تأملات قرآنية
مصطلحات قرآنية
هل تعلم
علوم القرآن
أسباب النزول
التفسير والمفسرون
التفسير
مفهوم التفسير
التفسير الموضوعي
التأويل
مناهج التفسير
منهج تفسير القرآن بالقرآن
منهج التفسير الفقهي
منهج التفسير الأثري أو الروائي
منهج التفسير الإجتهادي
منهج التفسير الأدبي
منهج التفسير اللغوي
منهج التفسير العرفاني
منهج التفسير بالرأي
منهج التفسير العلمي
مواضيع عامة في المناهج
التفاسير وتراجم مفسريها
التفاسير
تراجم المفسرين
القراء والقراءات
القرآء
رأي المفسرين في القراءات
تحليل النص القرآني
أحكام التلاوة
تاريخ القرآن
جمع وتدوين القرآن
التحريف ونفيه عن القرآن
نزول القرآن
الناسخ والمنسوخ
المحكم والمتشابه
المكي والمدني
الأمثال في القرآن
فضائل السور
مواضيع عامة في علوم القرآن
فضائل اهل البيت القرآنية
الشفاء في القرآن
رسم وحركات القرآن
القسم في القرآن
اشباه ونظائر
آداب قراءة القرآن
الإعجاز القرآني
الوحي القرآني
الصرفة وموضوعاتها
الإعجاز الغيبي
الإعجاز العلمي والطبيعي
الإعجاز البلاغي والبياني
الإعجاز العددي
مواضيع إعجازية عامة
قصص قرآنية
قصص الأنبياء
قصة النبي ابراهيم وقومه
قصة النبي إدريس وقومه
قصة النبي اسماعيل
قصة النبي ذو الكفل
قصة النبي لوط وقومه
قصة النبي موسى وهارون وقومهم
قصة النبي داوود وقومه
قصة النبي زكريا وابنه يحيى
قصة النبي شعيب وقومه
قصة النبي سليمان وقومه
قصة النبي صالح وقومه
قصة النبي نوح وقومه
قصة النبي هود وقومه
قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف
قصة النبي يونس وقومه
قصة النبي إلياس واليسع
قصة ذي القرنين وقصص أخرى
قصة نبي الله آدم
قصة نبي الله عيسى وقومه
قصة النبي أيوب وقومه
قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله
سيرة النبي والائمة
سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام
سيرة الامام علي ـ عليه السلام
سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله
مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة
حضارات
مقالات عامة من التاريخ الإسلامي
العصر الجاهلي قبل الإسلام
اليهود
مواضيع عامة في القصص القرآنية
العقائد في القرآن
أصول
التوحيد
النبوة
العدل
الامامة
المعاد
سؤال وجواب
شبهات وردود
فرق واديان ومذاهب
الشفاعة والتوسل
مقالات عقائدية عامة
قضايا أخلاقية في القرآن الكريم
قضايا إجتماعية في القرآن الكريم
مقالات قرآنية
التفسير الجامع
حرف الألف
سورة آل عمران
سورة الأنعام
سورة الأعراف
سورة الأنفال
سورة إبراهيم
سورة الإسراء
سورة الأنبياء
سورة الأحزاب
سورة الأحقاف
سورة الإنسان
سورة الانفطار
سورة الإنشقاق
سورة الأعلى
سورة الإخلاص
حرف الباء
سورة البقرة
سورة البروج
سورة البلد
سورة البينة
حرف التاء
سورة التوبة
سورة التغابن
سورة التحريم
سورة التكوير
سورة التين
سورة التكاثر
حرف الجيم
سورة الجاثية
سورة الجمعة
سورة الجن
حرف الحاء
سورة الحجر
سورة الحج
سورة الحديد
سورة الحشر
سورة الحاقة
الحجرات
حرف الدال
سورة الدخان
حرف الذال
سورة الذاريات
حرف الراء
سورة الرعد
سورة الروم
سورة الرحمن
حرف الزاي
سورة الزمر
سورة الزخرف
سورة الزلزلة
حرف السين
سورة السجدة
سورة سبأ
حرف الشين
سورة الشعراء
سورة الشورى
سورة الشمس
سورة الشرح
حرف الصاد
سورة الصافات
سورة ص
سورة الصف
حرف الضاد
سورة الضحى
حرف الطاء
سورة طه
سورة الطور
سورة الطلاق
سورة الطارق
حرف العين
سورة العنكبوت
سورة عبس
سورة العلق
سورة العاديات
سورة العصر
حرف الغين
سورة غافر
سورة الغاشية
حرف الفاء
سورة الفاتحة
سورة الفرقان
سورة فاطر
سورة فصلت
سورة الفتح
سورة الفجر
سورة الفيل
سورة الفلق
حرف القاف
سورة القصص
سورة ق
سورة القمر
سورة القلم
سورة القيامة
سورة القدر
سورة القارعة
سورة قريش
حرف الكاف
سورة الكهف
سورة الكوثر
سورة الكافرون
حرف اللام
سورة لقمان
سورة الليل
حرف الميم
سورة المائدة
سورة مريم
سورة المؤمنين
سورة محمد
سورة المجادلة
سورة الممتحنة
سورة المنافقين
سورة المُلك
سورة المعارج
سورة المزمل
سورة المدثر
سورة المرسلات
سورة المطففين
سورة الماعون
سورة المسد
حرف النون
سورة النساء
سورة النحل
سورة النور
سورة النمل
سورة النجم
سورة نوح
سورة النبأ
سورة النازعات
سورة النصر
سورة الناس
حرف الهاء
سورة هود
سورة الهمزة
حرف الواو
سورة الواقعة
حرف الياء
سورة يونس
سورة يوسف
سورة يس
آيات الأحكام
العبادات
المعاملات
الاستشفاء بالتوسل بأهل البيت (عليهم السلام)
المؤلف:
محمد باقر الناصري
المصدر:
الاستشفاء بأهل البيت
الجزء والصفحة:
ص19 -85
2025-05-26
136
معنى التوسل: التوسل والاستشفاع والتوجه والاستغاثة كلها بمعنى واحد وهو توسيط النبي أو الوصي أو غيرهما من أولياء الله سبحانه وتعالى بين صاحب الحاجة وبين الله تعالى وهو يعتقد بأن الأمر بيد الله سبحانه.
وهو الذي أمرنا أن: نبتغي إليه الوسيلة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [المائدة: 35] الفلاح هو الفوز بالدنيا والآخرة ولكي يفوز الإنسان ينبغي أن يؤمن بالله سبحانه وتعالى ويتقيه ويجاهد في سبيله وأيضا يبتغي إليه الوسيلة فما هي الوسيلة؟
الوسيلة لغة: هي ما يتقرب به الى الغير ومن الواضح أن الوسيلة ليست التقوى في هذه الآية، وإلا لما قال سبحانه وتعالى {اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ } [المائدة: 35] وليس لأحد أن يقول إن الوسيلة تعني الأعمال الصالحة لأن الأعمال الصالحة هي من التقوى وليس صحيحا أنها تعني درجة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) في الجنة كما ذهب إليه بعض المفسرون لأنه إذا كانت (درجة لا ينالها إلا رجل واحد وأرجو أن أكون هو) أي يكون هو النبي (صلى الله عليه [واله] وسلم) وقد أمرنا بأن نطلبها إليه فلماذا أمرنا الله سبحانه بابتغائها فما هي الوسيلة إذا؟ نجد الجواب في السنة النبوية: عن علي بن حسان عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: {اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ } [المائدة: 35] فقال تقربوا إليه بالإمام [1]ومثله في تفسير (كشف البيان) لأبي إسحاق الثعلبي.
وفي دلائل الإمامة لابن جرير الطبري (رحمه الله) قالت الزهراء (عليها السلام) في خطبتها فاحمدوا الله الذي بنوره وعظمته ابتغى من في السماوات ومن في الأرض إليه الوسيلة فنحن وسيلته في خلقه ونحن آل رسوله.
وفي العيون عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم): الأئمة من ولد الحسين (عليهم السلام) من أطاعهم فقد أطاع الله ومن عصاهم فقد عصى الله هم العروة الوثقى والوسيلة إلى الله.[2]
فالله سبحانه وتعالى أمرنا أن نبتغي إليه الوسيلة ودلنا عليها وأخبرنا أن الطريق إلى الفلاح ليس بالإيمان والتقوى فحسب بل وبابتغاء الوسيلة.
إن الله سبحانه وتعالى الذي جل عن أن تدركه الأبصار وتنزه عن مشابهة الأغيار خلق الخلق عبر أسباب ووسائط، فقد خلق الإنسان من ماء مهين يخرج من بين الصلب والترائب وهو قادر على أن يخلقه بغير ذلك وهو الذي جعل الشفاء في الدواء وخلق الأحياء من الماء وهو القادر على خلق ذلك من غيره وهو أيضا الذي أوكل قبض الأرواح إلى ملك الموت وإنزال المطر وتوزيع الأرزاق ونفخ الصور إلى الملائكة بل إنه يدير الكون عبر ملائكته وهو القادر على أن يفعل كل ذلك بدونهم وإنما خلقهم وأوكل لهم هذه المهام ليكونوا من مظاهر عظمته وجبروته. وكما أن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نأخذ بالأسباب في الأمور الطبيعية كذلك أمرنا باتخاذ الوسيلة للوصول إليه. فإذا كانت الفرائض والعبادات هي الوسائل إليه فإن إحدى هذه العبادات والفرائض وربما من أهمها هي مودة أهل البيت (عليهم السلام) قال تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ} [الشورى: 23]
نعم إن الطلب من الله سبحانه وتعالى بشكل مباشر والانقطاع إليه شيء مطلوب ومرغوب ولكن لقصورنا وتقصيرنا وإسرافنا على أنفسنا أبعدنا أنفسنا عن الله سبحانه وعن قربه فحين ندعوه ونسأله فبأي موجب يستجيب لنا وقد شرط إجابته بطاعته وعدم معصيته ونحن الذين قصرنا في طاعته وأسرفنا في معصيته.
إن التقوى والعمل الصالح من أهم الوسائل لنيل رضاه ولكن ماذا يفعل العاجز المقصر لاسيما إذا وقع في الابتلاء ويريد الخروج.
وإن دعاءه وهو العبد المسيء لن يكون كدعاء العبد المطيع ودعاء العبد المطيع لن يكون كدعاء النبي أو الوصي بينما إذا اقترن دعاءه بدعاء النبي فحتما يكون أوجه وأنجح.
قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} [النساء: 64] وقال حكاية على لسان أولاد يعقوب {قَالُوا يَاأَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} [يوسف: 97] وهي توضح بأن استغفار الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) لهم إذا اقترن باستغفارهم كان أنجح وأكثر مقبولية من استغفارهم منفردا وكذلك في طلب الحاجة والشفاعة فيكرم الله سبحانه وتعالى عباده إكراما لنبيه (صلى الله عليه واله وسلم).
يضرب العلامة المجلسي (قدس سره) مثالا توضيحيا في هذا الشأن يقول: إذا جاء كردي أو أعرابي جاهل غير مستأهل للإكرام إلى باب سلطان فأمر له السلطان ببسط الموائد وأنواع الكرائم والفوائد ينسبه العقلاء إلى قلة العقل وسخافة الرأي بخلاف ما إذا بسط ذلك لأحد من مقربي حضرته أو وزرائه أو أمراء أجناده فحضر الكردي أو الاعرابي تلك المائدة فأكل يكون مستحسنا بل لو أكل منه آلاف أمثاله يعد من جميل الكرم بل ربما يعد منعهم قبيحا.[3]
من شبهات التوسل: إنهم يستدلون ببعض الآيات في أن التوسل شرك منها {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ} [الأعراف: 194] وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ} [الأعراف: 197] . ولكن إنما تعني اليهود والنصارى والذين كانوا يدعون رهبانهم أو المشركين الذين يدعون الجن مع الإعتقاد بأنهم يملكون القدرة المستقلة عن قدرة الله سبحانه وتعالى ولا تعني النهي عن التوسل إلى الله بأنبيائه وأوليائه.
ثم إنه ليس مطلق الدعاء والاستغاثة يعد عبادة وشركا وإلا كان نبي الله موسى (عليه السلام) مشركا قال تعالى: {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ } [القصص: 15] يقول العلامة المحقق الشيخ محمد علي الهمداني (رحمه الله) : لا ريب في أن مطلق الدعاء للغير ليس عبادة له ولا مطلق الاستغاثة والاستعانة به عبودية له ضرورة افتقار العباد في حاجاتهم ونيل أمورهم في عادياتهم بل وفي عباديا تهم كما أمر الله تعالى بالتعاون على البر والتقوى.
وكذا لا شبهة في أن مطلق الخضوع والانقياد وخفض الجناح لغيره تعالى ليس بعبادة له ومنافية لتوحيد الله والإخلاص له تعالى. فلو كان مطلق التعاون والإستعانات والإستغاثات والتوسلات شركا لكان الوهابيون بذلك أول المشركين ولو كان مطلق الخضوع والانقياد والخفض للغير شركا في عبادة الله لما أمر الله تعالى به ولكان الأمر بالسجدة في قوله تعالى لملائكته { اسْجُدُوا لِآدَمَ} [البقرة: 34] أمرا بالشرك؟ وكان لإبليس أن يعترض عليه سبحانه في ذلك فيقول: يا رب لم تأمرني بالسجود لغيرك وهو الشرك المنافي لتوحيدك والإخلاص لك ولكان الاستدلال بذلك أولى من استدلاله بالقياس الفاسد.
ولكان إبليس بامتناعه هذا من السجدة أول الموحدين كما زعمه جمع من الصوفية وقاله بعضهم في (فصوص حكمه) وتبعه أتباعه في شروحهم عليه فالمدار على الحقائق دون الصور فلو كان مطلق الخضوع شركا وعبادة للغير لكان خضوع العبيد للموالي والرعايا للرؤساء والملوك والزوجات للأزواج والتلميذ للمعلم كلها خضوعا لغير الله وشركا به وعبادة لغيره ولم يقل به أحد ومعه لا يقوم حجر على حجر. ولو كان ذلك شركا في عبادته لكان تقبيل الحجر الأسود واستلامه عبادته .... ولكان يعقوب وولده بسجودهم ليوسف حين خروا له ساجدين وكل من أولئك في خضوعهم المأمورين به مشركين؟ وذلك لوضوح أن كل هذا إنما هو عبادة الأمر بها لا عبادتها إياها. سبحان الله ما أجهل المعترضين على الآيات وما أغفلهم عن البينات. وما أشد إعراضهم عن المحكمات إلى المتشابهات. (الوهابيون والبيوت المرفوعة). وثمة شبهة مهمة وهي إنها إن جازت في حياتهم فهي لا تجوز بعد وفاتهم، وهي مردودة أيضا لكونهم أحياء عند الله يرزقون فقد قال تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ} [البقرة: 154] وقد جاءت بصيغة نهي {وَلَا تَقُولُوا} ثم أكد على حياتهم بقوله تعالى: {بَلْ أَحْيَاءٌ} تأكيدا على حياتهم ودفعا لشبهة الفناء والآية جاءت ردا على من يقول بفناء الإنسان بعد موته وبالتالي فإن الشهداء خسروا أنفسهم حينما تعرضوا للقتل على زعم المشركين أو ضعاف الإيمان. وعلى قول آخر جاءت تسلية وتثبيتا للمؤمنين بعد استشهاد جمع من أخوا نهم في غزوة بدر يقول العلامة الطباطبائي (رضوان الله عليه) في الميزان: فمعنى الآية - والله أعلم - {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ} [البقرة: 154] ولا تعتقدوا فيهم الفناء والبطلان كما يفيده لفظ الموت عندكم.. بل هم أحياء ولكن حواسكم لا تنال ذلك ولا تشعر به وإلقاء هذا القول على المؤمنين مع أنهم جميعا أو أكثرهم عالمون ببقاء حياة الإنسان بعد الموت وعدم بطلان ذاته - إنما هو لإيقاظهم وتنبيههم بما هو معلوم عندهم يرتفع بالالتفات إليه الحرج عن صدروهم والاضطراب والقلق عن قلوبهم إذا أصابتهم مصيبة القتل فإنه لا يبقى ذلك من آثار القتل عند أولياء القتيل إلا مفارقة في أيام قلائل في الدنيا وهو هين في قبال مرضاة الله سبحانه وما ناله القتيل من الحياة الطيبة.. وهذا نظير خطاب النبي بمثل قوله تعالى: { الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [البقرة: 147] مع أنه (صلى الله عليه واله وسلم) أول الموقنين بآيات ربه ولكنه كلام كني به عن وضوح المطلب.[4] والثابت أن الموت فناء للجسد بينما هو بالنسبة للروح لا يعدو أن يكون نقلة من حياة إلى أخرى تحول من الحياة الدنيا إلى حياة البرزخ وهذا عام لكل البشر وإنما الآية خصت الشهداء بحياة برزخية مميزة وخاصة وهي بذلك تحرض المؤمنين وترغبهم في الاستشهاد في سبيل الله وحتى لا يتأثروا بمحاولة التجبين وكما هو معلوم فإن الأنبياء والأوصياء هم أعظم رتبة وأرفع منزلة من الشهداء فهم أولى بالحياة عند ربهم. روى المفيد (رحمه الله) بإسناده إلى جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: جاء الناس إلى الحسن بن علي (عليه السلام) فقالوا: أرنا من عجائب أبيك التي كان يرينا فقال: وتؤمنون بذلك؟ قالوا: نعم نؤمن بذلك. قال: أليس تعرفون أبي؟ قالوا: بل نعرفه فرفع لهم جانب الستر فإذا أمير المؤمنين (عليه السلام) قاعد فقال: تعرفونه؟ قالوا بأجمعهم: هذا أمير المؤمنين (عليه السلام) ونشهد أنك أنت ولي الله حقا والإمام من بعده ولقد أريتنا أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد موته كما أرى أبوك أبا بكر رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) في مسجد قبا بعد موته فقال الحسن (عليه السلام) : ويحكم أما سمعتم قول الله عز وجل {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ} [البقرة: 154] فإذا كان هذا نزل فيمن قتل في سبيل الله ما تقولون فينا؟ قالوا: آمنا وصدقنا يا بن رسول الله[5].
وقد ورد في السنة النبوية الشريفة الكثير مما يدل على حياة الأنبياء والصالحين ولذلك نحن نسلم على الرسول وعلى المؤمنين في صلواتنا: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
وفي المستدرك للحاكم قد روى ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله تعالى ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام. وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الحافظ الذهبي.
وقد كان (صلى الله عليه واله وسلم) يخاطب الموتى ويقول: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون.
وهذا يثبت بأنهم يسمعون الكلام ويردون السلام كما ويثبت جواز نداءهم واستحباب زيارتهم.
وروى الحافظ ابن عبد البر في الاستذكار والتمهيد من حديث ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد (عليه السلام) صححه الحافظ أبو محمد في بن عبد الحق.
وقد روى أنس بن مالك عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم): الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون. رواه أبو يعلى والبزار والبيهقي في حياة الأنبياء والحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد [6]
ويقول الحافظ السيوطي في (إنباء الأذكياء بحياة الأنبياء) ما نصه: حياة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) في قبره هو وسائر الأنبياء معلومة عندنا علما قطعيا لما قام عندنا من الأدلة ذلك. وتواترت بها الأخبار الدالة على ذلك وقد ألف الإمام البيهقي جزءا في حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في قبورهم. وليس فقط حي ويسمع الكلام ويرد السلام بل ويطلع على أعمالنا ويدعو ويستغفر لنا يقول القسطلاني في إرشاد الساري ما نصه: وفي حديث ابن مسعود عند البزار بإسناد جيد رفعه حياتي خير لكم ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت لكم [7]
فهو يستغفر لنا دون أن نطلب منه ذلك فكيف إذا طلبنا منه. وليس الحياة مقتصرة على الأنبياء والشهداء بل كل المؤمنين فقد روى ابن أبي الدنيا عن أبي هريرة: إذا مر الرجل بقبر يعرفه فسلم عليه رد (عليه السلام) وعرفه وإذا مر بقبر لا يعرفه فسلم عليه رد (عليه السلام) وفاء الوفاء.
ثم إن هناك وقائع وشواهد عديدة لا تحصى وقعت وتكررت للمتوسلين بمحمد وآله صلوات الله عليهم أجمعين ولا يمكن تفسيرها إلا بالكرامة والمعجزة وهي بذلك تؤكد فائدة التوسل.
لماذا التوسل: فالسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو ما الغاية من التوسل الى الله سبحانه وتعالى بعباده ولماذا لا يكفي الدعاء والطلب منه مباشرة؟ نحاول الإجابة بما يلي:
1 - إن التوجه الى الله سبحانه وتعالى بأوليائه فيه بيان لفضل وعظمة شأن المتوسل بهم وهو تعريف عملي بمقامهم ومكانتهم فإذا توسل العبد إلى الله سبحانه بأوليائه وحصل على الإجابة يصبح أكثر يقينا وإيمانا بمقام ومكانة الولي أو النبي الذي توسل به وأكثر يقينا وإيمان برسالته.
2 ـ الحث على حب وطاعة المتوسل به واعتباره الباب الذي يؤتى منه والطريق الذي يسلك به إلى الله وبالتالي هو حث على الاقتداء والتأسي به وقد قال تعالى: {لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] وقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): الأئمة من ولد الحسين (عليهم السلام) من أطاعهم فقد أطاع الله ومن عصاهم فقد عصى الله عز وجل هم العروة الوثقى وهم الوسيلة إلى الله عز وجل. [8]
وقال الصادق (عليه السلام) : بنا يعبد الله وبنا يطاع الله وبنا يعصى الله فمن أطاعنا فقد أطاع الله ومن عصانا فقد عصى الله[9].
3- إن العبد بسبب ارتكابه المعاصي يستوجب الحرمان من الإجابة ولكن إذا جاء دعاء هذا السائل مقرون بدعاء نبي أو ولي أوليائه فإنه من يخترق الحجب لأن الله سبحانه وتعالى أوجب على نفسه ألا يدعوه أحد بأحب خلقه إلا وأجابه وإن كان مستحقا للعقاب مستوجبا للحرمان وكل ذلك تقوية لموقف الأنبياء والأوصياء.
4 - إن الشفاعة رتبة عالية وجزاء معنوي خص الله به أنبياءه وأولياءه وربما كانت هذه الرتبة أو هذا الجزاء من أفضل الملاذ المعنوية والحسية للمؤمنين يوم القيامة وكلما كان المؤمن أرفع درجة وأعلى رتبة وأقرب زلفى من الله عز وجل فإن مقام شفاعته يكون أعلى وأوسع وقيل في درجة الوسيلة التي طلب النبي (صلى الله عليه واله وسلم) من أمته أن تدعو له بها أنها عبارة عن أعلى مقامات الشفاعة.
والشفاعة في الدنيا هي جزء من هذه المرتبة فالأنبياء والأولياء أحياء عند ربهم يرزقون حيث يستفاد من بعض الروايات أن الأموات لا ينقطعون تماما عن الأحياء فتبقى بعض القنوات مفتوحة فيما بينهم فمنها أن أرواح المؤمنين يزورون أهاليهم كل جمعة وإن أعمال الأحياء التي تهدى للأموات تصل إليهم بدون تأخير وعلى صور مختلفة من الثواب وإنهم يسمعون الكلام ويردون السلام لذلك كان النبي (صلى الله عليه واله وسلم) يزور الموتى ويخاطبهم كما في قوله: وإنا بكم إن شاء الله لاحقون كما ويمكن رؤيتهم في المنام والتحدث معهم ومعرفة أحوالهم في البرزخ وطلب النصح منهم أو رؤيتهم في عالم المكاشفة أو عن طريق تحضير الأرواح.
فإذا كانت عقيدتنا في النبي (صلى الله عليه واله وسلم) أنه حي يسمع الكلام ويرد السلام وأنه وجيه في الدنيا والآخرة وأن أعمالنا تعرض عليه ويستغفر لنا فما المانع في أن نتوسل به إلى الله سبحانه وتعالى؟
وإذا كانت الشفاعة في الآخرة ليست شرك فلماذا هي في الدنيا كذلك؟
إن الله سبحانه وتعالى جعل الشفاعة لنبيه فعلينا أن نطلبها منه (صلى الله عليه واله وسلم) فنقول: اشفع لنا يا نبي الله أو كن شفيعنا وإلا فما معنى مقام الشفاعة وما الداعي له إذا كان يجوز لنا أن نقول يا الله اطلب من نبيك أن يشفع لنا أو اجعله شفيعنا. ولا يجوز لنا أن نقول: يا محمد اشفع لنا عند الله. يقول القسطلاني وهو أحد علماء العامة في (المواهب اللدنية) ما نصه: ينبغي للزائر أن يكثر من الدعاء والتضرع والاستغاثة والتشفع والتوسل به (صلى الله عليه واله وسلم) فجدير بمن استشفع به أن يشفع الله تعالى فيه.. ثم أن كلا من الإستثغاثة والتوسل والتشفع والتوجه بالنبي (صلى الله عليه واله وسلم) اواقع في کل حال قبل خلقه وبعد خلقه في مدة حياته في الدنيا وبعد موته في مدة البرزخ وبعد البعث[10].
لأن مقامه وعلو منزلته لم تنته بموته فما زال عظيم الشأن عند الله سبحانه وتعالى مجاب الدعوة مقبول الشفاعة والله سبحانه وتعالى يقول عن نبيه يحيى {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا } [مريم: 15] وإلا فالله سبحانه وتعالى غير محتاج للواسطة فيما بينه وبين خلقه ولكن اقتضت حكمته وأبى أن لا يتصل بعباده ويخاطبهم إلا عبر وسائط وذلك إظهارا لعظمته وجبروته.
ولماذا يصبح هذا شرك ونحن لم نعبدهم ولم نعتقد بأن إرادتهم وقدرتهم مستقلة عن إرادة الله وقدرته سبحانه وإنما نعتقد أن ما يفعلونه هو بإذن الله عز وجل ونحن نعتقد بأنه عز وجل النافع الضار حقيقة وهو المدعو الحقيقي.
أنواع التوسل
1 - أن تسأل من الله سبحانه وتعالى بحق المتوسل به فتقول اللهم بحق محمد وآله مثلا أقض حاجتي، وما المانع في ذلك وأنت تسأل من الله سبحانه وتعالى بأحب خلقه وتجعلهم الوسيلة إليه وهو الذي جعل محبتهم ومودتهم فرض وهو الذي جعل الفريضة لا تتم إلا بالصلاة عليهم وهو الذي طلب منا التأسي بهم وتعظيم مقامهم لقربهم منه سبحانه وتعالى.
وهذه الأمور مستطاعة بالنسبة إليهم وغير خارجة عن قدرتهم فقد كان كلمة الله عيسى على نبينا وآله و(عليه السلام) يحيي الموتى ويبرئ الأكمه بإذن الله قال تعالى: { أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 49] وقد استطاع آصف بن برخيا وصي سلیمان (عليه السلام) أن يأتي بعرش بلقيس في طرفة عين. ونحن حين نسأل الله سبحانه وتعالى بحق هؤلاء لم نقل إنه حق واجب عليه إلا بعد أن أوجب على نفسه هذا الحق تفضلا منه علينا فهو القائل عز وجل {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم: 47] وفي الحادثة التالية نرى أن الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) كان يعلم أصحابه أن يتوسلوا به بهذه الطريقة ففي الحديث المشهور الذي صححه الحاكم عن عثمان بن حنيف أن رجلا ضرير البصر أتى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) فقال: ادع الله أن يعافيني فقال النبي (صلى الله عليه واله وسلم): إن شئت صبرت فهو خير لك وإن شئت دعوت قال: فادعه فأمره أن يتوضأ ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني متوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضيها لي اللهم شفعه في. [11]ونلاحظ أنه لم يدعو له وإنما علمه كيف يدعو ويتوسل إلى الله به (صلى الله عليه واله وسلم) وهو في الحقيقة لم يعلم الأعمى فقط وإنما كان التعليم لنا أيضا. والمستفاد من هذه القصة أمران: الأول: جواز أصل التوسل لله سبحانه وتعالى بأوليائه وإن كان هنا ذكر النبي (صلى الله عليه واله وسلم) باعتباره أشرف الخلق إلا ان إثبات الشيء لا ينفي ما عداه.
الثاني: جواز التوسل به في حضوره وغيابه لأنه (صلى الله عليه واله وسلم) علمه دعاء يدعو به مطلقا لجميع حاجاته وعلى أي حال ولم يقل له توسل بي إلى الله سبحانه الآن وأنا موجود ولا يجوز لك في غيابي وإذا جاز في حال غيابه جاز في حال موته لأنه إنما كان التوسل به وسيلة لنجاح المطلوب فإنما هو بسبب وجاهته ووجاهته لا تنتهي بموته فهي ثابتة له في حضوره وغيابه وفي حياته وموته قال تعالى عن نبيه عيسى { إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} [آل عمران: 45] . وقال عن نبيه موسى (عليه السلام) {وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا} [الأحزاب: 69] فنبينا (صلى الله عليه واله وسلم) هو أعظم وجاهة منهم لأنه خيرهم وسيدهم. وقد توسل نبينا آدم (عليه السلام) بالنبي (صلى الله عليه واله وسلم) وأهل بيته (عليه السلام) قبل أن يخلقوا.
2 - أن تسأل من هؤلاء أن يقضوا حاجتك.
فتقول: يا محمد تفضل علي بالعافية أو بالغنى وأين الشرك في ذلك إذا كنت تعتقد بأن ذلك إنما يكون بإذن الله وإرادته وهي نظير قولنا لبعضنا أغثني أنقذني تفضل علي ونحو ذلك.
وقد قال الله سبحانه وتعالى في قصة موسى (عليه السلام) {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} [القصص: 15] وقال على لسان يوسف (عليه السلام) {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} [يوسف: 42] وروى الطبراني في الكبير عن ابن مسعود قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا ضل أحدكم شيئا أو أراد أحدكم غوثا وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل: یا عباد الله أغيثوني يا عباد الله أغيثوني فإن الله عبادا لا نراهم وقال وقد جرب ذلك. وقال الهيثمي عنه في مجمع الزوائد[12] رجاله ثقات. وقوله عبادا لا نراهم تصدق على الجن أو الملائكة وربما الموتى من المؤمنين والمستفاد أن الاستغاثة بعباد الله ومناداتهم جائز ولا يعتبر شرك بالله سبحانه وتعالى. وقد روي عن الصادق (عليه السلام) أن أبا حنيفة أكل معه فلما رفع
الصادق (عليه السلام) يده من أكله قال: الحمد لله رب العالمين اللهم هذا منك ومن رسولك (صلى الله عليه واله وسلم) فقال أبو حنيفة: يا أبا عبد الله أجعلت مع الله شريكا؟ فقال (عليه السلام) له: ويلك إن الله يقول في كتابه {وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ} [التوبة: 74] {وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ} [التوبة: 59] فقال أبو حنيفة: والله لكأني ما قرأتهما قط. [13]
لقد ذكر الله سبحانه وتعالى رسوله ولكنه أسند الفضل له وحده لأن الفضل الذي لدى محمد (صلى الله عليه واله وسلم) هو من عند الله وقد ذكر من باب التشريف فإسناد الغنى الى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) كإسناد الشفاء والاحياء الى عيسى (عليه السلام) في قوله تعالى: {وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى} [آل عمران: 49] هو من باب المجاز فهم إن فعلوا ذلك فإنما هو بإذن الله سبحانه وتعالى.
3- أن تسأل هؤلاء أن يسألوا من الله قضاء حاجتك. كأن تقول: يا محمد يا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) اطلب من الله أن يقضي حاجتي. وهذه أبعد ما تكون عن الشرك ونظائرها في القرآن والسنة كثيرة فقد قال تعالى: {لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} [النساء: 64] وقد جعل الله سبحانه وتعالى دعاء المؤمن لأخيه المؤمن بظهر الغيب من أساب الإجابة فكيف اذا كان هذا الدعاء من قبل ولي من أولياء الله سبحانه وتعالى أو نبي من أنبيائه. ولو طلب مؤمن من أحد اخوانه المؤمنين أن يدعو الله له بظهر الغيب فهل يعد ذلك شرك؟ وقد مر أن ليس مطلق الدعاء يعد عبادة
بمن نتوسل؟
إن منطق العقل والفطرة يقول: إنا إذا أردنا أن نتشفع بأحد عند أحد فينبغي أن نتشفع له بمن يحب.
ونحن نعلم أن أحب الخلق إلى الله سبحانه وتعالى هم محمد وآل محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وبهم تشفع الأنبياء وكذلك أممهم.
لذلك ترى أن الله سبحانه وتعالى لم يدع ملك ولا نبي إلا وعرفهم بمقام آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين وأمرهم بالتقرب إليه بهم وحين البلاء كان يأمرهم بالتوسل بهم إليه. جاء عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) قوله: إن الله عز وجل قال لآدم (عليه السلام) أنت عصيتني بأكل الشجرة فعظمني بالتواضع لمحمد وآل محمد تفلح كل الفلاح وزالت عنك وصمة الزلة فادعني بمحمد وآله الطيبين لذلك فدعاه بهم فأفلح كل الفلاح. [14]وعن الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ} [البقرة: 124] قال هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه وهو أنه قال يا رب اسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي فتاب عليه. [15]وعن الصادق (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم): انه يكره للعبد أن يزكي نفسه ولكني أقول ان آدم لما أصاب الخطيئة كانت توبته أن قال: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لمّا غفرت لي فغفرها له وأن نوحا لما ركب السفينة وخاف الغرق قال: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أنجيتني من الغرق فأنجاه الله منه وأن إبراهيم لمّا ألقي في النار قال اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أنجيتني منها فجعلها الله عليه بردا وسلاما وان موسى لما ألقى عصاه وأوجس في نفسه خيفة قال الله عز وجل لا تخف إنك أنت الأعلى. [16]وعن ابن عباس في حديث قصة يوسف يقول في آخره: هبط جبرئيل على يعقوب فقال ألا أعلمك دعاء يردّ الله به بصرك ويرد عليك ابنيك؟ قال بلى. قال: فقل ما قالها أبوك آدم فتاب الله عليه وما قاله نوح فاستوت سفينته على الجودي ونجا من الغرق وما قاله أبوك ابراهيم خليل الرحمن حين ألقي في النار فجعلها الله علیه بردا وسلاما قال يعقوب وما ذلك يا جبرئيل؟ فقال قل: اللهم إني أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين أن تأتيني بيوسف وبنيامين وترد علي عيني فقاله فما استتم يعقوب هذا الدعاء حتى جاء البشير فألقى قميص يوسف عليه فارتد بصيرا. [17]
وفي تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) عن آبائه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إن الله سبحانه وتعالى يقول عبادي من كانت له إليكم حاجة فسألكم بمن تحبون أجبتم دعاؤه ألا فاعلموا أن أحب عبادي إلي وأكرمهم لدي محمد وعلي حبيبي ووليّي فمن كانت له حاجة إلي فليتوسل إلي بهما فإني لا أرد سؤال سائل يسألني بهما وبالطيبين من عترتهما الحديث[18]
وفي تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) في قوله تعالى: {) وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ} [البقرة: 60] قال واذكروا يا بني اسرائيل إذ استسقى موسى لقومه طلب لهم السقي لما لحقهم العطش في التيه وضجوا بالبكاء إلى موسى وقالوا هلكنا بالعطش فقال موسى إلهي بحق محمد سيد الأنبياء وبحق علي سيد الأوصياء وبحق فاطمة سيدة النساء وبحق الحسن سيد الأولياء وبحق الحسين أفضل الشهداء وبحق عترتهم وخلفائهم سادة الأزكياء لما سقيت عبادك هؤلاء فأوحى الله تعالى يا موسى {اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ} [البقرة: 60] فضربه بها {فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ} [البقرة: 60] كل قبيلة من أب من أولاد يعقوب {مَشْرَبَهُمْ } [البقرة: 60] فلا يزاحم لا الآخرين في مشربهم.[19]
وعن جابر عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: إن عبدا مكث في النار سبعين خريفا والخريف سبعون سنة قال انه سأل الله عز وجل بحق محمد وأهل بيته لما رحمتني قال فأوحى الله جل جلاله إلى جبرئيل (عليه السلام) أن اهبط الى عبدي فأخرجه قال: يا رب وكيف لي بالهبوط في النار؟ قال: إني أمرتها أن تكون عليك بردا وسلاما قال يا رب فما علمي بموضعه؟
قال: انه في جب من سجين قال فهبط في النار فوجده وهو معقول على وجهه فأخرجه، فقال عز وجل: يا عبدي كم لبثت تناشدني في النار؟ قال: ما أحصي يا رب، قال: أما وعزتي لولا ما سألتني به لأطلت هوانك في النار لكنه حتم على نفسي ألا يسألني عبد بحق محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وأهل بيته الا غفرت له ما كان بيني وبينه وقد غفرت لك اليوم. [20]
أقول: المستفاد مما مضى من الروايات التأكيد على قضية التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بمحمد (صلى الله عليه واله وسلم) وأنهم أفضل ما يتقرب به المؤمن إلى الله سبحانه وتعالى وأنه أنجح للدعاء وأسرع للإجابة. وأنهم أفضل وسيلة وأن الخلق حتى الأنبياء والأوصياء لهم بحاجة إلى آل محمد صلوات الله عليهم. وفي ذلك إشارة إلى فضلهم وعظم منزلتهم وقربهم من الله سبحانه وتعالى. وبهذا يحببنا فيهم وفي سيرتهم (عليهم السلام) حتى نتخذهم قدوة وأسوة وهذه من أهم الثمار المرجوة من التوسل لو تأملت. لذلك أصبح بغضهم وإنكار ولايتهم (عليه السلام) من أكبر الموانع لإجابة الدعاء روي عن الصادق (عليه السلام) في دعاء طويل: ومن لم يشهد أن لا إله إلا أنا وحدي أو شهد بذلك ولم يشهد أن محمدا عبدي ورسولي أو شهد بذلك ولم يشهد أن علي بن أبي طالب خليفتي أو شهد بذلك ولم يشهد أن الأئمة من ولده حججي فقد جحد نعمتي وصغر عظمتي وكفر بآياتي وكتبي. إن قصدني حجبته وإن سألني حرمته وإن ناداني لم أسمع نداءه وإن دعاني لم أستجب دعاؤه وإن رجاني خيبته وذلك جزاؤه مني وما أنا بظلام للعبيد.[21]
كيف نتوسل؟
إن آداب التوسل هي آداب الدعاء فارق بسيط، وآداب الدعاء من مع البحوث والمواضيع التي كثيرا ما تطرّق لها علماؤنا الأبرار أعلى الله مقامهم لذلك سنكتفي بطرح أهم النقاط وعلى نحو من الإجمال.
ويمكن تلخيص شروط وموانع الدعاء في شقي الآية الكريمة قوله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] الشق الأول {ادْعُونِي} وهو المتعلق بشروط وموانع الدعاء أو حقيقة الدعاء والشق الثاني {أَسْتَجِبْ لَكُمْ}وهو المتعلق بحقيقة الإجابة.
أولا: حقيقة الدعاء: إن في هذه الآية وعد من الله سبحانه وتعالى لعباده بالإجابة وهو لا يخلف الميعاد ولكن بشرط أن يدعوه والدعاء لا بد أن يكون دعاء حقيقيا. وحقيقة الدعاء هو الشعور بالحاجة والاضطرار إلى الله سبحانه وتعالى وحده واليأس من كل الأسباب الطبيعية في تحقيق الغاية وإن كانت ترى صحة مقدماتها وحتمية نتائجها ومن أقرب الأمثلة التي تضرب لتعريف الدعاء الحقيقي هو دعاء الغريق الذي يركب البحر ويوشك أن يغرق حين يحيط به الموج من كل مكان وتصبح السفينة في خضم الماء وتلاطم الأمواج واشتداد العواصف كريشة في مهب الريح، فيوقن حينها بالهلاك، وييأس من كل شيء ولا يتعلّق قلبه بأحد إلا الله عز وجل. وهذا الشعور يكون في أعماق كل إنسان وفي صميم فطرته حتى المشرك، قال تعالى: { حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [يونس: 22] وقال تعالى في سورة لقمان {وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [لقمان: 32] إن الإنسان حين تلم به ملمّة لا يتجه إلى الله سبحانه وتعالى مباشرة بل تراه يطرق الأبواب ويبحث عن الأسباب إلى أن يوقن بانسداد كل الأبواب ويصل إلى حالة اليأس من حوله وقوته ومن حول وقوة المخلوقين كما لو كان في طائرة وسقطت من الهواء أو في سفينة تحطمت في خضم البحر أو شبه ذلك فيوقن أن لا مخلوق مهما تناهت قدرته يستطيع أن ينقذه من الخطر المحدق به وأن لا وسيلة مهما كانت متطورة قادرة على تخليصه فينتقل أمله من المخلوق إلى الخالق تلقائيا بفعل الفطرة وهذا الشعور موجود في أعماق كل إنسان إلا أنه مدفون تحت أنقاض الإنشغال والتعلق بالدنيا ومثل هذه الحالات حيث يصل إلى حافة الموت هي التي تزيح كل الأنقاض عنه وتنبشه فيصل إلى حالة الإضرار هذه إلى القدرة الغيبية المطلقة فيلجأ إليها قهرا وبانقطاع تام ويشترك في الحالة المؤمن والكافر ولكن بدرجات متفاوتة حيث يصل المؤمن إلى هذا الشعور قبلا. بينما المؤمن الموقن فإنه يصل إلى هذه الحالة قبل أن يطرق الأبواب ويبحث عن الأسباب لأنه يرى بصيرته وراء كل هذه الأسباب المسبب والمؤثر الحقيقي وأن هذه الأسباب مجرد وسائط لا تؤدي إلى نتيجة إلا بإذن الخالق، فالنار لا تحرق إلا بإذنه والماء لا يغرق إلا بإذنه وهكذا في سائر الأشياء فقلبه دائما وأبدا متعلق بالله سبحانه وتعالى يرجوه ويخافه. وهذا لا يعني أن لا نأخذ بالأسباب الطبيعية وإنما المطلوب منا أن نأخذ بالأسباب ولكن قلبنا متعلق ومتكل على المسبب لهذه الأسباب. وبالجملة فإن حالة الاضطرار هذه لا يصل إليها الإنسان إلا إذا كان فعلا مضطرا كما في مثال الغريق، أو يصل إليها باليقين المتحصل عن طريق ترويض النفس بالتقوى. يقول الشهيد السيد دستغيب (قدس سره) في هذا الصدد: إن من شروط التأثير الدعاء التوجه الخالص لله تعالى بحيث لا يرى العبد سببا في والإجابة وقضاء الحاجة غير الله سبحانه وتعالى وينبغي للداعي أن يتوجه قلبه إلى الله كما يطلب سبحانه ذلك في قوله تعالى: {ادْعُونِي} [غافر: 60] وكذلك قوله تعالى: {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186] وبذلك ينبغي للداعي أن ينقطع إلى الله تعالى ويضطر إليه، فتستجاب دعوته كما وعد تبارك وتعالى بذلك في قوله { أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ } [النمل: 62] وينبغي أن نوضح أن الإضطرار على قسمين هما الإضطرار التكويني والتكليفي.
والمقصود بالإضطرار التكويني هي الحالة التي تمر بالإنسان وتنقطع به کل سبل الخلاص والنجاة فيلتجئ بالقهر والضرورة إلى الله والمثال الشائع لهذا الإضطرار هو حالة الغريق في البحر وقد فقد الأمل بالأسباب والسبل فيلتجئ قهرا إلى المبدئ سبحانه. أما الإضطرار التكليفي فهي حالة الشخص الذي يصل من خلال التوحيد في الأفعال إلى مقام اليقين في أن كل الأسباب والظواهر مسخرة بإرادة الله ومشيئته وأنه لا مؤثر بالفعل والذات سوى الله تعالى.
إن مثل هذا اليقين إذا استملك الإنسان وغلب على توهماته وخيالاته فإنه سيرى نفسه مضطرا للجوء إلى الله وسوف لن يستقر في قلبه شيء سوى الله. ومن الواضح أن هذا الإنقطاع هو غاية ما يسعى إليه كبار رجال الإيمان ونهاية ما يتمنونه كما نرى ذلك واضحا في المناجاة الشعبانية لأمير المؤمنين (عليه السلام) الذي يقول: إلهي هب لي كمال الإنقطاع إليك. [22]
فينبغي على الداعي والمتوسل إلى جانب مراعاته آداب الدعاء ومستحباته أن يكون ذلك بحرقة قلب كحال الغريق الآيس من النجاة ومن نجدة أي أحد إلا الله سبحانه وتعالى فلا يقول (يا الله) إلا من أعماق أعماقه ولا يجب حينها الدعاء بالمأثور أو تلاوته باللغة الفصحى وإنما أفضل الدعاء ما جرى على اللسان كما روي أي ما خرج من القلب بدون تكلف لأن بغير هذه الحالة لا يخترق الدعاء الحجب ونذكر هذه القصة كشاهد نقل السيد الخوئي: انه كان في النجف الأشرف أحد السادة الفقراء من طلبة العلوم الدينية مستأجرا دارا في منطقة (الحويش) من أحد ملاكي (البوشربة) وكان عنيف التعامل مع السيد لا يعرف التسامح حين يأتي رأس الشهر ولا يصبر عليه. ذات مرة تخلف السيد عن دفع الإيجار بعض اليوم، فهدّده المالك بإخراجه من البيت وبعد مشادات عنيفة مع السيد الفقير أمهله يوما واحدا فقط. وكان السيد كأكثر الطلبة يزور الحرم كل يوم ويصلي هناك ويدعو الله تعالى ولكن لم يكن دعاؤه بحرقة قلب وتوجه تام وإلحاح على الإستجابة.
أما هذه المرة حيث المشكلة كانت خانقة والمهلة قليلة جاء إلى الحرم الشريف لائذا بضريح الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام) باكيا متضرعا إلى الله تعالى ملحا على الإمام ليحل مشكلته ويفرج عن همه ثم رجع إلى البيت ونام فرأى في منامه الإمام علي (عليه السلام). يقول له: لماذا هكذا أنت قلق؟ فشرح السيد الفقير وضعه المعيشي للإمام (عليه السلام) فواعده الإمام علي بأن الخير واصل إليك قريبا.
فسأل السيد من الإمام: ألم تكن تسمع ندائي كل يوم بعد صلاة الظهر طوال هذه المدة أما كنت أستحق استجابة الدعاء من الله تعالى؟ أجابه الإمام ما رأيتك إلا هذا اليوم.
فاستيقظ السيد من نومه وعلم أن الإلحاح في الدعاء هو الذي جلب الإستجابة وان الدعاء من دون إلحاح وحرقة قلب لا يؤثر وهذا هو التوسل الحقيقي بالأئمة (عليهم السلام). يقول السيد الفقير وأنا جالس أعبر رؤياي وأتأمل فيما رأيت وإذا بالباب يُطرق وكانت ساعة بعد يقظتي فتحت الباب فوجدت أمامي سماحة آية الله العظمى السيد أبو الحسن الاصفهاني (رحمه الله) سلّم عليّ وناولني مالا وهو يقول: هذه أجرة منزلك
هذا في الوقت الذي لم يكن السيد قد كلم السيد الاصفهاني بمشكلته أبدا مما يكشف وجود علاقة غيبية بين الإمام المعصوم ونائبه الفقيه العارف بالله تعالى أيضا.)[23] أما شروط الدعاء فإنها تنقسم إلى قسمين قسم يقع في مقدمات الدعاء وقسم في الدعاء نفسه. وسنكتفي بطرح أهم هذه الشروط.
1 - شروط مقدمات الدعاء:
من أهمها التقوى والتي يمكن أن نعبر عنها بالوفاء بعهد الله سبحانه وتعالى إن الإجابة مشروطة باستجابتنا لأوامر الله سبحانه وتعالى والوفاء بعهده فإننا إذا لم نستكمل شروط الدعاء والتي من أهمها طاعة الله سبحانه وتعالى فإن معنى الدعاء لم يتحقق حتى نحصل على الإجابة فلا يعتبر الداعي من غير الطاعة داع والله سبحانه وعد بالإجابة لمن يدعوه. لذلك روي: الداع من غير عمل كالرامي بلا وتر. وقد روي عن هشام بن سالم قال قلت للصادق (عليه السلام) : یا بن رسول الله ما بال المؤمن إذا دعا ربما لم يستجب له وقد قال الله عز وجل {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] فقال (عليه السلام) : إن العبد إذا دعا الله تبارك وتعالى بنية صادقة وقلب مخلص أستجيب له بعد وفائه بعهد الله عز وجل وإذا دعا الله بغير نية وإخلاص لم يستجب له أليس الله يقول {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} [البقرة: 40] فمن وفى وفي له.[24] ومن أهمها أيضا طيب المكسب روي عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم): من أحب أن يستجاب دعاؤه فليطيب مطعمه وكسبه. (عدة الداعي).
2 - شروط الدعاء : التوجه والإقبال روي عن الصادق (عليه السلام) قوله: إن الله عز وجل لا يستجيب دعاء بظهر قلب ساء فإذا دعوت فأقبل بقلبك ثم استيقن الإجابة. (الكافي 2/ 473) البدء بتمجيد الله سبحانه وتعالى روي عن الإمام الكاظم (عليه السلام) قال: من دعا قبل الثناء على الله عز وجل والصلاة على محمد وآله (صلى الله عليه واله وسلم) کمن رمی بسهم بلا وتر. (تحف العقول 403).
وروى معاوية بن عمار عن الصادق (عليه السلام) : إنما هي المدحة ثم الثناء
ثم الإقرار بالذنب ثم المسألة إنه والله ما خرج عبد من الذنب إلا بالإقرار. (عدة الداعي). هذه من أهم الشروط تقريبا وهناك آداب للدعاء وليست بشروط منها تحري أوقات الدعاء كليلة الجمعة وليلة القدر وليلة النصف من شعبان وغيرها وتحرّي أماكن الدعاء منها بيت الله الحرام وعند حرم رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وعند المشاهد المقدسة للمعصومين (عليهم السلام) وتحري حالات الدعاء كحالة الخشوع ورقة القلب والخوف والإضطرار والمرض وعند المريض، وغيرها من الآداب المذكورة في كتب الأدعية.
ثانيا: حقيقة الإجابة
نحاول أن نوضحها بمثال بسيط: إذا طرق سائل بابك فأنت أمام خيارين إما أن ترده وإما أن تعطيه وإذا أعطيته فربما أعطيته عين ما طلبه وربما أقل وربما أكثر وفي كل هذه الحالات يسمى هذا منك إجابة.
وكذلك الله سبحانه وتعالى حينما وعد بالإجابة فإن ذلك لا يعني أنه بالضرورة يعطيك عين طلبتك فربما يرد الدعاء وذلك في حالة إذا سألته حراما أو في حالة دعائك على أحد المؤمنين لمظلمة ظلمك بها كما جاء في بعض الروايات.
وإذا لم يكن كذلك فإنه إما يعطيك عين طلبك إذا كان فيه صلاح لك وإما أن يعطيك غير طلبتك وربما كانت عطيته أفضل من مسألتك روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : ربما سألت الشيء فلم تعطه وأعطيت خيرا منه. [25]
وإما أن يرد عنك بها سوءا فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: ما من مؤمن دعا الله سبحانه وتعالى دعوة ليس فيها قطيعة رحم ولا إثم إلا أعطاه الله بها إحدى خصال ثلاث إما أن يعجل دعوته وإما أن يؤخر له، وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها.[26] أو أن يعطيك إياها ولكن يؤجلها لوقتها المناسب وذلك لأسباب منها: انه يحب أن يسمع صوت تضرع عبده فقد روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: إن العبد ليدعو فيقول عز وجل للملكين قد استجبت له ولكن أحبسوه بحاجته فإني أحب أن أسمع صوته[27]وهو يحب أن يسمع صوته لا أنه يتلذذ بمعاناته وأنينه وإنما ليعيش هذا العبد حالة الإضطرار الله عز وجل واللجوء إليه فيقربه منه ويدخر له بذلك الثواب الجزيل وطوبى لمن أحب الله عز وجل صوته. أو يؤجل الإجابة إلى الوقت المناسب فقد روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) في أمر نبي. الله موسى (عليهم السلام) وأخيه أنه: قال كان بين قول الله عز وجل: {قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا } [يونس: 89] وبين أخذ فرعون أربعين عاما.[28] وإذا لم يعطك أي شيء مما مضى فإنه لا يردك ولكن يدخر لك ثوابها مضاعفا الى يوم القيامة فقد روي عن الصادق (عليه السلام) قوله: إن المؤمن ليدعو الله عز وجل في حاجته فيقول الله عز وجل: أخروا إجابته شوقا إلى صوته ودعائه فإذا كان يوم القيامة قال الله تعالى: عبدي دعوتني وأخرت إجابتك وثوابك كذا وكذا ودعوتني في كذا وكذا فأخرت إجابتك وثوابك كذا وكذا فيتمنى المؤمن أنه لم يستجب له دعوة في الدنيا مما يرى من حسن الثواب.[29] والمستفاد مما مضى من الروايات أن الله سبحانه وتعالى لا يرد عبده إذا دعاه فهو وإن لم يعطه مسألته لحكمة هو أعلم بها فإنه حتما سيعطيه شيئا آخر ولن يرده خائبا كما لو لم يسأله فقد روي عن الباقر (عليه السلام) قال: ما بسط عبد يده إلى الله عز وجل إلا استحيا الله أن يردها صفرا حتى يجعل فيها من فضله ورحمته ما يشاء فإذا دعا أحدكم فلا يرد يده حتى يمسح بها على رأسه ووجهه وفي خبر آخر على وجهه وصدره.
[30]والعبد لأن الله سبحانه وتعالى لم يعطه عين سؤاله فيظن بأن الله عز وجل لم يجبه خصوصا أن بعض هذه الإجابات خفي وغير واضح وكيف يعرف العبد بأن الله سبحانه دفع عنه سوءا كان يفترض أن يقع عليه
وكيف يعرف العبد أن بعض هذه النعم التي يرفل في ظلها ويتقلب في عزها والتي لم يكن قد سألها من الله سبحانه وتعالى هي عوضا عن طلبات سألها من الله عز وجل ومن أين له أن يعرف كم أتخر له من الثواب الأخروي على طلباته التي لم تتحقق. وعليه فعلى العبد أن يكثر من الدعاء فهو رابح في كل الأحوال.
وقد يعطى العبد مسألته ولكنه لا يفهم أنها إجابة دعوته، لأن الإجابة تأتي على صورتين فقد تأتي على شكل كرامة ومعجزة فيها خرق لنواميس الطبيعة، وهذه استجابة واضحة وقد تأتي عبر الأسباب الطبيعية فلا يعلم أنها إستجابة من الله سبحانه وتعالى لأنها ربما جاءت من طريق لم يتوهمه أو يحتسبه، وللتوضيح نورد هذه القصة والتي سمعتها من أحد الخطباء وقد ذكرها ككرامة من بعض كرامات الإمام الرضا (عليه السلام) مفادها: ان رجلا إيرانيا كان عنده طفلا أصيب بمرض عضال وقد سعى كثيرا وأنفق كثيرا في محاولة علاجه ولكن بدون فائدة فأشار عليه البعض بالذهاب إلى مستشفيات العاصمة طهران للعلاج وكان هذا العلاج كلفته باهظة الثمن فأخذ يقترض من معارفه إلا أن المبلغ الذي تحصل لديه أقل بكثير من المطلوب وهنا أشارت زوجته عليه بالذهاب إلى مدينة مشهد لزيارة الإمام الرضا (عليه السلام) والتوسل به لشفاء ابنهما، لكنه استخف برأيها وقال: ماذا سيفعل إمامك الرضا وماذا سيفيدنا؟ وبدل أن ننفق ما لدينا من المال في. الذهاب والإياب إليه الأفضل لنا أن نجد طريقة وحل لعلاج ابننا لكنها ألحت عليه كثيرا وأخيرا وافق غير مقتنع وبعد أيام سافروا إلى مشهد بالطائرة وفي أثناء رحلتهم تعرضت الطائرة للإختطاف من قبل مجموعة مجهولة وحرفوا مسار الطائرة إلى الجزائر ولما لم يتوصل الخاطفون إلى اتفاق مع السلطات غيروا وجهة الطائرة إلى إيطاليا في اليوم التالي وفي هذه الأثناء أخذ الرجل يلوم زوجته كثيرا على طلبها وأخذ يلوم نفسه لإذعانه لها وموافقته على الذهاب الى مشهد ولكن السلطات الإيطالية وعبر الحيلة استطاعت أن تقتحم الطائرة وتعتقل الخاطفين وتنهي العملية بسلام ولأن معظم الركاب أصيبوا بالإعياء الشديد أخذوهم إلى المستشفى ولحسن الحظ إن في إيطاليا مستشفى خاص لمرض ذلك الطفل فأخذوه للعلاج هناك وشفي تماما من دون أخذ مقابل.
فانظر كيف حصلوا على مقصو دهم ببركة الإمام (عليه السلام) ولكن من طريق لم يحتسبوه وفي مثل هذه الحالات قد لا يعلم العبد أن هذه إجابة لدعوته فيعزوها للأسباب الظاهرية.
هذه من الآداب التي يشترك فيها الدعاء والتوسل أما ما يختص بالتوسل فهي:
أولا: يجب أن نعرف مقامات من نتوسل بهم إلى الله سبحانه وتعالى وهي أولى ثمار التوسل ومن أهمها أنظر فصل الاستشفاء بمعرفتهم.
ثانيا: أن يكون هدفنا الأسمى والأهم من التوسل هو العبادة بقصد التقرب إلى الله سبحانه وتعالى والإرتقاء بالنفس إلى مراتب الكمال فنطلب الله عز وجل أن يخلصنا من سجن النفس وشهواتها ويربينا لطاعته من مخلصين ويلحقنا بالأبرار محمد وآله الأطهار (عليهم السلام). يقول الشيخ العارف رجب علي الخياط (رحمه الله) : أغلب الناس لا يعرفون سبب التوسل بأهل البيت (عليهم السلام) ولذلك فهم يتوسلون بهم من أجل مشاكلهم المعاشية، بينما يجب علينا أن نقصد منازل أهل البيت في سبيل طي مراحل التوحيد ومعرفة الله فطريق التوحيد وعر والإنسان غير قادر على السير فيه بلا مصباح ولا دليل[31] وإذا طلبنا شيئا من الدنيا كالعافية وطول العمر وسعة الرزق والذرية الصالحة فيجب أن نطلبه للآخرة لا للدنيا نطلبه أن يكون لنا عونا على طاعة الله سبحانه وتعالى في صلة الرحم وبر الوالدين ومواساة المؤمنين والحج والعمرة وزيارة مشاهد المعصومين (عليهم السلام) وحبذا أن يكون تفكيرنا نحوا من تفكير (غريق الجحفة) أحد أصحاب الإمام الصادق روي أن حماد بن عيسى سأل الصادق أن يدعو له ليرزقه الله ما يحج به كثيرا وأن يرزقه ضياعا حسنة ودارا حسنة وزوجة من أهل البيوتات صالحة وأولادا أبرارا، فقال الصادق (عليه السلام) : اللهم ارزق حماد بن عيسى ما يحج به خمسين حجة وارزقه ضياعا ودارا حسنة وزوجة صالحة من قوم كرام وأولادا أبرارا قال بعض من حضره دخلت بعد سنين على حماد بن عيسى في داره بالبصرة فقال لي : أتذكر دعاء الصادق (عليه السلام) لي؟ قلت نعم قال: هذه داري ليس في البلد مثلها وضياعي أحسن الضياع وزوجتي تعرفها من كرام الناس وأولادي تعرفهم وقد حججت ثمانيا وأربعين حجة قال: فحج حماد حجتين بعد ذلك، فلما حج في الحادية والخمسين ووصل إلى الجحفة [32] وأراد أن يحرم دخل واديا ليغتسل فأخذه السيل ومر به فتبعه غلمانه فأخرجوه من الماء مينا (رحمه الله) فسمي غريق الجحفة. [33]
أدعية التوسل
1 - التوسلات اليومية
في كتاب الجنة الواقية أن نصير الدين الطوسي فزع من المعـ العباسي فتضرع إلى الله سبحانه وطلب منه المدد، فرأى في المنام أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليا (عليه السلام) أتياه فقالا له: إن أردت بلوغ مرامك فاكتب هذا الدعاء في فضائل الأئمة (عليهم السلام) واجعله وردك وأمليا عليه. قال: فاتخذته وردي وواظبت على قراءته ليل نهار حتى ذهبت مع هولاكو إلى بغداد، وأمكنني الله منه.
قال السيد المير داماد: من قرأه كل يوم حظي بالعز لدى الأمراء والسلاطين. ولو قرئ على مريض شفي أو مبتلى عوفي. وقال الشيخ بهاء الدين: سألت قدوة السالكين الملا أحمد الأر دبيلي: ما الذي كان وراء رقيك العلمي وتوفيقك في طلب العلم فقال: المواظبة على أوراد الأئمة الاثني عشر. (خزانة الأذكار).
التوسل برسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل وسلم وزد وبارك على النبي الأمي العربي الهاشمي القرشي المكي المدني الا بطحي التهامي السيد البهي السراج المضي الكوكب الدري صاحب الوقار والسكينة المدفون بالمدينة العبد المؤيّد والرسولِ المُسدَّدِ المُصطفى الأمجد المحمود الأحمد حبيب إله العالمين وسيد المرسلين وخاتم النبيين وشفيع المُذنبين ورحمة للعالمين أبي القاسم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) الصلاة والسلام عليك يا أبا القاسم يا رسول الله يا إمام الرحمة يا شفيع الأمة يا حجة الله على خلقه يا سيدنا ومولانا إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك الى الله وقدمناك بين يدي حاجتنا في الدنيا والآخرة يا وجيها عند الله إشفع لنا عند الله.
التوسل بأمير المؤمنين (عليه السلام) : اللهم صل وسلم وزد وبارك على السيد المطهر والإمام المظفر والشجاع الغضنفرِ أبي شبير وشبر قاسم طوبى وسقر الأنزع البطين الأشجع المتين الأشرف المكين العالم المبين الناصر المعين ولي الدين الوالي الولي السيد الرضي الحاكم بالنص الجلي المخلص الصفي المد قون بالغري ليث بني غالب مظهر العجائب ومظهر الغرائب ومفرق الكتائب والشهاب الثاقب والهِزبر السالب ونقطة دائرة المطالب أسد الله الغالب غالب كل غالب ومطلوب كل طالب صاحب المفاخر والمناقب إمام المشارق والمغارب الذي حبه فرض على الحاضر والغائب مولانا ومولى الثقلين الإمام بالحق أبي الحسنين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه الصلاة والسلام عليك يا أبا السبطين يا حجة الله على خلقِهِ يا سيدنا ومولانا إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله وقدمناك بين يدي حاجتنا في الدنيا والآخرة يا وجيها عند الله اشفع لنا عند الله.
التوسل بالسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام): اللهم صل وسلم وزد وبارك على السيدة الجليلة الجميلة المعصومة المظلومة الكريمة النبيلة المكروبة العليلة ذات الأحزان الطويلة في المدة القليلة الرضية الحليمة العفيفة السليمة المجهولة قذرا والمخفية قبرا المدفونة سرا والمغصوبة جهرا سيدة النساء الإنسية الحوراء أم الأئمةِ النُقَباءِ النُجباء بنتِ خير الأنبياء الطاهرة المطهرة البتول العذراء فاطمة التقية النقية الزهراء (عليها السلام) الصلاة والسلام عليك وعلى ذريتك يا فاطمة الزهراء يا بنت محمد رسولِ الله أيتها البتول يا قرة عين الرسول يا بضعة النبي يا أم السبطين يا حجةَ الله على خلقه يا سيدتنا ومولاتنا إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بكِ الى الله وقدمناك بين يدي حاجتنا في الدنيا والآخرة يا وجيهة عند الله إشفعي لنا عند الله. التوسل بالإمام الحسن الزكي (عليه السلام) : اللهم صل وسلم وزد وبارك على السيد المجتبى والإمام المرتجى سبط المصطفى وابن المرتضى علم الهدى العالم الرفيع ذي الحسب المنيع والفضل الجميع والشرف الرفيع الشفيع ابن الشفيع المقتول بالسم النقيع المدفون بأرض البقيع العالم بالفرائض والسنن صاحب الجود والمنن كاشف الضر والبلوى والمحن ما ظهر منها وما بطن الذي عجز عد عن مدائحة لسان اللسن الإمام بالحق المؤتمن أبي محمد الحسن صلوات الله وسلامه عليه الصلاة والسلام عليك يا أبا محمد يا حسن بن علي أيها المجتبى يا بن رسول الله يا بن أمير المؤمنين يا بن فاطمة الزهراء يا حجةَ الله على خلقه يا سيدنا ومولانا إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك الى الله وقدمناك بين يدي حاجتنا في الدنيا والآخرة يا وجيها عند الله اشفع لنا عند الله.
التوسل بالإمام الحسين الشهيد (عليه السلام) : اللهم صل وسلم وزد وبارك على السيد الزاهد والإمام الراكع الساجدِ ولي الملك الماجد وقتيل الكافر الجاحد زين المنابر والمساجد صاحب المحنة والكرب والبلاء المدفون بأرض كربلاء سبط رسول الثقلين ونور العينين ومولانا مولى الكونين الإمام بالحق أبي عبد الله الحسين صلوات الله وسلامه عليه الصلاة والسلام عليك يا أبا عبد الله الحسين بن علي أيها الشهيد يا بن رسول الله يا بن أمير المؤمنين يا بن فاطمة الزهراء يا سيد شباب أهل الجنة يا حجة الله على خلقه يا سيدنا ومولانا إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك الى الله وقدمناك بين يدي حاجتنا في الدنيا والآخرة يا وجيها عند الله اشفع لنا عند الله.
التوسل بالإمام زين العابدين (عليه السلام) : اللهم صل وسلم وزد وبارك على أبي الأئمة وسراج الأمة وكاشف الغمة ومحيي السنة وسني الهمة ورفيع الرتبة وأنيس الكربة وصاحب الندبة المدفون بأرض طيبة المبرا من كل شين وأفضل المجاهدين وأكمل الشاكرين والحامدين شمس نهار المستغفرين وقمر ليلة المتهجدين الإمام بالحق زين العابدين أبي محمد علي بن الحسين صلوات الله وسلامه عليه الصلاة والسلام عليك يا أبا محمد يا علي بن الحسين يا زين العابدين أيها السجاد يا بن رسولِ الله يا بن أمير المؤمنين يا حجة الله على خلقه يا سيدنا ومولانا إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك الى الله وقدمناك بين يدي حاجتنا في الدنيا والآخرة يا وجيها عند الله اشفع لنا عند الله.
التوسل بالإمام الباقر (عليه السلام) : اللهم صل وسلم وزد وبارك على قمر الأقمار ونور الأنوار وقائد الأخيار وسيد الأبرار الظهر الطاهر والنجم الزاهر والبدر الباهر والبحر الزاخر والدر الفاخر الملقب بالباقر السيد الوجيه والإمام النبيه المدفون عند جده وأبيه الجبر الملي عند العدو والولي الإمام بالحق الأزلي أبي جعفر محمد بن علي صلوات الله وسلامه عليه الصلاة والسلام عليك يا أبا جعفر يا محمد بن علي أيها الباقر يابن رسول الله يا بن أمير المؤمنين يا حجةَ الله على خلقه يا سيدنا ومولانا إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك الى الله وقدمناك بين يدي حاجتنا في الدنيا والآخرة يا وجيها عند الله اشفع لنا عند الله.
التوسل بالإمام جعفر الصادق (عليه السلام) : اللهم صل وسلم وزد وبارك على السيد الصادق الصديق العالم الوثيق الحليم الشفيق الهادي الى الطريق الساقي شيعته من الرحيق ومبلغ أعدائه الى الحريق صاحب الشرف الرفيع والحسب المنيع والفضل الجميعِ الشفيع ابن الشفيع المدفون بأرض البقيع المهذب المؤيد الممجد الإمام بالحق أبي عبد الله جعفر بن محمد صلوات الله وسلامه عليه الصلاة والسلام عليك يا أبا عبد الله يا جعفر بن محمد أيها الصادق يا بن رسول الله يا بن أمير المؤمنين يا حجة الله على خلقه يا سيدنا ومولانا إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك الى الله وقدمناك بين يدي حاجتنا في الدنيا والآخرة يا وجيها عند الله اشفع لنا عند الله. التوسل بالإمام موسى الكاظم (عليه السلام) : اللهم صل وسلم وزد وبارك على السيد الكريم والإمام الحليم وسمي الكليم الصابر الكظيم القائد الجيش المدفون بمقابر قريش صاحب الشرف الأنور والمجد الأَظهر والجبين الأزهر الإمام بالحق أبي ابراهيم موسى بن جعفر صلوات الله وسلامه عليه الصلاة والسلام عليك يا أبا ابراهيم يا موسى بن جعفر أيها الكاظم أيها العبد الصالح يا بن رسول الله يا بن أمير المؤمنين يا حجة الله على خلقه يا سيدنا ومولانا إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك الى الله وقدمناك بين يدي حاجتنا في الدنيا والآخرة يا وجيها عند الله اشفع لنا عند الله.
التوسل بالإمام الرضا (عليه السلام) : اللهم صل وسلم وزد وبارك على السيد المعصوم والإمام المظلوم والشهيد المسموم والقتيل المحروم عالم علم المكتوم بدرِ النجوم شمس الشموس أنيس النفوس المدفون بأرض طوس الرضي المرتضى المرتجى المقتدى الراضي بالقدر والقضاء الإمام بالحق أبي الحسن علي بن موسى الرضا صلوات الله وسلامه عليه الصلاة والسلام عليك يا أبا الحسن يا علي بن موسى أيها الرضا يا بن رسولِ الله يا بن أمير المؤمنين يا حجّةَ الله على خلقه يا سيدنا ومولانا إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك الى الله وقدمناك بين يدي حاجتنا في الدنيا والآخرة يا وجيها عند الله اشفع لنا عند الله.
التوسل بالإمام الجواد (عليه السلام) : اللهم صل وسلم وزد وبارك على السيد العادل العالم العامل الفاضل الكامل الباذل الأجود الجواد العارف بأسرار المبدأ والمعاد ولكل قوم هاد مناص المحبين يوم يناد المناد المذكور في الهداية والإرشاد المدفون بأرض بغداد السيد العربي والإمام الأحمدي والنور المحمدي الملقب بالتقي الإمام بالحق أبي جعفر محمد بن علي صلوات الله وسلامه عليه الصلاة والسلام عليك يا أبا جعفر يا محمد بن علي أيها التقي الجواد يا بن رسول الله يا بن أمير المؤمنين يا حجة الله على خلقه يا سيدنا ومولانا إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك الى الله وقدمناك بين يدي حاجتنا في الدنيا والآخرة يا وجيها عند الله اشفع لنا عند الله. التوسل بالإمامين الهادي والعسكري (عليهم السلام): اللهم صل وسلم وزد وبارك على الإمامين الهمامين التامين السيدين السندين الفاضلين الكاملين العادلين العالمين العاملين الا ورعين الا ظهرين الشمسين القمرين الكوكبين النورين النيرين وارتي المشعرين وأهلي الحرمين كهفي التقى غوثي الورى بدري الدجى طودي النهى علمي الهدى المدفونين بشر من رأى كاشفي البلوى والمحن صاحبي الجود والمنن الإمامين بالحق أبي الحسن علي بن محمد النقي وأبي محمد الحسن العسكري صلوات والله وسلامه عليهما الصلاة والسلام عليكما يا أبا الحسن ويا أبا محمد يا علي بن محمد ويا حسن بن علي أيها النقي الهادي وأيها الزكي العسكري يا بني رسول الله يا بني أمير المؤمنين يا حجتي الله على الخلق أجمعين يا سيدينا وموليينا إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بكما إلى الله وقدمناكما بين يدي حاجتنا في الدنيا والآخرة يا وجيهين عند الله اشفعا لنا عند الله بحقكما ويحق جدكما وبحق آبائكما الطاهرين. التوسل بالإمام الحجة المنتظر (عليه السلام) : اللهم صل وسلم وزد وبارك على صاحب الدعوة النبوية والصولة الحيد رية والعصمة الفاطمية والحلم الحسنية والشجاعة الحسينية والعبادة السجادية والمآثر البا قرية والآثار الجعفرية والعلوم الكاظمية والحجج الرضوية والجود التقوية والنقاوة النقوية والهيبة العسكرية والغيبة الإلهية القائم بالحق والداعي الى الصدق المطلق كلمة الله وأمان الله وحجة الله الغالب بأمر الله والذاب عن حرم الله إمام السر والعلن دافع الكرب والمحن صاحب الجود والمنن الإمام بالحق أبي القاسم محمد بن الحسن صاحب العصر والزمان وخليفة الرحمن وإمام الإنس والجان صلوات الله وسلامه عليه الصلاة والسلام عليك يا وصي الحسن والخلفِ الصالح يا إمام زماننا أيها القائم المنتظر المهدي يا بن رسول الله يا بن أمير المؤمنين يا حجة الله على خلقه يا سيدنا ومولانا إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك الى الله وقدمناك بين يدي حاجتنا في الدنيا والآخرة يا وجيها عند الله اشفع لنا عند الله عز وجل بحقك وبحق جدك وبحق آبائك الطاهرين يا ساداتي وموالي إني توجهت بكم أئمتي وعدتي ليوم فقري وفاقتي وحاجتي إلى الله، توسلت بكم إلى الله واستشفعت بكم إلى الله فاشفعوا لي عند الله واستنقذ وني من ذنوبي عند الله وبحبكم وبقربكم أرجو نجاة من الله فكونوا عند الله رجائي يا سادتي يا أولياء الله صلى الله عليهم أجمعين ولعن الله أعداء الله ظالميهم من الأولين والآخرين آمين رب العالمين. وسل حاجتك فإنها تُقضى إن شاء الله تعالى.
وفي مصباح المتهجد ذكر الشيخ الطوسي (رحمه الله) بعد زيارة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) هذا التوسل الزيارة: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليك يا سيدة نساء العالمين السلام عليك يا والدة الحجج على الناس أجمعين السلام عليك أيتها المظلومة الممنوعة حقها اللهم صل على أمتك وابنة نبيك وزوجة وصي نبيك صلاة تزلفها فوق زلفى عبادك المكرمين من أهل السماوات وأهل الأرضين.
التوسل: اللهم إني أتوجه إليك بنبينا محمد وبأهل بيته صلواتك عليهم وأسألك بحقك العظيم عليهم الذي لا يعلمُ كنهه سواك وأسألك بحق من حقه عليك عظيم وبأسمائك الحسنى التي أمرتني أن أدعوك بها وأسألك باسمك الأعظم الذي أمرت به إبراهيم أن يدعو به الطير فأجابته وباسمك العظيم الذي قلت للنار كوني بردا وسلاما على إبراهيم فكانت.
وبأحب الأسماء إليك وأشرفها عندك وأعظمها لديك وأسرعها إجابة وأنجحها طلبة وبما أنت أهله ومستحقه ومستوجبه وأتوسل إليك وأرغب
إليك وأتصدق منك واستغفرك واستمنحكَ وأتضرع إليك وأخضع بين يديك وأخشع لك وأُقر لك بسوء صنيعتي واتملقك والح عليك وأسألك بكتبك التي أنزلتها على أنبيائك ورسلك صلواتك عليهم من التوراة والإنجيل والزبور والفرقان العظيم فإن فيها اسمك الأعظم وبما فيها من أسمائك العظمى أن تصلي على محمد وآل محمد وشيعتهم ومحبيهم وعني وتفتح أبواب السماء لدعائي وترفعه في عليين وتأذن لي في هذا اليوم وفي هذهِ الساعةِ بفرجي وإعطائي أملي وسؤلي في الدنيا والآخرة يا من لا يعلم أحد كيف هو وقدرته إلا هو يا من سد الهواء بالسماء وكبس الأرض على الماء واختار لنفسه أحسن الأسماء يا من سما نفسه بالاسم الذي يقضي به حاجة من يدعوه به أسألك بحق ذلك الاسم فلا شفيع أقوى لي منه أن تصلي على محمد وآل محمد وتقضي لي حوائجي وتسمع محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والحجّةِ المنتظر لإذنك صلواتك وسلامك ورحمتك وبركاتك عليهم صوتي ليشفعوا لي إليك وتشفعهم في ولا تردني خائبا بحق لا إله إلا أنت. ثم سل حاجتك لتقضى إن شاء الله تعالى).
توسل آخر:
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى ابنته وعلى ابنيها وأسألك بهم أن تعينني على طاعتك ورضو انك وأن تبلغني بهم أفضل ما بلغت أحدا من أوليائك إنك جواد كريم.
اللهم إني أسألك بحق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) إلا انتقمت به ممن ظلمني وغشمني وآذاني وانطوى على ذلك وكفيتني به مؤونة كل أحد يا أرحم الراحمين.
اللهم إني أسألك بحق وليك علي بن الحسين إلا كفيتني به مؤونة كل شيطان مريد وسلطان عنيد يتقوى عليَ ببطشه وينتصر علي بجنده إنك جواد كريم يا وهاب.
اللهم إني أسألك بحق وليك محمد بن علي وجعفر بن محمد (عليه السلام) إلا أعنتني بهما على أمر آخرتي بطاعتك ورضو انك وبلغتني بهما ما يرضيك إنك فعال لما تريد اللهم إني أسألك بحق وليك موسى بن جعفر (عليه السلام) إلا عافيتني به في جميع جوارحي ما ظهر منها وما بطن يا جواد يا كريم. اللهم إني أسألك بحق وليك الرضا علي بن موسى (عليه السلام) إلا سلمتني به في جميع أسفاري في البراري والبحار والجبال والقفار والأودية والغياض من جميع ما أخافه وأحذره إنك رؤوف رحيم.
اللهم إني أسألك بحق وليك محمد بن علي (عليه السلام) إلا جدت به علي من فضلك وتفضلت به علي من وسعك ووسعت علي رزقك وأغنيتني عمن سواك وجعلت حاجتي إليك وقضاءها عليك إنك لما تشاء قدير.
اللهم أسألك بحق وليك علي بن محمد (عليه السلام) إلا أعنتني به على تأدية فروضك وبر إخواني المؤمنين وسهل ذلك لي وأقرنه بالخير وأعني على طاعتك بفضلك يا رحيم.
اللهم إني أسألك بحق وليك الحسن بن علي (عليه السلام) إلا أعنتني به على أمر آخرتي بطاعتك ورضو انك وسررتني في منقلبي ومثواي برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم إني أسألك بحق وليك وحجتك صاحب الزمان إلا أعنتني به علی جميع أموري وكفيتني به مؤونة كل مؤذ وطاغ وباغ وأعنتني به فقد بلغ مجهودي وكفيتني به كل عدو وهم وغم ودين وعن ولدي وجميع أهلي وإخواني ومن يعنيني أمره وخاصتي آمين رب العالمين.
ويبدو أن أصل هذا التوسل ما جاء في بحار الأنوار ج 91 عن قبس المصباح عن الشيخ الصدوق أبو الحسن أحمد بن علي النجاشي قال اخبرني الحسن محمد بن جعفر التميمي قراءة عليه قال حكى لي أبو الوفاء الشيرازي وكان صديقا لي أنه قبض عليه أبو علي الياس صاحب کرمان قال فقيدني وكان الموكلون بي يقولون أنه قد همّ فيك بمكروه فقلقت لذلك وجعلت أناجي الله تعالى بالأئمة (عليهم السلام) فلما كانت ليلة الجمعة وفرغت من صلاتي نمت فرأيت النبي (صلى الله عليه واله وسلم) في نومي وهو يقول لا تتوسل بي ولا بابني لشيء من أعراض الدنيا إلا لما تبتغيه من طاعة الله تعالى ورضوانه وأما أبو الحسن أخي فإنه ينتقم لك ممن ظلمك قال فقلت: يا رسول الله فكيف ينتقم لي ممن ظلمني وقد لبب في حبل فلم ينتقم وغصب حقه فلم يتكلم؟ قال فنظر إلي كالمتعجب وقال: ذلك عهد عهدته إليه وأمر أمرته به فلم يجز له إلا القيام به وقد أدى الحق فيه ألا أن الويل لمن تعرض لولي الله وأما علي بن الحسين فللنجاة من السلاطين ونفث الشياطين وأما محمد بن علي وجعفر بن محمد فللآخرة وما تبتغيه من طاعة الله عز وجل وأما موسى بن جعفر فالتمس منه العافية من الله عز وجل وأما علي بن موسی فاطلب به السلامة في البراري والبحار وأما محمد بن علي فاستنزل به الرزق من الله تعالى وأما علي بن محمد للنوافل وبر الإخوان وما تبتغيه من طاعة الله عز وجل وأما الحسن بن علي للآخرة وأما صاحب الزمان فإذا بلغ منك السيف الذبح فاستعن به فإنه يعينك.[34]
توسل آخر مروي عن الصدوق
ويقرأ ليالي الأربعاء وغيرها نقل العلامة المجلسي (رحمه الله) عن الصدوق أن هذا الدعاء مروي عن الأئمة (عليهم السلام) وأنه لم يقرأه لأمر ما إلا ويسره الله سريعا: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة محمد (صلى الله عليه واله وسلم) يا أبا القاسم يا رسول الله يا إمام الرحمة يا سيدنا ومولانا إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله وقدمناك بين يدي حاجاتنا يا وجيها عند الله اشفع لنا عند الله.
يا أبا الحسن يا أمير المؤمنين يا علي بن أبي طالب يا حجة الله على خلقه يا سيدنا ومولانا إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله وقدمناك بين يدي حاجاتنا يا وجيها عند الله اشفع لنا عند الله. انظر مفاتيح الجنان.
ومما يذكر أن شخصا موثوقا كان قد رأى في تلك الأيام رؤيا صادقة أنه قد خرج من كربلاء المقدسة وإذا به يرى على مشارف كربلاء تمثالا مخيفا قد فتح فاه وكشر عن أنيابه يطلب صيدا كالسبع الضاري وإذا بهاتف يقول: هذا هو وباء الطاعون وقد هاجم كل دار في كربلاء واقتنص منها فريسة سوى دار السيد ميرزا مهدي الشيرازي فإنه لا يجرؤ على دخولها وذلك لمواظبة أهلها على التوسل بأصحاب الكساء (عليهم السلام) وإقامة التعزية والمراثي عليهم ومدا ومتهم على الدعاء المعروف بدعاء التوسل.[35]
توسل لجبر الكسور وقضاء الحاجات عن أبي حمزة الثمالي (رحمه الله) قال: انكسرت يد ابني مرة فأتيت به يحيى بن عبد الله المجبر فنظر إليه فقال: أرى كسرا قبيحا ثم صعد غرفته ليجيء بعصابة ورفادة فذكرت في ساعتي تلك دعاء علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) فأخذت يد ابني فقرأت عليه ومسحت الكسر فاستوى الكسر بإذن الله تعالى فنزل يحيى بن عبد الله فلم ير شيئا فقال: ناولني اليد الأخرى فلم ير كسرا فقال: سبحان الله أليس عهدي به كسرا قبيحا؟ فما هذا أما إنه ليس بعجب من سحركم معاشر الشيعة فقلت ثكلتك أمك ليس هذا بسحر بل إني ذكرت دعاء سمعته من مولاي علي بن الحسین (عليه السلام) فدعوت به فقال: علمنيه فقلت أبعد ما سمعت ما قلت لا ولا نعمت عين لست من أهله قال حمران بن أعين: فقلت لأبي حمزة نشدتك بالله إلا ما أورد تناه فقال: سبحان الله ما ذكرت ما قلت إلا وأنا أفيدكم اكتبوا: بسم الله الرحمن الرحيم يا حي قبل كل حي يا حي بعد كل حي يا حي مع كل حي يا حي حين لا حي، يا حي يبقى ويفنى كل حي لا إله إلا أنت يا حي يا كريم يا محيي الموتى يا قائم على كل نفس بما كسبت إني أتوجه إليك وأتوسل إليك وأتقرب إليك بجودك وكرمك ورحمتك التي وسعت كل شيء وأتوجه إليك وأتوسل إليك بحرمة القرآن وبحرمة الإسلام وشهادة أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك وأتوجه إليكَ وأتوسل إليك وأستشفع إليك بنبيك نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم تسليما وبأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء والحسن والحسين عبديك وأمينيك وحجتيك على الخلق أجمعين وعلي بن الحسينِ زين العابدين ونور الزاهدين ووارث علم النبيين والمرسلين وإمام الخاشعين وولي المؤمنين والقائم في خلقك أجمعين وباقر علم الأولين والآخرين والدليل على أمر النبيين والمرسلين والمقتدي بآبائه الصالحين وكهف الخلق أجمعين وجعفر بن محمد الصادق من أولاد النبيين والمقتدي بآبائه الصالحين والبار من عترته البررة المتقين وولي دينك وحجتك على العالمين وموسى بن جعفر العبدِ الصالح من أهل بيت المرسلين ولسانك في خلقك أجمعين والناطق بأمرك وحجتك على بريتك وعلي بن موسى الرضا المرتضى الزكي المصطفى المخصوص بكرامتك والداعي إلى طاعتك وحجتك على الخلق أجمعين ومحمد بن علي الرشيد القائم بأمرك الناطق بحكمك وحقك وحجتك على بريتك ووليك وابن أوليائك وحبيبك وابن أحبائك وعلي بن محمد السراج المنير والركن الوثيق القائم بعدلك والداعي إلى دينك ودين نبيك وحجتِك على بريتك والحسن بن علي عبدك ووليك وخليفتك المؤدي عنكَ في خلقك عن آبائه الصادقين وبحق خلفِ الأئمة الماضين والإمام الزكي الهادي المهدي والحجة بعد آبائه على خلقك المؤدي عن علم نبيك ووارث علم الماضين من الوصيين المخصوص الداعي إلى طاعتك وطاعة آبائه الصالحين يا محمد يا أبا القاسماه بأبي أنت وأمي إلى الله أتشفع بكَ وبالأئمة من ولدك وبعلي أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والخلفِ القائم المنتظر ، اللهم فصل عليهم وعلى من اتبعهم وصل على محمد وآل محمدٍ صلاة المرسلين والصديقين والصالحين صلاة لا يقدر على إحصائها غيرك اللهم ألحق أهل بيت نبيك وذريتهم وشيعتهم بنبيك سيد المرسلين وألحقنا بهم مؤمنينَ ومُخبِتِينَ فائِزِينَ مُتَّقِينَ صالحين خاشعين عابدين موفقين مسددين عاملين تائبين ساجدين راكعين شاكرين حامدين صابرين محتسبين ومنيبينَ مصيبين اللهم إني أتولى وليهم وأتبرأ إليك من عدوهم وأتقرب إليكَ بحبهم وموالاتهم وطاعتهم فارزقني بهم خير الدنيا والآخرة واصرف عني بهم أهوال يوم القيامة اللهم إني أشهدك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وأن محمدا وعليا وزوجته وولديه عبيدك وإماؤك وأنت وليهم في الدنيا والآخرة وهم أولياؤك والأولين بالمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات من بريتك وأشهد أنهم عبادك المؤمنون لا يسبقونك بالقول وهم بأمرك يعملون اللهم إني أتوسل إليك بهم وأتشفع بهم إليك أن تحييني محياهم وتميتني على طاعتهم وملتهم وتمنعني من طاعة عدوهم وتمنع عدوك وعدوهم مني وتغنيني بك وبأوليائك عمّن أغنيته عني وتسهلني لمن أحوجتهم إلي وتجعلني في حفظك في الدين والدنيا والآخرة وتلبسني العافية حتى تهنتني المعيشة والحظني بلحظة من لحظاتك الكريمة الرحيمة الشريفة تكشف بها عني ما قد ابتليت به ودبرني بها إلى أحسن عاداتِكَ وأجملها عندي فقد ضعفت قوتي وقلت حيلتي ونزل بي ما لا طاقة لي به فردني إلى أحسن عاداتِكَ فقد آيست مما عند خلقِكَ فلم يبق إلا رجاؤك في قلبي قديما ما مننت علي وقدرتك يا سيدي وربي وخالقي ومولاي وراز قني على إذهاب ما أنا فيه كقدرتك علي حيث ابتليتني به.
إلهي ذكر عوائدك يؤنسني ورجاء إنعامك يقربني ولم أخل من نعمتك منذ خلقتني فأنت يا رب ثقتي ورجائي وإلهي وسيدي والذاب عني والراحم بي والمتكفل برزقي فأسألك يا رب محمد وآل محمد أن تجعل رشدي بما قضيت من الخير وختمته وقدرته وأن تجعل خلاصي مما أنا فيه فإني لا أقدر على ذلك إلا بك وحدك لا شريك لك ولا اعتمد فيه إلا عليك فكن يا رب الأرباب ويا سيد السادات عند حسن ظني بك وأعطني مسألتي يا أسمع السامعين ويا أبصر الناظرين ويا أحكم الحاكمين ويا أسرع الحاسبين ويا أقدر القادرين ويا أقهر القاهرين ويا أول الأولين ويا آخر الآخرين ويا حبيب محمد وعلي وجميع الأنبياء والمرسلين والأوصياء المنتجبين ويا حبيب محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وأوصيائه وأنصاره وخلفائه وأحبائه المؤمنين وحججك البالغين من أهل بيت الرحمةِ المطهرين ما أنت أهله الزاهدين أجمعين صل على محمد وعلى آل محمد وافعل بي يا أرحم الراحمين. (وتذكر حاجتك).
توسل آخر (توسل القس): اللهم رب السماوات الا رفعة والأرضين الممرِعة بحق محمد والثلاثة المحاميد معه والعليين الاربعة وفاطم
والحَسَنَيْنِ الأبرعة وجعفر وموسى التبعة وسمي الكليم الضرعة أولئك النقباء الشفعة والطريق المهيعة دراسة الأناجيل ونفاه الأباطيل الصادقي القيل عدد النقباء من بني إسرائيل فهم أول البداية وعليهم تقوم الساعة ولهم من الله فرض الطاعة وبهم. تنال الشفاعة. صلاة رفع المصحف روى الطوسي أنه جاء رجل إلى الصادق (عليه السلام) فقال له: يا سيدي أشكو إليك دينا ركبني وسلطانا غشمني وأريد أن تعلمني دعاء اغتنم به غنيمة أقضي بها ديني وأكفي بها ظلم سلطاني. فقال: إذا جنك الليل فصل ركعتين : اقرأ في الركعة الأولى منهما الحمد وآية الكرسي وفي الركعة الثانية الحمد وآخر الحشر { لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [الحشر: 21 - 24] ثم خذ المصحف فدعه على رأسك وقل بحق هذا القرآن وبحق من أرسلته ويحق كل مؤمن مدحته فيه وبحقك عليهم فلا أحد أعرف بحقك منك. وقل: (بك يا الله) عشر مرات يا محمد عشر مرات يا علي عشر مرات يا فاطمة عشر مرات يا حسن عشر مرات يا حسين عشر مرات يا علي بن الحسين عشر مرات یا محمد بن علي عشر مرات يا جعفر بن محمد عشر مرات یا موسى بن جعفر عشر مرات يا علي بن موسى عشر مرات یا محمد بن علي عشر مرات يا علي بن محمد عشر مرات يا حسن بن علي عشر مرات يا أيها الحجة عشر مرات ثم تسأل حاجتك (والظاهر أن هذا العمل يؤتى به عقب الصلاة) قال الراوي: فمضى الرجل فعاد إليه بعد مدة قد قضى دينه وصلح له سلطانه وعظم يساره. وفي رواية تقول عوض يا محمد ويا علي نقول بمحمد عشر مرات ثم بعلي عشرا وهكذا لسائر أهل البيت (عليهم السلام). وسائل الشيعة.
دعاء قلب الخاتم للوقاية من كل سوء عن الرضا (عليه السلام) : من أصبح وفي يده خاتم فضه عقيق متختما به في يده اليمنى وأصبح من قبل أن يراه أحد فقلب فضه إلى باطن كفه وقرأ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} [يوسف: 2] إلى آخرها ثم يقول: آمنت بالله وحده لا شريك له وآمنت بسر آل محمد وعلا نيتهم وقاه الله في ذلك اليوم شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها وما يلج في الأرض وما يخرج منها وكان في حرز الله وحرز رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) حتى يمسي.[36]
صلاة ليلة الجمعة أو يومها في جمال الأسبوع روي عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) أنه قال: من قرأ ليلة الجمعة أو يومها قل هو الله أحد مائتي مرة في أربع ركعات في كل ركعة خمسين مرة غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر ويسبح عقيبها فيقول: سبحان ذي العز الشامخ المنيف سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم سبحان ذي الملك الفاخر القديم سبحان من لبس البهجة والجمال سبحان من تردى بالنور والوقار سبحان من يرى أَثر النمل في الصفا سبحان من يرى وقع الطير في الهواء سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره.
ثم يقول: اللهم إني أتوجه إليك بهم وأسألك باسمك العظيم الذي أمرت ابراهيم (عليه السلام) أن يدعو به الطير فأجابته وباسمك العظيم الذي قلت للنارِ كوني بردا وسلاما على ابراهيم فكانت وبحق أحب أسمائك إليك وأشرفها وأعظمها إجابة وأنجحها طلبة وبما أنت أهله ومستحقه ومستوجبه وأتوسل إليك وأرغب إليك واتصدق منك وأستغفرك وأستمنحك وأتضرع إليك وأخضع لك وأُقر بسوء صنيعي واتملقك والح عليك، وبكتبك التي أنزلتها على أنبيائك ورسلك صلواتك عليهم من التوراة والانجيل والزبورِ والقرآن العظيم من أولها إلى آخرها فإن فيها اسمك الأعظم وبما فيها من أسمائك العُظمى أتقرب إليك وأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفرج عن آل محمد وتقدّم بهم إلي كل خير وتبدأ بهم فيه وتفتح أبواب السماء لدعائي وترفع عملي في عليين وتعجل في هذه الساعة وفي هذه الليلة فرجي وتعطيني سؤلي في الدنيا والآخرة.
