غرق الغواصة النووية «كورسك» (تحليل غرق غواصة كورسك عبر الموجات الزلزالية)
المؤلف:
جيرل ووكر
المصدر:
سيرك الفيزياء الطائر
الجزء والصفحة:
ص187
2025-07-21
509
في أغسطس عام 2000 ، بينما كان الأسطول الشمالي الرُّوسي يجري مناورات ببحر بارنتس شمال روسيا، غرقت الغواصة النووية «كورسك» على نحو غامض. ومع انتشار خبر فقدانها، لاحظ خبراء الزلازل من مختلف أنحاء نصف الكرة الأرضية الشمالي أنهم في يوم غرق الغواصة «كورسك» سجّلوا موجات اهتزازية غريبة صادرة من بحر بارنتس. وأشار تحليل البيانات إلى السبب وراء غرق الغواصة. والمثير للدهشة أكثر، أنه كشف العمق أيضًا. كيف يمكن تحديد العُمق من قياسات أجريت من مكان بعيد للغاية؟
الجواب: الموجات الاهتزازية هي موجات تنتقل إما عبر باطن الأرض أو فوق الأرض. يتم إنشاء محطات رصد الزلازل بالأساس من أجل تسجيل الموجات الاهتزازية الناجمة عن الهزات الأرضية، إلا أنها تُسجِّل أيضًا الموجات الاهتزازية الناجمة عن انبعاث قدرٍ كبير من الطاقة بالقرب من سطح الأرض، مثلما يحدث عند وقوع انفجارات. وعندما تمرُّ الموجات الاهتزازية عبر إحدى المحطات، فإنها تهز مؤشّر تسجيل ويرسم المؤشر رسما بيانيا. تكونت الرسومات، التي تُعزى إلى الغواصة «كورسك»، من مجموعة أولى من الاهتزازات ذات السعة الصغيرة وبعد مرور 134 ثانية، بدأت الاهتزازات ذات السعة الأكبر.
ومن خلال هذه الرسومات، استنتج المحللون أن المجموعة الأولى من الموجات الاهتزازية كانت ناجمة عن انفجار حدث على متن الغواصة، ربما بسبب طوربيد فشل في الانطلاق عند إطلاقه. اخترق الانفجار بدن الغواصة واشتعلت النيران وغرقت الغواصة. وبعد ذلك تولدت موجات اهتزازية أقوى بكثير بعد غرق الغواصة وتولَّدت على الأرجح حين تسببت النيران في انفجار عدة صواريخ (خمسة على الأرجح شديدة الانفجار موجودة على متن الغواصة في آن واحد. وصلت هذه الموجات الأقوى إلى محطات رصد الزلازل على هيئة ذبذبات بفاصل زمني حوالي 0,11 ثانية.
ومن خلال ذلك الفاصل الزمني استطاع المحللون أن يُقدروا العمق الذي وصلت إليه الغواصة الغارقة وقع الانفجار الأقوى عندما وصلت الغواصة إلى قاع المحيط؛ إذ أرسلت ذبذبة إلى قاع البحر وذبذبة إلى أعلى عبر المياه ارتدت» الذبذبة المنتقلة المياه عدة غير مرات بين سطح المياه وقاع البحر. وفي كل مرة كانت الذبذبة تصطدم بقاع البحر، كانت ترسل ذبذبة أخرى إلى اليابسة، ورصدت محطات رصد الزلازل هذه الذبذبات عند وصولها إلى اليابسة واحدة تلو الأخرى؛ ومِن ثَمَّ كان الفاصل الزمني المقدر بـ 0,11 ثانية بين أي ذبذبتين أرضيَّتَين مُتعاقبتَين مُساويًا للزمن الذي تستغرقه الذبذبة المائية كي ترتفع إلى
سطح المياه وتعود إلى قاع البحر مرةً أخرى. ومن خلال الاستعانة بذلك الفاصل الزمني، استنتج المحللون أنَّ الغواصة غرقت على عمق 80 مترا تقريبًا، في الواقع، اكتشف فيما بعد أن الغواصة غرقت على عُمق 115 مترًا، وهو عُمق قريب بدرجة كبيرة من العمق المحسوب. ولقد سجل خبراء الزلازل انفجارات كبرى أخرى، مثل انفجار الشاحنة الملغمة في نيروبي بكينيا، عام 1998، في هجوم إرهابي شُنَّ على السفارة الأمريكية. وفي عام 1989، سجلوا موجات زلزالية صادرة عن موجة صدمية (صوتية) تولدت من إطلاق المكوك الفضائي «كولومبيا» أثناء تحليقه فوق لوس أنجلوس في رحلة عودته (الناجحة) إلى قاعدة إدواردز الجوية. وفي 11 سبتمبر 2001، سجل خبراء الزلازل اصطدام الطائرتين المخطوفتين ببرجي مركز التجارة العالمي وما تلاه من انهيار للبرجين.
الاكثر قراءة في الفيزياء العامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة