الجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 4 ص196-197.
2025-09-03
233
الجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قال تعالى : { وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (45) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا} [الإسراء : 45، 46].
قال علي بن إبراهيم ، في قوله تعالى : {وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً } يعني يحجب اللّه عنك الشياطين وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أي غشاوة أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً يعني صمما.
قال : قوله : {وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً } قال : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إذا تهجّد بالقرآن تستمع له قريش لحسن صوته « 2 » ، وكان إذا قرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * فرّوا عنه « 1 ».
قال زيد بن علي : دخلت على أبي جعفر عليه السّلام فذكر بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * فقال : « تدري ما نزل في بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ؟ * » فقلت : لا ، فقال : « إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان أحسن الناس صوتا بالقرآن ، وكان يصلّي بفناء الكعبة فرفع صوته ، وكان عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو جهل بن هشام وجماعة منهم يسمعون قراءته - قال وكان يكثر قراءة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * فيرفع بها صوته - قال - فيقولون : إنّ محمّدا ليردّد اسم ربّه تردادا ، إنّه ليحبّه ، فيأمرون من يقوم فيستمع إليه ، ويقولون : إذا جاز بِسْمِ * اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * فأعلمنا حتى نقوم فنستمع قراءته ، فأنزل اللّه في ذلك وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ - بسم اللّه الرحمن الرّحيم - وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً » « 2 ».
وقال أبو حمزة الثّمالي : قال لي أبو جعفر عليه السّلام : « يا ثماليّ ، إن الشيطان ليأتي قرين الإمام فيسأله ، هل ذكر ربّه ؟ فإن قال : نعم ، اكتسع « 3 » فذهب ، وإن قال : لا ، ركب على كتفيه ، وكان إمام القوم حتى ينصرفوا ».
قال : قلت : جعلت فداك ، وما معنى قوله : ذكر ربّه ؟ قال : « الجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » * « 4 ».
______________
( 1 ) تفسير القمي : ج 1 ، ص 20 .
( 2 ) تفسير العيّاشي : ج 2 ، ص 295 ، ح 85.
( 3 ) اكتسع الفحل : خطر فضرب فخذيه بذنبه . « القاموس المحيط - كسع - ج 3 ، ص 81 ».
( 4 ) تفسير العيّاشي : ج 2 ، ص 296 ، ح 88.
الاكثر قراءة في أحكام التلاوة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة