النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
أشعة من أحاديث الإمام موسى الكاظم "ع"
المؤلف:
الشيخ علي الكوراني
المصدر:
الإمام الكاظم "ع" سيد بغداد
الجزء والصفحة:
ص307-336
2025-08-10
46
حديث الإمام ( عليه السلام ) في مكانة العقل وأهمية التعقل
روى في الكافي : 1 / 13 ، حديث الإمام الكاظم ( عليه السلام ) لهشام بن الحكم ، وهو رسالة في أهمية العقل ودوره في حياة الإنسان وتكامله ، قال هشام ( رحمه الله ) : « قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) : يا هشام إن الله تبارك وتعالى بشر أهل العقل والفهم في كتابه فقال : فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ .
يا هشام ، إن الله تبارك وتعالى أكمل للناس الحجج بالعقول ، ونصر النبيين بالبيان ، ودلهم على ربوبيته بالأدلة فقال : وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ . إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ . يا هشام ، قد جعل الله ذلك دليلاً على معرفته بأن لهم مدبراً فقال : وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ . وقال : هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ .
وقال : وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ . وقال : يُحْيِى الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ .
وقال : وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ .
وقال : وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ . .
وقال : قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ . .
وقال : هَلْ لَكُمْ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِيمَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
يا هشام ، ثم وعظ أهل العقل ورغبهم في الآخرة فقال : وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ .
يا هشام ، ثم خوف الذين لا يعقلون عقابه فقال تعالى : ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَ . وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ . وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ وقال : إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ . وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ .
يا هشام ، ثم بيَّن إن العقل مع العلم فقال : وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ .
يا هشام ثم ذم الذين لا يعقلون فقال : وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ .
وقال : وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْىٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ .
وقال : وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لا يَعْقِلُونَ . وقال : أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً .
وقال : لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ .
وقال : أَتَامُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ .
يا هشام ثم ذم الله الكثرة فقال : وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ . وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ للهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ . وقال : وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ للهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ .
يا هشام ، ثم مدح القلة فقال : وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ . وقال : وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وقال : وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وقال : وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلا قَلِيلٌ . وقال : وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ . وقال : أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ . وقال : أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ .
يا هشام ، ثم ذكر أولي الألباب بأحسن الذكر وحلاهم بأحسن الحلية ، فقال : يُؤْتِى الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُوْلُواْ الأَلْبَابِ . وقال : وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُوْلُواْ الأَلْبَابِ . وقال : إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوِاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ .
وقال : أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ . وقال : أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ .
وقال : كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ .
وقال : وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ هُدًى وَذِكْرَى لأُولِي الأَلْبَابِ وقال : وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ .
يا هشام ، إن الله تعالى يقول في كتابه : إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ ، يعني : عقل . وقال : وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ ، قال : الفهم والعقل .
يا هشام إن لقمان قال لابنه : تواضع للحق تكن أعقل الناس ، فإن الكيِّس لدى الحق أسير ، يا بني إن الدنيا بحر عميق ، قد غرق فيها عالم كثير ، فلتكن سفينتك فيها تقوى الله ، وحشوها الإيمان وشراعها التوكل ، وقيمها العقل ودليلها العلم ، وسكانها الصبر .
يا هشام ، إن لكل شئ دليلاً ودليل العقل التفكر ، ودليل التفكر الصمت ، ولكل شئ مطية ومطية العقل التواضع ، وكفى بك جهلاً أن تركب ما نهيت عنه .
يا هشام ، ما بعث الله أنبياءه ورسله ( عليهم السلام ) إلى عباده إلا ليعقلوا عن الله ، فأحسنهم استجابة أحسنهم معرفة ، وأعلمهم بأمر الله أحسنهم عقلاً ، وأكملهم عقلاً أرفعهم درجة في الدنيا والآخرة .
يا هشام ، إن لله على الناس حجتين : حجة ظاهرة وحجة باطنة ، فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة ( عليهم السلام ) ، وأما الباطنة فالعقول !
يا هشام ، إن العاقل الذي لا يشغل الحلال شكره ، ولا يغلب الحرام صبره .
يا هشام من سلط ثلاثاً على ثلاث فكأنما أعان على هدم عقله : من أظلم نور تفكره بطول أمله ، ومحى طرائف حكمته بفضول كلامه ، وأطفأ نور عبرته بشهوات نفسه ، فكأنما أعان هواه على هدم عقله ! ومن هدم عقله أفسد عليه دينه ودنياه .
يا هشام ، كيف يزكو عند الله عملك ، وأنت قد شغلت قلبك عن أمر ربك وأطعت هواك على غلبة عقلك !
يا هشام ، الصبر على الوحدة علامة قوة العقل ، فمن عقل عن الله اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها ، ورغب فيما عند الله ، وكان الله أنسه في الوحشة ، وصاحبه في الوحدة ، وغناه في العيلة ، ومعزةً من غير عشيرة .
يا هشام ، نصب الحق لطاعة الله ، ولا نجاة إلا بالطاعة ، والطاعة بالعلم والعلم بالتعلم ، والتعلم بالعقل يعتقد ، ولا علم إلا من عالم رباني ، ومعرفة العلم بالعقل .
يا هشام ، قليل العمل من العالم مقبول مضاعف ، وكثير العمل من أهل الهوى والجهل مردود .
يا هشام ، إن العاقل رضي بالدون من الدنيا مع الحكمة ، ولم يرض بالدون من الحكمة مع الدنيا ، فلذلك ربحت تجارتهم .
يا هشام ، إن العقلاء تركوا فضول الدنيا فكيف الذنوب ، وترك الدنيا من الفضل ، وترك الذنوب من الفرض .
يا هشام ، إن العاقل نظر إلى الدنيا وإلى أهلها ، فعلم أنها لا تنال إلا بالمشقة ونظر إلى الآخرة فعلم أنها لا تنال إلا بالمشقة ، فطلب بالمشقة أبقاهما .
يا هشام ، إن العقلاء زهدوا في الدنيا ورغبوا في الآخرة ، لأنهم علموا أن الدنيا طالبة مطلوبة ، والآخرة طالبة ومطلوبة ، فمن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى يستوفي منها رزقه ، ومن طلب الدنيا طلبته الآخرة ، فيأتيه الموت فيفسد عليه دنياه وآخرته .
يا هشام ، من أراد الغنى بلا مال ، وراحة القلب من الحسد ، والسلامة في الدين فليتضرع إلى الله عز وجل في مسألته بأن يكمل عقله ، فمن عقل قنع بما يكفيه ، ومن قنع بما يكفيه استغنى ، ومن لم يقنع بما يكفيه لم يدرك الغني أبداً .
يا هشام ، إن الله حكى عن قوم صالحين أنهم قالوا : رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ، حين علموا أن القلوب تزيغ وتعود إلى عماها ورداها !
إنه لم يخف الله من لم يعقل عن الله ، ومن لم يعقل عن الله لم يعقد قلبه على معرفة ثابتة يبصرها ويجد حقيقتها في قلبه ، ولا يكون أحد كذلك إلا من كان قوله لفعله مصدقاً ، وسره لعلانيته موافقاً ، لأن الله تبارك اسمه لم يدل على الباطن الخفي من العقل ، إلا بظاهر منه وناطق عنه
يا هشام ، كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : ما عبد الله بشئ أفضل من العقل ، وما تم عقل امرئ حتى يكون فيه خصال شتى :
الكفر والشر منه مأمونان والرشد والخير منه مأمولان ، وفضل ماله مبذول وفضل قوله مكفوف ، ونصيبه من الدنيا القوت ، لا يشبع من العلم دهره ، الذل أحب إليه مع الله من العز مع غيره ، والتواضع أحب إليه من الشرف ، يستكثر قليل المعروف من غيره ، ويستقل كثير المعروف من نفسه ، ويرى الناس كلهم خيراً منه ، وأنه شرهم في نفسه ، وهو تمام الأمر !
يا هشام ، إن العاقل لا يكذب ، وإن كان فيه هواه .
يا هشام ، لا دين لمن لا مروءة له ، ولا مروءة لمن لا عقل له ، وإن أعظم الناس قدراً الذي لا يرى الدنيا لنفسه خطراً ، أما إن أبدانكم ليس لها ثمنٌ إلا الجنة ، فلا تبيعوها بغيرها .
يا هشام ، إن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كان يقول : إن من علامة العاقل أن يكون فيه ثلاث خصال : يجيب إذا سئل ، وينطق إذا عجز القوم عن الكلام ، ويشير بالرأي الذي يكون فيه صلاح أهله ، فمن لم يكن فيه من هذه الخصال الثلاث شئ فهو أحمق . إن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : لا يجلس في صدر المجلس إلا رجل فيه هذه الخصال الثلاث أو واحدة منهن ، فمن لم يكن فيه شئ منهن فجلس فهو أحمق .
وقال الحسن بن علي ( عليهما السلام ) : إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها من أهلها . قيل يا ابن رسول الله ومن أهلها ؟ قال : الذين قص الله في كتابه وذكرهم فقال : إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ ، قال : هم أولو العقول .
وقال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : مجالسة الصالحين داعية إلى الصلاح ، وآداب العلماء زيادة في العقل ، وطاعة ولاة العدل تمام العز ، واستثمار المال تمام المروة ، وإرشاد المستشير قضاء لحق النعمة ، وكف الأذى من كمال العقل ، وفيه راحة البدن عاجلاً وآجلاً .
يا هشام ، إن العاقل لا يحدِّث من يخاف تكذيبه ، ولا يسأل من يخاف منعه ، ولا يَعِدُ ما لا يقدر عليه ، ولا يرجو ما يُعَنَّف برجائه ، ولا يقدم على ما يخاف فوته بالعجز عنه » . انتهى .
من أحاديثه ( عليه السلام ) في توحيد الله تعالى ومعرفته
في التوحيد للصدوق ( قدس سره ) / 69 ، عن الإمام الكاظم عن آبائه ، عن الحسين بن علي ( عليهم السلام ) قال : « خطب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الناس في مسجد الكوفة ، فقال :
الحمد لله الذي لا من شئ كان ، ولا من شئ كَوَّنَ ما قد كان ، مُسْتَشْهَدٌ بحدوث الأشياء على أزليته ، وبما وسمها به من العجز على قدرته ، وبما اضطرها إليه من الفناء على دوامه . لم يخل منه مكان فيدرك بأينية ، ولا له شبه مثال فيوصف بكيفية ، ولم يغب عن علمه شئ فيعلم بحيثية ، مبائن لجميع ما أحدث في الصفات ، وممتنع عن الإدراك بما ابتدع من تصريف الذوات ، وخارج بالكبرياء والعظمة من جميع تصرف الحالات ، محرم على بوارع ثاقبات الفطن تحديده ، وعلى عوامق ناقبات الفكر تكييفه ، وعلى غوائص سابحات الفطر تصويره ، لا تحويه الأماكن لعظمته ، ولا تذرعه المقادير لجلاله ، ولا تقطعه المقائيس لكبريائه ، ممتنع عن الأوهام أن تكتنهه ، وعن الأفهام أن تستغرقه ، وعن الأذهان أن تمثله ، قد يئست من استنباط الإحاطة به طوامح العقول ، ونضبت عن الإشارة إليه بالإكتناه بحار العلوم ، ورجعت بالصغر عن السمو إلى وصف قدرته لطائف الخصوم .
واحدٌ لا من عدد ، ودائمٌ لا بأمد ، وقائمٌ لا بعمد ، ليس بجنسٍ فتعادله الأجناس ، ولا بشبحٍ فتضارعه الأشباح ، ولا كالأشياء فتقع عليه الصفات !
قد ضلت العقول في أمواج تيار إدراكه ، وتحيرت الأوهام عن إحاطة ذكر أزليته ، وحصرت الأفهام عن استشعار وصف قدرته . . إلى أن قال ( عليه السلام ) :
وأشهد أن لا إله إلا الله إيماناً بربوبيته ، وخلافاً على من أنكره ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، المقَر في خير مستقر ، المتناسخ من أكارم الأصلاب ومطهرات الأرحام ، المخرج من أكرم المعادن محتداً ، وأفضل المنابت منبتاً ، من أمنع ذروةً ، وأعز أرومةً ، من الشجرة التي صاغ الله منها أنبياءه وانتجب منها أمناءه ( عليهم السلام ) ، الطيبة العود ، المعتدلة العمود ، الباسقة الفروع ، الناضرة الغصون ، اليانعة الثمار ، الكريمة الحشا . في كرم غرست ، وفي حرم أنبتت ، وفيه تشعبت وأثمرت ، وعزت وامتنعت ، فسمت به وشمخت ، حتى أكرمه الله عز وجل بالروح الأمين ، والنور المبين . والكتاب المستبين ، وسخر له البراق وصافحته الملائكة ، وأرعب به الأباليس ، وهدم به الأصنام ، والآلهة المعبودة دونه . . » . الخ .
« عن يعقوب بن جعفر قال : سمعت أبا إبراهيم موسى بن جعفر ( عليه السلام ) وهو يكلم راهباً من النصارى ، فقال له في بعض ما ناظره : إن الله تبارك وتعالى أجل وأعظم من أن يحد بيد أو رجل ، أو حركة أو سكون ، أو يوصف بطول أو قصر أو تبلغه الأوهام ، أو تحيط به صفة العقول ، أنزل مواعظه ووعده ووعيده ، أمرٌ بلا شفة ولا لسان ، ولكن كما شاء أن يقول له كن فكان ، خبراً كما أراد في اللوح » . ( التوحيد / 75 ) .
« عن محمد بن أبي عمير قال : دخلت على سيدي موسى بن جعفر ( عليه السلام ) فقلت له : يا ابن رسول الله علمني التوحيد فقال : يا أبا أحمد لا تتجاوز في التوحيد ما ذكره الله تعالى ذكره في كتابه فتهلك ، واعلم أن الله تعالى واحد ، أحد ، صمد ، لم يلد فيورث ، ولم يولد فيشارك ، ولم يتخذ صاحبة ولا ولداً ولا شريكاً ، وأنه الحي الذي لا يموت ، والقادر الذي لا يعجز ، والقاهر الذي لا يغلب ، والحليم الذي لا يعجل ، والدائم الذي لا يبيد ، والباقي الذي لا يفنى ، والثابت الذي لا يزول ، والغني الذي لا يفتقر ، والعزيز الذي لا يذل ، والعالم الذي لا يجهل ، والعدل الذي لا يجور ، والجواد الذي لا يبخل ، وإنه لا تقدره العقول ، ولا تقع عليه الأوهام ، ولا تحيط به الأقطار ، ولا يحويه مكان ، ولا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ، وليس كمثله شئ وهو السميع البصير مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا . وهو الأول الذي لا شئ قبله ، والآخر الذي لا شئ بعده ، وهو القديم وما سواه مخلوق محدث ، تعالى عن صفات المخلوقين علوا كبيراً » . ( التوحيد / 76 ) .
« كتبت إلى أبي الحسن ( عليه السلام ) أسأله عن الجسم والصورة ، فكتب : سبحان من ليس كمثله شئ ولا جسم ولا صورة » . ( التوحيد / 102 ) .
« كتبت إلى أبي الحسن ( عليه السلام ) في دعاء : الحمد لله منتهى علمه ، فكتب إلي : لا تقولن منتهى علمه ولكن قل منتهى رضاه » . ( التوحيد / 134 ) .
« عن عبد الأعلى ، عن العبد الصالح موسى بن جعفر ( عليه السلام ) قال : إن الله لا إله إلا هو كان حياً بلا كيف ولا أين ، ولا كان في شئ ، ولا كان على شئ ، ولا ابتدع لمكانه مكاناً ، ولا قوي بعد ما كوَّن الأشياء ، ولا يشبهه شئ يكون ، ولا كان خلواً من القدرة على الملك قبل إنشائه ، ولا يكون خلواً من القدرة بعد ذهابه ، كان عز وجل إلهاً حياً بلا حياة حادثة ، ملكاً قبل أن ينشئ شيئاً ومالكاً بعد إنشائه ، وليس لله حد ، ولا يعرف بشئ يشبهه ، ولا يهرم للبقاء ، ولا يصعق لدعوة شئ ، ولخوفه تصعق الأشياء كلها ، وكان الله حياً بلا حياة حادثة ، ولا كون موصوف ، ولا كيف محدود ، ولا أين موقوف ، ولا مكان ساكن ، بل حي لنفسه ، ومالك لم يزل له القدرة ، أنشأ ما شاء حين شاء بمشيته وقدرته ، كان أولاً بلا كيف ، ويكون آخراً بلا أين وكل شئ هالك إلا وجهه ، له الخلق والأمر تبارك رب العالمين » . ( التوحيد / 141 ) .
« عن يونس بن عبد الرحمن ، قال : قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) : لأي علة عرج الله بنبيه ( صلى الله عليه وآله ) وسلم إلى السماء ، ومنها إلى سدرة المنتهى ، ومنها إلى حجب النور ، وخاطبه وناجاه هناك والله لا يوصف بمكان ؟ فقال ( عليه السلام ) : إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان ، ولا يجري عليه زمان ، ولكنه عز وجل أراد أن يشرف به ملائكته وسكان سماواته ، ويكرمهم بمشاهدته ، ويريه من عجائب عظمته ، ما يخبر به بعد هبوطه ، وليس ذلك على ما يقول المشبهون ، سبحان الله وتعالى عما يشركون » . ( التوحيد / 175 ) .
« عن محمد بن أبي عمير قال : رأى سفيان الثوري أبا الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) وهو غلامٌ يصلي والناس يمرون بين يديه ، فقال له : إن الناس يمرون بك وهم في الطواف ، فقال ( عليه السلام ) : الذي أصلي له أقرب إلي من هؤلاء » ( التوحيد / 179 )
« ذكر عنده قوم يزعمون أن الله تبارك وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا فقال : إن الله تبارك وتعالى لا ينزل ، ولا يحتاج إلى أن ينزل ، إنما منظره في القرب والبعد سواء ، لم يبعد منه قريب ، ولم يقرب منه بعيد ، ولم يحتج بل يحتاج إليه ، وهو ذو الطول لا إله إلا هو العزيز الحكيم . أما قول الواصفين إنه تبارك وتعالى ينزل فإنما يقول ذلك من ينسبه إلى نقص أو زيادة ، وكل متحرك محتاج إلى من يحركه أو يتحرك به ، فظن بالله الظنون فهلك ، فاحذروا في صفاته من أن تقفوا له على حد تحدوه بنقص أو زيادة أو تحرك أو زوال أو نهوض أو قعود ، فإن الله جل عن صفة الواصفين ونعت الناعتين وتوهم المتوهمين » . ( التوحيد / 183 ) .
« لا يكون شئ في السماوات ولا في الأرض إلا بسبع : بقضاء ، وقدر ، وإرادة ومشيئة ، وكتاب ، وأجل وإذن ، فمن زعم غير هذا فقد كذب على الله عز وجل . .
لا يكون شئ إلا ما شاء الله وأراد وقدر وقضى ، قلت : ما معنى شاء ؟ قال : ابتداء الفعل ، قلت : ما معنى قدر ؟ قال : تقدير الشئ من طوله وعرضه ، قلت : ما معنى قضى ؟ قال : إذا قضى أمضاه فذلك الذي لا مرد له . . إن لله إرادتين ومشيئتين :
إرادة حتم وإرادة عزم ، ينهى وهو يشاء ويأمر وهو لا يشاء ، أوَمَا رأيت أنه نهى آدم وزوجته أن يأكلا من الشجرة وشاء ذلك ، ولو لم يشأ أن يأكلا لما غلبت مشيئتهما مشيئة الله تعالى ، وأمر إبراهيم أن يذبح إسحاق ولم يشأ أن يذبحه ، ولو شاء لما غلبت مشيئة إبراهيم مشيئة الله تعالى » . ( الكافي : 1 / 150 ) .
من أحاديثه ( عليه السلام ) في النبوة
« عن أبي الحسن الأول ( عليه السلام ) قال : قلت له : جعلت فداك أخبرني عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ورث النبيين كلهم ؟ قال : نعم ، قلت : من لدن آدم حتى انتهى إلى نفسه ؟ قال : ما بعث الله نبياً إلا ومحمد ( صلى الله عليه وآله ) أعلم منه ، قال قلت : إن عيسى بن مريم كان يحيي الموتى بإذن الله ، قال : صدقت وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقدر على هذه المنازل . قال فقال : إن سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده وشك في أمره فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين ، حين فقده فغضب عليه فقال : لأعذبنه عذاباً شديداً أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين . وإنما غضب لأنه كان يدله على الماء ، فهذا وهو طائر قد أعطي ما لم يعط سليمان وقد كانت الريح والنمل والإنس والجن والشياطين والمردة له طائعين ، ولم يكن يعرف الماء تحت الهواء ، وكان الطير يعرفه وإن الله يقول في كتابه : وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى : وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال وتقطع به البلدان ، وتحيى به الموتى ، ونحن نعرف الماء تحت الهواء ، وإن في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر إلا أن يأذن الله به ، مع ما قد يأذن الله مما كتبه الماضون ، جعله الله لنا في أم الكتاب إن الله يقول : وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين ، ثم قال : ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ، فنحن الذين اصطفانا الله عز وجل وأورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شئ » . ( الكافي : 1 / 226 ) .
« سألت أبا الحسن ( عليه السلام ) : أيما أفضل المقام بمكة أو بالمدينة ؟ فقال : أي شئ تقول أنت ؟ قال فقلت : وما قولي مع قولك ؟ قال : إن قولك يردك إلى قولي ، قال : فقلت له : أما أنا فأزعم أن المقام بالمدينة أفضل من المقام بمكة ، قال فقال : أما لئن قلت ذلك لقد قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) ذاك يوم فطر وجاء إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فسلم عليه في المسجد ثم قال : قد فضلنا الناس اليوم بسلامنا على رسول الله » ( الكافي : 4 / 557 ) .
« لما قبض إبراهيم بن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جرت فيه ثلاث سنن : أما واحدة فإنه لما مات انكسفت الشمس فقال الناس انكسفت الشمس لفقد ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فصعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله تجريان بأمره مطيعان له لا تنكسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا انكسفتا أو واحدة منهما فصلوا ، ثم نزل فصلى بالناس صلاة الكسوف ، فلما سلم قال : يا علي قم فجهز ابني ، قال : فقام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فغسل إبراهيم وكفنه وحنطه ومضى ، فمضى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى انتهى به إلى قبره فقال الناس : إن رسول الله نسي أن يصلى على ابنه لما دخله من الجزع عليه ، فانتصب قائماً ثم قال : إن جبرئيل ( عليه السلام ) أتاني فأخبرني بما قلتم ، زعمتم أني نسيت أن أصلي على ابني لما دخلني من الجزع ، ألا وإنه ليس كما ظننتم ، ولكن اللطيف الخبير فرض عليكم خمس صلوات ، وجعل لموتاكم من كل صلاة تكبيرة ، وأمرني أن لا أصلى إلا على من صلى .
ثم قال : يا علي إنزل والحد ابني ، فنزل علي فألحد إبراهيم في لحده فقال الناس إنه لا ينبغي لأحد أن ينزل في قبر ولده إذ لم يفعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بابنه ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا أيها الناس إنه ليس عليكم بحرام أن تنزلوا في قبور أولادكم ، ولكن لست آمن إذا حل أحدكم الكفن عن ولده أن يلعب به الشيطان فيدخله عن ذلك من الجزع ما يحبط أجره ثم انصرف ( صلى الله عليه وآله ) » . ( الكافي : 3 / 463 ، والمحاسن : 2 / 313 ) .
من أحاديثه ( عليه السلام ) في الإمامة
« قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : خلقت أنا وعلى من نور واحد » . ( الخصال / 31 ) .
قال أبو بصير : « دخلت عليه فقلت له : جعلت فداك بمَ يعرف الإمام ؟ فقال : بخصال ، أما أولاهن فشئ تقدم من أبيه فيه وعرفه الناس ونصبه لهم علماً حتى يكون حجة عليهم ، لأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نصب علياً علماً وعرفه الناس وكذلك الأئمة يعرفونهم الناس وينصبونهم لهم حتى يعرفوه . ويسأل فيجيب ويسكت عنه فيبتدئ ، ويخبر الناس بما في غد ، ويكلم الناس بكل لسان » . ( قرب الإسناد / 339 ) .
« قال ( عليه السلام ) : مبلغ علمنا على ثلاثة وجوه : ماض وغابر وحادث ، فأما الماضي فمفسر ، وأما الغابر فمزبور ، وأما الحادث فقذفٌ في القلوب ونقرٌ في الأسماع وهو أفضل علمنا ، ولا نبي بعد نبينا » . ( الكافي : 1 / 264 ) .
وفي الكافي : 1 / 281 : « حدثني موسى بن جعفر ( عليه السلام ) قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : أليس كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كاتب الوصية ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المملي عليه وجبرئيل والملائكة المقربون ( عليهم السلام ) شهود ؟ قال : فأطرق طويلاً ، ثم قال : يا أبا الحسن قد كان ما قلت ، ولكن حين نزل برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الأمر ، نزلت الوصية من عند الله كتاباً مسجلاً ، نزل به جبرئيل مع أمناء الله تبارك وتعالى من الملائكة فقال جبرئيل : يا محمد مُرْ بإخراج من عندك إلا وصيك ليقبضها منا وتشهدنا بدفعك إياها إليه ضامناً لها ، يعني علياً فأمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) بإخراج من كان في البيت ما خلا علياً ( عليه السلام ) وفاطمة ( عليها السلام ) فيما بين الستر والباب ، فقال جبرئيل : يا محمد ربك يقرؤك السلام ويقول : هذا كتاب ما كنت عهدت إليك وشرطت عليك وشهدت به عليك ، وأشهدت به عليك ملائكتي ، وكفى بي يا محمد شهيداً . قال : فارتعدت مفاصل النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا جبرئيل ربي هو السلام ومنه السلام وإليه يعود السلام ، صدق عز وجل وبرَّ ، هات الكتاب ، فدفعه إليه وأمره بدفعه إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال له : إقرأه فقرأه حرفاً حرفاً ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي ، هذا عهد ربي تبارك وتعالى إلي شرطه علي وأمانته وقد بلغت ونصحت وأديت ! فقال علي ( عليه السلام ) وأنا أشهد لك بأبي وأمي أنت ، بالبلاغ والنصيحة والتصديق على ما قلت ، ويشهد لك به سمعي وبصري ولحمي ودمي !
فقال جبرئيل ( عليه السلام ) : وأنا لكما على ذلك من الشاهدين ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي أخذت وصيتي وعرفتها وضمنت لله ولي الوفاء بما فيها ، فقال علي ( عليه السلام ) : نعم بأبي أنت وأمي عليَّ ضمانها وعلى الله عوني وتوفيقي على أدائها !
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي إني أريد أن أشهد عليك بموافاتي بها يوم القيامة فقال علي : نعم أشهد ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إن جبرئيل وميكائيل فيما بيني وبينك الآن وهما حاضران معهما الملائكة المقربون لأشهدهم عليك !
فقال : نعم ليشهدوا وأنا بأبي أنت وأمي أشهدهم ، فأشهدهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) !
وكان فيما اشترط عليه النبي بأمر جبرئيل ( عليه السلام ) فيما أمر الله عز وجل أن قال له : يا علي تفي بما فيها من موالاة من والى الله ورسوله والبراءة والعداوة لمن عادى الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، والبراءة منهم على الصبر منك وعلى كظم الغيظ وعلى ذهاب حقك وغصب خمسك وانتهاك حرمتك ؟
فقال : نعم يا رسول الله فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لقد سمعت جبرئيل ( عليه السلام ) يقول للنبي : يا محمد عرفه أنه تنتهك الحرمة وهي حرمة الله وحرمة رسول الله ، وعلى أن تخضب لحيته من رأسه بدم عبيط !
قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : فصعقت حين فهمت الكلمة من الأمين جبرئيل حتى سقطت على وجهي وقلت : نعم قبلت ورضيت وإن انتهكت الحرمة ، وعطلت السنن ، ومزق الكتاب ، وهدمت الكعبة ، وخضبت لحيتي من رأسي بدم عبيط ، صابراً محتسباً أبداً حتى أقدم عليك ! ثم دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فاطمة والحسن والحسين وأعلمهم مثل ما أعلم أمير المؤمنين ، فقالوا مثل قوله ! فختمت الوصية بخواتيم من ذهب لم تمسه النار ودفعت إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
فقلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : بأبي أنت وأمي ألا تذكر ما كان في الوصية ؟ فقال : سنن الله وسنن رسوله ( صلى الله عليه وآله ) . فقلت : أكان في الوصية توثبهم وخلافهم على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ؟ فقال : نعم والله شيئاً شيئاً ، وحرفاً حرفاً ، أما سمعت قول الله عز وجل : إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شئ أحصيناه في إمام مبين ؟ والله لقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لأمير المؤمنين وفاطمة ( عليهما السلام ) : أليس قد فهمتما ما تقدمت به إليكما وقبلتماه ؟ فقالا : بلى وصبرنا على ما ساءنا وغاظنا » .
« عن الجعفري قال سمعت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول : الأئمة خلفاء الله عز وجل في أرضه » , ( الكافي : 1 / 193 ) .
« علي بن جعفر قال سمعت أبا الحسن ( عليه السلام ) يقول : لما رأى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تيماً وعدياً وبني أمية يركبون منبره أفظعه ! فأنزل الله تبارك وتعالى قرآناً يتأسى به : وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى ثم أوحى إليه يا محمد إني أمرت فلم اطع فلا تجزع أنت إذا أمرت فلم تطع في وصيك » . ( الكافي : 1 / 426 ) .
« إن فاطمة ( عليها السلام ) صديقة شهيدة وإن بنات الأنبياء لا يطمثن » . ( الكافي : 1 / 458 ) .
« ما من ملك يهبطه الله في أمر ما يهبطه إلا بدأ بالإمام ، فعرض ذلك عليه ، وإن مختلف الملائكة من عند الله تبارك وتعالى إلى صاحب هذا الأمر » . ( الكافي : 1 / 394 ) .
« أدنى ما يثاب به زائر أبي عبد الله ( عليه السلام ) بشط الفرات إذا عرف حقه وحرمته وولايته ، أن يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر » . ( الكافي : 4 / 582 ) .
« قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : أتدري لم سميت الطائف ؟ قلت : لا ، قال : إن إبراهيم ( عليه السلام ) لما دعا ربه أن يرزق أهله من الثمرات قطع لهم قطعة من الأردن ، فأقبلت حتى طافت بالبيت سبعاً ، ثم أقرها الله في موضعها ، وإنما سميت الطائف للطواف بالبيت » . ( الكافي : 4 / 428 ) .
« عن محمد بن أبي عمير قال : سمعت موسى بن جعفر ( عليه السلام ) يقول : لا يخلد الله في النار إلا أهل الكفر والجحود وأهل الضلال والشرك ، ومن اجتنب الكبائر من المؤمنين لم يسأل عن الصغائر ، قال الله تبارك وتعالى : إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً .
قال فقلت له : يا ابن رسول الله فالشفاعة لمن تجب من المذنبين ؟ قال : حدثني أبي عن آبائه عن علي ( عليهم السلام ) قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي فأما المحسنون منهم فما عليهم من سبيل . قال ابن أبي عمير فقلت له : يا ابن رسول الله فكيف تكون الشفاعة لأهل الكبائر والله تعالى ذكره يقول : وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ، ومن يرتكب الكبائر لا يكون مرتضى ! فقال ( عليه السلام ) : يا أبا أحمد ما من مؤمن يرتك ذنباً إلا ساءه ذلك وندم عليه ، وقد قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : كفى بالندم توبة ، وقال ( صلى الله عليه وآله ) : من سرته حسنته وساءته سيئة فهو مؤمن ، فمن لم يندم على ذنب يرتكبه فليس بمؤمن ولم تجب له الشفاعة ، وكان ظالماً والله تعالى ذكره يقول : مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ .
فقلت له : يا ابن رسول الله وكيف لا يكون مؤمناً من لم يندم على ذنب يرتكبه ؟ فقال : يا أبا أحمد ما من أحد يرتكب كبيرة من المعاصي وهو يعلم أنه سيعاقب عليها إلا ندم على ما ارتكب ومتى ندم كان تائباً مستحقاً للشفاعة ، ومتى لم يندم عليها كان مصراً ، والمصر لا يغفر له لأنه غير مؤمن بعقوبة ما ارتكب ، ولو كان مؤمناً بالعقوبة لندم ، وقد قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : لا كبيرة مع الاستغفار ، ولا صغيرة مع الإصرار » . ( التوحيد / 407 ) .
« يا سماعة إلينا إياب هذا الخلق وعلينا حسابهم ، فما كان لهم من ذنب بينهم وبين الله عز وجل حتمنا على الله في تركه لنا فأجابنا إلى ذلك ، وما كان بينه وبين الناس استوهبناه منهم وأجابوا إلى ذلك وعوضهم الله عز وجل » . ( الكافي : 8 / 162 ) .
من أحاديثه ( عليه السلام ) الفقهية
« قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : من أفتى الناس بغير علم لعنته ملائكة الأرض وملائكة السماء » . ( المحاسن : 1 / 205 ) .
« عن محمد بن الفضيل قال : قال أبو الحسن موسى ( عليه السلام ) لأبي يوسف القاضي : إن الله تبارك وتعالى أمر في كتابه بالطلاق وأكد فيه بشاهدين ولم يرض بهما إلا عدلين وأمر في كتابه بالتزويج فأهمله بلا شهود فأثبتم شاهدين فيما أهمل وأبطلتم الشاهدين فيما أكد » . ( الكافي : 5 / 387 ) .
« سألت أبا الحسن يعني موسى ( عليه السلام ) عن رجل استودع رجلاً مالاً له قيمة والرجل الذي عليه المال رجل من العرب يقدر على أن لا يعطيه شيئاً ولا يقدر له على شئ ، والرجل الذي استودعه خبيث خارجي فلم أدع شيئاً ؟ فقال لي : قل له رده عليه فإنه ائتمنه عليه بأمانة الله عز وجل » . ( الكافي : 5 / 133 )
« عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) في رجلين يتسابان قال : البادي منهما أظلم ، ووزره ووزر صاحبه عليه ، ما لم يعتذر إلى المظلوم » . ( الكافي : 2 / 360 ) .
« عن أبي الحسن ( عليه السلام ) في رجل دخل على دار آخر للتلصص أو الفجور فقتله صاحب الدار ، أيقتل به أم لا ؟ فقال : إعلم أن من دخل دار غيره فقد أهدر دمه . ولا يجب عليه شئ » . ( الكافي : 7 / 294 ) .
« عن عثمان بن عيسى قال : سألت أبا الحسن موسى ( عليه السلام ) عن القياس فقال : مالكم والقياس إن الله لا يسأل كيف أحل وكيف حرم » . ( الكافي : 1 / 57 ) .
« عن محمد بن الفضيل قال : كنا في دهليز يحيى بن خالد بمكة وكان هناك أبو الحسن موسى ( عليه السلام ) وأبو يوسف ، فقام إليه أبو يوسف وتربع بين يديه فقال : يا أبا الحسن جعلت فداك المحرم يظلل ؟ قال : لا ، قال : فيستظل بالجدار والمحمل ويدخل البيت والخباء ؟ قال : نعم قال : فضحك أبو يوسف شبه المستهزئ فقال له أبو الحسن ( عليه السلام ) : يا أبا يوسف إن الدين ليس بالقياس كقياسك وقياس أصحابك ! إن الله عز وجل أمر في كتابه بالطلاق وأكد فيه بشاهدين ولم يرض بهما إلا عدلين ، وأمر في كتابه بالتزويج وأهمله بلا شهود . فأتيتم بشاهدين فيما أبطل الله وأبطلتم شاهدين فيما أكد الله عز وجل ! وأجزتم طلاق المجنون والسكران ! وحج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأحرم ولم يظلل ودخل البيت والخباء واستظل بالمحمل والجدار ، فعلنا كما فعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ! فسكت » . ( الكافي : 4 / 352 ) .
« لا يحل أكل الجري ولا السلحفاة ولا السرطان ، قال : وسألته عن اللحم الذي يكون في أصداف البحر والفرات أيؤكل ؟ فقال : ذاك لحم الضفادع لا يحل أكله ( الكافي : 6 / 221 ) .
« سألته عن الغراب الأبقع والأسود أيحل أكلهما ؟ فقال : لا يحل أكل شئ من الغربان ، زاغ ولا غيره » ( الكافي : 6 / 245 ) .
« أكل الطين حرام مثل الميتة والدم ولحم الخنزير إلا طين قبر الحسين ( عليه السلام ) فإن فيه شفاء من كل داء وأمناً من كل خوف » . ( الكافي : 6 / 266 )
« سألت أبا الحسن ( عليه السلام ) عن أدنى ما يكون من الحيض فقال : ثلاثة وأكثره عشرة » . ( الكافي : 3 / 75 ) .
« إذا وقع الختان على الختان فقد وجب الغسل البكر وغير البكر » . ( الكافي : 3 / 46 )
« عن الفتح بن يزيد قال : سألت أبا الحسن ( عليه السلام ) عن المتعة فقال : هي حلال مباح مطلق لمن لم يغنه الله بالتزويج فليستعفف بالمتعة ، فإن استغنى عنها بالتزويج فهي مباح له إذا غاب عنها . . . كتب أبو الحسن ( عليه السلام ) إلى بعض مواليه : لا تلحوا على المتعة ، إنما عليكم إقامة السنة ، فلا تشتغلوا بها عن فرشكم وحرائركم فيكفرن ويتبرين ويدعين على الآمر بذلك ويلعنونا » . ( الكافي : 5 / 452 ) .
« عن سماعة قال : سألت أبا الحسن ( عليه السلام ) عن الخمس فقال : في كل ما أفاد الناس من قليل أو كثير » . ( الكافي : 1 / 545 ) .
« المصعوق والغريق ، قال : ينتظر به ثلاثة أيام إلا أن يتغير قبل ذلك . . كنا بمكة سنة من السنين فأصاب الناس تلك السنة صاعقة كبيرة حتى مات من ذلك خلق كثير ، فدخلت على أبي الحسن ( عليه السلام ) فقال مبتدئاً من غير أن أسأله : يا علي ينبغي للغريق والمصعوق أن يتربص به ثلاثاً إلا أن يجئ منه ريح يدل على موته ، قلت له : جعلت فداك كأنك تخبرني أنه دفن ناس كثير أحياء ؟ قال : نعم يا علي قد دفن ناس كثير أحياء ، ما ماتوا إلا في قبورهم » ! ( الكافي : 3 / 209 ) .
من أحاديثه ( عليه السلام ) في الأدعية والأذكار
« عليكم بالدعاء فإن الدعاء لله والطلب إلى الله يرد البلاء وقد قُدر وقُضي ولم يبق إلا إمضاؤه ، فإذا دعيَ الله عز وجل وسُئل صُرف البلاء صرفةً » . ( الكافي 23 / 470 ) .
« ما من بلاء ينزل على عبد مؤمن فيلهمه الله عز وجل الدعاء ، إلا كان كشف ذلك البلاء وشيكاً . وما من بلاء ينزل على عبد مؤمن فيمسك عن الدعاء إلا كان ذلك البلاء طويلاً ! فإذا نزل البلاء فعليكم بالدعاء والتضرع إلى الله عز وجل » . ( الكافي : 2 / 471 ) .
عن زياد القندي قال : « كتبت إلى أبي الحسن الأول ( عليه السلام ) : علمني دعاء فإني قد بليت بشئ وكان قد حبس ببغداد حيث اتهم بأموالهم فكتب إليه : إذا صليت فأطل السجود ثم قل : يا أحد من لا أحد له حتى تنقطع النفس ثم قل : يا من لا يزيده كثرة الدعاء إلا جودا وكرماً حتى تنقطع نفسك ، ثم قل : يا رب الأرباب أنت أنت أنت الذي انقطع الرجاء إلا منك ، يا علي يا عظيم . قال زياد : فدعوت به ففرج الله عني وخلي سبيلي » . ( الكافي : 3 / 328 ) .
« كتبت إلى أبي الحسن ( عليه السلام ) : إن رأيت يا سيدي أن تعلمني دعاء أدعو به في دبر صلواتي يجمع الله لي به خير الدنيا والآخرة . فكتب ( عليه السلام ) تقول : أعوذ بوجهك الكريم وعزتك التي لا ترام وقدرتك التي لا يمتنع منها شئ من شر الدنيا والآخرة ومن شر الأوجاع كلها » . ( الكافي : 3 / 346 ) .
« قال لي أبو الحسن ( عليه السلام ) : إذا كان لك يا سماعة إلى الله عز وجل حاجة فقل : اللهم إني أسألك بحق محمد وعلي فإن لهما عندك شأنا من الشأن وقدراً من القدر فبحق ذلك الشأن وبحق ذلك القدر أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تفعل بي كذا وكذا . فإنه إذا كان يوم القيامة لم يبق ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن ممتحن ، إلا وهو يحتاج إليهما في ذلك اليوم » . ( الكافي : 2 / 562 ) .
« من قال : بسم الله الرحمن الرحيم ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ثلاث مرات حين يصبح وثلاث مرات حين يمسى ، لم يخف شيطاناً ولا سلطاناً ولا جذاماً ولا برصاً . قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : وأنا أقولها مائة مرة » . ( المحاسن : 1 / 41 ) .
« إذا مرض أحدكم فليأذن للناس يدخلون عليه فإنه ليس من أحد إلا وله دعوة مستجابة » ( الكافي : 3 / 117 ) .
« ما من مؤمن يؤدى فريضة من فرائض الله إلا كان له عند أداءها دعوة مستجابة » . ( المحاسن : 1 / 50 )
من أحاديثه ( عليه السلام ) في الآداب والتربية
« سأل رجل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما حق الوالد على ولده ؟ قال : لا يسميه باسمه ، ولا يمشي بين يديه ، ولا يجلس قبله ولا يستسب له » . ( الكافي : 2 / 159 ) .
« من قصد إليه رجل من إخوانه مستجيراً به في بعض أحواله فلم يجره بعد أن يقدر عليه فقد قطع ولاية الله عز وجل » . ( الكافي : 2 / 366 ) .
« سمعت أبا الحسن ( عليه السلام ) يقول : إذا كان الجور أغلب من الحق ، لم يحلّ لأحد أن يظن بأحد خيراً ، حتى يعرف ذلك منه » . ( الكافي : 5 / 298 ) .
« سمعته يقول : إن الله عز وجل يبغض القيل والقال ، وإضاعة المال ، وكثرة السؤال » . ( الكافي : 5 / 301 ) .
« عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : التودد إلى الناس نصف العقل » ( الكافي : 2 / 643 ) .
« إذا كان ثلاثة في بيت فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما ، فإن ذلك مما يغمه » . ( الكافي : 2 / 880 ) .
« لا تذهب الحشمة بينك وبين أخيك ، أبق منها فإن ذهابها ذهاب الحياء » . ( الكافي : 2 / 672 ) .
« إن الله عز وجل يبغض العبد النوام الفارغ . . إياك والكسل والضجر ، فإنك إن كسلت لم تعمل ، وإن ضجرت لم تعط الحق . . إياك والكسل والضجر ، فإنهما يمنعانك من حظك من الدنيا والآخرة » . ( الكافي : 5 / 84 و 85 ) .
« كان يحيى بن زكريا ( عليهما السلام ) يبكي ولا يضحك ، وكان عيسى بن مريم ( عليهما السلام ) يضحك ويبكي وكان الذي يصنع عيسى أفضل من الذي يصنع يحيى » ( الكافي : 2 / 665 ) .
« عن محمد بن الفضيل ، عن أبي الحسن الأول ( عليه السلام ) قال : قلت له : جعلت فداك الرجل من إخواني يبلغني عنه الشئ الذي أكرهه ، فأساله عن ذلك فينكر ذلك وقد أخبرني عنه قوم ثقات ! فقال لي : يا محمد كذِّب سمعك وبصرك عن أخيك فإن شهد عندك خمسون قسامة ، وقال لك قولاً فصدقة وكذبهم ، لا تذيعن عليه شيئاً تشينه به وتهدم به مروءته ، فتكون من الذين قال الله في كتابه : إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم » . ( الكافي : 8 / 147 ) .
وقال ( عليه السلام ) : « أخذ أبي ( عليه السلام ) بيدي ثم قال : يا بني إن أبي محمد بن علي ( عليه السلام ) أخذ بيدي كما أخذت بيدك قال : إن أبي علي بن الحسين ( عليه السلام ) أخذ بيدي وقال : يا بني إفعل الخير إلى كل من طلبه منك ، فإن كان من أهله فقد أصبت موضعه ، وإن لم يكن من أهله كنت أنت من أهله ، وإن شتمك رجل عن يمينك ، ثم تحول إلى يسارك فاعتذر إليك ، فاقبل عذره » . ( الكافي : 8 / 152 ) .
« عن أبي الحسن الأول ( عليه السلام ) قال : ينبغي لمن عقل عن الله أن لا يستبطئه في رزقه ولا يتهمه في قضائه » . ( الكافي : 2 / 61 ) .
« عن علي بن سويد ، عن أبي الحسن الأول ( عليه السلام ) قال : سألته عن قول الله عز وجل : ومن يتوكل على الله فهو حسبه ؟ فقال : التوكل على الله درجات ، منها أن تتوكل على الله في أمورك كلها ، فما فعل بك كنت عنه راضياً ، تعلم أنه لا يألوك خيراً وفضلاً ، وتعلم أن الحكم في ذلك له ، فتوكل على الله بتفويض ذلك إليه وثق به فيها وفي غيرها » . ( الكافي : 2 / 62 ) .
« سألته عن الملكين هل يعلمان بالذنب إذا أراد العبد أن يفعله أو الحسنة ؟ فقال ( عليه السلام ) : ريح الكنيف وريح الطيب سواء ؟ قلت : لا قال : إن العبد إذا هم بالحسنة خرج نفسه طيب الريح فقال : صاحب اليمين لصاحب الشمال : قم فإنه قد هم بالحسنة فإذا فعلها كان لسانه قلمه وريقه مداده فأثبتها له وإذا هم بالسيئة خرج نفسه منتن الريح فيقول صاحب الشمال لصاحب اليمين : قف فإنه قد هم بالسيئة فإذا هو فعلها كان لسانه قلمه وريقه مداده وأثبتها عليه » . ( الكافي : 2 / 429 ) .
« سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) يقول : إذا مات المؤمن بكت عليه الملائكة وبقاع الأرض التي كان يعبد الله عليها ، وأبواب السماء التي كان يصعد فيها بأعماله ، وثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شئ ، لأن المؤمنين الفقهاء حصون الإسلام كحصن سور المدينة لها » ( الكافي : 1 / 38 ، و : 3 / 254 ) .
« محادثة العالم على المزابل خير من محادثة الجاهل على الزرابي » . ( الكافي : 1 / 39 ) .
« من نزه نفسه عن الغناء فإن في الجنة شجرة يأمر الله عز وجل الرياح أن تحركها فيسمع لها صوتاً لم يسمع بمثله ، ومن لم يتنزه عنه لم يسمعه » ( الكافي : 6 / 434 )
« قال له : جعلت فداك إني أقعد مع قوم يلعبون بالشطرنج ولست ألعب بها ولكن أنظر فقال : مالك ولمجلس لا ينظر الله إلى أهله » . ( الكافي : 6 / 437 ) .
« سألته عن الميت يزور أهله ؟ قال : نعم فقلت : في كم يزور ؟ قال : في الجمعة وفي الشهر وفي السنة على قدر منزلته . فقلت : في أي صورة يأتيهم ؟ قال : في صورة طائر لطيف يسقط على جدرهم ويشرف عليهم ، فإن رآهم بخير فرح ، وإن رآهم بشر وحاجة حزن واغتم » . ( الكافي : 3 / 230 ) .
وفي الكافي : 3 / 231 : « منهم من يزور كل يوم . . قلت : في أي ساعة ؟ قال عند زوال الشمس ومثل ذلك قال قلت : في أي صورة ؟ قال : في صورة العصفور أو أصغر من ذلك فيبعث الله تعالى معه ملكاً فيريه ما يسره ويستر عنه ما يكره فيرى ما يسره ويرجع إلى قرة عين » .
« إن الله خلق قلوب المؤمنين مطوية مبهمة على الإيمان ، فإذا أراد استنارة ما فيها نضحها بالحكمة وزرعها بالعلم ، وزارعها والقيم عليها رب العالمين » . ( الكافي : 2 / 421 ) .
من أحاديث الإمام الكاظم ( عليه السلام ) الطبية
« ليس من دواء إلا وهو يهيج داءا وليس شئ في البدن أنفع من إمساك اليد إلا عما يحتاج إليه » . ( الكافي : 8 / 273 ) . « ليس الحمية أن تدع الشئ أصلاً لا تأكله ، ولكن الحمية أن تأكل من الشئ وتخفف » . ( الكافي : 8 / 291 ) .
« لو أن الناس قصدوا في الطعام لاستقامت أبدانهم » . ( المحاسن : 2 / 439 ) .
« لا يخصب خوان لا ملح عليها وأصح للبدن أن يبدأ به في أول الطعام » . ( الكافي : 6 / 326 ) .
« قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : رحم الله المتخللين . قيل : يا رسول الله وما المتخللون ؟ قال : يتخللون من الطعام ، فإنه إذا بقي في الفم تغير فآذى الملك ريحه » . ( المحاسن : 2 / 559 ) .
« كان فيما أوصى به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) علياً ( عليه السلام ) أن قال : يا علي ، كُلِ العدس فإنه مباركٌ مقدس ، وهو يُرقق القلب ، ويكثر الدمعة ، وإنه بارك عليه سبعون نبياً » . ( المحاسن : 2 / 504 ) .
« أطعموا المحموم لحم القباج فإنه يقوي الساقين ويطرد الحمى طرداً » . ( الكافي : 6 / 312 ) .
« قال لي أبو الحسن يعني الأول ( عليه السلام ) : مالي أراك مصفراً ؟ فقلت له : وعك أصابني ، فقال لي : كل اللحم فأكلته ، ثم رآني بعد جمعة وأنا على حالي مصفراً فقال لي : ألم آمرك بأكل اللحم ؟ قلت : ما أكلت غيره منذ أمرتني ، فقال : وكيف تأكله ؟ قلت : طبيخاً . فقال : لا ، كله كباباً ، فأكلته ثم أرسل إليَّ فدعاني بعد جمعة وإذا الدم قد عاد في وجهي فقال لي : الآن نعم » . ( الكافي : 6 / 319 ) .
« السمك الطري يذيب الجسد . . . يذيب شحم العين » . ( الكافي : 6 / 323 ) .
« قال شكوت إلى أبي الحسن ( عليه السلام ) قلة الولد فقال لي : استغفر الله وكل البيض بالبصل » . ( الكافي : 6 / 324 ) .
« كان فيما أوصى به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) علياً ( عليه السلام ) أنه قال له : يا علي عليك بالدباء فكله فإنه يزيد في الدماغ والعقل » ( الكافي : 6 / 371 ) . .
« ما من أحد إلا وبه عرق من الجذام فأذيبوه بأكل السلجم » . ( الكافي : 6 / 372 ) .
« كان دواء أمير المؤمنين ( عليه السلام ) السعتر وكان يقول : إنه يصير للمعدة خملاً كخمل القطيفة . . . شكا إليه رطوبة فأمره أن يستف السعتر على الريق » . ( الكافي : 6 / 375 ) .
« تمشطوا بالعاج فإن العاج يذهب بالوباء » . ( الكافي : 6 / 489 ) .
« كنت عند أبي الحسن الأول ( عليه السلام ) فرآني أتأوّه فقال : مالك ؟ قلت : ضرسي ، فقال : لو احتجمت ، فاحتجمت فسكن فأعلمته ، فقال لي : ما تداوي الناس بشئ خير من مصة دم أو مزعة عسل ، قال قلت : جعلت فداك ما المزعة عسل ؟ قال : لعقة عسل » . ( الكافي : 8 / 194 ، و : 6 / 332 )
« شكا رجل إلى أبي الحسن ( عليه السلام ) البهق فأمره أن يطبخ الماش ويتحساه ويجعله في طعامه » . ( الكافي : 6 / 344 ) .
« يرعف رعافاً شديداً فدخلت على أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : يا زياد أطعم سيفاً التفاح فأطعمته إياه فبرئ » . ( الكافي : 6 / 356 ) .
« الإجاص الطري يطفي الحرارة ويسكن الصفراء ، وإن اليابس منه يسكن الدم ويسل الداء الدوي » . ( الكافي : 6 / 359 ) .
« رأيت أبا الحسن يقطع الكراث بأصوله فيغسله بالماء ويأكله » . ( الكافي : 6 / 365 ) .
« عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) قال : ثلاثة يتخوف منها الجنون : التغوط بين القبور ، والمشي في خف واحد ، والرجل ينام وحده » . ( الكافي : 6 / 534 )
« عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) قال : عليكم بالرمان ، فإنه ليس من حبة تقع في المعدة إلا أنارت وأطفأت شيطان الوسوسة » . ( المحاسن : 2 / 545 ) .
« الكاظم ( عليه السلام ) قال : من فرج عن أخيه المسلم كربة ، فرج الله بها عنه كربة يوم القيامة » . ( كتاب المؤمن / 50 ) .
من أحاديثه في البشارة بالإمام المهدي ( عليه السلام )
« قال ( عليه السلام ) : إذا فقد الخامس من ولد السابع ، فالله الله في أديانكم لا يزيلنكم أحد عنها . يا بني إنه لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به ، إنما هي محنة من الله عز وجل امتحن بها خلقه ، ولو علم آباؤكم وأجدادكم ديناً أصح من هذا لاتبعوه . فقلت : يا سيدي وما الخامس من ولد السابع ؟ فقال : يا بني عقولكم تضعف عن ذلك ، وأحلامكم تضيق عن حمله ، ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه » . ( الإمامة والتبصرة / 113 ) .
الاكثر قراءة في التراث الكاظميّ الشريف
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
