دودة ثمار التفاح والكمثرى التي تصيب الجوز Cydia pomonella linn
المؤلف:
د. احمد لطفي عبد السلام
المصدر:
الآفات الحشرية في مصر والبلاد العربية وطرق السيطرة عليها
الجزء والصفحة:
الجزء الثاني ص 407-417
2025-05-26
426
دودة ثمار التفاح والكمثرى التي تصيب الجوز Cydia pomonella linn
هذه الآفة تصيب التفاح والكمثرى، وتعد هذه الحشرة كذلك من أخطر الآفات التي تصيب الجوز، وتزيد الإصابة بها في حالة مجاورة بساتين الجوز لبساتين الكمثرى .
مظهر الإصابة والضرر :
تهاجم هذه الحشرة الجوز بشدة بالرغم مما يقال من أن الجوز ليس هو عائلها المفضل ويذكر البعض أن نشاط يرقات هذه الحشرة (الطور الضار) يتركز عند قاعدة تجمعات ثمار الجوز، ولكنها تبطئ في دخول الثمرة ولا تفعل ذلك بالسرعة التي تدخل بها داخل ثمار التفاح أو الكمثرى، وقد أتضح أن سلوك هذه الآفة على الجوز هو نفس سلوكها على التفاح، ولكن مكافحتها على أشجار الجوز أمر غاية في الصعوبة .
وتختلف شدة إصابة الجوز باختلاف المناطق وكذلك باختلاف الأصناف، ومن أكثر أصناف الجوز تعرضا للإصابة الصنف بون payne وصف کونكورد concord، بينما صنف فرانكويت - Franquette ومعظم الأصناف المتأخرة الإثمار لها درجات معقولة من المناعة، وفي غياب المكافحة تصبح الإصابة شديدة جدا وربما أصابت 50٪ من المحصول.
وقد اتضح أن اليرقات المبكرة للجيل الأول تستطيع أن تصيب المحصول، والثمرات النامية لصنف بون عند عمل قطاع فيه، يكون محيطها في المتوسط نحو 12.5 مم، وبمرور الوقت تبدأ قمتي الثمرة في التصلب، فتدخل معظم اليرقات إلى الثمرة من موضع الكأس أو نهاية الزهرة (شكل 1 و2). ومعظم يرقات الجيل الأول تدخل من هذه المنطقة، وبعد تصلب الصدفة الخارجية للثمرة، تقوم يرقات أكثر فأكثر باختراق جانب أو قاعدة الثمرة، خصوصا إذا كان في العنقود الثمري ثمرتين أو أكثر .

(شكل 1) ثمار جوز مشطورة نصفين لبيان يرقات ثمار التفاح الصغيرة والمسافة التي نخرتها في الثمرة في شهر مايو .

(شكل 2) طرف برعم من براعم الجوز مشطور نصفين لإظهار ديدان ثمار التفاح الصغيرة والمسافة التي تعمقت فيها في شهر مايو (مكبرة 5 مرات)
وجميع الثمار المصابة في وقت مبكر من الموسم تسقط أو تجف قبل الجمع، وبالرغم من أنها تمثل خسارة في المحصول، إلا أنها خسارة غير مؤثرة على المحصول الكلى، وفي منتصف يونية يحدث عادة سقوط كثيف لثمار الجوز التي أصيبت في وقت مبكر من الموسم وفى حالة الإصابة الشديدة تصبح التربة تحت الأشجار خضراء اللون من جراء ما سقط عليها من ثمار.
وإذا أصابت اليرقة ثمرة نامية، فإنها تعمل على وقف نموها ، وهذه الحالة يمكن ملاحظتها في (شكل 3) حيث ترى جميع الثمار المعروضة في الصورة في عمر واحد، وعينة الثمار هذه تم جمعها في نهاية شهر يونية والثمار الموجودة في الصف الثاني في الصورة تمت إصابتها في منتصف مايو، وسقطت حديثا من فوق الشجرة، وفى شمال الصف العلوي، توجد ثمرة طبيعية، ويوجد بجانبها في نفس الصف ثمرتان إصابتهما حديثة، ومن المحتمل أن تكون الثمرتان الأخيرتان كانتا قد تقدمتا في النمو حين أصابتهما لتبقيان على الشجرة حتى ميعاد الجمع دون أن تسقطان ومن المؤكد أن الثمار التي تصاب بعد أن تتصلب الصدفة تماما، سوف تبقى معلقة بالشجرة حتى ميعاد الجمع، وهذه تشكل مشكلة في عزلها عن باقي الثمار السليمة للمحصول، وتتعرض الثمار المصابة للمزيد من الإصابة أكثر مما تعرض له الثمار السليمة، والصف السفلى من الثمار في (شكل 4) منه ثمار جوز دخلتها يرقات دودة ثمار التفاح من خلال موضع الضرر الذى أنزله بالثمرة مرض لفحة الجوز والصف السفلى لثمار سليمة دخلتها يرقات دودة ثمار التفاح من نهاية الكأس، (وشكل 5) عند قاعدة أثنين من الثمار النامية .

(شكل 3) في الصف العلوى : الثمرة على الشمال ثمرة سليمة بينما الثمرتين الباقيتين في الصف بها آثار إصابة مبكرة. في الصف السفلي : ثمار سقطت على الأرض بسبب الإصابة في أوائل شهر مايو .

(شكل 4) إصابة دودة ثمار التفاح لثمار الجوز النامية الصف العلوى : دخلت اليرقات من خلال جسم الثمرة أو من نهاية الكأس . الصف السفلى : دخلت اليرقة من جروح الثمرة التي نشأت من لفحة الثمار .

(شكل 5) إصابة نموذجية لثمار جوز بدودة ثمار التفاح حيث دخلت مكان دخول دودة اليرقات عند قاعدة الثمار (الثمار مبكرة بعض الشي)
وبعد تصلب صدفة ثمرة الجوز فإن دودة ثمار التفاح نادرا ما تستطيع أن تقتحمها، ونتيجة لذلك فإن اليرقات تكمل نموها على القشرة تاركة صدفة الثمرة مبقعة تبقعا سيئا .
وتستطيع اليرقات أن تنفذ بنجاح إلى داخل الثمرة من خلال الأنسجة الرخوة الموجودة عند نهاية حامل الثمرة، وبسبب قدرة اليرقات على اختراق غلاف الثمرة الأخضر The green husk فإنه يحدث في الثمرة المصابة تبقعا في الصدفة . وعلى أي حال فإن الإصابة المتأخرة لهذه اليرقات وبعد أن يكون غلاف الثمرة قد تشقق أو سقط فإنه من الممكن لهذه اليرقات أن تنفذ إلى الثمرة بدون أن يحدث أي تبقع .
وبعد أن تأخذ اليرقات طريقها إلى الثمرة، فإنه يمكن رؤية برازها عند نهاية حامل الثمرة، وهذه الظاهر فضلا عن ظاهرة تبقع صدفة الثمرة من العلامات الدالة على الإصابة، وفي بعض الأحيان توجد بعض الثمار المصابة ولكن الثقب الذى دخلت منه اليرقة قد وجد في موضع آخر غير الموضع المعتاد لدخولها وهو نهاية أو طرف حامل الثمرة، والسمات المميزة لإصابة الثمار بدودة ثمار التفاح يظهر في (شكل 6، 7) ، وتبدو فيه ثمار جوز قد تم فتحها لترى داخلها الدودة ومظهر الإصابة، وفى وقت الحصاد، تكون معظم اليرقات قد غادرت لثمار المصابة لتكمل دورة حياتها .

(شكل 6) مظهر الإصابة المميز لدودة ثمار التفاح في ثمار الجوز عند الحصاد . الصف العلوي من الصورة يبين حوامل ثمار مصابة ، والصف السفلي يبين التبقع النموذجي الذي سببه اغتذاء الدودة على غلاف الثمرة (الصورة مكبرة 1.25 مرة)

(شكل 7) مظهر الإصابة المميز لدودة ثمار التفاح في ثمار الجوز وقت الحصاد (والصورة بالحجم الطبيعي) في الصف العلوي على الشمال يرى فيه ثقوب دخول الدودة في البرعم الزهري أو الكأس وعلى اليمين يظهر في الصورة ثقوب دخول الدودة عند نهاية حامل الثمرة. في الصف السفلى مظهر إصابة نموذجي حيث ثقب الدخول أو الخروج قد نخر في الأنسجة الرخوة لنهاية حامل الثمرة.
والتبقع الذي تحدثه دودة ثمار التفاح بغلاف الثمرة يمكن تفريقه بسهولة عن الضرر الذي تحدثه يرقات الآفات الأخرى التي تهاجم ثمار الجوز، حيث لا يوجد من هذه الآفات من يستطيع مهاجمة الثمار حتى يتشقق غلافها، وعلى ذلك فإن تبقع الصدفة لا يمكن أن يحدث إلا من الإصابة بدودة ثمار التفاح .
وحيث أن دودة ثمار التفاح تشكل خطورة على الجوز، فإنها تستطيع أن تصيب المحصول بخسارة جسيمة في وقت قصير ويمكن أن يصيب الجيل الأول من الحشرة ثمار الجوز بسرعة كبيرة مسببا خسارة في المحصول تصل نسبتها إلى 20 - 30 ٪ في خلال شهر واحد أو أقل، ويسقط عدد كبير من الثمار المصابة على الأرض، وما يتبقى من الثمار المصابة على الأشجار حتى الحصاد تكون الدودة قد أكملت إتلافها للب هذه الثمار (شكل 8) .

شكل (8) ثمرة جوز ناضجة - تم كسرها لبيان التلف المميز لإصابتها بدودة ثمار التفاح وترى الدودة داخلها والصورة مكبرة مرتين
طرق المكافحة :
1 - المكافحة الطبيعية
تتأثر دودة ثمار التفاح - مثلها مثل الكثير من الآفات - بعوامل لمكافحة الموجودة في الطبيعة، وهذه العوامل قد تكون مهيئة - أو قد لا تكون مهيأة أحيانا - للحد من كثافتها العددية - وتندرج العوامل الطبيعية للمكافحة تحت عنصرين رئيسين هما:
أ - العوامل المناخية .
ب - العوامل البيولوجية .
وعند ذكر العنصر الأول يمكن القول مثلا أن ارتفاع درجة الحرارة ودرجة الرطوبة الجوية أثناء تزاوج الفراشات وعند وضعها للبيض تتسبب في هلاك نسبة كبيرة من هذا البيض وبالتالي كسر حدة الإصابة .
ومن ناحية أخرى فإن الرياح الشديدة التي تطول فترة هبوبها قد تؤدى إلى هلاك الكثير من الفراشات والتأثير على درجة الإصابة.
وكذلك يمكن أن تكون العوامل المناخية ملائمة جدا للحشرة وتعمل على امتداد الإصابة بها إلى مسافات بعيدة.
أما العوامل البيولوجية فتشمل الأعداء الحيوية من مفترسات وطفيليات موجودة في البيئة وهذه عند ملائمة الظروف قد تحد من خطورة الأفة إلى درجة كبيرة ومن هذه الأعداء الحيوية حشرات متطفلة ومفترسة وفطريات تسبب أمراضا لليرقات وكذلك الطيور التي تلتهم الكثير من الفراشات.
ب - المكافحة الزراعية والميكانيكية
وتتلخص هذه المكافحة في إزالة الثمار المصابة المتساقطة على الأرض وإحراقها، وكذلك يجب التخلص من أي شيء يمكن لليرقة أن تقضى فيه بياتها الشتوي. ومن هذه المكافحة أيضا المحصول بمجرد نضج الثمار دون تأخير لتقليل نسبة الإصابة، وذلك لأن الثمار معرضة للإصابة حتى ميعاد الجمع.
ج - المكافحة الكيماوية
قبل إجراء المكافحة الكيمياوية، يجب اختيار الوقت الملائم لهذه المكافحة، وأفضل أنواع المكافحة هو ما يتم تنفيذه قبل أن تتمكن يرقات الجيل الأول من دخول الثمار، وتستعمل مصائد الفراشات كدليل على الكثافة العددية لفراشات الجيل الأول ومن ثم اتخاذ قرار إجراء المكافحة الكيماوية في الوقت الملائم.
هذا وفى الولايات المتحدة، تتخذ درجة نمو ثمار الجوز كدليل بناء عليه يبنى عليه توقيت استعمال المكافحة الكيمياوية، فلا تجرى أي مكافحة كيماوية قبل أن يصل قطر ثمار الجوز من 3.75 إلى 1 بوصة وهذه الطريقة منتشرة الآن ويعمل بها منذ زمن بعيد. ويختلف توقيت المعالجة الكيماوية من موسم لآخر ومن منطقة لأخرى ففي المناطق الدافئة، تبدأ المكافحة الكيماوية متقدمة أسبوعين عن تاريخ إجراءها في المناطق الأكبر برودة.
ومن حيث عدد مرات المعالجة تفيد التقارير العلمية بأن المكافحة الجيدة ليرقات الجيل الأول تكفي وحدها حيث أن هذه المعاملة تؤدى إلى ضعف الجيل الثاني وعدم اقتصادية معالجته ويجب استعمال المبيدات الفعالة الحديثة في مكافحة دودة ثمار التفاح وهذه المبيدات تتغير من وقت لآخر حتى لا تنتج أجيال من الحشرة مقاومة لفعل هذه المبيد أو ذاك.
ومن المبيدات الحديثة التي أنصح باستخدامها مبيد أنثيو 33 ٪ بمعدل 100 سم لكل 100 لتر ماء وذلك حسب حجم وعمر الأشجار أو مبيد جاردونا 50 ٪ بمعدل 300 جم لكل 100 لتر ماء، هذا مع إجراء الرش بالحجم الكبير Full caverage Spray حتى يعم سائل الرش جميع الأفرع وأجزاء الشجرة، والصورة المنشورة هنا (شكل 9) لجهاز رش يستطيع أن يغطى جميع أجزاء الشجرة برذاذ الرش.

الاكثر قراءة في الجوز
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة