اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الأنباء
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
البعد السياسي للإعلام الدولي
المؤلف:
الدكتور بطرس حلاق
المصدر:
الإعلام والإتصال الدولي
الجزء والصفحة:
ص 22-25
2025-05-25
154
البعد السياسي للإعلام الدولي
لا يمكن إنكار أن المقولات الكبرى في عصرنا مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان تنطوي كل منهما على جانب عام وجانب خاص بالثقافة والبيئة بكل دولة وبكل شعب، وقد ازدادت صعوبة التفرقة في هذا الشأن بين العالمي والخاص في ظل هيمنة مضامين الإعلام الدولي ذات الصلة القوية بالتغريب (الأمركة) حيث النزوع القوي لفرض ثقافات معينة بالرغم من أن أنماط التفكير والسلوك وأنساق القيم في الكثير من المجتمعات النامية تتسم بالانغلاق ورفض الاندماج في تقاليد أسلوب الحياة الأمريكية، وقد استخدمت القوى الامبريالية وسائل الإعلام الدولية في فرض مفاهيمها المشوهة حول حقوق الإنسان مثلاً تركيزها على الحريات المدنية والسياسية وتغاضيها عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (الحق في التنمية).
أن للإعلام الدولي بعداً اقتصادياً، لكنه يأخذ في الوقت ذاته أبعاداً وتجليات سياسية تعمل من أجل إرساء هيمنة الثالوث الرأسمالي العالمي (الولايات المتحدة- أوروبا - اليابان) على مختلف أنحاء الكرة الأرضية هيمنةً شبه تامة والهدف من هذه الهيمنة السياسية تفكيك وشائج السيادة الوطنية للدول المتوسطة والصغيرة.
إن الممارسات المحترفة لوسائل الإعلام الدولي وتوظيف بعض مسلمات علم النفس الاجتماعي تؤدي إلى تأثيرات دعائية ورسم للأطر الفكرية التي يفهم من خلالها المتلقي تيار الأحداث العالمية، حيث تشكل تلك الوسائل أطراً لفهم الأخبار أكثر مما تورد من أخبار يفهمها المتلقي في إطار موضوعي، إن التجلي المباشر لهذه الملاحظات هو أننا نواكب بالصورة والتعليق نشاط صانعي القرار السياسي في الدول الامبريالية مما يقربهم إلى نفوس المشاهدين أو على الأقل يخفض شحنات الغضب والاستنكار إزاءهم، فصورة "أعضاء الكونغرس" مثلاً وهم في حالة نقاش لا يمكن أن يؤدي إلا إلى تكوين انطباع بأن الديمقراطية موجودة فعلاً في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي هذه الحالة تغيب الصور والتحقيقات عن الكثير من القرارات التعسفية والقمعية للسياسات الأمريكية على المستوى الداخلي أو الدولي.
إن الدول الامبريالية تحسّن باستمرار إستراتيجيتها الإعلامية وذلك عن طريق البحث العلمي والميداني انطلاقاً من معاينة الجمهور وتطلعاته وخصائصه الثقافية. لذلك ليس من الغريب أن نلاحظ أن الإدارة الأمريكية قامت في السنوات الخمس الأخيرة بإعداد دراسات ميدانية عن الصورة النمطية Stereotype للولايات المتحدة الأمريكية في أوساط الشباب الهنود، وعن هوايات الطبقة المتوسطة في أمريكا اللاتينية، وعن عادات القراءة لدى الشباب اليونانيين. وغني عن البيان أن نتائج مثل هذه الدراسات والأبحاث الميدانية هي التي يتم توظيفها عملياً في البث الإذاعي والإرسال التلفزيوني للإعلام الدولي، وليس من قبيل الصدفة أن تخصص الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وهي التي تملك اكثر 90% من موجات البث العالمية، أقساماً خاصة للتجمعات السكنية والاقتصادية الهامة في العالم تبث إليها قيم "الديمقراطية" و "الحرية" التي يمارسها "العالم الحر".
في مقال له في صحيفة "Die Welt am Sontag" يؤكد الباحث السويسري الدكتور "باتريس بارا" أنه لا توجد موضوعية في ميدان الإعلام الدولي، فخلف كل خبر تختبئ إرادة سياسية وحتى الآن فإن غالبية شعوب العالم الثالث "ضحية إرادة سياسية غايتها الهيمنة" ، وما دام تحرر الشعوب يعني خلق توازن جديد وأوضاع جديدة فإن الإعلام في العالم الثالث هو مسار تحرري لا يمكن عزله عن الروابط الاجتماعية سواء كان فناً أو لغة أو ثقافة أو هوية أو شرعية أو إيديولوجيا، في الوقت الذي يجب على الإعلام أن يرتبط بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية ووسائل هذه التنمية هي أولاً وقبل كل شيء الإنسان وما دام المتلقي يتعرض إلى الإعلام الوافد السائد والمعتمد على التعتيم والتكرار والخزعبلات فإن طاقات الخلق لديه تبقى مكبوتة، في الوقت الذي يجب فيها على الإعلام المحلي أن يساعد المواطن على اكتشاف مختلف دوائر محيطه العائلة، المؤسسة، المجتمع ومختلف مكوناته وفهم ارتباطات تلك المكونات من اجل العمل على تغيرها نحو الأفضل.
لقد ارتبطت وسائل الإعلام في أي دولة ارتباطاً وثيقاً بشكل النظام السياسي فيها، وهناك بعض الجوانب يمكن من خلالها اكتشاف العلاقة بين النظام السياسي ووسائل الإعلام، وتظهر هذه الجوانب بشكل واضح وفقاً لما يلي:
- مدى تأثير النظام السياسي على وسائل الإعلام.
- نظم توصيل المعلومات التي تتبعها الحكومة.
- تأثير وسائل الإعلام على السلطة.
وللإعلام أهدافه الكثيرة من وراء إبراز دور المؤسسة السياسية في المجتمع إن كانت تلك المؤسسة حكومية أو حزب سياسي أو سلطوية أو غيرها من المؤسسات العاملة في المجتمع، ويمكن أن يكون هدف هذا الإبراز للمؤسسة السياسية إيجابي أو سلبي.
وفيما يلي أهم الأهداف التي يسعي إليها الإعلام الدولي في إبراز دور المؤسسات السياسية:
- بيان الاهتمام الكبير والرعاية المتزايدة من قبل المؤسسة لكافة المجالات التنموية التي يشهدها المجتمع.
- تسليط الضوء على الأنشطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفعاليات القومية أو المهرجانات والاحتفالات المختلفة التي تحظى بالاهتمام والرعاية من قبل المؤسسة السياسية والأسباب الداعية إلى ذلك.
- إبراز الدور الهام التي تقوم به المؤسسة من أجل خدمة المجتمع في المجالات المختلفة للأنشطة التي تقام به.
- بيان رد الفعل الجماهيري تجاه نشاط المؤسسة السياسية.
- بيان مدى مواكبة المجتمع للتقدم والتطور الحادث على المستوى الدولي.
- بيان مدى الاتصال والتلاحم بين المؤسسة السياسية والمؤسسات المجتمعية على كافة المستويات داخل الدولة وخارجها.
- تعميق الوعي الجماهيري الوطني لدى أفراد المجتمع من خلال التعرف التام على كافة المناسبات الوطنية والفعاليات والأنشطة السياسية والاجتماعية والاقتصادية الهامة والتي تخطى باهتمام المؤسسة السياسية.
- بيان المجالات ذات الاهتمام والرعاية من قبل الحكومة والمؤسسات الهامة بالمجتمع.
- تحقيق الدعاية والدعم الإعلامي المطلوب لكافة المناسبات والفعاليات والأنشطة الهامة.
- إبراز التواصل والتعاون في المجالات ذات الاهتمام من قبل المؤسسة السياسية بين الدول أو المنظمات والمؤسسات الدولية والإقليمية والتي تقوم بالمشاركة أو المعاونة في مجال تنظيم وإقامة هذه الفعاليات والأنشطة المختلفة محل الاهتمام الإعلامي.
إنَّ الحديث عن الإعلام والتنمية والتربية وحق المتلقي في إعلام موضوعي وفعال يعني بالضرورة الحديث عن نظام دولي جديد، حيث أن قيمة الإعلام الدولي ليست مرتبطة اليوم بالسيطرة الاقتصادية وبخدمة الدول الكبرى شركاتها الاحتكارية المتعددة الجنسيات فحسب بل وأيضاً بالإستراتيجية العسكرية لتلك الدول ولعل أفضل دليل على ذلك هو الحرب التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد العراق، ودور الأقمار الصناعية الأمريكية في تحديد مواقع القوات العراقية وتوجيه القاذفات والبوارج الأمريكية لقصف هذه الأهداف، فالمقدرة العسكرية لكل بلد لم تعد تُحسب بعدد الجيوش وكثرة العتاد فقط ولكن أيضاً بإخضاع رقعة الصراع لوسائل المراقبة الالكترونية وأجهزة الرادار التي تحملها الأقمار الصناعية، وهكذا يتبين لنا كيف أن الإعلام الدولي أصبح عنصراً ضرورياً في معادلات الهيمنة للدول الكبرى وركيزةً خطيرة في إستراتيجيتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية والثقافية، الأمر الذي يطرح بإلحاح على دول العالم الثالث التنبه إلى قيمة الإعلام المحلي وضرورة استعماله كسلاح من أسلحة التحرر الوطني والانعتاق الاجتماعي.
ففي الدول الرأسمالية، وبخاصة في الولايات المتحدة، يعتمد الاتصال على ترويج قوالب جاهزة وتنمية العديد من القيم المرتبطة بمصالح رأس المال والى التأثير في سلوك الأفراد والمجتمعات بوسائل الدعاية اللينة والناعمة Soft Propaganda ، ذلك أنه رغم تعدد وسائل الاتصال البشري وتنوع مضامينها فإنها تلتقي عند حد أدنى وهو المحافظة على المصالح الرأسمالية، لذلك فإن كل مطالبة بإقامة نظام إعلامي جديد لابد أن تكون متكاملة مع المطالبة بنظام إعلامي دولي جديد، كتقييد للمشروع الرأسمالي.