السلطان ملكشاه يتسلم حلب
المؤلف:
أ.د. محمد سهيل طقوش
المصدر:
تاريخ السلاجقة في خراسان وإيران والعراق
الجزء والصفحة:
ص 145 ــ 146
2025-09-15
218
وصلت طلائع السلطان ملكشاه إلى حلب بقيادة عدد من القادة منهم برسق وأياز وبوزان أما السلطان قد خرج من أصفهان في (جمادى الآخرة 479هـ/ أيلول 1086م)، فاستولى في طريقه على حرَّان، ثم سار إلى الرها ومنها إلى حلب حيث وصل إليها في (23 شعبان 3 كانون الأول) فدخلها وتسلمها من دون قتال، كما تسلم القلعة من سالم بن مالك، وأقطعه قلعة بدلاً عنها (1). جعبر أمضى السلطان ملكشاه أياماً عدة في حلب قبل أن يستأنف زحفه باتجاه أنطاكية، فتسلمها من الحسن بن طاهر وزير سليمان بن قُتلُمُش وعاد إلى حلب، وتسلم وهو فيها رسالة من نصر بن علي بن منقذ أمير شيزر يعترف له بالطاعة ويتنازل عن اللاذقية وأفامية وكفر طاب (2).
الواقع أن السلطان ملكشاه ظهر في هذا الجو المضطرب بمظهر الموحد للأسر السلجوقية؛ لأنه كان يعد نفسه سلطاناً على كل السلاجقة بمختلف فروعهم في الشرق والغرب، وكان يتدخل في كل مرة يحاول فيها أي فرع من فروع السلاجقة الظهور بمظهر المستقل.
ونظم السلطان أوضاع منطقة شمالي الشام وآسيا الصغرى، وتجنب التطرق إلى أوضاع جنوبي الشام، وكأنه جدَّد ثقته بأخيه تتش وأقره على ما في يده من أملاك، فمنح حلب ومناطقها وحماة ومنبج واللاذقية وما يتبعها إلى حاجبه آق سنقر، مؤسس البيت الزنكي، وأقطع أنطاكية لأحد ضباطه وهو ياغي سيان التركي، ومنح الرها لقائد تركي آخر هو بوزان وعيَّن الأمير برسق حاكماً على أملاك السلاجقة في آسيا الصغرى، وقد حدث هذا التوزيع في المناصب في (شوال 479هـ / كانون الثاني 1087م) (3).
وحتى يؤمن السلطان ملكشاه حدود دولته الغربية دخل في مفاوضات مع الامبراطور البيزنطي ألكسيوس كومنين (474 - 512هـ / 1081 - 1118م) لتسوية الأوضاع العامة في آسيا الصغرى وعرض على الامبراطور:
- أن يسحب الأتراك من الشواطئ الغربية لآسيا الصغرى.
- أن يصلح القلاع المدمرة كافة.
- أن يساعد الامبراطور عندما تدعو الحاجة.
- أن يتزوج أميرة بيزنطية (3). غير أن المفاوضات لم تُستكمل بسبب مغادرة السلطان ملكشاه المنطقة عائداً إلى الشرق.
وعلى هذا الشكل استقر السلاجقة في بلاد الشام والأناضول.
.........................................................
(1) المصادر نفسها: ص 305، ص 195، ص 324. العظيمي: ص 335
وقلعة جعبر على الفرات بين بالس والرقة قرب صفّين كانت قديماً تسمى دوسر، فملكها رجل من بني قشير أعمى يُقال له جعبر بن مالك، فسميت باسمه الحموي: جـ 2 ص 141، 142.
(2) ابن الأثير: ج 8 ص 305، 325
(3) ابن القلانسي: ص 196. ابن الأثير جـ 8 ص 305 - 325 التاريخ الباهر في الدولة الأتابكية
في الموصل ص 7.
Comnena, Anna: The Alexiad p154. (4)
الاكثر قراءة في الدولة العباسية *
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة