الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
بولندة ( بولونيا )
المؤلف:
د. حسن عبد العزيز أحمد
المصدر:
جغرافية أوربا دراسة موضوعية
الجزء والصفحة:
ص 445 ـ 448
2025-09-11
64
ترجع مشاكل ما بعد الحرب في بولندة إلى التغيير الجذري الذي طرأ على حدودها الاقليمي نتيجة ضم مناطق ألمانية متطورة اقتصاديا في الغرب وفقدان أراضي شاسعة لكنها فقيرة في الشرق للاتحاد السوفيتي ، كما أنها عانت من تجربة فقدان عدد ضخم من سكانها من جراء الحرب (خاصة في وسط المثقفين) والهجرة ، وكان لابد من استيطان المناطق المكتسبة بالبولنديين الذين جاء بعضهم من المناطق الشرقية التي فقدتها وذلك أثر هروب الألمان أو طردهم ، وبذلك فقدت بولندة العمال الألمان ، خاصة الحرفيين المهرة ، ومن ثم اضطرت لتدريب كوادر جديدة لإدارة وتشغيل المصانع. ويضم الجزء الألماني من مقاطعة سايليزيا العليا حصلت بولندا على احتياطي ضخم من الفحم جيد النوع كما تم اكتشاف طبقات جديدة فى الجنوب الشرقي من الدولة حول مدينة لوبلن Lublin ، واضيفت ارسابات ليجنايت جديدة بضم الإقليم الألمانى كما تم العثور على رواسب كبيرة من النحاس في سايليزيا السفلى ، وتوجد رواسب الزنك والرصاص في حقول فحم سايليزيا العليا ، ولكن ارسابات خام الحديد بقيت على حالها دون زيادة ، وتشمل الموارد الأخرى الكبريت والملح والبوتاس ، ورغم فقدانها لبعض حقول البترول للاتحاد السوفيتي فإن بولندة تنتج كميات قليلة من البترول والغاز الطبيعي لا تكفى لسد احتياجات البلد.
وقد أضاف ضم سايليزيا العليا عددا من مصانع الحديد والصلب الألمانية إلى المصانع الموجودة داخل حدود به لنده وخاصة مصانع نشستو شوا Caestochowa ومصنع لينين الضخم في نواحونا Nowa Hula شرق مدينة كاركاو الذي تم تشييده في الخمسينات وفق السياسة المركزية للاكتفاء الذاتي التي كانت تنتهجها الكوميكون حين ذاك ، ونسبة لأن الفحم المحلي لا يصلح لعمل فحم الكوك الجيد فإن الإنتاج المحلى يخلط مع فحم الكوك المستورد كما يتم استيراد كميات ضخمة من خام الحديد منطقة كريفوى روج في روسيا وأصبحت حقول فحم سايليزيا العليا بمولداتها الحرارية الضخمة مركزا لصناعة المعادن غير الفلزية مثل الألمنيوم من البوكسايت المستورد من المجر، كما استفادت بولندا من الصناعة الكيماوية التي حصلت عليها بعد ضم المناطق الألمانية خاصة مصنع اوسفيسيم Oswiccim ، وحديثا تم انشاء مصنع للبتروكيماويات على خط الأنابيب الذى يحمل البترول الخام من الاتحاد السوفيتي عبر بولندة إلى ألمانيا الديمقراطية كما يتوقع أن يشجع مرفأ البترول الجديد في جدانسك ( دانزيج ) قيام مصنع للبتروكيماويات عند مجرى نهر فستولا الادنى ، ورغم أن التغيير الاقليمي قد أضاف أيضا صناعات هندسية ، فإن أكبر المراكز الصناعية الهندسية توجد داخل الإقليم البولندى الأصلي ، ولكن ضم مينائي جدانسك وشتيتن أدى إلى توسع في صناعة السفن ومن ثم اصبحت بولندة من أهم صانعي السفن في أوروبا الشرقية ، وقد شمل التوسع في الصناعة الهندسية التنويع في مجال صناعة العربات كما دعمت مصانع النسيج الموجودة في لودز وبيالستوك Bialystok ) حيث يتركز 40 من الانتاج الكلي بإضافة المصانع الألمانية في سايليزيا السفلى ، وتعتمد صناعة النسيج كثيرا على المواد الخام المستوردة من روسيا.
وعلى الرغم من الاستثمارات الضخمة في الصناعة ما زالت اقتصاديات بولندة تعتمد على الزراعة التي تستوعب 30% من السكان وقد فشلت محاولات الحكومة في تطبيق نظام المزارع الجماعية السوفيتي إثر مقاومة المزارعين لها مما أدى إلى ترك الفلاحين أحرارا مع تشجيعهم للانضمام للجمعيات التعاونية ، والآن يمتلك المزارعون 78% من مزارع بولنده ، ويبدو التناقض واضحا في الزراعة بين المناطق الألمانية السابقة وباقي أجزاء بولنده ففى المنطقة الأولى تتسم المزارع بكبر أحجامها نتيجة للصعوبات التي واجهت استيطان هذه المناطق وعامة ينخفض مستوى الزراعة كلما اتجهنا شرقا وينخفض الإنتاج، ويقل مستوى الأداء الزراعي عامه فالمزارع صغيرة ويقل استخدام الأسمدة والمكنات ورغم ذلك فإن تجارة الحبوب مع الغرب ذات اهمية للاقتصاد البولندي ولكن فرض الحواجز الجمركية من قبل السوق المشتركة على المنتجات الزراعية وفق السياسة الزراعية قد يجلب مشاكل اقتصادية لبولندة.
تحتل بولندة مركزا مهما في نظام شبكة المواصلات في أوروبا الشرقية وحاصة بعد ضم موانئ مهمة بعد الحرب والتي بواسطتها تأمل بولندة من اجتذاب الحركة من الداخل وحوض نهر الدانوب ، وتربط شبكة جيدة من السكك الحديدية هذه الموانى بالمناطق الداخلية وكذلك الاتحاد السوفيتي وأيضا بدول غربى أوروبا ، وقد تم استثمار أموال ضخمة لتحديث السكك الحديدية ولكن لم يكن لتطوير الطرق البرية نصیب كبير فى ذلك ، ولذلك يقل مستوى النقل البري فيها دون المستوى السائد في باقي دول شرق أوروبا ، ويمكن لبولندا أن تلعب دورا رئيسيا في تطوير شبكة الطرق المائية في أوروبا الشرقية إذا تم بناء ممر مالى يربط حوض الدنيير بنهري الألب والدانوب عن طريق حوض الفستولا.
وتعكس محاولات بولندة في تشتيت المصانع من مناطق تركزها الحالية إلى المناطق الريفية حيث تقل الفرصة الصناعية - تعكس الدور المهم الذي لعبه التخطيط الإقليمي في دول شرق أوروبا الاشتراكية. ولتحقيق سياسة الاكتفاء الذاتي تم إنشاء مصانع لينين الضخمة في مدينة نواحوتا الجديدة لامتصاص البطالة الريفية بينما تواصل الحكومة في محاولاتها السابقة (قبل الحرب) لتشتيت ونشر الصناعة بطريقة متساوية في الأجزاء الجنوبية من الدولة ، وقد شهدت المدن الصناعية في الجزء الألماني السابق نموا كبيرا في سكانها بينما المخفض سكان الريف في نفس الإقليم إلى دون مستوى ما قبل الحرب.
الاكثر قراءة في جغرافية الطاقة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
