عـوامـل وأسبـاب تـدهور الغـابـات
المؤلف:
د . حمد بن محمد آل الشيخ
المصدر:
اقتصاديات الموارد الطبيعية والبيئة
الجزء والصفحة:
ص196 - 198
2025-08-27
316
3-6-4 عوامل وأسباب تدهور الغابات:
مما سبق تتضح لنا الأهمية البيئية والإحيائية والطبية والغذائية الكبيرة للغابات الطبيعية كمورد متجدد لسكان الأرض، وبالرغم من معرفة الإنسان لهذه الأهمية، إلا أن هذه الغابات تتعرض لعدد من العوامل التي تهدد استمراريتها في الإسهام في رفاهية الجنس البشري ومن أهم هذه العوامل:
1. الظروف البيئية الصعبة التي تتعرض لها الغابات؛ من حيث قلة كمية الأمطار وهطولها خلال مدة قصيرة، مع طول مدد الجفاف المصاحبة لدرجات الحرارة المرتفعة.
2. الاحتطاب الجائر unfair cutting للغابات دون الأخذ في الاعتبار معدلات نموها الطبيعي أو عدم الاهتمام بإعادة زراعتها، وخاصة في الدول النامية مما أدى إلى ما يسمى بالزحف الصحراوي في بعض هذه الدول، وغالباً ما كان هذا القطع الجائر بهدف التوسع الزراعي أو العمراني أو الحضري.
3. الرعي الجائر unfair grazing : ويقصد به إطلاق عدد كبير من الحيوانات لترعى في الغابات دون النظر إلى أنواع هذه الحيوانات أو أعدادها أو أقصى مدة زمنية يمكن أن يتحمل المرعى خلالها مثل ذلك العدد، أو الوقت المناسب من عمر الغابة لتحمل مثل هذا المستوى من الرعي. فبعض الحيوانات تأكل القمم النامية للأشجار الصغيرة، وأطراف الأشجار الغضة مما يغير من شكل النمو المعتاد للشجرة، فتنمو نمواً مختلفاً، وقد تتقزم عند موت قمتها النامية، وإذا ما أصيب عدد كبير من أشجار الغابة بمثل هذه الأضرار فإن الغابة كلها تتأثر تأثراً كبيراً ينعكس على ضعف إنتاجها وعدم مقدرتها على التجديد الطبيعي، وقد تتعرى أرض الغابة فيما بعد وتزول الغابة وتنهار التربة وتنجرف بتكرار هطول الأمطار.
4. الحرائق Fires التي تتعرض لها معظم غابات العالم بشكل متكرر، بل وتعد أكبر خطر يهدد الغطاء النباتي ككل وأشجار الغابات بصفة خاصة. وللحريق تأثير واضح في تغيير التركيب النباتي للغابات، حيث تزول بعض النباتات الحساسة للحريق ( كما في الغابات الصنوبرية الغنية بالمادة الراتنجية) وتبقى الأشجار ذات الأوراق العريضة وبخاصة التي لها قلف مقاوم للحريق، وتعد الحرائق الطبيعية تاريخياً جزءاً من عملية التوازن البيئي ونادراً ما صنفت على أنها سبب رئيس لتدهور الغابات، ولكن المقصود بالحرائق هنا هو ما كان من فعل الإنسان سواء بقصد التخريب أو نتيجة الإهمال أو الخطأ.
أيضاً هناك من أسباب تدهور الغابات على سبيل المثال ما يأتي:
1 ـ قصور الإلمام بالدور الحيوي والرئيس للغابات الطبيعية وتأثيراتها الإيجابية في مناحي الحياة المختلفة على سطح الأرض.
2 ـ النمو السكاني السريع وانتشار الفقر وما يصاحبه من حاجة لاستغلال كبير للغابات.
3 ـ قلة المتخصصين في مجال الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية والغابات على وجه الخصوص.
4 ـ تجاهل أهمية صيانة الغابات وتنميتها ورعايتها وتنميتها من أجل الحصول على أقصى فائدة منها بشكل مستمر.
5 ـ عدم اكتمال الأسواق وإخفاقها مع السياسات السعرية في أداء دورها التصحيحي.
6 ـ غياب تحديد واضح لملكية الغابات، ودخولها في مجال الملكية المفتوحة.
7ـ التحيز لاستخدام الغابات في الوقت الحالي من قبل الأجيال الحاضرة وعدم التفكير في مصالح الأجيال القادمة.
8ـ وجود متعديات خارجية لاستهلاك أو إنتاج الغابات لا تعكسها الأسعار السائدة في الأسواق.
الاكثر قراءة في ألانظمة الاقتصادية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة