الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
فيما هو محرّم من الافعال والصفات
المؤلف:
الشيخ عبد الله المامقاني
المصدر:
مرآة الكمال
الجزء والصفحة:
ج2/ ص388-539
2025-06-24
34
وانما خرجنا في هذا المقام عن وضع الكتاب - وهو القصر على الآداب دون الواجبات والمحرّمات - نظرا إلى أهميّة معرفتها، وعدم تعرّضهم غالبا في المتون والرسائل العمليّة لبيان مفسادها ومضارّها، ونحن نقتصر على بيان تلك المفاسد، ونحيل الفروع إلى مناهج المتقين.
فمن تلك المحرمات: ابداع البدعة[1]:
فانّه من اشدّ المحرّمات، وقد ورد ان كلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة سبيلها إلى النّار[2]. وانّ أدنى الشرك والنصب ان يبتدع الرجل رأيا فيحبّ عليه ويبغض عليه[3]. وانّ من مشى إلى صاحب بدعة فوقّره فقد سعى في هدم الاسلام[4]. وان من تبسّم في وجه مبتدع فقد أعان على هدم الاسلام[5]. وان من ضحك في وجه عدوّ لأهل البيت عليهم السّلام من النواصب والمعتزلة والخوارج والقدرية ومخالف مذهب الإمامية ومن سواهم لا يقبل اللّه منه طاعة أربعين سنة[6]. نعم يستثنى من ذلك ما إذا كان ذلك للتقيّة، فإنه جائز، بل واجب بقدر رفع الضرورة، وزوال التقيّة[7]. وعن النّبي صلّى اللّه عليه وآله أنّه قال: إذا رأيتم أهل [ الرّيب و ] البدع من بعدي فاظهروا البراءة منهم، وأكثروا من سبّهم والقول فيهم والوقيعة، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الاسلام ويحذرهم الناس، ولا يتعلّمون من بدعهم، يكتب اللّه لكم بذلك الحسنات، ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة[8]. وعن الرضا عليه السّلام: انّ من ذكر عنده الصوفيّة ولم ينكرهم بلسانه وقلبه فليس منّا، ومن أنكرهم فكأنّما جاهد الكفّار بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله[9].
ومنها: اتباع هوى النفس الامارة بالسوء:
فانّه رأس الذنوب ورئيسها، ومفتاح الخطايا وقائدها، ومصباح الشرور وشبكتها، ولذا جعله أمير المؤمنين عليه السّلام أحد شيئين هما أخوف ما يخافه علينا، معلّلا بانّه يصدّ عن الحقّ[10]. وقال عليه السّلام: احذروا أهواءكم كما تحذرون أعداءكم، فليس شيء اعدى للرجال من اتّباع أهوائهم، وحصائد ألسنتهم[11].
ومنها: الاحتكار:
وهو جمع الطعام وحبسه تربصا به الغلاء أو زيادة الثمن، وهو محرّم بشروطه التي ذكرناها في مناهج المتقين، وقد ورد انّ المحتكر ملعون[12]. وعن النبي صلّى اللّه عليه وآله عن جبرئيل عليه السّلام قال: اطلعت في النار فرأيت وادي في جهنّم يغلي فقلت: يا مالك لمن هذا؟ فقال: لثلاثة: المحتكرين، والمدمنين الخمر، والقوّادين[13].
ومنها: احصاء عثرات المؤمن وعوراته:
لأجل تعييره بها، لما ورد من انّه أبعد ما يكون العبد من اللّه، وأقرب ما يكون من الكفر، ان يواخي الرجل الرجل على الدين فيحصي عليه عثراته وزلّاته ليعيّره بها يوما[14].
ومنها: إخافة المؤمن:
ولو بالنظر، لما ورد عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من انّ من نظر إلى مؤمن نظرة ليخيفه بها أخافه اللّه عزّ وجلّ يوم لا ظل الّا ظلّه[15]. وعن الصادق عليه السّلام من انّ: من روّع مؤمنا بسلطان ليصيبه منه مكروه فلم يصبه فهو في النّار، ومن روّع مؤمنا بسلطان ليصيبه منه مكروه فأصابه فهو مع فرعون وآل فرعون [ في النار ][16].
ومقتضى القاعدة كونها من الكبائر للتوعيد عليها بالنّار، ولكنّهم لم يعدّوها منها.
ومنها: اختتال الدّنيا بالدين:
فانّه قد عدّ من المحرّمات، لما ورد عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من:
انّ اللّه عزّ وجلّ يقول: ويل للذّين يختلون الدّنيا بالدّين[17]. وانّ من عرضت له دنيا وآخرة فاختار الدّنيا وترك الآخرة لقى اللّه [ تعالى ] وليست له حسنة يتّقي بها النّار، ومن أخذ الآخرة وترك الدنيا لقى اللّه يوم القيامة وهو راض عنه[18].
ومنها: إذاعة سرّ المؤمن:
لما ورد من حرمة المؤمن على المؤمن. وتفسيرها بإذاعة سرّه[19]. وانّ من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه، وهدم مروّته، ليسقط من أعين الناس، أخرجه اللّه تعالى من ولايته إلى ولاية الشيطان، فلا يقبله الشيطان[20]. وانّ من أذاع الفاحشة كان كمبتديها[21]. ولذا ورد الأمر بتكذيب من يذيع سرّ المؤمن[22].
ومنها: إذاعة الحق مع الخوف به:
لما ورد عن الصادق عليه السّلام من انّ: من استفتح نهاره بإذاعة سرّنا سلّط اللّه عليه حرّ الحديد وضيق المحابس[23]. وقال عليه السّلام: انّ اللّه عزّ وجلّ عيّر قوما بالإذاعة في قوله عزّ وجلّ وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ[24] فإيّاكم والإذاعة[25]. وقال عليه السّلام في قول اللّه عزّ وجلّ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ[26] اما واللّه ما قتلوهم بأسيافهم، ولكن أذاعوا عليهم، وأفشوا سرّهم، فقتلوا[27]. وقال عليه السّلام: ان من أمرنا مستور مقنع بالميثاق، فمن هتك علينا أذلّه اللّه[28]. وقال عليه السّلام: مذيع السرّ شاك، وقائله عند غير أهله كافر[29]. وقال عليه السّلام: من أذاع علينا حديثنا فهو بمنزلة من جحدنا حقّنا[30]. وقال عليه السّلام: من أذاع علينا حديثنا سلبه اللّه الإيمان[31]. وورد انّ المذيع لما أراد اللّه ستره مارق من الدين[32].
وانّ المذيع علينا أمرنا أشدّ علينا مؤنة من عدوّنا[33]. وقال عليه السّلام: إنّكم على دين من كتمه اعزّه اللّه، ومن أذاعه أذلّه اللّه[34]. وقال عليه السّلام:
امّا ما حدثت به أصحابك فلا بأس، إنّما الإذاعة أن تحدّث به غير أصحابك[35].
وقال عليه السّلام لمعلّى بن خنيس: انّه من كتم الصعب من حديثنا جعله اللّه نورا بين عينيه ورفعه، ورزقه اللّه العزّة في النّاس، ومن أذاع الصعب من حديثنا لم يمت حتّى يعضّه السلاح أو يموت متحيرا[36]. وقال عليه السّلام: ما الشاتم لنا عرضا، والناصب لنا حربا، بأشدّ مؤونة من المذيع علينا حديثنا عند من لا يحتمله[37]، فمن أذاع سرّنا إلى غير أهله لم يفارق الدنيا حتّى يعضّه السلاح أو يموت بخبل[38]. وانّ من أذاع حديثنا فانّه قتلنا قتل عمد لا قتل خطأ[39].
ومنها: إذلال المؤمن واحتقاره:
لما ورد من قول اللّه عزّ وجلّ: ليأذن بحرب منّي من أذلّ عبدي المؤمن، وليأمن من غضبي من أكرم عبدي المؤمن[40]. وانّ من أذلّ لي وليّا فقد أرصدني بالمحاربة، ومن حاربني حاربته - بعد تفسير ولّي اللّه بمن أخذ اللّه ميثاقه لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ولأمير المؤمنين عليه السّلام ولذّريتهما عليهم السّلام بالولاية[41] -. وورد انّ من استّذل مؤمنا واحتقره لقلّة ذات يده ولفقره، شهّره اللّه يوم القيامة على رؤوس الخلائق[42]. وانّ من حقّر مؤمنا مسكينا أو غير مسكين لم يزل اللّه عزّ وجلّ حاقرا له، ماقتا، حتى يرجع من محقرته إيّاه[43]. وانّ من بغى على فقير، أو تطاول عليه، أو استحقره حشره اللّه يوم القيامة مثل الذرّة في صورة رجل حتّى يدخل النّار[44].
ومنها: إساءة الخلق المؤدّية إلى ترك التوبة:
لما ورد من انّه أبى اللّه لصاحب الخلق السّيء بالتوبة، لأنّه إذا تاب من ذنب وقع في ذنب أعظم منه[45]. وان سوء الخلق ليفسد الإيمان والعمل كما يفسد الخلّ العسل[46]. وان لكلّ ذنب توبة إلّا سوء الخلق، فإنّ صاحبه كلما خرج من ذنب دخل في ذنب اشّر منه[47]. وان سوء الخلق في النار لا محالة[48].. إلى غير ذلك ممّا تقدّم في القسم الأول بعد الحمل على سوء الخلق الموقع في الذنب أو المؤدّي إلى ترك التوبة.
ومنها: استحلال بيت اللّه الحرام:
عدّه النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من الكبائر، وورد في فضائل البيت ما لا يسعه هذا المختصر، وكفاك منها ما رواه أبو حمزة الثمالي قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام في المسجد الحرام: لأيّ شيء سمّاه اللّه العتيق؟ فقال عليه السّلام: ليس من بيت وضعه اللّه على وجه الأرض إلّا له ربّ وسكّان يسكنونه إلّا هذا البيت، وهو لا ربّ له إلّا اللّه عزّ وجلّ، وهو الحرم[49]. وروي انّه كانت مكّة في الجاهلية لا يظلم ولا يبغى فيها، ولا يستحلّ حرمتها ملك إلّا هلك مكانه، وكانت تسمّى: بكة لأنّها تبّك أعناق الباغين إذا بغوا فيها، وتسمّى بساسة، كانوا إذا ظلموا فيها بستهم وأهلكتهم، وتسمّى: أم رحم، كانوا إذا لزموها رحموا، فلما بغت جرهم واستحلّوا فيها بعث اللّه عليهم الرعاف والنمل وأفناهم[50].
ومنها: استخفاف الحج وتسويفه:
عدّه الصادق عليه السّلام والرضا عليه السّلام من الكبائر[51]، وورد ان من سّوف الحّج حّتى يموت بعثه اللّه يوم القيامة يهوديّا أو نصرانيّا[52]. وانّ من مات ولم يحجّ حجّة الاسلام ولم يمنعه من ذلك حاجة تجحف به، أو مرض لا يطيق فيه الحج، أو سلطان يمنعه فليمت يهوديّا أو نصرانيّا[53].
ومنها: الاستخفاف بالصّلاة، والتهاون بها:
لقول النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عند وفاته: ليس منّي من استّخف بصلاته، لا يرد عليّ الحوض، لا واللّه[54]. وقول أبي الحسن الأوّل عليه السّلام:
لا ينال شفاعتنا من استخفّ بالصلاة[55]. وورد النهي عن التهاون بالصلاة[56].
ومنها: الاستخفاف بالمؤمن:
لما ورد من انّ من استخفّ مؤمنا استخفّ بأهل البيت، وضيّع حرمة اللّه عزّ وجلّ[57]. وانّ من استخفّ بفقير [ مسلم ] فقد استخفّ بحقّ اللّه، واللّه يستخفّ به يوم القيامة، إلّا أن يتوب[58].
ومنها: الاستكبار عن العبادة والدعاء:
وهو من الكبائر، لقوله سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ. واستفاض انّ الدعاء أفضل العبادة، بل استفاض تفسير العبادة في الآية بالدعاء[59].
ومنها: الاستهزاء بالمؤمن:
فانّه من الكبائر، للتوعيد فيه بالعذاب، بقوله عزّ وجلّ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ * اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ الآية[60].
ومنها: اسخاط الخالق في مرضاة المخلوق:
حتّى الوالدين، فإنّه من الصفات المحرّمة الرذيلة، وايّ رذالة أعظم من ترك رضا اللّه المنعم بأنواع النعم، واختيار رضا المخلوقين وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ[61]؟ ! وقد ورد عنهم عليهم السّلام انّه: ما أعظم وزر من طلب رضا المخلوقين بسخط الخالق[62]. وانّ من طلب مرضاة الناس بما يسخط اللّه كان حامده من الناس ذامّا، ومن آثر طاعة اللّه عزّ وجلّ بغضب الناس ردّ اللّه ذامّه من الناس حامدا، وكفاه اللّه عداوة كل عدوّ، وحسد كلّ حاسد، وبغي كلّ باغ، وكان اللّه عزّ وجلّ له ناصرا وظهيرا[63]. وانّه لا دين لمن دان بطاعة المخلوق ومعصية الخالق[64]. وانّ من أرضى سلطانا جائرا بسخط اللّه خرج عن [ من ] دين اللّه[65]. وانّ من اتّقى اللّه يتقى، ومن أطاع اللّه يطاع، ومن أرضى الخالق لم يبال بسخط المخلوقين، ومن أسخط الخالق فقمن ان يسلطّ اللّه عليه سخط المخلوقين[66]. وانّ من اشترى مرضاة المخلوق بسخط الخالق فليتبّوأ مقعده من النار[67]. وانّ من طلب رضى اللّه بسخط الناس كفاه اللّه أمور الناس، ومن طلب رضا الناس بسخط اللّه وكله اللّه إلى النّاس[68].
ومنها: الاستماع إلى حديث اثنين يكرهان استماع الغير لحديثهما:
لما ورد من انّ المستمع إلى حديث قوم وهم له كارهون يعذّب يوم القيامة ويصّب في أذنه الأنك وهو الاسرب[69].
ومنها: استماع صوت الاجنبيّة:
إذا كان بريبة، فإنّه محرم مبصرا كان المستمع أو أعمى[70]، دون مجرّد السماع من غير ريبة، وفي حرمة الاستماع من غير ريبة قولان، أشبههما العدم، وان كان الاحتياط فيما عدا مورد الضرورة من استماعه صوتها لا ينبغي تركه[71]، وربّما قيل بالكراهة.
وقال العلامة ره[72]: ينبغي ان تجيب المخاطب لها أو قارع الباب بصوت غليظ ولا ترخّم صوتها[73].
ومنها: الاستمناء:
فإنّه محرّم، لما ورد من تعزيره بضرب يده حتى تحمر[74]، ولا يعقل التعزير من دون كونه حراما. وورد انّ الاستمناء من الفواحش[75]. بل جعل عليه السّلام المستمني أحد الثلاثة الذين لا يكلّمهم اللّه يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم[76]. ولازمه كونه من الكبائر. وروى محمد بن عيسى قال: سئل الصادق عليه السّلام عن الخضخضة، فقال: اثم عظيم، قد نهى اللّه عنه في كتابه، وفاعله كناكح نفسه، ولو علمت من يفعل[77] ما أكلت معه، فقال السائل: فبيّن لي يا بن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من كتاب اللّه فيه؟ فقال عليه السّلام: قول اللّه عزّ وجلّ: فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ[78] وهو ممّا وراء ذلك، فقال الرجل: أيّما أعظم الزنا أو هي؟ فقال: هو ذنب عظيم، ثم قال للقائل[79] بعض الذنب أهون من بعض، والذنوب كلّها عظيمة عند اللّه، لأنّها معاصي. وان اللّه لا يحبّ من العباد العصيان. وقد نهانا اللّه عن ذلك، لأنّها من عمل الشيطان. وقد قال تعالى إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ[80]-[81].
ومنها: الإسراف:
لقوله جل ذكره في سورة الأنعام وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشابِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ[82]، وقوله عزّ من قائل في سورة الأعراف يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ[83]، وقوله تبارك وتعالى في سورة المؤمن إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ[84]، وقوله تعالى بعده بيسير كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتابٌ[85].
وقد عدّه مولانا الرضا عليه السّلام في صحيح الفضل بن شاذان من كبائر الذنوب، وكذا مولانا الصادق عليه السّلام[86]. وورد ان مع الإسراف قلة البركة[87]. وانّ السرف امر يبغضه اللّه[88]. وانّ الإسراف سبب الفقر[89]. وانّ اللّه إذا أراد بعبد خيرا ألهمه الاقتصاد وحسن التدبير، وجنّبه سوء التدبير والإسراف[90]. وان من أشرف الشرف الكفّ عن التبذير والسرف[91]. وورد انّه ليس فيما أصلح البدن إسراف، انّما الإسراف فيما أفسد المال وأضرّ بالبدن[92].
وانّ للمسرف ثلاث علامات: يأكل ما ليس له، ويلبس ما ليس له، ويشترى ما ليس له[93]. وانّ كلّ ما زاد على الاقتصاد إسراف، وما فوق الكفاف إسراف[94].
ومنها: إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا:
وهي من الكبائر، للتوعيد عليها بالعذاب في قوله عزّ من قائل إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ[95].
ومنها: الاشتغال بالملاهي التّي تصدّ عن ذكر اللّه سبحانه:
عدّه مولانا الرضا عليه السّلام من الكبائر[96]، وقد ورد انّ الملائكة لا تدخل بيتا فيه خمر، أو دف، أو طنبور، أو نرد، ولا يستجاب لهم دعاؤهم، وترفع عنهم البركة[97]. وانّ ضرب العيدان واستماع اللعب ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الخضرة.
ومنها: الإشراك باللّه:
عدّه النّبي صلّى اللّه عليه وآله وأمير المؤمنين والصادق والكاظم والرضا والجواد عليهم أفضل السّلام من الكبائر[98]، بل قال الصادق عليه السّلام: انّه أكبر الكبائر[99]، لقوله سبحانه إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ[100] وقوله جلّ ذكره وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيداً[101] وقوله تبارك وتعالى: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْواهُ النَّارُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ[102]، وقال سبحانه: وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً[103]، وقال جلّ شأنه: وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ[104].
ومنها: الإصرار على الذنوب:
فانّه من الكبائر إجماعا ونصّا، فقد نصّ على كونه من الكبائر مولانا الصادق[105] والرضا عليهما السّلام[106]، وورد انّ أعظم الذنوب ذنب اصرّ عليه صاحبه[107]. وانّ الإصرار أعظم حوبة. وانّه يجلب النقمة. وقال عليه السّلام:
إيّاك والإصرار، فإنّه من أكبر الكبائر وأعظم الجرائم[108]. وانّه لا يقبل اللّه شيئا من طاعته على الإصرار على شيء من معاصيه[109]. وانّه من علامات الشقاء[110]، وانّه لا صغيرة مع الإصرار[111]، وفسّر مولانا الباقر عليه السّلام الإصرار بأن يذنب الذنب فلا يستغفر اللّه ولا يحدّث نفسه بالتوبة، فذلك الإصرار[112].
ومنها: إضاعة الصلاة:
لقوله سبحانه فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ[113] بضميمة تفسيره بالتضييع[114]. وورد انّه لا يزال الشيطان ذعرا من المؤمن ما حافظ على الصلوات الخمس لوقتهن، فإذا ضيّعهن تجرى عليه فأدخله في العظائم[115]. وان من ضيّع صلاته حشر مع قارون وهامان، وكان حقّا على اللّه ان يدخله النّار مع المنافقين[116].
ومنها: الإضلال عن سبيل اللّه جلّ ذكره:
وهي من الكبائر، للتوعيد عليها بالنّار بقوله عزّ شأنه: ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ[117] وقوله جلّ شأنه إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ[118].
ومنها: إضمار السوء للمؤمن:
لما ورد من انّه لا يقبل اللّه من مؤمن عملا وهو مضمر على أخيه المؤمن سوء[119].
ومنها: الإعراض عن ذكر اللّه تعالى:
وهو من الكبائر، للتصريح فيه بالعذاب في قوله جلّ شأنه: وَقَدْ آتَيْناكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً * مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً * خالِدِينَ فِيهِ وَساءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ حِمْلًا[120].
ومنها: إعلام الكفار بما يوجب غلبتهم على المسلمين:
وهو من الكبائر، لكونه أشدّ من الفرار من الزحف الذي يأتي أنّه من الكبائر[121].
ومنها: اغتياب المؤمن:
بذكره فيه بما يكره ذكره ممّا هو مستور عليه، المنهيّ عنه في الكتاب المجيد بقوله تعالى وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ[122]. وورد انّ الغيبة أسرع إلى دين الرجل المسلم من الاكلة في جوفه[123]. وانّ الجنّة محرّمة على المغتاب[124]. وانّ الغيبة ادام كلاب النار[125].
وانّها اشدّ من الزنا[126]. وانّ الرجل يزني فيتوب إلى اللّه فيتوب اللّه عليه، والغيبة لا تغفر حتى يغفرها صاحبها[127]، وورد ان من اغتاب امرأ مسلما بطل صومه، ونقض وضوؤه، وجاء يوم القيامة يفوح من فيه رائحة أنتن من الجيفة يتأذّى بها أهل الموقف. وان من مات قبل ان يتوب مات مستحلا لما حرّم اللّه عزّ وجلّ[128].
وأنّه كذب من زعم أنه ولد من حلال وهو يأكل لحوم الناس بالغيبة[129]. وانّ المغتاب في النّار خالدا فيها وبئس المصير[130]. وحينئذ فهو من الكبائر. ويحرم استماع الغيبة، ويجب ردّها. وقد ورد انّ من تطول على أخيه المؤمن في غيبة سمعها فيه في مجلس فردها عنه ردّ اللّه عنه ألف باب من الشرّ في الدنيا والآخرة، فان هو لم يردّها وهو قادر على ردّها كان عليه كوزر من اغتابه سبعين مرّة[131].
وان من اغتيب عنده أخوه المسلم فاستطاع نصره فلم ينصره خذله اللّه في الدنيا والآخرة[132]، ومن لم ينصره ولم يعنه ولم يدفع عنه وهو يقدر على نصرته وعونه خفضه [ حقّره ] اللّه في الدّنيا والآخرة[133]. وانّ من ردّ عن عرض أخيه كان له حجابا من النار[134]. ويطلب مستثنيات الغيبة من مناهج المتقين[135].
ومنها: أكل مال اليتيم ظلما:
عدّه النبي صلّى اللّه عليه وآله[136]، وأمير المؤمنين[137] والصادق[138]، والكاظم[139]، والرضا[140]، والجواد[141] عليهم السّلام من الكبائر، وقد توعّد اللّه عليه بالنّار بقوله عزّ من قائل إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً[142]. وورد ان شرّ المأكل أكل مال اليتيم ظلما[143]. وانّه إذا أكل الإنسان مال اليتيم ظلما فقد أعان على قتله، إذ اليتيم غير مستغن، ولا محتمل لنفسه، ولا قائم بشأنه، ولا له من يقوم عليه ويكفيه كقيام والديه، فإذا أكل ماله فكأنه قتله وصيّره إلى الفقر والفاقة، مع ما حرم اللّه عليه وجعل له من العقوبة في قوله عزّ وجلّ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيداً[144]-[145] يعني ليخش ان أخلفه في ذريّته كما صنع بهؤلاء اليتامى.
وورد ان آكل مال اليتيم [ ظلما ] سيدركه [ وبال ] ذلك في عقبه من بعده في الدنيا، ويلحقه وبال ذلك في الآخرة[146]. وورد عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم انّه قال: لمّا أسري بي إلى السماء رأيت قوما يقذف في أجوافهم النار وتخرج من أدبارهم، فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما[147].
وورد انّ من عال يتيما حتى ينقطع يتمه أو يستغني بنفسه أوجب اللّه عزّ وجلّ له الجنّة كما أوجب النار لمن أكل مال اليتيم[148].
ومنها: أكل مال الغير بغير إذنه:
وأكل المال بالباطل، للنواهي الأكيدة عن ذلك في الكتاب والسنّة[149].
ومنها: أكل الرّبا:
عدّه النّبي صلّى اللّه عليه وآله[150] وأمير المؤمنين عليه السّلام[151] والصادق[152] والكاظم[153] والجواد[154] سلام اللّه عليهم من الكبائر، وقد ورد انّ درهما ربا عند اللّه أشد من سبعين زنية كلّها بذات محرم[155]. وانّ الربا سبعون جزء أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمّه في بيت اللّه الحرام[156]. وان من أكل الربا ملأ اللّه بطنه نار جهنم بقدر ما أكل، وإن اكتسب مالا منه لم يقبل اللّه منه شيئا [ من عمله ]، ولم يزل في لعنة اللّه والملائكة ما كان عنده منه قيراط واحد[157]. وانّه إذا أراد اللّه بقوم هلاكا ظهر فيهم الرّبا[158]. وانّ من لم يتب عمّا مضى من الربا سخط اللّه عليه، وكانت النّار أولى به وأحقّ[159].
ومنها: أكل الميتة والدم ولحم الخنزير:
وما أهلّ به لغير اللّه تعالى من غير ضرورة مسوّغة، نصّ الكتاب على تحريمه[160]، وعده الصادق[161] والرضا[162] عليهم السّلام من الكبائر، وقال الصادق عليه السّلام: انّ اللّه تبارك وتعالى لم يحرّم ذلك على عباده وأحلّ لهم ما سواه رغبة منه فيما حرم عليهم ولا رهبة فيما أحلّ لهم، ولكنه خلق الخلق فعلم ما تقوم به أبدانهم وما يصلحهم فأحله لهم وأباحه تفضّلا منه عليهم لمصلحتهم، وعلم ما يضرّهم فنهاهم عنه وحرّمه عليهم، ثم أباحه للمضطر وأحلّه له في الوقت الذي لا يقوم بدنه الّا به، فأمر [ ه ] أن ينال منه بقدر البلغة لا غير ذلك، ثم قال: اما الميتة فانّه لا يدنوا منها أحد [ ولا يأكل منها ] الّا ضعف بدنه، ونحل جسمه، وذهبت قوّته، وانقطع نسله، ولا يموت آكل الميتة إلّا فجأة.
وأمّا الدم فإنّه يورث أكله الماء الأصفر، ويبخّر الفم، وينتن الريح، ويسيء الخلق، ويورث الكلب[163]، والقسوة في القلب، وقلّة الرأفة والرحمة، حتّى لا يؤمن ان يقتل ولده ووالديه، ولا يؤمن على حميمه وعلى من يصحبه.
وامّا لحم الخنزير فانّ اللّه تبارك وتعالى مسخ قوما في صور شتّى شبه الخنزير والقرد، والدّب، وما كان من المسوخ[164] ثم نهى عن أكل مثله لكيلا ينتفع بها ولا يستخفّو بعقوبته[165].
ومنها: أكل السّحت:
لما استفاض عنهم عليهم السّلام من انّ السّحت في النّار[166]. وقد عدّه مولانا الصادق عليه السّلام[167] والرضا عليه السّلام من الكبائر[168].
ومنها: الإلحاد في بيت اللّه سبحانه:
فإنّه من الكبائر، للتصريح بالعذاب فيه في الكتاب الكريم بقوله جلّ ذكره في سورة الحج إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ[169].
ومنها: الأمن من مكر اللّه تعالى:
عدّه مولانا الصادق[170] والكاظم[171] والرضا[172] والجواد[173] عليهم السّلام من الكبائر، وقال اللّه سبحانه في سورة الأعراف أَ فَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ[174] ومكر اللّه هنا استعارة، لاستدراجه للعبد، وأخذه من حيث لا يحتسب، وورد ان المكر من اللّه العذاب[175].
ومنها: إنكار حقّ أهل البيت عليهم السّلام:
عدّه مولانا الصادق عليه السّلام من الكبائر، وهو من أكبرها بعد اشتراط الإيمان وقبول الإسلام بالإقرار بحقهم عليهم السّلام[176].
ومنها: إنكار ما أنزل اللّه سبحانه:
عدّه مولانا الصادق عليه السّلام من الكبائر[177]، وورد انّ اللّه عزّ وجل فرض فرائض موجبات على العباد، فمن ترك فريضة من الموجبات فلم يعمل بها وجحدها كان كافرا[178].
ومنها: إهانة المؤمن:
لما ورد من قول اللّه سبحانه: يا محمّد ! من أهان لي وليّا فقد بارزني بالمحاربة وأرصد لمحاربتي، وأنا أسرع إلى نصرة أوليائي[179].
ومنها: إهانة المصاحف:
والمساجد، والمراقد المشرّفة، والتربة المقدّسة، والعلماء العاملين، وكتب العلوم الشرعية، فانّ تلك كلّها للنسبة إلى اللّه سبحانه يعدّ إكرامها اكرام اللّه عزّ وجلّ وإهانتها إهانته تعالى، ولولا الّا حرمة مسّ المصحف للمحدث بالحدث الأكبر والأصغر لكفت في الدلالة على حرمة إهانته، وقد ورد انّ اللّه عز وجل إذا جمع الأوّلين والآخرين إذا هم بشخص قد أقبل لم ير قطّ أحسن صورة منه، فإذا نظر اليه المؤمنون - وهو القرآن - قالوا: هذا منّا، هذا أحسن شيء رأينا، فإذا انتهى إليهم جازهم.. إلى أن قال: حتى يقف عن يمين العرش، فيقول الجبار عزّ وجلّ: وعزّتي وجلالي وارتفاع مكاني لأكرمنّ اليوم من أكرمك، ولا هيننّ من أهانك[180]، وكذا حرمة تنجيس المسجد، ومكث المحدث بالحدث الأكبر فيه تدلّ على حرمة إهانته.
وبالجملة: فحرمة إهانة المذكورات من الضروريات.
ومنها: إيذاء المؤمن:
لما ورد من قول اللّه عزّ وجلّ: ليأذن بحرب منّي من آذى عبدي المؤمن، وليأمن غضبي من أكرم عبدي المؤمن. وانّه إذا كان يوم القيامة نادى مناد:
أين المؤذون لأوليائي، فيقوم قوم ليس على وجوههم لحم، فيقال: هؤلاء الذين آذوا المؤمنين ونصبوا لهم، وعاندوهم، وعنّفوهم في دينهم، ثم يؤمر بهم إلى جهنم[181].
ومنها: إيذاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله:
وهو من الكبائر، بل من أكبرها، وقد قال سبحانه إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً[182] وحيث انّه صلّى اللّه عليه وآله حيّ عند اللّه سبحانه مرزوق، فإيذاؤه بعد موته كإياذئه في حياته، أعاذنا اللّه تعالى من ذلك وأمثاله بجاهه صلّى اللّه عليه وآله عنده تعالى.
ومنها: البخس في المكيال والميزان:
أي التنقيص فيها، عدّه الصادق[183] والرّضا[184] عليهما السّلام من الكبائر، وقال اللّه تعالى وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ * وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ[185]. وعن النّبي صلّى اللّه عليه وآله أنّه: لم ينقص قوم المكيال والميزان الّا أخذوا بالسنين، وشدّه المؤونة، وجور السلطان[186]. ويأتي في التطفيف ما به يزداد وضوحا.
ومنها: البخل والشحّ عن الحق الواجب:
لقوله سبحانه سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ[187] ويأتي توضيحه في منع الزكاة. وورد انه إذا لم يكن للّه في عبده حاجه ابتلاه بالبخل[188]، ومرّ في المقام الثامن من هذا الفصل بعض ما ورد في البخل، وورد انّ للشحّ دبيبا كدبيب النمل، وشعبا كشعب الشرك[189].
ومنها: البذاء وعدم المبالاة بالقول:
لما ورد عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من انّ اللّه حرّم الجنّة على كلّ فحّاش بذي، قليل الحياء، لا يبالي ما قال ولا ما قيل فيه، فانّك ان فتّشته لم تجده الّا لغية أو شرك شيطان[190]، وورد ان البذاء من الجفاء والجفاء في النار[191].
ومنها: بغض المؤمن:
لما ورد من انّ الرجل ليحبّكم وما يعرف ما أنتم عليه فيدخله اللّه الجنة بحبّكم، وانّ الرّجل ليبغضكم وما يعلم ما أنتم عليه فيدخله [ ببغضكم ] النّار[192].
وورد عن أبي الحسن عليه السّلام انّه قال: من آذى شيعتنا فقد عادانا، ومن والاهم فقد والانا، لأنّهم منّا، خلقوا من طينتنا، من أحبّهم فهو منّا ومن أبغضهم فليس منّا[193]، وانّ من عادى أولياء اللّه فقد عادى اللّه، وحقّ على اللّه أن يدخله نار جهنّم[194].
ومنها: البغي:
فقد ورد ان البغي يقود أصحابه إلى النّار، وانّ اوّل من بغى على اللّه عناق بنت آدم، فاوّل قتيل قتله اللّه عناق، وكان مجلسها جريبا في جريب، وكان لها عشرون إصبعا، في كل إصبع ظفران مثل المنجلين، فسلط اللّه عليها أسدا كالفيل، وذئبا كالبعير، ونسرا مثل البغل، فقتلتها[195].
وورد انّ البغي يعدل عند اللّه الشرك[196]، وانّ أعجل الشرّ عقوبة البغي[197]، وأسرع الخير ثوابا البرّ[198]، وكتب الصادق عليه السّلام إلى مسمع: انظر ان لا تكلّمن بكلمة بغي ابدا وان أعجبتك نفسك وعشيرتك[199]. وقال عليه السّلام في وصيّته لأصحابه، وإيّاكم ان يبغي بعضكم على بعض، فإنّه ليس من خصال الصالحين، فإنه من بغى صيّر اللّه بغيه على نفسه، وصارت نصرة اللّه على من بغى عليه، ومن نصره اللّه غلب وأصاب الظفر من اللّه[200]. وورد أنّه لو بغى جبل على جبل لجعل اللّه الباغي منهما دكا[201].
ومنها: البول مستقبل القبلة ومستدبرها:
لورود النهي عن ذلك عن أئمّتنا عليهم السّلام[202].
ومنها: البهتان:
وهو من الكبائر[203]، وقد قرن اللّه البهتان بالإثم المبين في قوله سبحانه وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً[204].
وورد انّ من بهت مؤمنا أو مؤمنة بما ليس فيه بعثه اللّه في طينة خبال حتّى يخرج ممّا قال، قيل له عليه السّلام: وما طينة خبال؟ قال: صديد يخرج من فروج المومسات[205] يعني الفاجرات - وورد انّ من بهت مؤمنا أو مؤمنة أو قال فيه ما ليس فيه، أقامه اللّه يوم القيامة على تلّ من نار حتى يخرج ممّا قال فيه[206]. وورد انّ من اغتاب مؤمنا بما ليس فيه فقد انقطعت العصمة بينهما، وكان المغتاب في النار خالدا فيها وبئس المصير[207].
ومنها: تبديل الوصية:
وهو من الكبائر[208]، وقد قال اللّه سبحانه فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ[209] وروى أن الحيف في الوصية من الكبائر[210].
ومنها: التبذير:
عدّه مولانا الصادق[211] والرضا[212] عليهما السّلام من الكبائر، وقال اللّه سبحانه إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ وَكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً[213].
وورد انّ من اقتصد في معيشته رزقه اللّه، ومن بذّر حرمه اللّه[214]، والفرق بين التبذير وبين الإسراف - الّذي تقدّم كونه من الكبائر - انّ التبذير هو الانفاق فيما لا ينبغي، والإسراف هو الصرف زيادة عمّا ينبغي، وورد ان من أنفق في غير طاعة اللّه فهو مبذّر، ومن أنفق في سبيل الخير فهو مقتصد[215].
ومنها: التجبّر:
عدّه مولانا الصادق عليه السّلام من الكبائر[216]، وقد قرن اللّه تعالى التجبّر بالعصيان في قوله جلّ شأنه في حق يحيى في سورة مريم عليها السّلام وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيًّا[217]، وبالشقاوة في قوله تعالى في حقّ عيسى عليه السّلام:
وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا[218]، وقابله بالإصلاح في قوله جلّ ذكره في سورة القصص: إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَما تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ[219] ووصفه بالعناد في قوله تعالى في سورة هود عليه السّلام وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ[220] وكذا في سورة إبراهيم عليه السّلام[221].
وورد انّ الجبّارين أبعد النّاس من اللّه عزّ وجلّ يوم القيامة[222]، وانّ في جهنم لجبلا يقال له: الصعداء، وان في الصعداء لواد يقال له: سقر، وانّ في سقر لجبّا يقال له: هبهب، كلّما كشف غطاء ذلك الجبّ ضجّ أهل النّار من حرّه، ذلك منازل الجبّارين[223]. وانّ في السماء ملكين موكّلين بالعباد، فمن تجبّر وضعاه[224]، وانّ من مشى في الأرض اختيالا لعنته الأرض ومن تحتها ومن فوقها[225] وقال عليه السّلام: ويل لمن يختال في الأرض يعاند جبار السماوات والأرض[226]، وقال عليه السّلام: إيّاكم والتجبّر على اللّه، واعلموا انّ عبدا لم يبتل [ يقبل ] بالتجبر على اللّه الّا تجبّر على دين اللّه فاستقيموا للّه ولا ترتدّوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين، أجارنا اللّه وايّاكم من التجبّر على اللّه[227].
وورد المنع من المشي خيلاء. وانّ مشى السيد السجاد عليه السّلام وغيره من أهل البيت عليهم السّلام كان كأنّ على رؤوسهم الطير لا يسبق يمينهم شمالهم[228]، وعدّ اسبال الإزار والقميص من الخيلاء[229]، وورد انّ ما حاذى الكعبين من القميص في النار[230].
ومنها: التخلّف عن الجهاد:
وهو من الكبائر[231]، وقد قال سبحانه فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كانُوا يَفْقَهُونَ[232] وورد انّ من ترك الجهاد ألبسه اللّه ذلا وفقرا في معيشته، ومحقا في دينه[233] وانّ الجهاد لباس التقوى، ودرع اللّه الحصينة، وجنّته الوثيقة، فمن تركه [ رغبة عنه ] ألبسه اللّه ثوب الذلّ، وشملة البلاء، وديّث[234] بالصّغار والقماء[235]، وضرب على قلبه بالاسداد، وأديل الحق منه بتضييع الجهاد، وسيم الخسف، ومنع النصف. الحديث[236].
ومنها: التدليس من الماشطة وغيرها:
فانّ كلّ تدليس محرّم[237].
ومنها: ترك الصلاة عمدا:
عدّه أمير المؤمنين عليه السّلام[238] والصادق[239] والكاظم[240] والرضا[241] والجواد[242] عليهم سلام اللّه من الكبائر، وقد نقل اللّه سبحانه عن أهل سقر حين سألوا ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قولهم لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ[243]، بل التارك مستحلا لها كافر، وعليه يحمل ما ورد من انّ تارك صلاة الفريضة كافر[244]، وانّ من تركها متعمّدا فقد برئت منه ملّة الاسلام، وبرئ من ذمّة اللّه، وذمّة رسوله صلّى اللّه عليه وآله[245]، وانّه ما بين المسلم وبين الكافر[246] ان يترك الصلاة الفريضة متعمّدا، أو يتهاون بها فلا يصلّيها[247]، وكذا الحال في ترك الصوم فإنّه محرّم مع عدم الاستحلال، وموجب للكفر معه.
ومنها: ترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر:
فإنه من الكبائر[248]، وورد انّ أفضل الأعمال بعد الإسلام والإيمان وصلة الرحم، الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر[249]، فيكون تركهما تركا لأفضل الأعمال بعد الثلاثة. وورد انّه يكون في آخر الزمان قوم يتّبع فيهم قوم مراؤون.. إلى أن قال: ولو أضرّت الصلاة بساير ما يعملون بأموالهم وأبدانهم لرفضوها كما رفضوا أسمى الفرائض وأشرفها، إنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة عظيمة، بها تقام الفرائض، هنالك يتمّ غضب اللّه عزّ وجلّ عليهم، [ فيعمّهم ] بعقابه، فيهلك الأبرار في دار الأشرار [ الفجار ]، والصّغار في دار الكبار[250].. إلى غير ذلك ممّا مرّ فيهما في المقام السابق.
وأعظم من تركهما ارتكاب خلافهما، فقد ورد ان أبغض الأعمال إلى اللّه بعد الشرك باللّه، وقطيعة الرحم، ترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر[251].
ومنها: ترك شيء ممّا فرض اللّه سبحانه:
عدّه مولانا الكاظم[252] والرضا[253] والجواد[254] عليهم السّلام من الكبائر، ولعلّه لقوله سبحانه فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ[255] وورد انّ الكفر على خمسة أوجه، وعدّ منها ترك ما أمر اللّه عزّ وجلّ به، وهو قول اللّه عزّ وجلّ أَ فَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فكفّرهم بترك ما أمر اللّه عزّ وجلّ، ونسبهم إلى الإيمان ولم يقبله منهم ولم ينفعهم عنده فقال فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ[256] الحديث[257].
وورد انّه لا ينظر اللّه إلى عبده ولا يزكّيه لو ترك فريضة من فرائض اللّه، أو ارتكب كبيرة من الكبائر... إلى أن قال: أشرك باللّه؟ إنّ اللّه أمره بأمر، وأمره إبليس لعنه اللّه بأمر، فترك ما أمر اللّه عزّ وجلّ به، وصار إلى ما أمر به إبليس، فهذا مع إبليس في الدرك السابع [ الأسفل ] من النار[258].
ومنها: ترك معونة المظلومين:
عدّه مولانا الصادق عليه السّلام من الكبائر[259].
ومنها: ترك حضور صلاة الجماعة رغبة عنه:
فانّه من الكبائر، لما ورد من عدم قبول شهادته، وانّ من ترك الجماعة رغبة عنها وعن جماعة المؤمنين من غير علّة فلا صلاة له[260].
ومنها: ترك نصيحة المؤمن ومناصحته:
لما ورد من أن من سعى في حاجة لأخيه فلم ينصحه، ولم يبالغه فيه بكلّ جهده، فقد خان اللّه ورسوله والمؤمنين، وكان اللّه ورسوله خصمه[261].
ومنها: ترك معونة المؤمن عند ضرورته.
لما ورد من انّ من قصد اليه رجل من إخوانه مستجيرا به في بعض أحواله فلم يجره - بعد أن يقدر عليه - فقد قطع ولاية اللّه عزّ وجلّ[262] وانّ أيّما رجل من شيعتنا أتى رجلا من إخوانه فاستعان به في حاجته فلم يعنه وهو يقدر، إلّا ابتلاه اللّه بان يقضي حوائج عدّة من أعدائنا، يعذبه اللّه عليها يوم القيامة[263]. وان أيما مؤمن منع مؤمنا شيئا ممّا يحتاج اليه - وهو يقدر عليه من عنده ومن عند غيره - أقامه اللّه يوم القيامة مسودّا وجهه، مزرّقة عيناه، مغلوله يداه إلى عنقه، فيقال: هذا الخائن الذي خان اللّه ورسوله، ثم يؤمر به إلى النار[264]. وانّ من كانت له دار فاحتاج مؤمن إلى سكناها فمنعه إيّاها قال اللّه عزّ وجلّ: ملائكتي ! ابخل عبدي على عبدي بسكنى الدنيا، وعزّتي لا يسكن جنّاتي أبدا[265]. وان من منع الماعون جاره منعه اللّه خيره يوم القيامة ووكله إلى نفسه، ومن وكله إلى نفسه فما أسوأ حاله[266]. وان من منع طالبا حاجته - وهو يقدر على قضائها - فعليه مثل خطيئة عشار[267]. وسئل عليه السّلام عن خطيئة العشار؟ فقال: على العشار كلّ يوم وليلة لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين، ومن يلعنه اللّه فلن تجد له نصيرا[268]. وقال الصادق عليه السّلام: من أتاه أخوه المسلم يسأله عن فضل ما عنده فمنعه مثّله اللّه في قبره كأنّما ينهش لحمه إلى يوم القيامة[269]. وقال عليه السّلام: ما آمن باللّه ولا بمحمد صلّى اللّه عليه وآله ولا بعلىّ عليه السّلام من إذا أتاه أخوه المؤمن في حاجة فلم يضحك في وجهه، فان كانت حاجته عنده سارع إلى قضائها وان لم يكن عنده تكلّف من عند غيره حتى يقضيها له، فإذا كان بخلاف ما وصفته فلا ولاية بيننا وبينه[270]. وعن النّبي صلّى اللّه عليه وآله انّ: من منع ماله من الأخيار اختيارا صرف اللّه ماله إلى الأشرار اضطرارا.
ومنها: التسخير:
فانّه محرّم عملا وإعمالا، لكونه قسما من السحر الذي يأتي ان شاء اللّه تعالى بيان كونه من الكبائر، مضافا إلى كونه ايذاء للمسخّر وقهرا له[271].
ومنها: التشبيب:
بالمرأة المعروفة على وجه يوجب هتكها، أو فضيحتها، أو إدخال النقص عليها، أو على أهلها، أو إغراء الفساق بها، أو تهييج القوّة الشهويّة بالنسبة إليها، سواء حصل شئ من ذلك بنظم أو نثر، أو سجع، أو غيره، ويختلف ذلك باختلاف الأشخاص والأزمان والأمكنه، فتدور الحرمة مدار حصول شيء من تلك العناوين[272]. واما التشبيب غير المستلزم لشئ من ذلك أصلا فلا دليل على حرمته، لكنّ الاحتياط بتركه لا يترك[273]. وهل يختصّ ذلك بما إذا كانت مسلمة أم لا؟ وجهان، أوّلهما ظاهر أكثر الأصحاب، والوجه التفصيل بين ما لو استلزم التشبيب بالكافرة هتكها، أو إدخال النقص عليها وعلى أهلها، وبين ما لو استلزم إغراء الفساق بها وتهييج القوّة الشهويّة إليها، بالجواز في الأول[274]، والمنع في الثاني[275]، ومثل المرأة في حرمة التشبيب بها إذا استلزم شيئا ممّا ذكر [ التشبيب ب ] الغلام[276].
ومنها: تشبّه الرّجال بالنساء والنساء بالرّجال:
لما ورد عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من انّ اللّه لعن المتشبّهين من الرجال بالنساء والمتشبّهات من النساء بالرجال[277].
ومنها: التطفيف:
وهو ان لا يوفي تمام الحقّ فيما إذا كال أو وزن أو عدّ أو ذرع، وهو حرام من المالك والوكيل والأجير، بل هو من الكبائر كما مرّ في البخس[278]، وقال جلّ شأنه وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ أَ لا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ[279] وهو دالّ أيضا على كون التطفيف كبيرة، بعد ما ورد من أن الويل بئر في جهنم، وانه تعالى لم يجعل الويل لأحد حتى يسمّيه كافرا قال اللّه تعالى فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ[280].
ثم انّ المطفّف يبقى مشغول الذمّة للمستحقّين بالّذي نقصه، كما هو ظاهر[281].
ومنها: التظاهر بالمنكرات:
فقد ورد عن النّبي صلّى اللّه عليه وآله الأمر بالاستعاذة باللّه منه عند إدراكه. وقال صلوات اللّه عليه انّه: لم تظهر الفاحشة في قوم قطّ يعلنوها الّا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في اسلافهم الذين مضوا[282]. ولولا الّا ايراثه إباحة غيبة مرتكبه لكفى في قبحه[283].
ومنها: التعرّب بعد الهجرة:
عدّه أمير المؤمنين[284] والصادق[285] والكاظم[286] عليهم السّلام من الكبائر.
وقال الصادق عليه السّلام: ان التعرّب بعد الهجرة والشّرك واحد[287]. وفيما كتب عليه السّلام إلى محمد بن سنان من جواب مسائله انّه حرّم اللّه التعرّب بعد الهجرة، للرجوع عن الدين، وترك الموازرة للأنبياء والحجج، وما في ذلك من الفساد، وإبطال حقّ كلّ ذي حقّ، لعلة سكنى البدو، ولذلك لو عرف الرجل الدين كاملا لم يجز له مساكنة أهل الجهل والخوف عليه، لأنّه لا يؤمن ان يقع منه ترك العلم والدخول مع أهل الجهل، والتمادي في ذلك[288].
ومنها: تعشير المصاحف بالذهب:
على قول غير ثابت، نعم هو مرجوح[289].
ومنها: تعبير المؤمن وتأنيبه:
لكونه ايذاء له. وقد ورد انّ من عيّر مؤمنا بذنب لم يمت حتى يرتكبه. وانّ من أنبّ مؤمنا أنبّه اللّه عزّ وجلّ في الدنيا والآخرة[290].
ومنها: التعصّب على غير الحق:
لما ورد من أن من تعصّب أو تعصّب له فقد خلع ربقه الإيمان من عنقه[291]، وان من كان في قلبه حبّة من خردل من عصبيّة بعثه اللّه يوم القيامة مع أعراب الجاهليّة[292]. وانّ من تعصّب عصّبه اللّه بعصابة من نار[293]، وورد انّ العصبيّة التي يأثم عليها صاحبها أن يرى الرجل شرار قومه خيرا من خيار قوم آخرين، وليس من العصبيّة ان يحبّ الرجل قومه، ولكن من العصبية ان يعين قومه على الظلم[294]، وورد انّ اللّه سبحانه يعذّب ستة بستة، العرب بالعصبية، والدهاقين بالكبر، والأمراء بالجور، والفقهاء بالحسد، والتجّار بالخيانة، وأهل الرساتيق بالجهل[295].
ومنها: تقبيل الأجنبيّة:
فانّه محرّم، لورود النهي عنه، ويأتي في النظر إليها ما نطق بأنّ زنا الفم القبلة[296].
ومنها: تكذيب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أو الأئمّة عليهم السّلام:
فانّه من الكبائر، بل يورث الكفر أعاذنا اللّه تعالى منه[297].
ومنها: التكلّم في ذات اللّه سبحانه:
والتفكّر فيه، والخصومة في الدّين، والكلام بغير كلام الأئمّة عليهم السّلام، صرّح جمع بحرمة ذلك كلّه، لما عن الصّادق عليه السّلام من: انّ اللّه يقول وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى[298] فإذا انتهى الكلام إلى اللّه فأمسكوا[299]. وقوله عليه السّلام: إنّ الناس لا يزال بهم المنطق حتى يتكلّموا في اللّه فإذا سمعتم ذلك فقولوا: لا إله إلّا اللّه الواحد الذي ليس كمثله شيء[300]. وقول الباقر عليه السّلام: تكلّموا فيما دون العرش ولا تكلّموا فيما فوق العرش، فإنّ قوما تكلّموا في اللّه فتاهوا[301]. وقول الصادق عليه السّلام: إيّاكم والكلام في اللّه، تكلّموا في عظمته ولا تكلموا فيه، فان الكلام فيه لا يزيد الّا تيها[302]. وورد عنهم عليهم السّلام النهي عن مجالسة أصحاب الكلام والخصومات في اللّه، لأنّهم تركوا ما أمروا بعلمه وتكلّفوا ما لم يؤمروا بعلمه حتى تكلّفوا علم السماء[303]. وقال عليه السّلام: تكلّموا في خلق اللّه ولا تكلموا في اللّه، فان الكلام في اللّه لا يزداد صاحبه الّا تيها وتحيّرا[304]. وورد عنهم عليهم السّلام النهي عن الخصومة في الدّين، لأنها تشغل القلب عن ذكر اللّه، وتورث النفاق، وتكسب الضغائن، وتستجر الكذب[305]، وتمحق الدين، وتحبط العمل، وتكسب الشك، وتردى عن صاحبها[306].
قال عليه السّلام: عسى ان يتكلم بالشيء فلا يغفر له، انّه كان فيما مضى قوم تركوا علم ما وكّلوا به وطلبوا علم ما كفوه، حتى انتهى كلامهم إلى اللّه فتحيّروا، حتّى انّ كان الرجل ليدعي من بين يديه فيجيب من خلفه، ويدعى من خلفه فيجيب من بين يديه[307].
ومنها: تلقّي الركبان على قول غير مرضيّ[308].
ومنها: التنجيم:
أفتى بحرمته وحرمة تعلّمه وتعليمه الأصحاب، وقد ورد في الأخبار النهي الأكيد عنه، ولعن المنجم، والّذي يظهر لي كما شرحته في منتهى المقاصد انّ المحرم منه عملا وتعليما وتعلّما إنّما هو الحكم بمفاد أحوال النجوم حكما جزميّا، لا ما إذا ذكر على وجه الاحتمال أو الظن، وأما التنجيم بمعنى القول بان الكواكب والأفلاك واجبة الوجود، وأنّ لها مؤثّرا لكنّها قديمة، وأنّها هي المدبّرة لهذا العالم بالاستقلال، أو أنّها حادثة خلقها اللّه تعالى وفوّض إليها تدبير العالم من دون مدخليّة له سبحانه أبدا، وانه يمتنع التحلّف عنها امتناع تخلّف المعلول عن العلّة العقليّة، فالقول به كفر، أعاذنا اللّه تعالى منه ومن أمثاله. وأما اعتقاد انّها امارات ظنّية على جريان عادة اللّه الغالبة بتقدير الأمر الفلاني - وان كان يمحو ما يشاء ويثبت - كجريان عادته تعالى على خلق الحرارة والضوء عند محاذاة الشمس مثلا، ولا تأثير لها أصلا، أو ان ربط الحركات بالحوادث ربط الكاشف والمكشوف عنه، فلا بأس به[309]. لأنّ الظاهر من الأخبار انّ للنجوم بهذا المعنى أصلا وحقيقة في سالف الزمان، قبل قتال داود عليه السّلام، وردّ الشمس ليوشع عليه السّلام وأمير المؤمنين سلام اللّه تعالى عليه، بحيث كان يعرف به بدء الخلق وآجاله، وزمان الموت، والمرض، والولادة، وذكورة المولود وأنوثيته وغير ذلك، فلمّا طال اللّيل في قضيّة داود عليه السّلام، وردّت الشمس مرتين ذهب الكامل من ذلك الحساب من أيد الناس، سوى خاصّة أولياء اللّه سبحانه كأئمّتنا عليهم السّلام، ولم يبق في يد غيرهم الّا ناقص غير ملازم للإصابة، فقد يصيب في الكشف وقد يخطئ[310].
ومنها: تهمة المؤمن:
لما ورد من انّه إذا اتّهم المؤمن أخاه انماث الإيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء[311]، وانّ من اتّهم أخاه فلا حرمة بينهما[312].
ومنها: الجور:
وهو الظلم في الحكم ضدّ العدل فيه، ويدلّ على حرمته كلّ ما يأتي إن شاء اللّه تعالى ممّا يدلّ على حرمة الظلم.
ومنها: حبّ الدّنيا المحرّمة:
فإنه رأس كل خطيئة - كما استفاضت بذلك الأخبار[313] - وورد انّ من أحبّ دنياه أضرّ بآخرته[314]، وان اللّه تعالى قال لموسى عليه السّلام: إنّ الدنيا دار عقوبة، عاقبت فيها [ آدم ] عند خطيئته، وجعلتها ملعونة، ملعونا ما فيها، إلّا ما كان فيها لي، يا موسى انّ عبادي الصالحين زهدوا في الدّنيا بقدر علمهم بي، وساير الخلق رغبوا فيها بقدر جهلهم، وما من أحد عظّمها فقرّت عينه بها، ولم يحقّرها أحد إلّا انتفع بها[315].
ومنها: حبّ الظالم والفاسق وحبّ بقائه:
لما ورد من انّ من أحبّ حجرا حشره اللّه معه، وانّ من عظّم صاحب دنيا وأحبّه لطمع دنياه سخط اللّه عليه، وكان في درجة مع قارون في التابوت الأسفل من النار[316]. وانّ من أحبّ بقاء الظالمين فقد أحبّ أن يعصى اللّه[317].
وانّ من أحبّ بقاءهم فهو منهم، ومن كان منهم كان ورد النّار[318].
ومنها: حبس الحقوق بلا عذر:
فانّه محرّم لأنّه ظلم على أهله، بل عدّ مولانا الصادق[319] والرضا[320] عليهما السّلام حبس الحقوق من غير عسر من الكبائر. ويدلّ على بعض المطلوب قول أبي عبد اللّه عليه السّلام ليونس بن ظبيان: من حبس حقّ المؤمن أقامه اللّه عزّ وجلّ يوم القيامة خمسمائة عام على رجليه حتى يسيل عرقه، أو دمه، وينادي مناد من عند اللّه: هذا الظالم الذي حبس عن اللّه حقّه، قال: فيوبّخ أربعين يوما ثم يؤمر به إلى النّار[321]. وقوله عليه السّلام: أيّما مؤمن حبس مؤمنا عن ماله وهو محتاج إليه لم يذقه اللّه من طعام الجنّة ولا يشرب من الرحيق المختوم[322].
ومنها: الحسد:
فإنّه مع ظهور اماراته بقول أو فعل معصية، وان لم يبلغ المحسود خبره، وقد ورد مستفيضا أنّه ليأكل الإيمان والحسنات كما تأكل النّار الحطب[323]، ويميث الإيمان في القلب كما يميث الماء الثلج[324]. ولا يجتمع الإيمان والحسد في قلب امرء[325]. وانّ الإيمان برئ من الحسد، وانّه يشين الدّين[326]. وورد انّه آفة الدّين[327]. وانّه من أصول الكفر[328].
وانّ الحاسد لا يصل عمله إلى السماء السادسة، بل يضرب به وجه صاحبه[329]. وانه لو قدم أحدكم ملء الأرض ذهبا على اللّه ثم حسد مؤمنا لكان ذلك الذهب ممّا يكوى به في النّار[330]. وانّ الحسد حالق الدّين[331]. وانّه شرّ ما استشعره قلب المرء[332]، وانّه ينكد العيش، وينشئ الكمد، ويضني الجسد، ويزري بالنفس، وانه مقنصة إبليس الكبرى، وانه دأب السفل، وانّه شر شيمة، وأقبح سجيّة[333]، وان أصل الحسد من عمى القلب والجحود لفضل اللّه، وهما جناجان للكفر[334]. وثمرته شقاء الدّنيا والآخرة[335]، وانّ الحسود ذو نفس دائم، وقلب هائم، وحزن لازم[336]. وأنّه لا ينال شرفا ولا يسود[337]. وانّه مغتاظ على من لا ذنب له [ اليه ] بخيل بما لا يملكه[338]، وانّه أقلّ الناس راحة، مغموم لا راحة له[339]. وانّه لا خلة ولا شفاء له. وانه غضبان على القدر، وانه يفرح بالشر ويغتمّ بالسرور وانّه كثير الحسرات، متضاعف السيّئات، دائم السقم وان كان صحيح الجسم[340]. وورد ان صحّة الجسد من قلّة الحسد[341].
قلت: والوجه في ذلك ان الحاسد لحسرته وكدورته يسقم جسده، فهو في التعب في الدنيا والآخرة، اما في الدنيا فلحسرته، وامّا في الآخرة فبعذاب اللّه تعالى إيّاه.
وورد انّه لما هبط نوح عليه السّلام من السفينة أتاه إبليس فقال له: ما في الأرض رجل أعظم منّه عليّ منك، دعوت اللّه على هؤلاء الفساق فأرحتني منهم، ألا أعلّمك خصلتين، إيّاك والحسد، فهو الذي عمل بي ما عمل، وإيّاك والحرص فهو الذي عمل بآدم ما عمل[342]. وفي كون الحسد كبيرة يفسق فاعله وان لم يبلغ حدّ الاصرار وجه.
ولا بأس بالحسد قلبا ما لم يظهر أثره[343]، يعني انّه ليس بمحرّم لكونه ممّا رفع عن هذه الأمّة[344] وإن كان من الصفات الذميمة التي ينكرها العقل السليم، من حيث انّه إذا كان حسد الحاسد لا يؤثّر انتقال ما في المحسود إلى الحاسد ولا خلو المحسود عمّا حسد فيه كان حسد الحاسد خلاف العقل المستقيم[345].
ولا بأس بالغبطة، فقد ورد ان المؤمن ليغبط، وان المنافق ليحسد[346].
والفرق بينهما ان الغبطة هو تمنّي وجود المغبوط به فيه من دون نظر إلى زوالها عن المغبوط، والحسد هو تمنّي زوال النعمة عن المحسود.
ومنها: حفظ كتب الضلال:
بمعنى صيانتها من التلف، واقتنائها، ونسخها لغير غرض النقض، فإنه محرّم، بل الإتلاف واجب. ولا بأس بحفظها على ظهر الخاطر لغرض صحيح، كما لا بأس بصيانتها من التلف لغرض عقلائي صحيح كالنقض والتعلّم للتقيّة في محلّها ونحو ذلك[347].
والمراد بكتب الضلال هي الكتب الموجب مطالعتها الوقوع في الضلالة بالنسبة إلى غالب الناس مثل ما تضمن اثبات قدم العالم، وعدم المعاد، وانكار الصانع بالبراهين السفسطائية الباطلة المورثة لغير الكامل الوقوع في هلكة الشبهة، ومن هذا الباب الكتب المؤلفة في خلافة الثلاثة [ سوى ائمّة أهل البيت( ع ) ] وكرامتهم بالأخبار الموضوعة الكاذبة المتناقضة، وكتب الفرق الضالّة الحادثة كالكشفيّة والبابيّة خذلهم اللّه سبحانه.
وبالجملة فالمدار على إيقاع الغالب في الضلالة، وذلك يختلف باختلاف الأصقاع، والأزمنة، والكتب، ولو كان بعض ما في الكتاب موجبا للضلالة دون الباقي، اختصّ ذلك الموضع بحرمة الحفظ ووجوب الإتلاف دون الباقي، وكما يحرم حفظ كتب الضلال فكذا يحرم بيعها وشراؤها، وفي حكم كتب الضلال ما اشتمل على قدح مؤمن، أو أذية مسلم ممّا يذكر فيه الهجاء والمعايب بنظم أو نثر صراحة أو كناية، وما اشتمل على بيان طريق الشعبذة، والمحرّم من التسخير، بل وما اشتمل على بيان علم الكيميا الموقع لأهل العقول الواهية في المهالك وتلف الأموال وإفناء الأعمار وصرفها فيما لا يرضي اللّه تعالى ولا رسوله صلّى اللّه عليه وآله[348].
ومنها: الحكم بغير ما أنزل اللّه سبحانه، وبغير علم:
وهو من الكبائر، لقوله سبحانه وتعالى في سورة المائدة وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ[349]. وقال تعالى أيضا بعده بيسير وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ[350] وقال جلّ شأنه بعده بيسير أيضا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ[351].
وعن النبي صلّى اللّه عليه وآله انّه لم يحكم قوم بغير ما أنزل اللّه إلّا جعل اللّه بأسهم بينهم، وورد انّ من حكم بما لم يحكم به اللّه كان كمن شهد بشهادة زور، ويقذف به في النّار، ويعذّب بعذاب شاهد الزور[352]، وانّ من حكم في درهمن بغير ما أنزل اللّه فقد كفر[353]. وانّ من حكم في درهمين بغير ما أنزل اللّه عزّ وجلّ ممّن له سوط أو عصا فهو كافر باللّه العظيم، وبما أنزل على محمّد صلّى اللّه عليه وآله[354]. وورد انّ من قضى بالحق وهو لا يعلم [ فهو ] في النار[355].
ومنها: حلق اللحية:
كما مرّ في ذيل الأمر الرابع من المقام الثاني من الفصل السابع[356].
ومنها: الحيف في الحكم:
والميل مع أحد الخصمين، لما ورد عنهم عليهم السّلام من أن يد اللّه فوق رأس الحاكم ترفرف بالرحمة، فإذا حاف وكله اللّه إلى نفسه[357]، وانّه كان في بني إسرائيل قاض، وكان يقضي بالحق فيهم، فلمّا حضره الموت قال لامرأته إذا أنا متّ فغسّليني وكفّنيني وضعيني على سريري وغطّي وجهي فإنّك لا ترين سوء، فلمّا مات فعلت ذلك، ثم مكثت بعد ذلك حينا ثم انّها كشفت عن وجهه لتنظر إليه فإذا هي بدودة تقرض منخره ففزعت من ذلك، فلما كان الليل أتاها في منامها فقال لها: أفزعك ما رأيت؟ قالت: أجل، فقال لها: اما لئن كنت فزعت ما كان الذي رأيت الّا في أخيك فلان، أتاني ومعه خصم له، فلما جلسا إليّ قلت: اللهم اجعل الحق له ووجه القضاء على صاحبه، فلمّا اختصما إليّ كان الحق له، ورأيت ذلك مبينا في القضاء فوجهت القضاء له على صاحبه، فأصابني ما رأيت لموضع هواي كان مع موافقة الحق[358].
ومنها: الخديعة:
وهي من الكبائر، لاستفاضة الأخبار بأن الخديعة في النار، وورد عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله انّ من كان مسلما فلا يمكر ولا يخدع، فإني سمعت جبرئيل عليه السّلام يقول: إنّ المكر والخديعة في النّار[359].
ومنها: خذلان المؤمن:
لما ورد من أنه ما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته إلّا خذله اللّه في الدّنيا والآخرة[360].
ومنها: الخضوع للسلطان:
طمعا في دنياه لا لتقيّة وخوف، لما ورد من انّ من خضع لصاحب سلطان ولمن يخالفه على دينه طلبا لما في يده من دنياه أخمله اللّه عزّ وجلّ ومقته عليه، ووكله اليه، فان هو غلب على شيء من دنياه فصار اليه منه شيء نزع اللّه جلّ اسمه البركة منه، ولم يؤجره على شيء منه بنفقة[361] في حجّ [ ولا عمرة ] ولا عتق ولا برّ[362]، وانّ من تخفف وتضعضع لسلطان جائر طمعا فيه كان قرينه في النار[363].
ومنها: الخلوة بالأجنبية في بيت واحد:
للنهي عن قعودهنّ مع الرجال في الخلاء[364]، واشدّ من ذلك الخلوة بها تحت لحاف واحد، لما ورد من انّ حدّ الجلد في الزنا أن يوجدا في لحاف واحد[365].
ومنها: الخيانة:
عدّه الصادق[366] والرّضا[367] عليهما السّلام من الكبائر، وورد عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله انّ الخيانة في النّار[368]، وورد انّها لا تدخل بيتا الّا خرب ولم يعمر بالبركة[369]، وانّها تجلب الفقر[370]، وانّه ليس منّا من خان مسلما في أهله وماله[371]، وانّ من خان أمانة ولم يردّها إلى أهلها مات على غير دين الاسلام، ولقى اللّه وهو عليه غضبان، فيؤمر به إلى النار، فيهوى به في شفير جهنم أبد الآبدين[372].
ومنها: الدياثة:
وهي ان يرى امرأته تفجر ويسكت عنها، وقدر ورد انّ الديّوث ممّن لا يقبل اللّه منه صلاة[373]. بل هي من الكبائر[374]، لما ورد من انّ اللّه تعالى خلق الجنّة من لبنتين: لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وقال: وعزّتي وجلالي لا يدخلها مدمن خمر، ولا نمّام، ولا ديّوث[375]، وانّ الجنّة محرّمة على الديّوث[376]، وانّه ممّن لا يكلّمه اللّه يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب اليم[377].
ومنها: ردّ حكم الحاكم الشرعيّ:
وهو الفقيه العادل، لما استفاض عنهم عليهم السّلام من انّ الحاكم الشرعي إذا حكم بحكم فلم يقبل منه فإنّما استخفّ بحكم اللّه، وعلينا ردّ، والرادّ علينا رادّ على اللّه، وهو على حدّ الشرك باللّه[378].
ومنها: الرشا:
فإنّه محرّم، بل هو من الكبائر، لما ورد مستفيضا من انّ الرضا في الحكم كفر باللّه العظيم[379] وانّ المرتشي مشرك[380]، وانّه ملعون على لسان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله[381]. وورد انّ الرشوة سحت[382]. وان الراشي والمرتشي كلاهما ملعونان[383].
ومنها: الرضا بالظلم:
لما ورد من انّ الراضي بالظلم شريك العامل بالظلم[384]. وانّ من رضي شيئا كان كمن أتاه[385]، وانّه إنّما يجمع الناس الرضا والسخط، فمن رضي أمرا فقد دخل فيه، ومن سخط فقد خرج منه[386]، وورد انّ من عذر ظالما بظلمه سلّط اللّه عليه من يظلمه، فان دعا لم يستجب له ولم يؤجره اللّه على ظلامته[387].
ومنها: الركون إلى الظالمين:
وحبّ بقائهم وصحبتهم، عدّه الصادق عليه السّلام[388] والرضا[389] عليه السّلام من الكبائر، لقوله جلّ شأنه وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ[390] وورد في تفسير الركون في الآية انّه هو الرجل يأتي السلطان فيحبّ بقاءه إلى أن يدخل يده إلى كيسه فيعطيه[391]. وورد ان من أحب بقاء الظالمين فقد احبّ أن يعصى اللّه[392]. وان ما من جبار الّا ومعه مؤمن يدفع اللّه عزّ وجلّ به من المؤمنين، وهو أقلّهم حظّا في الآخرة، يعني أقلّ المؤمنين حظّا لصحبة الجبّار[393]. وانّ قوما ممّن آمن بموسى عليه السّلام قالوا: لو أتينا عسكر فرعون فكنّا فيه ونلنا من دنياه حتّى إذا كان الّذي نرجوه من ظهور موسى عليه السّلام صرنا اليه، ففعلوا، فلمّا توجّه موسى عليه السّلام ومن معه هاربين من فرعون ركبوا دوابّهم وأسرعوا في السير ليلحقوا موسى عليه السّلام وعسكره فيكونوا معهم، فبعث اللّه ملكا فضرب وجوه دوابّهم فردّهم إلى عسكر فرعون فكانوا فيمن غرق مع فرعون[394].
ومنها: الرياء:
وهو من الكبائر[395]، لما ورد من انّ من عمل عملا ممّا أمر اللّه به مراءاة الناس فهو مشرك لا يقبل اللّه عمل مراء[396]. وانّه سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: فيم النجاة غدا؟ فقال: انّما النجاة في أن لا تخادعوا اللّه فيخدعكم، فانّه من يخادع اللّه يخدعه ويخلع منه الإيمان، ونفسه يخدع لو يشعر، قيل له: وكيف يخادع اللّه؟ قال: يعمل فيما أمره اللّه ثم يريد به غيره، فاتّقوا اللّه في الرياء فإنه الشرك باللّه، انّ المرائي يدعى يوم القيامة بأربعة أسماء: يا فاجر، يا كافر، يا غادر، يا خاسر، حبط عملك وبطل أجرك، فلا خلاص لك اليوم فالتمس أجرك ممّن كنت تعمل له[397]. وورد عنه صلّى اللّه عليه وآله انّه: يؤمر برجال إلى النّار فيقول لهم خازن النّار: يا أشقياء، ما كان حالكم؟ قالوا: كنّا نعمل لغير اللّه فقيل: لتأخذوا ثوابكم ممّن عملتم له[398]. وعنه صلّى اللّه عليه وآله: انّه سيأتي على الناس زمان تخبث فيه سرائرهم وتحسن فيه علانيتهم طمعا في الدنيا، لا يريدون به ما عند ربهم، يكون دينهم رياء، لا يخالطهم خوف، يعمّهم اللّه بعقاب، فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجيب لهم[399]، وان الملك ليصعد بحسنات العبد مبتهجا به، فإذا صعد يقول اللّه عزّ وجلّ: اجعلوها في سجّين، انّه ليس إيّاي أراد بها[400]. وانّ كل رياء شرك، وانّ من عمل للناس كان ثوابه على الناس، ومن عمل للّه كان ثوابه على اللّه[401]. وانّ من عمل لغير اللّه وكله اللّه إلى عمله يوم القيامة[402]. وورد في تفسير قوله تعالى وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً[403] انّه الرجل يعمل شيئا من الثواب لا يطلب به وجه اللّه، إنّما يطلب تزكية النفس يشتهي ان يسمع به الناس، فهذا الذي أشرك بعبادة ربّه أحدا[404]. وورد انه يجاء بالعبد يوم القيامة قد صلّى فيقول: يا ربّ قد صلّيت ابتغاء وجهك، فيقال: بل صليت ليقال ما أحسن صلاة فلان، اذهبوا به إلى النار. ثم ذكر مثل ذلك في القتال، وقراءة القرآن، والصدقة[405]. وورد انّ من أراد اللّه عزّ وجلّ بالقليل من عمله أظهره اللّه أكثر ممّا أراده به، ومن أراد الناس بالكثير من عمله في تعب من بدنه، وسهر من ليله، أبى اللّه الّا أن يقلّله في عين من سمعه[406].. إلى غير ذلك ممّا يعسر استقصاؤه من الأخبار.
ومنها: الزنا:
عدّه مولانا الصادق[407] والكاظم[408] والرضا[409] والجواد[410] عليهم السّلام من الكبائر، واستدل غير واحد منهم عليهم السّلام لكونه كبيرة بقوله عزّ شأنه: وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً * يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً[411] وورد عن النبي صلّى اللّه عليه وآله والأئمّة عليهم السّلام أنّه لا يزني الزاني وهو مؤمن[412]. وانّ الزنا يمحق البركة، ويهلك الدين[413]، ويذهب بماء الوجه ونوره[414]، والبهاء، ويقطع الرزق[415]، ويورث الفقر، وينقص العمر[416]، ويعجّل الفناء[417]، ويخرب البيت على وجه لا يعمر بالبركة، ويدع الديار بلاقع، ويسخط الرحمان، ويورث سوء الحساب، ويخلد في النّار، نعوذ باللّه من النّار[418]. وانّ الطير لو زنى لتناثر ريشه[419]. وانّ الزاني إذا زنى فارقه روح الإيمان، فإذا قام ردّ عليه، لكن ما أكثر من يريد أن يعود، ثم لا يعود اليه الإيمان[420]، وانّ الأرض تعجّ إلى اللّه من الزنا[421]. وانّ كثرة الزنا تورث كثرة موت الفجأة[422]. وأوحى اللّه تعالى إلى موسى عليه السّلام: لا تزنوا فتزني نساؤكم، من وطأ فراش امرئ مسلم وطئ فراشه، كما تدين تدان[423]. وأوحى أيضا اليه: لا تزن فأحجب عنك نور وجهي، وتغلق أبواب السماء دون دعائك[424].
وتشتدّ الحرمة في زنا المحصنة، كما يكشف عن ذلك شدّة حدّه وهو الرجم.
وقد ورد انّ ثلاثة لا يكلّمهم اللّه ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم منهم المرأة توطئ فراش زوجها[425]. وعن النبي صلّى اللّه عليه وآله: انّ من فجر بامرأة ولها بعل انفجر من فرجهما من صديد جهنم واد مسيرة خمسمائة عام يتأذّى أهل النار من نتن ريحهما، وكانا من أشد النّاس عذابا[426].
ويحرم مقدمات الزنا أيضا كالجلوس بين الرجلين والالتزام والملامسة والتقبيل والنظر، وورد عن الصادقين عليهما السّلام انّهما قالا: ما من أحد إلا وهو يصيب حظا من الزنا، فزنا العينين النظر، وزنا الفم القبلة، وزنا اليدين اللّمس، صدّق الفرج ذلك أم كذّب[427].
ومنها: سبّ المؤمن:
لما ورد من انّ سباب المؤمن كالمشرف على الهلكة[428]. وان سباب المؤمن فسوق، وقتاله كفر، وأكل لحمه معصية، وحرمة ماله كحرمة دمه[429]. ومن وصايا النّبي صلّى اللّه عليه وآله: لا تسبّوا الناس فتكتسبوا العداوة بينهم[430]. وورد انّ البادي من المتاسبّين أظلم، ووزره ووزر صاحبه عليه، ما لم يعتذر إلى المظلوم[431].
وفي رواية: ما لم يعتد المظلوم[432]. ومقتضى جعله عليه السّلام سباب المؤمن فسوقا كونه من الكبائر[433].
ومنها: السحر:
عدّه النبيّ صلّى اللّه عليه وآله[434] والكاظم[435] والرضا[436] والجواد[437] عليهم السّلام من الكبائر. وقال اللّه سبحانه وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ[438] واستدلّ مولانا الجواد عليه السّلام لكونه كبيرة[439] بقوله عزّ وجلّ: وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ[440].
ثم كما يحرم عمله فكذا يحرم تعلّمه وتعليمه للعمل به. وورد انّ الساحر ملعون[441]، وانّه كالكافر والكافر في النار[442]. وانّ مدمن السحر لا يدخل الجنّة[443]، وان من تعلّم شيئا من السحر قليلا أو كثيرا فقد كفر، وكان آخر عهده بربّه، وحدّه أن يقتل، إلا أن يتوب قبل ثبوت ذلك عليه[444]. وانّ ساحر المسلمين يقتل وساحر الكفار لا يقتل، لأنّ الكفر أعظم من السحر، ولأنّ السحر والشرك مقرونان[445]، وورد المنع من السحر حتى للتحبيب، فإن امرأة قالت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: انّ لي زوجا وبه غلظة عليّ، وانّي صنعت شيئا لأعطفه عليّ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: أفّ لك ! كدّرت البحار، وكدّرت الطين، ولعنتك الملائكة الأخيار، وملائكة السماء والأرض. قال الامام عليه السّلام فصامت المرأة نهارها، وقامت ليلها، وحلقت رأسها، ولبست المسوح، فقال صلّى اللّه عليه وآله: انّ ذلك لا يقبل منها[446].
نعم لا بأس بحلّ السحر بالسحر، حتّى ورد انّ توبة الساحر ان يحلّ ولا يعقد[447]، كما لا بأس بتعلّمه لا للعمل، أو للحلّ فقط دون العقد، أو لتعجيز من استند اليه في دعوى النبوّة[448].
وحقيقته معروفة عند أهله، وكلمات اللغويّين والفقهاء رضى اللّه عنهم مختلفة في بيان حدّه، والذي يقوى في النفس هو حرمة كلّ ما يسمّى سحرا عرفا سواء كان من قبيل استحداث الخوارق بمجرد التأثيرات النفسانيّة، أو من باب الاستعانة بالفلكيّات فقط، أو على سبيل تمزيج القوى السماوية بالقوى الأرضيّة، أو على سبيل الاستعانة بالأرواح الساذجة.. أو غير ذلك ممّا يسمّى سحرا، أو إضرارا بالغير وقهرا له وان لم يسمّ سحرا، والحقّ انّ لجملة من أقسامه حقيقة، وليس مجرد تخيّل للناظر[449].
ومنها: السرقة:
عدّه الصادق[450] والرضا[451] عليهما السّلام من الكبائر، وورد انّه لا يسرق السارق وهو مؤمن[452]. وان أربعا لا يدخل بيتا واحدة منهن إلّا خرب ولم يعمر بالبركة: الخيانة، والسرقة، وشرب الخمر، والزنا[453]. وقد أمر اللّه تعالى بقطع يد السارق[454]، وقال الرّضا عليه السّلام انّ علّة قطع اليمين من السارق لأنّه يباشر الأشياء بيمينه، وهي أفضل أعضائه وأنفعها له، فجعل قطعها نكالا وعبرة للخلق، لئلّا يبتغوا الأموال من غير حلّها، ولأنّه أكثر ما يباشر السرقة بيمينه، وحرّم غصب الأموال وأخذها من غير حلّها، لما فيه من أنواع الفساد، والفساد محرّم لما فيه من الفناء وغير ذلك من وجوه الفساد، وحرّم السرقة لما فيها من فساد الأموال وقتل الأنفس لو كانت مباحة، ولما يأتي في التغاصب من القتل والتنازع والتحاسد، وما يدعو إلى ترك التجارات والصناعات في المكاسب واقتناء الأموال إذا كان الشيء المقتنى لا يكون أحد أحقّ به من أحد[455].
ومنها: السعي في الفساد في الأرض:
وهو من الكبائر[456]، لقوله سبحانه إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ[457].
ومنها: السفه:
ويكون الانسان ممّن يتّقى شرّه، لما ورد من انّ السفه لا يكون في قلب العالم[458]. وقال الصادق عليه السّلام: لا تسفهوا فإنّ أئمّتكم ليسوا بسفهاء[459].
وورد انّ السفه خلق لئيم، يستطيل على من دونه، ويخضع لمن فوقه[460]. وان من كافئ السفيه بالسفه فقد رضى بمثل ما أتى به حيث احتذى مثاله[461]، وورد انّ أبغض خلق اللّه عبد اتّقي لسانه[462]. وانّ شرّ الناس يوم القيامة الّذين يكرمون اتّقاء شرّهم[463]. وانّ من خاف الناس لسانه فهو في النّار[464]. وانّ من شرّ عباد اللّه من تكره مجالسته لفحشه[465].
ومنها: شرب الخمر:
وقد عدّه مولانا الكاظم[466] والرضا[467] والجواد[468] عليهم السّلام من الكبائر. وورد انّ اللّه حرّم الخمر لفعلها وفسادها[469]، وان مدمن الخمر كعابد وثن[470]، تورثه الارتعاش، وتذهب بنوره، وتهدم مروءته، وتحمله على أن يجترئ على [ ارتكاب ] المحارم وسفك الدماء، وركوب الزنا، ولا يؤمن إذا سكر أن يثب على حرمه وهو لا يعقل ذلك، والخمر لا يزداد شاربها إلّا كلّ شرّ[471].
ولا فرق في حرمتها بين قليلها وكثيرها، لما ورد من انّ ما أسكر كثيره فقليله حرام[472]. ولا تختصّ الحرمة بالخمر بل يحرم شرب كلّ ما يسكر[473].
ومنها: الشعبذة:
بالذال المعجمة على الصحيح، وهي لعبة تري الناس بها ما ليس له حقيقة بسبب حركات سريعة توجب الالتباس، وهي محرّمة كأجرتها وتعلّمها وتعليمها، إلّا أن يكون التعلّم لغرض صحيح كردّ من ادّعى النبوّة ونحوها بها[474]، وقد عدّها مولانا الصادق عليه السّلام من أقسام السحر[475]، فيشملها ما مرّ فيه.
ومنها: شهادة الزور:
عدّها مولانا الصادق[476] والكاظم[477] والرّضا[478] والجواد[479] عليهم السّلام من الكبائر، وورد انّ شاهد الزور لا تزول قدماه حتّى تجب له النّار[480]. وانّه ما من رجل يشهد بشهادة زور على مال رجل مسلم ليقطعه إلّا كتب اللّه له مكانه صكّا إلى النّار[481]. وانّه لا يقتضي كلام شاهد الزور بين يدي الحاكم حتى يتبوّأ مقعده في النار[482]. وانّ من شهد شهادة زور على أحد من الناس علق بلسانه مع المنافقين في الدرك الأسفل من النّار[483].
ومنها: طلب الرياسة مع عدم الأمن من العدل:
لاستفاضة تحذير الأئمّة عليهم السّلام عنها، وورد انّه ما خفقت النعال خلف الرجل إلّا هلك وأهلك[484]. وانّ من طلب الرياسة هلك[485]. وانّه ملعون من ترأّس، ملعون من همّ بها، ملعون من حدّث نفسه بها[486]. وانّ من تولّى عرافة قوم أتى يوم القيامة ويداه مغلولتان إلى عنقه فإن قام فيهم بأمر اللّه أطلقه اللّه، وإن كان ظالما هوى به في نار جهنّم وبئس المصير[487].
ومنها: الطعن على المؤمن:
لو رود التحذير عنه، وقد ورد انّ ما من إنسان يطعن في عين مؤمن إلّا مات بشّر ميتة وكان قمنا ان لا يرجع إلى خير[488]. وانّ اللّه عزّ وجلّ خلق المؤمنين من نور عظمته، وجلال كبريائه، فمن طعن عليهم أو ردّ عليهم فقد ردّ على اللّه في عرشه، وليس من اللّه في شيء، وإنّما هو شرك شيطان[489].
ومنها: الظلم:
وهو من الكبائر، لقوله عزّ وجلّ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً[490] وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: اتّقوا الظلم، فإنّه ظلمات يوم القيامة[491]. وانّ اللّه عزّ وجلّ يقول: اشتدّ غضبي على من لا يجد ناصرا غيري[492]. وورد عن أهل البيت عليهم السّلام انّ ما من أحد يظلم مظلمة الّا أخذه اللّه بها في نفسه وماله وولده، فأمّا الظلم الّذي بينه وبين اللّه فإذا تاب غفر له[493]. وانّ من ارتكب أحدا بظلم بعث اللّه [ عز وجل ] من يظلمه بمثله، أو على ولده، أو على عقبه من بعده[494]. وانّ قنطرة على الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة[495]. وان ما من مظلمة لا يجد صاحبها عليها عونا الّا اللّه[496].
وانّ من خاف القصاص كفّ عن ظلم النّاس[497]. وانّه ما ظفر بخير من ظفر بالظلم[498]. وانّ المظلوم يأخذ من دين الظالم أكثر ممّا يأخذ الظالم من مال المظلوم ودنياه[499]. وانّ اللّه عزّ وجلّ يقول: وعزتي وجلالي لا أجيب دعوة مظلوم دعاني في مظلمة ظلمها ولا حد عنده تلك المظلمة[500].
ومنها: ظن السوء بالمؤمن:
فقد قال اللّه تعالى اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ[501].
وورد تفسيره بظن السوء، قال أمير المؤمنين عليه السّلام - في كلام له -: ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يقلبك منه، ولا تظنّن بكلمة خرجت من أخيك سوء وأنت تجد لها في الخير محملا[502].
لكن في نهج البلاغة إذا استولى الصلاح على الزمان وأهله ثم أساء رجل الظنّ برجل لم يظهر منه خزية فقد ظلم، وإذا استولى الفساد على الزمان وأهله ثم أحسن الرجل الظنّ برجل فقد غرّره[503].
ثم لا يخفى عليك انّ سوء الظنّ كالحسد في عدم ترتّب العقاب ما لم ينطق الانسان به وبقي في القلب، لانّ من جملة التسعة المرفوعة عن هذه الامّة ببركة نبيّها الأكرم صلّى اللّه عليه وآله التفكّر في الوسوسة في الخلق ما لم يظهر بلسان أو يد، فظن السوء قلبا من دون إظهاره رفعت عن هذه الامّة مؤاخذته أو جميع آثاره، واللّه العالم.
ومنها: العجب:
لما ورد عنهم عليهم السّلام من انّ من دخله العجب هلك[504]. وان إعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله[505]. وانّ اللّه علم انّ الذنب خير للمؤمن من العجب، ولولا ذلك ما ابتلي مؤمن بذنب أبدا[506]. وانّ اللّه تبارك وتعالى قال:
إنّ من عبادي المؤمنين لمن يريد الباب من العبادة فأكفّه عنه لئلا يدخله عجب فيفسده[507]. وانّ من عبادي المؤمنين لمن يجتهد في عبادتي، فيقوم من رقاده ولذيذ وساده، فيتهجّد لي اللّيالي، فيتعب نفسه في عبادتي، فأضربه بالنعاس الليلة والليلتين نظرا منّي له واتّقاء عليه، فينام حتى يصبح، فيقوم وهو ماقت [ لنفسه ] زاري عليها، ولو أخلّي بينه وبين ما يريد من عبادتي لدخله العجب من ذلك، فيصيّره العجب إلى الفتنة بأعماله، فيأتيه من ذلك ما فيه هلاكه لعجبه بأعماله ورضاه عن نفسه، حتى يظنّ انه قد فاق العابدين، وجاز في عبادته حدّ التقصير، فيتباعد منّي عند ذلك وهو يظن أنه يتقرّب اليّ[508]. الحديث.
وعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أنّه قال موسى بن عمران عليه السّلام لإبليس: أخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحودت عليه، قال: إذا أعجبته نفسه، واستكثر عمله، وصغر في عينه ذنبه[509].
وورد انّ العجب درجات:
منها: ان يزيّن للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه ويحسب أنه يحسن صنعا.
ومنها: ان يؤمن العبد بربّه فيمنّ على اللّه عزّ وجلّ، وللّه عليه فيه المنّ[510]. وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام انّه أتى عالم عابدا فقال له: كيف صلاتك؟ فقال: مثلي يسأل عن صلاته وانا أعبد اللّه منذ كذا وكذا؟، قال: فكيف بكاؤك؟ فقال: أبكي حتى تجري دموعي، فقال له العالم: فانّ ضحكك وأنت خائف أفضل من بكائك وأنت مدلّ، انّ المدلّ لا يصعد من عمله شيء[511]. وعنه عليه السّلام: انّ الرجل يعمل العمل وهو خائف مشفق، ثم يعمل شيئا من البرّ فيدخله شبه العجب به، فقال: هو في حاله الأولى وهو خائف أحسن حالا منه في حال عجبه[512].
ومنها: عقوق الوالدين:
عدّه النّبي صلّى اللّه عليه وآله[513]، وأمير المؤمنين[514] والصادق[515] والرضا[516] والجواد[517] عليهم السّلام من الكبائر، معلّلا بانّ اللّه سبحانه جعل العاقّ جبّارا شقيّا، مشيرا بذلك إلى قوله سبحانه نقلا عن عيسى بن مريم عليه السّلام وَبَرًّا بِوالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا[518] بضميمة قوله سبحانه: وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ[519] وقوله سبحانه:
فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ[520] وورد انّ العاقّ لا يدخل الجنّة ولا يجد ريحها[521]. وانّه لا يكلّمه اللّه ولا ينظر اليه ولا يزكّيه وله عذاب أليم[522]. وانّه ملعون ملعون من عقّ والديه[523]. وان من نظر إلى والديه نظر ماقت وهما له ظالمان لم تقبل له صلاة[524]. وانّ أكبر الكبائر الشرك، وعقوق الوالدين[525]، ومن أسخط والديه فقد أسخط اللّه، ومن أغضبهما فقد أغضب اللّه، وانّ أمراك أن تخرج من أهلك ومالك فأخرج لهما ولا تحزنهما[526].
وقد مرّ في أواخر الفصل الأوّل معنى البرّ بالوالدين الّذي هو ضدّ العقوق، وعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: انّ من أحزن والديه فقد عقّهما[527].
ثم كما يمكن العقوق في الحياة فكذا بعد الموت، وقد ورد انّ الرجل يكون بارّا بوالديه وهما حيّان فإذا لم يستغفر لهما كتب عاقّا، وانّ الرجل يكون عاقّا لهما في حياتهما فإذا ماتا أكثر الاستغفار لهما فكتب بارا[528]. وكما يحرم عقوق الوالدين البرّين المؤمنين فكذا يحرم عقوق الوالدين الكافرين، كما وردت بذلك الأخبار. نعم لو أمر الوالدان الولد بالشرك ونحوه لم يجز إطاعتهما، كما قال سبحانه: وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما[529].
ومنها: العمل بالقياس:
وهو من الكبائر، لما ورد من انّ من قاس شيئا من الدّين برأيه قرنه اللّه مع إبليس في النّار، فانّ أوّل من قاس إبليس حين قال خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ[530].
ومنها: الغش:
فقد ورد عنهم انّه ليس منّا من غشّ مسلما[531]. وانّ من غشّ مسلما في شراء أو بيع فليس منّا ويحشر يوم القيامة مع اليهود، لأنهم أغشّ الخلق للمسلمين[532]. وانّ من غش النّاس فليس بمسلم[533]. وانّه ليس من المسلمين من غشّهم[534]. وانّ من بات وفي قلبه غشّ لأخيه المسلم بات في سخط اللّه وأصبح كذلك حتّى يتوب[535]، وانّ من غشّ أخاه المسلم نزع اللّه بركة رزقه، وأفسد عليه معيشته، ووكله إلى نفسه[536]، وقد مثّلوا للغش بشوب اللبن بالماء[537]، ومزج المايعات من المقطّرات والشرابت ونحوها بالماء ونحوه، ومزج الأعلى من شيء بالأدنى من جنسه أو غيره، ووضع الحرير في البرودة ليكتسب ثقلا، وتعمّد ما يظهر الصفة المليحة ويخفى القبيحة ونحو ذلك[538]. وورد ان البيع في الظلال غشّ، والغشّ لا يحلّ[539]، والمدار على كلّ ما يسمى غشّا عرفا[540].
ومنها: عمل الصور والتماثيل:
مجسّمة أو غيرها، إذا كان المصوّر ذا روح، لما ورد عن النبي صلّى اللّه عليه وآله من النهي عن التصاوير، وانّه قال: من صوّر صورة كلّفه اللّه تعالى يوم القيامة ان ينفخ فيها وليس بنافخ[541]. ولا بأس بتصوير غير ذي الروح وان كانت الصورة مجسّمة، ويعتبر في الحرمة القصد إلى التصوير والحكاية[542]، ويطلب فروع ذلك من المناهج[543].
ومنها: الغلول:
عدّه الكاظم[544] والرضا[545] والجواد[546] عليهم السّلام من الكبائر مستندا إلى قوله عزّ وجلّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ[547].
ومنها: الغناء:
وهو من الكبائر، لقوله جل شأنه وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ[548] بضميمة ما ورد مستفيضا من تفسير لهو الحديث بالغناء، كما فسّر به قوله تعالى وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ[549]-[550] وورد انّ الغناء ممّا وعد اللّه عليه النّار[551].
وانّه يورث النفاق وينبته كما ينبت الماء الزرع[552]. وانّه يعقب الفقر[553] وانّ بيت الغناء لا تؤمن فيه الفجيعة، ولا تجاب فيه الدعوة، ولا يدخله الملك[554]. وانّ الغناء غش النفاق[555]. وانّ اللّه إذا ميّز بين الحقّ والباطل كان الغناء مع الباطل[556]، وسئل الصادق عليه السّلام عن الغناء فقال: لا تدخلوا بيوتا اللّه معرض عن أهلها[557]. وانّ إبليس اوّل من تغنى[558].
وحقيقته - على الأظهر - ترجيع الصوت على وجه يلهي ويوافق ألحان أهل الفسوق والكبائر، فهو كيفيّة في الصوت لا نفسه، ولا فرق في تحريمه بين أن يكون في نظم، أو نثر، أو قرآن، أو دعاء، أو رثاء على الأظهر، وكلّ ما[559] يحرم الغناء يحرم استماعه وتعليم الغير إيّاه، وقد ورد ان تعليم الغناء كفر، والاستماع له نفاق، وأجرته سحت[560]، واما السماع غير المؤدّى إلى الاستماع فلا بأس به إذا لم يقصده ولم يعدّ سماعه إعانة، والأحوط لزوما ترك الجلوس في مجلس الغناء حتى مع عدم الاستماع مع القدرة على مفارقته. وقد ورد المنع منه معلّلا بانّ اللّعنة إذا نزلت عمّت أهل المجلس، ولا بأس بالهلهولة[561]، والحوراب، ومناغاة الأطفال[562]، وأصوات البنائين عند الاشتغال بالبناء ما لم يندرج في موضوع الغناء عرفا، وجوّز الأكثر الحداء - بالضمّ والمدّ -، وهو صوت يرجّع فيه للسير بالإبل، ولم أقف له على دليل، وعمومات حرمة الغناء بعد اندراجه فيه موضوعا تشمله[563].
ومنها: الفتنة:
وهي من الكبائر، لقوله عزّ من قائل في سورة البقرة وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ[564] وبعده بيسير وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ[565] وقال عزّ شأنه في سورة البروج: إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ[566].
ومنها: الفتوى بغير ما أنزل اللّه تعالى وبغير علم:
وهي من الكبائر، وقد ورد أنّ من أفتى النّاس بغير علم ولا هدى من اللّه لعنته ملائكة الرّحمة، وملائكة العذاب، وملائكة الأرض، وملائكة السماء، ولحقه وزر من عمل بفتياه. وانّ بالفتوى بالرأي هلك من هلك[567]. وانّ اللّه يعذّب اللسان بعذاب لا يعذّب به شيئا من الجوارح، فيقول: أي ربّ عذّبتني بعذاب لم تعذّب به شيئا؟ فيقال له: خرجت عنك كلمة فبلغت مشارق الأرض ومغاربها فسفك بها الدم الحرام، وانتهب بها المال الحرام، وانتهك بها الفرج الحرام، وعزّتي لأعذبنّك بعذاب لا أعذّب به شيئا من جوارحك[568].
ومنها: الفحش:
لما ورد من انّ اللّه يبغض الفاحش المتفحّش[569]. وانّ من علامات شرك الشيطان الذي لا يشكّ فيه ان يكون فحّاشا لا يبالي ما قال وما قيل فيه[570].
وانّ الفحش والبذاء والسلاطة من النّفاق[571]. وانّ من فحش على أخيه المسلم نزع اللّه [ منه ] بركة رزقه، ووكله إلى نفسه، وأفسد عليه معيشته[572]. وانّ من شرّ عباد اللّه من تكره مجالسته لفحشه[573]. وقد ورد المنع من الفحش حتّى من المظلوم على الظالم[574].
ومنها: الفرار من الزحف:
عدّه الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه وآله[575] وأمير المؤمنين[576] والصادق[577] والكاظم[578] والرضا[579] والجواد[580] عليهم أفضل الصلاة والسّلام من الكبائر، مستندا إلى قوله عزّ وجلّ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ[581].
وقال أمير المؤمنين عليه السّلام - في كلام له -: وليعلم المنهزم بأنّه مسخط ربّه، وموبق نفسه، وانّ في الفرار موجدة اللّه، والذلّ اللازم، والعار الباقي، وانّ الفارّ لغير مزيد في عمره، ولا محجوز بينه وبين يومه، ولا يرضي ربّه. ولموت الرجل محقّا قبل إتيان هذه الخصال خير من الرضا بالتلبس بها، والإقرار عليها[582].
ومنها: قتل النفس المحترمة:
عدّه النبي[583] وأمير المؤمنين[584] والصادق[585] والكاظم[586] والرضا[587] والجواد[588] عليه وعليهم أفضل الصلوات والتحيّات من الكبائر، لقوله سبحانه وتعالى في سورة النساء: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً[589] وقال سبحانه: وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً * وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْواناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً[590] وقال عزّ من قائل: مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً[591] وقال أبو جعفر عليه السّلام - عقيب الآية -: ان له في النار مقعدا لو قتل الناس جميعا لم يرد الّا ذلك المقعد[592]. وقال - في خبر آخر -: يوضع في موضع من نار جهنّم اليه ينتهي شدّة عذاب أهلها لو قتل الناس جميعا لكان انّما يدخل ذلك المكان[593].
وورد انّه لا يدخل الجنّة سافك الدم[594]، وانّه لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما. قال عليه السّلام: ولا يوفق قاتل المؤمن متعمدا للتوبة[595].
وورد انّ اللّه تعالى أوحى إلى موسى بن عمران عليه السّلام: [ أن ] يا موسى قل للملأ من بني إسرائيل إيّاكم وقتل النفس الحرام بغير حقّ فإنّ من قتل منكم نفسا [ في الدنيا ] قتلته مائة ألف قتلة مثل قتلة صاحبه[596]. وورد عن أئمّتنا عليهم السّلام انّ من قتل مؤمنا متعمّدا أثبت اللّه على قاتله جميع الذنوب، وبرّأ المقتول عنها[597]، وذلك قول اللّه: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ[598].
ثم كما يحرم القتل فكذا يحرم الاشتراك والسعي فيه، والرضا به، كما يأتي عند بيان حرمة المعاونة على قتل المؤمن إن شاء اللّه تعالى.
ومنها: قذف المحصنات:
عدّه النّبي صلّى اللّه عليه وآله[599] ومولانا الصادق[600] والكاظم[601] والرضا[602] والجواد[603] عليهم السّلام من الكبائر، مستندا إلى قوله عزّ وجل في سورة النور: إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ[604]. ويدلّ عليه أيضا قوله سبحانه في أوائل سورة النور: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ[605]. فان ردّ شهادته وكونه فاسقا من دون تقييد بالإصرار يقضي بكونه كبيرة. ولا فرق في حرمة القذف بين المسلمة والمشركة، لما ورد من انّ لكلّ قوم نكاحا يحتجزون به عن الزنا[606].
وورد انّه كان لأبي عبد اللّه عليه السّلام صديق لا يكاد يفارقه.. إلى أن قال: فقال يوما لغلامه: يا بن الفاعلة أين كنت؟ قال فرفع أبو عبد اللّه عليه السّلام يده فصكّ بها جبهة نفسه ثم قال: سبحان اللّه ! تقذف أمّه، قد كنت أرى أنّ لك ورعا فإذا ليس لك ورع، فقال: جعلت فداك أمّه سنديّة مشركة. فقال: أما علمت انّ لكلّ امّة نكاحا، تنحّ عنّي، فما رأيته يمشي معه حتى فرّق بينهما الموت[607]. وورد النهي عن قذف من كان على غير الإسلام إلّا أن تكون قد اطلعت على ذلك منه[608]. وورد انّ من رمى محصنا أو محصنة أحبط اللّه عمله، وجلده يوم القيامة سبعون الف ملك من بين يديه ومن خلفه، ثم يؤمر به إلى النّار[609]. وقال الرضا عليه السّلام: حرم اللّه قذف المحصنات لما فيه من فساد الأنساب، ونفي الولد، وإبطال المواريث، وترك التربية، وذهاب المعارف، وما فيه من الكبائر والعلل الّتي تؤدّى إلى فساد الخلق[610].
ومنها: قسوة القلب:
لما ورد من انّ اربع خصال من الشقاء: جمود العين، وقسوة القلب، وشدّة الحرص في الدّنيا، والإصرار على الذنب[611]. وانّ اللّه تعالى قال فيما ناجى موسى عليه السّلام: لا تطول في الدنيا أملك فيقسو قلبك، والقاسي القلب بعيد منّي[612]، وانّه ما جفّت الدموع الّا لقسوة القلوب، وما قست القلوب إلّا لكثرة الذنوب[613].
ومنها: قطع السبيل:
وهو من الكبائر لجعله تعالى ذلك أحد أسباب عذاب قوم لوط، حيث قال سبحانه في سورة العنكبوت: وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ أَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ.. إلى قوله تعالى إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ[614]. ولأنّ جواز قتاله يكشف عن ذلك، بل ربّما يندرج ذلك في السعي في الأرض فسادا في قوله عزّ من قائل:
إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ[615].
ومنها: قطيعة الرحم:
عدها مولانا الكاظم[616] والرضا[617] والجواد[618] عليهم السّلام من الكبائر، وقال عزّ من قائل: وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ[619] وقال جلّ شأنه: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ * أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ[620].
وورد انّ الرحم معلّقة يوم القيامة بالعرش يقول: اللهمّ صل من وصلني واقطع من قطعني[621]. [ وانّ الناس ] إذا قطعوا الأرحام جعلت الأموال في أيدي الأشرار[622].
وان قطيعة الرحم تذر الديار بلاقع من أهلها، وتثقّل الرحم - يعني به انقطاع النسل - وتحجب الدعاء، وتزيل النعم[623]. وورد انّ من الذنوب الّتي تعجّل الفناء قطيعة الرحم[624] وقد شكى رجل إلى أبي عبد اللّه عليه السّلام أقاربه فقال عليه السّلام: أكظم غيظك وافعل، فقال: إنّهم يفعلون ويفعلون. فقال عليه السّلام: أتريد أن تكون مثلهم فلا ينظر اللّه إليكم[625]. وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: لا تقطع رحمك وان قطعتك[626]. وورد انه ملعون ملعون قاطع رحم.
وانّه ما من ذنب أجدر أن يعجل اللّه لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما أدّخره في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم. وانه لا يدخل الجنة قاطع رحم[627]. وقد مرّ في أواخر الفصل الأول بيان فوائد صلة الرحم، فلاحظ.
ومنها: القمار:
لاستفاضة النهي في الكتاب والسنّة عنه، ومقتضى الإطلاق حرمته، سواء كان مع الرهن أو بدونه، وسواء كان بآلاته المعدّة له كالنرد، والشطرنج، والأربعة عشر، أو بما لم يعدّ لذلك كالجوز، والبيض، ونحوهما. وقد عدّه مولانا الرضا عليه السّلام من الكبائر[628]، ولعلّه لجعله تعالى الميسر الذي هو القمار من عمل الشيطان، وقد ورد مستفيضا تفسير قوله تعالى: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ[629] بالشطرنج ونحوه. وقال سبحانه: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما[630].
ويحرم حضور مجلس القمار، ومشاهدة لعب الغير به ان اندرج في عنوان الإعانة على الإثم، أو ترك النهي عن المنكر مع اجتماع شرائطه، بل الأحوط اجتناب حضور مجلسه مطلقا، لما ورد من أن المطلع على الشطرنج كالمطلع في النار[631]. وقد قيل لأبي الحسن موسى عليه السّلام انّي أقعد مع قوم يلعبون بالشطرنج ولست ألعب بها ولكنّي أنظر فقال: مالك ولمجلس لا ينظر اللّه إلى أهله[632]. وقال مولانا الصادق عليه السّلام: بيع الشطرنج حرام، وأكل ثمنه سحت، واتخاذها كفر، واللعب بها شرك، والسّلام على اللاهي بها معصية كبيرة موبقة، والخائض فيها يده كالخائض يده في لحم الخنزير، والناظر إليها كالناظر في فرج امّه، واللّاهي بها والناظر إليها في حال ما يلهي بها في حالته تلك في الإثم سواء، ومن جلس على اللعب بها فقد تبوأ مقعده من النّار، وكان عيشه ذلك حسرة عليه يوم القيامة، وإيّاك ومجالسة اللّاهي والمغرور بلعبها، فإنها من المجالس التي باء أهلها بسخط من اللّه يتوقّعونه في كلّ ساعة فيعمّك معهم[633].
وفي خبر: انّ الناظر إلى الشطرنج كآكل لحم الخنزير[634].
ومنها: القنوط من رحمة اللّه سبحانه:
عدّه مولانا الصّادق[635] والرّضا[636] عليهما السّلام من الكبائر، وقد قال سبحانه وتعالى: وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ[637].
ومنها: القيادة:
لما ورد من لعن القوّاد والقوّادة[638]، بل هي من الكبائر لثبوت الحدّ عليها شرعا، لبعد ثبوته على الصغيرة، مضافا إلى ما ورد من انّ: من قاد بين امرأة ورجل حراما، حرّم اللّه عليه الجنّة ومأواه جهنم وساءت مصيرا، ولم يزل في سخط اللّه حتى يموت[639].
ومنها: القيافة:
وهي إلحاق الآثار وإلحاق الأنساب بين الأنساب بآثار وعلامات يدّعي معرفتها، وهي محرّمة إذا رتّب عليها الحكم بتّا، ويحرم الرجوع إلى القائف لترتيب الأثر على حكمه، وكلّ ما يحرم الحكم والرجوع اليه يحرم أخذ الأجرة على ذلك، وكذا تعليمها وتعلّمها الّا لغرض صحيح، مثل تعجيز من استند إليها في دعوى النبوّة[640].
ومنها: الكبر:
عدّه الصادق[641] والرضا[642] عليهما السّلام من الكبائر، وقد قال سبحانه: فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ[643]. وورد ان أدنى الإلحاد الكبر[644]. وانّ الكبر سعوط الشيطان[645]. وانّه مطايا النّار[646]. وانّ العزّ رداء اللّه، والكبر إزاره، فمن تناول شيئا منه أكبّه اللّه في جهنّم[647]. وفي خبر آخر: فمن نازع اللّه شيئا من ذلك أكبّه اللّه في النّار[648]. وورد انّه لا يدخل الجنّة من في قلبه مثقال ذرّة من كبر[649]. وان في جهنّم لواديا للمتكبرين يقال له سقر، شكا إلى اللّه شدّة حرّه وسأله عزّ وجلّ ان يأذن له ان يتنفّس فتنفّس فأحرق جهنّم[650]، وانّ المتكبّرين يجعلون في صور الذرّ تتوطأهمّ الناس حتّى يفرغ اللّه من الحساب[651]، ثم يسلك بهم إلى النار، ويسقون من طينة خبال من عصارة أهل النار[652]. وانّ ما من أحد من ولد آدم الّا وناصيته بيد ملك، فان تكبّر جذبه بناصيته إلى الأرض، ثم قال له: تواضع وضعك اللّه، وان تواضع جذبه بناصيته ثم قال له: ارفع رأسك رفعك اللّه ولا وضعك بتواضعك للّه[653]. وانّ اللّه لا ينظر إلى المتكبّر[654]. وانّ أكثر أهل جهنّم المتكبّرون[655].
ثم التكبّر هو ان يرى الإنسان الكل حقيرا بالإضافة إلى نفسه، ولا يرى الكمال والشرف والعزّ الّا لنفسه. والّذي يفهم من رواية مولانا الجواد عليه السّلام عن أبيه عليه السّلام عن جدّه عليه السّلام هو وجود الفرق بينه وبين التجبّر، لكن في مجمع البحرين[656] انّه لا فرق بين المتجبّر والمتكبر لغة، نعم قال - بعد ذلك -: وقيل المتكبر المتعظم بما ليس فيه، والمتجبّر الذي لا يكترث لأمر.
ومنها: كتمان الشهادة:
عدّه الكاظم[657] والرضا[658] والجواد[659] عليهم السّلام من الكبائر استنادا إلى قوله سبحانه: وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ[660] وورد تفسير « آثم قلبه » بكافر قلبه[661]. وقال سبحانه: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ[662]. وورد أن من كتمها أطعمه اللّه لحمه على رؤوس الخلائق، ويدخل النّار وهو يلوك لسانه[663]. وانّ من كتم شهادة شهد بها[664] ليهدر بها دم امرئ مسلم، أو ليزوي بها مال امرئ مسلم اتى يوم القيامة ولوجهه ظلمة مدّ البصر، وفي وجهه كدوح[665] تعرفه الخلائق باسمه ونسبه[666].
ومنها: كتمان ما أنزل اللّه سبحانه:
وهو من الكبائر، لقوله عزّ من قائل في سورة البقرة إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ[667]. وقوله عزّ شأنه بعد ذلك بخمس عشرة آية: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ[668].
ومنها: الكذب:
وقد عدّه مولانا الصادق[669] والرضا[670] عليهما السّلام من الكبائر، وورد انّ اللّه عزّ وجلّ جعل للشرّ أقفالا، وجعل مفاتيح تلك الأقفال الشراب، والكذب شرّ من الشراب[671]. وان الكذب هو خراب الإيمان[672]، وانه لعوق إبليس لعنه اللّه[673]. وانّ الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النّار[674].
وان ممّا أعان اللّه به على الكذابين النسيان[675]. وانّ العبد ليكذب حتى يكتب من الكذابين، فإذا كذب قال اللّه عزّ وجلّ كذب وفجر[676]. وانّه لا يكون المؤمن كذابا[677]. وانّ أربى الربا الكذب[678]. وانّ الكاذب على شفا مخزاة [ و ] هلكة[679]، وانّ من كثر كذبه ذهب بهاؤه[680].
وتشتدّ الحرمة والقبح في الكذب على اللّه سبحانه ورسوله صلّى اللّه عليه وآله وأوليائه الكرام سلام اللّه عليهم أجمعين، وقد نصّ الصادق بكونه من الكبائر[681]، وقال اللّه سبحانه: وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَ لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ[682] وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ * مَتاعٌ فِي الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذابَ الشَّدِيدَ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ[683] وورد انّ الكذب على اللّه ورسوله صلّى اللّه عليه وآله من الكبائر[684]، وانّ الذي يحوك الكذب على اللّه ورسوله ملعون[685]. وانّ من كذب على أمير المؤمنين عليه السّلام فليتبوّأ مقعده من النّار[686]. وان من كذب على الأئمّة عليهم السّلام فقد كذب على رسول اللّه، ومن كذب على رسول اللّه فقد كذب على اللّه، ومن كذب على اللّه عذّبه اللّه عزّ وجلّ[687].
ثم المحرّم انّما هو الكذب المخبري وهو الإخبار بخلاف ما يعتقده دون الكذب الخبري، فلو أخبر بمقتضى معتقده بما اتّفق مخالفته للواقع لم يكن آتيا بالمحرّم إذا لم يقصّر في مقدّمات الاعتقاد. ولا فرق في حرمة الكذب بين جدّه وهزله، وقد ورد انّه لا يجد عبد طعم الإيمان حتى يترك الكذب هزله وجدّه[688]، وويل للذي يحدّث فيكذب ليضحك به القوم[689]. وقال زين العابدين عليه السّلام: اتّقوا الكذب الصغير منه والكبير في كلّ جدّ وهزل، فانّ الرجل إذا كذب في الصغير اجترأ على الكبير، أما علمتم انّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم قال: ما يزال العبد يصدق حتى يكتبه اللّه صدّيقا، وما يزال العبد يكذب حتى يكتبه اللّه كذّابا[690]. نعم لو علم السامع بهزله في الكذب لم يبعد عدم الحرمة وان كان الترك أحوط[691].
ولا فرق في حرمة الكذب بين ترتّب مفسدة عليه وعدمها، كما لا فرق بين ما إذا كان في نثر أو نظم، إلّا مع قرينة المبالغة كما في أغلب الاشعار ويستثنى من مطلق الكذب، لا الكذب على اللّه ورسوله صلّى اللّه عليه وآله، الكذب في الإصلاح[692]، لما ورد انّ اللّه أحبّ الكذب في الصلاح، وبغض الصدق في الفساد[693]. وان ثلاثا يحسن فيهن الكذب، المكيدة في الحرب، وعدتك زوجتك، والإصلاح بين الناس[694]. وثلاثا يقبح فيهنّ الصدق: النميمة، وإخبارك الرجل عن أهله بما يكرهه، وتكذيبك الرجل عن الخبر[695]. وورد ان المصلح ليس بكذّاب[696]. وفسّر عليه السّلام الإصلاح بين الناس بان يسمع من الرجل كلاما يبلغه فتخبث نفسه فتقول سمعت من فلان قال فيك من الخير كذا وكذا خلاف ما سمعته منه[697]. بل ظاهر شطر من الأخبار هو جواز الكذب لمطلق الصلاح، مثل ما إذا استأذن عليه فقال للجارية قولي ليس هو هاهنا، ومثل الوعد الكاذب مع الزوجة بل مطلق الأهل[698]، وان كان الأحوط الترك في غير مقام الإصلاح.
ولا بأس بالتورية، لخروجها عن الكذب موضوعا، كما لا بأس بالكذب فيما إذا دعت الضرورة إليه لخوف، أو تقيّة، أو نحو ذلك، بل يجوز الحلف كاذبا لذلك من دون توقّف على العجز عن التورية حينئذ، نعم التورية مع إمكانها أحوط[699].
والمدار في الضرر المسوغ للكذب على ما يسوغ به ساير المحرمات، نعم الأفضل ترك الكذب وتحمل الضرر المالي إذا كان ممّا لا يجحف، واللّه العالم.
ومنها: الكفر باللّه العظيم:
وهو رأس الكبائر ورئيسها، وقد عدّه أمير المؤمنين[700] والصّادق[701] عليهما السّلام من الكبائر، ولا حاجة في بيان خطره إلى ذكر آية ولا رواية.
ومنها: كفران نعمة اللّه سبحانه:
فانّه محرّم، بل هو من الكبائر لقوله عزّ وجلّ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ[702] وقال سبحانه وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ[703]. وسئل أبو عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه عزّ وجلّ: فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ..[704].
الآية، فقال: هؤلاء قوم كانت لهم قرى متّصلة بعضها إلى بعض، وأنهار جارية، وأموال ظاهرة، فكفّروا نعم اللّه، وغيّروا ما بأنفسهم من عافية اللّه، فغيّر اللّه ما بهم من نعمه، وانّ اللّه لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم، فأرسل اللّه عليهم العرم، فغرّق قراهم، وخرّب ديارهم، وأذهب بأموالهم، وأبدلهم مكان جنانهم جنّتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل ثم قال: ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ[705].
وورد انّه لا زوال للنعماء إذا شكرت، ولا بقاء لها إذا كفرت[706]. بل أفتى بعضهم بحرمة كفران نعمة النّاس، لما ورد من لعن الصادق عليه السّلام قاطعي سبيل المعروف، مفسّرا ذلك بان يصل إلى الرجل المعروف فيكفره فيمتنع صاحبه من أن يصنع ذلك إلى غيره. وورد انّ أسرع الذنوب عقوبة كفران النعمة، وعليك بمراجعة ما مرّ في المقام التاسع عند ذكر ثمرات الشكر.
ومنها: الكهانة:
وهي تعاطي الاخبار عن أمور مخفيّة والتي تكون في مستقبل الزمان بحسب اخبار الجنّ له، وهي محرّمة بلا شبهة، وقد ورد انّ الكاهن برئ من دين محمّد صلّى اللّه عليه وآله[707]. وانّ من أتاه وصدّقه فقد برئ ممّا أنزل اللّه عزّ وجلّ على محمّد صلّى اللّه عليه وآله[708]. وانّ اجرتها من السحت[709]، وفي حكمها تعلّمها وتعليمها إلّا لغرض صحيح، مثل ردّ مدّعي المعجزة بها، بكهانة مثلها، والمحرّم منها انّما هو الاخبار على البتّ، فلا بأس بالأخبار به على سبيل التفاؤل، أو الاحتمال، وان كان ترك ذلك أولى[710].
ومنها: كون الانسان ذا وجهين ولسانين:
لما ورد من انّ من لقى المسلمين بوجهين ولسانين جاء يوم القيامة وله لسانان من نار[711]، وزاد في آخر: وله وجهان من نار، وانّه بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين يطري أخاه شاهدا، ويأكله غائبا، ان اعطى حسد، وان ابتلى خذله[712].. وأنّه يجيء يوم القيامة ذو الوجهين دالعا لسانه في قفاه، وآخر من قدّامه يلتهبان نارا حتى يلهبا جسده، ثم يقال: هذا الذي كان في الدنيا ذا وجهين ولسانين يعرف بذلك يوم القيامة[713]، وان شر الناس يوم القيامة ذا الوجهين[714].
ومنها: لبس الحرير والذهب ولو خاتما للرجال:
فإنّه محرّم للنهي عنه[715]، وقد ورد انّ من لبس الحرير من الرجال أحرق اللّه تعالى جلده يوم يلقاه، وأنّه والذهب زينة أهل الجنّة، وهما في الدنيا على الرجال محرّمان[716]، ويطلب فروع ذلك من مبحث لباس المصلّي من مناهج المتقين.
ومنها: لعن المؤمن غير المستحق له:
فإنّه محرّم، وقد ورد انّ اللعنة إذا خرجت من في صاحبها تردّدت فيما بينهما، فإن وجدت مساغا والّا رجعت على صاحبها وكان أحقّ بها، فاحذروا أن تلعنوا مؤمنا فيحلّ بكم[717].
ومنها: اللواط:
عدّه الصّادق[718] والرضا[719] عليهما السّلام من الكبائر، وقد ورد عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ان من جامع غلاما جاء يوم القيامة جنبا لا ينقّيه ماء الدنيا، وغضب اللّه عليه ولعنه وأعدّ له جهنّم وساءت مصيرا[720]. وانّ الذكر يركب على الذكر فيهتزّ العرش لذلك[721]. وورد انّ حرمة الدبر أعظم من حرمة الفرج[722]. وانّ اللّه أهلك امّة لحرمة الدبر، ولم يهلك أحدا لحرمة الفرج[723]. وانّ من الحّ في وطي الرجال لم يمت حتّى يدعو الرجال إلى نفسه[724].
وانّ من بات مصرّا على اللّواط لم يمت حتّى يرميه اللّه بحجر من الحجارة التي تضمّنها قوله تعالى وَأَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ[725] تكون في منيّته، ولا يراه أحد[726]. وانّ في اللواط انقطاع النسل، وفساد التدبير، وخراب الدنيا[727]. وانّ قوم لوط لمّا عملوا ما عملوا بكت الأرض إلى ربّها حتى بلغت دموعها إلى السماء، وبكت السماء حتى بلغت دموعها العرش، فأوحى اللّه إلى السماء أن أحصبيهم[728]، وأوحى اللّه إلى الأرض أن اخسفي بهم[729]. وقضيّة قوم لوط طويلة فلتطلب من التفاسير.
وكما يحرم اللّواط على الفاعل فكذا على المفعول به، وقد ورد انّ الرجل ليؤتى في حقبه، فيحسبه اللّه على جسر جهنّم حتّى يفرغ اللّه من حساب الخلائق، ثم يؤمر به إلى النّار، فيعذّب بطبقاتها، طبقة طبقة حتّى يرد إلى أسفلها ولا يخرج منها[730]. وورد انّ اللّه عزّ وجلّ قال: وعزّتي وجلالي لا يقعد على نمارق الجنّة واستبرقها وحريرها من يؤتى في دبره[731]. وان من يؤتى في دبره ليس من الشيعة[732].
ويحرم مقدّمات اللّواط من النظر بشهوة والتقبيل ونحوهما، وقد ورد ان من قبّل غلاما بشهوة ألجمه اللّه يوم القيامة بلجام من نار[733]. وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: إيّاكم وأولاد الأغنياء والملوك المرد، فانّ فتنتهم أشدّ من فتنة العذاري في خدورهن[734].
فائدة:
روى عمر بن يزيد قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السّلام وعنده رجل فقال: انّي أحبّ الصبيان، فقال له: فتصنع ما ذا؟ قال أحملهم على ظهري. فوضع أبو عبد اللّه عليه السّلام يده على جبهته وولّى عنه، فبكى الرجل، فنظر اليه فكأنّه رحمه، فقال: إذا أتيت بلدك فاشتر جزورا سمينا، واعقله عقالا شديدا، فخذ السيف فاضرب السنام ضربة تقشر عنه الجلدة، واجلس عليه بحرارته، قال الرجل: فأتيت بلدي ففعلت ذلك فسقط منّي على ظهر البعير شبه الوزغ أصغر من الوزغ وسكن ما بي[735].
ومنها: لمس الأجنبيّة والأجنبيّ:
فإنه يحرم لمس كلّ ما يحرم النظر اليه من المرأة للرجل ومن الرجل للمرأة، ومن كلّ منهما لمماثله، ومنهما لغيره، ويحرم مسّ وجه الأجنبيّة حتى على القول بجواز النظر اليه الّا عند الضّرورة[736].
ومنها: مجالسة أهل المعاصي والبدع:
لما ورد من النواهي الأكيدة عن ذلك، قال اللّه سبحانه وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ[737]. وورد عنهم عليهم السّلام انّ من قعد عند سبّاب لأولياء اللّه فقد عصى اللّه[738]. وقال الصادق عليه السّلام: لا تصحبوا أهل البدع ولا تجالسوهم فتصيروا عند الناس كواحد منهم.
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: المرء على دين خليله وقرينه[739].
وقال عليه السّلام: ثلاثة مجالس يمقتها اللّه، ويرسل نقمته على أهلها، فلا تقاعدوهم، ولا تجالسوهم، مجلسا فيه من يصف لسانه كذبا في فتياه، ومجلسا ذكر أعدائنا فيه جديد وذكرنا فيه رثّ، ومجلسا فيه من يصدّ عنّا وأنت تعلم[740]، وعلّل عليه السّلام المنع من مجالسة العاصين وأهل البدع والظالمين بخوف نزول عذاب ونقمة يعمّ من جالسهم كما عمّ الغرق من تخلّف من أصحاب موسى عليه السّلام ليعظ أباه، فبلغ خبره موسى عليه السّلام فقال: هو في رحمة اللّه، ولكن النقمة إذا نزلت لم يكن لها عمّن قارب الذنب دفاع[741]. وقال عليه السّلام: ما اجتمع ثلاثة من الجاحدين إلّا حضرهم عشرة أضعافهم من الشياطين، فإن تكلّموا تكلّم الشياطين بنحو كلامهم وإذا ضحكوا ضحكوا معهم، وإذا نالوا أولياء اللّه نالوا معهم، فمن ابتلي من المؤمنين بهم فإذا خاضوا في ذلك فليقم، ولا يكن شرك شيطان ولا جليسه، فانّ غضب اللّه لا يقوم له شئ، ولعنته لا يردّها شيء، فإن لم يستطع فلينكر بقلبه، وليقم ولو حلب شاة أو فواق ناقة[742]. وقال أمير المؤمنين عليه السّلام: مجالسة الأشرار توجب سوء الظنّ بالأخيار، ومجالسة الأخيار تلحقّ الأشرار بالأخيار، ومجالسة الفجار للأبرار تلحق الفجّار بالأبرار، فمن اشتبه عليكم أمره ولم تعرفوا دينه فانظروا إلى خلطائه، فان كانوا أهل دين اللّه، فهو على دين اللّه، وإن لم يكونوا على دين اللّه فلا حظّ لهم في دين اللّه، انّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان يقول: من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فلا يواخينّ كافرا، ولا يخالطنّ فاجرا، ومن آخى كافرا أو خالط فاجرا كان فاجرا كافرا[743].
إلى غير ذلك من الأخبار، بل ورد المنع من مجاورة أهل المعاصي حذرا من شمول ما ينزل من العذاب للمجاور[744].
وقال مولانا الباقر عليه السّلام: اما انه ليس من سنة أقلّ مطرا من سنة، ولكن اللّه يضعه حيث يشاء، إنّ اللّه جلّ جلاله إذا عمل قوم بالمعاصي صرف عنهم ما كان قدّر لهم من المطر في تلك السنة إلى غيرهم وإلى الفيافي والبحار والجبال، وإن اللّه ليعذب الجعل في جحرها بحبس المطر عن الأرض التي هي بمحلتها لخطايا من بحضرتها، وقد جعل اللّه لها السبيل إلى مسلك سوى محلّة أهل المعاصي، فاعتبروا يا أولي الأبصار. الحديث[745].
وقال الصادق عليه السّلام: مرّ عيسى بن مريم عليه السّلام على قرية قد مات أهلها وطيرها ودوابّها فقال: اما انهم لم يموتوا إلّا بسخطه، ولو ماتوا متفرّقين لتدافنوا. فقال الحواريون: يا روح اللّه وكلمته ادع اللّه ان يحييهم لنا فيخبرونا ما كانت أعمالهم فنتجنّبها، قال: فدعا عيسى عليه السّلام فنودي من الجوّ: ان نادهم، فقام عيسى عليه السّلام بالليل على شرف من الأرض فقال: يا أهل القرية، فأجابه مجيب منهم لبّيك فقال: ويحكم ما كانت أعمالكم؟ قال: عبادة الطاغوت، وحبّ الدنيا، مع خوف قليل، وأمل بعيد، وغفلة في لهو ولعب.. إلى أن قال: كيف عبادتكم للطاغوت، قال: الطاعة لأهل المعاصي، قال: كيف كان عاقبة أمركم؟ قال: بتنا في عافية، وأصبحنا في الهاوية. فقال: وما الهاوية؟ قال: سجّين، قال: وما سجّين؟ قال: جبال من جمر توقد علينا إلى يوم القيامة.. إلى أن قال: ويحك كيف لم يكلّمني غيرك من بينهم؟ قال: يا روح اللّه انّهم ملجمون بلجم من نار بأيدي ملائكة غلاظ شداد، وإنّي كنت فيهم ولم أكن منهم، فلما نزل العذاب عمّني معهم، فانا معلّق بشعرة على شفير جهنّم لا أدري أكبكب فيها أم أنجو منها. الحديث[746].
ومنها: محاربة أولياء اللّه جلّ شأنه:
عدّه مولانا الصّادق[747] والرّضا[748] عليهم السّلام من الكبائر. وقال اللّه سبحانه: إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً.. إلى قوله ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ[749].
ومنها: مدح الظالم:
فقد ورد انّ من مدح سلطانا جائرا وتخفّف وتضعضع له طمعا فيه كان قرينه في النار[750]، وحينئذ فهو من الكبائر، بل يحرم مطلق مدح من يستحقّ الذمّ وذمّ من يستحق المدح[751]. ولو كان الشخص مستحقا للذمّ من جهة، كجوره وظلمه أو نحو ذلك، ومستحقّا للمدح من جهة أخرى كسخاء أو إيمان أو نحو ذلك جاز مدحه من الجهة الّتي يستحق بها المدح إلّا أن يكون ذلك سببا لزيادة عظمته الموجبة لازدياد الجهة التي يستحقّ بها الذمّ من جور وظلم ونحوهما[752]. ويجوز مدح من يستحق الذمّ اتقاء شرّه، بل قد يجب ذلك إذا توقّف عليه حفظ نفس أو عرض، كما يجب ذمّه ردعا له عن المنكر عند عدم الخوف منه كما هو ظاهر[753].
ومنها: المساحقة:
فإنها محرمة، بل هي من الكبائر، لثبوت الحدّ فيها، ولما ورد من انّه إذا كان يوم القيامة يؤتى بالنساء المساحقة[754] قد ألبسن مقطّعات من نار، وقنّعن بمقانع من نار، وسرولن من النار، وأدخل في أجوافهن إلى رؤوسهن أعمدة من نار، وقذف بهن في النار[755]. وقد قيل له عليه السّلام: ليس هذا في كتاب اللّه.
فقال: بلى، قوله تعالى وَعاداً وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِّ[756]. وورد انّهما في النار عليهما سبعون حلّة من نار، فوق تلك الحلل جلد جاف غليظ من نار، عليهما نطاقان من نار وتاجان من نار، فوق تلك الحلل خفان من نار، وهما في النار[757]. وورد: ملعونة ملعونة الراكبة والمركوبة، وملعونة حتى تخرج من أثوابهما الراكبة والمركوبة، فانّ اللّه وملائكته وأولياءه يلعنونها [ وانا ] ومن بقي في أصلاب الرجال وأرحام النساء، فهو واللّه الزنا الأكبر، ولا واللّه ما لهن توبة[758] وورد انّ اللّه إنّما أهلك قوم لوط لما عمل النساء مثل ما عمل الرجال، يأتي بعضهم بعضا[759]. وان أوّل من عمل هذا العمل قوم لوط، فاستغنى الرجال بالرجال، فبقى النساء بلا رجال، ففعلن كما فعل رجالهن[760].
ومنها: معونة الظالمين:
فإنّها محرّمة، بل عدّه مولانا الرضا عليه السّلام من الكبائر[761]، وقد ورد أنّه: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين أعوان الظلمة؟ ومن لاق لهم دواة؟
أو ربط لهم كيسا؟ أو مدّ لهم مدّة قلم؟ فاحشروهم معهم[762]. بل عن مولانا الرّضا عليه السّلام: انّ الدخول في أعمال السلطان والعون له في حوائجه عديل الكفر، والنظر اليه على العمّد من الكبائر التي يستحق بها النار[763]. وورد انّ من مشى مع ظالم يعينه وهو يعلم انّه ظالم فقد خرج عن الاسلام[764]. وانّه إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين الظلمة وأعوان الظلمة وأشباه الظلمة؟ حتى من برا لهم قلما ولاق لهم دواة، فيجتمعون في تابوت من حديد، ثم يرمى بهم في جهنّم[765]. وانّ العامل بالظلم، والمعين به، والراضي به شركاء[766]. وان من تولّى خصومة ظالم أو أعانه عليها نزل به ملك الموت بالبشرى بلعنة اللّه، ونار جهنّم خالدا فيها وبئس المصير. ومن خفّ لسلطان جائر في حاجة كان قرينه في النّار، ومن دلّ سلطانا على الجور قرن مع هامان، وكان هو والسلطان من أشدّ أهل النّار عذابا، ومن عظّم صاحب دنيا وأحبّه لطمع دنياه سخط اللّه عليه، وكان في درجة مع قارون في التابوت الأسفل من النّار[767]، ومن علّق سوطا بين يدي سلطان جائر جعلها اللّه حيّة طولها ستون [ سبعون ] ألف ذراع[768] فتسلّط عليه في نار جهنّم خالدا فيها مخلّدا، ومن سعى بأخيه إلى سلطان ولم ينله منه سوء ولا مكروه أحبط اللّه عمله، وإن وصل منه سوء أو مكروه أو أذى جعله اللّه في طبقة مع هامان في جهنّم[769].
ولا فرق في الحرمة بين إعانتهم على محرّم أو محلّل مع كون المعين معدودا لذلك في أعوان الظلمة، وعلى الثاني ورد المنع من إعانتهم على بناء المسجد[770]، وكذا ما ورد من قول رجل لأبي عبد اللّه عليه السّلام: جعلت فداك انه ربّما أصاب الرجل منّا الضيق أو الشدّة فيدعى إلى البناء يبنيه، أو النهر يكريه، أو المسنّاة يصلحها، فما تقول في ذلك؟ فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام: ما أحبّ انّي عقدت لهم عقدة، أو وكيت لهم وكاء، وانّ لي ما بين لابتيها[771]، لا ولا مدّة قلم، إنّ أعوان الظلمة يوم القيامة في سرادق من نار حتى يحكم اللّه بين العباد[772].
ثم إنه لا يختص الظالمون بحكّام العامّة وسلاطينهم، بل يعمّهم وغيرهم من الظالمين والجائرين حتى من الشيعة[773].
ثم انّه يختص المنع بصورة الاختيار فلا بأس بإعانتهم خوفا على النفس، أو العرض، أو المال الخطير[774]، وكلّما حرمت المعونة حرمت الأجرة المأخوذة عليها[775].
ومنها: المعونة على قتل المؤمن:
والمشاركة فيه، والرضا به، فإنّ كلا منهما محرّم، بل من الكبائر، لما ورد من قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: والذي بعثني بالحقّ لو انّ أهل السماء والأرض شركوا في دم امرئ مسلم لأكبّهم اللّه على مناخرهم في النار، أو قال: على وجوههم[776]. وورد انّ من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة اللّه[777]. وانه يجئ يوم القيامة رجل إلى رجل حتى يلطخه بدمه والنّاس في الحساب، فيقول: يا عبد اللّه ما لي ولك؟ فيقول: أعنت عليّ يوم كذا وكذا فقتلت[778]، وان العبد يحشر يوم القيامة وما ادمى دما فيدفع اليه شبه المحجمة أو فوق ذلك فيقال له: هذا سهمك من دم فلان، فيقول: يا رب انك تعلم انك قبضتني وما سفكت دما. قال: بلى اما سمعت من فلان بن فلان كذا كذا فرويتها عنه فنقلت حتى صارت إلى فلان فقلته عليها؟ فهذا سهمك من دمه[779]. وورد: ان من أحبّ عمل قوم أشرك في عملهم. وورد انّه: لو انّ رجلا قتل بالمشرق فرضي بقتله رجل بالمغرب لكان الراضي عند اللّه عزّ وجلّ شريك القاتل. وانّ الحجّه المنتظر عجّل اللّه تعالى فرجه انّما يقتل ذراري قتلة الحسين عليه السّلام إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم[780].
ومنها: المكر:
وهو من الكبائر، لما ورد عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من قوله: من كان مسلما فلا يمكر ولا يخدع، فإنّي سمعت جبرئيل عليه السّلام يقول: انّ المكر والخديعة في النار[781]. وعن أمير المؤمنين عليه السّلام انّه قال: لولا انّ المكر والخديعة في النار لكنت أمكر الناس[782]. وقال عليه السّلام لولا انّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يقول: إنّ المكر والخديعة والخيانة في النار لكنت أمكر العرب[783].
ومنها: منع الزكاة:
عدّه مولانا الكاظم[784] والرضا[785] والجواد[786] عليهم السّلام من الكبائر، لقوله سبحانه وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هذا ما كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ[787] بعد تفسيره بذلك[788]. وعن النّبي صلّى اللّه عليه وآله: انّه لم يمنع قوم الزكاة الّا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا. وورد انّ: ما من ذي مال ذهب أو فضة يمنع زكاة ماله إلّا حبسه اللّه يوم القيامة بقاع قرقر، وسلّط عليه شجاعا أقرع يريده وهو يحيد عنه، فإذا رأى انّه لا يتخلّص منه أمكنه من يده فقضمها كما يقضم الفجل، ثم يصير طوقا في عنقه، وذلك قول اللّه عز وجل:
سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ[789] وما من ذي مال إبل أو بقر أو غنم يمنع من زكاة ماله إلّا حبسه اللّه يوم القيامة بقاع قرقر تطأه كل ذي ظلف بظلفها، وتنهشه كلّ ذي ناب بنابها، وما من ذي مال نخل أو كرم أو زرع يمنع زكاته إلّا طوقّه اللّه عزّ وجلّ ربعة أرضه إلى سبع أرضين إلى يوم القيامة[790]. وان مانع الزكاة يجرّ قصبه - يعني أمعاءه - في النّار، ومثّل له ماله في النار في صورة شجاع اقرع له [ رأسان ] زبانيان يفر الانسان منه وهو يتبعه حتّى يقضمه كما يقضم الفجل، ويقول أنا مالك الذي بخلت به[791]. وان منع الزكاة يورث موت المواشي[792] وأنّه إذا منعت الزكاة منعت الأرض بركاتها[793]. وانّه ما من أحد أدّى الزكاة فنقصت من ماله، ولا منعها أحد فزادت في ماله[794]. وانه لا تزال هذه الأمّة بخير ما لم يتخاونوا، وأدّوا الأمانة، واتوا الزكاة، وإذا لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط والسنين[795]. وانّ الزكاة تحصن المال[796]. وانّه ما تلف مال ولا ضاع في برّ أو بحر إلّا بترك الزكاة ومنعها وتضييعها. وانه ما من طير يصاد إلّا بتركه التسبيح، وما ممن مال يصاب إلّا بترك الزكاة[797]. وانّه ملعون ملعون مال لا يزكى[798]. وانّ من منع الزكاة سأل الرجعة عند الموت، وهو قول اللّه عزّ وجلّ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ[799]. وانّ من منع الزكاة وقفت صلاته حتّى يزكّى[800]. وانّه ما فرض اللّه على هذه الأمّة شيئا أشدّ عليهم من الزكاة وفيها تهلك عامّتهم[801]. بل مقتضى قواعد المذهب كفر تارك الزكاة مستحلّا وجاحدا، وعليه يحمل ما ورد من انّ بالزكاة حقنت دماء الأغنياء، وبها سمّوا مسلمين[802]. وانّ من منع قيراطا من الزكاة فليس بمؤمن ولا مسلم ولا كرامة[803]. وليمت ان شاء يهوديّا أو نصرانيّا[804]. وانّه كفر باللّه العظيم من هذه الأمّة عشرة، وعدّ منهم مانع الزكاة[805]. وانّه إذا قام القائم عجّل اللّه تعالى فرجه أخذ مانع الزكاة وضرب عنقه[806].
ومنها: المنع من مساجد اللّه سبحانه:
وهو من الكبائر، لقوله عزّ من قائل وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعى فِي خَرابِها أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ[807].
ومنها: الميسر:
وهو القمار، وقد تقدّم حرمته وكونه من الكبائر.
ومنها: نبش القبر:
فإنه محرّم، لثبوت الحدّ والتعزير فيه، بل ذلك يكشف عن كونه كبيرة[808].
ومنها: النجش:
فإنه محرّم على الأقوى والأشهر، وحقيقته ان يزيد من لا يريد شراء شيء في ثمنه مواطأة مع البائع ليغترّ غيره ويشتري بالزائد، وقد ورد ان الناجش خائن[809]، وانّ الناجش والمنجوش ملعونان على لسان محمد صلّى اللّه عليه وآله[810].
والأحوط الاجتناب عن المواطأة مع المشتري على ترك الزيادة ليشتري بالثمن الأقل[811].
ومنها: النظر إلى الأجنبيّة:
فانّه محرّم على تفصيل شرحناه في نكاح المناهج، وقد ورد ان النظر سهم من سهام إبليس مسموم[812]، من تركه للّه عزّ وجلّ لا لغيره أعقبه اللّه أمنا وإيمانا يجد طعمه[813]، وكم من نظرة أورثت حسرة طويلة[814]. وانّه ما من أحد إلّا ويصيب حظّا من الزنا، فزنا العينين النظر، وزنا الفم القبلة، وزنا اليدين اللّمس، صدّق الفرج ذلك أم كذّب[815]-[816]. وانّ النظرة بعد النظرة تزرع في القلب الشهوة، وكفى بها لصاحبها فتنة[817]. وانّ من نظر إلى امرأة فرفع بصره إلى السماء أو غمّض بصره لم يرتدّ اليه بصره حتى يزوجه اللّه من الحور العين، ويعقبه اللّه إيمانا يجد طعمه[818]، وانّ من ملأ عينيه من امرأة حراما حشاهما اللّه يوم القيامة بمسامير من نار، وحشاهما نارا حتى يقضي بين الناس، ثم يؤمر به إلى النار[819].
ومنها: النظر في مكتوب الغير بغير إذنه:
فانّه محرّم، لكونه خيانة[820].
ومنها: النظر إلى دار الغير بغير اطلاعه وإذنه:
فانّه محرّم، بل ورد انه لو رماه صاحب الدار بحصاة أو عود أو غيرهما فجنى ذلك عليه لكانت الجناية هدرا[821]. وورد انّ من اطّلع في بيت جاره فنظر إلى عورة رجل أو شعر امرأة أو شئ من جسدها كان حقّا على اللّه أن يدخله النّار مع المنافقين الذين كانوا يتّبعون عورات النساء في الدنيا، ولا يخرج من الدنيا حتّى يفضحه اللّه، ويبدي للناس عورته في الآخرة[822].
ومنها: نقض العهد واليمين والنذر:
فانّه محرّم، بل عدّه مولانا الكاظم[823] والرضا[824] والجواد[825] عليهم السّلام من الكبائر، لقوله عزّ من قائل إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلًا أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ[826]. وقال سبحانه: الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ[827] وقال جلّ شأنه في سورة الأنفال: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ عاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ[828] وقال عزّ شأنه في سورة الرعد وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ إلى قوله تعالى أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ[829] والامر في الاخبار بالتكفير والاستغفار والتوبة[830] من ذلك أيضا يكشف عن كونه حراما وكبيرة، إذ لولا الحرمة لما وجبت الكفّارة، ولولا انّها كبيرة لم تورث الفسق، ولم تجب التوبة بمرّة من غير إصرار، فتأمل.
وعن النبي صلّى اللّه عليه وآله انه: لم ينقض قوم عهد اللّه وعهد رسوله صلّى اللّه عليه وآله إلّا سلّط اللّه عليهم عدوّهم وأخذ بعض ما في أيديهم[831].
ومنها: نكاح البهيمة:
فانّه محرّم، وان كانت ملك الفاعل، بل هو من الكبائر، لما ورد عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من قوله: ملعون من نكح بهيمة[832]. وسئل الصادق عليه السّلام عن الرجل ينكح بهيمة أو يدلك فقال: كلّ ما أنزل به الرجل ماءه من هذا وشبهه فهو زنا[833]. وورد انّ زنديقا قال له عليه السّلام: لم حرم اللّه إتيان البهائم؟ قال: كره ان يضيّع الرجل ماءه ويأتي غير شكله، ولو أباح اللّه ذلك لربط كلّ رجل أتانا يركب ظهرها ويغشي فرجها، وكان يكون في ذلك فساد كثير، فأباح اللّه ظهورها وحرّم عليهم فروجها، وخلق للرجال النساء ليأنسو ويسكنوا إليهن، ويكنّ موضع شهواتهم وأمّهات أولادهم[834].
ومنها: النميمة:
وهي نقل الحديث من شخص إلى آخر، ومن قوم إلى آخرين على وجه السعاية والإفساد، وهي بين مؤمنين محرّمة، بل هي من الكبائر، لما ورد عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من انّه لا يدخل الجنّة القتّات وهو النمّام[835]. وانّه أبغض الناس إلى اللّه وشرّ النّاس[836]. وانّ صاحب النميمة لا يستريح من عذاب اللّه في الآخرة[837]. وانّ من مشى في نميمة بين اثنين سلّط اللّه عليه في قبره نارا تحرقه إلى يوم القيامة، وإذا خرج من قبره سلّط اللّه عليه تنّينا أسود ينهش لحمه حتى يدخل النار[838]. وان أربعة يؤذون أهل النّار على ما بهم من الأذى يسقون من الحميم والجحيم ينادون بالويل والثبور، يقول أهل النار بعضهم لبعض: ما بال هؤلاء الأربعة قد أذونا على ما بنا من الأذى؟ وعدّ منهم من أكل لحوم الناس بالغيبة ومشى بالنميمة[839]. واستفاض عن أئمّتنا عليهم السّلام انّ الجنّة محرّمة على القتّاتين، يعني المشائين بالنميمة، وانّ مأواهم النّار[840]. ولا تختصّ النميمة بما كان من مقولة القول، بل تحصل بالإشارة ونحوها أيضا[841].
وقد تجب النميمة لإيقاع الفتنة بين المشركين وتقوية المحقّين على المبطلين، خذلهم اللّه سبحانه[842].
ومنها: نوح النائحة بالباطل:
وهو وصف الميت بما ليس فيه من المحاسن، أو تبرئته ممّا فيه من المساوي، أو بما لا يسوغ ذكره، كأن يصفه بما يرفعه في دنياه ويضعه في آخرته، أو يعدّ أفعاله القبيحة، وصفاته الذميمة شرعا، ولا بأس بالنوح بغير ذلك إذا لم يعرضه عنوان محرّم، من غناء، أو سماع أجنّبي صوتها، أو نحو ذلك، وعلى الأوّل يحمل ما نطق بالنهي عن النياحة[843]، وانّ النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقوم يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب[844]، جمعا بينه وبين الأخبار المجوّزة.
نعم لا يبعد القول بالكراهة[845] إلّا بالنسبة إلى المعصومين عليهم السّلام فإنّه مستحّب[846]، ولا يبعد الحاق ذريّتهم، بل والفقهاء رضوان اللّه عليهم بهم[847]. وكلّما حرمت النياحة، حرمت أجرتها، وحرم الاستيجار أيضا[848].
ومنها: نوم الرجل مع مثله مجرّدين: تحت لحاف واحد. وكذا نوم المرأة مع مثلها مجرّدتين تحت لحاف واحد، لما ورد عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من انّه: لا يباشر الرجل الرجل إلّا وبينهما ثوب، ولا تباشر المرأة المرأة إلّا وبينهما ثوب[849]. وعن أمير المؤمنين عليه السّلام من انّه: لا ينام الرجل مع الرجل في ثوب واحد، فمن فعل ذلك وجب عليه الأدب وهو التعزير[850]. وورد انّ عليّا عليه السّلام كان إذا وجد رجلين في لحاف واحد مجرّدين جلدهما حدّ الزاني مائة جلدة كل واحد منهما[851]. وعن أبي عبد اللّه عليه السّلام انّ حدّ الجلد في الزنا ان يوجدا في لحاف واحد، والرجلان يوجدان في لحاف واحد، والمرأتان توجدان في لحاف واحد[852]. ولازم ذلك كونه كبيرة.
ومنها: وطء الميتة:
ولو كانت زوجته أو مملوكته، لورود النهي عن ذلك، بل ورد تعزيره إن كانت زوجته، وحدّه إن كانت أجنبيّة، ولازمه كونه كبيرة[853]، بل كلّما يحرم وطء في حال الحياة كوطء المرأة الأجنبيّة والغلام والبهيمة يحرم بعد الموت[854].
ومنها: الولاية من قبل الجائر لأجل الدّنيا:
فإنّها محرّمة، كافرا كان السلطان أو مسلما، مخالفا أو مؤمنا، والحرمة فيها ذاتيّة، فهي ثابتة حتّى فيما لم تستلزم محرما، ويتضاعف الإثم عند استلزام شيء آخر من المحرمات، من ظلم ونحوه، نعم يجوز قبولها لا لأجل الدنيا بل لأجل القيام بمصالح العباد ودفع الظلم عنهم، وقد ورد انّ للّه تعالى مع السلطان أولياء يدفعون[855] عن أوليائه[856]. وان له تعالى في أبواب الظلمة من نوّر اللّه به البرهان، ومكّن له في البلاد، ليدفع بهم عن أوليائه، ويصلح اللّه به أمور المسلمين، لأنّهم ملجأ المؤمنين من الضرر، وإليهم يفزع ذو الحاجة من الشيعة، بهم يؤنس اللّه روعة المؤمن من دار الظلم، أولئك المؤمنون حقّا، أولئك أمناء اللّه في أرضه، أولئك نور اللّه في رعيتهم يوم القيامة ويزهر نورهم لأهل السماوات كما تزهر الكواكب الزهرية لأهل الأرض، أولئك نورهم نور القيامة، خلقوا واللّه للجنّة وخلقت الجنّة لهم. ولكن لا يخفى عليك ان مصداق الخبر في هذه الأزمنة، بل مطلقا كالكبريت الأحمر، ويلزمه مجاهدة النفس دائما حتى لا تزلق رجله، وانه على فرض الوجدان فلا يساوي المؤمن الذي ليس له الولاية من قبلهم، ولذا ورد انّه ما من جبّار إلّا ومعه مؤمن يدفع اللّه عزّ وجلّ به عن[857] المؤمنين، وهو أقلّهم حظّا في الآخرة لصحبة الجبّار[858].
والحاصل من مجموع الأخبار هي حرمة قبول الولاية لأجل الدّنيا من دون جبره بشيء، وجوازه على كراهية فيما إذا جبره بفعل الطاعات، وقضاء حوائج المؤمنين، ودفع الضّر عنهم، وكشف كربهم من دون أن يرتكب محرّما آخر غير قبول الولاية وإلّا حرم، وهذا هو الّذي ورد في حقّه انّه أقلّ المؤمنين حظّا يوم القيامة. واستحبابه فيما إذا لم يكن داعيه من الدخول فيها إلّا محض فعل الخير للّه تعالى، ودفع الأذى عن المؤمنين، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، مع خلوص نيّته في ذلك، وعدم اقتران عمله بمحرّم أصلا، وهذا هو النادر الذي ورد في حقّه ما سمعت من الفضائل، واللّه العالم.
ويجوز قبول الولاية المحرّمة وانفاذ أوامره ونواهيه للإكراه والخوف والتّقية مع عدم القدرة على التفصّي، إلّا إراقة الدم المحترم، يعني القتل، فإنه لا تقيّة فيها بوجه، من غير فرق بين المباشرة والتسبيب، ولا بين دماء أفراد المؤمنين، ويطلب بقية الفروع من مناهج المتقّين[859].
ومنها: هجاء المؤمنين:
فإنّه محرّم، إلّا لدفع ضرر الهلاك ونحوه عنه[860]. ويعتبر في حرمته بروزه، فلا يحرم الهجاء من دون ان يطلّع عليه أحد ولو في الأزمنة المتأخرة[861]، ويلزم محو المكتوب من الهجو على الأحوط، بل الأظهر[862].
ومنها: هجر المؤمن بغير موجب:
لما ورد من انّه لا يحلّ للمسلم أن يهجر أخاه ثلاثة أيّام، وانّ من كان مهاجرا لأخيه أكثر من ذلك كانت النار أولى به[863]، وانّ من مات في الثلاثة مهاجرا لأخيه كانت النار أولى به[864]. وانه لا يزال الشيطان فرحا ما تهاجر المسلمان، فإذا التقيا اصطكّت ركبتاه، وتخلّعت أوصاله. ونادى: يا ويله ! ممّا لقي من الثبور[865]، وان أيّما مسلمين تهاجرا فمكثا ثلاثة لا يصطلحان إلّا كانا خارجين[866] من الإسلام، ولم يكن بينهما ولاية، فإيّهما سبق إلى كلام أخيه كان السابق إلى الجنة يوم الحساب[867] وانه لا يفترق[868] رجلان على الهجران إلّا استوجب أحدهما البراءة واللعنّة، وربّما استحقّ ذلك كلاهما، قيل له عليه السّلام: جعلت فداك هذا للظالم فما بال المظلوم؟ قال عليه السّلام: لأنه لا يدعو أخاه إلى صلته، ولا يتعامس[869] له من كلامه[870].
ومنها: اليأس من روح اللّه سبحانه:
وقد عدّه مولانا الصادق[871] والكاظم[872] والرضا[873] والجواد[874] عليهم السّلام من الكبائر مستندا إلى قوله سبحانه وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ[875].
ومنها: اليمين الغموس:
بفتح الغين المعجمة، وهي اليمين الكاذبة الفاجرة التي يقطع بها الحالف مال غيره مع علمه بأنّ الأمر بخلافه، سمّيت بذلك لأنها تغمس صاحبها في الإثم ثم في النار، وقد عدّها الصادق عليه السّلام[876] والكاظم[877] والرضا[878] والجواد[879] عليهم أفضل الصلاة والسّلام من الكبائر، لقوله عز وجل إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلًا أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ[880]. وقد ورد أن من حلف على يمين وهو يعلم أنّه كاذب فقد بارز اللّه[881]. وأن اليمين الكاذبة تذر الديار بلاقع من أهلها، وتثقل الرحم - أي تعقر - وتقطع النسل[882]، وتورث العقب الفقر[883]، وتوجب النّار[884]. وانّ من حلف بيمين كاذبة صبرا ليقطع بها مال امرئ مسلم لقي اللّه عزّ وجلّ وهو عليه غضبان، إلّا أن يتوب ويرجع[885]. وانّه تعالى قال: لا أنيل رحمتي من يعرضني للأيمان الكاذبة[886]. وان من أجلّ اللّه أن يحلف به كاذبا أعطاه اللّه عزّ وجلّ خيرا ممّا ذهب منه[887].
وهناك محرّمات أخر كمحرمات الإحرام، ومحرمات الجنب، والحائض، والنفساء، ومحرمات الصوم، أهملنا ذكرها لكون حرمتها عرضيّة، من أرادها طلبها من مناهج المتقين.
تذييل: يتضمن أمورا:
الأول: انه قد وردت عدة أخبار طويلة تتعلّق بالمقام يعجبني نقلها برمّتها:
فمنها: خبر أبي خالد الكابلي:
قال: سمعت زين العابدين علي بن الحسين عليهما السّلام يقول: الذنوب الّتي تغيّر النعم: البغي على النّاس، والزوال عن العادة في الخير، واصطناع المعروف، وكفران النعم، وترك الشكر، قال اللّه تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ[888].
والذنوب التي تورث الندم: قتل النفس الّتي حرم اللّه، قال اللّه تعالى في قصة قابيل حين قتل أخاه هابيل فعجز عن دفنه: فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ[889]، وترك صلة القرابة حتى يستغنوا، وترك الصلاة حتى يخرج وقتها، وترك الوصيّة، وردّ المظالم، ومنع الزكاة حتى يحضر الموت ويتغلّق اللسان.
والذنوب الّتي تنزل النقم: عصيان العارف بالبغي، والتطاول على الناس، والاستهزاء بهم، والسخريّة منهم.
والذنوب الّتي تدفع القسم: إظهار الافتقار، والنوم على العتمة، وعن صلاة الغداة، واستحقار النعم، وشكوى المعبود عزّ وجل.
والذنوب الّتي تهتك العصم: شرب الخمر، واللعب بالقمار، وتعاطي ما يضحك الناس من اللغو والمزاح، وذكر عيوب الناس، ومجالسة أهل الريب.
والذنوب التي تنزل البلاء: ترك إغاثة الملهوف، وترك معاونة المظلوم، وتضييع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والذنوب التي تديل الأعداء: المجاهرة بالظلم، وإعلان الفجور، وإباحة المحظور، وعصيان الأخيار، والانطباع للأشرار.
والذنوب التي تعجّل الفناء: قطيعة الرحم، والقنوط من رحمة اللّه، والثقة بغير اللّه، والتكذيب لوعد اللّه عزّ وجلّ.
والذنوب الّتي تظلم الهواء: السحر، والكهانة، والإيمان بالنجوم، والتكذيب بالقدر، وعقوق الوالدين.
والذنوب التي تكشف الغطاء: الاستدانة بغير نيّة الأداء، والإسراف في النفقة على الباطل، والبخل على الأهل والولد وذوي الأرحام، وسوء الخلق، وقلّة الصبر، واستعمال الضجر والكسل، والاستهانة بأهل الدين.
والذنوب التي تردّ الدعاء: سوء النية، وخبث السريرة، والنفاق مع الإخوان، وترك التصديق بالإجابة، وتأخير الصلوات المفروضة حتى تذهب أوقاتها، وترك التقرب إلى اللّه عزّ وجلّ بالبرّ والصدقة، واستعمال البذاء والفحش في القول.
والذنوب التي تحبس غيث السماء: جور الحكام في القضاء، وشهادة الزور، وكتمان الشهادة، ومنع الزكاة، والقرض، والماعون، وقساوة القلب على أهل الفقر والفاقة، وظلم اليتيم والأرملة، وانتهار السائل ورده بالليل[890].
وفي خبر آخر: إنّ الذنوب التي تنزل النقم: الظلم، والتي تهتك الستور:
شرب الخمر، والتي تحبس الرزق: الزنا[891]. وفي ثالث: إن الذنوب التي تعجل الفناء وتقرّب الآجال وتخلي الديار، هي قطيعة الرحم، والعقوق، وترك البرّ[892].
ومنها: مرسل صفوان:
عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: إذا فشا أربعة ظهرت أربعة: إذا فشا الزنا ظهرت الزلزلة، وإذا فشا الجور في الحكم احتبس القطر، وإذا خفرت الذّمة أديل لأهل الشرك من أهل الاسلام، وإذا منعت الزكاة ظهرت الحاجة[893].
وروى أبو حمزة عن أبي جعفر عليه السّلام انّه قال: وجدنا في كتاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: إذا ظهر الزنا من بعدي كثر موت الفجأة، وإذا طفّف الميزان والمكيال أخذهم اللّه بالسنين والنقص، وإذا منعوا من الزكاة منعت الأرض بركاتها من الزرع والثمار والمعادن كلّها، وإذا جاروا في الأحكام تعاونوا على الظلم والعدوان، وإذا نقضوا العهد سلّط اللّه عليهم عدوّهم، وإذا قطعوا الأرحام جعلت الأموال في أيدي الأشرار، وإذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر ولم يتبعوا الأخيار من أهل بيتي سلطّ اللّه عليهم شرارهم فيدعو خيارهم فلا يستجاب لهم[894].
ومنها: خبر حمران:
عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في حديث قال: ألا تعلم أن من انتظر أمرنا وصبر على ما يرى من الأذى والخوف فهو غدا في زمرتنا، فإذا رأيت الحق قد مات وذهب أهله، ورأيت الجور قد شمل البلاد، ورأيت القرآن قد خلق وأحدث فيه ما ليس فيه، ووجّه على الأهواء، ورأيت الدّين قد انكفئ كما ينكفئ الماء، ورأيت أهل الباطل قد استعلوا على أهل الحق، ورأيت الشّر ظاهرا لا ينهى عنه ويعذر أصحابه، ورأيت الفسق قد ظهر، واكتفى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، ورأيت المؤمن صامتا لا يقبل قوله، ورأيت الفاسق يكذب ولا يرّد عليه كذبه وفريته، ورأيت الصغير يستحقر الكبير، ورأيت الأرحام قد تقطّعت، ورأيت من يمتدح بالفسق يضحك منه ولا يردّ عليه قوله، ورأيت الغلام يعطي ما تعطي المرأة، ورأيت النساء يتزوّجن النساء، ورأيت الثناء قد كثر، ورأيت الرجل ينفق المال في غير طاعة اللّه فلا ينهى ولا يؤخذ على يديه، ورأيت الناظر يتعوّذ باللّه ممّا يرى المؤمن فيه من الاجتهاد، ورأيت الجار يؤذي جاره وليس له مانع، ورأيت الكافر فرحا لما يرى في المؤمن، مرحا لما يرى في الأرض من الفساد، ورأيت الخمور تشرب علانية ويجتمع عليها من لا يخاف اللّه عزّ وجلّ، ورأيت الآمر بالمعروف ذليلا، ورأيت الفاسق فيما لا يحبّ اللّه قويّا محمودا، ورأيت أصحاب الآيات[895] يحقّرون، ويحتقر من يحبّهم، ورأيت سبيل الخير منقطعا، وسبيل الشّر مسلوكا، ورأيت بيت اللّه قد عطّل ويؤمر بتركه، ورأيت الرجل يقول ما لا يفعله، ورأيت الرجال يتسمّنون للرجال، والنساء للنساء، ورأيت الرجل معيشته من دبره، ومعيشة المرأة من فرجها، ورأيت النساء يتّخذن المجالس كما يتّخذها الرجال، ورأيت التأنيث في ولد العباس قد ظهر، وأظهروا الخضاب، وامتشطوا كما تمشط المرأة لزوجها، وأعطوا الرجال الأموال على فروجهم، وتنوفس في الرجل، وتغاير عليه الرجال، وكان صاحب المال أعزّ من المؤمن، وكان الرّبا ظاهرا لا يعيّر، وكان الزنا تمتدح به النساء، ورأيت المرأة تصانع زوجها على نكاح الرجال، ورأيت أكثر الناس وخير بيت من يساعد النساء على فسقهن، ورأيت المؤمن محزونا محتقرا ذليلا، ورأيت البدع والزنا قد ظهر، ورأيت الناس يعتدون بشاهد الزور، ورأيت الحرام يحلّل، والحلال يحرّم، ورأيت الدّين بالرأي، وعطّل الكتاب وأحكامه، ورأيت الليل لا يستخفى[896] به من الجرأة على اللّه، ورأيت المؤمن لا يستطيع أن ينكر إلّا بقلبه، ورأيت العظيم من المال ينفق في سخط اللّه عزّ وجلّ، ورأيت الولاة يقرّبون أهل الكفر ويباعدون أهل الخير، ورأيت الولاة يرتشون في الحكم، ورأيت الولاية قبالة لمن زاد، ورأيت ذوات الأرحام ينكحن ويكتفى بهنّ، ورأيت الرجل يقتل على التهمة وعلى الظنة[897]، ويتغاير على الرجل الذكر فيبذل له نفسه وماله، ورأيت الرجل يعيّر على اتيان النساء، ورأيت الرجل يأكل من كسب امرأته من الفجور يعلم ذلك ويقيم عليه، ورأيت المرأة تقهر زوجها وتعمل ما لا يشتهي، وينفق[898] على زوجها، ورأيت الرجل يكري امرأته وجاريته، ويرضى بالدنّي من الطعام والشراب، ورأيت الأيمان باللّه عزّ وجلّ كثيرة على الزور، ورأيت القمار قد ظهر، ورأيت الشراب يباع ظاهرا ليس عليه مانع، ورأيت النساء يبذلن أنفسهن لأهل الكفر، ورأيت الملاهي قد ظهرت يمرّ بها لا يمنعها أحد أحدا، ولا يجترئ أحد على منعها، ورأيت الشريف يستّذله الذي يخاف سلطانه، ورأيت أقرب الناس من الولاة من يمتدح بشتمنا أهل البيت عليهم السّلام، ورأيت من يحبّنا يزور [ يزوي خ ل ] ولا تقبل شهادته، ورأيت الزور من القول يتنافس فيه، ورأيت القرآن قد ثقل على الناس استماعه، وخفّ على الناس استماع الباطل، ورأيت الجار يكرم الجار خوفا من لسانه، ورأيت الحدود قد عطّلت وعمل فيها بالأهواء، ورأيت المساجد قد زخرفت، ورأيت أصدق الناس عند الناس المفتري الكذب، ورأيت الشرّ قد ظهر والسعي بالنميمة، ورأيت البغي قد فشا، ورأيت الغيبة تستملح ويبشر بها الناس بعضهم بعضا، ورأيت طلب الحج والجهاد لغير اللّه، ورأيت السلطان يذّل للكافر المؤمن، ورأيت الخراب قد أديل من العمران، ورأيت الرجل معيشته من بخس المكيال والميزان، ورأيت سفك الدماء يستخف بها، ورأيت الرجل يطلب الرياسة لغرض الدّنيا، ويشهر نفسه بخبث اللسان ليتّقى وتسند إليه الأمور، ورأيت الصلاة قد استخف بها، ورأيت الرجل عنده المال الكثير لم يزكّه منذ ملكه، ورأيت الميت ينشر من قبره ويؤذى وتباع أكفانه، ورأيت الهرج قد كثر، ورأيت الرجل يمسي نشوان ويصبح سكران لا يهّتم بما الناس فيه، ورأيت البهائم تنكح، ورأيت البهائم يفرس بعضهم بعضا[899]، ورأيت الرجل يخرج إلى مصلّاه ويرجع وليس عليه شيء من ثيابه، ورأيت قلوب الناس قد قست، وجمدت أعينهم، وثقل الذكر عليهم، ورأيت السحت قد ظهر يتنافس فيه، ورأيت المصلي إنّما يصلّي ليراه الناس، ورأيت الفقيه يتفّقه لغير الديّن يطلب الدّنيا والرياسة، ورأيت الناس مع من غلب، ورأيت طالب الحلال يذّم ويعيّر، وطالب الحرام يمدح ويعظّم، ورأيت الحرمين يعمل فيهما بما لا يحب اللّه، لا يمنعهم مانع، ولا يحول بينهم وبين العمل القبيح أحد، ورأيت المعارف ظاهرة في الحرمين، ورأيت الرجل يتكلّم بشيء من الحقّ، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيقوم إليه من ينصحه في نفسه، ويقول: هذا عنك موضوع، ورأيت الناس ينظر بعضهم إلى بعض، ويقتدون بأهل الشرور، ورأيت مسلك الخير وطريقه خاليا لا يسلكه أحد، ورأيت الميّت يهزأ به فلا يفزع له أحد، ورأيت كل عامّ يحدث فيه من الشّر والبدعة أكثر ممّا كان، ورأيت الخلق والمجالس لا يتابعون إلّا الأغنياء، ورأيت المحتاج يعطى على الضحك به، ويرحم لغير وجه اللّه، ورأيت الآيات في السماء لا يفزع لها أحد، ورأيت الناس يتسافدون كما تتسافد البهائم ولا ينكر أحد منكرا تخّوفا من الناس، ورأيت الرجل ينفق الكثير في غير طاعة اللّه، ويمنع اليسير في طاعة اللّه، ورأيت العقوق قد ظهر، واستخّف بالوالدين، وكانا من أسوأ الناس حالا عند الولد، ويفرح بأن يفترى عليهما، ورأيت النساء وقد غلبن على الملك وغلبن على كلّ أمر لا يؤتى إلّا ما لهنّ فيه هوى، ورأيت ابن الرجل يفتري على أبيه ويدعو على والديه، ويفرح بموتهما، ورأيت الرجل إذا مرّ به يوم ولم يكسب فيه الذنب العظيم من فجور أو بخس مكيال أو ميزان أو غشيان حرام أو شرب مسكر كئيبا حزينا، يحسب أنّ ذلك اليوم عليه وضيعة[900] من عمره، ورأيت السلطان يحتكر الطعام، ورأيت أموال ذوي القربى تقّسم في الزور ويتقامر بها، ويشرب بها الخمور، ورأيت الخمر يتداوى بها وتوصف للمريض ويستشفى بها، ورأيت الناس قد استووا في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك التديّن به، ورأيت رياح المنافقين وأهل النفاق قائمة، ورياح أهل الحق لا تحرّك، ورأيت الأذان بالأجر، والصلاة بالأجر، ورأيت المساجد محتشيه ممّن لا يخاف اللّه، مجتمعون فيها للغيبة وأكل لحوم أهل الحق، ويتواصفون فيها شراب المسكر، ورأيت السكران يصلي بالناس وهو لا يعقل ولا يشأن[901] بالسكر، وإذا سكر أكرم واتقّي وخيف وترك لا يعاقب ويعذر بسكره، ورأيت من أكل أموال اليتامى يحدّث بصلاحه، ورأيت القضاة يقضون بخلاف ما أمر اللّه، ورأيت الولاة يأتمنون الخونة للطمع، ورأيت الميراث قد وضعته الولاة لأهل الفسوق والجرأة على اللّه، يأخذون منهم ويخلونهم وما يشتهون، ورأيت المنابر يؤمر عليها بالتقوى ولا يعمل القائل بما يأمر، ورأيت الصلاة قد استخف بأوقاتها، ورأيت الصدقة بالشفاعة لا يراد بها وجه اللّه ويعطى لطلب الناس، ورأيت الناس همّهم بطونهم وفروجهم لا يبالون بما اكلوا وما نكحوا[902]، ورأيت الدنيا مقبلة عليهم، ورأيت أعلام الحق قد درست، فكن على حذر واطلب من اللّه النجّاة، وأعلم انّ النّاس في سخط اللّه عزّ وجلّ إنما يمهلهم لأمر يراد بهم، فكن مترقّبا، واجتهد ليراك اللّه عز وجل على خلاف ما هم[903] عليه، فإن نزل بهم العذاب وكنت فيهم عجلت إلى رحمة اللّه، وان اخرّت ابتلوا وكنت قد خرجت ممّا هم فيه من الجرأة على اللّه عزّ وجلّ، واعلم انّ اللّه لا يضيع أجر المحسنين، وان رحمة اللّه قريب من المحسنين[904].
الثاني: [ الحسنة تكتب بمجرد الاتيان بها والسيئة يمهل فيها ]
انه قد استفاضت الأخبار، بل تواترت، بأن الحسنة تكتب بمجرد الاتيان بها، وان السيئة يمهل فيها إلى مقدار من الزمان، فإن تاب وإلّا كتب بعد ذلك. وقد اختلفت الأخبار في تقدير ذلك الزمان، فقدّر في أكثر الأخبار بسبع ساعات، ففي الصحيح عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: أربع من كّن فيه لم يهلك على اللّه بعدهن إلّا هالك، يهمّ العبد بالسيّئة أن يعملها فإن هو لم يعملها لم تكتب عليه شيء، وان هو عملها أجلّ سبع ساعات، وقال صاحب الحسنات لصاحب السيّئات - وهو صاحب الشمال -: لا تعجل عسى أن يتبعها بحسنة تمحوها، فانّ اللّه عزّ وجلّ يقول: إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ[905] أو الاستغفار، فإن قال: أستغفر اللّه الذي لا إله إلّا هو عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم الغفور الرحيم ذو الجلال والاكرام وأتوب إليه، لم يكتب عليه شيء، فان مضت سبع ساعات ولم يتبعها بحسنة واستغفار، قال صاحب الحسنات لصاحب السيّئات: اكتب على الشقيّ المحروم[906]. وبمضمونه أخبار أخر. وقدر بغدوة إلى الليل في الصحيح عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: إنّ العبد إذا أذنب ذنبا أجلّ من غدوة إلى الليل، فإن استغفر لم تكتب عليه[907]. ولم أقف على ما يوافق هذا الصحيح، فالعمل بالطائفة الأولى.
وظاهر بعض الأخبار ان هذا الامهال بالنسبة إلى المؤمن خاصّة، فإنّ عبّادا البصري قال للصّادق عليه السّلام: بلغنا أنّك قلت: ما من عبد يذنب ذنبا إلّا أجلّه اللّه سبع ساعات من النهار، فقال: ليس هكذا قلت، ولكنّي قلت: ما من مؤمن، وكذلك كان قولي[908].
الثالث: انه يجب التوبة من جميع الذنوب والعزم على ترك العود أبدا، قال اللّه سبحانه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ[909].
وورد عنهم عليهم السّلام تفسير التوبة النصوح بالتوبة عن الذنب على وجه لا يعود فيه أبدا[910]. وقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ[911].
وورد عنهم عليهم السّلام أنّ: من أحبّه اللّه لم يعذّبه وقال تعالى: فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ[912]. وقال سبحانه: إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ[913].
الآية، وقال جلّ ذكره: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[914].
وورد عنهم أنّ اللّه تبارك وتعالى أشدّ فرحا بتوبة عبده من الرجل براحلته الضائعة حين وجدها[915]. وورد أن العبد إذا تاب للّه توبة نصوحا أحّبه[916] اللّه فستر عليه في الدّنيا والآخرة. وفسّره عليه السّلام بأنه تعالى ينسي ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب، ويوحي إلى جوارحه: اكتمي عليه ذنوبه[917]، ويوحي إلى بقاع الأرض: اكتمي ما كان يعمل عليك من الذنوب، فيلقى اللّه حين يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من الذنوب[918].
ثم إنّ الأخبار قد تضّمنت لقبول التوبة شرائط:
أحدها: الإيمان:
فقد قال الصادق عليه السّلام: إنّه لا خير في الدنيا إلّا لرجلين: رجل يزداد في كلّ يوم إحسانا، ورجل يتدارك ذنبه بالتوبة، وانّى له بالتوبة؟ ! واللّه لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبل اللّه منه إلّا بولايتنا أهل البيت عليهم السّلام[919].
ثانيها: الندم على ما مضى:
جعله أمير المؤمنين عليه السّلام في نهج البلاغة ممّا يتحقّق به التوبة، وظاهر أدعية الصحيفة أنّه هو التوبة، حيث قال عليه السّلام في دعاء التوبة:
« إلهي إن كان الندم من الذنب توبة فإنّي وعزتّك من النادمين » وقال في المناجاة الأولى من الأدعية الخمسة عشر: « إلهي إن كان الندم توبة إليك فأنا أندم النادمين ». ويساعده جملة من الأخبار، مثل ما رواه مولانا الصادق عليه السّلام من وحي اللّه إلى داود عليه السّلام: يا داود إنّ عبدي المؤمن إذا أذنب ذنبا ثم رجع وتاب من ذلك الذنب ويستحي منّي عند ذكره غفرت له، وأنسيته الحفظة، وأبدلته الحسنة[920]-[921]. ومن ألفاظ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم المنقولة: إنّ الندامة توبة[922]. وفي كلمات أهل البيت عليهم السّلام: كفى بالندم توبة[923]، وانّ الرجل ليذنب الذنب فيدخله اللّه به الجنّة، قلت: يدخله اللّه بالذنب الجنة؟ ! قال: نعم، إنه يذنب فلا يزال خائفا ماقتا لنفسه، فيرحمه اللّه فيدخله الجنّة[924].
ثالثها: العزم على عدم العود إليه أبدا:
عدّه أمير المؤمنين عليه السّلام من شرائط التوبة[925]، وقال عليه السّلام في خبر آخر ما معناه: انّه لا يكفي الاستغفار لفظا، بل يعتبر تصديق القلب وإضمار أن لا يعود إلى الذنب الذي استغفر منه[926]. وقال أبو جعفر عليه السّلام: التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والمقيم على الذنب وهو مستغفر منه كالمستهزئ[927]. فالعزم على عدم العود معتبر في تحقّق التوبة. نعم، لا يعتبر وثوقه بحصول مراده، ولا يكون عوده كاشفا عن فساد التوبة، كما كشف عن ذلك أخبارهم عليهم السّلام، ففي الصحيح عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام انّه قال لابن مسلم: يا محمد ! ذنوب المؤمن إذا تاب منها مغفورة له، فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة والمغفرة، اما إنها ليست إلّا لأهل الإيمان، قال محمد بن مسلم: قلت: فإن عاد بعد التوبة والاستغفار من الذنوب وعاد في التوبة؟ فقال: يا محمد ابن مسلم ! أترى العبد المؤمن يندم على ذنبه ويستغفر منه ويتوب ثم لا يقبل اللّه توبته؟ ! قال: قلت: فإنه فعل ذلك مرارا، يذنب ثم يتوب ويستغفر، فقال: كلّما عاد المؤمن بالاستغفار والتوبة عاد اللّه عليه بالمغفرة، وانّ اللّه توّاب رحيم يقبل التوبة ويعفو عن السيئات، وإيّاك أن تقنّط المؤمنين من رحمة اللّه[928].
ومثله أو أصرح منه ما روي من أنّه قال رجل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: إنّي أذنب فما أقول إذا تبت؟ قال: أستغفر اللّه، فقال إنّي أتوب ثم أعود، فقال: كلّما أذنبت استغفر اللّه، فقال: إذن تكثر ذنوبي ! فقال: عفو اللّه أكثر، فلا تزال تتوب حتى يكون الشيطان هو المدحور[929].
رابعها: أن يؤدّي إلى المخلوقين حقوقهم:
حتّى يلقى اللّه عزّ وجلّ أملس ليس عليه تبعة، عدّه أمير المؤمنين عليه السّلام من شروط التوبة[930]، ويساعده قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: من اقتطع مال مؤمن غضبا[931] بغير حلّه لم يزل معرضا عنه ماقتا لأعماله الّتي يعملها من البرّ والخير لا يثبتها في حسناته حتى [ يتوب ] ويردّ المال الذي أخذه إلى صاحبه[932].
خامسها: أن يعمد إلى كلّ فريضة عليه ضيّعها فيؤدّي حقّها:
عدّه أمير المؤمنين عليه السّلام من الشروط[933].
سادسها: أن يعمد إلى اللّحم الذي نبت على السحت فيذيبه بالأحزان حتى يلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد، عدّه أمير المؤمنين عليه السّلام من الشروط[934].
سابعها: أن يذيق الجسم ألم الطاعة:
كما أذاقه حلاوة المعصية، عدّه أمير المؤمنين عليه السّلام من الشرائط[935].
ثامنها: الاستغفار:
فقد ورد عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: انّ لكلّ داء دواء، ودواء الذنوب الاستغفار[936]. وعنه صلّى اللّه عليه وآله: طوبى لمن وجد في صحيفة عمله يوم القيامة تحت كلّ ذنب أستغفر اللّه[937]. وقال صلّى اللّه عليه وآله: ما أصرّ من استغفر[938]. وقال أمير المؤمنين عليه السّلام: العجب ممّن يقنط ومعه الممحاة، قيل: وما الممحاة؟ قال: الاستغفار[939]. وعن الصادق عليه السّلام انّه: ما من مؤمن يقترف في يوم وليلة أربعين كبيرة فيقول وهو نادم: استغفر اللّه الذي لا إله إلّا هو الحيّ القيّوم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام، وأسأله [ ان يصلّي على محمد وآل محمد، و ] أن يتوب عليّ. إلّا غفرها اللّه له، ثم قال عليه السّلام: ولا خير فيمن يقارف كلّ يوم وليلة أربعين كبيرة[940].
ولا يخفى عليك أنّ التوبة الجامعة للأمور الثمانية المزبورة إنّما هي التوبة التامّة المستتبعة للعدالة واللّحوق بدرجة الصالحين وكمّل المؤمنين، والّا فلا يعتبر في الخروج عن الذنب الذي ليس إلّا حقّا إلهيا كالصلاة أداء حقوق المخلوقين ولا أداء كلّ فريضة ضيّعها، لإطلاق الأخبار المتواترة الناطقة بمحو كلّ ذنب بالتوبة منها. نعم لا تتحقّق التوبة من الذنب الراجع إلى حق مخلوق إلّا بالخروج من ذلك الحقّ، ولا من الذنب الراجع إلى الخالق خاصّة إلّا بالخروج من ذلك الحقّ.
ثمّ إنّ ظاهر جملة من الآيات والروايات مغايرة التوبة للاستغفار، ففي غير موضع من سورة هود عليه السّلام: وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ[941] وقد عدّهما جندين من جنود العقل في الحديث المشهور في تعداد جنود العقل والجهل المروي في أصول الكافي حيث قال عليه السّلام: التوبة وضدها الإسرار، والاستغفار وضده الاغترار[942]. وقال سيد العابدين عليه السّلام في المناجاة الأولى من الأدعية الخمسة عشر: « إلهي إن كان الندم من الذنب توبة إليك فأنا أندم النادمين، وان يكن الاستغفار حطّة للذنوب فإنّي لك من المستغفرين ».
ويؤيد ذلك ظاهر العطف في الاستغفار المشهور المكرّر في الأدعية والألسنة: استغفر اللّه ربّي وأتوب إليه.
وربّما يظهر من أخبار أخر الاتحاد، حيث نطقت بأنّ دواء الذنوب الاستغفار[943]، وانّ التائب من الذنب يغفر له[944]، وانّه كمن لا ذنب له[945].
والذي يقتضيه التدبّر في الأخبار أنّ التوبة تحصل بالندم والعزم على عدم العود، وان الاستغفار مكمّل لذلك، وقد يحتمل حمل التوبة المعطوفة على الاستغفار على الإنابة - أعني التوجّه - إلى اللّه بعد طلب العفو عمّا سلف، وهذا متأخر عن التوبة إليه يطلب العفو الذي هو أيضا توجه إلى اللّه سبحانه، لكونه رجوعا من طريق البطلان، وعود إلى سلوك الطريق المستقيم الموصل إلى جناب الحقّ سبحانه، فهي كلّها توجّهات واقبالات إلى الحقّ يمكن إطلاق التوبة التي هي لغة الرجوع على كلّ منها، وقد يطلق على المجموع اسم الاستغفار، كما في نهج البلاغة[946] حيث أن قائلا قال بحضرته عليه السّلام: أستغفر اللّه، فقال: ثكلتك أمّك أتدري ما الاستغفار؟ ! الاستغفار درجة العليين، وهو اسم واقع على ستة معان: أوّلها الندم... ثم عدّ الخمسة التي بعده من الشروط المزبورة، ثم قال: فعند ذلك تقول: استغفر اللّه.
الرابع:
إنّه ينبغي تذكّر الذنب والاستغفار منه، والتحرّز من نسيانه، لأن الشيطان همّه إنساء العبد الاستغفار، فقد روي انّه لما نزلت هذه الآية: وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ[947] صعد إبليس جبلا بمكّة يقال له ثور، فصرخ بأعلى صوته بعفاريته فاجتمعوا إليه، فقال: نزلت هذه الآية فمن لها؟ فقال عفريت من الشياطين: أنا لها.. بكذا وكذا، فقال: لست لها، ثم قام آخر فقال مثل ذلك، فقال: لست لها، فقال الوسواس الخنّاس: أنا لها، قال: بماذا؟ قال: أعدهم وأمنّيهم حتى يواقعوا الخطيئة، فإذا واقعوا الخطيئة أنسيتهم الاستغفار، فقال: أنت لها، فوكله بها إلى يوم القيامة[948].
وورد أن المؤمن ليذكر ذنبه بعد عشرين سنة حتى يستغفر ربّه فيغفر له، وانّ الكافر لينساه من ساعته[949]. وورد أنّ اللّه إذا أراد بعبد خيرا فأذنب ذنبا أتبعه بنقمة ويذكّره الاستغفار[950]. وانّ اللّه يخصّ أولياءه المصائب ليأجرهم عليها من غير ذنب[951]. وان العبد يذنب الذنب فيملي له ويجدّد له عندها النعم فتلهيه عن الاستغفار، فهو مستدرج من حيث لا يعلم[952].
الخامس:
انه يستحب صوم الأربعاء والخميس والجمعة للتوبة، وبه فسّر التوبة النصوح في بعض الأخبار[953]. ويستحب الغسل للتوبة، وكذا صلاة ركعتين[954].
وقد ورد أنّه ما من عبد أذنب ذنبا فقام فتطهّر وصلّى ركعتين واستغفر اللّه إلّا غفر له وكان حقا على اللّه أن يقبله، لأنّ اللّه سبحانه قال: وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً[955].
السادس:
إنه يستحب تكرار التوبة والاستغفار كل يوم وليلة ولو من غير ذنب، وتجب مع الذنب. وقد ورد أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله كان يتوب إلى اللّه في كلّ يوم سبعين مرّة من غير ذنب[956]، وفي خبر آخر مائة مرة[957]. وأن من قال: استغفر اللّه مائة مرة في يوم، غفر اللّه له سبعمائة ذنب، ولا خير في عبد يذنب في يوم سبعمائة ذنب[958].
ويتأكّد استحباب الاستغفار بالأسحار، لقوله سبحانه وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ[959]. وقد ورد أنّ اللّه جلّ جلاله إذا رأى أهل قرية قد أسرفوا في المعاصي وفيها ثلاثة نفر ناداهم جلّ جلاله: يا أهل معصيتي، لولا من فيكم من المؤمنين المتحابّين بجلالي، العامرين بصلواتهم أرضى ومساجدي، والمستغفرين بالأسحار خوفا منّي، لأنزلت بكم عذابي ثم لا أبالي[960].
السابع:
إنّه تصح التوبة في آخر العمر ولو عند بلوغ النفس الحلقوم قبل أن يعاين أمر الآخرة، لما ورد عن النبي صلّى اللّه عليه وآله من أنّ من تاب قبل موته بسنة قبل اللّه توبته، ثم قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: إنّ السنة لكثير، من تاب قبل موته بشهر قبل اللّه توبته، ثم قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: إنّ الشهر لكثير، من تاب قبل موته بجمعة قبل اللّه توبته، ثم قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم:
وانّ الجمعة لكثير، من تاب قبل موته بيوم قبل اللّه توبته، ثم قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: إنّ يوما لكثير، من تاب قبل أن يعاين قبل اللّه توبته[961]. وفي خبر آخر بعد قوله: إن يوما لكثير من تاب قبل موته بساعة تاب اللّه عليه، ثم قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: وإنّ ساعة لكثير، من تاب وقد بلغت نفسه هاهنا - وأشار بيده إلى حلقه - تاب اللّه عليه[962]. وقد استفاضت الأخبار بقبول التوبة إلى أن تبلغ النفس الحلقوم. وسئل الصادق عليه السّلام عن قول اللّه عز وجل: وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ[963] فقال عليه السّلام: ذاك إذا عاين أمر الآخرة[964].
الثامن:
إنه ينبغي محاسبة النفس كل يوم وملاحظتها، وحمد اللّه على الحسنات، وتدارك السيّئات، لما ورد عنهم عليهم السّلام من أنه: ليس منّا من لم يحاسب نفسه في كلّ يوم، فإن عمل حسنا استزاد اللّه، وان عمل سيّئا استغفر اللّه منه وتاب إليه[965]. وأنّه إذا أراد أحدكم أن لا يسأل اللّه شيئا إلّا أعطاه، فلييأس من النّاس كلهم، ولا يكون له رجاء إلّا من عند اللّه جلّ ذكره، فإذا علم اللّه جلّ وعزّ ذلك من قلبه لم يسأل اللّه شيئا إلّا أعطاه، فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا عليها، فإنّ للقيامة خمسين موقفا، كلّ موقف مقدار ألف سنة[966].
وعلى العاقل - ما لم يكن مغلوبا - أن تكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربّه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكّر فيها صنع اللّه إليه، وساعة يخلو فيها بحظ نفسه من الحلال، فإنّ هذه الساعة عون لتلك الساعات واستجمام للقلوب وتفريغ لها. الحديث[967]. وانه لا يكون الرجل من المتّقين حتّى يحاسب نفسه أشدّ من محاسبة الشريك شريكه، فيعلم من أين مطعمه، ومن أين مشربه، ومن أين ملبسه، أمن حلال أو من حرام، من لم يبال من أين اكتسب المال لم يبال اللّه من أين أدخله اللّه النّار[968]. بل ينبغي المحاسبة في كلّ يوم مرّة وفي كلّ ليلة مرّة. وقد ورد عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله انّه قال: لذكر اللّه بالغدوّ والآصال خير من حطم السيوف في سبيل اللّه عزّ وجلّ - يعني من ذكر اللّه بالغدوّ، وتذكّر ما كان منه في ليله من سوء عمله، واستغفر اللّه وتاب إليه انتشر وقد حطت سيئاته وغفرت ذنوبه، ومن ذكر اللّه بالآصال - وهي العشيّات - وراجع نفسه فيما كان منه يومه ذلك من سرفه على نفسه وإضاعته لأمر ربّه، فذكر اللّه واستغفر اللّه تعالى وأناب راح إلى أهله وقد غفرت له ذنوبه[969].
التاسع:
انه يلزم زيادة التحفّظ عند زيادة العمر، خصوصا لمن بلغ الأربعين، لما ورد عنهم عليهم السّلام من أنّه: إذا أتت على الرجل أربعون سنة قيل له: خذ حذرك، فإنّك غير معذور[970]. وانّ العبد لفي فسحة من أمره ما بينه وبين أربعين سنة، فإذا بلغ أربعين سنة أوحى اللّه عزّ وجلّ إلى ملكيه: قد عمّرت عبدي هذا فغلّظا وشدّدا وتحفظا واكتبا عليه قليل عمله وكثيره، وصغيره وكبيره[971]. وانّه ينبغي لصاحب الخمسين أن يكون كمن كان في النزع[972].
العاشر:
انه يلزم من عمل سيّئا - والعياذ باللّه سبحانه - أن يعمل حسنة تمحوها، وقد ورد أنّه ما أحسن الحسنات بعد السيئات، وما أقبح السيئات بعد الحسنات[973]. وعن علي بن الحسين عليهما السّلام انه كان يقول: ويل لمن غلبت آحاده أعشاره، وسئل عليه السّلام عن تفسيره فقال عليه السّلام: أما سمعت اللّه عزّ وجلّ يقول: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها؟ فالحسنة الواحدة إذا عملها كتبت له عشرا، والسيئة الواحدة إذا عملها كتبت له واحدة. فنعوذ باللّه ممّن يرتكب في يوم واحد عشر سيئات ولا تكون له حسنة واحدة، فتغلب حسناته سيئاته[974].
الحادي عشر:
انّه يلزم الحذر من عرض العمل على اللّه ورسوله صلّى اللّه عليه وآله والأئمّة عليهم السّلام، فقد روي مستفيضا أنّ أعمال العباد تعرض على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وعلى الأئمّة عليهم أفضل الصلاة والتحيات كلّ يوم، ابرارها وفجّارها، فاحذروا ! وذلك قول اللّه عزّ وجلّ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ[975] فالمراد بالمؤمنين هم الأئمة عليهم السّلام[976].
وقال مولانا أبو عبد اللّه الصّادق عليه السّلام: ما لكم تسوؤون رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله؟ ! قيل: وكيف نسوؤه؟ فقال: أما تعلمون أنّ أعمالكم تعرض عليه، فإذا رأى فيها معصية ساءه ذلك، فلا تسوؤوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسرّوه[977].
وروي عن عبد اللّه بن الزيّات - وكان مكينا عند الرّضا عليه السّلام - قال: قلت للرضا عليه السّلام: ادع اللّه لي ولأهل بيتي، فقال: أو لست أفعل؟ واللّه إنّ أعمالكم لتعرض عليّ في كلّ يوم وليلة، قال: فاستعظمت ذلك ! فقال عليه السّلام لي: أما تقرأ كتاب اللّه عزّ وجلّ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ[978] قال: هو واللّه عليّ بن أبي طالب عليه السّلام[979]. وعن داود بن كثير الرقّي قال: كنت جالسا عند أبي عبد اللّه عليه السّلام إذ قال مبتدئا من قبل نفسه: يا داود ! لقد عرضت عليّ أعمالكم يوم الخميس، فرأيت فيما عرض عليّ من عملك صلتك لابن عمّك فلان، فسرّني ذلك، إنّي علمت أنّ صلتك له أسرع لفناء عمره وقطع أجله، قال داود: وكان لي ابن عمّ معاند ناصبي خبيث بلغني عنه وعن عياله سوء حال، فصككت[980] له نفقة قبل خروجي إلى مكّة، فلمّا صرت في المدينة أخبرني أبو عبد اللّه عليه السّلام بذلك[981].
ثم إن الاخبار في وقت العرض مختلفة، ففي جملة منها انها تعرض عليهم كلّ يوم وليلة[982]، وفي أخرى انّها تعرض عليهم كلّ صباح ومساء[983]، وفي ثالثة انّها تعرض عليهم يوم الخميس[984]، وفي رابعة انّها تعرض عشيّة الاثنين والخميس، فما كان من عمل صالح يحمد اللّه عليه، وما كان من عمل سيّئ يستغفر اللّه لنا[985]، ولعلّ منشأ الاختلاف اختلاف مراتب العرض، فيعرض في كل يوم وليله، ويعرض يوم الاثنين جميع ما بينه وبين الخميس الذي قبله، ويوم الخميس جميع ما بينه وبين الاثنين الذي قبله، واللّه العالم.
ولنختم هذا الفصل بما روي عن أمير المؤمنين [ عليه السّلام ] من: انّ ابن آدم إذا كان في آخر يوم من أيّام الدّنيا وأوّل يوم من أيام الآخرة مثّل له ماله وولده وعمله، فيلتفت إلى ماله فيقول: واللّه انّي كنت عليك حريصا شحيحا فما لي عندك؟ فيقول: خذ منّي كفنك، فيلتفت إلى ولده فيقول: واللّه انّي كنت لكم محبّا وانّي كنت عليكم محاميا، فماذا عندكم؟ فيقولون: نؤدّيك إلى حفرتك [ و ] نواريك فيها، قال: فيلتفت إلى عمله فيقول: واللّه انّي كنت فيك لزاهدا وانّك[986] كنت لثقيلا، فيقول: انا قرينك في قبرك، ويوم نشرك حتى أعرض أنا وأنت على ربّك[987].
[1] جاء على الحجرية قول المصنّف طاب ثراه: روعي هنا ترتيب حروف الهجاء.
[2] عقاب الأعمال: 307 عقاب من ابتدع دينا حديث 2.
[3] عقاب الأعمال: 307 عقاب من ابتدع دينا حديث 4.
[4] عقاب الأعمال: 307 عقاب من ابتدع دينا حديث 6.
[5] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 389 باب 37 حديث 12.
[6] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 389 باب 37 حديث 13.
[7] أقول: قد قيل بان التقية من مختصّات الطائفة الاماميّة رفع اللّه تعالى شأنهم وأهلك عدوهم مع وضوح فساد هذا القول وذلك ان موارد تشريع التقية هي الخوف على النفس أو العرض أو المال الجليل والتقيّة في هذه الموارد مجبول عليها البشر حتى ممن لا يدين بدين والواقع ان التقية عند الشيعة هي على الفطرة التي فطر اللّه عباده عليها والمنكرون لها يعملون بها رغم إنكارهم لها ولا محيص لهم عنها ومن شاء صدق ما قلناه فليتأمل حياة المنكرين للتقية فهل عند تعرض دمائهم للخطر يتقون أم لا فتدبّر.
[8] أصول الكافي: 2/ 375 باب المجالسة لأهل المعاص حديث 4.
[9] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 389 باب 37 حديث 14.
[10] أصول الكافي: 2/ 335 باب اتباع الهوى حديث 3.
[11] أصول الكافي: 2/ 335 باب اتباع الهوى حديث 1.
[12] الكافي: 5/ 165 باب الحكرة حديث 6 بسنده قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: الجالب مرزوق والمحتكر ملعون. أقول تقدمت منّا الإشارة إلى الاحتكار المحرّم وانه ليس إلّا في الحنطة والشعير والتمر والزبيب والسمن وقيل في الملح أيضا وأشرنا إلى الشرائط ومنها ان لا يكون طعام سواه والناس في حاجة إليه وبعد رعاية جميع ما قيل في المقام يكون المقصود من الحديث ان المحتكر للأشياء الخمسة مع ضرورة الناس إليها وعدم باذل لبيعها يكون المحتكر ملعونا لأنه يكون مفّرطا بحياة المسلمين هذا واللّه العالم.
[13] وسائل الشيعة: 12/ 314 باب 27 حديث 11 عن تنبيه الخواطر.
[14] أصول الكافي: 2/ 355 باب من طلب عثرات المؤمنين وعوراتهم حديث 3 و 7.
[15] أصول الكافي: 2/ 368 باب من أخاف مؤمنا حديث 1.
[16] أصول الكافي: 2/ 368 باب من أخاف مؤمنا حديث 2.
[17] أصول الكافي: 2/ 299 باب اختتال الدنيا بالدين حديث 1. المخاتلة هي المخادعة.
[18] عقاب الأعمال: 334 باب يجمع عقوبات الاعمال وهي آخر خطبة خطبها النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم. باختلاف يسير.
[19] أصول الكافي: 2/ 358 باب الرواية على المؤمن حديث 2 بسنده عن عبد اللّه بن سنان قال: قلت له: عورة المؤمن على المؤمن حرام؟ قال: نعم، قلت: يعني سفليه، قال: ليس حيث تذهب انما هو إذاعة سرّه.
[20] أصول الكافي: 2/ 358 باب الرواية على المؤمن حديث 1. في الأصل: فلا يقيله.
[21] المحاسن: 103 باب 42 عقاب من أذاع فاحشة وعيّر مسلما بذنب حديث 82 بسنده عن منصور بن حازم قال: قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم من أذاع فاحشة كان كمبتديها ومن عيّر مسلما بذنب لم يمت حتى يركبه.
[22] روضة الكافي: 8/ 147 حديث محاسبة النفس حديث 125 بسنده عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الأول عليه السّلام قال: قلت له: جعلت فداك الرّجل من اخواني يبلغني عنه الشيء الذي أكرهه، فاسأله عن ذلك فينكر ذلك، وقد أخبرني عنه قوم ثقات، فقال لي: يا محمد كذّب سمعك وبصرك عن أخيك فإن شهد عندك خمسون قسامة وقال لك قولا فصّدقه وكذّبهم، لا تذيعن عليه شيئا تشينه به وتهدم به مروءته فتكون من الذين قال اللّه في كتابه « انّ الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب أليم ».
[23] أصول الكافي: 2/ 372 باب الإذاعة حديث 12.
[24] سورة النساء آية 83.
[25] أصول الكافي: 2/ 371 باب الإذاعة حديث 8.
[26] سورة آل عمران آية 112.
[27] أصول الكافي: 2/ 371 باب الإذاعة حديث 7.
[28] أصول الكافي: 2/ 226 باب الكتمان حديث 15.
[29] أصول الكافي: 2/ 371 باب الإذاعة حديث 10 وتمام الحديث ومن تمسّك بالعروة الوثقى فهو ناج، قلت: ما هو؟ قال: التسليم.
[30] أصول الكافي: 2/ 370 باب الإذاعة حديث 2.
[31] أصول الكافي: 2/ 370 باب الإذاعة حديث 3.
[32] أصول الكافي: 2/ 372 باب الإذاعة حديث 11.
[33] المحاسن: 255 باب 31 التقية حديث 287 بسنده عن داود الرّقي ومفضل وفضيل قال: كنّا جماعة عند أبي عبد اللّه عليه السّلام في منزله يحدثنا في أشياء فلمّا انصرفنا وقف على باب منزله قبل ان يدخل ثم أقبل علينا فقال: رحمكم اللّه لا تذيعوا أمرنا، ولا تحدثوا به إلّا أهله، فانّ المذيع علينا سرّنا أشد علينا مؤونة من عدونا، انصرفوا رحمكم اللّه ولا تذيعوا سرّنا.
[34] المحاسن: 257 باب 31 التقية حديث 295.
[35] المحاسن: 258 باب 31 التقية حديث 306.
[36] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 382 باب 32 حديث 15.
[37] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 385 باب 32 حديث 43.
[38] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 384 باب 32 حديث 30.
[39] أصول الكافي: 2/ 370 باب الإذاعة حديث 4.
[40] المحاسن: 97 باب 25 عقاب من حقّر مؤمنا وأذلّه حديث 61.
[41] أصول الكافي: 2/ 353 باب من آذى المسلمين واحتقرهم حديث 10.
[42] أصول الكافي: 2/ 353 باب من آذى المسلمين واحتقرهم حديث 9.
[43] أصول الكافي: 2/ 351 باب من آذى المسلمين واحتقرهم حديث 4.
[44] عقاب الأعمال: 335 باب يجمع عقوبات الأعمال.
[45] أصول الكافي: 2/ 321 باب سوء الخلق حديث 2.
[46] أصول الكافي: 2/ 321 باب سوء الخلق حديث 1.
[47] قرب الإسناد: 22 باختلاف في الألفاظ.
[48] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 199.
[49] الكافي: 4/ 189 باب أول ما خلق اللّه من الأرضين موضع البيت حديث 5.
[50] الكافي: 4/ 211 باب حج إبراهيم وإسماعيل وبنائهما البيت حديث 18 والحديث طويل.
[51] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 269 باب 34 كتاب الرضا عليه السّلام للمأمون.
[52] الفقيه: 4/ 266 باب 176 النوادر حديث 822.
[53] المحاسن: 88 باب 13 عقاب من ترك الحج حديث 31.
[54] المحاسن: 79 باب 3 من تهاون بالصلاة حديث 5 رواية أبي بصير.
[55] المحاسن: 80 باب 3 عقاب من تهاون بالصلاة حديث 6 بسنده عن أبي بصير قال: دخلت على امّ حميدة اعزّيها بأبي عبد اللّه عليه السّلام فبكت وبكيت لبكائها، ثم قالت: يا أبا محمد لو رأيت أبا عبد اللّه عليه السّلام عند الموت لرأيت عجبا: فتح عينيه ثم قال: اجمعوا لي كلّ من كان بيني وبينه قرابة، قالت فما تركنا أحدا إلّا جمعناه، قالت فنظر إليهم ثم قال: انّ شفاعتنا لا تنال مستخفّا بالصلاة.
[56] المحاسن: 80 باب عقاب من تهاون بالصلاة حديث 8 بسنده عن أبي جعفر عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ما بين المسلم وبين ان يكفر إلّا ترك صلاة فريضة متعمّدا أو يتهاون بها فلا يصلّيها. تنبيه الظاهر أن الاستخفاف والتهاون بالصلاة هو ان لا يرى المكلف للصلاة تلك الأهمّية بحيث يحبس نفسه على أدائها بل يصليها تارة ويتركها أخرى واما إذا أخرّها عن أول وقتها وصلّاها في آخر وقتها فلا يعدّ مستخفا بالصلاة وان حرم ثواب الصلاة في أول الوقت لأنه صلاها في وقتها الشرعي واللّه العالم.
[57] وسائل الشيعة: 8/ 592 باب 148 حديث 1 بسنده عن أبي هارون، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: قال لنفر عنده وأنا حاضر: ما لكم تستخفون بنا؟ قال: فقام إليه رجل من خراسان فقال معاذ لوجه اللّه ان نستخف بك أو بشيء من أمرك، فقال: بلى إنك أحد من استخفّ بي، فقال: معاذ لوجه اللّه ان استخف بك، فقال له: ويحك ألم تسمع فلانا ونحن بقرب الجحفة وهو يقول لك: احملني قدر ميل فقد واللّه عييت، واللّه ما رفعت به رأسا لقد استخففت به، ومن استخف بمؤمن فبنا استخفّ، وضيّع حرمة اللّه عزّ وجلّ.
[58] الفقيه: 4/ 7 باب ذكر جمل من مناهي النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حديث 1.
[59] تفسير الصافي سورة غافر آية 60.
[60] سورة التوبة آية 79 و 80.
[61] سورة الحج آية 73.
[62] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 364 باب 10 حديث 10 عن الآمدي في الغرر عن أمير المؤمنين عليه السّلام.
[63] أصول الكافي: 2/ 372 باب من أطاع المخلوق في معصية الخالق حديث 2.
[64] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 208 باب 30.
[65] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 227 باب 30.
[66] وسائل الشيعة: 11/ 423 باب 11 حديث 11 عن كتاب التوحيد.
[67] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 364 باب 10 حديث 5.
[68] الاختصاص: 225 وقال الصادق: حدثني أبي، عن أبيه عليهم السّلام قال: إنّ رجلا من أهل الكوفة كتب إلى أبي الحسين بن علي عليهما السّلام يا سيّدي أخبرني بخير الدنيا والآخرة، فكتب صلوات اللّه عليه بسم اللّه الرحمن الرحيم امّا بعد فانّ من طلب رضا اللّه بسخط الناس كفاه اللّه....
[69] مناهج المتقين: 349.
[70] لا ريب في الحكم لأن كل ما كان بريبة إلى أجنبيّ أو أجنبيّة من النظر أو السماع أو اللمس أو غير ذلك فهو محرّم بالاتفاق في كثير من الموارد وليس ذلك للنظر أو السماع ونظائره بل لمكان الريبة فتدبّر.
[71] هذا الاحتياط تورّع محض والقول بالكراهة لاحتمال ان ينجرّ سماع صوتها إلى الريبة.
[72] في تذكرة الفقهاء كتاب النكاح في المقدمة الثانية، في النظر في القسم الثاني، ان يكون هناك حاجة إلى النظر، في المسألة الخامسة فراجع.
[73] وذلك لمحض التورّع والتنزّه عن الوقوع في الحرام وإذا كان بريبة وتلذذ حرم الاستماع.
[74] وسائل الشيعة: 3/ 45 باب 28 حديث 3 بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: اتى برجل عبث بذكره، فضرب يده حتى احمرّت، ثم زوجه من بيت المال. وهذا من موارد التعزير الذي فوض إلى الحاكم الشرعي في تعيين ما يراه من الضرب للتأديب بشرط ان لا يبلغ الحدّ.
[75] وسائل الشيعة: 3/ 45 باب 28 حديث 5. الطبعة الحجرية.
[76] وسائل الشيعة: 3/ 45 باب 28 حديث 7. الطبعة الحجرية.
[77] في الطبعة الحجرية: بما يفعله بدلا من: من يفعل.
[78] سورة المؤمنون آية 7.
[79] في الحجرية: قد قال القائل..
[80] سورة فاطر آية 6.
[81] مستدرك وسائل الشيعة: 3/ 570 باب 23 حديث 1.
[82] سورة الأنعام آية 141.
[83] سورة الأعراف آية 31.
[84] سورة غافر آية 28.
[85] سورة غافر آية 34.
[86] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 269 باب 34 ما كتبه الرضا عليه السّلام للمأمون ومجمع البيان: 3/ 39.
[87] الكافي: 4/ 55 باب كراهية السرف والتقتير حديث 3.
[88] الكافي: 4/ 52 باب فضل القصد حديث 2.
[89] الكافي: 4/ 53 باب فضل القصد حديث 8.
[90] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 644 باب 20 حديث 5 عن الآمدي في الغرر عن أمير المؤمنين عليه السّلام.
[91] المصدر المتقدم.
[92] الكافي: 4/ 53 باب فضل القصد حديث 10.
[93] الخصال: 1/ 97 للمسرف ثلاث علامات حديث 45.
[94] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 645 باب 20 حديث 10 عن الآمدي في الغرر عن أمير المؤمنين عليه السّلام.
[95] سورة النور آية: 19. تنبيه إن إشاعة الفاحشة من المحرمات التي يعاقب عليها فاعلها ويستحق العذاب والهوان ولكن إشاعة الفاحشة في المؤمنين من المحرمات الكبيرة التي توجب دخول النار والعذاب الأليم.
[96] وسائل الشيعة: 2/ 464 باب 45 حديث 33.
[97] وسائل الشيعة: 2/ 466 باب 128 حديث 13.
[98] وسائل الشيعة: 2/ 464 باب 45 حديث 34 و 26 و 20 و 33 و 2.
[99] وسائل الشيعة: 2/ 464 باب 45 حديث 2.
[100] سورة النساء آية: 115.
[101] سورة النساء آية: 115.
[102] سورة المائدة آية: 71.
[103] سورة النساء آية: 47.
[104] سورة الحج آية: 30 أقول الشرك باللّه جلّ شأنه من أكبر الكبائر ولا كبيرة تضاهيها وقد عبر عنه اللّه جل شأنه بقوله: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ.
[105] وسائل الشيعة: 2/ 465 باب 45 حديث 36.
[106] وسائل الشيعة: 2/ 464 باب 45 حديث 33.
[107] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 319 باب 48 حديث 7.
[108] المصدر المتقدم.
[109] أصول الكافي: 2/ 288 باب الإصرار على الذنب حديث 3.
[110] أصول الكافي: 2/ 290 باب في أصول الكفر وأركانه حديث 6.
[111] أصول الكافي: 2/ 288 باب الإصرار على الذنب حديث 1 بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار.
[112] أصول الكافي: 2/ 288 باب الإصرار على الذنب حديث 2.
[113] سورة الماعون آية: 4 و 5.
[114] مجمع البيان: 10/ 548.
[115] الجعفريات: 39 كتاب الصلاة.
[116] مستدرك وسائل الشيعة: 1/ 172 باب 7 حديث 5 أقول ناقش بعض الأعلام في صدق إضاعة الصلاة بتأخيرها عن أول وقتها لأن التوسعة في الوقت جاء من قبل الشارع نعم تصدق الإضاعة فيما إذا فوتها عن مجموع وقتها وتركها تهاونا بها وهذه الإضاعة لا يبعد عدّها من الكبائر وللمسألة أبعاد كثيرة ينبغي البحث عنها ليس هذا محلها.
[117] سورة الحج آية 9.
[118] سورة البروج آية 9. أقول: لا خلاف في أن الإضلال من الكبائر العظام الموجب لغضب الجبار ودخول النار وربّما قيل بخلود المضل في النار واللّه العالم.
[119] المحاسن: 99 باب 30 عقاب من قال لمؤمن أف وأضمر له السوء حديث 67. أقول: لا ريب في أن إضمار السوء لكل أحد وخصوصا للمؤمن من الصفات الخبيثة التي تورد المتصف بها في المهالك الدنيوية والأخروية مع ما يستعقب ذلك من سوء العاقبة أجارنا اللّه سبحانه وتعالى من كل صفة رديئة.
[120] سورة طه آية 99 و 100 و 101. أقول: إذا كان الإعراض عن ذكر اللّه تعالى شأنه تهاونا واستخفافا بالعزيز تعالى شأنه كان في حدّ الكفر ومستحقا عليه ما يستحقه المشركون اما إذا كان الإعراض ناشئا عن غفلة أو جهل بذكر اللّه أو انصراف النفس ومثل هذا يعاتب عليه ولا يعدّ ذنبا ظاهرا واللّه العالم.
[121] أقول: ان من اظهر مصاديق الخيانة للإسلام والمسلمين تسبيب ما يوجب تفوّق أعداء الدّين أو المذهب أو اخبارهم عن عورات دار الاسلام أو نقاط ضعف المسلمين ولا ريب ان ذلك من الكبائر العظام والعقاب عليه بمقدار ما يترتب على تلك الخيانة من المفاسد على المسلمين أو على الاسلام.
[122] سورة الحجرات آية 12.
[123] أصول الكافي: 2/ 356 باب الغيبة والبهت حديث 1.
[124] وسائل الشيعة: 8/ 599 باب 152 حديث 10.
[125] الأمالي للشيخ الصدوق: 209 المجلس السابع والثلاثون والحديث طويل حديث 9.
[126] وسائل الشيعة: 8/ 601 باب 152 حديث 18.
[127] تنبيه الخواطر لورام: 115 باب الغيبة.
[128] الفقيه: 4/ 8 باب ذكر جمل من مناهي النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حديث 1.
[129] الأمالي للشيخ الصدوق: 209 المجلس السابع والثلاثون والحديث طويل 9.
[130] الأمالي للشيخ الصدوق: 202 المجلس الثاني والعشرون حديث 3.
[131] الفقيه: 4/ 8 باب ذكر جمل من مناهي النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حديث 1.
[132] الفقيه: 4/ 269 باب 176 النوادر في وصية النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لعلي عليه السّلام.
[133] عقاب الأعمال: 299 عقاب من اغتيب عنده المؤمن ولم ينصره حديث 1.
[134] أمالي الشيخ الطوسي: 114 الجزء الرابع حديث 177.
[135] منهاج المتقين: 209 - 110.
[136] الخصال: 2/ 364 الكبائر سبع حديث 57.
[137] أصول الكافي: 2/ 278 باب الكبائر حديث 8.
[138] أصول الكافي: 2/ 280 باب الكبائر حديث 10.
[139] أصول الكافي: 2/ 276 باب الكبائر حديث 2.
[140] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 269 باب 34 ما كتبه الرضا عليه السّلام للمأمون في محض الاسلام.
[141] أصول الكافي: 2/ 285 باب الكبائر حديث 24.
[142] سورة النساء آية 10.
[143] الفقيه: 4/ 288 باب 176 النوادر حديث 864.
[144] الفقيه: 3/ 370 باب 179 معرفة الكبائر التي أوعد اللّه عز وجل عليها النار حديث 1748.
[145] سورة النساء آية 9.
[146] عقاب الأعمال: 277 عقاب أكل مال اليتيم 1.
[147] تفسير علي بن إبراهيم: 1/ 132 سورة النساء.
[148] تفسير العياشي: 1/ 224 حديث 24.
[149] أقول: امّا الكتاب فما أكثر الآيات التي تدل على ذلك ومنها لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ سورة البقرة آية 188 وامّا السنة ففي المجاميع الحديثية أكثر من حدّ التواتر بل هو من ضروريات الدين وعلى سبيل المثال نذكر رواية ففي مستدرك وسائل الشيعة: 3/ 145 باب 1 الغصب حديث 3 عن أمير المؤمنين عليه السّلام انّه قال: في حديث ولا يجوز أخذ مال المسلم بغير طيب نفس منه. وحديث 9 بسنده عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: قال أربعة يزيد عذابهم على عذاب أهل النار، رجل مات وفي عنقه أموال فيكون في تابوت من جمر. وفي إكمال الدين: 2/ 520 باب 45 حديث 49 بسنده حدثنا أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي رضي اللّه عنه، قال فيما ورد علّى من الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان قدس اللّه روحه في جواب مسائلي إلى صاحب الزمان عليه السّلام إلى أن قال: فلا يحلّ لأحد أن يتصرف من مال غيره بغير إذنه فكيف يحلّ ذلك في مالنا.. فملخّص الكلام ان سلطنة الناس على أنفسهم وأموالهم ممّا لا يشك فيها أحد من المسلمين وباقي الملل والأديان وما يدعيه بعض منتحلي اسم الإسلام بأن الإسلام حدّد الملكية الفرديّة أو ان ولّي المسلمين له أن يحدّدّها، أو له أن يسلبها عمن شاء فدعوى تضادّ التشريعات الإسلامية وتكذيب للّه ولرسوله وكتابه العزيز وهو في حدّ الكفر بما أنزل على محمد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أعاذنا اللّه من مضلّات الفتن.
[150] الخصال: 2/ 364 الكبائر سبع حديث 57.
[151] الخصال: 1/ 273 الكبائر خمس حديث 16.
[152] الخصال: 1/ 273 الكبائر خمس حديث 17.
[153] أصول الكافي: 2/ 276 باب الكبائر حديث 2.
[154] أصول الكافي: 2/ 285 باب الكبائر حديث 24.
[155] الفقيه: 3/ 174 باب 87 الربا حديث 782.
[156] الخصال: 2/ 583 الربا سبعون جزء حديث 8.
[157] عقاب الأعمال: 336 باب يجمع عقوبات الأعمال. باختلاف يسير.
[158] مجمع البيان: 2/ 390 سورة البقرة آية 275.
[159] تفسير العياشي: 1/ 153 سورة البقرة حديث 512. أقول: حرمة الرّبا وكونه من الكبائر لا خلاف فيه عند الطائفة الإمامية وغيرهم بل هو من ضروريات الدين وقد حدّد الفقهاء حدود الربا وما يتحقق فيه الربا وما لا يقع فيه وتفصيل أحكامه فراجع.
[160] سورة البقرة آية 172 إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ....
[161] الخصال: 2/ 610 أبواب المائة وما فوق المائة. خصال من شرايع الدين حديث 9.
[162] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 269 باب 34 ما كتبه الرضا عليه السّلام للمأمون من محض الاسلام وشرايع الدين.
[163] الكلب - بالتحريك - داء يشبه الجنون [ منه قدس سره ].
[164] الامساخ: خ ل.
[165] الاختصاص: 102 حديث محمد بن علي بن موسى الرضا عليه السّلام وعمّه عبد اللّه بن موسى.
[166] السحت والسحت والجمع اسحات الحرام وما خبث وقبح من المكاسب فلزم عند العار كالرشوة. وانظر ما ذكره الطريحي في مجمع البحرين 2/ 204.
[167] الخصال: 2/ 610 أبواب ما فوق المائة خصال من شرائع الدين حديث 9.
[168] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 269 باب 34 ما كتبه الرضا عليه السّلام للمأمون من محض الاسلام وشرايع الدين.
[169] سورة الحج آية 25.
[170] أصول الكافي: 2/ 277 باب الكبائر حديث 4.
[171] أصول الكافي: 2/ 285 باب الكبائر حديث 24.
[172] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 269 باب 34 ما كتبه الرضا عليه السّلام للمأمون من محض الاسلام وشرايع الدين.
[173] الفقيه: 3/ 367 باب 179 معرفة الكبائر التي أوعد اللّه عز وجل عليها النار حديث 1749.
[174] آية 99.
[175] تفسير الصافي سورة الأعراف في ذيل تفسير الآية الكريمة.
[176] قال اللّه تعالى شأنه يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ سورة المائدة، آية 67 فلمّا بلّغ ما أمر به ونصب عليا عليه السّلام علما وإماما للناس وخليفته من بعده عليهم أنزل اللّه تعالى الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فجعل اللّه جل جلاله إكمال دينه واتمام نعمته ورضاه بان يكون الاسلام دينا كل ذلك بنصب علي خليفة واماما للناس من بعده ولا بدّ( ! )، يكون كذلك لأن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم علّة إيجاد هذا الدين وأمير المؤمنين والأئمة المعصومين عليهم السّلام من بعده هم علل بقائه وإذا لم تراع العلة المبقية لا يكون أثر وفائدة للعلة المحدثة ولذا قال تعالى وإن لم تفعل فكأنك ما بلغت الرسالة ثم إنه جلّ شأنه أعلن صيانته لرسوله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من كيد المخالفين وطمأنه من شر المنافقين والحاسدين بقوله وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ومن هنا يعلم أن من أنكر الخلافة والإمامة لأمير المؤمنين علي ابن أبي طالب صلوات اللّه وسلامه عليه فقد أنكر رسالة الرسول وما جاء به من عند اللّه تعالى وبذلك يتضح جليّا ان المنكر بمنزلة من خرج عن رتبة الاسلام وعليه لا بد من أن يكون انكار مقامهم من الكبائر بل من أكبرها فتفطّن.
[177] وسائل الشيعة: 11/ 257 باب 46 حديث 20.
[178] وسائل الشيعة: 1/ 20 باب 2 حديث 2 بسنده عن داود بن كثير الرّقي قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام سنن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كفرائض اللّه عزّ وجلّ؟ فقال: انّ اللّه عزّ وجلّ فرض فرائض موجبات على العباد، فمن ترك فريضة من الموجبات فلم يعمل بها وجحدها كان كافرا، وأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بأمور كلها حسنة، فليس من ترك بعض ما أمر اللّه عز وجل به عباده من الطاعة بكافر، ولكنّه تارك للفضل منقوص من الخير. أقول وليعلم ان الكفر لجحد الفريضة وليس لتركها فان ترك الفريضة يوجب الفسق والجحد يوجب الكفر فتفطّن.
[179] أصول الكافي: 2/ 351 باب من آذى المسلمين واحتقرهم حديث 5 و 1 و 3 و 7 و 10 و 11 أقول إذا انضمّ إلى هذه الأحاديث وغيرها الآية الكريمة في سورة المائدة 32 إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ اتّضح منزلة المؤمن عند اللّه سبحانه وتعالى وظهر مقامه وقربه وما أعدّ لمن أهانه واحتقره من الخزي والهوان اللهم اعصمنا من إهانة أوليائك أو احتقارهم ووفقنا لأداء حقوقهم آمين يا رب العالمين.
[180] أصول الكافي: 2/ 602 كتاب فضل القرآن حديث 14 أقول الحكم بحرمة الأمور المذكورة اجماعيّ عند المسلمين بلا خلاف من أحد.
[181] وسائل الشيعة: 8/ 587 باب 145 أحاديث الباب.
[182] سورة الأحزاب آية 57.
[183] الخصال: 2/ 610 أبواب المائة وما فوق المائة، خصال من شرائع الدين حديث 9.
[184] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 269 باب 34 ما كتبه الرضا عليه السّلام للمأمون في محض الاسلام وشرايع الدين.
[185] سورة هود آية 84 و 85.
[186] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 461 باب 6 حديث 7.
[187] سورة آل عمران آية 180 وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ.
[188] الفقيه: 2/ 35 باب 16 فضل السخاء والجود حديث 144.
[189] الخصال: 1/ 26 ما محق الايمان محق خصله شيء حديث 93.
[190] أصول الكافي: 2/ 323 باب البذاء حديث 3.
[191] أصول الكافي: 2/ 325 باب البذاء حديث 9.
[192] أصول الكافي: 2/ 126 باب الحب في اللّه والبغض في اللّه حديث 10.
[193] وسائل الشيعة: 11/ 441 باب 17 حديث 10 عن صفات الشيعة: 3.
[194] وسائل الشيعة: 11/ 441 باب 17 حديث 11 عن صفات الشيعة: 5.
[195] أصول الكافي: 2/ 327 باب البغي حديث 4 ولا توجد: فقتلتها، في الأصل.
[196] أصول الكافي: 2/ 327 باب البغي حديث 2.
[197] أصول الكافي: 2/ 327 باب البغي حديث 1.
[198] ثواب الأعمال: 199 أسرع الخير ثوابا حديث 1 بسنده عن جعفر، عن أبيه عليهما السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إنّ أسرع الخير ثوابا البرّ، وإن أسرع الشر عقابا البغي، وكفى بالمرء عيبا أن ينظر من الناس إلى ما يعمى عنه من نفسه، أو يعيّر الناس بما لا يستطيع تركه، أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه.
[199] أصول الكافي: 2/ 327 باب البغي حديث 3.
[200] روضة الكافي: 8/ 8 رسالة أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليهما السّلام إلى أصحابه.
[201] وسائل الشيعة: 11/ 334 باب 74 حديث 10.
[202] الكافي: 3/ 15 باب الموضع الذي يكره ان يتغوط فيه أو يبال حديث 3.
[203] أصول الكافي: 2/ 358 باب الغيبة والبهت حديث 6 و 7.
[204] سورة النساء آية 112.
[205] عقاب الأعمال: 286 عقاب من بهت مؤمنا أو مؤمنة بما ليس فيهما حديث 1.
[206] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 201 باب 30 فيما جاء عن الرضا عليه السّلام من الأخبار المجموعة.
[207] الأمالي للشيخ الصدوق: 103 المجلس 22 حديث 3.
[208] الفقيه: 4/ 148 باب 96 وجوب إنفاذ الوصية والنهي عن تبديلها حديث 514.
[209] سورة البقرة آية 181.
[210] الفقيه: 4/ 136 باب 83 في أن الحيف في الوصية من الكبائر حديث 471.
[211] الخصال: 2/ 610 خصال من شرائع الدين حديث 9.
[212] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 269 باب 34 ما كتبه الرضا عليه السّلام للمأمون في محض الاسلام وشرايع الدين.
[213] سورة الإسراء آية 27.
[214] الكافي: 4/ 54 باب فضل القصد حديث 12.
[215] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 645 باب 22 حديث 4.
[216] الخصال: 2/ 610 باب خصال من شرائع الدين حديث 9.
[217] سورة مريم آية 14.
[218] سورة مريم آية 32.
[219] سورة القصص آية 19.
[220] سورة هود آية 59.
[221] سورة إبراهيم آية 14 وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ.
[222] وسائل الشيعة: 11/ 304 باب 59 حديث 7.
[223] عقاب الأعمال: 323 عقاب الجبّارين حديث 1.
[224] المحاسن: 123 باب 66 عقاب الكبر حديث 137.
[225] وسائل الشيعة: 11/ 304 باب 59 حديث 9.
[226] عقاب الأعمال: 324 عقاب من مشى على الأرض اختيالا حديث 2.
[227] روضة الكافي: 8/ 12 رسالة أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام إلى جماعة الشيعة.
[228] المحاسن: 124 باب 69 عقاب الاختيال في المشي حديث 141.
[229] المحاسن: 124 باب 68 عقاب الخيلاء واسيال الإزار حديث 140.
[230] الحديث المتقدم.
[231] عقاب الأعمال: 277 عقاب من أتى الكبائر حديث 2.
[232] سورة التوبة آية 81.
[233] الأمالي أو المجالس: 577 المجلس الخامس والثمانون حديث 8.
[234] ديث: أي ذلّل. [ منه( قدس سره ) ].
[235] القماءة: أي الذلّ. [ منه( قدس سره ) ].
[236] نهج البلاغة: 1/ 63 ومن خطبته عليه السّلام حديث 26. - جنّبته - وقايته. - وشملة - نوع من اللباس. - ديّث - ذلّل. - القماءة - ذلّ وصغر - الاسداد - جمع سد الحجب.
[237] مناهج المتقين: 207 في محرمات المكاسب والحكم اتفاقي بين الفقهاء.
[238] بحار الأنوار: 82/ 224 باب 1 فضل الصلاة وعقاب تاركها حديث 48.
[239] أصول الكافي: 2/ 285 باب الكبائر حديث 24.
[240] الحديث المتقدم.
[241] الحديث السابق.
[242] أصول الكافي: 2/ 285 باب الكبائر حديث 24.
[243] سورة المدثر آية 42 و 43.
[244] التهذيب: 2/ 7 باب 1 المسنون من الصلوات حديث 13.
[245] أصول الكافي: 2/ 287 باب الكبائر حديث 24.
[246] في الطبعة الحجرية: وبين إن يكفر، وهو الظاهر.
[247] عقاب الأعمال: 274 عقاب من ترك فريضة أو تهاون بها متعمدا حديث 1.
[248] المحاسن: 295 باب 48 المكروهات حديث 460 بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: انّ رجلا من خثعم جاء إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وقال: ايّ الأعمال أبغض إلى اللّه؟ فقال: الشرك باللّه، قال: ثم ما ذا؟ قال قطيعة الرحم، قال ثم ما ذا؟ قال الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف.
[249] المحاسن: 291 باب 47 المحبوبات حديث 444.
[250] الكافي: 5/ 55 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حديث 1.
[251] المحاسن: 295 باب 48 المكروهات حديث 460.
[252] أصول الكافي: 2/ 285 باب الكبائر حديث 24.
[253] الحديث المتقدم.
[254] الحديث السابق.
[255] سورة النور آية 63.
[256] سورة البقرة آية 85.
[257] أصول الكافي: 2/ 390 باب وجوه الكفر حديث 1.
[258] عقاب الأعمال: 294 عقاب من ترك فريضة من فرائض اللّه أو ارتكب كبيرة من الكبائر حديث 1.
[259] الخصال: 2/ 610 باب خصال من شرائع الدين حديث 9.
[260] الفقيه: 3/ 25 باب 17 العدالة حديث 65. تنبيه اتفقت آراء علماء الاسلام باستحباب إقامة الصلاة جماعة وحكموا بتأكد استحبابها واشترط علماؤنا الإماميّة رفع اللّه سبحانه شأنهم في الإمام شروطا وأهمّها علم المأموم بعدالة الإمام امّا بالمباشرة أو بشهادة عدلين يشهدان على عدالته أو امارة تدل عليها كحسن الظاهر المؤدّى إلى الاطمينان على العدالة فإذا لم يحرز المأموم عدالة الإمام بالطرق المعينة تكون جماعته باطلة ويحرم ثوابها فالمكلف إذا ترك الصلاة جماعة لعدم إحرازه عدالة إمام الجماعة جاز ذلك ولا محذور عليه نعم إذا تركها رغبة عنها يكون معاقبا على رغبته عنها والاستهانة بها لأنها استهانة بمشرعها ورغبة عن أمر من أمر بها.
[261] أصول الكافي: 2/ 362 باب من لم يناصح أخاه المؤمن حديث 3 و 6.
[262] أصول الكافي: 2/ 366 باب من استعان به أخوه فلم يعنه حديث 4.
[263] أصول الكافي: 2/ 366 باب من استعان به أخوه فلم يعنه حديث 2.
[264] أصول الكافي: 2/ 367 باب من منع مؤمنا شيئا من عنده أو من عند غيره حديث 1.
[265] أصول الكافي: 2/ 367 باب من منع مؤمنا شيئا من عنده أو من عند غيره حديث 4.
[266] الفقيه: 4/ 8 باب 1 ذكر جمل من مناهي النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.
[267] عقاب الأعمال: 341 باب يجمع عقوبات الأعمال حديث 1.
[268] عقاب الأعمال: 342 باب يجمع عقوبات الأعمال حديث 1.
[269] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 412 باب 37 حديث 3.
[270] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 412 باب 37 حديث 2.
[271] اتفقت آراء فقهائنا الأعلام قدس اللّه سرهم على حرمة التسخير تعلمه وتعليمه إلّا في بعض الصور النادرة وهي صورة إبطال التسخير وللمسألة تفصيل كثير موضوعا وحكما.
[272] لا ريب ولا إشكال في حرمة كلّ هذه الصور المذكورة بل ربّما تعدّ بعضها من كبائر المحرمات ومصداقا لقوله تعالى شأنه في سورة النور آية 19 إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ.
[273] وجه الاحتياط هو ان التشبيب يهيج القوة الشهوية الحيوانية غالبا وإذا هاجت الشهوة صار الإنسان في شرك الشيطان ومستعدا لصدور الموبقات منه أعاذنا اللّه منها.
[274] في الفرض إذا كانت في ذمّة الاسلام ورعاية المسلمين كيف يمكن هتكها وإدخال النقص عليها وعلى أهلها وعندي ان الحكم بالحرمة لا يخلو من قوة واللّه العالم.
[275] لا ريب ان الاغراء بالمحرم محرّم بلا نقاش.
[276] الحكم بالحرمة اجماعي عند الإمامية رفع اللّه شأنهم بل عند كثير من المسلمين إذا كان موجبا للوقوع في الحرام أو كان بغلام معين يوجب التشبيب به هتكا أو إهانة له أو لمن يخصّه.
[277] تشبّه كلّ من الرجل والمرأة بالآخر محرّم حسب الروايات الواردة ولكنّ المتيقن من التشبّه هو ان يصيّر الرجل نفسه كالمرأة في لباسها وحركاتها ومنطقها بحيث يقال له عرفا انه متأنّث والمرأة بالعكس بحيث يقال لها عرفا انها ترجّلت امّا إذا تزيت بزيّ الرجل ساعة أو تكلمت بمنطق يشابه منطق الرجل ساعة إلى غير ذلك فهل هذا يعدّ تشبّها محرما أم لا محلّ كلام ينبغي تحقيقه في المباحث الفقهية.
[278] لا ريب في حرمة التطفيف عند علماء المسلمين أجمع إذا كان المال المطفف به محترما أما إذا كان غير محترم كما إذا كان المال لكافر حربيّ أو كان للمطفّف - بالكسر -: في ذمّة المطفف منه - بالفتح - مال وانحصر تحصيل ماله في ذمّته بالتطفيف بالشرائط المقررة جاز التطفيف مع كلام فيه فراجع.
[279] سورة المطّففين آية 1 و 2 و 3 و 4 و 5 و 6.
[280] سورة مريم آية 37.
[281] اشتغال ذمّة المطفّف بما طفّفه من المطفف منه لا ريب فيه والحكم إجماعي.
[282] أصول الكافي: 2/ 373 باب في عقوبات المعاص العاجلة حديث 1 بسنده عن أبي جعفر عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: خمس إن ادركتموهنّ فتعوذّوا باللّه منهن، لم تظهر الفاحشة في قوم قطّ حتى يعلنوها إلّا ظهر فيهم الطاعّون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلّا أخذوا بالسنين، وشدّة المؤونة، وجور السلطان، ولم يمنعوا الزكاة إلّا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد اللّه وعهد رسوله إلّا سلّط اللّه عليهم عدوّهم وأخذوا بعض ما في أيديهم، ولم يحكموا بغير ما أنزل اللّه عز وجل إلّا جعل اللّه عز وجل بأسهم بينهم.
[283] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 107 باب 134 حديث 1 عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال: لا غيبة لثلاث سلطان جائر، وفاسق معلن، وصاحب بدعة. وحديث 3 عن الرضا عليه السّلام قال: من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له.
[284] أصول الكافي: 2/ 278 باب الكبائر حديث 8.
[285] أصول الكافي: 2/ 280 باب الكبائر حديث 10.
[286] أصول الكافي: 2/ 276 باب الكبائر حديث 2.
[287] أصول الكافي: 2/ 281 باب الكبائر حديث 14 بسنده عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: سمعته يقول: الكبائر سبعة: منها قتل النفس متعمدا، والشرك باللّه العظيم، وقذف المحصنة، وأكل الرّبا بعد البيّنة، والفرار من الزحّف، والتعرب بعد الهجرة، وعقوق الوالدين، وأكل مال اليتيم ظلما، قال: والتعرّب والشرك واحد.
[288] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 243 باب 32 في ذكر ما كتب به الرضا عليه السّلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل.
[289] بحث الفقهاء رضوان اللّه تعالى عليهم حكم تعشير المصاحف فأجازه بعضهم ومنعه آخرون والظاهر جوازه على كراهة واللّه العالم.
[290] أصول الكافي: 2/ 356 باب التعيير أحاديث الباب.
[291] أصول الكافي: 2/ 308 باب العصبيّة حديث 2.
[292] أصول الكافي: 2/ 308 باب العصبيّة حديث 3.
[293] أصول الكافي: 2/ 308 باب العصبيّة حديث 4.
[294] أصول الكافي: 2/ 308 باب العصبيّة حديث 7.
[295] المحاسن: 10 باب 4 حديث 30.
[296] الكافي: 5/ 559 باب النوادر حديث 11 بسنده عن أبي جميلة، عن أبي جعفر، وأبي عبد اللّه عليهما السّلام قالا: ما من أحد إلّا وهو يصيب حظّا من الزّنا فزنا العينين النظر، وزنا الفم القبلة، وزنا اليدين اللّمس صدق الفرج ذلك أم كذّب. أقول لا خلاف بين المسلمين في أن تقبيل الأجنبية لا عن شهوة حرام ومعاقب فاعله أما إذا كان التقبيل عن شهوة فلا خلاف في الحرمة أجنبيّة كانت أم غيرها، صغيرة كانت أم كبيرة، خلّية كانت أم ذات بعل، وفي الأخيرة الحرمة آكد والعقاب أشد.
[297] لا ريب لدى المسلمين أجمع بان تكذيب النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يوجب الكفر وتكذيب اللّه تعالى شأنه العزيز حيث يقول [ لا ينطق عن الهوى إن هو إلّا وحي يوحى ] ويستحق بذلك القتل عند الإماميّة. أما تكذيب أئمة الهدى المعصومين صلوات اللّه عليهم أجمعين فعند العامّة يوجب فسق المكذّب وعند الإمامية رفع اللّه شأنهم وأهلك عدوهم تكذيب الإمام المعصوم موجب لكفره وهدر دمه وجواز لعنه وان شئت تفصيل ذلك فعليك بالكتب الكلامية والفقهية.
[298] سورة النجم آية: 42.
[299] أصول الكافي: 1/ 92 باب النهي عن الكلام في الكيفية حديث 2.
[300] أصول الكافي: 1/ 92 باب النهي عن الكلام في الكيفية حديث 3.
[301] المحاسن: 238 باب 24 جوامع من التوحيد حديث 211.
[302] وسائل الشيعة: 11/ 456 باب 23 حديث 19.
[303] كشف المحجة: 19 الفصل السابع والعشرون.
[304] أصول الكافي: 1/ 92 باب النهي عن الكلام في الكيفيّة حديث 1.
[305] الأمالي أو المجالس للشيخ الصدوق: 251 المجلس 65.
[306] أصول الكافي: 1/ 92 باب النهي عن الكلام في الكيفيّة حديث 4.
[307] أصول الكافي: 1/ 92 باب النهي عن الكلام في الكيفيّة حديث 4 ذيله.
[308] أفتى فقهاؤنا بكراهة تلقّي الركبان وهناك قول شاذّ بالحرمة في بعض الصور. وتلّقي الركبان هو الخروج إلى خارج البلد بمسافة قليلة أو كثيرة ليتلقي من يجلب متاعا للبيع في البلد فيشتري المتلقي المتاع باقلّ ممّا يساوي.
[309] ان ما تفضّل به المؤلف قدس اللّه روحه الطاهرة هو خلاصة بحث فقهيّ مسهب تدارسه فقهاؤنا في مؤلفاتهم المبسوطة كالجواهر ومنتهى المقاصد وغيرهما والأحاديث الواردة في التنجيم تجدها في وسائل الشيعة: 12/ 101 باب 24 روايات الباب.
[310] أقول: إن ردّ الشمس ليوشع النبي عليه السّلام مرة ولأمير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين عليه السّلام مرّتين رواه الثقات من رواة العامّة والخاصّة ونظم هذه الفضيلة الخارقة للعادة شعراء أهل البيت وناظمو مآثر أئمّة الدين عليهم أفضل الصلاة والسّلام من الفريقين وقد ذكر شطرا منها فقيد العلم والفضيلة علّامتنا الأميني قدس اللّه سرّه في موسوعته القيمة - الغدير - فراجع.
[311] أصول الكافي: 2/ 361 باب التهمة وسوء الظّن حديث 1.
[312] أصول الكافي: 2/ 361 باب التهمة وسوء الظّن حديث 2.
[313] أصول الكافي: 2/ 315 باب حبّ الدنيا والحرص عليها حديث 1.
[314] كنز الفوائد: 16 فصل في ذكر الدنيا.
[315] أصول الكافي: 2/ 317 باب حبّ الدنيا والحرص عليها حديث 9.
[316] وسائل الشيعة: 12/ 131 باب 42 أبواب ما يكتسب به حديث 14.
[317] وسائل الشيعة: 12/ 134 باب 44 من أبواب ما يكتسب به حديث 5.
[318] وسائل الشيعة: 12/ 132 باب 42 أبواب ما يكتسب به حديث 17.
[319] الخصال: 2/ 610 باب خصال من شرائع الدين حديث 9.
[320] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 269 باب 34 ما كتبه الرضا عليه السّلام للمأمون في محض الاسلام وشرايع الدين.
[321] أصول الكافي: 2/ 367 باب من منع مؤمنا شيئا من عنده أو من عند غيره حديث 3.
[322] عقاب الأعمال: 286 عقاب من حبس حق المؤمن حديث 2.
[323] أصول الكافي: 2/ 306 باب الحسد حديث 2.
[324] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 327 باب 55 حديث 6 وفي المطبوع: الملح بدلا من الثلج.
[325] المصدر المتقدم.
[326] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 328 باب 55 حديث 18.
[327] كنز الفوائد: 1/ 136 كلمات لأمير المؤمنين عليه السّلام وغيره في ذم الحسد.
[328] أصول الكافي: 2/ 289 باب في أصول الكفر وأركانه حديث 1 بسنده قال أبو عبد اللّه عليه السّلام أصول الكفر ثلاثة: الحرص والاستكبار والحسد....
[329] بحار الأنوار 73/ 262، باختلاف وتصرف.
[330] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 327 باب 55 حديث 11.
[331] أمالي الشيخ المفيد رحمه اللّه: 344 المجلس الأربعون حديث 8 بسنده قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ذات يوم لأصحابه: ألّا إنّه قد دبّ إليكم داء الأمم من قبلكم وهو الحسد، ليس بحالق الشعر، لكنّه حالق الدين، وينجي منه ان يكفّ الإنسان يده، ويخزن لسانه، ولا يكون ذا غمز على أخيه المؤمن.
[332] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 328 باب 55 حديث 18 عن الآمدي في الغرر من كلام أمير المؤمنين عليه السّلام.
[333] هذه الجمل الذهبية تجدها في مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 328 باب 55 حديث 18 نقلا عن الآمدي في غرر كلام أمير المؤمنين عليه السّلام.
[334] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 327 باب 55 حديث 7 عن مصباح الشريعة.
[335] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 328 باب 55 حديث 18 عن الآمدي في الغرر من كلام أمير المؤمنين عليه السّلام.
[336] كنز الفوائد: 57 فصل في الحسد.
[337] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 328 باب 55 حديث 17 عن نزهة الناظر لأبي يعلى الجعفري.
[338] كنز الفوائد: 1/ 136 كلمات لأمير المؤمنين عليه السّلام وغيره في ذم الحسد.
[339] المصدر المتقدم.
[340] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 328 باب 55 حديث 18 عن الآمدي في الغرر من كلام أمير المؤمنين عليه السّلام.
[341] نهج البلاغة: 3/ 209 حديث 256.
[342] الخصال: 1/ 50 خصلتان ذكرهما إبليس لنوح عليه السّلام حديث 61.
[343] روضة الكافي: 8/ 108 حديث 86 بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: ثلاثة لم ينج منها نبيّ فمن دونه، التفكّر في الوسوسة في الخلق، والطيرة، والحسد، إلّا ان المؤمن لا يستعمل الحسد.
[344] الخصال: 2/ 417 رفع عن هذه الأمّة تسعة أشياء حديث 9 بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: رفع عن امّتي تسعة: الخطأ، والنسيان، وما اكرهوا عليه، وما لا يطيقون، وما اضطّروا إليه، والحسد، والطيرة، والتفكّر في الوسوسة في الخلق ما لم ينطق بشفة.
[345] أقول إن الحسد غريزة طبيعية تكون في الإنسان مع خلقته يوم يولد كباقي الغرائز الحسنة والقبيحة وما كان كذلك لا يمكن ذم المتّصف بها إلّا من جهة إعماله لها وجميع الروايات الشريفة ناظرة إلى أن إعمال الحسد قبيح ويلام المكلف على ترك سعيه في دفع غريزة الحسد أو تضعيفها كما أشار إلى هذا الإمام الصادق عليه السّلام في الحديث الأسبق - إلّا ان المؤمن لا يستعمل الحسد - أو قوله عليه السّلام في الحديث المتقدم - رفع عن الأمة تسعة - إلى أن قال: - ما لم ينطق بشفة - فتفطّن.
[346] أصول الكافي: 2/ 307 باب الحسد حديث 7 بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: ان المؤمن يغبط ولا يحسد، والمنافق يحسد ولا يغبط. أقول إن مفاد الحديث ان المؤمن لا يتمنى زوال النعمة عن الواجد لها، بل يتمنّى ان يرزق مثل تلك النعمة من دون ان يتمنى سلبها عن الواجد.
[347] أقول كلّما يكون مضلّا أو يكون مظنّة الإضلال يحرم إيجاده أو حفظه واقتناؤه أو التشهير به وترويجه اما تحديد الظلال وما هو حقيقته ومن يضل فهو امر بحثه فقهاؤنا الأعلام واستوفوا دراسته راجع المتاجر لشيخ الفقهاء الأنصاري وحاشية جدّنا الفقيه الكبير قدس سرهما والكتب الفقهية المبسطة الاستدلالية.
[348] أقول الأحكام التي ذكرها المؤلف قدس سره هنا هي التي بحثها فقهاؤنا قدس اللّه تعالى أرواحهم بحثا مسهبا راجع المتاجر - المكاسب - لشيخنا الأنصاري والجواهر للشيخ محمد حسن قدس سرهما. واعلم أن علم الكيمياء المذكور هنا غير الكيمياء المعروف اليوم.
[349] سورة المائدة آية 44.
[350] سورة المائدة آية 45.
[351] سورة المائدة آية 47.
[352] عقاب الأعمال: 339 باب يجمع عقوبات الأعمال حديث 1.
[353] تفسير العياشي: 1/ 323 حديث 121.
[354] الكافي: 7/ 407 باب من حكم بغير ما أنزل اللّه عزّ وجلّ حديث 1.
[355] الكافي: 7/ 407 باب أصناف القضاة حديث 1.
[356] تقدّم البحث عنه إجمالا فراجع.
[357] الكافي: 7/ 410 باب من حاف بالحكم حديث 1.
[358] الكافي: 7/ 410 باب من حاف بالحكم حديث 2.
[359] الأمالي للشيخ الصدوق: 270 المجلس 46 حديث 5.
[360] المحاسن: 99 عقاب من خذل مؤمنا 29 حديث 66.
[361] في المصدر: ينفقه، والمعنى واحد.
[362] عقاب الأعمال: 294 عقاب من خضع لصاحب سلطان أو لمن يخالفه على دينه حديث 1.
[363] الفقيه: 4/ 6 باب ذكر جمل من مناهي النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حديث 1.
[364] مكارم الأخلاق: 266 الفصل التاسع في هنات تتعلق بالنساء.
[365] التهذيب: 10/ 40 باب 1 حدود الزنا حديث 141.
[366] الخصال: 2/ 610 خصال من شرائع الدين حديث 9.
[367] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 269 باب 34 ما كتبه الرضا عليه السّلام للمأمون في محض الإسلام وشرايع الدين.
[368] الجعفريات: 171 باب المكر والخيانة والخديعة.
[369] الخصال: 1/ 230 أربعة لا تدخل واحدة منهن بيتا إلّا خرب حديث 73، عقاب الأعمال: 289.
[370] الكافي: 5/ 133 باب أداء الأمانة حديث 7.
[371] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 505 باب 3 حديث 2.
[372] عقاب الأعمال: 337 باب يجمع عقوبات الأعمال حديث 1.
[373] المحاسن: 115 باب 55 عقاب الديّوث حديث 118 بسنده عن أبي جعفر عليه السّلام قال: ثلاثة لا يقبل اللّه لهم صلاة، منهم الديّوث الذي يفجر بامرأته.
[374] ليس في الروايات التي تعين الكبائر والمؤلف قدس سره أشار إلى ذلك بقوله - لما ورد.
[375] الفقيه: 4/ 256 باب 176 النوادر.
[376] الكافي: 5/ 537 باب الغيرة حديث 8.
[377] الكافي: 5/ 537 باب الغيرة حديث 7.
[378] الكافي: 7/ 412 باب كراهية الارتفاع إلى قضاة الجور حديث 5 بسنده عن عمر بن حنظلة، قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن رجلين من أصحابنا يكون بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السلطان أو إلى القضاة أيحلّ ذلك؟ فقال: من تحاكم إلى الطاغوت فحكم له فإنّما يأخذ سحتا وان كان حقّه ثابتا لأنّه أخذ بحكم الطاغوت، وقد أمر اللّه ان يكفر به، قلت كيف يصنعان، قال: انظروا إلى من كان منكم قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فارضوا به حكما فإنّي قد جعلته عليكم حاكما، فإذا حكم بحكمنا فلم يقبله منه فإنّما بحكم اللّه قد استخف، وعلينا ردّ والرادّ علينا الرادّ على اللّه وهو على حدّ الشرك باللّه. أقول: ردّ حكم الحاكم الشرعي تارة ناشئ من عدم ثبوت كونه حاكما شرعيّا يجب اتباعه ويحرم مخالفته لعدم ثبوت علمه أو عدم ثبوت عدالته أو ثبوت فسقه وأخرى يكون ناشئا من عدم الاكتراث بحكمه مع ثبوت كلما يشترط في حجية حكم الحاكم وهذا القسم هو الذي يشير إليه الحديث بأنه ردّ على أئمة الهدى والردّ عليهم على حدّ الشرك باللّه العظيم ثم لا يخفى انه ينبغي عدّ هذا القسم من الكبائر واللّه العالم.
[379] الكافي: 5/ 127 باب السحت حديث 3 بسنده قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: السحت أنواع كثيرة منها كسب الحجّام إذا شارط، وأجر الزانية، وثمن الخمر، فأمّا الرشا في الحكم فهو الكفر باللّه العظيم.
[380] عقاب الأعمال: 310 عقاب والي يحتجب من حوائج الناسّ حديث 1 بسنده عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال: ايّما وال احتجب عن حوائج الناس احتجب اللّه عنه يوم القيامة وعن حوائجه، وإن أخذ هديّة كان غلولا، وان أخذ رشوة فهو مشرك.
[381] التهذيب: 6/ 224 باب 77 حديث 534 بسنده قال أبو جعفر عليه السّلام: لعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من نظر إلى فرج امرأة لا تحل له، ورجلا خان أخاه في امرأته، ورجلا احتاج الناس إليه لفقهه فسألهم الرشوة.
[382] الكافي: 5/ 126 باب السحت حديث 2.
[383] مستدرك وسائل الشيعة: 3/ 196 باب 8 حديث 8 عن غوالي اللآلي عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال لعن اللّه الرّاشي والمرتشي وما بينهما يمشي. أقول أخذ الرشوة في الحكم حرام عند الإماميّة بالاتفاق امّا في غير الحكم ففيه نقاش علميّ ليس هذا محلّه.
[384] أصول الكافي: 2/ 333 باب الظلم حديث 16 بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: العامل بالظلم والمعين له، والرّاضي به شركاء ثلاثتهم.
[385] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 151 باب 28.
[386] نهج البلاغة: 2/ 207 حديث 196 ومن كلام له عليه السّلام أيّها الناسّ لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلّة أهله، فانّ الناسّ قد اجتمعوا على مائدة شبعها قصير، وجوعها طويل، أيّها الناس: انّما يجمع الناس الرضا والسخّط، وانما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمهم اللّه بالعذاب لمّا عموّه بالرّضا، فقال سبحانه( فعقروها فأصبحوا نادمين )....
[387] أصول الكافي: 2/ 334 باب الظلم حديث 18.
[388] الخصال: 2/ 610 خصال من شرائع الدين حديث 9.
[389] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 269 باب 34 فيما كتبه الرضا عليه السّلام للمأمون في محض الاسلام وشرائع الدين.
[390] سورة هود آية 113.
[391] تفسير الصافي سورة هود آية 113، والكافي: 5/ 108 باب عمل السلطان وجوائزهم حديث 12.
[392] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 437 باب 37 حديث 1.
[393] الكافي: 5/ 111 باب شرط من اذن له في أعمالهم حديث 5 الكافي: 5/ 108 باب عمل السلطان وجوائزهم حديث 11.
[394] الكافي: 5/ 109 باب عمل السلطان وجوائزهم حديث 13.
[395] أصول الكافي: 2/ 293 باب الرياء حديث 3.
[396] تفسير علي بن إبراهيم القمي: 2/ 47 في تفسير قوله تعالى شأنه فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً سورة الكهف آية 110، وأصول الكافي: 2/ 295 باب الرياء حديث 9.
[397] مستدرك وسائل الشيعة: 1/ 11 باب 11 حديث 5. عقاب الأعمال: 303 عقاب المرائي حديث 1.
[398] عقاب الأعمال: 266 عقاب من عمل لغير اللّه عز وجل حديث 1 ووسائل الشيعة: 1/ 51 باب 12 حديث 1.
[399] أصول الكافي: 2/ 296 باب الرياء حديث 14.
[400] أصول الكافي: 2/ 294 باب الرياء حديث 7. في الأصل: أراد به.
[401] أصول الكافي: 2/ 293 باب الرياء حديث 3.
[402] أصول الكافي: 2/ 297 باب الرياء حديث 17.
[403] سورة الكهف آية 110.
[404] أصول الكافي: 2/ 293 باب الرياء حديث 4.
[405] وسائل الشيعة: 1/ 53 باب 12 حديث 10.
[406] أصول الكافي: 2/ 296 باب الرياء حديث 13. أقول إن حق العبّودية ان لا يرى العبد سوى معبوده في عبادته ومن خالف ذلك فقد أشرك في عبادته مع معبوده آخر وهو في حدّ الشرك الجلّي مما يستحق به فاعله العذاب الأليم ولكن ان تاب تاب اللّه عليه أعاذنا اللّه سبحانه وتعالى من الشرك بجميع أقسامه.
[407] الخصال: 2/ 610 باب خصال من شرائع الدين حديث 9.
[408] أصول الكافي: 2/ 285 باب الكبائر حديث 24.
[409] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 269 باب 34 ما كتبه الرضا عليه السّلام للمأمون في محض الاسلام وشرايع الدين.
[410] أصول الكافي: 2/ 285 باب الكبائر حديث 24.
[411] سورة الفرقان آية 68 و 69.
[412] أصول الكافي: 2/ 284 باب الكبائر حديث 21.
[413] الكافي: 5/ 542 باب الزاني حديث 6.
[414] الكافي: 5/ 541 باب الزاني حديث 3 و 9.
[415] الخصال: 1/ 320 في الزنا سّت خصال حديث 2 و 3 و 4.
[416] الكافي: 5/ 542 باب الزاني حديث 9.
[417] المحاسن: 106 باب 46 عقاب الزاني 91.
[418] الكافي: 5/ 542 باب الزاني حديث 9، والفقيه: 4/ 13 باب 3 حديث 11.
[419] الكافي: 5/ 542 باب الزاني حديث 8.
[420] المحاسن: 101 حديث 93 باب 46.
[421] الفقيه: 4/ 13 باب 3 حديث 12.
[422] الكافي: 5/ 541 باب الزاني حديث 4.
[423] المحاسن: 107 باب 46 عقاب الزاني حديث 94.
[424] ذيل الحديث المتقدم.
[425] الكافي: 5/ 543 باب الزانية حديث 1.
[426] وسائل الشيعة: 14/ 238 باب 2 حديث 5.
[427] الكافي: 5/ 559 باب النوادر حديث 11.
[428] أصول الكافي: 2/ 359 باب السباب حديث 1.
[429] أصول الكافي: 2/ 359 باب السباب حديث 2.
[430] أصول الكافي: 2/ 360 باب السباب حديث 3. باختلاف يسير.
[431] أصول الكافي: 2/ 360 باب السباب حديث 4.
[432] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 109 باب 138 حديث 4.
[433] أصول الكافي: 2/ 359 باب السباب حديث 1. أقول: مجرّد سبّ المؤمن حرام اما انّه يوجب سقوط عدالة السابّ ولو لمرة واحدة ففيه كلام ونقاش لأن العدالة هي ملكة نفسيّة متأصلّة في النفس نعم الإصرار على السّب وتكرر ذلك يعدّ اصرارا على المحرّم وعنده يصح إطلاق الفسوق ويمكن عدّ الإصرار على السب من الكبائر واللّه العالم.
[434] الخصال: 2/ 364 باب السبعة الكبائر سبع حديث 57.
[435] أصول الكافي: 2/ 285 باب الكبائر حديث 24.
[436] الحديث المتقدم.
[437] الحديث السابق.
[438] سورة البقرة آية 102.
[439] أصول الكافي: 2/ 286 باب الكبائر حديث 24.
[440] سورة البقرة آية 102.
[441] الخصال: 1/ 297 خمسة ملعونون حديث 67.
[442] ذيل الحديث المتقدم.
[443] الخصال: 1/ 179 ثلاثة لا يدخلون الجنّة حديث 243.
[444] قرب الإسناد: 71.
[445] الفقيه: 3/ 371 باب 179 معرفة الكبائر التي أوعد اللّه عز وجل عليها النار حديث 1752.
[446] الجعفريات: 99 باب التغليظ في السحر.
[447] قرب الإسناد: 25.
[448] الموارد المذكورة استثنى الفقهاء حرمتها فراجع.
[449] أقول الحكم بكليته موضع وفاق فقهائنا رضوان اللّه تعالى عليهم ولكن في بعض صوره نقاش علمي فتدّبر.
[450] الخصال: 2/ 610 خصال من شرائع الدين حديث 9.
[451] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 269 باب 34 ما كتبه الرضا عليه السّلام للمأمون في محض الاسلام وشرائع الدين.
[452] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 317 باب 46 حديث 17.
[453] الخصال: 1/ 230 أربعة لا تدخل واحدة منهنّ بيتا إلّا خرب حديث 73.
[454] سورة المائدة آية 37 السَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا نَكالًا مِنَ اللَّهِ، وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ.
[455] وسائل الشيعة: 18/ 481 باب 1 حديث 2. أقول: لا خلاف بين المسلمين في حرمة السرقة، وانّها من الكبائر عندنا ولكن في سرقة الأب من مال ابنه مع تقدم نهيه خلاف تراجع المؤلفات المبسوطة الفقهية كالجواهر ومنتهى المقاصد.
[456] ثواب الأعمال: 158 ثواب من اجتنب الكبائر حديث 2.
[457] سورة المائدة آية 33. أقول: لا خلاف كتابا وسنّة في حرمة السعي في الفساد في الأرض وانه من الكبائر أما العقاب الذي يجب أن يعاقب به المرتكب لهذه الجريمة من الحدّ أو القتل ففيه بحث ونقاش.
[458] أصول الكافي: 1/ 36 باب صفة العلماء حديث 5 بسنده قال أمير المؤمنين عليه السّلام: لا يكون السفة والغرّة في قلب عالم. - الغرّة - بكسر الغين المعجمة الغفلة.
[459] أصول الكافي: 2/ 322 باب السفة حديث 2.
[460] أصول الكافي: 2/ 322 باب السفة حديث 1.
[461] أصول الكافي: 2/ 322 باب السفة حديث 2 ذيله.
[462] أصول الكافي: 2/ 322 باب السفة حديث 4.
[463] أصول الكافي: 2/ 327 باب من يتقى شرّه حديث 4.
[464] أصول الكافي: 2/ 327 باب من يتقى شره برقم 3.
[465] أصول الكافي: 2/ 326 باب من يتقى شرّه حديث 1.
[466] أصول الكافي: 2/ 285 باب الكبائر حديث 24.
[467] الحديث المتقدم.
[468] الحديث السابق.
[469] علل الشرائع: 476 باب 224 علة تحريم الخمر حديث 2.
[470] ثواب الأعمال: 289 عقاب الخيانة والسرقة وشرب الخمر والزنا حديث 2.
[471] علل الشرائع: 476 باب 224 علّة تحريم الخمر حديث 2.
[472] الكافي: 6/ 409 باب انّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حرم كل مسكر قليله وكثيره حديث 8.
[473] الكافي: 6/ 417 باب النبيذ حديث 6. أقول: لا خلاف في حرمة شرب كل مسكر قليله وكثيره عند الإماميّة كما ولا خلاف في كون شربه من الكبائر العظام وخالفنا بعض العامّة في بعض صور المسألة.
[474] الشعبذة أفعال وتمويهات وحركات سريعة تظهر منها للناظر أمور لا حقيقة لها بحيث تنطلي على الناظر، وحيث إنه لا حقيقة ولا واقع لها حكموا بحرمتها وحرمة أخذ الأجرة على عملها أو تعليمها، والحكم لا خلاف فيه إجمالا وفي بعض الصور نقاش علمي تراجع الأسفار الفقهية الاستدلالية كالجواهر ومنتهى المقاصد.
[475] الاحتجاج للطبرسي: 2/ 22 احتجاج أبو عبد اللّه الصادق عليه السّلام في أنواع شتى من العلوم الدينية.
[476] الخصال: 2/ 610 خصال من شرائع الدين حديث 9.
[477] أصول الكافي: 2/ 285 باب الكبائر حديث 24.
[478] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 269 باب 34 ما كتبه الرضا عليه السّلام للمأمون في محض الاسلام وشرائع الدين.
[479] أصول الكافي: 2/ 285 باب الكبائر حديث 24.
[480] الكافي: 7/ 383 باب من شهد بالزور حديث 2.
[481] الكافي: 7/ 383 باب من شهد بالزور حديث 1.
[482] الكافي: 7/ 383 باب من شهد بالزور حديث 3.
[483] عقاب الأعمال: 326 باب يجمع عقوبات الأعمال حديث 1. أقول: لا خلاف في حرمة شهادة الزور وانها تعدّ من المحرمات الكبيرة وعليها النص والفتوى عند فقهائنا الإماميّة رفع اللّه تعالى شأنهم.
[484] أصول الكافي: 2/ 297 باب طلب الرّياسة حديث 3 بسنده عن عبد اللّه بن مسكان، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول: إيّاكم وهؤلاء الرؤسّاء الّذين يترأسون، فو اللّه ما خفقت النعال خلف رجل إلّا هلك وأهلك.
[485] أصول الكافي: 2/ 297 باب طلب الرياسة حديث 2.
[486] أصول الكافي: 2/ 298 باب طلب الرياسة حديث 4.
[487] وسائل الشيعة: 11/ 282 باب 50 حديث 14. أقول: طلب الرياسة من المحرّمات الكبيرة وهي من مزالّ الأقدام إلّا أن يقيم حقّا أو يطفئ باطلا وهو نادر جدّا إلّا ممّن عصمه اللّه تعالى شأنه.
[488] وسائل الشيعة: 8/ 612 باب 160 حديث 3.
[489] عقاب الأعمال: 284 عقاب من طعن على المؤمنين أو ردّ عليهم قولهم حديث 1 ووسائل الشيعة: 8/ 612 باب 159 حديث 4. أقول: لا ريب في حرمة ذلك عند الإماميّة نصّا وفتوى.
[490] سورة الكهف آية 29.
[491] أصول الكافي: 2/ 332 باب الظلم حديث 10 و 11.
[492] أمالي الشيخ الطوسي: 2/ 19 الجزء الرابع عشر.
[493] أصول الكافي: 2/ 332 باب الظلم حديث 9 و 12 باختلاف يسير.
[494] عقاب الأعمال: 322 عقاب من ظلم حديث 7.
[495] عقاب الأعمال: 318 عقاب من ظلم حديث 2.
[496] أصول الكافي: 2/ 331 باب الظلم حديث 4.
[497] أصول الكافي: 2/ 335 باب الظلم حديث 23.
[498] أصول الكافي: 2/ 334 باب الظلم حديث 22.
[499] عقاب الأعمال: 321 عقاب من ظلم حديث 5.
[500] عقاب الأعمال: 321 عقاب من ظلم حديث 3. أقول: إنّ الظلم من أعظم المحرّمات نصّا وفتوى وكفى فيه قوله عزّ من قائل فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ وعقاب الظلم يختلف باختلاف المظلوم وما يظلم به وخصوصيات أخر أجارنا اللّه من ظلم عباده وظلم أنفسنا ووفّقنا لدفع الظلم عن المؤمنين آمين يا ربّ العالمين.
[501] سورة الحجرات آية 12.
[502] أصول الكافي: 2/ 362 باب التهمة وسوء الظنّ حديث 3 وفي الحديث( مجالسة الأشرار توجب ظن السوء بالأخيار ).
[503] نهج البلاغة: 3/ 177 برقم 114.
[504] أصول الكافي: 2/ 313 باب العجب حديث 2.
[505] أصول الكافي: 1/ 27 كتاب العقل والجهل حديث 31.
[506] أصول الكافي: 1/ 313 باب العجب حديث 1.
[507] وسائل الشيعة: 1/ 78 باب 23 حديث 17.
[508] أصول الكافي: 2/ 61 باب الرضا بالقضاء حديث 4 والحديث طويل.
[509] أصول الكافي: 2/ 314 باب العجب حديث 8 والحديث طويل.
[510] أصول الكافي: 2/ 313 باب العجب حديث 3.
[511] أصول الكافي: 2/ 313 باب العجب حديث 5.
[512] أصول الكافي: 2/ 314 باب العجب حديث 7. أقول: العجب صفة نفسانية خبيثة تهدي إلى كل سوء وشر وتردي المتصف بها إلى الهلكة ويجب السعي في التخلص منها بترويض النفس وتزكيتها واللّه هو المعين.
[513] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 317 باب 46 حديث 23.
[514] الخصال: 1/ 273 الكبائر خمس حديث 16.
[515] أصول الكافي: 2/ 278 باب الكبائر حديث 8.
[516] أصول الكافي: 2/ 285 باب الكبائر حديث 24.
[517] أصول الكافي: 2/ 285 باب الكبائر حديث 24.
[518] سورة مريم 32.
[519] سورة إبراهيم آية 15 - 16.
[520] سورة هود آية 106.
[521] أصول الكافي: 2/ 348 باب العقوق حديث 3.
[522] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 631 باب 75 حديث 25.
[523] أصول الكافي: 2/ 349 باب العقوق حديث 5.
[524] مشكاة الأنوار: 149 الفصل الرابع عشر في حقوق الوالدين وبرّهما.
[525] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 630 باب 75 حديث 19.
[526] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 630 باب 75 حديث 18.
[527] الجعفريات: 187.
[528] أصول الكافي: 2/ 163 باب البر بالوالدين حديث 21 والحديث هكذا بسنده عن أبي جعفر عليه السّلام قال: ان العبد ليكون بارّا بوالديه في حياتهما ثم يموتان فلا يقضي عنهما ديونهما، ولا يستغفر لهما فيكتبه اللّه عاقا، وانه ليكون عاقا لهما في حياتهما غير بارّ بهما فإذا ماتا قضى دينهما واستغفر لهما فيكتبه اللّه عز وجل بارّا.
[529] سورة لقمان آية 15. وسورة العنكبوت آية 8. أقول: لكلّ من الصفات المذمومة أثرها الوضعي في حياة الإنسان سوى الحكم التكليفي وعقوق الوالدين له أثره الوضعي في هذه النشأة عظيم ومن تلك الآثار ان العاق لا يوفق في شؤون حياته العامة وحتى الخاصة وربّما ذرّيته نالهم من عدم الموفقية المذكورة وشاهدنا ذلك في مجتمعنا كثيرا فتفطّن.
[530] سورة الأعراف آية 12، والخصال: 2/ 615 حديث الأربعمائة.
[531] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 198 بسنده قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ليس منّا من غشّ مسلما أو ضرّه أو ماكره.
[532] الفقيه: 4/ 8 باب ذكر جمل من مناهي النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حديث 1.
[533] عقاب الأعمال: 334 باب يجمع عقوبات الأعمال.
[534] الكافي: 5/ 160 باب الغش حديث 2.
[535] عقاب الأعمال: 335 باب يجمع عقوبات الأعمال.
[536] عقاب الأعمال: 337 باب يجمع عقوبات الأعمال.
[537] الكافي: 5/ 160 باب الغش حديث 5.
[538] أقول كل هذه الموارد هي مصاديق للغش، والبرودة أي المكان البارد الرطب.
[539] الكافي: 5/ 160 باب الغش حديث 6.
[540] أقول الغش هو إظهار البائع ظاهر متاعه بخلاف باطنه وواقعه وهو تارة يظهر الغش بالفحص كجعل حنطة جيدة في ما يظهر وحنطة ردّيه فيما خفى وتارة لا يظهر الغش بالفحص كشوب اللبن بالماء وحيث إن تحديد مصاديق ذلك متفاوتة مختلفة كثيرا فلا بد من تحكيم العرف في تشخيص الموضوع وبعد تحقق الموضوع وتشخيصه فالحكم بالحرمة ممّا لا خلاف فيه.
[541] الفقيه: 4/ 3 باب ذكر جمل من مناهي النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حديث 1.
[542] المحاسن: 619 باب 5 تزويق البيوت والتصاوير حديث 54 و 55 و 56. أقول: من الواضح جدّا إن التكاليف الشرعية مبنية على فعلها عن قصد أمّا إذا وقعت لا عن قصد فليست موضوعا للحكم ولا يترتب عليه حكم تكليفي أصلا ولهذا قيد المؤلف قدس سره الحرمة بالقصد إلى التصوير وللمسألة صور كثيرة ومباحث جليلة تصدى لشرحها فقهاؤنا رضوان اللّه عليهم.
[543] مناهج المتقين تأليف فقيد العلم والتقى سيدي الوالد رضوان اللّه تعالى عليه وهو من أبسط المتون الفقهية وأوسعها وأشملها للفروع المبتلى بها وهو من أول كتاب الطهارة إلى كتاب الديات وفقنا اللّه لشرحه استدلاليا.
[544] أصول الكافي: 2/ 285 باب الكبائر حديث 24.
[545] الحديث المتقدم.
[546] الحديث السابق.
[547] سورة آل عمران آية 161. والغلول: الخيانة، يقال ذلك لإنّ الأيدي فيها مغلولة أي ممنوعة مجعول فيها غلّ وهي الحديدة التي تجمع يد الأسير إلى عنقه. أقول: الحكم إجماعي نصا وفتوى واللّه سبحانه العالم.
[548] سورة لقمان آية 6.
[549] سورة الحج آية 30.
[550] الكافي: 6/ 431 باب الغناء حديث 5 بسنده. عن أبي بصير قال سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه عزّ وجلّ: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ قال الغناء.
[551] الكافي: 6/ 431 باب الغناء حديث 4 بسنده عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السّلام قال: سمعته يقول: الغناء ممّا وعد اللّه عزّ وجلّ عليه النار، وتلا هذه الآية: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ....
[552] الكافي: 6/ 434 باب الغناء حديث 23.
[553] الخصال: 1/ 24 خصلة تورث النفاق وتعقّب الفقر حديث 84.
[554] الكافي: 6/ 433 باب الغناء حديث 15.
[555] الكافي: 6/ 431 باب الغناء حديث 2.
[556] الكافي: 6/ 435 باب الغناء حديث 25 بسنده عن علي بن الريّان، عن يونس قال: سألت الخراساني عليه السّلام وقلت: انّ العباسيّ ذكر انّك ترخّص في الغناء، فقال كذب الزنديق ما هكذا قلت له: سألني عن الغناء فقلت له: انّ رجلا اتى أبا جعفر عليه السّلام فسأله عن الغناء، فقال: يا فلان إذا ميّز اللّه بين الحقّ والباطل فأنّى يكون الغناء، فقال: مع الباطل، فقال: قد حكمت.
[557] الكافي: 6/ 434 باب الغناء حديث 18.
[558] الكافي: 6/ 431 باب الغناء حديث 3.
[559] كذا، والظاهر: وكما.
[560] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 459 باب 80 حديث 3.
[561] الهلهلة ترجيع خاص للصوت عند العرب لا تحدث طربا، والحوراب هو الصوت العالي بمدّ خاص.
[562] المناغاة هي مكالمة الصبّي بما يعجبه ويسّره. مجمع البحرين 1/ 418.
[563] ما ذكره المؤلف قدس سره في تعريف الغناء - بأنه - ترجيع الصوت على وجه يلهى ويوافق ألحان أهل الفسوق - لا يشمل الحداى لأنه ليس على لحن أهل الفسوق بل هو لحن خاصّ لأرباب الإبل يصوّتون به للإبل لتسرع في سيرها وعليه يكون الحداء خارجا عن الغناء موضوعا نعم إذا أطرب هذا اللحن الخاص كان محرّما لا لأنه غناء بل من حيث إطرابه ثم إن للفقهاء قدس سرهم في تعريف وتحديد الغناء آراء متفاوتة وأقوالا كثيرة والارجاع إلى العرف هو المتعين عندي واللّه العالم.
[564] سورة البقرة آية 191.
[565] سورة البقرة آية 217.
[566] سورة البروج آية 10. أقول: لا خلاف بين المسلمين في أن الفتنة من المحرمات الكبيرة وهي أمّ الفساد وتتفاوت عقوبتها بتفاوت ما يترتب منها من المفاسد عصمنا اللّه من الفتن.
[567] الكافي: 7/ 409 باب انّ المفتي ضامن حديث 2، والمحاسن: 205 حديث 60.
[568] مستدرك وسائل الشيعة: 3/ 174 باب 4 حديث 21. أقول: الفتوى بغير ما أنزل اللّه تعالى من المحرمات الكبيرة وربّما أوجبت الخلود في النار كما إذا أوجبت سفك دم مؤمن أجارنا اللّه تعالى من المخزيات يوم الحساب.
[569] أصول الكافي: 2/ 324 باب البذاء حديث 4.
[570] أصول الكافي: 2/ 323 باب البذاء حديث 1.
[571] وسائل الشيعة: 11/ 228 باب 71 حديث 10 بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في حديث قال: إنّ الحياء والعفاف والعيّ أعني عيّ اللسان لا عيّ القلب من الإيمان، والفحش والبذاء والسلاطة من النفاق.
[572] أصول الكافي: 2/ 325 باب البذاء حديث 13.
[573] وسائل الشيعة: 11/ 328 باب 71 حديث 8.
[574] وسائل الشيعة: 11/ 328 باب 71 حديث 7. أقول: الفحش من الرذائل وإذا فحش المؤمن لزمه الاستغفار وان أصّر على الفحش كان فحاشا ومصّرا على الحرام وموجبا لسقوط عدالته إن كان عادلا ومستحقا للعذاب عصمنا اللّه تعالى من الرذائل.
[575] الخصال: 2/ 364 الكبائر سبع حديث 57.
[576] أصول الكافي: 2/ 278 باب الكبائر حديث 8.
[577] الخصال: 2/ 363 الكبائر سبع حديث 56.
[578] أصول الكافي: 2/ 285 باب الكبائر حديث 24.
[579] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 269 باب 34 ما كتبه الرضا عليه السّلام للمأمون في محض الاسلام وشرائع الدين.
[580] أصول الكافي: 2/ 285 باب الكبائر حديث 24.
[581] سورة الأنفال آية 16.
[582] الكافي: 5/ 41 باب ما كان يوصي أمير المؤمنين عليه السّلام به عند القتال حديث 1 والحديث طويل جدّا. أقول: لا خلاف في حرمة الفرار من الزحف خصوصا ما إذا كان فراره مخلّا بجيش المسلمين ويعدّ من الكبائر عند جميع المسلمين.
[583] الخصال: 2/ 364 الكبائر حديث 57.
[584] أصول الكافي: 2/ 278 باب الكبائر حديث 8.
[585] أصول الكافي: 2/ 280 باب الكبائر حديث 10.
[586] أصول الكافي: 2/ 276 باب الكبائر حديث 2.
[587] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 269 باب 34 ما كتبه الرضا عليه السّلام للمأمون في محض الاسلام وشرايع الدين.
[588] أصول الكافي: 2/ 285 باب الكبائر حديث 24.
[589] سورة النساء آية 93.
[590] سورة النساء آية 29 و 30.
[591] سورة المائدة آية 32.
[592] الكافي: 7/ 272 باب القتل حديث 6.
[593] الكافي: 7/ 271 باب القتل حديث 1.
[594] الكافي: 7/ 273 باب القتل حديث 11 بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: لا يدخل الجنّة سافك الدّم، ولا شارب الخمر، ولا مشاءّ بنميم.
[595] الكافي: 7/ 272 باب القتل حديث 7.
[596] المحاسن: 105 باب 45 عقاب القتل حديث 87 ذيله.
[597] المحاسن: 105 باب 45 عقاب القتل حديث 87.
[598] سورة المائدة آية 29. أقول: الحكم إجماعي بين المسلمين وعندنا إجماعي نصّا وفتوى كتابا وسنّة في قتل المؤمن وانه إذا كان مؤمنا أوجب قتله الخلود للقاتل في النار أما قتل غير المؤمن ففيه كلام ونقاش علمي.
[599] الخصال: 2/ 364 الكبائر حديث 57.
[600] أصول الكافي: 2/ 280 باب الكبائر حديث 10.
[601] أصول الكافي: 2/ 276 باب الكبائر حديث 2.
[602] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 269 باب 34 ما كتبه الرضا عليه السّلام للمأمون في محض الاسلام وشرائع الدين.
[603] أصول الكافي: 2/ 285 باب الكبائر حديث 24.
[604] سورة النور آية 23.
[605] سورة النور آية 4.
[606] أصول الكافي: 2/ 324 باب البذاء حديث 5 ذيله.
[607] أصول الكافي: 2/ 324 باب البذاء حديث 5.
[608] الكافي: 7/ 239 باب كراهية قذف من ليس على الاسلام حديث 2.
[609] عقاب الأعمال: 335 باب يجمع عقوبات الأعمال حديث 1.
[610] علل الشرائع: 2/ 480 باب 231 حديث 1. أقول: الحكم متفّق عليه كتابا وسنّة وانه من الكبائر وان فاعله مستوجب للحدّ في الدنيا بالإضافة إلى الآثار الوضعيّة في هذه النشأة.
[611] الخصال: 1/ 242 اربع من علامات الشقاء حديث 96.
[612] أصول الكافي: 2/ 329 باب القسوة حديث 1.
[613] علل الشرائع: 1/ 81 باب 74 حديث 1.
[614] سورة العنكبوت آية 28 إلى 34.
[615] سورة المائدة آية 33.
[616] أصول الكافي: 2/ 285 باب الكبائر حديث 24.
[617] الحديث المتقدم.
[618] الحديث السابق.
[619] سورة الرعد آية 25.
[620] سورة محمد آية 22 و 23.
[621] أصول الكافي: 2/ 151 باب صلة الرحم حديث 7 و 10.
[622] أصول الكافي: 2/ 348 باب قطيعة الرحم حديث 8.
[623] أصول الكافي: 2/ 347 باب قطيعة الرحم حديث 4.
[624] أصول الكافي: 2/ 347 باب قطيعة الرحم حديث 7.
[625] أصول الكافي: 2/ 347 باب قطيعة الرحم حديث 5.
[626] أصول الكافي: 2/ 347 باب قطيعة الرحم حديث 6.
[627] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 104 باب 29 حديث 9.
[628] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 269 باب 34 ما كتبه الرضا عليه السّلام للمأمون في محض الاسلام وشرايع الدين.
[629] سورة الحج آية 30.
[630] سورة البقرة آية 219.
[631] الكافي: 6/ 437 باب النرد والشطرنج حديث 16.
[632] الكافي: 6/ 437 باب النرد والشطرنج حديث 12.
[633] السرائر: 470.
[634] أقول: لا كلام نصّا وفتوى في حرمة القمار باي نحو كان وبايّ آلة من آلات القمار ومثله الشطرنج بلا خلاف اما المراهنة بغير آلات القمار كالبيض والجوز وغيرهما فإن كان على مال أو عمل ألحق بالقمار حكما وان لم تكن المراهنة على مال أو عمل متموّل بل تكون المراهنة على أمر غير متموّل بقصد معرفة سرعة حدس الطرف الآخر أو غير ذلك من الدواعي المشروعة ففي مثل هذه المراهنة كلام ونقاش علمي والجزم بالحرمة في محلّه فتفطّن.
[635] أصول الكافي: 2/ 280 باب الكبائر حديث 10.
[636] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 268 باب 34 ما كتبه الرضا عليه السّلام للمأمون في محض الاسلام وشرايع الدين.
[637] سورة الحجر آية 56. أقول: القنوط من رحمة اللّه في حدّ الكفر باللّه العظيم ولا شك في أنه من المحرمات الكبيرة التي توجب العذاب الأليم وسخط رب العالمين أعاذنا اللّه سبحانه من ذلك.
[638] معاني الأخبار: 250 باب معنى آخر للواصلة والمستوصلة حديث 1.
[639] عقاب الأعمال: 337 باب يجمع عقوبات الأعمال حديث 1. أقول: القيادة من أكبر الكبائر التي أوجب اللّه عز اسمه على فاعلها العذاب الأليم والحكم إجماعي عندنا.
[640] راجع مناهج المتقين كتاب المكاسب المحرّمة.
[641] الخصال: 2/ 610 خصال من شرائع الدين 9.
[642] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 269 باب 34 ما كتبه الرضا عليه السّلام للمأمون في محض الاسلام وشرائع الدين.
[643] سورة النحل آية 29.
[644] أصول الكافي: 2/ 309 باب الكبر حديث 1.
[645] معاني الأخبار: 138 باب معنى كحل إبليس ولعوقه وسعوطه حديث 1.
[646] وسائل الشيعة: 11/ 301 باب 58 حديث 14.
[647] وسائل الشيعة: 11/ 298 باب 58 حديث 2.
[648] أصول الكافي: 2/ 309 باب الكبر حديث 5.
[649] أصول الكافي: 2/ 310 باب الكبر حديث 6.
[650] أصول الكافي: 2/ 310 باب الكبر حديث 10.
[651] أصول الكافي: 2/ 311 باب الكبر حديث 11.
[652] عقاب الأعمال: 265 عقاب المتكبرين حديث 8 و 10.
[653] ثواب الأعمال: 211 ثواب المتواضع حديث 1.
[654] عقاب الأعمال: 264 عقاب المتكبرين حديث 3 بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال ثلاثة لا ينظر اللّه عزّ وجلّ إليهم، ثاني عطفه، ومسبل إزاره خيلاء، والمنفق سلعته بالأيمان انّ الكبرياء للّه رب العالمين.
[655] عقاب الأعمال: 265 عقاب المتكبّرين حديث 9.
[656] مجمع البحرين: 3/ 240، في مادة - جبر -. أقول: التكبر والتجبّر كانا صفتين أم صفة واحدة فهي من اخسّ الصفات وأقبحها، والكتاب والسنة والعقل يحكمان باستحقاق المتصف بأحدهما العقاب الشديد والعذاب الأليم أعاذنا اللّه من هذه الصفة الرذيلة وغيرها من رذائل الصفات.
[657] أصول الكافي: 2/ 287 باب الكبائر حديث 24.
[658] الحديث المتقدم.
[659] الحديث السابق.
[660] سورة البقرة آية 283.
[661] الفقيه: 3/ 35 باب 22 الامتناع من الشهادة حديث 115.
[662] سورة البقرة آية 140.
[663] عقاب الأعمال: 333 باب يجمع عقوبات الأعمال حديث 1.
[664] في الكافي - أو شهد بها -.
[665] كدوح: جمع الكدح، وهو كل أثر في الوجه من خدش أو عض. [ منه( قدس سره ) ].
[666] الكافي: 7/ 380 باب كتمان الشهادة حديث 1 أقول الحكم اجماعي بشروط مذكورة في الكتب الفقهية المبسوطة.
[667] سورة البقرة آية 159.
[668] سورة البقرة آية 174 أقول لا خلاف في الحكم بالشروط المدوّنة في الاسفار الفقهية المبسطة.
[669] الخصال: 2/ 610 خصال من شرائع الدين حديث 9.
[670] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 269 باب 34 ما كتبه الرضا عليه السّلام للمأمون في محض الاسلام وشرائع الدين.
[671] أصول الكافي: 2/ 338 باب الكذب حديث 3.
[672] أصول الكافي: 2/ 339 باب الكذب حديث 4.
[673] معاني الأخبار: 138 باب معنى كحل إبليس ولعوقه وسعوطه حديث 1.
[674] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 100 باب 120 حديث 14 عن جامع الأخبار.
[675] أصول الكافي: 2/ 341 باب الكذب حديث 15.
[676] المحاسن: 117 باب 59 عقاب الكذب حديث 125 ذيله.
[677] المحاسن: 118 باب 59 عقاب الكذب حديث 126.
[678] الفقيه: 4/ 272 باب النوادر حديث 828.
[679] المحاسن: 289 باب الشرائع 64 حديث 346.
[680] أصول الكافي: 2/ 341 باب الكذب حديث 13.
[681] أصول الكافي: 2/ 339 باب الكذب حديث 5.
[682] سورة الزمر آية 60.
[683] سورة يونس آية 69 و 70.
[684] عقاب الأعمال: 318 عقاب الكذب على اللّه عز وجل وعلى رسوله وعلى الأئمة عليهم السّلام حديث 1، وصفحة 316.
[685] أصول الكافي: 2/ 340 باب الكذب حديث 10.
[686] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 101 باب 121 حديث 6.
[687] وسائل الشيعة: 8/ 575 باب 139 حديث 4.
[688] أصول الكافي: 2/ 340 باب الكذب حديث 11.
[689] وسائل الشيعة: 2/ 577 باب 140 حديث 4.
[690] أصول الكافي: 2/ 338 باب الكذب حديث 2.
[691] إنّ الاحتياط في المقام لا يترك لأنّ الهزل يلازم غالبا توهين المؤمن والحطّ من كرامته وهو محرّم فينبغي الاجتناب من الإكثار في الهزل وقديما قيل: الهزل في الحديث كالملح في الطعام فإذا تجاوز حدّه سقط عن الانتفاع.
[692] الكذب حرام مطلقا نعم إذا زاحمت مفسدة الكذب مصلحة أهمّ وان الكذب المحرّم جائزا لتحصيل تلك المصلحة أو دفع مفسدة أقوى وأهمّ وهذا حكم عقلي أمضاه الشارع المقدس كما في الحديث الآتي.
[693] الفقيه: 4/ 255 باب 176 النوادر حديث 821.
[694] الفقيه: 4/ 259 باب النوادر حديث 821.
[695] الخصال: 1/ 87 ثلاث يحسن فيهن الكذب وثلاث يقبح فيهن الصدق حديث 20.
[696] أصول الكافي: 2/ 342 باب الكذب حديث 19.
[697] أصول الكافي: 2/ 341 باب الكذب حديث 16.
[698] أصول الكافي: 2/ 342 باب الكذب حديث 18.
[699] جواز الكذب عند الضرورة مشروط بالعجز عن التورية أم لا وكذلك الحلف كاذبا والمسألة ذات أبعاد واسعة وأبحاث علمية ينبغي مراجعة المصادر الفقهية الاستدلالية.
[700] أصول الكافي: 2/ 278 باب الكبائر حديث 8.
[701] وسائل الشيعة: 11/ 254 باب 46 حديث 4.
[702] سورة إبراهيم آية 7.
[703] سورة النحل آية 112.
[704] سورة سبأ آية 19.
[705] تفسير الصافي ص 441 من نسختنا، وما في المتن مضمون الرواية.
[706] أصول الكافي: 2/ 94 باب الشكر حديث 3.
[707] الخصال: 1/ 19 خصلة من فعلها أو فعلت له برئ من دين محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حديث 68.
[708] الفقيه: 4/ 3 باب ذكر جمل من مناهي النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حديث 1، والسرائر: 473.
[709] الكافي: 5/ 126 باب السحت حديث 2.
[710] اتفق فقهاؤنا على حرمة أخذ الأجرة على فعل محرّم أو تعليمه وتعلّمه ويكون الثمن سحتا لأنه أخذ للمال في مقابل أمر محرّم فيكون أكلا للمال بالباطل وهو حرام فتبنّه.
[711] بحار الأنوار: 75/ 204 حديث 8 عن عقاب الأعمال: 319 حديث 1.
[712] بحار الأنوار: 75/ 202 حديث 1 عن معاني الأخبار: 185 حديث 1، وأمالي الشيخ الصدوق: 337 حديث 18.
[713] الخصال: 1/ 37 حديث 16. وحكاه في البحار: 75/ 203 حديث 5.
[714] بحار الأنوار: 75/ 203 حديث 6، عن الخصال: 1/ 38 حديث 17. وقد وردت أكثر هذه الروايات في عقاب الأعمال: 319، باب: عقاب من كان ذا وجهين وذا لسانين.
[715] لبس الذهب والحرير الخالص محرّم بإجماع الامّامية ولا خلاف فيه اما إذا كان اللباس فيه الحرير بحيث لا يكون الغالب منه حريرا فلا بأس به وتفصيل ذلك في المجاميع الفقهية.
[716] الفقيه: 1/ 164 باب 39 حديث 774.
[717] الكافي: 2/ 360 باب السباب حديث 6 و 7 أقول لا خلاف في حرمة لعن من لا يستحق اللّعن، وأنّه يعاقب اللّاعن وهذا الحكم بالعنوان الكلي متفق عليه والاختلاف في بعض موارده اما لعن أعداء الدين والمذهب فيعد من القربات.
[718] الخصال: 2/ 610 باب خصال من شرائع الدين حديث 9.
[719] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 269 باب 34 ما كتبه الإمام الرضا عليه السّلام للمأمون في محض الاسلام وشرائع الدين.
[720] الكافي: 5/ 544 باب اللواط حديث 2.
[721] الكافي: 5/ 544 باب اللواط حديث 2.
[722] الكافي: 5/ 543 باب اللواط حديث 1.
[723] الكافي: 5/ 543 باب اللواط حديث 1.
[724] الكافي: 5/ 546 باب اللواط حديث 5.
[725] سورة هود آية 82 و 83.
[726] الكافي: 5/ 548 باب اللّواط حديث 9.
[727] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 246 باب 32 في ذكر ما كتبه الرضا عليه السّلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل.
[728] يعني أرميهم بالحصباء، وهي صغار الحجر. [ منه( قدس سره ) ].
[729] المحاسن: 110 باب 50 عقاب اللواط حديث 102.
[730] الكافي: 5/ 544 باب اللواط حديث 2.
[731] الكافي: 5/ 550 باب من أمكن من نفسه حديث 8.
[732] الكافي: 5/ 551 باب من أمكن من نفسه حديث 9.
[733] الكافي: 5/ 548 باب اللواط حديث 10.
[734] الكافي: 5/ 548 باب اللواط حديث 8.
[735] الكافي: 5/ 550 باب من أمكن من نفسه حديث 6. أقول: اتفقت كلمة فقهائنا رضوان اللّه تعالى عليهم على حرمة هذا الفعل الشنيع وانه من الكبائر بلا خلاف عندهم.
[736] الفقيه: 4/ 8 باب ذكر جمل من مناهي النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حديث 1 وراجع مناهج المتقين كتاب النكاح.
[737] سورة الأنعام آية 68.
[738] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 387 باب 36 حديث 16.
[739] أصول الكافي: 2/ 375 باب المجالسة لأهل المعاصي حديث 3.
[740] أصول الكافي: 2/ 378 باب المجالسة لأهل المعاصي حديث 12.
[741] أصول الكافي: 2/ 374 باب مجالسة أهل المعاصي حديث 2.
[742] وسائل الشيعة: 10/ 505 باب 38 حديث 12.
[743] صفات الشيعة: 4، ووسائل الشيعة: 11/ 506 باب 38 حديث 18.
[744] الأمالي للشيخ المفيد: 112 المجلس الثالث عشر حديث 3.
[745] الأمالي أو المجالس للشيخ الصدوق: 308 المجلس الحادي والخمسون حديث 2.
[746] أصول الكافي: 2/ 318 باب حب الدنيا والحرص عليها حديث 11. أقول: من جملة موارد التوقي من التهمة والاجتناب عن الوقوع في الهلكة هذا المورد ومما لا خفاء فيه ان الطبع مكتسب من كل مصحوب، وان المرء يعرف بجليسه فعلى هذا ينبغي الابتعاد عن مجالسة الفسقة والأشرار والظلمة الفجار إلّا إذا كانت للمؤمن ملكة قويّة تردعه من تأثير المجالسة معهم، وكانت مجالسته لردع الفاسق عن فسقه وكبح جموحه مع الاطمينان التام في عدم تأثيره عليه، فمع هذه الشرائط يمكن القول بجواز معاشرة الفاسق في بعض المقامات وترك المعاشرة في مقام آخر. واللّه سبحانه وتعالى هو الهادي إلى الرشاد.
[747] الخصال: 2/ 610 خصال من شرائع الدين حديث 9.
[748] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 269 باب 34 ما كتبه الرضا عليه السّلام للمأمون في محض الاسلام وشرائع الدين.
[749] سورة المائدة آية 33. لا خلاف في أن محاربة أولياء اللّه من أكبر الكبائر وأعظم الجرائم وإذا كان من الأئمّة المعصومين صلوات اللّه عليهم أجمعين كانت محاربته كفرا والفاعل له كافر حرّبي يحلّ دمه وماله وهم في الآخرة من المخلّدين في عذاب اللّه الجبار المنتقم جل شأنه.
[750] الفقيه: 4/ 6 باب ذكر جمل من مناهي النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حديث 1.
[751] لأن المدح والقدح في المقام كذب محرّم.
[752] ودليل الحكم واضح لأنه إعانة لما هو فيه من الأمر المنّهي عنه وإمضاء لعمله.
[753] المورد من موارد التقيّة وإذا لم يكن المورد من موارد التقية وجب نهيه عمّا يرتكبه من المنكر إن تحقّقت شروط وجوب النهي عن المنكر.
[754] المساحقة بفتح الحاء أي التي ساحقتها امرأة أخرى أو بالكسر أي التي فعلت ذلك وكلا الوجهين صحيح.
[755] المحاسن: 113 باب 52 عقاب اللواتي مع اللوّاتي حديث 112، وعقاب الأعمال: 317 حديث 12.
[756] عقاب الأعمال: 318 حديث 14، والمحاسن: 114 باب عقاب اللواتي مع اللواتي حديث 114. الفرقان: 38.
[757] الكافي: 5/ 552 باب السحق حديث 3.
[758] الكافي: 5/ 552 باب السحق حديث 4.
[759] عقاب الأعمال: 317 حديث 10.
[760] عقاب الأعمال: 318 حديث 12. أقول: لا خلاف وإشكال في الحكم عند فقهائنا رضوان اللّه تعالى عليهم.
[761] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 269 باب 34 ما كتبه الرضا عليه السّلام للمأمون في محض الاسلام وشرايع الدين.
[762] عقاب الأعمال: 309 عقاب الظلمة وأعوانهم حديث 1.
[763] تفسير العياشي: 1/ 238 سورة النساء في تفسير قوله تعالى [ ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه ] حديث 110.
[764] تنبيه الخواطر - مجموعة ورّام -: 1/ 54. باختلاف يسير.
[765] تنبيه الخواطر - مجموعة ورّام - 1/ 54.
[766] أصول الكافي: 2/ 333 باب الظلم حديث 16.
[767] عقاب الأعمال: 331 باب يجمع عقوبات الأعمال.
[768] عقاب الأعمال: 335 باب يجمع عقوبات الأعمال. وفي الأصل: فيسلط اللّه عليه.
[769] عقاب الأعمال: 337 باب يجمع عقوبات الأعمال.
[770] التهذيب: 6/ 338 باب 93 المكاسب حديث 941 بسنده عن يونس بن يعقوب قال: قال لي أبو عبد اللّه عليه السّلام: لا تعنهم على بناء مسجد.
[771] جاء في الحاشية منه قدس سره: يعني وإن لي ما بين الجبلين المحيطين بالمدينة المنورة.
[772] التهذيب: 6/ 331 باب 93 المكاسب حديث 919.
[773] الظلم من المحرّمات الكبيرة من أيّ فرد صدر مؤمنا كان أم مسلما نعم يمكن أن يقال إن الظلم من شيعة أهل البيت أقبح وأشدّ عقوبة بملاك حسنات الأبرار سيئات المقربين والمسألة ذات أبعاد واسعة وأبحاث كثيرة.
[774] هذا المورد من موارد التقية التي أوجبها الشارع المقدس في موارد ومنها المورد المذكور.
[775] وهذه قاعدة عامّة لأنّ الأجرة إنما هي في مقابل العمل المحرّم والأجرة على المحرم محرمة بلا ريب.
[776] مستدرك وسائل الشيعة: 3/ 250 باب 2. حديث 1.
[777] أصول الكافي: 2/ 368 باب من أخاف مؤمنا حديث 3.
[778] عقاب الأعمال: 326 عقاب من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة حديث 2.
[779] المحاسن: 104 باب 44 عقاب الإذاعة حديث 84.
[780] أقول: الإعانة على قتل المؤمن بأيّ نحو كان من المحرمات الكبيرة الموجبة لغضب الجبار والعذاب الأليم وربّما قيل بخلود المعين في النار واللّه سبحانه العاصم.
[781] الأمالي للشيخ الصدوق: 270 المجلس السادس والأربعون حديث 5.
[782] أصول الكافي: 2/ 336 باب المكر والغدر والخديعة حديث 1.
[783] عقاب الأعمال: 320 عقاب من مكر أو خدع حديث 2 و 3.
[784] أصول الكافي: 2/ 285 باب الكبائر حديث 24.
[785] الحديث المتقدم.
[786] الحديث السابق.
[787] سورة التوبة آية 34 و 35.
[788] وسائل الشيعة: 6/ 16 باب 3 حديث 26.
[789] سورة آل عمران آية 180.
[790] الفقيه: 2/ 5 باب 2 حديث 10، والكافي: 3/ 506 باب منع الزكاة حديث 19.
[791] أمالي الشيخ الطوسي: 2/ 133 الجزء الثامن عشر.
[792] الأمالي للشيخ الطوسي: 1/ 77 الجزء الثالث.
[793] الكافي: 3/ 505 باب منع الزكاة حديث 17.
[794] الكافي: 3/ 504 باب منع الزكاة حديث 6. باختلاف يسير.
[795] عقاب الأعمال: 300 عقاب التباغض والتخاون حديث 1.
[796] ثواب الأعمال: 70 ثواب إخراج الزكاة ووضعها في موضعها حديث 3.
[797] الكافي: 3/ 505 باب منع الزكاة حديث 15 وحديث 18.
[798] الكافي: 3/ 505 باب منع الزكاة حديث 13.
[799] الكافي: 3/ 504 باب منع الزكاة حديث 11. المؤمنون: 99.
[800] الكافي: 3/ 504 باب منع الزكاة حديث 12.
[801] الكافي: 3/ 497 باب فرض الزكاة حديث 3.
[802] الكافي: 3/ 499 باب فرض الزكاة حديث 9 والحديث طويل.
[803] وسائل الشيعة: 6/ 20 باب 4 حديث 9 عن تفسير علي بن إبراهيم.
[804] المحاسن: 87 باب 11 عقاب من منع الزكاة حديث 28.
[805] الفقيه: 4/ 257 باب 176 النوادر حديث 821.
[806] المحاسن: 88 باب 11 عقاب من منع الزكاة حديث 29.
[807] سورة البقرة آية 114.
[808] لا يخفى ان الحدّ عند فقهائنا على نبش القبر وسرقة الكفن معا اما مجرّد النبش من غير سرقه للكفن ومن غير مصلحة عائدة للميت فقد اختلف فيه لاختلاف الروايات والظاهر أن مجرد النبش فيه التعزير وللمسألة بحث مبسوط.
[809] معاني الأخبار: 284 باب معنى المحاقلة والمزابنة... وقال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: لا تناجشوا ولا تدابروا. معناه ان يزيد الرجل الرجل في ثمن السلعة وهو لا يريد شراءها ولكن ليسمعه غيره فيزيد لزيادته. والناجش الخائن...
[810] وسائل الشيعة: 12/ 337 باب 49 حديث 2.
[811] أقول ينبغي ان لا يناقش حرمة النجش للحديث المذكور وغيره ولأنه خيانة وإغراء للمشتري وقد درسوا المسألة بتفصيل راجع مناهج المتقين وجواهر الكلام فان هناك أقوالا ونقاشا.
[812] المحاسن: 109 باب 49 عقاب النظر إلى النساء حديث 101.
[813] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 554 باب 80 حديث 1.
[814] عقاب الأعمال: 314 عقاب النظر إلى النساء حديث 1.
[815] في المطبوع: أو كذب.
[816] الكافي: 5/ 559 باب نوادر حديث 11.
[817] المحاسن: 109 باب 49 عقاب النظر إلى النساء حديث 101 ذيله.
[818] الفقيه: 3/ 304 باب 144 حديث 1458 وحديث 1459.
[819] عقاب الأعمال: 338 باب يجمع عقوبات الأعمال حديث 1.
[820] عنون الفقهاء هذه المسألة والظاهر حرمة النظر في كتاب الغير إلّا إذا أحرز الرضى منه والمسألة لا تخلو من نقاش علمي وفي صدق الخيانة في جميع الصور محل تأمل فراجع إن شئت الكتب الفقهية المبسطة.
[821] مناهج المتقين: 507 ملحق باب الدفاع.
[822] مستدرك وسائل الشيعة: 1/ 55 باب 3 حديث 2.
[823] أصول الكافي: 2/ 286 باب الكبائر حديث 24.
[824] الحديث المتقدم.
[825] الحديث السابق.
[826] سورة آل عمران آية 77 أقول في الحديث الشريف - اليمين الغموس الفاجرة - ولم أجد كون مطلق اليمين من الكبائر نعم مطلق اليمين كذبا حرام بلا خلاف، واليمين الغموس الفاجرة هي بفتح الغين اليمين الكاذبة الفاجرة التي يقطع بها الحالف ما لغيره مع علمه انّ الأمر بخلافه، وليس فيها كفّارة لشدّة الذنب فيها، سميت بذلك لأنّها تغمس صاحبها في الإثم ثم في النار... مجمع البحرين مادة غمس.
[827] سورة البقرة آية 27.
[828] سورة الأنفال: آية 55 و 56.
[829] سورة الرعد آية 25.
[830] فقه الرضا: 78 بسنده عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام قال في رجل عاهد اللّه عند الحجران لا يقرب محرما ابدا، فلما رجع عاد إلى المحرم، فقال أبو جعفر عليه السّلام: يعتق أو يصوم أو يتصدق على ستين مسكينا وما ترك من الأمر أعظم، يستغفر اللّه ويتوب إليه.
[831] أقول: نقض العهد من دون عذر شرعي حرام قطعا ومعاقب فاعله بالاتفاق.
[832] الكافي: 5/ 541 باب الخضخضة ونكاح البهيمة حديث 5.
[833] الكافي: 5/ 540 باب الخضخضة ونكاح البهيمة حديث 3.
[834] الاحتجاج للطبرسي: 2/ 93.
[835] أصول الكافي: 2/ 369 باب النميمة حديث 2.
[836] الفقيه: 4/ 271 باب النوادر.
[837] الأمالي للشيخ الطوسي: 2/ 151 مجلس يوم الجمعة الرابع من محرّم.
[838] عقاب الأعمال: 335 باب يجمع عقوبات الأعمال حديث 1.
[839] وسائل الشيعة: 8/ 617 باب 164 حديث 5.
[840] أصول الكافي: 2/ 369 باب النميمة حديث 2، ووسائل الشيعة: 8/ 616 باب 164 أحاديث الباب.
[841] لوحدة الملاك في الحرمة.
[842] هذا الحكم أحد مصاديق - ما يقوى به الحق، ويوهن به الباطل - وهو واجب بلا ريب فتفطّن.
[843] الفقيه: 4/ 3 باب ذكر جمل من مناهي النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حديث 1: ونهى عن النياحة والاستماع إليها.
[844] مستدرك وسائل الشيعة: 1/ 144 باب 71 حديث 15.
[845] ربّما يكون وجه الكراهة هو ان الموقف هو موقف عاطفّي لفقدان عزيز وقلّ من لا يؤثر عليها الموقف فالنائحة وان كانت لا تريد إلّا النياحة بالحق لكن الموقف العاطفي يسيطر عليها غالبا وتنحرف عن القول الحق إلى الباطل واللّه العالم.
[846] ان النياحة والبكاء والجزع في مصاب سادات الأنام والأئمة الهداة ومن خصهم بالنسب لمن أقرب القربات وأشرف العبادات وهي أيضا من أظهر مظاهر الموالاة لهم عليهم السّلام والبراءة من أعدائهم وظالميهم عليهم اللعنة والعذاب وسيرة أئمة الهدى عليهم السّلام وحثهم على البكاء والنياحة للحسين عليه السّلام بقولهم - فعليه فلتبكي البواكي وتندب النوادب - كل ذلك مما لا يشوبه شك وريب بل اليوم انحصرت الدعوة إلى دين اللّه الذي ارتضاه لعباده بقوله عز اسمه - ورضيت لكم الاسلام دينا - بمجالس العزاء والشعائر الحسينية وما حرص أعداء أهل البيت عليهم السّلام لغلق أبواب هذه الشعائر إلّا لما فيها من تقويه الحق وفضح الباطل فالقول باستحباب النياحة والبكاء وكل مظهر من مظاهر الحزن في مصاب أئمة الدين هو المتعين.
[847] الالحاق في المقام لا نتسابهم بهم عليهم السّلام واجد موارد ما يتقوى به الحق ويوهن به الباطل.
[848] الحكم المذكور على القاعدة المتسالم عليها من أن ما حرم فعله حرم أخذ الثمن عليه والسعي في ايجاده.
[849] مكارم الأخلاق للطبرسي: 266 الفصل التاسع في هنات تتعلق بالنساء.
[850] الخصال: 2/ 632 حديث الأربعمائة.
[851] الكافي: 7/ 182 باب ما يوجب الجلد حديث 10.
[852] الكافي: 7/ 181 باب ما يوجب الجلد حديث 1. أقول: أفتى فقهاؤنا بالحرمة من دون تردّد.
[853] الكافي: 7/ 228 حدّ النباش حديث 2، والتهذيب: 10/ 62 باب 4 حديث 229 بسنده عن عبد اللّه بن محمد الجعفي قال: كنت عند أبي جعفر عليه السّلام وجاءه كتاب هشام بن عبد الملك في رجل نبش امرأة فسلبها ثيابها، ثم نكحها فإنّ الناسّ قد اختلفوا علينا ههنا فطائفة قالوا: اقتلوه، وطائفة قالوا: احرقوه، فكتب إليه أبو جعفر عليه السّلام إن حرمة الميّت كحرمة الحيّ، حدّه أن تقطع يده لنبشه وسلبه الثياب، ويقام عليه الحدّ في الزنى ان أحصن برجم وان لم يكن أحصن جلد مائة. أقول: لا ريب في أن المرتكب لهذه الجريمة النكراء مرتكب لأشنع الجرائم وأقبحها وبذلك يستحق العقاب الأليم والخزي في الدنيا والآخرة.
[854] ما ذكره المؤلف قدس اللّه روحه الطاهرة قاعدة كلّية لا نقاش فيها.
[855] في المصدر: يدفع بهم عن..
[856] الكافي: 5/ 112 باب شرط من اذن له في أعمالهم حديث 7.
[857] في المطبوع: من.
[858] الكافي: 5/ 111 باب شرط من اذن له في أعمالهم حديث 5.
[859] أقول الولاية من قبل الجائر لها صور كثيرة فبعضها من أكبر المحرمات وبعضها الآخر في ظروف معيّنة واجبة وفي أخرى جائزة والبحث عن صورها لا يسعه المجال فمن شاء الوقوف على تفصيل ذلك فعليه بالكتب الفقهية المبسط.
[860] أقول الهجاء هو ذكر معايب المهّجو التي فيه، وهو حرام بلا ريب لإنّه إهانة للمؤمن وإشاعة لمعايبه وتنقيص له وإيذاء له وكل ذلك حرام بالاتفاق ومنهّي عنه أشد النهي لكن إذا كان تنقيص المؤمن وهجاؤه لحفظ نفسه أو عرضه أو أمواله العظيمة من سطوة الظالم جاز ذلك لأن المحافظة على نفس المؤمن أو عرضه أو ماله الجسيم أهمّ والمسألة ذات أبعاد كثيرة ومباحث مبسطة من شاء راجع المصادر الفقهية الاستدلالية.
[861] علّة الجواز هي عدم حصول الإهانة والتنقيص بالهجاء الخفيّ وفي النفس فالفرض خارج عن البحث.
[862] ما استظهره سماحة المؤلف قدس اللّه سره متين بل هو المتعيّن.
[863] الفقيه: 4/ 5 باب ذكر جمل من مناهي النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حديث 1.
[864] مكارم الأخلاق: 554 في وصايا النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لأبي ذر: فمن مات فيها مهاجرا لأخيه كانت النار أولى به.
[865] أصول الكافي: 2/ 346 باب الهجرة حديث 7.
[866] في المطبوع: يصالحان ان كانا مخرجين.
[867] أصول الكافي: 2/ 345 باب الهجرة حديث 5.
[868] في المطبوع: يفرق.
[869] التعامس هو التغافل. تعامس عنه تغافل [ منه( قدس سره ) ] راجع القاموس: 2/ 233 مادة عمس.
[870] أصول الكافي: 2/ 344 باب الهجرة حديث 1. أقول: المسألة لها موارد مختلفة كثيرة والحكم فيها مختلف والنقاش العلمي فيها واسع ينبغي مراجعة الكتب الفقهية المبسوطة.
[871] أصول الكافي: 2/ 277 باب الكبائر حديث 4.
[872] أصول الكافي: 2/ 285 باب الكبائر حديث 24.
[873] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 269 باب 34 ما كتبه الرضا عليه السّلام للمأمون في محض الإسلام وشرايع الدين.
[874] أصول الكافي: 2/ 285 باب الكبائر حديث 24.
[875] سورة يوسف آية 87. أقول: لا خلاف بين المسلمين في حرمة ذلك وانه من الكبائر أعاذنا اللّه تعالى منه.
[876] الخصال: 2/ 610 خصال من شرائع الدين حديث 9.
[877] الفقيه: 3/ 369 باب 179 باب معرفة الكبائر التي أوعد اللّه عز وجل عليها النار حديث 1746.
[878] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 269 باب 34 ما كتبه الرضا عليه السّلام للمأمون في محض الإسلام وشرائع الدين.
[879] أصول الكافي: 2/ 285 باب الكبائر حديث 24.
[880] سورة آل عمران آية 77.
[881] المحاسن: 119 باب 62 عقاب اليمين الفاجرة حديث 131.
[882] أصول الكافي: 2/ 347 باب قطيعة الرحم حديث 4.
[883] عقاب الأعمال: 271 عقاب من يحلف باللّه كاذبا حديث 5.
[884] عقاب الأعمال: 271 عقاب من يحلف باللّه كاذبا حديث 9.
[885] الفقيه: 4/ 4 باب 1 ذكر جمل من مناهي النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حديث 1.
[886] عقاب الأعمال: 261 عقاب البغي وقطيعة الرحم واليمين الكاذبة والزنا حديث 2، بتصرف.
[887] وسائل الشيعة: 16/ 121 باب 4 حديث 13.
[888] سورة الرعد آية 11.
[889] سورة المائدة آية 31.
[890] معاني الأخبار: 270 باب معنى الذنوب حديث 2.
[891] معاني الأخبار: 269 باب معنى الذنوب حديث 1.
[892] وسائل الشيعة: 11/ 514 باب 41 حديث 4.
[893] أصول الكافي: 2/ 447 باب في تفسير الذنوب حديث 3.
[894] أصول الكافي: 2/ 374 باب في عقوبات المعاصي العاجلة حديث 2.
[895] خ. ل: الآثار منه.
[896] أي لا يجعلون الليل جنّة للجرأة على اللّه تعالى، بل يجترون في النهار علانية. [ منه قدس سره ].
[897] كانت سياسة معاوية عليه الهاوية الخرقاء الحمقاء شعار( اقتل على التهمة، واحبس على الظنة ) واقتدي به الأمويين والعباسيين والتاريخ مليء بذلك. وفي الأصل: المضنة..
[898] الظاهر: تنفق.( منه قدس سره ).
[899] في المصدر: بعضها بعضا.
[900] الوضيعة: الخسران.
[901] شأن: أي عاب.
[902] في المطبوع: لا يبالون ما اكلوا أو بما نكحوا.
[903] في المطبوع: ليراك اللّه على خلاف ما هم...
[904] روضة الكافي: 8/ 37 في ذيل حديث أبي عبد اللّه عليه السّلام مع المنصور في موكبه حديث 7.
[905] سورة هود آية 114.
[906] أصول الكافي: 2/ 429 باب من يهّم بالحسنة أو السيئة حديث 4.
[907] أصول الكافي: 2/ 437 باب الاستغفار من الذنب حديث 1.
[908] أصول الكافي: 2/ 439 باب الاستغفار من الذنب حديث 9.
[909] سورة التحريم آية 8.
[910] أصول الكافي: 2/ 432 باب التوبة حديث 4.
[911] سورة البقرة آية 222.
[912] سورة الغافر آية 7.
[913] سورة الفرقان آية 70.
[914] سورة النور آية 31.
[915] أصول الكافي: 2/ 435 باب التوبة حديث 8.
[916] في المطبوع: اجلّه اللّه.
[917] في المطبوع: ذنبه.
[918] أصول الكافي: 2/ 431 باب التوبة حديث 1.
[919] الخصال: 1/ 41 لا خير في الدنيا إلّا لأحد رجلين حديث 29.
[920] الظاهر: بالحسنة [ منه( قدس سره ) ].
[921] ثواب الأعمال: 158 ثواب من أذنب ثم رجع حديث 1.
[922] الفقيه: 4/ 272 باب 179 النوادر حديث 828 ومن ألفاظ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم( الندم توبة ).
[923] الخصال: 1/ 16 كفى بالندم توبة برقم 57.
[924] أصول الكافي: 2/ 426 باب الاعتراف بالذنوب والندم عليها برقم 3.
[925] معاني الأخبار: 174 باب معنى التوبة النصوح حديث 3.
[926] وسائل الشيعة: 11/ 361 باب 87 حديث 5 عن تحف العقول.
[927] أصول الكافي: 2/ 435 باب التوبة برقم 10.
[928] أصول الكافي: 2/ 434 باب التوبة حديث 6.
[929] وسائل الشيعة: 11/ 364 باب حديث 5 عن إرشاد الديلمي.
[930] نهج البلاغة: 3/ 252 حديث 417 وقال عليه السّلام - لقائل قال بحضرته: « أستغفر اللّه » -: ثكلتك أمّك أتدري ما الاستغفار؟ الاستغفار درجة العلّيين، وهو اسم واقع على ستة معان: أولها الندم على ما مضى، والثاني العزم على ترك العود إليه أبدا، والثالث أن يؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى اللّه أملس ليس عليك تبعة، والرابع: أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيّعتها فتؤدّي حقها...
[931] كذا، والظاهر: غصبا.
[932] عقاب الأعمال: 322. عقاب من ظلم حديث 9.
[933] نهج البلاغة: 3/ 252 حديث 417.
[934] المصدر المتقدم.
[935] أيضا المصدر المتقدم.
[936] أصول الكافي: 2/ 439 باب الاستغفار من الذنب حديث 8.
[937] ثواب الأعمال: 197 ثواب الاستغفار حديث 5.
[938] مستدرك وسائل الشيعة: 2/ 346 باب 85 حديث 10 عن تفسير أبي الفتوح الرازي.
[939] الأمالي للشيخ الطوسي: 1/ 86 المجلس الثالث حديث 134.
[940] أصول الكافي: 2/ 438 باب الاستغفار من الذنب حديث 7.
[941] سورة هود: آية 90.
[942] أصول الكافي: 1/ 21 كتاب العقل والجهل حديث 14 والحديث طويل.
[943] ثواب الأعمال: 197 ثواب الاستغفار حديث 1.
[944] أصول الكافي: 2/ 434 باب التوبة حديث 6.
[945] أصول الكافي: 2/ 435 باب التوبة حديث 10.
[946] نهج البلاغة: 3/ 252 حديث 417.
[947] سورة آل عمران آية 135.
[948] الأمالي للشيخ الصدوق: 465 المجلس الحادي والسبعون حديث 5.
[949] أصول الكافي: 2/ 437 باب الاستغفار من الذنب حديث 3.
[950] أصول الكافي: 2/ 452 باب الاستدراج حديث 1.
[951] أصول الكافي: 2/ 450 باب نادر أيضا حديث 2.
[952] أصول الكافي: 2/ 452 باب الاستدراج حديث 2.
[953] وسائل الشيعة: 11/ 362 باب 88 حديث 1 عن معاني الأخبار.
[954] الفقيه: 1/ 45 باب 118 الأغسال حديث 177 وقال رجل للصادق عليه السّلام: إنّ لي جيران ولهم جوار يتغنين ويضربن بالعود فربما دخلت المخرج فأطيل الجلوس استماعا منّي لّهن، فقال له الصادق عليه السّلام لا تفعل، فقال واللّه ما هو شيء آتية برجلي إنّما هو سماع أسمعه بأذني، فقال له عليه السّلام: ياللّه أنت أما سمعت اللّه عز وجل يقول: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا، فقال الرجل كأننّي لم أسمع بهذه الآية من كتاب اللّه عزّ وجلّ من عربيّ وعجميّ، لا جرم انّي قد تركتها وأنا أستغفر اللّه تعالى، فقال له الصادق عليه السّلام: قم فاغتسل وصلّ ما بدا لك فلقد كنت مقيما على أمر عظيم ما كان أسوأ حالك لو متّ على ذلك استغفر اللّه واسأله التوبة من كل ما يكره فإنه لا يكره إلّا القبيح، والقبيح دعه لأهله فانّ لكلّ اهلا.
[955] إرشاد القلوب للديلمي: 1/ 54 الباب الحادي عشر في التوبة وشروطها. النساء: 110.
[956] أصول الكافي: 2/ 438 باب الاستغفار من الذنب حديث 4.
[957] أصول الكافي: 2/ 450 باب نادر أيضا حديث 2.
[958] أصول الكافي: 2/ 439 باب الاستغفار من الذنب حديث 10.
[959] سورة آل عمران آية 17.
[960] وسائل الشيعة: 11/ 374 باب 94 حديث 2.
[961] أصول الكافي: 2/ 440 باب فيما أعطى اللّه عزّ وجلّ آدم عليه السّلام وقت التوبة حديث 2.
[962] الفقيه: 1/ 79 باب 23 غسل الميت حديث 354.
[963] سورة النساء آية 18.
[964] الفقيه: 1/ 79 باب 23 غسل الميت حديث 355.
[965] أصول الكافي: 2/ 453 باب محاسبة النفس حديث 2.
[966] روضة الكافي: 8/ 143 حديث محاسبة النفس حديث 108.
[967] معاني الأخبار: 334 باب معنى تحية المسجد ومعنى الصلاة وما يتصل بذلك من تمام الحديث حديث 1.
[968] وسائل الشيعة: 11/ 379 باب 69 حديث 7.
[969] وسائل الشيعة: 11/ 378 باب 96 حديث 5 عن معاني الأخبار.
[970] الخصال: 2/ 545 فيمن عمّر أربعين سنة فما فوقها حديث 24 ذيله وتمام الحديث: وليس ابن أربعين سنة أحقّ بالعذر من ابن عشرين سنة، فإنّ الذي يطلبهما واحد، وليس عنهما براقد، فاعمل لما أمامك من الهول، ودع عنك فضول القول.
[971] صدر الحديث المتقدم.
[972] الخصال: 2/ 545 فيمن عمّر أربعين سنة فما فوقها حديث 23.
[973] الأمالي للشيخ الصدوق: 253 المجلس الرابع والأربعون حديث 1.
[974] معاني الأخبار: 248 باب معنى قول علي بن الحسين عليهما السّلام ويل لمن غلبت آحاده أعشاره حديث 1. سورة الأنعام: 160.
[975] أصول الكافي: 1/ 219 باب عرض الأعمال على النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم والأئمة عليهم السّلام حديث 1 و 2. سورة التوبة: 105.
[976] أصول الكافي: 1/ 219 باب عرض الأعمال على النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم والأئمة عليهم السّلام حديث 1 و 2 و 3.
[977] أصول الكافي: 1/ 219 باب عرض الأعمال على النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم والأئمة عليهم السّلام حديث 3.
[978] سورة التوبة الآية 105.
[979] أصول الكافي: 1/ 220 باب عرض الأعمال على النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم والأئمة عليهم السّلام حديث 5.
[980] الصك: الكتاب، معرب چك، يكنى به عن تعيين الرزق وتقديره، لان الأرزاق كانت تخرج مكتوبة [ منه( قدس سره ) ].
[981] بصائر الدرجات: 429 الجزء التاسع باب 6 باب في عرض الأعمال على الأئمة الأحياء من آل محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حديث 3.
[982] أصول الكافي: 1/ 219 باب عرض الأعمال على النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم والأئمة عليهم السّلام حديث 4، وبصائر الدرجات: 429.
[983] المناقب لابن شهرآشوب: 4/ 341 موسى بن سيّار، قال: كنت مع الرضا عليه السّلام وقد أشرف على حيطان طوس، وسمعت واعية فاتبعتها فإذا نحن بجنازة، فلمّا بصرت بها رأيت سيّدي وقد ثنى رجله عن فرسه ثم أقبل نحو الجنازة فرفعها ثم أقبل يلوذ بها كما تلوذ السخلة بأمّها، ثم أقبل عليّ وقال: يا موسى بن سيّار من شيّع جنازة ولّي من أوليائنا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه لا ذنب عليه حتّى إذا وضع الرجل على شفير قبره رأيت سيّدي قد أقبل فأفرج الناسّ عن الجنازة حتى بدا له الميت فوضع يده على صدره ثم قال: يا فلان بن فلان أبشر بالجنّة فلا خوف عليك بعد هذه الساعة، فقلت جعلت فداك هل تعرف الرجلّ؟ فو اللّه إنّها بقعة لم تطأها قبل يومك هذا، فقال لي: يا موسى بن سيار أما علمت انا معاشر الأئمة تعرض علينا أعمال شيعتنا صباحا ومساءا فما كان من التقصير في أعمالهم سألنا اللّه تعالى الصفح لصاحبه، وما كان من العلوّ سألنا اللّه الشكر لصاحبه.
[984] بصائر الدرجات: 426 باب 4 الأعمال تعرض على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم والأئمة صلوات اللّه عليهم حديث 16.
[985] وسائل الشيعة: 11/ 388 باب 101 حديث 9.
[986] في المطبوع: واني.
[987] وسائل الشيعة: 11/ 385 باب 100 حديث 1.
الاكثر قراءة في أخلاقيات عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
