اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الأنباء
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
البعد الاقتصادي للإعلام الدولي
المؤلف:
الدكتور بطرس حلاق
المصدر:
الإعلام والإتصال الدولي
الجزء والصفحة:
ص 20-22
2025-05-25
146
البعد الاقتصادي للإعلام الدولي
يشغل الإعلام الدولي حيزاً هاماً في ظاهرة الهيمنة الثقافية، ولم يعد ظاهرة فكرية فقط، بل هو أيضاً نشاط اقتصادي يستوجب اعتمادات مالية وأيدي عاملة، ويحتاج إلى مواد أولية (كالورق بالنسبة للصحف والمجلات مثلاً)، ولذا فإنه يتمتع بنفس الخصائص التي تتمتع بها الأنشطة الاقتصادية الأخرى في الدول الليبرالية، من تداخل بين الرأسمال المصرفي والصناعي والشركات الاحتكارية المتعددة الجنسيات، وعالمية الإنتاج والاستهلاك و تكتل رؤوس الأموال فعلى سبيل المثال لا الحصر يساهم بنك منهاتن Chase Manhattan الذي تملكه أسرة "روكفيلر" في معظم المؤسسات الصناعية ووسائل الاتصال مثل جنرال الالكتريك General Electric وشبكة التلفزيون الأمريكية (ABN) وشركة IBM، أما في أوروبا فيكفي أن نشير إلى ثلاث مؤسسات مالية ضخمة تسيطر على الإذاعة والتلفزيون في ألمانيا وهي "بنك الاعتماد الفرنسي" و "دويتشه بنك" و "البنك التجاري الهولندي".
إن العلاقة بين المصارف الضخمة والمؤسسات الإعلامية مرتبطة إلى حد كبير بحجم الاستثمارات في هذا الميدان، وهذا يفسر بدوره ضخامة حجم المؤسسات المنتجة لوسائل الإعلام الدولي.
إن الاحتكار هو السمة الرئيسية للنشاط الإعلامي الدولي، ففي مجال الإذاعة والتلفزيون والفيديو تشغل شركة "فيليبس Phillips" الهولندية المتعددة الجنسيات 460 ألف موظف وعامل، وجنرال اليكتريك الأمريكية 420 ألفاً وشركة "سيمنس"Siemens الألمانية 330 ألفاً، وقد بلغت أرباح شركة جنرال اليكتريك في سنة 2010 وحدها 340 مليون دولار.
ولإعطاء فكرة واضحة عن حجم مؤسسات الإعلام الدولي نلاحظ أن شبكة التلفزيون الأمريكية (CBS) تشغل وحدها 40 ألفاً بين صحفيين ومحررين وفنيين وإداريين أما هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) فيزيد عدد موظفيها على 35 ألفاً، وفي مجال الصحافة المكتوبة يحصل الشيء نفسه، إذ تسيطر الشركات الاحتكارية المتعددة الجنسيات على مجمل الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية، ففي ألمانيا تسيطر مؤسسة "اكسيل برنيغر Springer Axel على %64 من المطبوعات، وفي بريطانيا يملك إمبراطور الصحافة اليهودي الاسترالي روبرت مردوخ 170 صحيفة ومجلة، وفي فرنسا تملك أسرة "هارسان" 20 صحيفة يومية منها "لوفيغارو" و "فرانس سوار، و17 مجلة و 24 صحيفة أسبوعية ووكالة أنباء محلية، وفي هولندة يمتلك السيد "جيبر داس" 22 صحيفة يومية.
إن الاحتكار في السوق المحلية مرتبط بالسيطرة على السوق العالمية حيث نجد أن 97% من أجهزة التلفزيون و 87% من أجهزة الراديو و 95% من مصادر الإخبار في دول العالم الثالث مستوردة من “العالم الليبرالي"، ولا تملك الدول النامية إلا 5% فقط من إجمالي العقول الإلكترونية في العالم، وبناءً على هذه المعطيات يمكننا أن نلاحظ ما يلي:
- إن الإعلام الدولي، كنشاط اقتصادي، يساهم في تراكم رؤوس الأموال الغربية ويدرّ على الشركات الاحتكارية المتعددة الجنسيات أرباحاً طائلة تساهم دول العالم الثالث بنسبة 60% منها، وقد بلغت استثمارات الشركات الأمريكية في العالم الثالث في العام الماضي 9 بلايين دولار.
- إن حركة نشاط مؤسسات الإعلام الدولي امتازت بالتطور من القلة إلى الكثرة، ومن البساطة إلى التعقيد، ومن الاستقلالية إلى الترابط، فقد اتسمت الصحافة المكتوبة بصفة العالمية وأصبح بإمكان بعض الصحف أن تطبع وتوزع في الوقت نفسه في أماكن متباعدة من الكرة الأرضية، فصحيفة /Wall Street Journa التي تعبر عن أراء رجال المال والإعمال ووسطاء البورصة في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، تطبع في كل من نيويورك ولندن وباريس وفرانكفورت وسنغافورة وطوكيو وأصبح التلفزيون قادراً على أن يبث أكثر من خمسين برنامجاً مختلفاً حسب اختيار المشاهد، وأصبح سكان آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية يلتقطون البث التلفزيوني المباشر لبرامج التلفزيون الأمريكية أو الأوروبية بواسطة الأقمار الصناعية.
- إن الاحتكار الذي يميز تكنولوجيا الإعلام والاتصال يمتد إلى مؤسسات إنتاج المواد الإخبارية والثقافية.
- إن وكالات الإنباء العالمية هي التي تقرر ما يقرأه أو يشاهده المواطن وهي التي تقرر أيضاً ما ينبغي ألا يقرأ ولا يشاهد على الأقل في الوقت المناسب ذلك أنها تلجأ إلى أساليب عديدة في توجيه الخبر مثل صياغة العناوين وتقديم العناصر الرئيسية في شكل ثانوي والتغييب الكلي لبعض العناصر، بل وحتى التعتيم على بعض القضايا، على أنه إذا كان بالإمكان مواجهة الإعلام الدولي الوافد بإعلام محلي مضاد يعتمد الانتقاء والتعليق، فإن وسائل الدفاع إزاء مضامين الإنتاج الثقافي تبدو محدودة للغاية.
على ضوء هذه الاعتبارات نفهم كيف تقبل شعوب العالم الثالث وغيرها على استهلاك أفلام رعاة البقر والمسلسلات الأمريكية وملايين الأشرطة والاسطوانات والصور المتحركة وكيف تؤثر الإعلانات التجارية لـ "مالبورو" و "كوكا كولا" وسراويل "الجينز" في سلوكها الثقافي عبر الاستهلاك، أليست الإعلانات التجارية هي المحرك الرئيسي في عالم النشاط الاقتصادي؟