يا من لا يعلم كيف هو وحيث هو وقدرته إلا هو يا من سد السماء بالهواء ودحى الأرض على الماء واختار لنفسه خير الأسماء الحسنى يا من سمى نفسه بالاسم الذي يقضي به حاجة من يدعوه أسألك بهذا الاسم فلا شفيع أقوى منه أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تقضي حاجتي وتسمع دعواتي وبحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وأوصيائهم صلواتك وسلامك عليهم فيشفعوا لي إليك فشفعهم في ولا تردني خائبا لا إله إلا أنت ثم سل حاجتك وقد روي انها صلاة فاطمة الزهراء (عليه السلام)
توسل آدم (عليه السلام) : روي لما تلقى آدم من ربه كلمات ولعله دعا بها وهو يا رباه يا رباه يا رباه لا يرد غضبك إلا حلمك ولا ينجي من عقوبتك إلا التضرع إليك حاجتي التي إن أعطيتنيها لم يضرني ما حرمتني وإن حرمتنيها لم ينفعني ما أعطيتني اللهم إني أسألك الفوز بالجنة وأعوذ بك من النار يا ذا العرش الشامخ المنيف يا ذا الجلال والإكرام الباذخ العظيم يا ذا الملك الفاخر القديم يا إله العالمين يا صريخ المستصرخين ويا منزولا به كل حاجة إن كنت قد رضيت عني فازدد رِضَى وقربني منك زلفى وإلا تكن رضيت فبحق محمد وآله وبفضلك عليهم لما رضيت عني إنك أنت التواب. فقال يا آدم سألتني بمحمد ولم تره فقال: رأيت على عرشك مكتوب لا إله الا الله محمد رسول الله فقال راوي الحديث فوالله ما دعوت بهن في سر ولا علانية في شدة ولا رخاء إلا استجاب الله لي. [37]تعقيب لأمير المؤمنين (عليه السلام) : اللهم اجعلني مع محمد في كل عافية وبلاء واجعلني مع محمد وآل محمد في كل مثوى ومنقلب اللهم اجعل محياي محياهم ومماتي مماتهم واجعلني معهم في المواطن كلها ولا تفرق بيني وبينهم إنك على كل شيء قدير. لرفع البليات: روي أن من الأدعية التي كان يدعو بها أمير المؤمنين (عليه السلام) في الشدائد وقال إنه ما قرأها أحد في مصيبة أو شدة إلا أزالها الله عنه إلا الموت قال جابر:قلت: يا أمير المؤمنين أقرأها وحدها ؟ قال: أضف إليها ثلاثة عشر اسما إشارة منه (عليه السلام) إلى اسم النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وأسماء ذريته (عليهم السلام): تحصنت بالملك الحق الذي لا يموت واعتصمت بذي العزة والعدل والجبروت واستعنت بذي العظمة والقدرة والملكوت (ثم تقول: وبمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي ابن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والمهدي بن الحسن مما أخاف وأحذر. [38]
لهلاك الظالمين: تصلي ركعتين فإذا فرغت قل: سبحان من أكرم محمدا (صلى الله عليه واله وسلم) سبحان من انتجب محمدا سبحان من انتجب عليا سبحان من خص الحسن والحسين سبحان من فطم بفاطمة من أحبها من النار سبحان من خلق السماوات والأرض بإذنه سبحان من استعبد أهل السماوات والأرضين بولاية محمد وآل محمد سبحان من خلق الجنة لمحمد وآل محمد سبحان من يورثها محمدا وآل محمد وشيعتهم سبحان من خلق النار من أجل أعداء محمد وآل محمد سبحان مَن خلق الدنيا والآخرة وما سكن في الليل والنهار لمحمد وآل محمد الحمد لله كما ينبغي لله الله أكبر كما ينبغي لله لا إله إلا الله كما ينبغي لله سبحان الله كما ينبغي لله ولا حول ولا قوة إلا بالله كما ينبغي لله وصلى الله على محمد وآله وعلى جميع المرسلين حتى يرضى الله اللهم من أياديك وهي أكثر من أن تحصى ومن نعمك وهي أجل من أن تغادر أن يكون عدوي عدوك ولا صبر لي على أناتك فعجل هلاكهم وبوارهم ودمارهم. [39]
عوذة للعقرب: روي أنه لما ركب نوح (عليه السلام) في السفينة أبى أن يحمل العقرب معه فقال: عاهدتك أن لا ألسع أحدا يقول: سلام على محمد وآل محمد وعلى نوح في العالمين. (مفاتيح الجنان 784). وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال لرجل سأله أن يعلمه شيئا يقوله إذا أصبح وأمسى قل: الحمد لله الذي يفعل ما يشاء ولا يفعل ما يشاء غيره الحمد الله كما يحب الله أن يحمد الحمد لله كما هو أهله اللهم أدخلني في كل خيرأدخلت فيه محمدا وآل محمد وصلى الله على محمد وآل محمد. [40]لمن استصعب عليه أمر عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : كل من استصعب عليه شيء من مال أو أهل أو ولد أو فرعون من الفراعنة فليبتهل بهذا الدعاء فإنه يكفى ما يخاف إن شاء الله: اللهم إني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة وأهل بيته الذين اخترتهم على علم على العالمين اللهم فذلل لي صعوبتها وحزونتها واكفني شرها فإنك الكافي المُعافِي، والغالب القاهر. [41]
دعاء يربط على العضد للكفاية: بسم الله الرحمن الرحيم يا هو يا من هو يا من ليس هو إلا هو صل على محمد وآل محمد واجعل لحامل كتابي هذا من كل هم وغم وألم ومرض وخوف فرجا ومخرجا محمد علي فاطمة الحسن والحسين علي محمد جعفر موسى علي محمد علي الحسن محمد عليهم الصلاة والسلام [42]لدفع وساوس الشيطان: روي أنه يتعوذ بالله وليقل: آمنت بالله وبرسوله مخلصا له الدين.
أدعية للحفظ في الصباح والمساء: روي عن أبي عبد الله أو أبي جعفر (عليه السلام) قال: تقول إذا أصبحت أصبحت بالله مؤمنا على دين محمد وسنته ودين علي وسنته ودين الأوصياء وسنتهم آمنت بسرهم وعلا نيتهم وشاهدهم وغائبهم وأعوذ بالله مما استعاذ منه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي (عليه السلام) والأوصياء وأرغب إلى والله فيما رغبوا إليه ولا حول ولا قوة إلا بالله. [43]
وعن أحدهما عليهما السلام: من قال اللهم إني أشهدك وأشهد ملائكتك المقربين وحملة عرشك المصطفين إنك أنت الله لا إله لا إلا أنت الرحمن الرحيم وأن محمدا عبدك ورسولك وأن فلان ابن فلان إمامي ووليي (تذكر الحجة ابن الحسن بدل فلان ابن فلان) وأن أباه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليا والحسن والحسين وفلانا وفلانا حتى ينتهي اليه أئمتي وأوليائي على ذلك أحيا وعليه أموت وعليه أبعث يوم القيامة وأبرأ من فلان وفلان وفلان فإن مات في ليلته دخل الجنة. (الكافي2/ 522).
توسل لسعة الرزق الكليني بإسناده عن أبي ابراهيم الكاظم (عليه السلام) : يا الله يا الله يا الله، أسألك بحق من حقه عليك عظيم أن تصلي على محمد وآل محمد وأن ترزقني العمل بما علمتني من معرفة حقك وأن تبسط علي ما حظرت من رزقك. [44]
ولسعة الرزق وقضاء الدين روي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) فقال: يا رسول الله إني ذو عيال وعلي دين وقد اشتدت حالي فعلمني دعاء أدعو الله عز وجل به ليرزقني ما أقضي به ديني وأستعين به على عيالي فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا عبد الله توضأ واسبغ وضوءك ثم صل ركعتين تتم الركوع والسجود ثم قل: يا ماجد يا واحد يا كريم (یا دائم) أتوجه إليك بمحمد نبيك نبي الرحمة يا محمد يا رسول الله إني أتوجه بك إلى الله ربك ورب كل شيء وأسألك اللهم أن تصلي على محمد وأهل بيته وأسألك نفحة كريمة من نفحاتك وفتحا يسيرا ورزقا واسعا الم به شعني وأقضي به ديني وأستعين به على عيالي.[45] تعقيب لصلاتي الفجر والمغرب لوجع العين عن الصادق (عليه السلام) قال لأحد أصحابه: ألا أعلمك دعاء لدنياك وآخرتك وبلاغا لوجع عينك؟ قال: تقول في دبر كل صلاة الفجر وصلاة المغرب: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل النور في بصري والبصيرة في ديني واليقين في قلبي والإخلاص في عملي والسلامة في نفسي والسعة في رزقي والشكر لك أبدا ما أبقيتني. وفي رواية أخرى تقول ذلك سبع مرات إذا صليت الفجر قبل أن تقوم من مقامك. [46]وفي دعوات الراوندي عن الأعمش قال: خرجت حاجا فرأيت بالبادية اعرابيا أعمى وهو يقول: اللهم إني أسألك بالقبة التي اتسع فناؤها وطالت أطنابها وتدلت أغصانها وعذب ثمرها واتسق فرعها وأسبغ ورقها وطاب مولدها إلا رددت عليّ بصري.
قال: فخنقتني العبرة فدنوت إليه وقلت يا اعرابي لقد دعوت فأحسنت فما القبة التي اتسع فناؤها؟ قال محمد (صلى الله عليه واله وسلم) قلت: فقولك وطالت أطنابها؟ قال: أعني فاطمة (عليها السلام) قلت: وتدلت أغصانها. قال: علي وصي رسول الله قلت وعذب ثمرها؟ قال الحسن والحسين قلت: واتسق فرعها؟ قال: حرم الله ذرية فاطمة على النار قلت: وأسبغ ورقها؟ قال: بعلي بن أبي طالب فأعطيته دينارين ومضيت وقضيت الحج ورجعت. فلما وصلت إلى البادية رأيته فإذا عيناه مفتوحتان كأنه ما عمي قط فقلت: يا أعرابي كيف كان حالك؟ قال: كنت أدعو بما سمعت فهتف بي هاتف وقال: إن كنت صادقا أنك تحب نبيك وأهل بيت نبيك فضع يدك على عينيك فوضعتهما عليهما ثم كشفت عنهما، وقد رد الله علي بصري فالتفت يمينا وشمالا فلم أر أحدا فصحت أيها الهاتف بالله من أنت؟ فسمعت أنا الخضر أحب علي بن أبي طالب فإن حبّه خير الدنيا والآخرة. [47]
رقية للصداع وذكر السيد عبد الله شبر في (طب الأئمة) هذه الرقية تقول: يا مصغر الكبراء ويا مكبر الصغراء ويا مذهب الرجس عن محمد وآل محمد ومطهرهم تطهيرا صل على محمد وآل محمد وامسح ما بي من صداع وشقيقة.
رقية للسبع: روي عن الصادق (عليه السلام) قوله: إذا لقيت السبع فاقرأ في
وجهه (آية الكرسي) وقل: عزمت عليك بعزيمة الله وبعزيمة محمد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وبعزيمة سليمان بن داود وبعزيمة علي بن أبي طالب والأئمة من ولده (صلى الله عليه واله وسلم) إلا تتجنب عن طريقنا ولم تؤذنا فإنه ينصرف. [48]
ولرد المظالم للعباد عن موسى بن بكر عن أبي إبراهيم (عليه السلام) كان كتبه لي في قرطاس: اللهم اردد إلى جميع خلقك مظالمهم التي قبلي صغيرها وكبيرها في يسر منك وعافية وما لم تبلغه قوتي ولم تسعه ذات يدي ولم يقو عليه بدني ويقيني ونفسي فأده عني من جزيل ما عندك من فضلك ثم لا تخلف علي منه شيئا تقضيه من حسناتي يا أرحم الراحمين أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وأن الدين كما شرع وأن الإسلام كما وصف وأن الكتاب كما أنزل وأن القول كما حدث وأن الله هو الحق المبين ذكر الله محمدا وأهل بيته بخير وحيا الله محمدا وأهل بيته بالسلام. [49]
وروي في البحار تقرأ هذا الدعاء في الصباح مرة وفي المساء مرة لدفع نحس ذلك اليوم: أصبحت (وفي الصباح تقول أمسيت) اللهم معتصما بذ مايك المنيع الذي لا يحاول ولا يطاول من شر كل عاشم وطارق من سائر من خلقت وما خلقت من خلقك الصامِت والناطق في جنة من كل مخوف بلباس سابغة حصينة ولاء أهل بيتِ نبيك محمد صلواتك عليه وعليهِم. محتجبا من كل قاصد لي إلى أذية بجدار حصين الإخلاص في الاعتراف بحقهم والتمسك بحبلهم موقنا أن الحق لهم وفيهم وبهم أوالي من والوا وأجانب من جانبوا فصل على محمد وآل محمد وأعذني اللهم بِهِم من شر كل ما أتقيه. يا عظيم حجزت الأعادي عني ببديع السماوات والأرض إنا جعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون.
ولدفع الهموم والغموم: دعاء علمه الإمام الصادق (عليه السلام) لبعض أصحابه: أعددت لكل عظيمة لا إله إلا الله ولكل هم وغم لا حول ولا قوة إلا بالله محمد (صلى الله عليه واله وسلم) النور الأول علي (عليه السلام) النور الثاني والأئمة الأبرار عدة للقاء الله وحجاب من أعداء الله ذل كل شيء لعظمة الله وأسأل الله عز وجل الكفاية. [50]
وللأمن من السلطان بالله أستفيحُ وبالله استنجح وبرسوله (صلى الله عليه واله وسلم) أتوسل وبأمير المؤمنين صلى الله عليهِ أتشفع وبالحسن والحسين صلى الله عليهما أتقرب اللهم لين لي صعوبته وسهل لي حزونته ووجه سمعه وبصره وجميع جوارحه إلي بالرأفة والرحمة وأذهب عني غيظه وبأسه ومكره وجنوده وأحزابه وانصرني عليه بحق كل سائح في رياض قدسك وفضاء نورك شرب من حيوان مائك وأنقذني بنصرك العام المحيط جبرائيل عن يميني وميكائيل عن يساري ومحمد الله أمامي والله وليي وحافظي وناصري وأماني فإن حزب الله هم الغالبون إستترت واحجبت وامتنعت وتعززت بكلمة الله الوحدانية الأزلية الإلهية التي من امتنع بها كان محفوظا إن ولي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين. (مهج الدعوات). وفي منتخب الختوم ص 197: إذا ابتلي الإنسان بمحنة أو هم وغم فليقرأ : اللهم أسألك بحق محمد وآل محمد أن تنجيني (اثنين وتسعين مرة) والعدد الكبير لهذه الكلمات هو مائتان) وستة عشر) والصغير هو (أربعة عشر) وبه يزول الغم حتما
صلاة الغياث: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كانت لأحدكم استغاثة إلى الله تعالى فليصل ركعتين ثم يسجد ويقول: يا محمد يا رسول الله يا علي يا سيد المؤمنين والمؤمنات بكما أستغيث إلى الله تعالى يا محمد يا علي أستغيث بكما يا غوثاه بالله وبمحمد وعلي وفاطمة (وتعد الأئمة) بكم أتوسل إلى الله تعالى فإنك تغاث من ساعتك إن شاء الله تعالى. [51]
وللهموم عن موسى بن إبراهيم: قال حدثنا موسى بن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جده (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي: يا علي إذا هالك أمر أو نزلت بك شدة فقل: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تُنجيني من هذا الغم. [52]
وللحوائج المهمة: روي عن الصادق (عليه السلام) قال: إذا حضرت لك حاجة مهمة إلى الله عز وجل فصم ثلاثة أيام متوالية الأربعاء والخميس والجمعة فإذا كان الجمعة فاغتسل والبس ثوبا جديدا نظيفا ثم اصعد إلى أعلى يوم موضع في دارك فصل ركعتين ثم ارفع يديك إلى السماء وقل: اللهم إني حَلَلْتُ بساحتِكَ لمعرفتي بوحدانيتك وصمدانيتك وأنه لا قادرا على قضاء حاجتي غيرك وقد علمت يا رب أَنه كلما تظاهرت نعمتك علي اشتدت فاقتي إليك وقد طرقني هم كذا وكذا (واذكر حوائجك عوض كذا وكذا) وأنت بكشفه عالم غير معلَم واسع غير مكلف فأسألك باسمك الذي وضعته على الجبال فنسفت ووضعته على السماوات فانشقت وعلى النجوم فانتشرت وعلى الأرض فسطحت وأسألك بالحق الذي جعلته عند محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وعند علي والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والحجة (عليهم السلام) أن تصلي على محمد وأهل بيته وأن تقضي لي حاجتي وتيسر لي عسيرها وتكفيني مهمها فإن فعلت فلك الحمد وإن لم تفعل فلك الحمد غير جائر في حكمك ولا مُنْهم في قضائك ولا حائف في عدلك. ثم ضع وجهك على الأرض وقل: اللهم إن يونس بن متى عبدك دعاك في بطن الحوتِ وهو عبدك فاستجبت له وأنا عبدك أدعوك فاستجب لي. قال الصادق (عليه السلام) : رب حاجة تعرض لي فأدعو بهذا الدعاء فأرجع وقد قضيت (من لا يحضره الفقيه 1/ 556) توسل منظوم رأيته في بعض كتب الدعاء
إلهي بالميامين هداتي من بني هاشم
بخاتم النبيين أخ الوحي أبا القاسم
بمن صام بمن صلى بمن صدق بالخاتم
بمن أثر بالقرص ثلاثا وطوى صائم
بمن ردت له الشمس ببابل والملا عالم
بحق البضعة الزهراء وهي ست النسا فاطم
بالمسموم والمقتول ظلما فالعن الظالم
بالسجاد والباقر والصادق والكاظم
بالمدفون في طوس علي وابنه العالم
بحق العسكريين مع المنتظر القائم
أجرنا من لظى النيران يا رحمان يا راحم
أجرنا من لظى النيران بل من شرها الحا طم
وشبه اختلاف يسير ما رأيت في مناقب آل أبي طالب [53] انشد ابن قرط الموصلي:
الهي بالميامين هداتي من بني هاشم
بأنوارك في خلقك والحجة في العالم
بمن صيرت جبريل لهم يا ذا العلى خادم
بخير الخلق ختام النبيين أبي القاسم
وبالهادي علي و بحوراء النساء فاطم
وبالمسموم والمقتول.........الى قوله: مع المنتظر القائم.
التوسل بالنبي (صلى الله عليه واله وسلم): لوجع الحمى: في مكارم الأخلاق يصلي للحمى ركعتين يقرأ في كل ركعة سورة الفاتحة ثلاث مرات وقوله تعالى: {بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54] والدعاء: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أتشفع بنبيك محمد (صلى الله عليه واله وسلم) يا محمد استشفع بك الى ربي في قضاء حاجتي وهو شفاء هذا المرض يا الله يا الله يا الله يا رحمن يا رحيم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام برحمتك يا أرحم الراحمين برحمتك أستغيث {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ} [الأنفال: 66] { يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ } [النساء: 28] {ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ} [البقرة: 178] يكتب ويغسل ويشربه المحموم. صلاة في مسجد النبي (صلى الله عليه واله وسلم): عن معاوية بن عمار عن الصادق (عليه السلام) قال: إذا كان لك مقام بالمدينة ثلاثة أيام صمت أول يوم يوم الأربعاء وتصلي ليلة الأربعاء عند أسطوانة أبي لبابة وهي أسطوانة التوبة التي كان ربط نفسه إليها حتى نزل عذره من السماء وتقعد عندها يوم الأربعاء ثم تأتي ليلة الخميس الاسطوانية التي تليها مما يلي مقام النبي (صلى الله عليه واله وسلم) فتقعد عندها ليلتك ويومك وتصوم يوم الخميس ثم تأتي الأسطوانة التي تلي مقام النبي (صلى الله عليه واله وسلم) ليلة الجمعة فتصلي عندها ليلتك ويومك وتصوم فيه يوم الجمعة فإن استطعت أن لا تتكلم بشيء في هذه الأيام إلا ما لا بد لك منه ولا تخرج من المسجد إلا لحاجة ولا تنام في ليل ولا نهار فافعل لأن ذلك مما يعد فيه الفضل. ثم احمد الله في يوم الجمعة واثن عليه وصل على النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وسل حاجتك وليكن فيما تقول: اللهم ما كانت لي إليك من حاجة شرعت أنا في طلبها والتماسها أو حاجة لم أشرع سألتكها أو لم أسألكها فإني أتوجه إليك بنبيك محمد (صلى الله عليه واله وسلم) نبي الرحمة في قضاء حوائجي صغيرها وكبيرها. فإنه حريّ أن تقضى إليك حاجتك إن شاء الله.
وعن بعضهم قال: شكوت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) وجعا في، فقال: قل: بسم الله ثم امسح يدك عليه وقل: أعوذ بعزة الله وأعوذ بجلال الله وأعوذ بعظمة الله وأعوذ بجمع الله وأعوذ برسول الله وأعوذ بأسماء الله من شر ما أَحذر ومن شر ما أخاف على نفسي تقولها سبع مرات قال ففعلت ذلك فأذهب الله عني (مكارم الأخلاق).
رقية للنمل: ذكر في طب الأئمة تدقّ الكراوية وتلقى في جحر النمل وتكتب في شيء وتعلق في زوايا الدار: بسم الله الرحمن الرحيم إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وبالنبيين وما أُنزل إليهم فأسألكم بحق الله وبحق نبيكم ونبينا وما أُنزل عليهما إلا تحوّلتُم عن مسكينا[54]لسعة الرزق: عن الصادق (عليه السلام) : يا الله يا الله يا الله أسألك بحق من حقه عليك عظيم أن تصلي على محمد وآل محمد وأن ترزقني العمل بما علمتني من معرفة حقك وأن تبسط ما حظرت من رزقك. (عدة الداعي). وللأمن من السلطان عن الصادق (عليه السلام) قال: من دخل على سلطان يهابه فليقل: بالله أستفتح وبالله استنجح وبمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أتوجه اللهم ذلل لي صعوبته وسهل لي حزونته فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب وقل أيضا: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش حسبي العظيم وأمتنع بحول الله وقوته من حولهم وقوتهم وأمتنع برب الفلق من شر ما خلق ولا حول ولا قوة إلا بالله. [55]
التوسل بمحمد وعلي صلوات الله عليهما:
عن سماعة قال: قال لي أبو الحسن (عليه السلام) : إذا كان لك يا سماعة إلى الله عز وجل حاجة فقل: اللهم إنّي أسألُكَ بحق محمد وعلي فإن لهما عندك شأنا من الشأن وقدرا من القدر فبحق ذلك الشأن وبحق ذلك القدر أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا. فإنه إذا كان يوم القيامة لم يبق ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن ممتحن إلا وهو يحتاج إليهما في ذلك اليوم [56]
وقال (صلى الله عليه واله وسلم): يا علي إن الله تبارك وتعالى كان ولا شيء معه فخلقني وخلقك روحين من نور جلاله فكنا أمام عرش رب العالمين نسبح الله ونقدّسه ونحمده ونهلله وذلك قبل أن يخلق السماوات والأرضين فلما أراد أن يخلق آدم خلقني وإياك من طينة واحدة من طينة عليين وعجنها بذلك النور وغمسنا في جميع الأنوار الخبر. [57]
يقول عبد الله الزاهد في كتابه (أسماء أمير المؤمنين): فكانا هذين النورين في كل جزء ورسم واسم ومعنى وصفة وشؤون ومادة في أتم وأكمل الخلقة لأنهم مظهر إرادته وفعله فمن كمال خلقتهم حروف أسمائهم عليهم الصلاة والسلام محمد أربعة أحرف وعلي ثلاثة أحرف فقوله (صلى الله عليه واله وسلم) خلقني وإياك من طينة واحدة أو في حديث أنه نفس رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) أي في مرتبة الجمع أي مجموع حروف اسم علي ومحمد فظهر العدد الكامل وهو السبعة الكمال مراتب الكمال فيه فإن الكمال العددي لا يخلو إما جميع أن يكون من الفرد أو من الزوج ومبدأ الفرد هو الثلاثة ومبدأ الزوج هو الأربعة وليس الواحد والاثنان من.. الأعداد فلما جمع بين الاسمين والنورين أصبح العدد سبعة وهو منتهى الكمالات ولا يكمل الشيء في شؤونه وأطواره إلا بها وقد اتفقوا على أنها العدد الكامل. فعرفت أن الجمع بين الاسمين فيه الكثير من المعاني والأسرار فمن خواصه:
أنه من جمع بين الاسمين في (ذكر يا محمد يا علي يا علي يا محمد) وجعله وردا له أنار الله قلبه بأهل العصمة وجرت على لسانه ينابيع الحكمة وصار عزيزا وعظيما عند الناس وعلت هيبته وكساه الله الوقار. ومن قرأها ألفين وعشرين مرة يوميا لمدة أربعين صباحا صار من أرباب العلوم الروحانية والمكاشفات الملكوتية.
ومن أراد كشف حال أو معرفة خبر يقرأها العدد المذكور قبل المنام فإنه يرى ما يطلبه في المنام. ومن قال قوله تعالى: { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون: 8] وبعدها يا محمد يا علي مائتان وثمان وستون مرة ومضى في أي حاجة قضيت بإذن الله ومن دخل بها على ظالم أذله الله.
ومن كتاب طب الأئمة للسيد عبد الله شبر (رضوان الله عليه) ذكر للحمى: يكتب ويعلق على العضد الأيمن هذه الأبيات:
دار حوت فيض الذنوب وودعت فيالها من زائر ومودع
أنت تعانقني ضجيعها وزفيرها متأجج في أضلعي
قالت وقد غربت ماذا تريد فقلت أن لا تـرجــعـــي
بالمصطفي بالمرتضى بالوالدة لا ترجعي لا ترجعي لا ترجعي.
رقية للصرع: روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: تعوذ للمصروع وتقول: عزمت عليك يا رب بالعزيمة التي عزم بها علي بن أبي طالب ورسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) على جنّ وادي الصبرة فأجابوا لما أحبت وأطعت وأخرجت عن فلان ابن فلانة الساعة. [58]دعاء المكروب: عن الحسين بن الحسن الخراساني قال حضرت: أبا عبد الله الصادق (عليه السلام) مع جماعة من إخواني الحجاج أيام أبي الدوانيق فسئل عن دعاء المكروب؟ فقال: دعاء المكروب إذا صلى صلاة الليل يضع يده على موضع سجوده وليقل: بسم الله محمد رسول والله علي إمام الله في أرضه على جميع عباده اشفني يا شافي لا شفاء إلا شفاؤك لا يغادر سقما من كُلِّ داءٍ وسَقَم، قال الخراساني لا أدري أنه قال: يقولها ثلاث مرات أو مرات. سبع
وعنه أنه قال: دعاء المكروب الملهوف ومن قد أعيته الحيلة وأصابته بلية {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87] يقولها ليلة الجمعة إذا فرغ من الصلاة المكتوبة من العشاء الآخرة وقال: إني أخذته عن أبي جعفر محمد الباقر (عليه السلام) قال أخذته عن علي بن الحسين ذي الثفنات (عليهم السلام) أخذه عن الحسين بن علي (عليه السلام) قال: أخذه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أخذه عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) أخذه عن جبرئيل صلوات الله عليهم أجمعين أخذه جبرائيل عن الله عز وجل. [59]
دعاء لصاحب الزمان عجل الله فرجه علمه لمحبوس فخلص: إلهي عظم البلاء وبرح الخفاء وانكشف الغطاء وانقطع الرجاء وضاقت الأرض ومنعت السماء وأنت المستعان وإليك المشتكي وعليك المعول في الشدة والرخاء اللهم صل على محمّد وآل محمد أولي الأمر الذين فرضت علينا طاعتهم وعرفتنا منزلتهم ففرج عنا بحقهم فرجا عاجلا قريبا كلمح البصر أو هو اقرب يا محمد يا علي يا علي يا محمد اكفياني فإنكما كافياي وانصراني فإنكما ناصراي يا مولانا يا صاحب الزمان الأمان الأمان الأمان الغوث الغوث الغوث أدركني الساعة الساعة الساعة العجل العجل العجل يا أرحم الراحمين بمحمد وآله الطاهرين. [60]
وروي عن أبي الحسين ابن أبي البغل الكاتب، قال: تقلدت عملا من أبي منصور بن الصاخان وجرى بيني وبينه ما أوجب استتاري، فطلبني وأخافني فمكثت مستترا خائفا، ثم قصدت مقابر قريش ليلة الجمعة واعتمدت المبيت هناك للدعاء والمسألة وكانت ليلة ريح ومطر فسألت أبا جعفر القيم أن يغلق الأبواب وأن يجتهد في خلوة الموضع.. ومكثت أدعو وأزور وأصلي فبينا أنا كذلك إذ سمعت وطنا عند مولانا موسى (عليه السلام) وإذا برجل يزور فسلم على آدم وأولي العزم (عليهم السلام) ثم الأئمة (عليهم السلام) واحدا واحدا إلى أن انتهى إلى صاحب الزمان (عليه السلام) فلم يذكره فعجبت من ذلك وقلت لعله نسي فلما فرغ من زيارته صل ركعتين وأقبل إلى عند مولانا أبي جعفر (عليه السلام) فزار مثل تلك الزيارة وصلى وأنا خائف منه إذ لم أعرفه ورأيته شابا تاما من الرجال عليه ثياب بيض وعمامة محنك وذؤابة ورداء على كتفه مسبل فقال: يا أبا الحسين إبن أبي البغل أين أنت عن دعاء الفرج؟ فقلت: وما هو يا سيدي؟ فقال: تصلي ركعتين وتقول: يا من أظهر الجميل وستر القبيح يا من لم يؤاخذ بالجريرة يا من لم يهتك الستر يا عظيم العفو يا حسن التجاوز يا واسع المغفرة يا باسط اليدين بالرحمة ارحمني يا صاحب كل نجوى يا منتهى كل شكوى يا مفرج كل كربة يا مقيل العثرات يا كريم الصفح يا عظيم العفو يا مبتدنا بالنعم قبل استحقاقها (يا رباه) عشر مرات (يا سيداه) عشر مرات (يا مولاياه) عشر مرات يا غايتاه عشر مرات يا منتهى غاية رغبتاه عشر مرات أسألك بحق هذه الأسماء وبحق محمد وآله الطاهرين إلا ما كشفت كربي ونفست همي وفرجت غمي وأصلحت حالي وتدعو بعد ذلك ما شئت وتسأل حاجتك.
ثم تضع خدك الأيمن على الأرض وتقول مائة مرة في سجودك: يا محمد يا علي يا علي يا محمد اكفياني فإنكما كافياي وانصراني فإنكما ناصراي.
وتضع خدك الأيسر على الأرض وتقول مائة مرة: ادركني وتكررها كثيرا وتقول: الغوث الغوث الغوث حتى ينقطع النفس وترفع رأسك فإن الله بكرمه يقضي حاجتك إن شاء الله.
ثم ذكر أبو الحسين أنه تلقى في اليوم التالي معاملة طيبة لم يعهدها
من أبي المنصور وهذا ملخص القصة. [61]
التوسل بمحمد وعلي وفاطمة (عليهم السلام) لوجع الرأس والشقيقة
عن الصادق (عليه السلام) : إذا صليت الفريضة فابسط يديك جميعا إلى السماء ثم قل بخشوع واستكانة: أعوذ بجلالك وقدرتك وبهائك وسلطانك مما أجد يا غو ني يا الله يا غوثي يا رسول الله يا غوني يا أمير المؤمنين يا غو ني يا فاطمة بنت رسول والله أغيثيني أغيثيني. ثم امسح بيدك اليمنى على هامتك وتقول: يا من سكن له ما في السماواتِ وما في الأرض سكن ما بقوتك وقدرتك صل على محمد وآله وسكن ما بي (طب الأئمة ص 74).
التوسل بأصحاب الكساء (عليهم السلام):
عن داود الرقي قال: إني كنت أسمع أبا عبد الله (عليه السلام) أكثر ما يلح به في الدعاء على الله بحق الخمسة يعني رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة
والحسن والحسين (عليهم السلام) [62]
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: سألت النبي (صلى الله عليه واله وسلم) عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه قال سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي فتاب عليه [63]وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال قال جابر الأنصاري قلت لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما تقول في علي بن أبي طالب؟ فقال: ذاك نفسي قلت فما تقول في الحسن والحسين؟ قال: هما روحي وفاطمة أمهما وابنتي يسوؤني ما ساء ها ويسرني ما سرها أشهد الله أني حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم يا جابر إذا أردت أن تدعو الله فيستجيب لك فادعه بأسمائهم فإنها أحب الاسماء الى الله عز وجل. [64]نقل المير داماد عن صاحب الزمان عجل الله فرجه أن من كان عنده مطلب عظيم وحاجة هامة فليعقب صلاته اليومية كلها لمدة أسبوع بهذا الدعاء فستقضى حاجته إن شاء الله وهو: بسم الله الرحمن الرحيم إلهي بحق الخمسة محمد رسولك وعلي وصي رسولك، وفاطمة بضعة رسولك والحسن والحسين سبطي رسولك وبعزة جلال وجهك الكريم أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل لي مما أنا فيه فرجا ومخرجا برحمتك التي لا تضيق من شيء وبقدرتك التي لا يتلكأ من إجابتك شيء في السماوات ولا في الأرض ثم تقول: ثلاث مرات (تضايقي تنفرجي) وكلما قلت تضائقي فاقبض أصابع يديك وكلما قلت تنفرجي فافتح أصابع يديك ثم قل الله الرحمن الرحيم لا حول ولا بسم قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم إياك نعبد وإياك نستعين اللهم كف عني بأس الذين كفروا فإنك أشد بأسا وأشد تنكيلا. (مجربات الإمامية). وجاء في مرقاة الجنان [65]يستحب قراءة هذين البيتين في ليلة عيد الفطر وليالي الجمعة عشر مرات:
لي خمسة أطــفــي بــهــم حر الجـحـيــم الـحــاطــمــة
المصطفى والمرتضى وابناهما والفاطمة
وفي البحار روي أنه كان الصادق (عليه السلام) تحت الميزاب ومعه جماعة إذ جاءه شيخ فسلم ثم قال: يا بن رسول الله إني لأحبكم أهل البيت وأبرأ من عدوكم وإني بليت ببلاء شديد وقد أتيت البيت متعوذا به مما أجد ثم بكى وأكب على أبي عبد الله (عليه السلام) يقبل رأسه ورجليه وجعل أبو عبد الله (عليه السلام) يتنحى عنه فرحمه وبكى ثم قال هذا أخوكم وقد أتاكم متعوذا بكم فارفعوا أيديكم فرفع أبو عبد الله (عليه السلام) يديه ورفعنا أيدينا ثم قال: اللهم إنك خلقت هذه النفس من طينة أخلصتها وجعلت منها أولياءك وأولياء أوليائك وإن شئت أن تنحي عنها الآفات فعلت اللهم وقد تعوّذ ببيتك الحرام الذي يأمن به كل شيء وقد تعوّذ بنا، وأنا أسألك يا من احتجب بنوره عن خلقه أسألك بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين يا غاية كل محزون وملهوف ومكروب ومضطر مبتلى أن تؤمنه بأماننا مما يجد وأن تمحو من طينيه ما قدر عليها من البلاء وأن تفرج كربته يا أرحم الراحمين. فلما فرغ من الدعاء انطلق الرجل فلما بلغ باب المسجد رجع وبكى ثم قال: الله أعلم حيث يجعل رسالته والله ما بلغت باب المسجد وبي مما أجد قليل ولا كثير ثم ولى. [66] أقول: هذا الدعاء كان من قبل الإمام (عليه السلام) وكان المبتلى متعوذا به وبالبيت الحرام أما في غير ذلك لعله يكون بهذه الصيغة: اللهم إنك خلقت هذه النفس من طينة أخلصتها وجعلت منها أولياءك وأولياء أوليائك وإن شئت أن تنجي عنها الآفات فعلت اللهم وقد تعوذت بك وبمحمد وآله (صلى الله عليه واله وسلم) وأسألك يا من احتجب بنوره عن خلقه أسألك بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين يا غاية كل محزون وملهوف ومكروب ومضطر مبتلى أن تؤمنني بأمانك وأمان محمد وآله (صلى الله عليه واله وسلم) مما أجد وأن تمحو من طينتي ما قدر عليها من البلاء وأن تفرج كربتي يا أرحم الراحمين. ولضربان المفاصل روي أن سنان بن سلمة جاء إلى الإمام الصادق (عليه السلام) وهو مصفر الوجه فقال له الإمام (عليه السلام) : ما لك؟ فوصف له ما يقاسيه من شدة الضربان في المفاصل فقال (عليه السلام) : ويحك قل: اللهم إني أسألك بأسمائك وبركاتك ودعوة نبيك الطيب المبارك المكين عندك (صلى الله عليه واله وسلم) وبحقه وحق ابنته فاطمة المباركة وبحق وصيه أمير المؤمنين (عليه السلام) وحق سيدي شباب أهل الجنة (عليه السلام) إلا أذهبت عني شر ما أَجد بحقهم بحقهم بحقهم بحقك يا إله العالمين فوالله ما قام من مجلسه حتى سكن ما به. [67]
وللدخول على السلطان توسل للإمام الصادق (عليه السلام) قاله في إحدى دخلاته على المنصور: اللهم يا خالق الخمسة وربّ الخمسة أسألك بحق الخمسة أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تصرف عني أذيته ومعرته عني وترزقني معروفه ومودته. [68]
التوسل بأمير المؤمنين (عليه السلام) :
في عيون الأخبار روي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: مر في طريق
فسایره خيبري فمر بواد سائل فركب الخيبري مرطه (كساء) وعبر على الماء ثم نادى أمير المؤمنين (عليه السلام) يا هذا لو عرفت كما عرفت لجريت كما جريت فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) : مكانك ثم أوما إلى الماء فجمد ومر عليه فلما رأى الخيبري ذاك أكب على قدميه وقال: يا فتى ما قلت حتى حولت الماء حجرا؟ فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) : فما قلت أنت حتى عبرت على الماء فقال الخيبري: أنا دعوت الله باسمه الأعظم فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : وما هو قال سألته باسم وصي محمد فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : انا وصي محمد: فقال الخيبري : إنه الحق ثم أسلم.
وروي عن عمار (رض) قال أتيت مولاي فرأى في وجهي كآبة فقال: ما بك؟ فقلت: دين أبي [أتى] مطالب به فأشار إلى حجر ملقى وقال: خذ هذا فاقض منه دَيْنَك. فقال عمار إنه الحجر فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) : ادع الله بي يحوله لك ذهبا فقال عمار: فدعوت باسمه فصار الحجر ذهبا فقال لي خذ منه حاجتك فقلت: وكيف تلين؟ فقال: يا ضعيف اليقين ادع الله حتى تلين فإن باسمي ألان الله الحديد لداود (عليه السلام) قال: عمار فدعوت الله باسمه فلان فأخذت منه حاجتي ثم قال: ادع الله باسمي حتى يصير باقيه حجرا كما كان [69] ولقضاء الحوائج: تقول: يا مفرج الكرب عن وجه أخيه رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فرج اليوم كربي بحق أخيك رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) في عافية (مائة وعشر مرات) وبعدها يا علي مائة وعشر مرات وهو مجرب[70] ختم يا علي: وهو مجرب للحاجات يصلي كل ليلة لمدة عشرة أيام بعد تعقيبات العشاء ركعتين صلاة الحاجة ويصلي على محمد وآل محمد (132) مرة ثم يقول يا علي (1140) مرة بعدها يصلي على محمد وآل محمد (14) مرة ويقول (يا أبا الحسن يا علي بن أبي طالب أدركني) (110) مرات ويطلب من المولى الشفاعة ويأخذ حاجته من الله بشفاعة المولى لا شك تقضى حاجته. ثم ليقرأ البيتين المتقدمين:
يا أمير المؤمنين يا ذا الكرم يا إمام المتقين يا ذا النعم
إننا جئناك في حاجتنا لا تخيبنا وقل فيها نعم [71]
ولكل أمر مشكل وصعب: يتوضأ ويستقبل حرم الإمام علي (عليه السلام) ويقول 111 مرة هذه الرباعية (البيتين السابقين). ثم تردد مرتين: فمن دق باب الكريم انفتح. (تحفة الأسرار2/ 293). ختم ناد عليا لجلاء البلايا والهموم - في سفينة البحار يقول شارح الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) : يقال ان النبي (صلى الله عليه واله وسلم) نودي يوم أحد:
ناد عليا مظهر العجائب تجده عونا لك في النوائب
كل هم وغم ســيــنــجــلــي بولايتك يا علي يا علي يا علي.
وهذا الورد من المجربات وله فوائد عدة ففي تحفة الأسرار ص 293 يقول 110 مرات:
ناد عليا مظهر العجائب تجده عونا لك في النوائب
كل هم وغم سينجلي بولايتك يا علي يا علي يا علي
ثم يقول ثلاثا: أبا الغوث أغثني يا علي أدركني ويقرأ كل يوم سبعين مرة لسعة الرزق وقضاء الحاجات ودفع الأعداء وهو مجرب. وفي كتاب (أسماء أمير المؤمنين) قال: أما خواص اسمه الشريف علي فإذا نادى به المسجون بياء النداء يا (علي) اثني عشر مرة خلصه الله، ومن ذكره من ضاق عليه الرزق كل يوم ألف مرة فلا يمضي أربعون يوم حتى يفتح الله عليه باب الرزق والاستغناء عن الناس. ومن كتبه وهو على وضوء في كفه الأيمن بعد صلاة الفجر ولحسه على الريق صنع ذلك سبعة أيام حفظ كل ما يسمعه ولا ينساه وإذا نقش الساعة الأولى من يوم الجمعة على قطعة ذهب وحملتها البكر البائر خطبت سريعا. فهو أشرف الأسماء علوا وارتفاعا فلا تتعجب لو قيل إنه من الاسم الأعظم فمن واظب على ذكره خضعت له الأرواح العلوية والسفلية ولا يموت إلا غنيا ويرزقه الله المعيشة الطيبة. ومن داوم على ذكره بغير ياء دون عدد وحصر بصوت جهوري صفت روحه ومنعت من الخواطر النفسية وأنطق لسانه بالحكمة وخضعت له الأرواح والملوك العلوية والسفلية وأفاض الله عليه من غوامض الأسرار وما تقربه العين ويرتاح له القلب وعلامة ذلك أن يشم رائحة طيبة. ومن كتب بإصبعه (علي) على صدره قبل النوم لم يحتلم. ومن كتبه مائة وعشر مرات في طبق وشربه على الريق أمن من الجوع. ومن كتب أمير المؤمنين علي مع قوله تعالى{ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [الأنبياء: 7] بماء خليط مع ماء ورد وسكر وشرب منه أربعون صباحا أنار الله قلبه بالعلوم الربانية والحكم الروحانية وحفظ كل ما يسمع. ومن نقشه على عقيق يماني وكتب تحت {هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ } [الحجر: 41] في ساعة سعيدة فمن تختم به صار معظما مكرما عند الناس ولا يراه أحدا إلا مال إليه بطبعه وتنجح له المقاصد بإذن الله تعالى. ولتسهيل المقاصد وتيسير الأمور وقضاء الحوائج يقرأ قبل بدأ العمل {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185] بعلي بعلي بعلي. ومن أراد إجماع الناس على رأيه يكتب في ورقة (أمير المؤمنين علي) ويعلقها على عضده الأيمن ويكرر قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا } [آل عمران: 103] ومن خواص اسم أمير المؤمنين (عليه السلام) إن من اتخذه وردا لا يعتريه السقم طول حياته ولا يطيق أحد النظر إليه إجلالا له، فهو يخضع جميع الأرواح ويحيي الروح الباطنية ومن قرأه على مريض قد عجز الأطباء عن علاجه برئ ما لم يحضر أجله.
ومن كتبه على سيف وقاتل به كان هو الناصر ومن نقشه تحت فص خاتم فإن حامله ينال البركة والخير لاسيما إذا كان صاحب حالة صادقة. ومن كتبه على باب الدار أمنت الدار من الخسف وأهلها من البلاء وإذا كتب على محل كثر بيعه وكثر ربحه ومن كتب الاسم الشريف على سفينة أمنت من الغرق ببركة هذا الاسم الذي كتبه الله تعالى على الكرسي واللوح والماء وغيره كما في الروايات. ومن كتبه مع قوله تعالى: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا } [الزمر: 69] ومحاه وسقاه المهموم المكدور فرج الله همه وكشف كربه.
ومن كتب في ورقة قوله تعالى{ رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [الشعراء: 83] بأمير المؤمنين علي وعلّقها على رأسه وتوجه في أي حاجة قضيت بإذن الله وهو في مأمن من كل مكروه.
ومن تلا بنية الانتقام من ظالم ناصب { فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [الأعراف: 44] بأمير المؤمنين أربعمائة واثنان وسبعون مرة فلا يمضي عليه ثلاث ليال إلا وينتقم منه. لوجع العين وهو مجرب يا بصيرا بلا حدقة احفظ حدقتي بحدقتي علي بن أبي طالب تقوله بعد الفريضة وأنت تمسح على عينك اليمني تقوله مرتين وعلى اليسرى مرة واحدة.
التوسل بفاطمة الزهراء (عليها السلام): روي عن فاطمة الزهراء (عليها السلام) أنها قالت قال لي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): يا فاطمة صلى عليك غفر الله له وألحقه حيث كنت من الجنة. [72]
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا حم أحدكم فليدخل البيت وحده ويصلي ركعتين ويضع خده الأيمن على الأرض ويقول: يا فاطمة بنت محمد (عشر مرات) استشفعُ بكِ إلى الله فيما نزل بي. فإنه يبرأ إن شاء الله تعالى[73]وفي البلد الامين روى المفضل بن عمر عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كانت لك حاجة إلى الله وضقت بها ذرعا فصل ركعتين فإذا سلمت كبر الله ثلاثا وسبح تسبيح فاطمة (عليها السلام) ثم اسجد وقل مائة مرة: يا مولاتي فاطمة أغيثيني ثم ضع خدك الأيمن على الأرض وقل مثل ذلك ثم عد الى السجود وقل كذلك ثم ضع خدك الأيسر على الأرض وقل كذلك ثم عد الى السجود وقل كذلك مائة مرة وعشر مرات واذكر حاجتك تقضى
ومن الأدعية المهمة التي أوصى السيد مرعشي نجفي (قدس سره) ابنه بالمواظبة عليها: اللهم إني أسألك بحق فاطمة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفعل بي ما أنت أهله.
ومن كتاب التحفة الرضوية: دعاء مجرب في أداء الدين ورفع الشدائد وهو: اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها، بعدد ما أحاط به علمك، تقرؤه (430) مرة أياما حتى تقضى حاجتك. وقال: حدثني به السيد الشريف الأستاذ العلامة الورع التقي السيد ميرزا حسن الشيرازي (قدس سره) وذكر أنه جربه لذلك ولقضاء الحاجات وكشف المهمات وأضاف وقد جربه كثيرون وكان له عنده (رحمه الله) من الأهمية بمكان قال: وربما تقضى الحاجة في اليوم الثالث.
من كتاب القصص العجيبة للشهيد السيد عبد الحسين دستغيب طاب ثراه نقل عن السيد الجليل علي نقي الكشميري قال: سمعت من الفاضل السيد عباس اللاري قوله أثناء: مجاورتي لباب مدينة العلم في النجف الأشرف طلبا لتحصيل العلوم الدينية وفي عصر أحد أيام شهر رمضان المبارك اشتريت طعاما للإفطار ووضعته في غرفتي وخرجت منها وأقفلت بابها وذهبت لأداء صلاتي المغرب والعشاء وبعد مضي شيء من الليل عدت إلى المدرسة للإفطار وعندما بلغت باب الغرفة وضعت يدي في جيبي فلم اجد المفتاح، ففتشت عنه في أطراف المدرسة وسألت عنه الطلاب الذين كانوا في المدرسة فلم أجده ونتيجة لشدة جوعي وعجزي عن المشكلة اضطربت وخرجت من المدرسة حائرا أبحث في الطريق بين المدرسة والحرم المطهر فصادفت في طريقي السيد مرتضى الكشميري) فسألني عن سبب حيرتي فأجبته فأتى معي إلى المدرسة وأمام باب غرفتي قال لي يقولون انه من يعرف اسم أم النبي موسى (عليه السلام) وينطق به على قفل مغلق فإنه ينفتح فهل جدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) أقل منها ثم وضع يده على القفل ونادى يا فاطمة فانفتح الباب.
التوسل بالسبطين عليم السلام:
لسعة الرزق والغنى في هامش كتاب مقصود الزائرين للمرحوم السيد علي الحسيني قال: وهي مجربة لجميع المهمات تبدأ ليلة الجمعة فتقرأها سورة الواقعة خمس مرات وهكذا إلى ليلة الجمعة الآتية فتقرأها فيها ست مرات فيكون مجموع القراءة واحد وأربعين مرة، وفي كل مرة بعد الفراغ من السورة تقرأ الدعاء الآتي مرة، فيكون مجموع قراءته أيضا كذلك قال: وهذا العمل مجرب لجميع المهمات وينال عامله مالا وثروة كثيرة ولو عمله في كل شهر نال مالا وثروة بحيث لا يمكنه عد ذلك. والدعاء: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم ارزقنا رزقا حلالا طيباً واسعاً، من غير كد واستجب دعوتنا من غير رد ونعوذ بك من الفضيحتين الفقر والدين، بحق السيدين السنَدَيْنِ السِبْطَيْنِ الحسن والحسين صلوات الله عليهما وعلى جدهما وعلى أبويهما وعلى أولادهما المعصومين الطيبين الطاهرين ورحمة الله وبركاته. اللهم يا رازق المقلين ويا راحم المساكين ويا ذا القوة المتين ويا غياث المستغيثين ويا خير الناصِرينَ إياك نعبد وإياك نستعين. اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله وإن كان في الأرض فأخرجه وإن كان بعيدا فقربه وإن كان قريبا فيسره وإن كان يسيرا فكثره وإن كان كثيرا فخلده وإن كان حراما فحلله وإن كان حلالا فطيبه وإن كان طيبا فباركه لنا برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين والحمد لله رب العالمين.
ختم باسمهما (عليهم السلام) لسعة الرزق أيضا وجاء في منتخب الختوم ص 177 : ولها تأثير غريب في سعة الرزق والزيادة في أمر المعيشة وهي من جملة المجربات التي لا تتخلف ويجب أن يبتدأ بها من ليلة السبت ويقرأها كل ليلة ثلاث مرات. ويقرأها ليلة الجمعة ثماني مرات، ويستمر على هذا المنوال لمدة خمسة أسابيع وعليه أن يقرأ هذا الدعاء قبل البدء بقراءتها كل ليلة وهو: اللهم ارزقنا رِزْقاً حلالا طيبا من غير كدر واستجب دعوتي من غير رد وأعوذ بك من فضيحة الفقر والدين وادفع عني هذين بحق الإمامين السبطين الحسن والحسين برحمتك يا أرحم الراحمين.
التوسل بالإمام الحسين (عليه السلام) :
جاء في التحفة الرضوية من أقسم على الله تعالى بدم الحسين (عليه السلام) استجيب له البتة وقد جرب ذلك يقول ثلاثا (أنشدك بدم المظلوم).
وروي أن من كانت له حاجة فليتوسل بسيد الشهداء في قضائها وليقل (128) مرة : إلهي بحق الحسين وأخيه وجده وأبيه وأمه وبنيه وشيعته ومواليه وزائريه وسكانه ومجاوريه صل على محمد وآل محمد واخرجني من الهم الذي أنا فيه برحمتك يا أرحم الراحمين. فتقضى حاجته حتما، ويذهب عنه غمه[74]. أقول: ومن التوسلات المعروفة بالإمام سيد الشهداء (عليه السلام) هذا الدعاء: إلهي بغربة الحسين إلهى بعطش الحسين إلهي بحرمة الحسين (عليه السلام) صل على محمد وآل محمد وافعل بي كذا وكذا وتذكر حاجتك.
التوسل بالإمام الكاظم (عليه السلام) :
للشفاء من الأسقام يقول الكفعمي (رحمه الله) في مصباحه: إن التوسل بالإمام الكاظم (عليه السلام) ينفع لوجع العين ولأوجاع سائر الأعضاء وهو من المجربات فتقول كما ذكر صاحب اللآلئ المخزونة: اللهم إني أسألُكَ بحق موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) إلا عافيتني (به) في جميع جوارحي وسلمتني في جميع حوائجي ما ظهر منها وما بطن ودفعت عني جميع الآلام والأسقام يا جواد يا كريم يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله أجمعين.
التوسل بالإمام الجواد (عليه السلام) :
لسعة الرزق: يقرأ بعد كل صلاة: اللهم إني أسألك بحق وليك محمد بن علي إلا جدت به علي من فضلك وتفضلت به علي من وسعك ووسعت علي رزقك وأغنيتني عمن سواك وجعلت حاجتي إليك وقضاءها عليك إنك لما تشاء[75].
التوسل بالإمام صاحب الزمان (عليه السلام) : حكى ابن بابویه (رحمه الله) قال حدثني أحد مشايخي القميين قال: كربني امر ضقت به ذرعا ولم يسهل في نفسي أن أفشيه لأحد من أهلي وإخواني فنمت وأنا به مغموم فرأيت في النوم رجلا جميل الوجه حسن اللباس طيب الرائحة خلته بعض مشايخنا القميين الذين كنت أقرأ عليهم فقلت في نفسي إلى متى أكابد همي وغمي ولا أفشيه لأحد من أخواني وهذا شيخ من مشايخنا العلماء أذكر له ذلك فلعلي أجد لي عنده فرجا فابتدأني من قبل أن أبتدئه وقال لي: ارجع فيما أنت بسبيله إلى الله تعالى واستعن بصاحب الزمان واتخذه لك مفزعا فإنه نعم المعين وهو عصمة أوليائه المؤمنين ثم أخذ بيدي اليمنى ومسحها بكفه اليمنى وقال: زره وسلم عليه واسأله أن يشفع لك إلى الله تعالى في حاجتك فقلت له: علمني كيف أقول فقد أنساني ما أهمني بما أنا فيه كل زيارة ودعاء فتنفس الصعداء وقال: لا حول ولا قوة إلا بالله ومسح صدري بيده وقال: حسبك الله لا بأس عليك تطهر وصل ركعتين ثم قم وأنت مستقبل القبلة تحت السماء وقل: سلام الله الكامل التام الشامل العام وصلواته الدائمة وبركاته القائمة التامة على حجة الله ووليه في أرضه وبلاده وخليفته على خلقه وعباده وسلالة النبوة وبقية العترة والصفوة صاحب الزمان ومظهر الإيمانِ وملقن أحكام القرآن ومطهر الأرض وناشر العدل في الطول والعرض والحجة القائم المهدي الإمام المنتظر المرضي وابن الأئمة الطاهرين الوصي ابن الأوصياء المرضيين الهادي المعصوم ابن الهداة المعصومين السلام عليك يا معز المؤمنين المستضعفين السلام عليك يا مذل الكافرين المتكبرين الظالمين السلام عليك يا مولاي يا صاحب الزمان السلام عليك يا بن رسول الله السلام عليك يا بن أمير المؤمنين السلام عليك يا بن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين السلام عليك يا بن الأئمة الحجج المعصومين والإمام على الخلْقِ أجمعين السلام عليك يا مولاي سلام مخلص لكَ في الولاية أشهد أنك الإمام المهدي قولا وفعلا وأنت الذي تملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا فعجل الله فرجك وسهل الله مخرجك وقرب زمانك وكثر أنصارك وأعوانك وأنجز لك ما وعدَكَ فهو أصدق القائلين: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} [القصص: 5] يا مولاي يا صاحب الزمان يا بن رسول الله حاجتي كذا وكذا (وتذكر حاجتك) فاشفع لي في نجاحها فقد توجهت إليك بحاجتي لعلمي أنَ لك عند الله شفاعة مقبولة ومقاما محمودا فبحق من اختصكم بأمره وارتضاكم لسره وبالشأن الذي لكم عند الله بينكم وبينه سل الله تعالى في نجح طلبتي وإجابة دعوتي وكشف كربتي وسل ما شئت فإنه يقضى إن شاء الله تعالى.[76] وجاء في التحفة الرضوية قال حدثني بها العلامة السيد حسين الهمداني قال: يصلي صاحب الحاجة ليلتي الخميس والجمعة ركعتين تحت السماء حاسر الرأس حاف القدمين وبعد الفراغ يرفع يديه إلى السماء ويقول: (يا حجة القائم) 595 مرة ويسجد وفيه يقول 70 مرة (يا صاحب الزمان أغثني) ويطلب حاجته قال: مجربة لكل حاجة مهمة فإن لم تنجح في هاتين الليلتين أعادها في الأسبوع الثاني فإن لم تنجح فيه أيضا أعادها في الأسبوع الثالث فإنها تقضى لا محالة. [77]
التوسل بأبي الفضل العباس (عليه السلام) :
من المعروف عن أبي الفضل العباس (عليه السلام) أنه (بوابة الإمام الحسين (عليه السلام) فكل من له حاجة عند الإمام الحسين (عليه السلام) ينبغي أن يطلبها من أبي الفضل العباس (عليه السلام) ومن المجربات هذا الورد: يا كاشف الكرب عن أخيه الحسين أكشف الكرب عني بحق أخيك الحسين تقوله (133) مرة بعدد اسمه (عليه السلام) وقد جربه الكثيرون وحصلوا على حاجاتهم.
[1] تفسير القمي (1/ 167).
[2] تفسير الصافي 2/ 33
[3] العقائد للعلامة المجلسي 19
[4] تفسير الميزان 1/ 347
[5] بحار الأنوار43/ 328
[6] مجمع الزوائد 8/211
[7] (إرشاد الساري 2/428).
[8] عيون أخبار الرضا 63:1
[9] دعائم الإسلام 1: 57
[10] المواهب اللدنية 3/ 417
[11] (مستدرك الحاكم 3/ 615)
[12] مجمع الزوائد ج 10
[13] (كنز الفوائد 196 الوسائل 24/ 351).
[14] الوسائل 7/ 102
[15] وسائل7/ 99
[16] الوسائل 7/ 100
[17] وسائل الشيعة 7/ 100
[18] وسائل الشيعة 7/ 102
[19] (مستدرك الوسائل 5/236).
[20] (البحار 91/ 1).
[21] (البحار 91/ 1).
[22] أجوبة الشبهات ص136
[23] قصص وخواطر ص 575
[24] (مستدرك الوسائل 5/ 189).
[25] (غرر الحكم 193).
[26] عدة الداعي 24
[27] . (الكافي2/ 489).
[28] (الكافي2/ 489).
[29] (عدة الداعي 129).
[30] (عدة الداعي 210).
[31] (كيمياء المحبة ص 222).
[32] ميقات أهل الشام ومصر والمغرب للحج.
[33] بحار الأنوار 47/ 116
[34] (البحار91/ 32)
[35] (الإمام القائد الشيخ محمد تقي الشيرازي ص 43).
[36] (وسائل الشيعة 5/ 91)
[37] (البحار 92/ 167).
[38] (خزانة الأسرار 2/ 348).
[39] (المصباح 767).
[40] (الكافي 2/ 529)
[41] (الخرائج للرا وندي 2/ 558)
[42] التحفة الرضوية 117).
[43] (الكافي 2/ 522).
[44] ينظر (الكافي).
[45] (الكافي2/ 552).
[46] (الكافي2/ 549).
[47] (بحار الأنوار91/ 40).
[48] (المصباح ص 270).
[49] (الكافي2/ 555).
[50] (البحار91/ 209).
[51] (مكارم الأخلاق ص 316).
[52] بحار الانوار (91/ 209)
[53] مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ج1ص283
[54] . (طب الأئمة ص 140).
[55] (مفاتيح الجنان).
[56] (الكافي الشريف ج 2).
[57] (بحار الانوار 25·3).
[58] (طب الأئمة 92).
[59] (طب الأئمة ص 121).
[60] (المصباح ص 235).
[61] (فرج المهموم ص245).
[62] (وسائل الشيعة7/ 97).
[63] (وسائل الشيعة7/ 99).
[64] (بحار الأنوار91/ 21).
[65] مرقاة الجنان ص
[66] (بحار الأنوار 91/ 41).
[67] (طب الأئمة ص 69).
[68] (البحار 91/ 308).
[69] (مدينة المعاجز 1/ 431)
[70] . (التحفة الرضوية ص 215).
[71] (خزانة الأسرار2/ 298)
[72] (مستدرك الوسائل1/ 211).
[73] . (مكارم الأخلاق 382).
[74] (خزانة الاسرار ج 1 ص 335)
[75] قدير (مستدرك الوسائل 8/ 134)
[76] (البحار 91/ 31)
[77] (التحفة 57).