تاريخ الفيزياء
علماء الفيزياء
الفيزياء الكلاسيكية
الميكانيك
الديناميكا الحرارية
الكهربائية والمغناطيسية
الكهربائية
المغناطيسية
الكهرومغناطيسية
علم البصريات
تاريخ علم البصريات
الضوء
مواضيع عامة في علم البصريات
الصوت
الفيزياء الحديثة
النظرية النسبية
النظرية النسبية الخاصة
النظرية النسبية العامة
مواضيع عامة في النظرية النسبية
ميكانيكا الكم
الفيزياء الذرية
الفيزياء الجزيئية
الفيزياء النووية
مواضيع عامة في الفيزياء النووية
النشاط الاشعاعي
فيزياء الحالة الصلبة
الموصلات
أشباه الموصلات
العوازل
مواضيع عامة في الفيزياء الصلبة
فيزياء الجوامد
الليزر
أنواع الليزر
بعض تطبيقات الليزر
مواضيع عامة في الليزر
علم الفلك
تاريخ وعلماء علم الفلك
الثقوب السوداء
المجموعة الشمسية
الشمس
كوكب عطارد
كوكب الزهرة
كوكب الأرض
كوكب المريخ
كوكب المشتري
كوكب زحل
كوكب أورانوس
كوكب نبتون
كوكب بلوتو
القمر
كواكب ومواضيع اخرى
مواضيع عامة في علم الفلك
النجوم
البلازما
الألكترونيات
خواص المادة
الطاقة البديلة
الطاقة الشمسية
مواضيع عامة في الطاقة البديلة
المد والجزر
فيزياء الجسيمات
الفيزياء والعلوم الأخرى
الفيزياء الكيميائية
الفيزياء الرياضية
الفيزياء الحيوية
الفيزياء العامة
مواضيع عامة في الفيزياء
تجارب فيزيائية
مصطلحات وتعاريف فيزيائية
وحدات القياس الفيزيائية
طرائف الفيزياء
مواضيع اخرى
ديكارت والعقل
المؤلف:
رولان أومنيس
المصدر:
فلسفة الكوانتم
الجزء والصفحة:
ص102
2025-08-24
8
بينما تمثل فلسفة بيكون التجريبية العلامة الدامغة لتطور العلم في بريطانيا العظمى، كانت الفلسفة العقلانية لرينيه ديكارت (1596 - 1650) هي السلطة المبجلة في القارة الأوروبية.
يختلف ديكارت عن بيكون في نقطة جوهرية دون إنكار الدور الملح للملاحظة، فإنه يزعم أن الأساس الأولي للبحث العلمي هو العقل الاستنباطي. وقد امتلك ديكارت بوصفه عالما هندسيا دليلا قشيبا على هذا على أن الفلسفة بأسرها هي ما يقصد إلى إقامته الآن على أساس العقل البشري، الذي هو الأساس الوحيد الآمن لفهم الطبيعة وفهم الإنسانية. إن الطريق العظيم للفكر الذي يبدأ بالعبارة الشهيرة: «أنا أفكر إذن أنا موجود لهو تصديق على مبدأ بالغ الوضوح الفكر يسبق الوجود، والتأمل الذي يستخدم هذا الفكر، وبالفكر ذاته، يمنحنا المنهج المؤدي إلى الفهم الكامل. العقل نقطة البدء، وهو يفوق في هذا الطبيعة ذاتها. السبب الذي يجعلنا لا بد أن نذكر ديكارت هنا هو أنه يرفع راية العقل عاليا أكثر من أي شخص آخر، كانت راية العقل خفاقة، حتى أن شكه الشهير مجرد حيلة والرب الذي يزعم ديكارت أننا لن نلاقيه إلا في أواخر كتابه حاضر تمام الحضور في الكوغيتو، ويتبوأ عرش العقل الجدير به سبحانه فهل العقل أو المنطق، أيما تسميهما هما دائما أقوى خدامنا الملغزين - أم أنهما سادتنا؟
في هذا الكتاب لن نقطع الطريق الديكارتي بأسره، ومع هذا من الصواب تماما القول إن فتغنشتين (الذي أتى بعد سنوات عديدة مديدة ليقطع هذا الطريق نفسه قد وضع نهايته بمزيد من التفصيل يفحص فتغنشتين في عمله ملاحظات فلسفية نشأة اللغة وتطورها إنها أداة العقل وشرطه الأولي. ولم نذكر إلا مثالا شهيرا بناء مشيد لبنة لبنة، ويتعلم المساعد كيفية تسمية كل لبنة وأدوات المقايضة. في كل مرة يجب على المتمرس في الصنعة أن يشير إلى الشيء ويقول هو ذا». ويحاجج فتغنشتين بأنه لا توجد وسيلة أخرى لتسمية الأشياء. وهكذا، لا يمكن أن تبدأ الفلسفة من العقل وحده، لأن العقل يحتاج إلى اللغة واللغة بدورها لا تصبح ذات معنى إلا من خلال الارتباط المباشر بالواقع. إذا ظل سر العقل - ومن الواضح أنه شرط أولي للعلم - سليما، يمكننا أن نبحث عن أصوله فقط في الاطرادات التي يعرضها الواقع. وهكذا فاضت روح طريق الكوغيتو؛ ومن دون نظرة واحدة إلى الوراء إن لم نقل من دون ذرة أسف نستطيع اليوم أن نضع سك ختامه، على الرغم من تأثيره على تاريخ الفلسفة.
ثمة وجه آخر من وجوه الفكر الديكارتي معروف جيدا، وهو الإجراء المعروض في كتابه «خطاب في المنهج Discourse de la méthode»، ومعروض بشكل أوضح في كتابه «قواعد لهداية العقل Règles pour la direction de l'esprit .. وهو يقوم على تحليل المشكلة إلى مشكلات أخرى أبسط، فتتضاءل الصعوبة حتى ينبلج الحل الواضح. ولعله منهج مفيد لهداية العقل حين يتأمل مشكلات الحياة اليومية العادية. بيد أنه من الناحية العملية عديم الجدوى كسلاح لغزو التساؤلات الكبرى حول وجودنا مثل هذه التساؤلات تأبى التحليل إلى عناصرها والإجابات البسيطة عنها، إن كانت فيها بساطة، أقرب إلى أن تكون مبحثا جديدا كأحرى من أن تكون محصلة نهائية. لقد ذكرنا الآن أن ديكارت ينظر إلى المادة على أنها أساسا امتداد أو بعبارة أخرى نقول إن الفيزياء عنده ترتد إلى الهندسة وربما يحاول أحد أن يرى في موقف ديكارت رؤية استباقية لمفهوم آينشتين عن المادة، بيد أنه أقرب إلى أن يكون مثالا على الفشل المدوي للمنهج الديكارتي اشتق ديكارت (باستخدام منهجه عشر قضايا تتعلق بالتصادم واحدة منها فقط صحيحة. بتعبير بيكون أراد ديكارت القفز إلى نتائج نهائية في مسألة كانت جامحة وفجة في آن واحد. إن السؤال عن المنهج العلمي أكثر دهاء، وسوف نعود إليه في ما بعد . لا أحد ينكر أن ديكارت ترك بصماته علينا جميعا، ولو حتى بمجرد التصور الميكانيكي للواقع، حيث نرى العالم الفيزيقي وظواهره كآلة ميكانيكية بأجزائها الشتى - حتى لو كانت هذه الصياغة ها هنا مجددا صياغة جامحة، وأيضا ندين لديكارت وبالمثل لغاليليو بفكرة مفادها أن الطبيعة محكومة بقوانين لها الصورة الرياضية - وهي فكرة لزجة غريبة طويلا ما هيمنت على العلماء ولم يفكروا أبدا في بحث حدودها. وهذا هو ما أطلق عليه هيدغر اسم المشروع الديكارتي: تربيض الفكر. وسوف نعتبره أهم ميراث خلفه ديكارت وسوف تتاح لنا الفرصة كثيرا للعود إليه.
وأخيرا لا نستطيع أن نذكر النسب الديكارتي من دون أن نهيب بسبينوزا العظيم على الأقل. إنه يبز الجميع كفيلسوف الترابط والتساوق والعالم في عصرنا هذا يرتاح أكثر في الشراكة معه لعله أرهص، بأكثر من طريقة بما ستكون عليه الفلسفة يوما ما، بل وامتاز في هذا؛ إنه اليوم الذي لن تعود فيه الفلسفة قائمة على العقل وحده - هذا المعين الواهي الهش - بل قائمة على معرفة أوسع بالطبيعة الطابعة natura naturans وبالطبيعة المطبوعة natura naturata : العقل والواقع.
الاكثر قراءة في تاريخ الفيزياء
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
