير القمي ج 1 ص 312 .
[12] شواهد التنزيل ج 1 ص 267 ، رقم / 363 ورواه العياشي في تفسيره ج 2 ص 123 رقم / 25 ، والقمي في تفسيره ج 1 ص 313 ، والحويزي في تفسير نور الثقلين ج 2 ص 306 رقم / 75 .
[14] شواهد التنزيل ج 1 ص 286 رقم / 365 ، ورواه الخطيب في تاريخ بغداد ج 5 ص 15 ، وابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 2 ص 428 / رقم / 927 ، وسيد شهاب الدين أحمد في توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص 317 مخطوط .
[15] الدر المنثور ج 3 ص 308 ، ورواه الكنجي في كفاية الطالب ص 237 .
[16] التفسير ج 2 ص 124 رقم 28 / 29 .
[17] التفسير ج 2 ص 124 رقم 28 / 29 .
[18] نور الثقلين ج 2 ص 307 رقم / 85 .
[20] شواهد التنزيل ج 1 ص 270 رقم / 366 .
[21] التفسير ج 2 ص 124 رقم / 31 .
[23] الدر المنثور ج 3 ص 314 .
[24] مناقب علي بن أبي طالب ص 252 رقم 301 وص 299 رقم 343 .
[25] مناقب علي بن أبي طالب ص 252 رقم 301 وص 299 رقم 343 .
الاكثر قراءة في مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة