تأملات قرآنية
مصطلحات قرآنية
هل تعلم
علوم القرآن
أسباب النزول
التفسير والمفسرون
التفسير
مفهوم التفسير
التفسير الموضوعي
التأويل
مناهج التفسير
منهج تفسير القرآن بالقرآن
منهج التفسير الفقهي
منهج التفسير الأثري أو الروائي
منهج التفسير الإجتهادي
منهج التفسير الأدبي
منهج التفسير اللغوي
منهج التفسير العرفاني
منهج التفسير بالرأي
منهج التفسير العلمي
مواضيع عامة في المناهج
التفاسير وتراجم مفسريها
التفاسير
تراجم المفسرين
القراء والقراءات
القرآء
رأي المفسرين في القراءات
تحليل النص القرآني
أحكام التلاوة
تاريخ القرآن
جمع وتدوين القرآن
التحريف ونفيه عن القرآن
نزول القرآن
الناسخ والمنسوخ
المحكم والمتشابه
المكي والمدني
الأمثال في القرآن
فضائل السور
مواضيع عامة في علوم القرآن
فضائل اهل البيت القرآنية
الشفاء في القرآن
رسم وحركات القرآن
القسم في القرآن
اشباه ونظائر
آداب قراءة القرآن
الإعجاز القرآني
الوحي القرآني
الصرفة وموضوعاتها
الإعجاز الغيبي
الإعجاز العلمي والطبيعي
الإعجاز البلاغي والبياني
الإعجاز العددي
مواضيع إعجازية عامة
قصص قرآنية
قصص الأنبياء
قصة النبي ابراهيم وقومه
قصة النبي إدريس وقومه
قصة النبي اسماعيل
قصة النبي ذو الكفل
قصة النبي لوط وقومه
قصة النبي موسى وهارون وقومهم
قصة النبي داوود وقومه
قصة النبي زكريا وابنه يحيى
قصة النبي شعيب وقومه
قصة النبي سليمان وقومه
قصة النبي صالح وقومه
قصة النبي نوح وقومه
قصة النبي هود وقومه
قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف
قصة النبي يونس وقومه
قصة النبي إلياس واليسع
قصة ذي القرنين وقصص أخرى
قصة نبي الله آدم
قصة نبي الله عيسى وقومه
قصة النبي أيوب وقومه
قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله
سيرة النبي والائمة
سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام
سيرة الامام علي ـ عليه السلام
سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله
مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة
حضارات
مقالات عامة من التاريخ الإسلامي
العصر الجاهلي قبل الإسلام
اليهود
مواضيع عامة في القصص القرآنية
العقائد في القرآن
أصول
التوحيد
النبوة
العدل
الامامة
المعاد
سؤال وجواب
شبهات وردود
فرق واديان ومذاهب
الشفاعة والتوسل
مقالات عقائدية عامة
قضايا أخلاقية في القرآن الكريم
قضايا إجتماعية في القرآن الكريم
مقالات قرآنية
التفسير الجامع
حرف الألف
سورة آل عمران
سورة الأنعام
سورة الأعراف
سورة الأنفال
سورة إبراهيم
سورة الإسراء
سورة الأنبياء
سورة الأحزاب
سورة الأحقاف
سورة الإنسان
سورة الانفطار
سورة الإنشقاق
سورة الأعلى
سورة الإخلاص
حرف الباء
سورة البقرة
سورة البروج
سورة البلد
سورة البينة
حرف التاء
سورة التوبة
سورة التغابن
سورة التحريم
سورة التكوير
سورة التين
سورة التكاثر
حرف الجيم
سورة الجاثية
سورة الجمعة
سورة الجن
حرف الحاء
سورة الحجر
سورة الحج
سورة الحديد
سورة الحشر
سورة الحاقة
الحجرات
حرف الدال
سورة الدخان
حرف الذال
سورة الذاريات
حرف الراء
سورة الرعد
سورة الروم
سورة الرحمن
حرف الزاي
سورة الزمر
سورة الزخرف
سورة الزلزلة
حرف السين
سورة السجدة
سورة سبأ
حرف الشين
سورة الشعراء
سورة الشورى
سورة الشمس
سورة الشرح
حرف الصاد
سورة الصافات
سورة ص
سورة الصف
حرف الضاد
سورة الضحى
حرف الطاء
سورة طه
سورة الطور
سورة الطلاق
سورة الطارق
حرف العين
سورة العنكبوت
سورة عبس
سورة العلق
سورة العاديات
سورة العصر
حرف الغين
سورة غافر
سورة الغاشية
حرف الفاء
سورة الفاتحة
سورة الفرقان
سورة فاطر
سورة فصلت
سورة الفتح
سورة الفجر
سورة الفيل
سورة الفلق
حرف القاف
سورة القصص
سورة ق
سورة القمر
سورة القلم
سورة القيامة
سورة القدر
سورة القارعة
سورة قريش
حرف الكاف
سورة الكهف
سورة الكوثر
سورة الكافرون
حرف اللام
سورة لقمان
سورة الليل
حرف الميم
سورة المائدة
سورة مريم
سورة المؤمنين
سورة محمد
سورة المجادلة
سورة الممتحنة
سورة المنافقين
سورة المُلك
سورة المعارج
سورة المزمل
سورة المدثر
سورة المرسلات
سورة المطففين
سورة الماعون
سورة المسد
حرف النون
سورة النساء
سورة النحل
سورة النور
سورة النمل
سورة النجم
سورة نوح
سورة النبأ
سورة النازعات
سورة النصر
سورة الناس
حرف الهاء
سورة هود
سورة الهمزة
حرف الواو
سورة الواقعة
حرف الياء
سورة يونس
سورة يوسف
سورة يس
آيات الأحكام
العبادات
المعاملات
هل لمعرفة سبب النزول من فائدة؟
المؤلف:
الدكتور عبد الرسول الغفار
المصدر:
الميسر في علوم القرآن
الجزء والصفحة:
ص163 -170
2025-07-07
19
قيل إنه لا فائدة من ورائه وأنه يجري مجرى التاريخ وهذا بلا شك قول واه ينبئ عن عدم فهم وسذاجة في الذهن. وقد أشرنا إلى بعض فوائد هذا العلم وتذكر هنا البعض الآخر كما صرح الزركشي في البرهان والسيوطي في الاتقان:
أولا: معرفة وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم.
ثانيا: تخصيص الحكم عند من يرى أن العبرة بخصوص السبب.
ثالثا: الوقوف على المعنى قال القشيري: بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني الكتاب العزيز وهو أمر تحصل للصحابة بقرائن تحتف بالقضايا.
رابعا: معرفة ما قد يكون اللفظ عاما ويقوم الدليل على التخصيص فإن محل السبب لا يجوز إخراجه بالاجتهاد والإجماع.
خامسا: دفع توهم الحصر قال الشافعي في معنى قوله تعالى: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا} [الأنعام: 145].
أن الكفار لما حرموا ما أحل الله وأحلوا ما حرم الله وكانوا على المضادة والمحادة جاءت الآية مناقضة لغرضهم فكأنه قال: لا حلال إلا ما حرمتموه ولا حرام إلا ما حللتموه من الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به ولم يقصد حل ما وراءه إذ القصد إثبات التحريم لا إثبات الحل.
سادسا: لمعرفة سبب النزول إزالة الإشكال نقل الزركشي عن صحيح البخاري بسنده عن مروان بن الحكم أنه بعث إلى ابن عباس يسأله: لئن كان كل أمرئ فرح بما أوتي وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذبا لتعذبن أجمعون فقال ابن عباس هذه الآية نزلت في أهل الكتاب ثم تلا: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران: 187] إلى قوله: { لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا } [آل عمران: 188] قال ابن عباس سألهم النبي (صلى الله عليه واله وسلم) عن شيء فكتموه وأخبروه بغيره أوتوا من كتمانهم ما سألهم عنه. فخرجوا وقد أروه أن قد أخبروه بما سألهم فاستحمدوا بذلك إليه وفرحوا بما أسباب النزول لآيات من الذكر الحكيم
أ- ومما نزل في سبب خاص في حادثة قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} [البقرة: 207]
روى السدي عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب حين هرب النبي (صلى الله عليه واله وسلم) عن المشركين إلى الغار ونام علي (عليه السلام) على فراش النبي (صلى الله عليه واله وسلم) ونزلت الآية بين مكة والمدنية وروى أنه لما نام علي على فراشه قام جبرائيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه ينادي بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة.
وقيل أنها نزلت في أبي ذر وصهيب بن سنان عن سعيد بن المسيب قال أقبل صهيب مهاجرا نحو رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فاتبعه نفر من قريش من المشركين فنزل عن راحلته ونثر ما في كنانته وأخذ قوسه ثم قال يا معشر قريش لقد علمتم أني من أرماكم رجلا وأيم الله لا تصلون إلي حتى أرمي بما في كنانتي ثم اضرب بسيفي ما بقى منه شيء ثم افعلوا ما شئتم قالوا: دلنا على بيتك ومالك بمكة ونخلي عنك وعاهدوه إن دلهم أن يدعوه ففعل فلما قدم على النبي (صلى الله عليه واله وسلم) قال: أبا يحيى ربح البيع ربح البيع وأنزل الله ومن الناس من يشري نفسه . . .
ومن ذلك: ب - قوله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} [آل عمران: 100] نزلت في الأوس والخزرج على أثر حادثة، عن زيد بن أسلم قال من شاس بن قيس اليهودي وكان شيخاً قد غبر في الجاهلية عظيم الكفر شديد الضغن على المسلمين شديد الحسد لهم، فمر على نفر من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) من الأوس والخزرج في مجلس جمعهم يتحدثون فيه، فغاظه ما رأى من جماعتهم وألفتهم وصلاح ذات بينهم في الإسلام بعد الذي كان بينهم في الجاهلية من العداوة فقال قد اجتمع ملا بني قيلة بهذه البلاد، لا والله مالنا معهم إذا اجتمعوا بها من قرار فأمر شابا من اليهود كان معه فقال: أعمد إليهم فاجلس معهم ثم ذكرهم (بعاث) وما كان فيه وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار وكان (بعاث) يوما اقتتلت فيه الأوس والخزرج. وكان الظفر فيه للأوس على الخزرج ففعل فتكلم القوم عند ذلك فان عنا وتفاخروا حتى توائب رجلان من الحنين أوس بن قيظي أحد بني حارثة من الأوس وجابر بن صخر أحد بني سلمة من الخزرج فتقولا وقال أحلام الصاحبية إن شئت رددتها جذعا وغضب الفريقان جميعا وقالا ارجعا السلاح السلاح موعدكم الظاهرة وهي حزة فخرجوا إليها فانضمت الأوس والخزرج بعضها الى بعض على دعواهم التي كانوا عليها في الجاهلية فبلغ ذلك رسول الله فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين حتى جاءهم فقال: يا معشر المسلمين أتدعون الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن أكرمكم الله بالإسلام وقطع به عنكم أمر الجاهلية وألف بينكم فترجعون الى ما كنتم عليه كفارا الله الله فعرف القوم أنها نزعة من الشيطان وكيد من عدوهم فألقوا السلاح من أيديهم وبكوا وعانق بعضهم بعضا ثم انصرفوا مع رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) سامعين مطيعين فأنزل الله {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} [آل عمران: 100]
ج- ومن الأسباب الخاصة- في نزول آيات من القرآن – ما كان يسبقه سؤال ففي قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [البقرة: 215] الآية. نزلت في عرو بن الجموح الأنصاري وكان شيخا كبيرا ذا مال كثير فقال يا رسول الله بماذا أتصدق وعلى من أتصدق فأنزل الله هذه الآية. د- ومن ذلك قوله تعالى: ومن ذلك قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} [البقرة: 219] نزلت في عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل ونفر من الأنصار أتوا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فقالوا: أفتنا في الخمر والميسر فإنها مذهبة للعقل مسلبة للمال فأنزل الله تعالى الآية...
هـ - ومن ذلك قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا} [الكهف: 83] قال قتادة: إن اليهود سألوا نبي الله (صلى الله عليه واله وسلم) عن ذي القرنين فأنزل الله تعالى هذه الآية. كان ذو القرنين نبيا أرسل الى أناس وقيل كان ملكا ونبيا وقيل كان عبدا صالحا فالذين سألوا النبي إنما سألوا عن (شخص) قد مضى عليه زمن بعيد جدا. و- ومن ذلك قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء: 85] سؤال عن أمر غيبي سأله بعض اليهود من النبي عن علقمة عن عبد الله قال: إني مع النبي (صلى الله عليه واله وسلم) في حرث بالمدينة وهو متكىء على عسیب فمر بنا ناس من اليهود فقالوا: سلوه عن الروح فقال بعضهم لا تسألوه يستقبلكم بما تكرهون فأتاه نفر منهم فقالوا: يا أبا القاسم ما تقول في الروح؟ فسكت ثم ماج فأمسكت بيدي على جبهته فعرفت أنه ينزل عليه فأنزل الله عليه ويسئلونك عن الروح ... الخ الآية.
ز - من ذلك سؤالهم عن أمر غيبي مستقبلى قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي} [الأعراف: 187] الآية قيل جاء قوم من اليهود فقالوا يا محمد أخبرنا عن الساعة متى هي إن كنت نبيا فنزلت. الآية عن ابن عباس. وعن قتادة والحسن أن الذي سأله قريش قالت يا محمد متى الساعة فنزلت الآية.
ح - من الموارد التي كانت سببا لنزول القرآن - آيات منه - هو الإشارة إلى شخص بعينه أو أشخاص سواء كان المنزل فيه من أهل الكفر أو من أهل الإيمان فعلى سبيل المثال ما نزل في أهل الكفر الآية الكريمة: {زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [البقرة: 212]. نزلت في أبي جهل وغيره من رؤساء قريش لما آثروا الحياة الدنيا وزينتها وما فيها من الشهوات وحب النساء والأموال وكانوا يسخرون من المؤمنين ثم كانوا يقولون لو كان محمدا نبيا لاتبعه أشرافنا هذا عن ابن عباس. وعن مقاتل قال نزلت في عبد الله بن أبي وأصحابه يسخرون من ضعفاء المؤمنين. وقول ثالث إنها نزلت في رؤساء اليهود من بني قريظة والنضير وقينقاع سخروا من فقراء المهاجرين.
ط - ومن ذلك قوله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا} [البقرة: 109] عن ابن عباس أنها نزلت في حيي بن أخطب وأخيه أبى ياسر بن اخطب وقد دخلا على النبي (صلى الله عليه واله وسلم) حين قدم المدينة فلما خرجا قبل لحيي أهو النبي قال هو هو فقيل فما له عندك قال العداوة إلى الموت وهو الذي نقض العهد وأثار الحرب يوم الأحزاب.
وعن الزهرى قال أن كعب بن الأشرف اليهودى كان شاعرا وكان يهجو النبي(صلى الله عليه واله وسلم) ويحرض عليه كفار قريش في شعره وكان المشركون واليهود في المدينة حين قدمها رسول الله يؤذون النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وأصحابه أشد الأذى فأمر الله تعالى نبيه بالصبر على ذلك والعفو عنهم وفيهم أنزلت الآية {وَدَّ كَثِيرٌ} [البقرة: 109]
ي - ومن ذلك قوله تعالى: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ} [آل عمران: 86] إلى قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 89] قيل نزلت الآيات في رجل من الأنصار يقال له حارث بن سويد بن الصامت وكان قتل المحذر بن زياد البلوي غدرا وهرب وارتد عن الإسلام ولحق بمكة ثم ندم فأرسل إلى قومه أن يسألوا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) هل لي من توبة فسألوا فنزلت الآية إلى قوله: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا} [آل عمران: 89]. . . فحملها إليه رجل من قومه فقال إني لأعلم أنك لصدوق ورسول الله أصدق منك وإن الله أصدق الثلاثة ورجع إلى المدينة وتاب وحسن إسلامه هذا عن مجاهد والسدي وهو المروي عن أبي عبد الله (عليه السلام).
ك - وما نزل في شخص بعينه من أهل الإيمان قوله تعالى: {وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [البقرة: 221]. نزلت في مرثد بن أبي مرثد الغنوي بعثه رسول الله إلى مكة ليخرج منها ناسا من المسلمين بها أسراء فلما قدمها سمعت به امراة يقال لها (عناق). وكانت خليلة له في الجاهلية فلما أسلم أعرض عنها فأتته فقالت: ويحك يا مرثد ألا تحلو فقال لها: إن الإسلام قد حال بيني وبينك وحرمه علينا، ولكن إن شئت تزوجتك إذا رجعت إلى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) استأذنه في ذلك ثم تزوجتك، فقالت له: أنت تتبرم ثم استغاثت عليه فضربوه ضربا شديدا ثم خلوا سبيله، فلما قضى حاجته بمكة انصرف إلى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) راجعا وأعلمه الذي كان من أمره وأمر (عناق) وما لقى في سببها فقال يا رسول الله أتحل أن أتزوجها فأنزل الله ينهاه عن ذلك قوله: {وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ} [البقرة: 221]
ذكرنا في صفحة 160 الفرع الأول من القسم الثاني من أسباب النزول وهنا نذكر:
2 - من موارد نزول آي من القرآن هو بيان حكم شرعي من ذلك قوله تعالى:
أ - {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا} [النساء: 11] روى محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أنه قال مرضت فعادني رسول الله وأبو بكر وهما يمشيان فأغمي علي فدعا بماء فتوضأ ثم صبه علي فأفقت فقلت يا رسول الله كيف أصنع في مالي فسكت رسول الله فنزلت آية المواريث في. وقيل نزلت في عبد الرحمن أخي حسان الشاعر وذلك أنه مات وترك امرأة وخمسة أخوان فجاءت الورثة فأخذوا ماله ولم يعطوا امرأته شيئا فشكت ذلك إلى رسول الله فأنزل الله آية المواريث ...
ب - وفي ذلك قوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} [النساء: 34]. قال مقاتل نزلت الآية في سعيد بن الربيع بن عمرو كان من النقباء وفي امرأته حبيبة بنت زيد بن أبي زهير وهما من الأنصار وذلك أنها نشزت عليه فانطلق أبوها معها إلى النبي فقال أفرشته كريمتي فلطمها فقال النبي لتقتص من أبيها لتقتص منه فقال النبي ارجعوا فهذا جبرائيل أتاني وأنزل الله هذه الآية: فقال النبي (صلى الله عليه واله وسلم) أردنا أمرا وأراد الله أمرا والذي أراد الله زوجها فانصرفت مع خير ورفع القصاص.
3- ومن موارد النزول وسببه ما يرتبط بالآداب والأخلاق والسنن بمعنى آخر النزول لأسباب تعليمية من ذلك قوله تعالى: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الكهف: 23-24] أنه نهي من الله لنبيه (صلى الله عليه واله وسلم) وأن يقول إني أفعل شيئا في الغد إلا أن يقيد ذلك بمشيئة الله تعالى فيقول إن شاء الله.
قال الأخفش وفيه إضمار القول وتقديره إلا أن تقول إن شاء الله ولما حذف (تقول) نقل إن شاء الله إلى لفظ الاستقبال فيكون هذا تأديبا من الله للعباد وتعليما لهم إن يعلقوا ما يخبرون به بهذه اللفظة حتى يخرج عن حد القطع فلا يلزمهم كذب أو حنث إذا لم يفعلوا ذلك لمانع. هذه جملة من أسباب نزول آي من القرآن الحكيم فهي تنزيل في موارد خاصة ولكن قد يراد بها العموم.
الاكثر قراءة في أسباب النزول
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
