التعرية الريحية وسبل الحد من آثارها
المؤلف:
د. خلف حسين الدليمي
المصدر:
الجيومورفولوجيا التطبيقية (علم شكل الأرض التطبيقي)
الجزء والصفحة:
ص 145 ـ 147
2025-09-29
281
تتميز الرياح عن بقية قوى التعرية بأنها حرة الحركة وتغير الاتجاه ويكون عملها واضحاً في المناطق الصحراوية والجافة التي تتعرض لعمليات التجوية على نطاق واسع والتي تؤدي إلى تفكك مكونات التربة والصخور السطحية فتعمل الرياح على تعريتها بعمليات التفريغ والتذرية والصقل والبري فتنعكس أثارها على الإنسان ونشاطاته المختلفة وخاصة في الوطن العربي الذي تحتل الصحراء أكثر من 85% من مساحته ومعظم المستوطنات البشرية تقع وسط الصحراء أو عند أطرافها ولذلك تقع تحت تأثير البيئة الصحراوية من حرارة وبرودة وتلوث، وزحف الصحراء نحو الأراضي الزراعية المجاورة لها التي تؤدي إلى انتشار ظاهرة التصحر.
وقد تعمل الرياح الهابة على المناطق والتي تكون سريعة على جرف الرمال والفتات الصخرية والرمال والحصى والتي منها ما يتدحرج على الأرض ومنها ما يتحرك بالقفز وحمل الخفيفة الوزن وقد يؤدي اصطدام تلك المواد بالمنشآت أو عندما تتجمع فوقها إلى تشويه منظرها وتأكل أجزائها السفلى بما فيها المتكونة من الحديد مثل أعمدة التلغراف أو الكهرباء، كما تعمل الرمال والأتربة المتحركة على عرقلة السير على الطرق المارة عبر الصحراء سواء من خلال التأثير على الرؤية أو التجمع على الطرق وعرقلة السير. وقد يؤثر ذلك على سطح الأرض من خلال تعرية مناطق واسعة وتخفيض مستواها والترسيب فوق مناطق ورفع منسوبها ، وهذا له آثار كبيرة على المنشآت والمشاريع التي تقام في مثل تلك المناطق وذلك لما تحتاج إليه من معالجات تزيد من كلفة المشروع وعليه يجب اتخاذ التدابير اللازمة للحد من تأثير الشعرية الريحية على الإنسان ونشاطاته المختلفة سواء الواقعة في وسط الصحراء أو عند أطرافها ومنها ما يأتي:
1- إحاطة المراكز الحضرية بحزام أخضر من الأشجار المتباينة الارتفاع بين قصيرة وطويلة لتكون عائقاً يقلل من سرعة الرياح القادمة من الصحراء وإرساب أكبر كمية من الغبار التي تحملها وخاصة الخشنة وثقيلة الوزن وعرقلة المتدحرجة والقافزة منها، كما أنها تخفض من حرارة الهواء لأنها تمتص الحرارة وتعمل على رفع رطوبة الهواء عن طريق النتح.
2- تثبيت الكثبان الرملية باستخدام الأساليب المتعددة التي من أهمها ما يأتي:
أ- رش مواد تعمل على تماسك الطبقات السطحية من الكثبان الرملية ومنع التي تحتها من التطاير مثل مادة الأسفلت أو النفط الأسود أو المواد الطينية.
ب - تغطية الكثبان الرملية بالحصى الخشن والناعم وبسمك لا يقل عن 20 سم لمنع تطايرها.
جـ - عمل أسيجة من النباتات اليابسة أو حائط من طين أو الصخور يعمل على حجز الرمال ويحول دون وصولها إلى المناطق المراد حمايتها، ويفضل ألا تكون بشكل متعامد على اتجاه الرياح بل بشكل مائل نحو الجهة التي يمكن أن تنحرف الرياح إليها لتغيير مسار اتجاه الرمال عن الوضع السابق.
د - عمل خنادق بشكل متعامد على اتجاه الرياح لكي تتجمع فيها الرمال التي تسير فوق سطح الأرض والمتدحرجة والقافزة، كما يتم عمل سائر من التراب الذي تم رفعه من الخندق من جهة هبوب الرياح لتعمل على عرقلة الرياح وترسيب ما تحمله.
3- تغليف المنشآت والأبنية المقامة في الصحراء بمادة تقاوم تأثير التعرية الريحية بواسطة المواد المتدحرجة أو المتطايرة فوق سطح الأرض وخاصة الأجزاء السفلية من تلك المنشآت وعلى ارتفاع 21م مثل تغليف أعمدة الكهرباء والتلغراف والأبنية.
4- إيجاد تصاميم لمساكن ووحدات أو محلات سكنية بشكل يتلائم والبيئة الصحراوية بحيث يؤخذ بنظر الاعتبار هبوب الرياح وأشعة الشمس وعمل النوافذ بشكل يتلائم والظروف المناخية، وكذلك الحال بالنسبة لتصميم الشوارع والمناطق الخضراء والاتجاهات المناسبة لها بما يضمن الحد من تأثير الصحراء السلبي على الإنسان.
الاكثر قراءة في الجيومورفولوجيا
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة