واقع الفضائيات العربية

في دراسة عن برامج الفضائيات العربية تبين أن نسبة البرامج التي تبثها هذه الفضائيات ذات الطابع القطري (محلي) فضلاً عن بث نسبة عالية من مادة إعلامية مستوردة لسد جزء من حاجاته الاستهلاكية، وأن متوسط عمر الفضائيات العربية سواء الحكومية أو الخاصة يتجاوز عشر سنوات، وهذه المدة ليست بالقصيرة يفترض أن تأخذ هذه الفضائيات مكانها المناسب على مستوى البث الفضائي العالمي، وتعيش

جل الفضائيات العربية حالة غير طبيعية تتجلى في تركيز برامجها على الفكر الترفيهي المبني على الغناء والرقص والمرج والفيديو كليب التي تروج إلى أنماط هابطة من الغناء ولا تحترم ذوق المتلقي وتداعب غرائزه وسلوكياته بعيدة كل البعد عن أي ذوق جمالي، وأصبح ما يقدم يركز على مظهر المرأة وزينتها، وهي تحتاج إلى إعادة نظر، وأهم ما تتميز به الفضائيات العربية في وقتنا الحالي ما يلي:

1- الالتصاق بين السياسة والإعلام: إن الوظيفة السياسية للقنوات العربية هي وظيفة محورية للكثير منها نظراً لخطورتها وتوجهها الحكومي، بحيث تعكس مواقف النخبة الحاكمة وقراراتها وهذا يفسر لنا الطبيعة السياسية للوظيفة الاتصالية لهذه الوسيلة التكنولوجية التي تبث داخلياً وعبر العالم.

2- غياب التكامل بين الفضائيات يلاحظ المتبع للفضائيات العربية انشغال كل فضائية بموطنها وتجاهلها العالم العربي، فأحياناً تظهر النزعة الفطرية في سياساتها الإعلامية دون الاكتراث إلى النزعة القومية والقضايا العربية مع غياب تبادل الأنباء والصور والتكامل في معالجة القضايا الحساسة كالقضية الفلسطينية لمواجهة الإعلام الغربي الصهيوني.

3- تأخر قيام وسائل إعلام قومية: لا تزال البلدان العربية بحاجة إلى وكالة أنباء عربية مشتركة للأنباء والصور التي تعكس التكامل العربي.

4- ضعف العملية التنسيقية بين الفضائيات العربية بالرغم من نمو الظاهرة الإعلامية للفضائية العربية واتساعها إلا أن الفضائيات العربية بحاجة إلى التنسيق في معالجة القضايا، حيث أن أعمالها يشوبها التقارب والتداخل وتكرار الجهد لذلك كان لابد من معالجة القضايا بطريقة مختلفة لنجاح الرسالة الإعلامية.

5- هيمنة الإعلام الأجنبي: إن من إحدى مظاهر الهيمنة الثقافية الأجنبية على مجموعة العالم الثالث ومن ضمنها المجموعة العربية هي سيطرة الفضائيات الغربية على المادة الإعلامية المتداولة في الفضائيات العربية بحيث أن تصف البرامج المستوردة.

6- ضعف التخطيط والمنهجية الإعلامية العلمية: معظم الفضائيات العربية تفتقر إلى التخطيط في عملها الإعلامي على أساس البحوث الميدانية كي توصل رسالتها على أساس علمي من حيث التوقيت، الاهتمامات ونوعية البرامج... الخ، فهي تلجأ إلى الحدس وسبر الآراء التي لا تمثل آراء فئات واسعة من المجتمع في إقرار خططها البرامجية الدورية والسنوية.

7- مصداقية الإعلام الفضائي: رغم دخول الدول العربية العصر الفضائي إلا أن الممارسة لم تتغير فبدل تحديد رسالة قومية وإطار نظري للفضائيات العربية، فإننا نجدها لا تزال تسير بالمزاجية وتوهمات السلطة الحاكمة.

مواضيع ذات صلة

اغلق التلفزيون وابدأ الحياة

الأنترنيت والتلفزيون، من المنافسة المحمومة الى الاندماج والتكامل

عناصر النشرة الاخبارية

القائمون بأعمال النشرة التلفزيونية

خطوات الإنتاج التلفزيوني

فريق الإنتاج في العمل التلفزيوني

التلفزيون والتحصيل الدراسي لدى الأطفال

الفيديو والتلفزيون خطر مؤكد على الأطفال

خصائص التلفزيون كوسيلة اتصال

مشكلات خاصة بالتليفزيون التربوي

الخطة اليومية في التلفزيون

إيجابيات الفضائيات